النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع:

  1. #1
    التسجيل
    19-08-2001
    الدولة
    مملكة الإمام المهدي (عجل الله له الفرج)
    المشاركات
    8

    عقيدة الإمامة لدى الشيعة والسنة

    بسم الله الرحمن الرحيم

    السلام على من اتبع الهدى


    القصد من الامامة في هذا لموضوع هي الأمامة الكبرىللمسلمين ، أعني الخلافة والحكم ، والقيادة والولاية .

    فالإمامة عند الشيعة ، هي أصل من أصول الدّين لما لها من الأهمية الكبرى والخطورة العظمى وهي قيادة خير إمة أخرجت للنّاس وما تقوم عليه القيادة من فضائل عديدة وخصائص فريدة أذكر منها ، العلم والشجاعة والحلم والنزاهة والعفة والزهد والتقوى والصلاح الخ .
    فالشيعة يعتقدون بأن الإمامة منصب إلهي يعهد به الله سبحانه إلى من يصطفيه من عباده الصالحين ليقوم بذلك الدور الخطير إلا وهو قيادة العالم بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلم .
    وعلى هذا كان الإمام علي بن أبي طالب إماماً للمسلمين بإختيار الله له ،


    وقد أوحى لرسوله لكي ينصّبه علماً للناس ، وقد نصّبه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم ودلّ الأمة عليه وبعد حجة الوداع في غدير خم ، فبايعوه « هذا مايقوله الشيعة » .
    أمّا اهل السنّة والجماعه فيقولون أيضاً بوجوب الإمامه لقيادة الأمّة ، ولكنّهم يجعلون للأمة حق إختيار إمامها وقائدها ، فكان أبو بكر بن أبي قحافه إماماً للمسلمين بإختيار المسلمين أنفسهم له بعد وفاه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الذي سكت عن أمر الخلافة ولم يبينّ للأمّة شيئا منها وترك الأمر شورى بين النّاس .







    أين الحقيقه
    إذا تأمّل الشخص في أقوال الطرفين وتمعّن في حُجج الفريقين بدون تعصّب فسوف يقترب من الحقيقة بدون شك وها أنا سوف أستعرض وإياكم الحقيقة التي وصلت اليها على النحو التالي :

    1 - الإمامة في القرآن الكريم : قال الله تعالى : وإذ إبتلى إبراهيم ربّهُ بكلمات فأتمهنّ قال إني جاعلك للناس إماماً ، قال ومن ذريتي قال لا ينال عهدي الظالمين (سورة البقرة آية 124 ) .

    في هذه الآية الكريمة يبّيُن الله لنا بأنّ الإمامة منصبٌ إلهي يعطيه الله لمن يشاء من عباده لقوله : جاعلك للناس إماماً كما توضّح الآيه بأن الأمامة هي عهد من الله لا ينالها إلا العباد الصالحين الذين إصطفاهم الله لهذا الغرض لإ نتفائه عن الظالمين الذين لا يستحقّون عهده سبحانه وتعالى .
    وقال تعالى : وجعلناهم أئمة يهدون بأمرنا وأوحينا اليهم فعل الخيرات وإقام الصلاه وإيتاء الزكاة وكانوا لنا عابدين ( سورة الأنبياء آية 73 ) .
    وقال سبحانه وتعالى : وجعلنا منهم أئمة يهدون بأمرنا لمّا صبروا وكانوا بآياتنا يوقنون (سورة السجدة آيه 24 ) .
    وقال أيضاً : ونريد أن نمنّ على الذين إستضعفوا في الأرض ونجعلهم أئمة ونجعلهم الوارثين .
    (سورة القصص آيه 5 )
    وقد يتوهّم البعض بأن مدلول الآيات المذكوره يُفهم منها بأن الإمامة المقصودة هنا هي النبّوه والرساله وهو خطأ في المفهوم العام للإمامة ، لأن كل رسول هو نبي وإمام وليس كل إمام رسول أو نبي ! .
    ولهذا الغرض أوضح الله سبحانه تعالى في كتابه العزير بأن عباده الصالحين يمكن لهم أن يسألوه هذا المنصب الشريف ليتشرّفوا بهداية النّاس وينالوا بذلك الأجر العظيم قال تعالى : والذين لا يشهدون الزور وإذا مرّوا باللغو مرّوا كراماً والذين إذا ذُكّروا بآيات ربّهم لم يخرُّوا عليها صُمَّا وعمياناً ، والذين يقولون ربّنا هب لنا من أزواجنا وذريتنا قرة أعيُنٍ وأجعلنا للمتقين إماماً (سورة الفرقان آية 71 ـ 74 ) .
    كما ان القرآن الكريم إستعمل لفظ الإمامة للتدليل على القادة والحكّام والظالمين الذين يُضلّون أتباعهم وشعوبهم ويقودونهم الى الفساد والعذاب في الدنيا والآخرة ، فقد جاء في الذكر الحكيم ، حكاية عن فرعون وجنوده ، قوله تعالى : فاخذناه وجنوده فنبذناهم في أليمّ فأنظر كيف كان عاقبة الظالمين وجعلناهم أئمة يدعون الى النّار ويوم القيامة لا ينُصرون ، وأتبعناهم في هذه الدنيا لعنةً ويوم القيامة هم من المقبوحين (سورة القصص آية 41 ـ 42 )
    وعلى هذا الأساس فقول الشيعة هو الأقرب لما أقره القرآن الكريم لأن الله
    سبحانه وتعالى أوضح بما لا يدع مجالاً للشكّ بأنّ الإمامة منصب إلهي ويجعله الله حيث يشاء وهو عهد الله الذي نفاه عن الظّالمين وبما إنّ غير علي من صحابة النبي قد أشركوا فترة ما قبل الإسلام فإنهم بذلك يصبحون من الظالمين ،فلا يستحقّون عهد الله لهم بالإمامة والخلافة ، ويبقى قول الشيعة بأنّ الإمام علي بن أبي طالب إستحقّ وحده دون سائر الصحابة عهد الله بالإمامة لأنّه لم يَعبُد إلا الله وكرّم الله وجهه دون الصحابة لأنه لم يسجد لصنم ، وإذا قيل بأنّ الأسلام يجبّ ماقبله ، قلنا نعم ولكن يبقى الفُرق كبيراً بين من كان مشركاً وتاب ، ومن كان نقيّاً خالصاً لم يعرف إلا الله .
    2 ـ الإمامة في السنّة النبوية : قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم في الإمامة أقوالاً متعدّدة رواها كّل من الشيعة والسنة في كتبهم ومسانيدهم فمرّة تحدث عنها بلفظ الإمامة ومرّة بلفظ الخلافة وآخرى بلفظ الولاية أو الإمارة .
    جاء في الإمامة قوله صلى الله عليه وآله وسلم :
    « خيار أئمتكم الذين تحبّونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم » .
    قالوا يارسول الله أفلا ننابذهم بالسيف فقال « لا ما أقاموا فيكم الصلاة » (صحيح مسلم ج 6 / 24 باب خيار الأئمة وشرارهم . ) .
    وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم :
    ( يكون بعدي أئمة لا يهتدون بهداي ولا يستنونّ بسنّتي وسيقوم فيهم رجال قلوبهم قلوب الشياطين في جثمان إنس » (صحيح مسلم ج 6 /20 باب الأمر بلزوم الجماعة عند ظهور الفتن ) .

    وجاء في الخلافة قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم :
    « لا يزال الدين قائما حتّى تقوم الساعه أو يكون عليكم إثنا عشر خليفه كلّهم من قريش » (صحيح مسلم ج 6 /4 باب الناس تبع لقريش والخلافة في قريش ) .
    وعن جابر بن سمرة قال سمعتُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يقول : « لايزال الإسلام عزيزاً إلى إثنا عشر خليفة ثم قال كلمه لم افهمها فقلتُ لأبي ، ما قال ؟ فقال كلّهم من قريش » (صحيح مسلم ج 6 /3 وصحيح البخاري ج 8 / 105 وص 128 ) .
    وجاء في الإمارة قوله صلّى الله عليه وآله وسلّم :
    ستكون أمراء فتعرفون وتنكرون فمن عرف بريء ومن أنكر سلم ولكن من رضي وتابع قالوا: أفلا نقاتلهم قال : لا ما صلّوا » (صحيح مسلم ج 6 / 23 باب وجوب الإنكار على الإمراء ) .
    وقال صلّى الله عليه وآله وسلّم في لفظ الإمارة أيضاً :
    « يكون إثنا عشر أميراً كلهم من قريش » (صحيح البخاري ج 8 /127 باب الإستخلاف ) .
    وجاء عنه صلّى الله عليه وآله وسلّم محذراً أصحابه :
    « ستحرصون على الإمارة وستكون ندامه يوم القيامة فنعم المرضعةُ وبئسِت الفاطمةُ » (صحيح البخاري ج 8 / 106 باب مايكره من الحرص على الإمارة) .
    وجاء الحديث أيضاً بلفظ الولاية .
    قال رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم :
    « ما من وال َيلي رعيّةٌ من المسلمين فيموت وهو غاشً لهم إلا حرّمَ الله عليهالجنّة » (صحيح البخاري ج 8 /106باب مايكره من الحرص على الإمارة) . كما حدث صلّى الله عليه وآله وسلّم بلفظ الولاية :
    (لا يزال أمر الناس ماضياً ما وليهم إثنا عشر رجلاً كلّهم من قريش » (صحيح مسلم ج 6 ص 3 باب الخلافة في قريش) .
    وبعد هذا العرض الوجيز عن مفهوم الإمامة أو الخلافة التي إستعرضتها من القرآن الكريم ومن السنّة النبّوية الصحيحة بدون تفسير ولا تأويل ، بل إعتمدتُ على صحاح أهل السنّه دون غيرهم من الشيعة لأنّ هذا الأمر ( أعني الخلافة في إثني عشر كلهم من قريش ) عندهم من المسلّمات لا غبار عليها ، ولا يختلف فيها إثنان منهم ، مع العلم بأنّ بعض علماء أهل السنّة والجماعة يصرحون بأن الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم قال :
    « يكون بعدي إثنا عشر خليفة كلهم من بني هاشم » .
    (ينابيع المودة ج 3 /104) . وعن الشعبي عن مسروق قال بينما نحن عند أبن مسعود نعرض مصاحفنا عليه إذ قال له فتى :هل عهد اليكم نبيكم كم خليفة يكون من بعده قال : إنك لحديث السنّ وإن هذا شيء ما سألني عنه أحد قبلك ، نعم عهد إلينا نبيّنا صلى الله عليه وآله وسلم إنه يكون بعده إثنا عشر خليفة بعدد نقباء بني إسرائيل … » (ينابيع المودة ج 3 /105 ) .
    وبعد هذا فلنستعرض أقوال الفريقين على صحّة إدّعاء كلّ منهما من خلال النصوص الصريحة ، كما نناقش تأويل كلّ منهما في هذه المسألة الخطيرة التي فرقت المسلمين من يوم وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الى يومنا هذا ، وقد نشأ من ذلك إختلاف المسلمين الى مذاهب وفرق ومدارس كلامية وفكرية ، بعد أن كانوا أمّة واحدة . فكل خلاف وقع بين المسلمين سواء في الفقه أو في التفسير للقرآن أو في فهم السنّة النبوية الشريفة منشؤه وسببه الخلافة وما أدراك مالخلافة التي أصبحت بعد السقيفة أمراً واقعاً يُستنكر بسببها أحاديث صحيحة وآياتّ صريحه وتُخْتلقْ من أجل تثبيتها وتصحيحها أحاديث أخرى لا أساس لها في السنّة النبوية الصحيحة ، وهذا يذكرني بإسرائيل والأمر الواقع ذلك إن الرؤساء والملوك العرب إجتمعوا وإتفقوا أن لا إعتراف بإسرائيل ولا تفاوض معها ولا سِلْمّ فما أُخِذَ بالقوّة لا يستردّ بغير القوة وبعد سنوات قليلة إجتمعوا من جديد ليقطعوا هذه المرّة علاقاتهم مع مصر التي إعترفت بالكيان الصهيوني وبعد سنوات قليلة أعادوا علاقاتهم مع مصر ولم يطعنوا بعلاقتها بإسرائيل مع أنّ أسرائيل لم تعترف بحق الشعب الفلسطيني ولم تغيّر شيئاً من موقفها بل زادت في تعنّتها وضاعفت قمعها للشعب الفلسطيني ، فالتاريخ يعيد نفسه وقد إعتاد العربُ التسليم بالأمر الواقع .

    ترقبو البقية
    لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار


    هديتي إلى كل مسلم

    كتاب ثم اهتديت

    كتاب مع الصادقين

    كتاب المراجعات

  2. #2
    التسجيل
    01-05-2001
    المشاركات
    566
    عندك رساله خاصه

  3. #3
    التسجيل
    19-08-2001
    الدولة
    مملكة الإمام المهدي (عجل الله له الفرج)
    المشاركات
    8
    لم يصلني شئ على الرسائل الخاصة

    يبدو أنك أرسلت لي على اسمي القديم

    لاحظ الفرق بين الأسمين
    ذو الفقار
    ذو الفـقار


    المهم هذه تكملة الموضوع




    رأي أهل السنة والجماعة في الخلافة
    رأيهم معروف وهو أن رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم توفي ولم يُعين أحداً للخلافة ، ولكن أهل الحل والعقد من الصحابة إجتمعوا في سقيفه بني ساعدة ، وولّوا أمرهم أبا بكر الصديق لمكانته من رسول الله ، ولأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم إستخلفه في الصلاة أيام مرضه ، فقالوا : رضَيهُ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لأمر ديننا فكيف لا نرضاه لأمر دنيانا ؟ ويتلخص قولهم في :
    1 ـ الرسول لم ينص على أحد .
    2 ـ لاتكون الخلافة إلا بالشورى .
    3 ـ إستخلاف أبي بكر وقع من طرف كبار الصحابة .

    لكن هذا القول الذي يقول به السنةلا يليق بجلال الله سبحانه أن يترك أمة بدون إمام وهو القائل : إنّما أنتَ منذرٌ ولكلّ قوم هادٍ كما لايليق برحمة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إنّه يترك أمته بدون راعٍ ، وبالخصوص إذا عرفنا أنه كان يخشى على أمته الفرقة (الترمذي وأبو داود وإبن ماجة ومسند أحمد بن حنبل ج 2 /332) والإنقلاب على ألأعقاب (صحيح البخاري ج 7 / 209 باب الحوض . وج5 /192 ) . والتنافس على الدنيا (صحيح البخاري ج 4 /63 ) حتى يضرب بعضهم رقاب بعض (صحيح البخاري ج 7 /112 ) ، ويتبعوا سنن اليهود والنصارى (صحيح البخاري ج 4 / 144 وج 8 /151 ) .
    واذا كانت أمّ المؤمنين عائشة بنت أبي بكر تبعث الى عمر بن الخطاب حين طعّن فتقول له : « إستخلف على أمة محمد ولا تدعهم بعدك هملاً فإنّي أخشى عليهم الفتنة » (الإمامة والسياسة لإبن قتيبة ج 1 /28 ) .
    وإذا كان عبدالله بن عمر يدخل على أبيه حين طُعن فيقول له : « أن الناس زعموا أنك غير مُستخلفٍ ، وإنه لو كان لك راعي إبل أو راعي غنم ثم جاءك وتركها رأيتَ أنه قد ضيّع فرعاية الناس أشد » (صحيح مسلم ج 6 /5 باب الإستخلاف وتركه ) .
    وإذا كان أبو بكر نفسه وهو الذي إستخلفه المسلمون بالشورى يحطّم هذا المبدأ ويسارع الى إستخلاف عمر من بعده ليقطع بذلك دابر الخلاف والفرقة والفتنة ، وهو الأمر الذي تنبأ به علي ( عليه السلام ) حينما شدد عليه عمر لمبايعة أبي بكر فقال له :
    « إحلب حلباً لك شطره وأشدد له اليوم يردده عليك غداً » (الإمامة والسياسة لإبن قتيبه ج 1 /18 ) .
    أقول إذا كان أبو بكر لا يؤمن بالشورى فكيف نصدّق بأنّ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ترك الأمر بدون إستخلاف وهل إنه لم يكن يعلم ما عمله أبو بكر وعائشة وعبدالله بن عمر ، وما يعلمه كل النّاس بالبداهة ، من إختلاف الآراء وتشتت الأهواء عندما يوكل اليهم أمر ألإختيار بالخصوص اذا كان الأمر يتعلق بالرئاسة وإعتلاء منصة الخلافة ، كما وقع ذلك بالفعل حتّى في أختيار أبي بكر يوم السقيفة إذ إنّنا رأينا خلاف سيد الأنصار سعد بن عبادة وإبنه قيس بن سعد ، وعلي بن أبي طالب والزبير بن العوّام (صحيح البخاري ج 8 /26باب رجم الحبلي من الزنا ) والعباس بن عبدالمطلب وسائر بني هاشم وبعض الصحابة الذين كانوا يرون الخلافة حقّاً لعلي ( عليه السلام ) وتخلّفوا في داره عن البيعة حتّى هُدِّدوا بالحرق (تاريخ الخلفاء لإبن قتيبة ج 1 /18 وما بعدها) .
    في مقابل ذلك نرى الشيعة الإمامية يثبتون عكس مقالة أهل السنة ويؤكدون بأن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عيّنَ عليّاً للخلافة ونصّ عليه في عدة مناسبات وأشهرها في غدير خـم .
    وإذا كان الأنصاف يقتضي منك أن تستمع الى خضمك ليدلي برأيه وحجّته في قضية وقع الخلافة فيها معك ، فكيف إذا إحتجّ خصمك بما تشهد أنتَ نفسك بوقوعه » (وذلك إنه ليس هناك دليل عند الشيعة إلا وفي كتب السنة مصداقة ) .
    وليس دليل الشيعة دليلاً واهياً أو ضعيفاً حتّى يمكنك التغاضي عنه وتناسيه بسهولة وإنما الأمر يتعلقُ بآيات من الذكر الحكيم أُنزلتْ بهذا الشأن وأولاها رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم من العناية ما سارت به الركبـان
    وتناقله العام والخاض حتّى ملأتْ كتب التاريخ والأحاديث وسجّله الرواة جيلاً بعد جيل .

    1 ـ ولاية علي في القرآن الكريم
    قال الله تعالى : إنّما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فأنّ حزب الله هو الغالبون (سورة المائدة آية 55 ـ 56 )
    أخرج الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره الكبير ( هو أبو إسحاق أحمد بن محمد بن إبراهيم النيسابوري الثعلبي المتوفي سنه 337 هجريه ذكره إبن خلكان وقال : كان أوحد زمانه في علم التفسير صحيح النقل موثوق به ) بالإسناد الى أبي ذرّ الغفاري قال : سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بهاتين وإلا صمّتا ورأيته بهاتين وإّلا عميتا ، يقول : .
    « عليٌّ قائد البررة وقاتل الكفرة ، منصور من نصره ، مخذول من خذله ».
    أما إنّي صلّيت مع رسول الله ذات يوم ، فسأل سائل في المسجد ، فلم يُعطه أحد شيئاً ، وكان علي راكعاً فأومأ بخنصره إليه وكان يتختّم بها ، فأقبل السائل حتى أخذ الخاتم من خنصره ، فتضرّع النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلى الله عزًّ وجلّ يدعوه فقال : اللّهم إن أخي موسى سألك « قال ربّ إشرح لي صدري ويسّر لي أمري وأحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي ، وأجعل لي وزيراً من أهلي ، هارون أخي أشدد به أزري وأشركه في أمري ، كي نسبّحك كثيراً ونذكرك كثيراً ، إنك كنت بنا بصيراً » فأوحيتَ إليه « قد أوتيتَ سؤالك ياموسى » « اللّهم وإنّي عبدك ونبيك ، فاشرح لي صدري ويسّر لي أمري ، وأجعل لي وزيراً من أهلي عليَّاً أشدد به ظهري » قال أبو ذر ، فوالله ما إستتمّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم الكلمه حتى هبط عليه الأمين جبرائيل بهذه الآيه : إنما وليكم الله
    ورسوله والذين آمنوا الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاه وهم راكعون، ومن يتولّ الله ورسوله والذين آمنوا فإنّ حزب الله هم الغالبون (الجمع بين الصحاح الستة . صحيح النسائي ـ مسند أحمد ـ إبن حجر في صواعقه وكذلك رواها إبن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ) .
    ولا خلاف عند الشيعة في إنها نزلت في علي بن أبي طالب رواية عن أئمه أهل البيت ( عليهم السلام ) وهي من الأخبار المتسالم عليها عندهم فقد رويتْ في العديد من كتب الشيعة عندهم مثل :
    1 ـ بحار الأنوار للمجلسي
    2 ـ إثبات الهداة للحر العاملي .
    3 ـ تفسير الميزان للعلامة الطباطبائي
    4 ـ تفسير الكاشف لمحمد جواد مغنية .
    5 ـ الغدير للعلامة الأميني ـ وغير هؤلاء كثير ـ .
    كما روي نزولها في علي بن أبي طالب من علماء السنة والجماعة جمع غفير أذكر منهم فقط علماء التفسير .
    1 ـ تفسير الكشاف للزمخشري ج 1 / 649 .
    2 ـ تفسير الطبري ج 6 / 288 .
    3 ـ زاد المسير في علم التفسير لإبن الجوزي ج 2/383 .
    4ـ تفسير القرطبي ج 6 س 219 .
    5 ـ تفسير الفخر الرازي ج 12 / 26 .
    6 ـ تفسير إبن كثير ج 2 / 71 .
    7 ـ تفسير النسفي ج 1 / 289 .
    8 ـ شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 ص 161 .
    9 ـ الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ج 2 / 293 .
    10 ـ أسباب النزول للإمام الواحدي ص 148
    11 ـ أحكام القرآن للجصّاص ج 4 / 102 .
    12 ـ التسهيل لعلوم التنزيل للكلبي ج 1 / 181 .
    وما لم أذكره من كتب السنة أكثر مما ذكرت .


    ترقبوا البقية
    لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار


    هديتي إلى كل مسلم

    كتاب ثم اهتديت

    كتاب مع الصادقين

    كتاب المراجعات

  4. #4

    ما عقيدة الرافضة في الأئمة ؟؟؟؟؟؟

    طبعاً الرافضة يدعون العصمة للأئمة وانهم يعلمون الغيب ، نقل الكليني في ( أصول الكافي ) : قال الامام جعفر الصادق : نحن خزان علم الله ، نحن تراجمة امر الله ، نحن قوم معصومون أمر بطاعتنا ونهي عن معصيتنا ، نحن حجة اله البلغة على من دون السماء وفوق الارض ))...

    ويرى الكليني في ( الكافي ) باب ( أن الأئمة إذا شاءوا أن يعلموا علموا ) عن جعفر انه قال : ( إن الامام إذا شاء ان يعلم علم ، وأن الائمة يعلمون متى يموتون وأنهم لا يموتون الا باختيار منهم )) ...

    وذكر الخميني الهالك - في احدى رسائله ان الائمة افضل من الانبياء والرسل وقال - أخزاه الله : (( إن لأئمتنا مقاما لا يصله مللك مقرب ولا نبي مرسل )) .


    قال شيخ الاسلام ابن تيمية - رحمه الله -: (( والرافضة تزعم أن الدين مسلًُم للأحبار والرهبان فالحلال ما حللوه والحرام والحرام ما حرموه ، والدين شرعوه ))
    وإذا أردت أخي القارئ ان ترى الكفر والشرك والغلو - والعياذ بالله - فأقرأ هذه الابيات التي قالها شيخهم امعاصر ابراهيم العاملي في علي بن ابي طالب -- رضي الله عنه -- :
    أ

    أبا حسن انت عين الاله
    وعنوان قدرته السامية
    وانت المحيط بعلم الغيوب
    فهل تعزب عنك من خافيه
    وأنت مدير رحي الكائنات
    ولك ابحارها السامية
    لك الامر إن شئت تحيي غداً
    وإن شئت تسفع بالناصية

    وقال آخر يسمى علي سليمان المزيدي في مدح علي بن ابي طالب-رضي الله عنه .

    أبا حسن انت زوج البترول
    وجنب الاله ونفس الرسول
    وبدر الكمال وشمس العقول
    ومملوك رب وانت الملك
    دعاك النبي بيوم الكدير
    ونص عليك بأمر الغدير
    بأنك للمؤمنين الأمير
    وعقد ولايته قلدك
    اليك تصير جميع الامور
    وانت العليم بذات الصدور
    وانت المبعثر ما في القبور
    وحكم القيامة بالنص لك
    وانت السميع البصير
    وانت على كل شي قدير
    ولولاك ماكان نجم يسير
    ولا دار لولا ولاك الفلك
    وانت بكل البرايا عليم
    وانت المكلم اهل الرقيم
    ولولاك ما كان موسى الكليم
    كليماً فسبحان من كونك
    سترى سر اسمك في العالمين
    فحبك كالشمس فوق الجبين
    وبغضك في اوجه المبغضين
    كقير فلا فاز من ابغضك
    فمن ذاك كان ومن ذا يكون
    وما الانبياء وما المرسلون
    وما القلم اللوح ما العالمون
    وكل عبيد مماليك لك
    ابا حسن يا مدير الوجود
    وكهف الطريد ومأوى الوفود
    ومسقى محبيك يومالورود
    ومنكر فيالبعث من انكرك
    ابا حسن يا علي الخار
    ولاءك لي في ضريحي منار
    واسمك لي في المضيق الشعار
    وحبك مدخلب جنتك
    بك المزيدي على دخيل
    إذ جاء أمر الاله الجليل
    ونادى المادي الرحيل الرحيل
    وحاشاك تترك من لاذ بك ..
    ----------------------------

    فهل هذه القصيدة يدينها مسلم يدين بالاسلام ، والله ان اهل الجاهليه لم يقعوا بهذا الشرك والكفر والغلو الذي وقع به هذا الرافضي الهالك .. --- الا لعنة الله على الكافرون---هل تنكرون هذا الكلام ---يا ذو افقار

    والله لن اترككم حتى تتوبو او تترفوا انكم على خطأ وانا اعرف ان هذا مستحيل وانا وراكم
    وعندي من كتبكم اكثر من كتب اهل السنة لان تخصصي للأسف معالم الرافضة -- من عقائد الشيعة ( الروافظ )


    الفـــــــــــــــــــاروق عمـــــربن الخطـــاب///ابوبكـــــــر الصديـــــق

  5. #5
    التسجيل
    19-08-2001
    الدولة
    مملكة الإمام المهدي (عجل الله له الفرج)
    المشاركات
    8
    السلام عليكم

    الأئمة عندهم ما أعطاهم الله وإن فعلوا شئ فهو بإذنه سبحانه


    نستكمل معكم ما بدأناه من الحديث عن عقيدة الإمامة وسأحاول أن أنهي الموضوع في هذا الرد لأنني لن أتمكن من الدخول على الأنتر نت بشكل مستمر




    2 ـ أية البلاغ تتعلق أيضاً بولاية علي
    :
    قال تعالى : يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل اليك من ربّك وأن لم تفعل فما بلّغتَ رسالته والله يعصمك من الناس (سورة المائدة آية 67 ) .
    يقول بعض المفسّرين من أهل السنّة والجماعة بأن هذه الآية نزلت في بداية الدعوة عندما كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقيم حرساً يحرسونه خوفاً من القتل والإغتيال فلما نزلتْ والله يعصمك من الناس قال « إذهبوا فإنّ الله قد عصمني » .
    فقد أخرج إبن جرير وإبن مردويه عن عبدالله بن شفيق قال : « إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يتعقبّه ناس من أصحابه فلما نزلت والله يعصمك من الناس فخرج فقال :
    « يا أيها الناس إلحقوا بملاحقتكم فإنّ الله قد عصمني من الناس » (الدر المنثور في التفسير بالمأثور ج 3 / 119 ) .
    وأخرج إبن حبان وإبن مردويه عن أبي هريره قال كنا إذا صحبنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في سفر تركنا له أعظم دوحه وأظلها فينزل تحتها فنزل ذات يوم تحت شجرة وعلق سيفه فيها ، فجاء رجل فأخذه فقال : يامحمد من يمنعك مني ؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم الله يمنعني منك . ضع عنك السيف فوضعه، فنزلت والله يعصمك من الناس (نفس المصدر السابق )

    كما أخرج الترمذي والحاكم وأبو نعيم عن عائشة قالت : كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُحرسُ حتّى نزلتْ والله يعصمك من ألناس فأخرج رأسه من القبّة : فقال أيها الناس ، إنصرفوا فقد عصمني الله .
    وأخرج الطبراني وأبو نعيم في الدلائل وإبن مردويه وإبن عساكر عن إبن عبّاس قال : كان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يُحرسُ وكان يرسل عمّه معه أبو طالب كل يوم رجلاً من بني هاشم يَحرسونه ، فقال : ياعّمْ إن الله قد عصمني لا حاجه لي إلى من تبعث .
    ونحن إذا تأمّلنا في هذه الأحاديث وهذه التأويلات وجدناها لا تستقيم ومفهوم الآية الكريمة ولا حتى مع سياقها تُفيد بأنها نزلتْ في بداية الدعوة حتى وإن البعض يصرّح بأنها في حياة أبي طالب يعني قبل الهجرة بسنوات كثيرة وبالخصوص رواية أبي هريرة التي يقول فيها « كنّا إذا صحبنا رسول الله في سفر تركنا له أعظم دوحه … الخ » فهذه الرواية ظاهرة الوضع لأن أبا هريرة لم يعرف الإسلام ولا رسول الله إلا في السنة السابعة للهجرة النبوية كما يشهد هو نفسه بذلك (فتح الباري 6 /31 البدايه والنهاية ج 8 / 102 سير أعلام النبلاء للذهبي ج / 436 الإصابه لإبن حجر ج 3 /287 ) فكيف يستقيم هذا؛ وكل المفسّرين سنّة وشيعة أجمعوا على أن سوره المائدة مدنية وهي آخر ما نزل من القرآن ؟؟؟
    فقد خرج أحمد وأبو عبيد في فضائله والنحاس في ناسخه والنسائي وإبن المنذر والحاكم وإبن مردويه والبيهقي في سننه عن جُبير بن نفير قال : حججتُ فدخلتُ على عائشة ، فقالت : لي ياجبير تقرأ المائدة ؟ فقلتُ نعم ، فقالت : أما إنها آخر سورة نزلت ، فما وجدتم فيها من حلال فإستحلّوه ، وما وجدتم من حرام فحرّموه (جلال الدين السيوطي الدر المنثور 3 / 3 ) .

    كما أخرج أحمد والترمذي وحَسّنه الحَاكمْ وصَححّه ، وإبن مردويه والبيهقي في سننه عن عبدالله بن عمرو قال : آخر سورة نزلت سورة المائدة (نفس المصدر السابق ) .
    وأخرج أبو عبيد عن محمد بن كعب القرطني قال : نزلت سورة المائدة على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في حجّة الوداع ، فيما بين مكة والمدينة وهو على ناقته ، فانصدعت كتفها فنزل عنها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (الدر المنثور في التفسير المأثور 3 /4 ) .
    وأخرج إبن جرير عن الربيع بن أنس قال : نزلت سورة المائدة على رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم في المسير في حجة الوداع وهو راكب راحلته ، فبركت به راحلته من ثـقلها (الدر المنثور في التفسير بالمأثور لجلال الدين السيوطي 3 /4 ) .
    وأخرج أبو عبيد عن ضمرة بن حبيب وعطية بن قيس قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم المائدة من آخر القرآن تنزيلاً ، فأحلّوا حلالها وحرّموا حرامها (نفس المصدر السابق ) . فكيف يقبل العاقل المنصف بعد كل هذا ، إدّعاء من قال بنزولها في أوّل البعثة النبّوية ؟ وذلك لصرفها عن معناها الحقيقي ، أضف إلى ذلك إن الشيعة لا يختلفون في إن سورة المائدة هي آخر القرآن نزولاً وإن هذه الآية بالذات يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل اليك من ربك … والتي تسمّى آية البلاغ نزلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الثامن عشر من شهر ذي الحجه عقيب حجة الوداع في غدير خمّ قبل تنصيب الإمام علي عَلماً للناسِ ليكونَ خليفته من بعده وذلك يوم الخميس وقد نزل بها جبرائيل ( عليه السلام ) بعد مضي خمس
    ساعات من النهار فقال : يامحمد أن الله يقرؤك السلام ويقول : يا أيها الرسول يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل اليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغت رسالته والله يعصمك من الناس .
    على أن قوله سبحانه وتعالى وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالته يدلّ دلالة واضحة بأن الرسالة إنتهت أو هي على وشك النهاية ، وإن بقي فقط أمرٌ مهمّ لايكتمل الدّينُ إلا به .
    كما تُشعر الآية الكريمة بأن الرسول كان يخشى تكذيب النّاس له إذا مادعاهم بهذا الأمر الخطير ، ولكن الله سبحانه لم يُمهله التأجيلْ فالأجل قد قَرُبَ ، وهذه الفرصة هي أحسن الفرص وموقفها هو أعظم المواقف إذ إجتمع معه صلّى الله عليه وآله وسلم أكثر من مائة الف رافقوه في حجّة الوداع وما زالت قلوبهم عامرة بشعائر الله مستحضرة نعي الرسول نفسه اليهم .
    وقوله لهم : لَعلّي لا ألقاكم بعد عامكم هذا ويوشك أن يأتي رسول ربّي وأدعى فأجيب ، وهم سيفترقون بعد هذا الموقف الرّهيب للعودة الى ديارهم ولعلّهم لا تُتاحُ لهم فرصة اللّقاء مرّة أخرى بهذا العدد الكبير وغدير خم هو مفترق الطرقات فلا يمكن لمحمد صلى الله عليه وآله وسلم أن يُفوّتَ هذه الفرصة باي حال من الأحوال . كيف وقد جاءه الوحي بما يشبه التهديد على أن كل الرّسالة منوطة بهذا البلاغ والله سبحانه قد ضمن له العصمة من الناس فلا داعي للخوف من تكذيبهم فكم كُذِبتْ رسُلٌ من قبله ولكن لم يُثنَهم ذلك عن تبليغ ما أمروا به فما على الرسول إلا البلاغ ولو علم الناس مُسبّقاً بأن أكثرهم للحق كارهون (سورة الزخرف آية 78) ولو علم فإن منهم مكذبين (سورة الحاقة آية 49 ) ماكان سبحانه أن يتركهم دون إقامة الحجّة عليهم لئّلا يكون للناس على الله حجّةً بعد الرّسُل وكان الله عزيزاحكيماً (سوره النساء آية 165 ) .
    على إن لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أسوة حسنة في من سبقه من إخوانه الرسل الذين كذّبتهم أممهم قال تعالى : وإن يكذّبوك فقد كذّبتْ قبلهم قوم نوح وعادٌ وثمودُ وقومُ إبراهيمَ وقومُ لوطٍ وأصحابُ مدينَ ، وكُذِبَ موسى فأمليتُ للكافرين ، ثم أخذتُهُمْ فكيف كان نكيرِ . (سورة الحج آية 42 ـ 44 )
    ونحن إذا تركنا التعصّب المقيت ، وحب الإنتصار للمذهب لوجدنا أن هذا الشرح هو المناسب لعقولنا ويتماشى مع سياق الآية والأحداث التي سبقتها وأعقبتها .
    وقد أخرج كثير من علماء السنة نزولها في غدير خمّ في شأن تنصيب الإمام علي وصححّوا تلك الروايات ووافقوا بذلك إخوانهم من علماء الشيعة ، وأذكر على سبيل المثال من علماء السنه :
    1 ـ الحافظ أبو نعيم في كتاب نزول القرآن
    2 ـ الإمام الواحدي في كتاب أسباب النزول ص 150 .
    3 ـ الإمام أبو إسحاق الثعلبي في تفسيره الكبير .
    4 ـ الحاكم الحسكاني في كتابه شواهد التنزيل لقواعد التفضيل ج1 /187
    5 ـ جلال الدين السيوطي في كتابه الدر المنثور في التفسيبر بالمأثور ج 3 / 117 .
    6 ـ الفخر الرّازي في تفسيره الكبير ج 12 /50 .
    7 ـ محمد رشيد رضا في تفسير المنار ج 2 /86 ج 6 / 463 .
    8 ـ تاريخ دمشق لأبن عساكر الشافعي ج 2 /86 .
    9 ـ فتح القدير للشوكاني ج 2 / 60 .
    10 ـ مطالب السؤول لإبن طلحه الشافعي ج 1 /44 .
    11 ـ الفصول المهمة لإبن الصباغ المالكي ص 25 .
    12 ـ يانبيع المودّة للقندوزي الحنفي ص 120 .
    13 ـ الملل والنحل للشهرستاني ج 1 / 163 .
    14 ـ إبن جرير الطبري في كتاب الولاية .
    15 ـ إبن سعيد السجستاني في كتاب الولاية .
    16 ـ عمدة القاريء في شرح البخاري لبدر الدين الحنفي ج 8 /584 .
    17 ـ تفسير القرآن لعبد الوهاب البخاري .
    18 ـ روح المعاني للألوسي ج2 / 384 .
    19 ـ فرائد السمطين للحمويني ج 1 / 185 .
    20 ـ فتح البيان في مقاصد القرآن للعلامة سيد صديق حسن خان ج 3 / 63 .
    فهذا نزرٌ يسيرٌ ممّن يحضرني وهناك أضعاف هؤلاء من علماء أهل السنّة ذكرهم العلاّمة الأميني في كتاب الغدير .
    فماذا ياتُرى فعل رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم عندما أمره ربّه بإبلاغ ما أنزل اليه ؟؟
    يقول الشيعة ، بأنّه جمع النّاس على صعيد واحد في ذلك المكان وهو غدير خمّ ، وخطبهم خطبة بليغة طويله وأشهدهم على أنفسهم فشهدوا بأنه صلى الله عليه وآله وسلم أولى بهم من أنفسهم وعند ذلك رفع يد علي بن أبي طالب وقال :
    « من كنتُ مولاه فهذا علي مولاه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، وأنصر من نصره وإخدل من خذله وأدر الحق معه حيث دار »(وهو مايسمّى بحديث الغدير وقد أخرجه علماء الشيعة وعلماءالسنّة على حد سواء ) .

    ثمَّ البسه عمامته وعقد له موكباً وأمر أصحابه بتهنئته بإمرة المؤمنين ففعلوا وفي مقدّمتهم أبو بكر وعمر يقولان بخ بخ لك يا بن أبي طالب أصحبت وأمسيت مولى كل مؤمن ومومنة (أحمد بن حنبل في مسنده ج 4 /281 والطبري في تفسيره والرازي في تفسيره الكبير ج 3 /636 وإبن حجر في صواعقه والدارقطني والبيهقي والخطيب البغدادي والشهرستاني وغيرهم) .
    وبعدما فرغوا أنزل الله عليه اليوم اكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً .
    هذا مايقوله الشيعة وهو عندهم من المسلمات ولا يختلف فيه عندهم إثنان ، فهل لهذه الحادثة ذكرٌ عند أهل السنّة والجماعة ؟ وحتى لا ننحاز إليهم ويُعحبنا قولهم : فقد حذّرنا الله سبحانه بقوله : ومن النّاس من يُعجبك قوله في الحياة الدنيا ويُشهدُ الله على مافي قلبه وهو الدّ الخصام .. (سورة البقرة آية 204 )
    فالواجب أن نحتاط ونبحث هذا الموضوع بكل حذر ونْنظرُ في أدلّه الفريقين بكل نزاهه مبتغين في ذلك رضاه سبحانه .
    والجواب نعم ، إن كثيراً من علماء أهل السنّة يذكرون هذه الحادثة بكل أدوارها وها هي بعض الشواهد من كتبهم .
    1 ـ أخرج الإمام أحمد بن حنبل من حديث زيد بن أرقم قال : نزلنا مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بواد يقال له وادي خم ، فأمر بالصلاة فصلاها بهجير ، قال فخطبنا ، وظلّل لرسول الله بثوب على شجرة سمرة من الشمس فقال :
    « ألستم تعلمون ، أو ألستم تشهدون إني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟

    قالوا : بلى قال : فمن كنتُ مولاه فعليّ مولاه ، اللَّهم وال من والاه وعاد من عاداه … » (مسند أحمد بن حنبل ج 4 / 372 ) .
    2 ـ أخرج الإمام النسائي في كتاب الخصائص عن زيد بن أرقم قال : لما رجع النبي صلى الله عليه وآله وسلم من حجة الوداع ونزل غدير خم أمر بدوحات فقمّمن ، ثم قال :
    ( كإني دُعيت فاجبتُ وإني تارك فيكم الثقلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله وعترتي أهل بيتي فأنظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لن يفترقا حتّى يردا علي الحوض ، ثم قال : إن الله مولاي وأنا ولي كل مؤمن ، ثم إنه أخذ بيد علي فقال : من كنتُ وليّه فهذا وليّه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه . قال أبو الطفيل فقلتُ لزيد : سمعته من رسول الله فقال : وإنّه ماكان في الدوحات أحد إلا ورآه بعينيه وسمعه بأذنيه » (النسائي في كتاب الخصائص ص 21 ) .
    3 ـ أخرج الحاكم النيسابوري عن زيد بن أرقم من طريقين صحيحين على شرط الشيخين قال : لما رجع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من حجّة الوداع ونزل غدير خمّ ، أمر بدوحات فقممن فقال :
    « كإني دعيتُ فأجْبتُ وإني تركتُ فيكم الثقيلين أحدهما أكبر من الآخر كتاب الله تعالى وعترتي ، فانظروا كيف تخلفوني فيهما ، فإنهما لم يفترقا حتّى يردا عليّ الحـوض ، ثم قال : إن الله عزّ وجلّ مولاي وأنا مولى كل مؤمن ثم أخذ بيد علي فقال : من كنتُ مولاه فهذا وليّه ، اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه … » (مستدرك الحاكم ج 3 / 109 ) .
    4 ـ كما أخرج هذا الحديث مسلم في صحيح يُسْنده الى زيدُ بن أرقم
    ولكنّه إختصره فقال : قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فينا خطيباً بماءٍ يُدعى خّماً بين مكة والمدينة فحمد الله وأثنى عليه ووعظ وذكّر ثم قال :
    «أمّا بعد ألا أيها الناس فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيبُ وأنا تارك فيكم ثقلين أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله وإستمسكوا به فحث على كتاب الله ورغب فيه ثم قال : وأهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي أذكّركم الله في أهل بيتي أذكركم الله في أهل بيتي … » (صحيح مسلم ج 7 /122 باب فضائل علي بن أبي طالب وذكر الحديث أيضاً الإمام أحمد والترمذي وإبن عساكر وغيرهم ) .
    تعليق ـ بالرغم من أن الإمام مسلم إختصر الحادثة ولم يروها بكاملها إلا إنها بحمد الله كافية وشافية ولعلّ الإختصار كان من زيد بن أرقم نفسه لما إضطرته الظروف السياسية الى كتمان حديث الغدير وهذا نفهمه من سياق الحديث إذ يقول الرّاوي : إنطلقتُ أنا وحُصين بن سبرة وعمر بن مسلم الى زيد بن أرقم ، فلمّا جلسنا إليه قال له حُصين ، لقد لقيتَ يازيد خيراً كثيراً رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وسمعتَ حديثه وغزوتَ معه وصلّيتَ خلفه ، لقد لقيتَ يازيدُ خيراً كثيراً ، حدثنا يازيد ماسمعت من رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم قال : يا إبن أخي والله لقد كبرتْ سنّي وقدُمَ عهدي ونسيتُ بعض الذي كنتُ أعِي من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فما حدّثتكم فاقبلوا وما لا فلا تكلّفونيه ، ثم قال : قام رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً فينا خطيباً بماءٍ يدعى خُمَّاً …
    فيبدوا من سياق الحديث إن حُصيناً سأل زيد بن أرقم عن حادثة الغدير وأحرجه أمام الحاضرين بهذا السؤال وكان بدون شك يعلم بأن الجواب صريح على ذلك يسبّب له مشاكل مع الحكومة التي كانت تحمِلُ الناس على لعن علي بن أبي طالب ، ولهذا نجده يعتذر للسائل بأنه كبُرتْ سنّه وقدُم عهده ونسي بعض
    الذي كان يَعِي ثم يُضيف طالباً من الحاضرين بأن يقبلوا مايحدّثهم به ولا يكلّفوه ما يريد السّكوت عنه .
    ومع خوفه ، ومع إختصاره للحادثه وإقتضابها فقد أوضح زيد بن أرقم ( جزاه الله خيراً ) كثيراً من الحقائق وأْلمحَ لحديث الغدير بدون ذكره ، وذلك قوله قام فينا رسول الله صّلى الله عليه وآله وسلّم خطيباً بماء يدعى خُمّاً بين مكة والمدينة ، ثم بعد ذلك ذكر فضل علي وإنه شريك القرآن في حديث الثقلين كتاب الله وأهل بيتي بدون أن يذكر إسم علي وترك للحاضرين أن يستنتجوا ذلك بذكائهم لأن كلّ المسلمين يعرفون أن علياً هو سيد أهل بيت النبوه .
    ولذلك نرى حتّى الإمام مسلم نفسه فهم من الحديث ماتفهمناه وعرف ماعرفناه فتراه يخرج هذا الحديث من فضائل علي بن أبي طالب رغم أن الحديث ليس فيه ذكر لإسم علي بن أبي طالب (صحيح مسلم ج 7 /122 باب فضائل علي بن أبي طالب ) .
    5 ـ أخرج الطبراني في المعجم الكبير بسند صحيح عن زيد بن أرقم وعن حذيفه بن أسيد الغفاري قال : خطب رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بغدير خمّ تحت شجرات فقال :
    « أيها الناس يوشك أن أدعى فأجيب وإني مسؤول وإنكم مسؤولون فماذا أنتم قائلون ؟ قالوا نشهد إنك قد بلغتَ وجاهدتَ ونصحتَ ، فجزاه الله خيرا . فقال : اليس تشهدون أن لا إالله إلا الله وأن محمداً عبده ورسوله وأن جنته حق وأن ناره حقً ، وأن الموت حق وأن البعث حق بعد الموت ، وأن الساعة آتية لاريب فيها وأن الله يبعثُ من في القبور ؟ قالوا : بلا نشهد بذلك . فقال اللَّهم إشهد ، ثم قال : يا أيها الناس أن الله مولاي ، وأنا مولى المؤمنين ، وأنا أولى بهم من أنفسهم فمن كنتُ مولاه فهذا مولاه ـ يعني علياً ـ اللّهم وال من والاه وعاد من عاداه ، ثم قال : ياأيها الناس إني فرطكم ، وإنكم واردون علي الحوض ، حوض أعرض ما بين بصري الى
    صنعاء ، فيه عدد النجوم قدحان من فضة ، وإني سائلكم حين تردون علي عن الثقلين ، كيف تخلفوني فيهما الثقل الأكبر كتاب الله عزّ وجلّ سبب طرفه بيد الله تعالى وطرفه بأيديكم ، فاستمسكوا به لا تضلّوا ولا تبدّلوا ، وعترتي أهل بيتي فإنه نبأني اللطيف الخبير إنهما لن ينقضيا حتى يردا عليّ الحوض » (إبن حجر في صواعقه ص 25 نقلاً عن الطبراني والحكيم الترمذي ) .
    6 ـ كما أخرج الإمام أحمد من طريق البراء بن عازب من طريقين ، قال : كنا مع رسول الله ، فنزلنا بغدير خم ، فنودي فينا الصلاه جامعة ، وكسح لرسول الله صلّى الله عليه وآلله وسلّم ، تحت شجرتين فصلى الظهر وأخذ بيد علي ، فقال : « الستم تعلمون إني أولى بالمؤمنين من أنفسهم ؟ قالوا : بلى قال : ألستم تعلمون إني أولى بكل مؤمن من نفسه ؟ قالوا : بلى قال : فأخذ بيد علي ، فقال :
    من كنتُ مولاه فعلي مولاه ، اللّهم وال من والله وعاد من عاداه ، قال فلقيَهُ عمر بعد ذلك ، فقال له : هنيئاً يا بن أبي طالب أصبحتَ وأمسيتَ مولى كل مؤمن ومؤمنة » (مسند الإمام أحمد بن حنبل الجزء الرابع صفحة 281. كذلك في كنز العمّال جزء 15 ص 117 . فضائل الخمسة من الصحاح الستّة ج 1 / 350 ) .
    وبإختصار فقد روي حديث الغدير من أعلام أهل ألسنّة زيادة عمّن ذكرنا ، الترمذي وإبن ماجة ، وإبن عساكر وأبي نعيم ، وإبن الأثير ، والخوارزمي ، والسيوطي ، وإبن حجر الهيثمي ، وإبن الصباغ المالكي والقندوزي الحنفي ، وإبن المغازلي وإبن كثير ، والحمويني والحسكاني ، والغزالي ، والبخاري في تاريخه .
    على أن علماء أهل السنه
    والجماعة الذين رووا حديث الغدير وأخرجوه في كتبهم على إختلاف طبقاتهم ومذاهبهم في القرن الأول للهجرة وحتى القرن الرابع للهجرة فكان عددهم يزيد عن ثلثمائه وستين عالماً ،كما ورد في كتاب الغدير .
    أفيمكن بعد كلّ هذا . أن يقول قائل بأنّ حديث الغدير هو من مختلقات الشيعة .
    والعجب الغريب أنّ أغلب المسلمين عندما تذكر له حديث الغدير ، لا يعرفه أو قل لمْ يسمع به والأعجب من هذا كيف يدّعي علماء أهل السنّة بعد هذا الحديث المجمع على صحّته ، بأنّ رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم لم يستخلف وترك الأمر شورى بين المسلمين .
    فهل هناك للخلافة حديث أبلغ من هذا وأصرح يا عباد الله ؟؟







    آية إكمال الدين تتعلق أيضا بالخلافة
    قوله سبحانه وتعالى : اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام ديناً ( سورة المائده آية 3) ، يجمع الشيعة على نزولها بغدير خم بعد تنصيب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم للإمام علي خليفة للمسلمين وذلك رواية عن أئمة العترة الطاهرة وبذلك تراهم يعدّون الإمامة من أصول الدّين .
    ورغم أن الكثير من علماء السنة يروون نزولها في غدير خم بعد تنصيب الإمام علي أذكر منهم على سبيل المثال :
    1 ـ تاريخ دمشق لإبن عساكر ج 2 / 75 .
    2 ـ مناقب علي أبي طالب لإبن المغازلي الشافعي ص 19 .
    3 ـ تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ج 8 ص 290 .
    4 ـ الإتقان للسيوطي ج 1 / 31 .
    5 ـ المناقب للخوارزمي الحنفي ص 80 .
    6 ـ تذكره الخواص للسبط إبن الجوزي ص 30
    7 ـ تفسير إبن كثير ج 2 / 14 .
    8 ـ روح المعاني للألوسي ج 6 / 55 .
    9 ـ البداية والنهاية لإبن كثير الدمشقي ج 5 / 213 .
    10 ـ الدر المنثور في التفسير بالمأثور للسيوطي ج 3 /19
    11 ـ ينابيع المودة للقندوزي الحنفي ص 115 .
    12 ـ شواهد التنزيل للحسكاني الحنفي ج 1 /157 .
    أقول رغم ذلك لابدّ لعلماء أهل السنّة من صرف هذه الآية الى مناسبة أخرى، وذلك للحفاظ على كرامة السلف الصالح من الصحابة ، وإلا لو سلّموا بنزولها في غدير خمّ لأعترفوا ضمنّياً بأن ولاية علي بن أبي طالب هي التي أكمل الله بها الدّين وأتم بها على المسلمين نعمته ولتبخّرت خلافة الخلفاء الثلاثه الذين سبقوه ، ولتزعزعت عدالة الصحابة ، ولذابت أحاديث كثيرة مشهورة كما يذوب الملح بالماء ، وهذا أمرّ مستحيل وخطبٌ فادحٌ ، لأنه يتعلّق بعقيدة أمّة كبيرة لها تاريخها وعلماؤها وأمجادها ، فلا يمكن لنا تكذيب أمثال البخاري ومسلم الذين يروون بأن الآية إنما نزلت عشية عرفة في يوم الجمعة .
    وبمثل ذلك تصبح الروايات الأولى مجرّد خرافات شيعيّة لا أساس لها من الصحّة ويصبح الطعن على الشيعة أولى من الطعن على الصحابة فهؤلاء معصومون عن الخطأ (لأنهم يعتقدون بأن الصحابة كالنجوم بأيهم إقتديتم إهتديتم ) ولا يمكن لأي إنسان أن ينتقد أفعالهم وأقوالهم ، أما أولئك الشيعة فهم مجوس ، كفّار ، زنادقة وملحدون ومؤسس مذهبهم هو عبدالله بن سبأ وهو يهودي أسلم في عهد عثمان ليكيد للمسلمين وللإسلام .
    وهذا أسهل بكثير للتمويه على الأمة التي تربّت على تقديس وإحترام الصحابه ( أي صحابي كان ولو شاهد النبي مرّة واحدة ) وأنّى لنا ان نقنعهم بأن تلك الروايات ليست خرافات شيعية وإنما هي من أحاديث الأئمه الأثني عشر الذين نص رسول الله على إمامتهم ، الذين نجحت الحكومات الإسلامية في القرن الأول في غرس حب وأحترام الصحابة مقابل التنفير من علي وبنيه ، حتى لعنتهم على المنابر وتتبعت شيعتهم بالقتل والتشريد ، فنشأ من ذلك بغض وكراهية لكل الشيعة ، لما روّجتْهُ وسائل الإعلام في عهد معاوية من إشاعات وخزعبلات وعقائد فاسدة ضدّ الشيعة ، وهم ( الحزب المعارض ) كما يسمّى عندنا اليوم لعزلهم والقضاء عليهم .
    ولذلك نجد حتّى الكُتابْ والمؤرّخين في تلك العصور يسمّونهم الرّوافض ويكفّرونهم ويستبيحون دمائهم تزلّفاً للحكّام ولمّا إنقرضت الدولة الأموية وخلفتها الدولة العبّاسية نسج بعض المؤرخين على منوالهم وعرف البعض حقيقة أهل البيت ( ذلك لأن الأئمه من أهل البيت فوضوا أنفسهم بأخلاقهم وعلومهم التي ملأت الخافقين وبزهدهم وتقواهم والكرامات التي حباهم الله بها ) فحاول التوفيق والإنصاف فألحق علياً بالخلفاء الرّاشدين ولكن لم يجرأوا على التصريح بأحقيته ، ولذلك تراهم لا يخرجون في صحاحهم إلا النزر اليسير من فضائل علي والتي لا تتعارض مع خلافة الذين سبقوه ، والبعض منهم وضع كثيراً من الأحاديث في فضل أبي بكر وعمر وعثمان على لسان علي نفسه ، حتى يقطع بذلك ( على زعمه ) الطريق على الشيعة الذين يقولون بأفضليته .
    ولعل شهرة الرجال وعظمتهم إنما كانت تقدّر في ذلك الوقت ببغضهم لعلي بن أبي طالب ، فالأمويون والعباسيون كانوا يقربون ويعظمون كل من حارب الإمام علي أو وقف ضدّه بالسيف أو باللسان ، فتراهم يرفعون بعض الصحابة ويضعون آخرين ، ويغدقون الأموال على بعض الشعراء ويقتلون آخرين ، ولعلّ عائشة أمّ المؤمنين لم تكن لتحضى بتلك المنزلة عندهم لولا بغضها (كانت لا تطيق ذكر أسمه البخاري 1 / 162 ـ 7 / 18 ـ 5 /140 ويقول المؤرخون لما بلغها خبر مقتله سجدت شكرا لله وقالت في ذلك شعراً ) وحربها لعلي.
    ومن ذلك أيضا تجد العباسيين يعلون من شأن البخاري ومسلم والإمام مالك لأنهم لم يخرجوا في فضائله إلا القليل بل نجد صراحة في هذه الكتب بأن علي بن أبي طالب لا فضل له ولا مزية فقد روي البخاري في صحيحه في باب مناقب عثمان عن إبن عمر قال : كنا في زمن النّبي صلى الله عليه وآله وسلم لا نعدِلُ بأبي بكر أحداً ثم عُمرَ ثم عثمانَ ثم نترك أصحاب النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم لا نفاضل بينهم (صحيح البخاري 4 /191 وص 201 كما روي البخاري في صحيحه 4 /195 رواية تُنسب الى محمد بن الحنفية قال : قلتُ لأبي أيّ الناس خيرُ بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : أبو بكر قلتُ ثم مَنْ قال : ثم عُمرُ وخشيتُ أنْ يقولَ عثمانُ قلتُ ثم أنتَ قالَ : ما أنا إلا رجلٌ من المسلمين ) فعليّ عنده كسائر النّاس « إقرأ وأعجب » !!
    كما في أن في الأمّة فرقاً أخرى كالمعتزلة والخوارج وغيرهم ممّن لا يقول بمقالة الشيعة ، ولأن إمامة علي وأولاده من بعده تقطع عليهم الطريق للوصول للخلافة والتحكم في رقاب النّاس والتلاعب بمصيرهم وممتلكاتهم كما فعل ذلك بنو أميّة وبنو العباس في عهد الصحابة وعهد التابعين والى يوم الناس هذا . لأن حكام العصر الذين وصلوا الى الحكم سواء بالوراثة كالملوك والسلاطين ، أو حتّى الرؤساء الذين إنتخبتهم شعوبهم لا يعجبهم هذا الإعتقاد ؛ أعني أن يعتقد المؤمنون بخلافة أهل البيت ، ويضحكون من هذه الفكرة التيوقراطية ، التي لا يقول بها إلا الشيعة ، وخصوصاً إذا كان هؤلاء الشيعة قد بلغوا من سخافة العقل وسفاهة الرأي إنهم يعتقدون بإمامة المهدي المنتظر الذي سيملأ أرضهم قسطاً وعدلاً كما مُلئتْ ضلماً وجوراً .
    ونعود الآن لمناقشة أقوال الطرفين في هدوء وبدون تعصّب ، لنعرف ماهي
    المناسبة وما هو سبب نزول آيه « إكمال الدين » حتّى يتضّح لنا الحقّ فنتبعه وما علينا بعد ذلك من رضا هؤلاء ، أو غضب أولئك مادمنا نتوخّى قبل كل شيء رضا الله سبحانه والنجاة من عذابه يوم لاينفع مال ولا بنون إلاّ من أتى الله بقلبٍ سليم ، يوم تُبيضُّ وجوهٌ وتسودُّ وجوهٌ فأمّا الذين إسودّتْ وجوههم أكفرتم بعد إيمانكم فذوقوا العذاب بما كنتم تكفرون ، وأمّا الذين إبيضّتْ وجوههُمْ ففي رحمه الله هم فيها خالدون (سوره المائده آية 106 ) .






    مناقشة القول بأن الآية نزلت يوم عرفة
    أخرج البخاري في صحيحه (صحيح البخاري 5 /127 ) قال : حدّثنا محمد بن يوسف حدّثنا سفيان عن قيس بن مسلم عن طارق بن شهاب إن أنّاساً من اليهود قالوا : لو نزلت هذه الآيه فينـا لأتخذنا ذلك اليوم عيداً فقال عمر أَيَّةُ آيةٍ ؟ فقالوا : اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً .
    فقال عمر : إنّي لأعلم أي مكان أنزِلتْ ، أنزِلتْ ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واقفٌ بعرفة .
    وأخرج إبن جرير عن عيسى بن حارثة الأنصاري قال : كنّا جلوساً في الديوان فقال لنا نصراني يا أهل الإسلام ، لقد أنزِلتْ عليكم آية لو أنزِلتْ علينا لأتخذنا ذلك اليوم وتلك الساعه عيداً وما بقي منّا إثنان وهي « اليوم أكملت لكم دينكم » فلم يجبه أحد منّا ، فلقيتُ محمد بن كعب القرطبي فسألته عن ذلك ، فقال : ألا رددتم عليه ؟ فقال عمر بن الخطاب أنزلتْ على النّبي وهو واقفٌ على الجبل يوم عرفة ، فلا يزال ذلك اليوم عيداً للمسلمين مابقي منهمأحد (جلال الدين السيوطي الدر المنثور في التفسير المأثور 3 /18 ) .
    أوَّلاً ـ نلاحظ من خلال هذه الروايات أن المسلمين كانوا يجهلون تاريخ ذلك اليوم المشهود ، ولا يحتفلون به مّما دعا اليهود مرّة والنصّارى أخرى أن يقولوا لهم : لو إن هذه الآية فينا أنزلت لأتخذنا يومها عيداً مّما حدا بعمر بن الخطاب أن يسأل أيةُ آية ؟ ولّما قالوا : « اليوم أكملتُ لكم دينكم » قال : إني لأعلم أي مكان أُنزلتْ ، أُنزلتْ ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واقف بعرفة .
    فإننا نشمّ رائحه الدسّ والتعتيم من خلال هذه الرواية والذين وضعوا هذا الحديث على لسان عمر بن الخطاب في زمن البخاري أرادوا أن يوفّقوا بين آراء اليهود والنصارى في أن ذلك اليوم هو يوم عظيم يجب أن يكون عيداً ، وبين ما هم عليه من عدم الإحتفال بذلك اليوم وعدم ذكره بالمرّة حتى تناسوه ، والمفروض أن يكون من أكبر الأعياد لدى المسلمين إذ أن الله سبحانه أكمل لهم فيه دينهم وأتمَّ فيه نعمته عليهم ورضي لهم الإسلام ديناّ .
    ولذلك ترى في الرواية الثانية قول الرواي عندما قال له النصراني : يا أهل الإسلام ، لقد أنزلت عليكم آية لو أُنزلتْ علينا لأتخذنا ذلك اليوم عيداً مابقي منّا إثنان .
    قال الرواي فلم يُجبْهُ أحدٌ منّا ؛ وذلك لجهلهم بتاريخ وموقف ذلك اليوم وعظمته ، ويبدو أن الراوي نفسه إستغرب كيف يغفل المسلمون عن الإحتفال بمثل ذلك اليوم ولهذا نراه يلقي محمد بن كعب القرطبي فيسأله عن ذلك فيردّ هذا الأخير بأنّ عمر بن الخطاب روي إنها انزلت على النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهو واقفٌ على الجبل يوم عرفة .
    فلو كان ذلك اليوم معروفاً لدى المسلمين على إنّه يوم عيد لما جهله هؤلاء الرّواة سواء أكانوا من الصحابة أم من التابعين ، لأن الثابت المعروف لديهم أن
    للمسلمين عيدين إثنين وهما عيد الفطر وعيد الأضحى ، حتّى أن العلماء والمحدّثين كالبخاري ومسلم وغيرهما تراهم يخرجون في كتبهم كتاب العيدين ـ صلاة العيدين ـ خطبة العيدين الى غير ذلك من المتسالم عليه لدى خاصّتهم وعامّتهم ، ولا وجود لعيد ثالث .
    وأغلبُ الظنّ إن القائلين بمبدأ الشورى في الخلافة ومؤسسي هذه النظرية هم الذين صرفوا نزولها عن حقيقتها يوم غدير خمّ بعد تأمير الإمام علي ، فكان تحويل نزولها في يوم عرفة أهون وأسهل على القائلين به لأن يوم الغدير جمع مئه الف حاج أو يزيدون ، وليس هناك مناسبة في حجة الوداع أقرب الى الغدير من يوم عرفة في المقارنة إذ أن الحجيج لم يجتمعوا على صعيد واحد إلا فيهما ، فالمعروف إن النّاس يكونون متفرّقين جماعات واشتاتاً في كل أيام الحجّ ولا يجتمعون في موقف واحد إلا في عرفة .
    ولذلك نرى إن القائلين بنزولها يوم عرفة يقولون بنزولها مباشرة بعد خطبة النبي صلى الله عليه وآله وسلم الشهيرة والتي أخرجها المحدّثون .
    واذا كان النّص بالخلافة على علي بن بي طالب قد صرفوه عن حقيقتة وباغتوا النّاس « بمن فيهم علياً نفسه والذين كانو منشغلين معه بتجهيز الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ودفنه » بالبيعة لأبي بكر في سقيفة بني ساعدة على حين غفلة ، وضربوا بنصوص الغدير عرض الجدار وجعلوه نسيا منْسيَّاً ، فهل يمكن لأي أحد بعد الذي وقع أن يحتجّ بنزول الآية يوم الغدير ؟
    فليست الآيه أوضح في مفهومها من حديث « الولاية » وإنّما تحمل في معناها إكمال الدّين وإتمام النعمّة ورضا الربّ ليس إلا ، وإن كانت تنطوي على إشعار بحصول حدات لهم في ذلك اليوم هو الذي سبب كمال الدين .
    ومّما يزيدنا يقيناً بصحة هذا الإعتقاد ، ما رواه إبن جرير عن قبيصة بن أبي ذؤيب قال : قال كعب « لو إن غير هذه الأمّة نزلتْ عليهم هذه الآية لنظروا اليوم الذي أُنزلتْ فيه عليهم فاتّخدوه عيداً يجتمعون فيه » ! فقال عمر : وأي آيه يا كعب ؟ فقال : اليوم أكملتُ لكم دينكمْ فقال عمر : لقد علمتُ اليوم الذي أُنزلتْ والمكان الذي نزلتْ فيه ، نزلتْ في يوم جمعة ، ويوم عرفة ، وكلاهما بحمد الله لنا عيد (الدّر المنثور للسيوطي في تفسير الآية /اليوم أكملت لكم دينكم//
    سوره المائدة ) .
    ثانيا ـ على ان القول بنزول الآية اليوم أكملت لكم دينكم في يوم عرفة يتنافى مع آية البلاغ يا أيها الرسول بلّغ ما أنزل اليك والتي تأمر الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بإبلاغ أمر مهم لا تتم الرسالة إلا به ، والتي سبق البحث وتبينّ نزولها بين مكة والمدينة بعد حجة الوداع وهو مارواه أكثر من مائة وعشرين صحابياً وأكثر من ثلاثمائة وستين من علماء أهل السنة والجماعة ، فكيف يكمل الله الدّين ويتمّ النعمة في يوم عرفه ثم بعد إسبوع يأمر نبيّه صلّى الله عليه وآله وسلم وهو راجع الى المدينة بإبلاغ شيء مهم لا تتم الرسالة إلا به ؟؟ كيف يصحّ ذلك يا أولي الألباب ؟؟؟
    ثالثا ـ إن الباحث المدقق إذا أمعن في النظر في خطبة الرسول صلّى الله عليه وآله وسلم يوم عرفه لا يجد فيها أمراً جديداً يجهله المسلمون والذي يمكن إعتباره شيئاً مهمّاً أكمل الله به الدّين وأتّم به النّعمة ، اذ ليس فيها إلا جملة من الوصايا التي ذكرها القرآن أو ذكرها النبي صلّى الله عليه وآله وسلم في عدة مناسبات وأكدّ عليها يوم عرفة . وإليك ما جاء في الخطبة على ماسجّله كل الروّاه :
    ـ إن الله حرّم عليكم دماءكم وأموالكم كحرمة شهركم هذا ويومكم هذا .
    ـ إتّقوا الله ولا تبخسوا ألنّاس أشياءهم ولا تعثوا في الأرض مفسدين ، فمن كانت عنده أمانة فليؤدها .
    ـ الناس في الإسلام سواء لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى .
    ـ كلّ دم كان في الجاهلية موضوع تحت قدمي ، وكل ربا كان في الجاهلية موضوع تحت قدمي .

    ـ أيها الناس إنّما النسيء زيادة في الكفر … إلا وإن الزمان قد إستدار كهيئة يوم خلق الله السماوات والأرض .
    ـ إن عدة الشهور عند الله إثنا عشر شهراً في كتاب الله منها أربعة حرمٌ .
    ـ أوصيكم بالنساء خيراً ، إنّما إتخذتموهن لأمانة الله وإستحللتم فروجهن بكتاب الله .
    ـ أوصيكم بمن ملكت أيمانكم فاطعموهم ممّا تأكلون وإلبسوهم مّما تلبسون.
    ـ إنّ المسلم أخو المسلم ، لا يغشّه ولا يخونه ولا يغتابه ولا يحل له دمه ولا شيء من ماله .
    ـ إن الشيطان قد يأس أن يُعبد بعد اليوم ولكن يُطاع فيما سوى ذلك من أعمالكم التي تحتقرون . ـ
    أعدى الأعداء على الله قاتل غير قاتله ، وضارب غير ضاربه ومن كفر نعمة مواليه فقد كفر بما أَنّزلَ الله على محمد ، ومن إنتمى الى غير أبيه فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين .
    ـ إنما أُمرتُ أن أقاتل الناس حتّى يقولوا : لا إله إلا الله وأني رسول الله ، واذا قالوها عصموا مني دماءهم ، وأموالهم إلا بحق وحسابهم على الله .
    ـ لا ترجعوا بعدي كفاراً ، مضلّين يضرب بعضكم رقاب بعض .
    هذا كل ماقيل في خطبة عرفة من حجة الوداع وقد جمعتُ فصولها من جميع المصادر الموثوقة حتى لايبقى شيء من وصاياه صلّى الله عليه وآله وسلّم التي ذكرها المحدثون إلا أخرجتها فهل فيها شيء جديد بالنسبة للصحابة ؟ كلا فكل ماجاء فيها مذكور في القرآن ومبين حكمه في السنّه النبّوية ، فقد قضى صلى الله عليه وآله وسلم حياته كلها يبينّ للناس مانزّل إليهم ويعلّمهم كل صغيرة وكبيرة ، فلا وجه لنزول آية « إكمال الدّين وإتمام النعمة ورضا الله » بعد هذه الوصايا التي يعرفها المسلمون ، وإنما أعدها عليهم للتأكيد لأنّهم لأوّل مرّه يجتمعون عليه

    بذلك العدد الهائل ولأنه أخبرهم قبل الخروج الى الحجّ بأنها حجة الوداع فكان واجباً عليه أن يسمعهم تلك الوصايا .
    أمّا إذا أخذنا بالقول الثاني : وهو نزول الآية يوم غذير خمّ بعد تنصيب الإمام علي خليفة للنبي صلى الله عليه وآله وسلم وأميراً للمؤمنين ، فإنّ المعنى يستقيم ويكون مطابقاً ، لأن الخلافة بعد النبي صلى الله عليه وآله وسلّم من أهمّ الأمور ولا يمكن أن يترك الله عباده سدى ولا ينبغي لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أن يذهب دون إستخلاف ويترك أمته هملاً بدون راعٍ وهو الذي ماكان يُغادر المدينة إلا ويستخلف عليها أحداً من أصحابه ، فكيف نصدّق بأنّه إلتحق بالرفيق الأعلى وما فكّر بالخلافة ؟؟؟ .
    وإذا كان ألمُلحدون في عصرنا يؤمنون بهذه القاعدة ويسرعون الى تعيين خلف للرئيس حتّى قبل موته ليَسوسَ أمور الناس ولا يتركونهم يوماً واحداً بدون رئيس !
    فلا يمكن أن يكون الدّين الإسلامي وهو أكمل الأديان وأتمها والذي ختم الله به كل الشرائع أن يُهمل أمراً مهماً كهذا .
    وقد عرفنا فيما تقدم بأن عائشة وإبن عمر وقبلهما أبو بكر وعمر أدركوا كلهم بأنه لابد من تعيين الخليفة وإلا لكانت فتنة ، كما أدرك ذلك من جاء بعدهم من الخلفاء فكلُّهم عَيّنوا مَنْ بعدهم فكيف تغيب هذه الحكمة على الله وعلى رسوله ؟؟؟
    فالقولُ بأنّ الله سبحانه أوحى الى رسوله في الآية الأولى « آية البلاغ » وهو راجع من حجة الوداع بأنْ يُنصّب عليّاً خليفة له بقوله : يا أيها الرسول بلّغ ما أُنزلَ إليك من ربّك وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالتهُ والله يعصمك من الناس أي : يامّحمد إنْ لم تبلّغ ماأمرتك به بأنّ علياً هو ولي المؤمنين بعدك فكأنك لم تُكمل مهمتك التي بُعثتَ بها ، إذ أن إكمال الدّين بالإمامة أمرٌ ضروري لكل العقلاء

    ويبدو أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان يخشى معارضتهم له أو تكذيبهم ، فقد جاء في بعض الروايات : قوله صلّى الله عليه وآله وسلم : وقد أمرني جبرئيل عن ربي أن أقوم في هذا المشهد وأعلم كلّ أبيض وأسود : أن علي بن أبي طالب أخي ووصيي وخليفتي والإمام بعدي ، فسألتُ جبرئيل أن يستعفي لي ربّي لعلمي بقلّة المتّقين وكثرة المؤذين لي واللائمين لكثرة ملازمتي لعلي وشدّة إقبالي عليه حتى سمّوني إذناً ، فقال تعالى : ومنهم الذين يؤذون النبيّ ويقولون هو أذنٌ قل أذن خير لكم ولو شئتُ أن أسميهمّ وأدلُ عليهم لفعلتُ ولكنّي بسترهم قد تكرّمتُ ، فلم يرض الله إلا بتبليغي فيه فإعلموا معاشر الناس إن الله قد نصّبه لكم ولياً وإماماً وفرض طاعته على كل أحد … الخطبه (أخرجها بكاملها الحافظ إبن جرير الطبري في كتاب الولاية كما أخرج جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ج 2 /298 خطبة في نفس المعنى بألفاظ متقاربه ) .
    فلمّا أنزل الله عليه والله يعصمك من الناس أسرع في نفس الوقت وبدون تأخير بإمتثال أمر ربّه فنصب علياً خليفة من بعده وأمر أصحابه بتهنئته بإمارة المؤمنين ففعلوا وبعدها أنزل الله عليهم اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام ديناً .
    أضف الى كل ذلك إنّنا نجد بعض علماء أهل السنّة والجماعة يعترفون صراحة بنزول آية البلاغ في إمامة علي فقد رووا عن إبن مردويه عن إبن مسعود قال : كنا نقرأ على عهد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلم : يا أيها الرسول بلغ ما أُنزل اليك من ربّك ـ إنّ عليّاً مولى المؤمنين ـ وإن لم تفعل فما بلّغتَ رسالته والله يعصمك من الناس ( تفسير فتح القدير للشوكاني ج 3 /57 . جلال الدين السيوطي في الدر المنثور ج2 / 298 عن إبن عباس) .
    وبعد هذا البحث إذا أضفنا روايات الشيعة عن الأئمة الطاهرين يتجلّى لنا بأن الله أكمل دينه بالإمامة ولذلك كانت الإمامة عند الشيعة اصلاً من أصول الدّين .
    وبإمامة علي بن أبي طالب أتمّ الله نعمته على المسلمين لئلا يبقوا هملاً تتحاذبهم الأهواء وتمزّقهم الفتن فيتفرقوا كالغنم بدون راع ـ
    ورضي لهم الإسلام ديناً ، لأنّه إختار لهم أئمة أذهب عنهم الرجس وطّهرهم وأتاهم الحكمة وورثهم علم الكتاب ليكونوا أوصياء محمّد صلّى الله عليه وآله وسلّم فيجب على المسلمين أن يرضوا بحكم الله وإختياره ويسلّموا تسليماً ، لأن مفهوم الإسلام العام هو التسليم لله قال تعالى : وربّك يخلق مايشاء ويختار ماكان له الخيرة سبحان الله وتعالى عما يشركون وربّك يعلم ما تكنْ صدورهم وما يُعلنون وهو الله لا إله إلا هُو له الحمدُ في الأولى والآخرة وله الحكمُ وإليه ترجعون (سورة القصص آيه 68 ـ 69 ـ 70 ) .
    ومن خلال كل ذلك يُفهمُ بأن يوم الغدير إتخذه رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم يوم عيد اذ بعد تنصيب الإمام علي وبعد أن نزل عليه قوله : اليوم أكملتُ لكم دينكم … الآية : قال : الحمد لله على إكمال الدّين ، وإتمام النّعمة ، ورضى الربّ برسالتي وولاية علي بن أبي طالب من بعدي (الحاكم الحسكاني عن بي سعيد الخدري في تفسيره للآية . والحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتابه « ما نزل من القرآن في علي » ) ثم عقد له موكباً للتهنئة وجلس صلى الله عليه وآله وسلم في خيمة وأجلس عليَّاً بجانبه وأمر المسلمين بما فيهم زوجاته أمهات المؤمنين أن يدخلوا عليه أفواجاً ويهنّئوه بالمقام ويسلّموا عليه بإمرة المؤمنين ، ففعل النّاس ما أمروا به وكان من جملة المهنئينّ لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب بهذه المناسبة أبو بكر وعمر .
    وقد جاءا إليه يقولان له : بخٍ بخٍ لك يا إبن أبي طالب أصبحتَ وأمسيتَ
    مولانا ومولى كل مؤمن ومؤمنة (روى هذه القصّة كل من الإمام أبي حامد الغزالي في كتابه سرّ العالمين ص 6كما رواها الإمام أحمد بن حنبل في مسنده 4 /281 .
    والطبري في تفسيره 3 / 428 والبيهقي والثعلبي ، والدار قطني والفخر الرّازي وإبن كثير وغيرهم ) .
    ولمّا عرف حسّان بن ثابت شاعر الرسول صلّى الله عليه وآله وسلّم فرح النبي وإستبشاره في ذلك اليوم قال : أتأدن لي يارسول الله أن أقول في هذا المقام أبياتاً تسمعهن ، فقال : قل على بركة الله ، لا تزال ياحسّان ، مؤيداً بروح القدس ما نصرتنا بلسانك .
    فأنشد يقول :
    يناديهم يوم الغدير نبيّهم * بخمّ فأسمع بالرسول مناديا **
    الى آخر الأبيات التي ذكرها المؤرخون ( الحافظ أبو نعيم الأصبهاني في كتابه مانزل من القرآن في علي .
    ـ الخوارزمي المالكي في كتاب المناقب ص0 8 ـ الكنجي الشافعي في كفاية الطالب .
    ـ جلال الدين السيوطي في كتابه ـ الإزدهار فيما عقده الشعراء من الأشعار) .
    ولكنّ ورغم كل ذلك فإنّ قريشاً إختارت لنفسها وأبتْ أن تكون في بني هاشم النبوّة والخلافة فيجحفون على قومهم بُجُحاُ بُجَّحاً ، كما صرّح بذلك عمر بن الخطاب لعبدالله بن عبّاس في محاورة دارت بينهما (الطبري في تاريخه 5 / 31 . تاريخ ابن الأثير 3 /31 وشرح نهج البلاغة لإبن أبي الحديد 2 /18 ) .
    فلم يكن في وسع أحد أن يحتفل بذلك العيد بعد ذكراه الأولى التي أحتفل بها النبي صلّى الله عليه وآله وسلّم .
    وإذا كانوا قد تناسوا نصّ الخلافة وتلاشى من أذهانهم ولم يمض عليه من الوقت غير شهرين ومع ذلك لم يتكلم به أحد ، فكيف بذكر الغدير التي مضى عليها عام كامل ، على إن هذا العيد مربوط بذلك النص على الخلافة فإذ إنعدم النّص وزال السببُ لم يبق في ذلك العيد أثرٌ يذكر .
    ومضت على ذلك السنون حتّى رجع الحق إلى أهله بعد ربع قرن ، فأحياها الإمام علي من جديد بعد ما كادت تُقبرُ وذلك في الرحبة عندما ناشد أصحاب محمد ممن حضر عيد الغدير أن يقوموا فيشهدوا أمام النّاس ببيعة الخلافة فقام ثلاثون صحابياً منهم ستةّ عشر بدريَّاً وشهدوا (مسند الإمام أحمد بن حنبل 4 /370 وكذلك 1 / 119 . النسائي في الخصائص ص 19 ـ كنز العمال /397 ـ إبن كثير في تاريخه 5 / 211 . ـ إبن الأثير في أسد الغابه 4 / 28 وإبن حجر العسقلاني في الإصابة 2 /408 ـ السيوطي في جمع الجوامع ) والذي كتم الشهادة وإدّعى النسيان ، كأنس بن مالك الذي أصابتْه دعوى علي بن أبي طالب فلم يقم من مقامه ذلك إلا أبرص فكان يبكي ويقول أصابتني دعوة العبد الصالح لأني كتمتُ شهادته ( مجمع الزوائد للهيثمي 9 /106 ـ إبن كثير في تاريخه 5 / 211 .
    إبن الأثير في أسد الغابه 3 /321 ـ حلية الأولياء 5 /26 .
    أحمد بن حنبل 1 /119 ) وبذلك أقام أبو الحسن الحجّة على هذه الأمّة ومنذ ذلك العهد وحتّى يوم الناس هذا وإلى قيام الساعة يحتفل الشيعة بذكرى يوم الغدير وهو عندهم العيد الأكبر ، كيف لا وهو اليوم الذي أكمل الله لنا فيه الدّين وأتمّ فيه علينا النعمة ورضي بالإسلام لنا ديناً ، وهو يوم عظيم الشأن عند الله ورسوله والمؤمنين ، ذكر بعض علماء أهل السنة عن أبي هريرة إنه قال : لّما أخد رسول الله صلّى الله عليه وآله وسلّم بيد علي وقال : من كنتُ مولاه فعلي مولاه .. الى آخر الخطبة ، فأنزل الله عزّ وجلّ اليوم أكملتُ لكم دينكم وأتممتُ عليكم نعمتي ورضيتُ لكم الإسلام ديناً قال أبو هريرة وهو يوم غدير خم من صام يوم ثمان عشر من ذي الحجّة كتب له صيام ستّين شهرا (إبن كثير في كتاب البداية والنهاية 5 /214) .
    أمّا روايات الشيعة عن أئمة أهل البيت ( عليهم السلام ) في فضائل ذلك اليوم فحدّث ولا حرج ، والحمد لله على هدايته أن جعلنا من المتمسّكين بولاية أمير المؤمنين والمحتفلين بعيد الغدير .
    وخلاصة البحث أن حديث الغدير « من كنتُ مولاه فعلي مولاه ، أللّهم وال من والاه ، وعاد من عاداه ، وإنصر من نصره وإخذل من خذله ، وأدر الحق معه حيث دار » هو حديث أو بالأحرى هي حادثة تاريخية عظيمة أجمعت الأمة الإسلامية على نقلها ، فقد مرعلينا ذكر ثلاثمائه وستين من علماء أهل السنة والجماعة وأكثر من ذلك من علماء الشيعة
    وبعد الذي عرضناه لا يُستغربُ أنْ تنقسمَ الأمّة الإسلامية الى سنة وشيعة ، تمسّكت الأولى بمبدأ الشورى في سقيفة بني ساعدة ، وتأولتْ النّصوص الصريحة وخالفتْ بذلك ما أجمع عليه الرواة من حديث الغدير ، وغيره من النصوص .
    وتمسكتْ الثانية بتلك النّصوص فلم ترض عنها بدلاً وبايعتْ الأئمة الأثني عشر من أهل البيت ولم تبغ عنهم حولاً والحقّ إنّني عندما أبحثْ في مذهب أهل السنّة والجماعة خصوصاً في أمر الخلافة ، أجد المسائل مبنيةً على الظنّ والإجتهاد ، لأنّ قاعدة الإنتخاب ليس فيها دليل قطعي على أنّ الشخص الذي نختاره اليوم هو أفضل من غيره لأننا لا نعلمُ خائنه الأعين وما تُخفي الصدور ، ولأنّنا في الحقيقية مركّبون من عواطف وعصبيات وأنانية كاملة في نفوسنا وستلعب هذه المركبات دورها إذا ما أوكل الينا إختيار شخص من بين اشخاص .
    وليستْ هذه الأطروحة خيالاً أو أمراً مبالغاً فيه ، فالمتتبّع لهذه الفكرة ، فكرة إختيار الخليفة سيجد ان هذا المبدأ الذي يطبّل له لم ينجح ولا يمكن له أن ينجح أبداً .
    فهذا أبو بكر زعيم الشورى بالرغم من وصوله الى الخلافة « بالإختيار
    والشورى » ، نراه عندما شارف على الوفاة أسرع الى تعيين عمر بن الخطاب خليفةً له ! دون إستعمال طريقة الشورى . وهذا عمر بن الخطاب الذي ساهم في تأسيس خلافة أبي بكر نراه ـ بعد وفاة أبي بكر يُعلن على الملأ بأن بيعة أبي بكر كانت فلتةً وقى الله المسلمين شرّها (صحيح البخاري 8 /26 باب رجم الحبلى من الزنـا ) .
    ثم بعد ذلك نرى أن عمراً عندما طُعن وأيقن بدنو أجلـه عينّ ستّة أشخاص ليختاروا بدورهم واحداً منهم ليكون خليفة ، وهو يعلم علم اليقين أنّ هؤلاء النفر على قلّتهم سيختلفون رغم الصحبة والسبق للإسلام والورع والتقوى فتثور فيهم العواطف البشرية التي لا ينجو منها إلاّ المعصوم ، ولذلك نراه ـ لحسم الخلاف ـ رجّح كفّه عبدالرحمن بن عوف فقال ـ أذا إختلفتُم فكونوا في الشق الذي فيه عبدالرحمن بن عوف ونرى بعد ذلك بأنهم إختاروا الإمام علياً ليكون خليفة ولكنّهم إشترطوا عليه أن يحكم فيهم بكتاب الله وسنة رسوله وسنة الشيخين أبي بكر وعمر وقَبِلَ عليُّ كتاب الله وسنة رسوله ورفض سنة الشيخين (تاريخ الطبري وإبن الأثير بعد موت عمر بن الخطاب وإستخلاف عثمان ) وقَبلَ عثمان هذه الشروط فبايعوه بالخلافة وقال علي في ذلك :
    « فيا لله وللشّورى متى إعترض الريبُ فيَّ مع الأول منهم حتّى صرتُ أُقرنُ الى هذه النظائر ، لكني أسففتُ إذا أسّفوا وطرت إذ طاروا ، فصغى رجل منهم لضغنه ومال الآخر لصهره مع هنٍ وهنٍ .. » (شرح نهج البلاغة لمحمد عبده 1 /88 ) .
    وإذا كان هؤلاء وهم نخبة المسلمين وهم خاصّة الخاصّة تلعبُ بهم العواطف فيكون فيهم الحقد وتكون فيهم العصبية بينهن وهن « يقول محمد عبده في شرحه لهذه الفقرة : يشير الإمام علي الى أغراض أخرى يكره ذكرها » فعلى الدنيا بعد ذلك السلامّ .
    على أن عبدالرحمن بن عوف ندم فيما بعد على إختياره ، وغَضبَ على عثمان وإتّهمه بخيانه العهد لّما حدث في عهده ماحدث وجاءه كبار الصحابة يقولون له : يا عبدالرحمن هذا عمل يديك . قال لهم : ما كنتُ أظنّ هذا به ولكن لله عليَّ ألا أكلمه أبداً . ثم مات عبدالرحمن بن عوف وهو مهاجر لعثمان حتى رووا أنّ عثمان دخل عليه في مرضه يعوده فتحول بوجهه الى الحائط ولم يكلّمه (تاريخ الطبري وإبن الأثير في حوادث سنة 36 للهجرة محمد عبده في شرح النهج 1 /88) .
    ثم كان بعد ذلك ما كان وقامت الثوره على عثمان وإنتهت بقتله ، ورجعتْ الأمّة بعد ذلك للإختيار من جديد وفي هذه المرّة إختاروا عَّلياً ولكنْ يا حسرة على العباد : فقد إضطربتْ الدولة الإسلامية وأصبحت مسرحا للمنافقين ولإعدائه المُناوئين والستكبرين والطامعين لإرتقاء منصّة الخلافة بايّ ثمن وعلى أي طريق ولو بإزهاق النفوس البريئه ، وقد تغيرتْ أحكام الله ورسوله على مرّ تلك السّنين الخمس والعشرين ووجد الإمام علي نفسه وسط بحر لّجي وأمواج متلاطمة وظلمات حالكة وأهواء جامحة وقضى خلافته في حروب دامية فُرضتْ عليه فرضاً من الناكثين والقاسطين والمارقين ولم يخرج منها إلاّ بإستشهاده سلام الله عليه وهو يتحسّر على أمّة محمد وقد طمع فيها الطليق بن الطليق معاوية بن أبي سفيان وأضرابه كعمرو بن العاص والمغيرة بن شعبة ومروان بن الحكم وغيرهم كثيرون ، وما جرًّأ هؤلاء على مافعلوه إلاّ فكرة الشورى والإختيار .
    وغرقت أمة محمد صلّى الله عليه وآله وسلّم في بحر من الدّماء ، وتحكّم في مصيرها سفهاؤها وأرذالُها وتحوّلتْ الشورى بعد ذلك الى الملك العضوض ، الى القيصرية والكسروية .
    وإنتهت تلك الفتره التي أطلقوا عليها إسم الخلافة الرّاشدة وبها سمّوا الخلفاء الأربعة بالراشدين والحقّ إنّه حتّى هؤلاء الأربعة لم يكونوا خلفاء بالإنتخاب والشورى سوى أبي بكر وعلي ، وإذا إستثنينا أبا بكر لأنّ بيعته كانت فلتَة على حين غفلة ولم يحضرها « الحزب المعارض » كما يقال اليوم وهم علي وسائر بني هاشم ومن يرى رأيهم ، لم يبق معنا من عُقدتْ له بيعة بالشورى والإختيار إلا علي بن أبي طالب الذي بايعه المسلمون رغم انفه وتخلّف عنه بعض الصحابة فلم يفرض عليهم ولا هدّدهم .
    وقد أراد الله سبحانه وتعالى أن يكون علي بن أبي طالب خليفة لرسول الله بالنّص من الله وكذلك بالإنتخاب من المسلمين وقد إجتمعت الأمة الإسلامية قاطبة سنّة وشيعة على خلافة علي وإختلفوا على خلافة غيره كما لا يخفى . أقول ياحسرة على العباد لو إنّهم قبلوا ما إختاره الله لهم لأكلوا من فوق رؤوسهم ومن تحت أرجلهم ولأنزل الله عليهم بركات من السّماء ولكان المسلمون اليوم أسياد العالم وقادته كما أراد الله لهم لو إتّبعوه وأنتَّم الأعلون إن كنتم مؤمنين .
    ولكنّ إبليس اللّعين عدوُنا المبين : قال مخاطباً ربّ العزة : فبما أغويتني لأقعدنّ لهم سراطك المستقيم ، ثم لآتينّهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين (سورة الأعراف آية 16 ـ 17 ) .
    فلينظر العاقل اليوم إلى حالة المسلمين في العالم ، وهم أذلاّء لا يقدرون على شيء يركضون وراء الدّول معترفين بإسرائيل وهي ترفض الإعتراف بهم ولا تسمح لهم حتى بالدخول الى القدس التي صبحت عاصمة لها ، وإذا مارأيت بلاد المسلمين اليوم ترى إنهم تحت رحمة امريكا وروسيا وقد أكل الفقر شعوبهم وقتلهم الجوع والمرض ، في حين تأكل كلاب أوربا شتّى أنواع اللحوم والأسماك ، فلا حول ولا قوة إلاّ بالله العلي العظيم .
    وقد تنبأتْ سيدة النساء فاطمه الزهراء سلام الله عليها عندما خاصمتْ أبا بكر وخطبتْ خطبتها في نساء المهاجرين والأنصار وقالت في آخرها مُخبرةً عن مآل الأمة :
    أما لعمري لقد لقحتْ فنظرت ريثما تُنتجْ ، ثم إحتلبوا ملأ القعب دما عبيطاً وزُاعفاً مبيداً ، هناك يخسر المبطلون ويعرف التَالونْ غبْ ما أمسّه الأوّلون ، ثم طيبوا عن دنياكم أنفساً وإطمئنّوا للفتنه جأشاً ، وإبشروا بسيف صارم وسطوه معتدٍ غاشم وهرج شامل ، واستبداد من الظالمين ، يدعُ فيئكم زهيداً ، وجمعكم حصيداً ، فياحسرةً لكم ، وأنّى بكم ، وقد عُمّيتْ عليكم أنلزمكموها وانتم لها كارهون » (الطبري في دلائل الإمامة .
    ـ بلاغات النساء لإبن طيفور . ـ أعلام النساء تأليف عمر رضا كحاله 4 /123 ـ إبن أبي الحديد في شرح النهج ) .
    صدقتْ سيده النساء فيما تنبأتْ به وهي سليلة النّبوة ومعدن الرساله ، وقد تجسدت اقوالها في حياة الأمة ومن يدري لعلّ الذي ينتظرها أبشّع مّما إقضى ، ذلك بأنهم كَرهوا ما أنزل الله فأحبط أعمالهم .

    نقلت لكم جزءاً من بحث بعنوان الإمامة من كتاب الدكتور التيجاني ( مع الصادقين )
    والحمد لله رب العالمين.
    لا فتى إلا علي ولا سيف إلا ذو الفقار


    هديتي إلى كل مسلم

    كتاب ثم اهتديت

    كتاب مع الصادقين

    كتاب المراجعات

  6. #6
    التسجيل
    07-06-2001
    الدولة
    أرض الله الواسعة
    المشاركات
    2,553
    يعيش اللصق و اللزق .

  7. #7

    الى ذو الفقار

    اقص يدي اذا قريت الذي لصقته من هذا الموضوع الطويل .... ولا تحسب نفسك انك ذكي اتيت بموضوع ممل لكي لايرد كليك ...

    خير الكلام ما قل ودل وانت تريد اقناع الناس وانت غير مقتنع بالمكتوب

    اتمنى ان تتوب الى الله لعلك تنجو من غذابه يوم العرض عليه .. ولا تنسى هذا الكلام في رقبتك وستذكره وسنذكره اما الله عز وجل ....

    وانت دائما تقلب الموازين الحجة عليك وتكتب على اساس ان المقصود اهل السنة وراجع المكتوب

    وصدقني انه ضدك وليس معك هداك الله ..


    الفـــــــــــــــــــاروق عمـــــربن الخطـــاب///ابوبكـــــــر الصديـــــق

  8. #8

    ذو الفقار ومعشر الرافضة .

    ما رايكم بالذبي ياتي اهله من الدبر...
    مارايكم بالذي يتزوج من صبي او رجل او ولد امرد ....
    ما رأيكم ..... ارجو الاجابة وعدم التهرب او التقية ... وما رايكم اذ اتاكم خاطب يخطب من عندكم يريخ احدى اخواتكم متعة .... وهل الامام معصوم من الخطأ ؟
    لماذا يأتي الرجال دون النساء باللواط ...
    ايش هذا المذهب؟
    ايش هذه العقيده .. اتقواالله يا اولوا الالباب ...


    توبوا لله ...


    الفـــــــــــــــــــاروق عمـــــربن الخطـــاب///ابوبكـــــــر الصديـــــق

  9. #9
    التسجيل
    14-03-2004
    المشاركات
    0

    Re: عقيدة الإمامة لدى الشيعة والسنة

    السلام عليك أخي ذو الفقار جزاك الله خير الجزاء

    أخي ممكن سؤال : أريد معرفة لماذا لقب أبو بكر الصديق لعنه الله بهذ اللقب

  10. #10
    التسجيل
    14-03-2004
    المشاركات
    0

    Angry Re: عقيدة الإمامة لدى الشيعة والسنة

    اخرس يامن تسمي نفسك نور علي واذا كنت تريد تكتب شي فلا تثير فتنه اما بالنسبة اليك اخي المراقب فأنا اقول انني شيعي والحمد لله وبالنسبة الى موضوع إتيان النساء في أدبارهنّ ، مختلف فيه عند الشيعة ، فمنهم من يفتي بكراهته ، ومنهم من يحرّمه ، ولكلّ من الفريقين أدلّة ونصوص قرآنية وروائيّة لا مجال لنا أن نتعرّض لسردها وتأييدها أو ردّها ، ولكن نشير إلى الآية التي ذكرتموها وهي "... فإذا تطهّرن فأتوهنّ من حيث أمركم الله" فلا يظهر المراد منها على وجه تختص بالقبل كما هو ظاهر للمتأمل ، بل كما يجوز هذا الوجه ، يحتمل أيضاً أن يكون المراد هو حليّة مطلق الإتيان ورفع الحظر الذي كان في حالة الحيض ، مضافاً إلى ورود رواية عند الشيعة تفسّر الآية بأنّها وردثمّ إنّ المتتبّع المنصف يرى أنّ الموضوع هو محلّ النقاش عند السنّة أيضاً ، فعلى سبيل المثال نذكر هنا بعض الموارد من الروايات والفتاوى التي تجوّز هذا الأمر عندهم (صحيح البخاري 6/35 ـ تفسير الطبري 2/233 ـ سراج المريدين لأبي بكر بن العربي / تفسير آية "فأتوا حرثكم أنىّ شئتم" ـ فتح الباري 8/152 ـ مسند أبي يعلى 2/355 ـ شرح معاني الآثار 3/40 ـ 45 ـ الدرّ المنثور 1/638 ـ منهاج السنة النبوية لابن تيميّة 2/97 ـ المجموع للنووي 18/100) .

    وأخيراً لا بأس أن نشير إلى نقطة هامّة في المقام ، وهو أنّه في طريق البحث عن العقيدة والمذهب الصحيح لا ينبغي أن نتحقّق في المواضيع الهامشيّة ، بل يجب علينا أن نبحث في الأسس والأركان ، ثمّ إنّ رضينا وقنعنا بها ، نقبل بالتفاصيل بصورة عامّة .

    ولا يعقل أن نتسائل في كلّ مورد عن الأدلة والتفاصيل ، بل نرجع فيها إلى ذوي الخبرة والاختصاص ، فالمسائل والفروع الفقهيّة هي محل بحث ونقاش حتى الآن وهذا لا يخدش في أصل العقيدة والمذهب بعد ما أثبتنا صحّته بالدلائل العقليّة والنقليّة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •