ضربونا الأشقاء!!!
وعلي غرار المسلسل الكلاسيكي المصري "الاخوة الأعداء" بامكان تفسير الأمر برمته
فالاخوة هم العرب والأعداء هم العرب أيضاً
تعتبر شريحة كبيرة من العالم الرياضة طريقة لاعادة العلاقة بين الدول وبعضها البعض
وقد اعتبر كثيرون مبارة تنس الطاولة بين المنتخبين الأمريكي والصيني منذ سنوات طريقة لاعادة العلاقات من جديد بين الجانبين أما بالنسبة لنا كعرب فالأمر لابد وأن يختلف
التوتر في الملاعب علي المستوي الجماهيري أو علي مستوي اللاعبيين أصبح أمراً عادياً
فالفرق العربية تلتقي في المباريات العربية العربية وكأنها تدخل معارك حربية لتحقيق انتصار سيخلده التاريخ
يبدأ الاعلام بعمليات الشحن الاعلامية الهائلة للجماهير داعينهم للحضور والتشجيع والثأر فتتحول المواجهات العربية دوماً وتبعاً لذلك الي مواجهات انتقامية مريضة وكأن الفائز فيها سيحق له احتلال أرض الأخر!
ونفس هذه الفرق تكون كالملائكة أدباً وسلوكاً والتزاماً وتحضراً لو كان اللقاء مع فريق أوربي ولو حدث وأن طرد الحكم الفريق العربي كله كما قال الكاتب المصري السيد البابلي!
عاد المنتخب المصري الي مطار القاهرة قادماً من البطولة العربية في ليبيا مصاباً أو علي مقاعد متحركة!
نعم ما قرأتموه اخوتي صحيح وليس مزحة لم تعتدوها مني
في المباراة النهائية في بطولة العرب للكرة الخماسية بين الفريق المصري متصدر المجموعة والفريق الليبي المتأخر عن الفريق المصري بنقطتين كان يكفي المنتخب المصري التعادل ليتوج بطلاً للبطولة
لكن ما حدث أن الشوط الأول للمباراة مر بسلام وتعادل ، وفي بداية الشوط الثاني تعرض الفريق المصري لبلطجة من قبل الفريق الشقيق المنافس!
دخل اللاعب الليبي ناجي التومي بعصي حديدية غرفة خلع الملابس الخاصة بالمنتخب المصري فضرب اللاعب أحمد شعبان علي رأسه مسبباً له ارتجاج في المخ ومعيداً اياه الي بلاده علي كرسي متحرك!
سرعان ما تحول الأمر من مبادرة لاعب بالبلطجة الي مشاركة من قبل باقي أعضاء الفريق وبعض جماهيره العربية الشقيقة!
خرج المنتخب المصري بلاعبيه ال 17 معتدي عليهم اعتداء غير منطقي وغير مبرر .. كل من اللاعبيين أحمد شعبان ووائل أبو القمصان تعرضوا لارتجاج في المخ وعمرو الملاح أصيب هو الأخر بكدمات خطيرة .. وباقي اللاعبيين مصابين!
الأغرب أن أعضاء البعثة المصرية هرولوا الي الحكم التونسي مطالبين اياه بالتدخل ودخول غرفة خلع الملابس لمشاهدة الاعتداء الحادث علي اللاعبين فرفض واعتبر المنتخب المصري منسحبا ًوبالتالي فالمنتخب الليبي هو الفائز برصيد 2- صفر وبالتالي توجه بطلاً للبطولة!
انسحب الفريق المصري ولم يجد سيارة اسعاف تسعفه!
مبروك للفريق الليبي الشقيق
!!!!!
في سياق متصل سارعت لجنة الكرة الخماسية باتحاد الكرة بالاتفاق مع اتحاد الكرة بتوفير الرعاية الصحية لافراد الفريق والتقليل من الآثار السيئة لما حدث.
وفي مصر سارع أهالي لاعبي المنتخب المصري بالزحف الي مطار القاهرة للاطمئنان علي أبنائهم مطالبيين الجميع بتوفير الحماية للمنتخبات المصرية في لعبها مع البلدان العربية!
!!!!!
الأمر تكرر من قبل في ليبيا أيضاً علي مستوي الفرق ومع فريق الزمالك المصري ليقدم المسئوليين الليبيين حينها اعتذار رسمي
!!!!!
وفي تصفيات كرة القدم المؤهلة الي كأس العالم قبل بضعة سنوات كان الفريق المصري يلاعب المنتخب الجزائري والكاميرون تلاعب السنغال ان لم تخني الذاكرة
وكانت احتمالات التأهل الي كأس العالم موزعة علي كل من مصر والكاميرون والسنغال الا أن مصر وفي مبارتها أمام الجزائر والمتزامنة مع مباراة الكاميرون والسنغال تعرضت لأحداث شغب من الجماهير الجزائرية استدعت توقف المباراة نحو ثلث ساعة ثم تم استكمالها في جو متوتر لتضيع فرصة تأهل مصر حينها.
انتهت المباراة وتمكن المنتخب العربي من عرقلة نظيره العربي في طريقه ممهداً المجال للفريق الافريقي ..وقد استغربت الصحافة الاماراتية ذلك حينها
وفي أثناء عودة الفريق المصري في شوارع الجزائر تعرض للاعتداء مجدداً بيد الجماهير العربية فكسروا حافلته وأصابوا بعض لاعبيه
مبروك للفريق السنغالي
!!!!!
الكبار قد يلاحظون ويتذكرون أن الفرق المصرية وفي زمن القطيعة بعد معاهدة كامب ديفيد كان اللعب معها مشحوناً وله شكل أخر قبل المعاهدة
بل اني قرأت لأحدهم هنا وقبل شهور من يثني علي المملكة العربية السعودية من كونها لم تمنع المصريين من الحجيج الي بيت الله الحرام بعد المعاهدة
ألم يوقع السادات المعاهدة؟
!!!!!
في مباراة كرة القدم بين فريق الأهلي المصري واتحاد جدة السعودي الخاصة بكأس الأندية أبطال القارات لم تشهد المباراة أحداث شغب ونحمد الله علي ذلك.. لكني فوجئت بصراخ المعلق السعودي وتهليله بصورة أذكر جيداً أنها جعلتني أنتفض من مكاني يومها وبعد انتهاء المباراة بفوز اتحاد جدة
وكأن جيوش المسلمين فتحت عكا واسترجعتها من أيدي الصليبيين
!!!!!
ما السبب في كل ذلك؟
أصبحنا أكثر عنترية وقبلية مما كان العرب عليه قبل بعثة رسول الله!
أصبحت البلدان العربية وليست مصر وحدها تبعاً لذلك تواجه ارهاباً وضغوطاً هائلة بينها وبين بعضها قد تصل الي الضرب كما حدث في ليبيا!
هو أمر طبيعي في ظل حالة التخبط والضياع التي يمر بها العقل العربي المتأزم
اختلطت عليه الأمور فلم يعد يعرف أبسط الأسئلة "من هو؟"
مرة نهاجم الاقليمية ومرة نهاجم القومية العربية متعللين بأن الأصح هو الاسلام والواقع أننا لا نتصرف بتلقاء أننا عرب أو أننا مسلمون!
اليوم نحن مع ايران وغداً ضدها .. اليوم نحن نعتبر صدام شهيداً وأمس نلعنه .. اليوم نحن مع أمريكا ونطالبها بالبقاء في العراق بل وضرب ايران أيضاً وأمس كنا نتعجل خروجهم ونسعد باقتراب وصول قنبلة نووية اسلامية جديدة الي الساحة
!!!!!
دمتم
!!!