كانت مفاجأة كبيرة أن يوافق ليفربول على عرض ليدز بانتقال مهاجمه روبي فاولر·· مقابل حوالي 11 مليون جنيه استرليني (حوالى 19 مليون دولار)·
والمفاجأة تكمن في أن فيل طومسون المدرب المؤقت لليفربول كان قد أعلن بعد مباراة ساندرلاند في الدوري أن المفاوضات جارية لتجديد عقد المهاجم·
لكن بيتر ريد سدايل رئيس نادي ليدز فاجأ الوسط الكروي كله، وأعلن أنه اتفق مع المسؤولين في ليفربول على العقد وانتقال فاولر إلى ليدز· وأجرى فاولر الاختبارات الطبية اللازمة أمس الأربعاء·· وكان ليفربول قد طلب حوالى 15 مليون جنيه استرليني (25 مليون دولار) ثمناً لفاولر·· لكن ليدز الذي كان قد عرض 9 ملايين جنيه وافق على الحل الوسط وهو 11 مليوناً·
وتأتي نهاية فاولر مع ليفربول بمثابة الدراما المثيرة·· وتعني رسمياً نهاية جيل فاولر·· الذي صعد معه كل من ديفيد طومسون (الذي تم بيعه إلى كوفنتري) ودومنيك ماتيو (الذي بيع إلى ليدز أيضاً)·· وأيضاً النهاية الرسمية لجيل ليفربول قبيل مجيء الفرنسي جيرار هولييه·· الذي انخفض مستوى فاولر خلال عهده انخفاضاً شديداً لدرجة أنه وصل إلى حد حدوث مشاجرات بينهما·· وحدوث توتر شديد بين فاولر وطومسون·· وتوقع الجميع أن فاولر في طريقه لخارج النادي·· لكن لم يحدث في هذا الوقت·
غير أن هذا حدث·· في عهد طومسون·· ولم يحدث في عهد هولييه، وهو الشيء المستغرب حقاً الذي هز أركان الكرة الانجليزية·· لأن الجميع كانوا يعتقدون أن فاولر جزء لا يتجزأ من ليفربول·· لكن هذا الجزء كان قد أصبح معطوباً·· غير صالح لمزيد من العمل·· بينما هذا العمل يحتاج إلى جهد مضاعف للوصول إلى القمة·
كان فاولر في غير مستواه دائماً حتى الأهداف التي سجلها·· أو الهاتريك المشهور الذي سجله في ليستر منذ شهرين هي أهداف يحرزها مبتدىء·· وكان الجمهور لا يتوقع الكثير منه عندما تصله الكرة·· وإذا وصلته فإن فرص ضياعها منه أكثر من فرص استثمارها·· وحتى لو وصلته فرصة تهديفية·· فإن عدم تسجيلها يبدو لديه أكثر من 90 في المئة هذا مثلاً عكس مايكل أوين أخطر المهاجمين·· الذي يفعل ما يريد· المشكلة تكمن في أن فاولر يشبه نسبياً قصة بوريس بيكر الذي بدا كمعجزة حقيقية في الثمانينات·· وانتهى كشبح في التسعينات·
ولأن مجال كرة القدم لا يعرف العواطف خاصة لدى المحترفين·· فإن الطلاق بين فاولر وليفربول كان وشيكاً·· فقد ابتعد اللاعب عن اللاعبين السابقين في النادي الذين عادة ما يأخذ منهم لاعبو النادي خاصة الشباب النصائح·· وهو ما يفعله دائماً مايكل أوين·· مع ايان راش·
الصديق الذي كان مقرباً دائماً من فاولر·· خلال وجوده في ليفربول لم يكن إلا الدنماركي يان مولبي الذي يدرب أحد فرق الدرجة الثالثة·· لكن فاولر فقد أصدقاءه حينما سلك طريق الإدمان، ولم يستمع للنصائح·
كما ان طومسون أثبت أنه بالفعل أصبح شخصية يمكن أن تحل محل هولييه· وقد يعيد الاعتبار مرة أخرى إلى التقليد الذي كان متبعاً في النادي العريق منذ زمن·· وهو أن يدربه ابن من أبنائه السابقين·· لكن الانهيار الذي بدأ بنهاية الثمانينات مع استقالة كين دالجليش·· ثم فترة رايام سوينس·· ثم الانهيار التام مع روي ايفانز·· تسبب في تغيير المفاهيم جذرياً·· إلى أن جاء الفرنسي هولييه في الصورة وبدأ الثورة التي لا يجهلها أحد·
طومسون أثبت أنه ومنذ مرض هولييه·· أن لا شيء تغير أبداً بالفريق·· نفس التفكير والتطبيق والأسلوب·· بل ان الأسلوب الذي تم تطبيقه الأحد في مباراة ساندرلاند خاصة بعد طرد الألماني ديتمار هامان·· والتنظيم المتميز للفريق أعادا الأذهان إلى عروض الفريق في عصره الذهبي·· بل وأسلوب تنظيم الهجمات المرتدة·· وضعت علامات استفهام كبيرة حول الأدوار·· من كان يفعل ماذا·· هل هو طومسون الذي كان ينفد التكتيكات بحذافيرها؟
وقد يكون رحيل فاولر بمثابة فتح الباب للتشيكي الشاب ميلان باروش القادم الجديد من دوكلا براج·· الذي ستتم إجراءات انتقاله خلال أسابيع·
وهناك من يقول ان قرار بيع فاولر سبقه اجتماع موسع عقده مجلس ادارة ليفربول وبحضور جيرار هولييه عبر الهاتف·· ولم يستغرق الاجتماع كثيراً بعد سماع رأي هولييه·· الذي يقول الخبراء انه وضع كل صغيرة وكبيرة لمدة خمس سنوات مقبلة في النادي، وأن النظام هذا يعتمد على أشياء محددة·· يعني أنه إذا ترك هولييه اليوم أو عجز غداً فإن هناك أسساً يتم تنفيذها·· وهي السياسة نفسها التي يتبعها منتخب فرنسا ووضعها هولييه أيضاً، وبفضلها أصبحت فرنسا بطلة للعالم وبعدها لأوروبا·· ومرشحة للقب كأس العالم المقبلة·

ردود الفعل

وغطت أخبار انتقال فاولر إلى ليدز على احتمالات عودة هولييه·· لكنها فاجأت المسؤولين في نادي تشيلسي الذين كانوا قد حصلوا على موافقة مبدئية في ديسمبر الماضي لانتقال فاولر لكنهم عرضوا 8 ملايين جنيه استرليني فقط·· وهكذا من يعرض أكثر يأخذ فوراً؟
وفاجأت أيضاً الشارع الكروي في انجلترا·· خاصة في مدينة ليفربول حيث استيقظ الناس أمس على تلك الأخبار·· لأنها تمت في الليل، وكانت اتصالات سريعة وحاسمة·
ولم يعلّق مسؤولو ليفربول خاصة ريك بيري الرئيسي التنفيذي لكن الجمهور المحلي كان مهيئاً بشدة لرحيل أو الطلاق أو انفصال فاولر عن ليفربول·· خاصة انه بدا كعبء كبير على الفريق، ورغم هذا كان يطالب براتب يصل إلى 90 ألف جنيه أسبوعياً، وكان مجلس الادارة لا يريد إغضابه حرصاً على الجمهور·· بيد أن مصلحة الفريق واستمراره على القمة أهم خاصة ان المتغيرات أصبحت كثيرة للغاية على الساحة·· وأحياناً يلهث الإنسان وراءها حتى يستوعبها كلها·
هذا الموضوع من جريدة الاتحاد

الفتى الذهبيOWEN