رفع حظر التجوال والهدوء يعود إلى بيروت


الهدوء عاد لبيروت بعد انتشار مكثف للجيش (الفرنسية)

رفع حظر التجوال في بيروت صباح اليوم، فيما بدت أثار الدمار التي خلفتها اشتباكات أمس الدامية التي أسفرت عن أربعة قتلى و150 جريحا بحسب ما أفادت به الشرطة اللبنانية في حصيلة جديدة.
وقد بدأت بعض المحال بفتح أبوابها، لكن وزارة التربية قررت إغلاق المدارس والجامعات خوفا من أي مواجهات جديدة بين الطلاب. ولا تزال قوات الجيش في حالة استنفار تحسبا لأي تطورات.
وكانت العاصمة اللبنانية قد عاشت ليلة هادئة نسبيا، في ظل حظر التجوال الذي فرضه الجيش اللبناني منذ الثامنة والنصف مساء وحتى السادسة صباحا، بتوقيت العاصمة.
وكان الجيش اللبناني قد دعا جميع المواطنين إلى الالتزام بقرار حظر التجوال، مؤكدا أنه سيعمد لتطبيق حيثياته بكل دقة وحزم ومن دون تردد.
دعوات للتهدئة

من جانبها ساهمت مواقف القوى الرئيسية المتنازعة في لبنان في تهدئة الأوضاع، بعد الأحداث الدامية التي وقعت أمس، حيث دعا الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله جميع المواطنين إلى إخلاء الشوارع وضبط النفس والانسجام مع الإجراءات التي يتخذها الجيش.



ومع أن نصر الله لم يحمل جهة بعينها مسؤولية تفجر الأحداث، إلا أنه أشار خلال مداخلة هاتفية مع تلفزيون المنار إلى ما أسماه "تيارا تقسيميا لا قيمة سياسية له إلا في ظل الفوضى ويقتات على الفتنة الداخلية"، داعيا القوى السياسية إلى عدم الانجرار وراء هذا التيار "ذي التاريخ المليشياوي والحربي".

وأشار نصر الله إلى تطور خطير يتمثل في عودة ظاهرة القناصين، مطالبا بتحديد هوية هؤلاء ومحاكمتهم أمام القضاء والتشهير بهم، معتبرا أن من يوجه السلاح إلى أخيه اللبناني هو "إسرائيلي".

من جانبه دعا رئيس كتلة تيار المستقبل في البرلمان سعد الحريري اللبنانيين إلى التزام أقصى درجات ضبط النفس والتعاون مع الجيش اللبناني للقيام بواجباته وعدم الانجرار وراء أي استفزاز من أجل حماية بيروت. وأضاف "سنكون وسنبقى أبعد الناس عن المليشيات والاقتتال".


وكان رئيس الوزراء اللبناني فؤاد السنيورة قد دعا من باريس -حيث يحضر مؤتمر المانحين للبنان- جميع المتظاهرين للعودة إلى صوت العقل، وقال إن ما يجري حاليا في الشارع لا يصب إلا في مصلحة أعداء لبنان.

اتهامات
وفي موقف مغاير لجهود التهدئة حمل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط النظام السوري مسؤولية ما يحدث في لبنان. وهاجم في اتصال مع الجزيرة حسن نصر الله قائلا "هناك واحد اسمه حسن نصر الله سقط سقطة إلى الهاوية في أزقة بيروت"، ودعا نصر الله إلى ألا يكون "أداة للنظام السوري لتخريب لبنان".


خلفية المواجهات
وشهدت بيروت يوما داميا أمس على خلفية التوترات القائمة بين فريق 14 آذار الحاكم والمعارضة. فقد تطور شجار بين طالبين في كافتيريا جامعة بيروت العربية أحدهما من أنصار المعارضة والآخر من الموالاة, إلى اشتباكات بالحجارة والعصي في حرم الجامعة، وتلاه إطلاق نار من مجهولين استهدف لاحقا عناصر الجيش اللبناني الذي تدخل لفض الاشتباكات.


أحداث أمس أسفرت عن مقتل أربعة أشخاص وإصابة 150 آخرين (الفرنسية-أرشيف)
واتسعت الاشتباكات في جنوب بيروت لتشمل الأحياء المحاذية السنية والشيعية. وقال مراسل الجزيرة إن المواجهات امتدت إلى مناطق الكولا وقصص ومار إلياس وراس النبع.

وجاءت هذه التطورات بعد يومين من مقتل ثلاثة أشخاص وإصابة 176 آخرين على الأقل خلال إضراب نظمته المعارضة احتجاجا على حكومة السنيورة ما لبث أن تطور إلى مواجهات بين أنصار الفريقين. كما تزامنت هذه التطورات مع انعقاد مؤتمر باريس 3 للدول المانحة للبنان الذي أعلن خلاله تقديم مساعدات بقيمة 7.6 مليارات دولار.





المصدر