~*~ وصف الناقة في شعر عنترة بن شداد ~*~ [ بحث ]

[~*RoSaMaRia*~]

بسم الله الرحمن الرحيم

~*~
المقدمة
~*~

تعددت الأغراض في الشعر الجاهلي القديم ...
وكان للشعر أغراض متعارف عليها فغدت الدعامة الأساسية للشعر في تلك الفترة ..
ومن هذه الأغراض نذكر المدح ، الغزل ، الفخر ، الرثاء ‘ الهجاء والوصف ...
الذي نحن بصدده في هذا البحث ...
لعل ما يفهم إطلاقا من كلمة وصفه دون تخصيصها بالشعر هو التعبير عن صفات شيء ما وذكر التفاصيل المتعلقة به ...من هنا نجد عدد لا يمكن إحصاءه من المواضيع والأشياء التي يمكن أن تدخل ضمن هذا الإطار ...
وقد اشتهر شعر الوصف في العصر الجاهلي بوصف الحروب والمعارك والفرسان والأسلحة والخيول والنوق وغيرها ...

وقد استحوذت الناقة على وجدان الشاعر الجاهلي فوصفها وأكثر من ذكرها في شعره لأنها مركبة رحلته ومطية أهله وأنيسه في الصحراء وهي غذاؤه وطعامه ولباسه .
وترمز الناقة في الشعر القديم إلى الصراع من أجل الحياة وهي أيضا وسيلة انطلاق الشاعر وتحقيق وجوده .
ويأتي وصفها في القصيدة القديمة - من حيث ترتيب أجزاء القصيدة – بعد الوقوف على الديار والبكاء عليها ، فالرحلة بعد الوقوف أمر ضروري لأنها وسيلة للتسلية ونسيان الهموم .
ولا تزال فكرة الناقة من أكثر الأفكار تعقيدا في الشعر الجاهلي وأكثرها حاجة للتمحيص ...
ونحن هنا في هذا البحث لسنا بصدد الكشف عن هذه المعاني العميقة التي تمثلت في وصف الناقة في الشعر الجاهلي إنما نريد تبيان تصويره لها في شعره وبصورة خاصة في شعر عنترة بن شداد ... هذا إضافة إلى مواضيع أخرى في الوصف وهو الوصف المتعلق بالطبيعة والبيئة أما وصف الحروب والأسلحة الذي اشتهر به عنترة فإننا لن نتطرق له أولا لبعده عن المحور الأساسي للبحث وهو وصف الناقة وثانيا لتشعبه وطول الحديث فيه .

[~*RoSaMaRia*~]

~*~
عنترة بن شداد في سطور
~*~


شغل عنترة وشعره الأدباء والنقاد قديما وحديثا ، حتى إن بعضهم رأى أن شعر عنترة يمثل مدرسة شعرية متميزة ، كان عنترة على رأسها وجاء من بعده من اقتفى أثره في الروح البطولية التي تشيع في شعره ...
بل وفي الصور البيانية التي تفرد بها عنترة العبسي ...ولكن من هو عنترة ؟!

في اسمه خلاف بين عنترة وعنتر والذي يرجحه الأكثرون هو " عنترة " ومعناه :
السلوك في الشدائد والشجاعة في الحرب .

ولقد أثير حول نسب عنترة أكثر مما أثير حول اسمه فقيل :
هو عنترة بن شداد .. وقيل : ابن عمرة بن شداد وقيل إن شدادا هو عمه وقيل غير ذلك ولم يستطع أحد أن يقطع برأي من هذه الآراء في هذا الشاعر الصنديد .

وعبس التي إليها ولاء عنترة أو نسبه قبيلة معروفة تنسب إلى عبس بن بغيض بن الريث بن غطفان بن سعد بن قيس عيلان بن مضر .

كانت أم عنترة أمة حبشية تسمى " زبيبة " ولعلها صارت إلى شداد في سبي وفي أمرها خلاف كثير أيضا . إلا أن المتفق عليه من أمرها أنها أمة سوداء تملكها شداد فأولدها عنترة وكان العرب لا يلحقون بنسبهم أولاد الإماء إلا إذا بان لهم فضل يؤثر .

قال أبو الفرج الأصفهاني :
( وقد كان شداد نفاه مرة ثم اعترف به فألحق بنسبه ، وكانت العرب تفعل ذلك ، تستبعد أولاد الإماء فإن أنجب اعترفت به وإلا بقي عبدا ) .

عرف عن عنترة من الشجاعة والمروءة والإقدام ما لم يعرف عن سواه حتى أصبح مضرب المثل في ذلك لا يماري في هذا أحد . وكان شهما كريم النفس يعف عن المحارم حتى قال :

وأغض طرفي إن بدت لي جارتي
حتى يواري جارتي مأواها

فهذا خلق حسن رفيع قلما كان يؤثر عن أهل الجاهلية مثله .

أما إذا تعرفنا إلى عنترة العاشق عرفنا ثم رجلا متيما بعبلة إلى حد قوله :

ولقد ذكرتك والرماح نواهل
مني وبيض الهند تقطر من دمي
فوددت تقبيل السيوف لأنها
لمعت كبارق ثغرك المتبسم

ثم هو لا يلتفت إلى سواها مهمها بلغ بها الحسن والجمال والبهاء ...فنحن حيال فارس عاشق ...والفارس إذا عشق سلك إلى الحب طريقا واحدا لا يحيد عنه ..لأنه لا يعرف المساومة ولا المهادنة ومن ها هنا فقد كانت فروسية عنترة قائمة في عشقه وكان عشقه ماثلا في فروسيته توأمان لا يملكان فكاكا . ونحن و بينهما قراء لهذا التراث الشعري الفريد الذي أثرى العربية أيما إثراء .

ولقد اجتمع إلى شجاعة عنترة وحبه عناصر أخرى ... جعلت من حياة هذا الفارس مادة للقصة أو السيرة حتى بلغت مبلغ الأسطورة .. وتداولها الناس جيلا بعد جيل منذ أن دونها يوسف بن اسماعيل المصري على عهد العزيز بالله الفاطمي .
ويبقى عنترة في شعره أمانة في ربقة الأجيال .. ولطالما تتكشفت للنقاد كل يوم جوانب جديدة ومضيئة في حياة هذا الفارس الشاعر فإنه خليق بذلك حقا .

[~*RoSaMaRia*~]

~*~
بواعث شعر عنترة
~*~

إن العوامل أو البواعث الأساسية لشعر عنترة تتمثل في الآتي :
• العامل العاطفي .
• العامل الرقي .
• العامل القبلي .
• العامل الجغرافي .

سنتحدث بشيء من التفصيل عن العامل الجغرافي لما له ممن علاقة بشعر عنترة المتعلق بالوصف الخاص بالطبيعة والبيئة ..

العامل الجغرافي :

إن الجزيرة العربية في طابعها الصحراوي عبارة عن صورة رائعة تمثل مظاهر الجمال الفطري بعيدا عن التزويق والتصنع وتعطي أفانين الألوان بتغير الأوقات والأزمان وتترك المجال رحبا للارتباط بين النفس والطبيعة حيث يشعر المرء أنه جزء من هذا الخضم الواسع وأنه لون من هذه الألوان المتناسقة التي تضفي على الحياة العربية البدوية جمالا وبهاء .

ومن هذا الارتباط بين النفس والبيئة يظهر تجاوب أبناء هذه الحياة مع الجمال في صور شتى ومع الأمكنة في قربها وبعدها .

ومن هنا نعتقد أن ذكر الأماكن في الشعر الجاهلي إنما هو نتيجة العلاقة المتبادلة والارتباط الحي بين المكان والسكان أو بالأحرى بين النفس والبيئة .

وقد تبدى أثر هذا العامل الجغرافي عند عنترة في شكلين واضحين هما :

1- ذكر الأماكن والمواضع .
2- التغني بمظاهر الطبيعة .

[~*RoSaMaRia*~]

~*~
صور من وصف عنترة للطبيعة في شعره
~*~


لقد تعددت الجوانب التي طرقها عنترة في وصف الطبيعة فتارة يصف جمالها بنباتها وأمطارها كقوله :

أو روضة أنفا تضمن نبتها
غيث قليل الدمن ليس بمعلم
جادت عليها كل عين ثرة
فتركن كل حديقة كالدرهم
سحا وتسكابا فكل عشية
يجري عليها الماء لم يتصرم

وتارة يصف الحيوانات فيتحدث عن الحمام قائلا :

أفمن بكاء حمامة في أيكة
ذرفت دموعك فوق ظهر المحمل

ويتحدث عن الغزلان فيقول :

وكأنما التفت بجيد جداية
رشأ من الغزلان حر أرثم
وكأنما نظرت بعيني شادن
رشأ من الغزلان ليس بتوأم

ويتحدث عن النعام فيصفه في حركاته وسيره مع جماعته وذهابه لبيضه فيقول :

يأوي إلى حزق النعام كما أوت
حزق يمانية لأعجم طمطم



يتبعن قلة رأسه وكأنه
زوج على حرج لهن مخيم
صعل يعود بذي العشيرة بيضه
كالعبد ذي الفرو الطويل الأصلم

ويتحدث عن الذباب في قول جعل النقاد العرب القدامى يصفونه بصاحب التشبيه العقيم إذ يقول :

وخلا الذباب بها فليس ببارح
هزجا كفعل الشارب المترنم
غردا يسن ذراعه بذراعه
فعل المكب على الزناد الأجذم

أما الناقة فقد وصفها في أبيات ومواضع عديدة سنتطرق إليها لاحقا .

[~*RoSaMaRia*~]

~*~
الناقة في الشعر الجاهلي
~*~


لعل أجود ما قيل في وصف الإبل قول الشاعر العربي طرفه بن العبد في معلقته المشهورة :

وإني لأمضي الهم عند احتضاره
بعوجاء مرقال تروح وتغتدي
أمون كألواح الآران نصاتها
على لاحب ظهر كأنه برجد

وثمة أبيات شهيرة لواحد من أشهر وأوسع شعراء العصر الجاهلي وهو امرؤ القيس يتغنى فيها بحركة الإبل ويدقق في وصف الهوادج بألوانها الزاهية وحركتها في منتصف النهار ، كما يبرز ولعه الشديد بهذا الظعن الذي ينقل محبوبته إذ يقول :

فدع ذا وسل الهم عنك حسرة
ذمول إذا صام النهار وهجرا
تقطع غيظانا كأن متونه
إذا أظهرت تكسى ملاء منشرا
بعيدة بين المنكبين كأنها
ترى عند مجرى الضفر هرا مشجرا

أما الشاعر زهير بن أبي سلمى الملقب بشاعر الحكمة وسفير القول فقد كانت له جملة من المواقف مع الإبل ونتذكر من معلقته الشهيرة مطلعها الذي يقول فيه :

أمن أم أوفى دمنة لم تتكلم
بحومانة الدراج فالمتلثم


ويقول الأعشى في معلقته وهو من أجمل شعره في الناقة :




ذاك شبهت ناقتي عن يمين الـ
رعن بعد الكلال والإعمال
وتراها تشكو إلى وقدا
لت طليحا تحذى صدور النعال

أما الشاعر الخنساء فإنها اتخذت من الناقة مثالا لها للتعبير عن حزنها على فقدها شقيقها صخر فرثته تقول :

يا صخر وراد ماء قد تناذره
أهل الموارد ما في ورده عار
فما عجول على بوتطيف به
لها حنينان : أصغار وأكبار

وقد احتل شعر الناقة مساحة طيبة من الشعر الجاهلي نظرا للمكانة الرفيعة التي كانت تتمتع بها في نفس العربي آنذاك . ويذكر أن معلقة النابغة الذبياني ستون بيتا ...يتغزل في ثلاثة وعشرين منها ويصف الناقة في ثلاثة وعشرين ، ومعلقة لبيد بن ربيعة تسعة وثمانون بيتا يتغزل منها في واحد وعشرين بيتا ويصف الناقة في ثلاثة وثلاثين بيتا .

[~*RoSaMaRia*~]

~*~
الناقة في الشعر الإسلامي والأموي والعباسي
~*~


ظلت الناقة رفيقة الشعراء في صدر الإسلام والعصر الأموي والعباسي وقد امتطاها كعب بن زهير إلى النبي عليه الصلاة والسلام لينشده قصيدة " بانت سعاد " فقد كانت ناقة كعب ترمز إلى الأمل الذي تحمل من أجله ما تحمل من عناء فراق المحبوبة :

أمست سعاد بأرض لا يبلغها
إلا العتاق النجيبات المراسيل
ولن يبلغها إلا عذافرة
لها على الأين أرقال وتبغيل

وقطع الفرزدق بالناقة الفلوات بين بادية البصرة ورصافة هشام بن عبد الملك .
وبلغ ما قال بعضهم من شعر فيها أن نسب إليها فالشاعر الأموي الملقب براعي الإبل نكاد لا نذكر اسمه الصحيح " عبيد بن حصين " وقد لقب بذلك لكثرة ما قال في وصف الناقة وتصويرها .

ويقول الشاعر العباسي أبي تمام الطائي :

وبدلها السرى بالجهل حلما
وقد أديمها قد الأديم
بدت كالبدر في ليل بهيم
وآبت مثل عرجون قديم

[~*RoSaMaRia*~]

~*~
وصف عنترة بن شداد للناقة في شعره
~*~


سبق وأن أشرنا إلى المكانة التي احتلتها الناقة في الشعر الجاهلي وبالتالي المكانة العالية التي احتلتها في شعر شاعرنا عنترة ... فكثيرا ما كان يوقف ناقته في دار عبلة ، ويشبهها بالبناء المحكم المتماسك في قوته وعنفوانه حيث يقول :

فوقفت فيها ناقتي وكأنها
فدن لأقضي حاجة المتلوم
تأوي لها قلص النعام كما أوت
حزق عانية لأعجم طمطم

كما تعد ناقته ملهمته التي توصله إلى محبوبته وابنة عمه فيقول :

هل تبلغني دارها شدنية
لعنت بمحروم الشراب مصرم
خطارة غب السري زيافة
تطس الآكام بذات خف ميثم

ويلاحظ أنه في شعر كثير من أكابر شعراء العرب أن أغرب كلماتهم تأتي في سياق وصف الناقة والفرس ولعل ذلك يرجع إلى علاقتهم الكبيرة مع الناقة والفرس التي جعلتهم يتفننون في تسمية أعضائها وتشبيهها بأشياء كثيرة ، وعنترة في انتقاله من وصف المحبوبة والحديث عنها إلى وصف الناقة حقق ما يسميه الأدباء بـ " فن حسن التخلص " فقد انتقل بسلاسة حين أسهب في الحديث عن المحبوبة ثم قال هل تبلغني ديار هذه الحبيبة ناقة شدنية – وشدن مدينة باليمن عرفت بجودة نياقها – ثم أسهب في وصف الناقة في أكثر من عشرة أبيات وأجمل الصور التي صورها في وصفه للناقة حين أراد أن يصور لنا نشاطها فقال :



وكأنما ينأى بجانب دفها الـ
وحشي من هزج العشي مؤوم
هر جنيب كلما عطفت له
غضبى اتقاها باليدين وبالفم

فهو يقول أنها من نشاطها كأن هرا مربوطا بجانب دفها – أي إبطها – وهذا الهر يخدشها كلما أبطأت لكي تزيد سرعتها وكلما حاولت هذه الناقة الانعطاف إلى الهر لتؤذيه زادها عضا بفمه وخدشا بيديه لكي لا تؤذيه .

من هذا كله تتضح أهمية ومكانة الناقة في شعر عنترة كغيره من الشعراء الجاهليين ... إذ نجده يخصص مجموعة من الأبيات لهذا الغرض المتعارف عليه آنذاك وهو وصف الناقة .

[~*RoSaMaRia*~]

~*~
خاتمة
~*~

خلاصة النصوص الجاهلية في وصف الناقة


من خلال إلقاء نظرة فاحصة لنصوص الشعراء الجاهليين التي قاموا فيها بوصف الناقة يمكننا التوصل إلى مجموعة من النقاط العامة والمشتركة تتلخص في الآتي :

1- كانت الناقة في القصيدة القديمة نوعا من التفريج من أسر الخيبة التي انتابت الشاعر عنما وقف على الديار الخاوية وهي وسيلة سفر للوصول إلى الممدوح وترمز بصفة عامة إلى الثبات والصمود والمقاومة .
2- اشتركت النصوص الجاهلية في تشبيه الناقة بالبقرة الوحشية والظليم وحمار الوحش مع أتانه وهذه الأوصاف كلها مشتقة من معاني القوة .
3- الاستطراد من وصف الناقة إلى وصف بعض الحيوانات في الصحراء كبقر الوحش والأتان وحمار الوحش والظليم .
4- تولد عن نص الشاعر " طرفة بن العبد " في وصف الناقة نصوص أخرى عدة تعرض فيها أصحابها لوصف الناقة أيضا مثل " الأعشى ، النابغة ، لبيد " .
5- مما لا شك فيه أن هؤلاء الشعراء اطلعوا على نصوص بعضهم وحاولوا النسج على منوالها بدافع التقليد الإرادي .
6- تناصت هذه النصوص في الموضوع " وصف الناقة " وفي الطريقة " وصف الناقة جاء بعد الوقوف على الديار والبكاء على الطلل " .
هذا الانتقال من الوقوف على الأطلال إلى وصف الناقة يحسس القارئ بسلطان التقليد وصرامته كأن الشاعر أثناء وصفه للناقة يلبي حاجة التقليد المفروض على بنية القصيدة القديمة أكثر من تلبية لحاجة في نفس الشاعر.

[~*RoSaMaRia*~]

~*~
المصادر
~*~


1- مجلة التراث العربي العدد 101 وذلك للمقدمة والخلاصة .


2- منتديات الفضائية السودانية وذلك للناقة في الشعر والأدب العربي القديم .

3- ديوان عنترة لمحمد سعيد مولوي لبواعث شعر عنترة وصور من وصف الطبيعة في شعر عنترة .


4- شرح ديوان عنترة بن شداد لسيف الدين الكاتب وأحمد الكاتب لعنترة في سطور .


5- موقع أفكار وأشعار لوصف الناقة في شعر عنترة .

[Exodia]

بحث أكثر من رائع ومجهود كبير ..

أتمنى يستفيد منه الجميع ويكون مرجع خاص للأعضاء ..

سلمت يداك : )

أطيب تحية ^_^

[~*RoSaMaRia*~]

بحث أكثر من رائع ومجهود كبير ..

أتمنى يستفيد منه الجميع ويكون مرجع خاص للأعضاء ..

سلمت يداك : )

أطيب تحية ^_^

أهلا بك أخي ..
مرورك الأكثر من رائع ..
وأتمنى أيضا أن يستفيد الأعضاء من البحث ..
الله يسلمك ويحييك