النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: خفايا القدر

  1. #1
    التسجيل
    11-03-2007
    الدولة
    في ليل حيث لا بدر و لا نجوم
    المشاركات
    13

    Post خفايا القدر

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته
    هذا اول موضوع لي في منتداكم ، أتمنى أن ينال إعجابكم
    و هي عبارة عن قصة منقولة من الواقع:
    كان يوما حارا نسبيا و مُمِلاّ قليلا، جلست في غرفة عمتي علني أجد بعض الهدوء و صفاء التفكير و العزلة.
    أخذت أفكّر في طريقة لتجعل هذا اليوم الثقيل أكثر مرحا، و إذا بابنة عمتي تدخل علي:
    ـ .... ( لا يمكنني أن أذكر اسمي ) ما الّذي تفعلينه هنا وحدك؟ هل كرهت صحبتنا؟
    ـ لا ، تعلمين انني لا أملّكم، لكنني أفكّر في هذه الدنيا، يوم ممتع يوم مملّ، يوم لك و يوم عليك...
    ـ أنت لازلت صغيرة و تفكّرين في هذه الأمور؟ دعي عنك الهواجس و استمتعي بشبابك، و اتركي كل شيء لأوانه.
    ـ كلامك صحيح ، لكن الأمل في هذه الدنيا يتضاءل شيئا فشيئا، حظوظ السعادة تقلّ ، و الفرح بات نادرا.
    ـ ها قد عُدتِ تتكلمين كالعجائز! كلّ عمرك هو بضعة سنوات على شوية شهور و أيّام و تتكلمين عن الآلام؟
    ـ و هل من هم في مثل سني سلموا من ذلك؟ بل هناك من هم أصغر مني و عانوا ما لم أحلم بوجوده في هذه الدنيا.
    صمتت لبعض الوقت ثم قالت و عيناها تنتقلان إلى الشرفة: لقد ذكّرتني بقصة حكتها لي زميلتي في العمل.
    ـ وما هي ؟؟( قلتها في شغف لشغفي بالقصص و لتوقي لتخطّي الملل )
    هذه الفتاة تحكي عن نفسها و عن معاناتها:
    كان عمرها 18 عاما، مقبلة على امتحان شهادة البكالوريا،حين أحبّت رجلا في 32 من العمر فأسر قلبها و تفكيرها،و بعد بعض الوقت تقدّم إلى والدها لخطبتها، فأبى والدها و أصرّ أن تكمل دراستها، غير أن الفتاة ، و اسمها بشرى، آثرت حبها و أخبرت والدها أنها تريد ان تخطب الآن دون تأخير، و هددت بترك الدراسة إذا لم يلبّ مرادها،
    أمام هذه الظروف رضخ الوالد و خطبها للثري الوسيم.
    مرت الأيام و الشهور،وآن موعد النتائج، و إذا بالفاجعة: لقد رسبت بشرى في الإمتحان.
    فخططت مع خطيبها الّذي أتى إلى والدها معلنا: سأتزوجها هذا الشّهر، في البداية رفض الوالد، غير أن إصرار ابنته المدللة و الحبيبة كان عاملا لرضوخه.
    و كان الزفاف الكبير في أحد أشهر و أفخم الفنادق في البلد آنذاك، كانت بشرى رائعة الجمال، بشعرها الذّهبي و عينيها الخضراوين و قدها الجميل الرشيق، فأسرت عيون الحاضرين و حازت إعجابهم.
    و في الصباح الباكر توجّه العروسان إلى اسبانيا لقضاء شهر العسل.
    كانت أيامهما بعدها كلها شهر عسل دائم. كان يأخذها معه في كل أسفاره، إذ أنه كان يملك سلسلة من المطاعم، يذهب لتجهيزها من أوروبا، و كانت بشرى تذهب قبل حقيبة ثيابه.
    مرت سنتان ، حملت بشرى في جو من البهجة و أنجبت طفلا جميلا جدا، حاز على حب كلا عائلتي الأم و الأب.
    مرّ شهران من عمر الطفل، و أتى موعد سفر زوج بشرى، فعرضت بشرى عليه أن تسافر معه ككلّ مرة، غير أنه رفض رفضا قاطعا و تحجج بالولد و بأنه سيكون مصدر إزعاج لهما أثناء السّفر.
    فأخبرته أن أمها مستعدة للإعتناء به لحين عودتهما، غير أنه رفض و تشاجر معها بشدة، و خرج من البيت غاضبا.
    سافر زوجها و هو غاضب منها، و هذا ما حزّ في نفس بشرى، فلم يحصل لهما هذا يوما، و لم يسافر يوما بدونها.
    مرّت الأيام ، و لا خبر على زوجها، فقررت الذّهاب إلى أقرب مطاعمه إلى بيتها.
    تركت الطفل الصغير عند أمها و وعدت بالعودة بسرعة، قصدت المطعم حيث حياها الساقي الجديد الّذي لم يكن يعرفها
    وقفت عند الباب و سألته: هل من خبر عن السيّد؟
    ـ لا سيدتي ، شهر عسله لم ينته بعد. هل تريدين ان أوصل له رساله حين اتصاله أو عودته.
    ماذا؟؟؟ شهر عسل من؟ كيف؟ متى؟
    كانت تريد أن تسأل لكن لم تستطع، خرجت من المطعم و قدماها لا تحملانها.
    زوجها، حبيب عمرها، من آثرته على مستقبلها الدراسي و العملي و على رضا أهلها يخونها؟؟؟
    عادت إلى البيت متأخرة و في قلبها ألف آهة و آهة، كانت تهيم على وجهها في الطرقات باكية ، ناعية حبها و روحها. فتحت باب المنزل، فأسرعت نحوها أمها : أين كنت طيلة اليوم؟قلت أنك لن تتأخري ، لقد قلقت عليك.
    ـ كنت أتمشى قليلا، أنا متعبة سوف أخلد إلى النوم.
    ـ لا انتظري ، أخوك في الصالة بانتظارك منذ مدة، يود التحدّث إليك.
    لم تستطع التهرّب من رؤية اخيها مع أنها لا تهتم حقا بما يريده و هي في هذه الحالة.
    دخلت إلى الصالة فوقف أخوها و حياها طلب منها الجلوس لأنه يريدها في أمر شائك.
    كانت لا تكاد تدرك ما يقوله، كانت تطبّق آليا ما يطلبه منها دون شعور، إلى أن سمعته يقول:
    ـ جئتك بموضوع يخص ... زوجك. لقد علمت أنه في فينيسيا في شهر عسل مع النادلة فلانة ( و كانت بشرى تعرفها لأنها موظفة جديدة و نشيطة)
    فأخبرته أنها عرفت بالموضوع اليوم و قالت له ما حصل معها، و طلبت منه أن يأخذها هي و ولدها إلى بيت اهلها.
    و عند عودة زوجها، خيّرته بين أن يبقى مع النادلة أم يعود إليها و ابنها، فلم يتحرّك و فضّل زوجته الجديدة، فطالبته بأعلى النفقات ، فوافق على تسديدها، و بهذا تم طلاقها و عمرها لا يتجاوز 20 عاما.
    عاشت بشرى بعد طلاقها في تعاسة و إحباط، لا يعزيها إلا ابنها الصغير، و رؤيتها له يكبر و يتعلم بسرعة، و تزايد ندمها لتركها الدراسة في ذلك الوقت المبكر من حياتها، فدفعها أبوها لتعلّم أيّ شيء تريده، فاختارت مجال التجميل و الماكياج وما إلى ذلك.
    مرّت السنوات، نالت بشرى الدبلوم بجدارة، و ابنها الحبيب يكبر و ينمو بسرعة ، و ينمو معه ذكاؤه الفائق الّذي بقدر ما كان يعجبها كان يخيفها، لأن الولد لطالما سأل عن سبب تأخر أبيه له في زياراته، إذ كان نادرا ما يزوره أو يأتي لأخذه. و نمى مع الطفل الصغير احتقاره لأبيه ، بالرغم من أن بشرى كانت دائما تؤنّبه على ذلك و تقول له ان أباه يحبّه و يريد له الأفضل، لكن ابنها كان دائما يقول أن والده لا يأتي إلا إذا اشترى منزلا جديدا أو سيارة جديدة أو دراجة نارية من آخر طراز و كأنه يتباهى عليه، كل ّ هذا و عمره لم يتجاوز 8 سنوات ؟؟
    كانت بشرى قد رفضت كل خاطب و كل طالب للقرب، و فضّلت أن تربي وحيدها في سلام في بيت ابيها.
    لكن الله لا يترك أحدا من عباده...
    في يوم من الأيام، و بينما بشرى خارجة من مقرّ عملها وقت الغداء ( و كانت تعمل لدى أحد محلات بيع المنتجات التجميلية كمستشارة )، إذ بها تلاحظ سيارة بي أم سوداء تتبعها ببطئ. خافت بشرى و أخذت تزيد من سرعتها في المشي دون أن تظهر ارتباكها. لكن السيارة زادت من سرعتها قليلا لتجاري خطاها، فأسرعت أكثر و هي تبحث عن طريق فرعية لا يمكن للسيارة دخولها لتهرب من خلالها دون أن يتبعها من يريد بها الأذى ( و هذا ما ظنّته ).
    في اليوم التالي و في نفس الوقت، عادت نفس السيارة تنتظرها و تمشي وراءها، فما كان منها إلا أن عادت إلى مقر عملها و طلبت من ابنة عمتي أن تذهب لتشتري لها الغداء دون أن تذكر سببا لعودتها.
    و توالت الأيام و السيارة تتبعها و تحاول لفت انتباهاا ( أقصد سائق السيارة ) ، إلى أن أتى يوم كانت فيه بشرى قد ضاقت به ذرعا فتوقفت و استدارت نحو السيارة الّتي لم يكن يظهر من خلال زجاجها المظلل شيئا.
    و أخيرا توقفت السيارة ، و فُتِح الباب ، و ظهر منه رجل أسمر يرتدي نظارة شمسية، أغلق الباب و توجه نحو بشرى الّتي خجلت من الموقف الّذي لم تتعرّض له يوما.
    كلّمها بنبرة عميقة: صباح الخير، و أخيرا قررت التوقف.
    رفع نظارته، و كانت عيناه بنفس لون عينيها.
    قالت له بنبرة حادة: ألن تتركني و شأني، يال قلة الرجولة و اللياقة أن تتبع امرأة لها ابن في المدرسة.
    أملت من خلال ما قالته أن تبعده عن طريقها ، لكنه قال بإعجاب: و أنا كذلك لي ابن في المدرسة.
    تعجّبت بشرى من كلامه، لا بدّ أنه يمزح أو يضايقها فقط.
    بعد أخذ و ردّ و و توسّل و رجاء و صدّ ، قبلت بشرى الذّهاب معه إلى الكافيتيريا القريبة لشرب القهوة، حيث حكى لها أنه أرمل منذ سنوات و له ابن في الثامنة من عمره و أنها أعجبته منذ أن رآها تخرج من المحل ذات يوم لكنه لم يجرؤ على الإقتراب منها للهيبة الّتي تبدو عليها و...و...و....
    و مرّت الأيام و هما يلتقيان ، و عرفت أنه في الجيش ( كولونيل على ما أظن على الرغم من صغر سنه إذا لم تخني الذاكرة كان عمره 37 سنة )، طلب منها الزواج، غير أن جرحها الأليم منعها من الرّفض، لكنه أعطاها فرصة لتشفى و قال بأنه لن يتخلى عنها.
    حارت بشرى في ما يجب أن تفعله، فتضرّعت إلى الله ان ينير لها دربها و يهديها إلى الإختيار الصائب.
    و كان يوم القرار، التقيا كعادتهما في الكافيتيرية، و الجو مشحون بينهما، هو ينتظر ردّها النهائي، و هي تبحث عن موضوع يبعدها عن موضوع الإرتباط، و أخيرا وجدت فيما تتكلّم و هو ما تحبّ أكثر في حياتها:
    ـ غدا هو عيد ميلاد ابني التاسع.
    ـ هل هذا صحيح ؟؟؟ ابني أيضا عيد ميلاده غدا
    ضحكت بشرى : ـ بلا مزااح !!!
    ـ أنا جاد، لا أمزح عيد ميلاده غدا.
    هههههههههههههههههه
    ضحكا سوية
    ـ أولا تعجبينني ، ثم ابنك بنفس عمر ابني، ثمّ مولودان في نفس اليوم ، هل ستقولين لي أنك ولدت في كلينيك ....
    ( و ذكر إسم الكلينيك )
    نظرت إليه نظرة ملؤها العجب : ـ و هل ذكرت هذا لك سابقا؟
    ـ لا ، لكن زوجتي أنجبت الطفل هناك.
    ـ و أنا أنجبته هناك.
    انتابته الحيرة و العجب:
    ـ في أية ساعة؟
    ـ حوالي الواحدة ليلا.
    ـ و زوجتي أنجبته في الواحدة ليلا.. لا تقولي لي أنك أنت من أتى زوجها متأخرا إلى الكلينيك و عمل فضيحة بسبب الطبيب؟
    ـ و كيف عرفت ذلك؟ أجل أتى متأخرا لأنه لم يعلم و........
    ـ يا الله كل هذه صدف بيننا؟ أقسم أن الله يريد بنا شيئا.
    هنا لم يعد لدى بشرى شكّ. نعم ، هذا الرجل هو من ستقضي معه بقية حياتها، و وافقت على الإرتباط به و هي الآن على وشك الزواج.

    بقيت سارحة لوقت طويل بعد سكوت ابنة عمتي:
    ـ إيييييييييييييووووووووو أين ذهبتي؟؟؟
    ـ في هذه الدنيا ، ههههههههههههههههه
    ـ أنا حكيتها لك لكي تعرفي أن بعد كلّ هم فرج و أنت تتكدّرين أكثر.
    ـ هذه هي سنة الحياة ( قلتها لأغيظها )
    و قامت الحرب

    ملاحظة: كتبتها بتعبيري الخاص لأنها بالعامية، و قد يصعب على البعض فهمها.

    دمتم بودّ
    أختكم بانتظار الفجر




    التعديل الأخير تم بواسطة بانتظار الفجر ; 17-03-2007 الساعة 06:54 PM

  2. #2
    التسجيل
    10-03-2007
    المشاركات
    140

    رد: خفايا القدر



    يالله من يصدق!!!
    اولادهم توالادو في نفس اليوم والساعه والكلينك!!

    منجد قصة خيالية مرة روعة

  3. #3
    التسجيل
    11-03-2007
    الدولة
    في ليل حيث لا بدر و لا نجوم
    المشاركات
    13

    رد: خفايا القدر

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته


    أختي ليندا


    هي ليست قصة خيالية بل حقيقية، لكن نقلتها على طريقتي


    أشكر لك مرورك العطر أخيّتي


    أختكم بانتظار الفجر

  4. #4
    التسجيل
    12-02-2007
    الدولة
    بلاد ابو متعب الغاليه
    المشاركات
    132

    رد: خفايا القدر

    تسلم ايديك بانتظار الفجر عل الموضوع الجميــــــــــــــــــــــــــــــــــل
    وان القصه طويله وقريت نصها لان لو تحطيها بخط اكبر
    كان أقراها كلها

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •