بعد خسارة 66.7% في عام.. الأسهم السعودية تستقبل أولى السيولة الاستثمارية

السيولة ترتفع 32% في تعاملات الأمس وتنتظر تأثيرات إعلان الوليد بن طلال اليوم

الرياض: جار الله الجار الله

ينتظر المتعاملون في سوق الأسهم السعودية اليوم تأثير إعلان الأمير الوليد بن طلال رئيس مجلس إدارة شركة المملكة القابضة وأحد كبار المستثمرين في السوق أمس بضخ 10 مليارات ريال (2.66 مليار دولار) في البورصة السعودية والسوق العقارية والتي يتوقع أن تتفاعل معها السوق بشكل إيجابي.

في المقابل نمت السيولة في سوق الأسهم السعودية أمس بنسبة 32 في المائة مقارنة بالتداولات التي سبقتها ـ أي يوم السبت ـ بعد وصولها إلى مستويات 9.4 مليار ريال (2.5 مليار دولار). حيث كانت في تعاملات أيام التداولات الثلاثة الماضية لا تتجاوز 7 مليارات ريال (1.8 مليار دولار) في اليوم. وجاءت هذه الزيادة في دخول الأموال نتيجة إلى وصول أسعار أسهم السوق المالية السعودية إلى مستويات توصف بالمغرية وسط انخفاض مكررات الربحية. هذه الأرقام المتدنية التي سجلها المؤشر العام برفقة جميع الأسهم جعلت المستثمر ينظر إليها بأنها فرصة واضحة الإغراء. ويستدل على ذلك بما أعلنه الأمير الوليد بن طلال أمس. ويتضح من سلوك مؤشر سوق الأسهم أمس أنه يعوم داخل تعاملات يوم السبت الماضي حيث لم يستطع تجاوز أعلى ما حققه في ذلك اليوم عند مستوى 6987 نقطة ولم يستطع تحقيق مستويات دنيا جديدة. ويعكس ذلك مدى تماسك السوق وتخوفها من حدة الهبوط التي رافقتها منذ تعاملات يوم الثلاثاء الماضي لتعكس بعدها اتجاهها إلى المسار الصاعد. وكانت سوق الأسهم بدأت تداولاتها أمس على انخفاض في أول عشر دقائق لتصل لأدنى مستوى محقق في تعاملاتها عند 6882 نقطة قبل أن تغادرها بلا رجعة مسجلة أعلى مستوى عند 6986 نقطة في تداولاتها الأخيرة. ولازم المؤشر العام للسوق بعدها التذبذب الجانبي في نطاق 70 نقطة حتى أغلق عند مستوى 6965.82 نقطة على ارتفاع بـ43 نقطة تعادل 0.63 في المائة عبر تداول 245.8 مليون سهم بقيمة 9.4 مليار ريال (2.5 مليار دولار).

وعاكس اتجاه السوق الصاعد، قطاعي الأسمنت والاتصالات اللذين انخفاضا بشكل طفيف بينما تصدر القطاعات المرتفعة قطاع الزراعة الذي أغلق على ارتفاع 3.8 في المائة يليه قطاع الخدمات فالصناعة.

وهنا، أشار لـ«الشرق الأوسط» عبد الله البراك محلل مالي وعضو جمعية المحاسبين السعوديين، أن القطاع الصناعي ساعد سوق الأسهم على التماسك في الآونة الأخيرة بعد الإعلان الايجابي لشركة «سابك» التي وصلت مكرراتها الربحية التاريخية عند 11 مرة. ويذكر البراك أن قطاع الصناعة ساند السوق بالرغم من السلبية التي لازمت قطاع البنوك بتراجع أسهم شركاته الأيام الماضية بسبب الانخفاض في الأرباح الأخيرة إذا ما قورنت بأرباح الربع الثالث.

وحول توقيت اعلان الأمير الوليد بن طلال أمس، أكد البراك بأنه يشير إلى أن أسعار الأسهم حاليا باتت جلية الإغراء للاستثمار، مفيدا أن سوق الأسهم السعودية أصبحت قريبة من الانتهاء من التصحيح التي تمر به. ودلل على ذلك بمقارنتها بأسواق الخليج التي استبقت السوق السعودية في التصحيح وبدأت حاليا في استعادة مسارها الصاعد.

من ناحيته أوضح لـ«الشرق الأوسط» مسند المسند مراقب لتعاملات السوق، أن الأسهم السعودية ما زالت تعيش فترة من البحث عن الاستقرار الذي يتمناه الجميع خصوصا بعد خسارتها 14000 نقطة بمعدل 66.7 في المائة منذ فبراير (شباط) العام الماضي أي من أعلى نقطة بلغها المؤشر العام.

ويستطرد المسند في حديثه بأن السوق لامست أسعار مقنعة للمستثمر الذي يبحث عن الفرصة المواتية لدخول السوق خصوصا بعد صدور الإعلانات النهائية والمهمة لنتائج الشركات المالية التي شجعت الكثيرين على الاهتمام الجاد في سوق الأسهم السعودية.
وحول إغلاق أمس وما يفيد حسب القراءات الفنية، فيشير لـ«الشرق الأوسط» صالح السديري محلل فني، الى أن إغلاق تعاملات أمس على حسب قراءة المؤشرات الفنية رجحت تمسك المؤشر العام في مسار صاعد يستهدف مستوى 7050 نقطة، مبينا أنه بمجرد الرجوع إلى منطقة 7000 نقطة تعطي إيعازا بالاطمئنان وربما نهاية الهبوط إذا استقر السوق فوق هذه المستويات لفترة طويلة.

http://www.asharqalawsat.com/details.asp?section=6&issue=10289&article=403874