النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: طلب مساعدة عاجلة ارجوووووووووووووووووووووكم

  1. #1
    التسجيل
    06-02-2006
    المشاركات
    2

    طلب مساعدة عاجلة ارجوووووووووووووووووووووكم

    اخواني الكرام من فضلكم اريد دراسة أو تلخيص او اي موضوع يتعلق بكتاب سيد قطب رحمه الله (مشاهد القيامة في القرآن) ارجوكم لا تبخلوا علي بمساعدتكم

  2. #2
    التسجيل
    28-02-2007
    المشاركات
    737

    رد: طلب مساعدة عاجلة ارجوووووووووووووووووووووكم


    حياك الله أخي راشد

    تفضل هذا اللي أقدر أساعدك فيه الان

    وإن شاء الله أكون سويت شيء ..


    التصوير الفني في القرآن ....

    " التصوير هو الاداة المفضلة في اسلوب القرآن , فهو يعبر بالصورة المحسة المتخيلة عن المعنى الذهني , والحالة النفسية , وعن الحادث المحسوس , والمشهد المنظور , وعن النموذج الانساني , والطبيعة البشرية , ثم يرتقي بالصورة التي يرسمها , فيمنحها الحياة الشاخصة , او الحركة المتجدده , فأذا المعنى الذهني هيئة او حركة , واذا الحالة النفسية لوحة او مشهد , واذا النموذج الانساني شاخص حي , واذا الطبيعه البشرية مجسمة مرئية , فاما الحوادث والمشاهد , والقصص والمناظر , فيردها شاخصه حاضرة , فيها الحياة , وفيها الحركة , فاذا اضاف اليها الحوار , فقد استوت لها كل عناصر التخييل . فما كاد يبدأ العرض حتى يحيل المشاهدين نظارة , وحتى ينقلهم نقلا الى مسرح الحوادث الاول , الذي وقعت فيه او ستقع , حيث تتوالى المناظر , وتتجدد الحركات , وينسى المستمع ان هذا كلام يتلى , ومثل يضرب , ويتخيل انه منظر يعرض , وحادث يقع . فهذه شخوص تروح على المسرح وتغدوا , وهذه سمات الانفعال بشتى الوجدانات , المنبعثه من الموقف , المتساوقة مع الحوادث , وهذه كلمات تتحرك بها الالسنة , فتنم عن الاحاسيس المضمرة .

    (( انها الحياه هنا , وليست حكاية الحياه ))

    * * *
    هذه القضية لدي كل مايؤكدها من الاحصاء الدقيق لنصوص القرآن .. فالقصة , ومشاهد القيامة , والنماذج الانسانية , والمنطق الوجداني , في القرآن , مضافا اليها تصوير الحالات النفسية , وتشخيص المعاني الذهنية , وتمثيل بعض الوقائع التي عاصرت الدعوه المحمدية .... تؤلف على التقريب أكثر من ارباع القرآن من ناحية الحكم . وكلها تستخدم طريقة التصوير في التعبير . فلا يستثنى من هذه الطريقة الا مواضع التشريع , وبعض مواضع الجدل , وقليل من الاغراض الاخرى التي تقتضي طريقة التقرير الذهني المجرد , وهي على كل حال محصورة فيما يوازي ربع القرآن .

    فليس هناك من شطط حين أقول : " ان التصوير هو الاداة المفضلة في اسلوب القران "

    (( سورة المسد ))

    قال تعالى (( تبت يدا ابي لهب وتب , ما أغنى عنه ماله وماكسب , سيصلى نارا ذات لهب , وامرأته حمالت الحطب , في جيدها حبل من مسد )) ... " سورة المسد "

    * * *

    أبو لهب .. سيصلى نارا ذات لهب .. وامرأته حمالة الحطب , سيغل عنقها بحبل من مسد ( المسد = الليف ) .

    تناسق في اللفظ وتناسق في الصورة .. فجهنم هنا نار ذات لهب , يصلاها ابو لهب , وامرأته التي تحمل الحطب وتلقي في طريق الرسول عليه الصلاة والسلام لايذائه .. والحطب مما يوقد اللهب .. وهي تحزم الحطب بحبل , فعذابها في النار ذات اللهب أن تغل بحبل من مسد , ليتم الجزاء من جنس العمل , وتتم الصورة بمحتوياتها الساذجة : الحطب والحبل والنار واللهب , يصلى به ابو لهب , وامرأته حمالة الحطب !

    وتناسق من لون اخر في جرس الكلمات , مع الصوت الذي يحدثه شد أحمال الحطب , وجذب العنق بحبل من مسد .. تأمل اخي القاري وأقرأ : " تبت يدا ابي لهب وتب " تجد فيها عنف الشد والحزم , الشبيه بشد الحطب وحزمه , والشبيه كذلك بغل العنق وجذبه , والشبيه بجو الحنق والتهديد الشائع في السورة .

    وهكذا يلتقي تناسق الجرس الموسيقي , مع حركة العمل الصوتية , بتناسق الصور في جزئياتها المتناسبة , يتناسق الجناس اللفظي ومراعاة النظير في التعبير , ويتسق مع جو السورة وسبب النزول .

    ويتم هذا كله في خمس فقرات قصار , وفي سورة من أقصر سور القرآن , قد لايبدوا في ظاهرها جمال , حين يتجه ( الذهن )) الى البحث عن (( المعاني )) ولكن حين يتجه الوجدان الى الصور والظلال , والى الايقاع والتناسق , يجد هذه الوفرة من السمات الفنية , وهذه الصور المطوية , وتلك اللمحات والالوان , التي تجتمع في فقرات قصار جد قصار !



    (( سورة التكوير )) .....

    قال تعالى (( اذا الشمس كورت , واذا النجوم انكدرت , واذا الجبال سيرت , واذا العشار عطلت , واذا الوحوش حشرت , واذا البحار سجرت , واذا النفوس زوجت , واذا الموءودة سئلت , باي ذنب قتلت , واذا الصحف نشرت , واذا السماء كشطت , واذا الجحيم سعرت , واذا الجنة ازلفت , علمت نفس ما أحضرت ...)) " سورة التكوير "

    * * *

    هنا مشهد أنقلاب تام لكل معهود , وثورة شاملة لكل موجود , تشترك في الانقلاب والثورة الأجرام السماوية والارضية , والوحوش النافرة , والدواجن الاليفه , ونفوس البشر , وأوضاع الامور ... وهنا ينكشف كل مستور , ويتضح كل مجهول ... وهنا يتهيأ كل شيء لموقف الفصل , والجزاء على الخير والشر , في يوم عجيب غريب .

    ويبدأ المشهد بحركة جائحه , وثورة ثائرة , وكأنما انطلقت من عقالها المردة المدمرة , فراحت تقلب كل شيء , وتنثر كل شيء .

    تهيج الساكن , وتروع الآمن ... والموسيقى المصاحبة للمشهد سريعة الحركة , لاهثة الايقاع , تشترك بأيقاعها السريع في تصوير المشهد وتمثيله في الاحساس .....

    فالشمس التي ترسل بأشعتها الطليقة المنتشرة , قد انحسر ضوؤها وطويت أشعتها , فلا ضوء ولا شعاع .. والنجوم المتماسكة المنيرة , قد انفصم رباطها فتناثرت وخبأ نورها فأظلمت ... والجبال الثابتة الجامدة , قد خفت ورقت وسيرت . والنوق العشار الساكنة المربوطة , قد أرسلت وأهملت , والوحوش النافرة قد هالها الرعب فحشرت , وانزوت تتجمع من الهول وهي الشارده في الشعاب !

    والبحار المنبسطة السارية قد تجمعت مياهها فامتلأت مجاريها .. والنفوس المفردة من أجسادها قد التقت بها فهي أزواج .. والموءودة التي قتلت في صمت وبلا محاكمة ولا جريمة , بعثت لتسأل وتناقش في ذنبها الذي وئدت له , ولاذنب لها .. فليجيب عنها الذين لم يسألوها ولم يحاكموها !

    والصحف المطوية قد نشرت فهي مكشوفة مقروءة .. والسماء التي كانت حجابا للارض وستارا للجو قد كشطت وأزيحت فلا ستر ولا خفاء .

    والجحيم قد أمدت بالوقود وتأججت بالنيران , والجنة قد هيئت وقربت للموعودين .. وفي هذا اليوم لبغريب العجيب , الذي يصنع الغرائب والعجائب , في هذا اليوم تعلم كل نفس ما أحضرت معها من أعمال حيث لاستر لشيء ولا خفاء .

    * * *

    الانقلاب هو طابع المشهد الذي تعرضه هذه السورة .

    وهو انقلاب شامل للاوضاع والاشياء .. والانقلاب مخيف .. والنفس الانسانية بطبيعتها تستريح للمألوف .. وتشفق من التقلبات .. فما بال هذه الانقلابات ..

    ان عرضها في هذه الصورة المروعة لكفيل بأثارة الخوف والاشفاق .. والتفكير مره ومره , قبل العصيان والاباق !

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •