صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 19 من 19

الموضوع: تصويبات لغوية ..

  1. #16
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    (ومما يؤسف له)


    (ومما يؤسف له)
    الصواب أن نقول: (ومما يؤسف عليه)
    ففي القرآن الكريم نجد قوله تعالى: [وتولى عنهم وقال يا أسفى على يوسف ..]

    وفي لغة العرب نجد الشعراء يستخدمون حرف (على) مع الفعل (أسف)
    كما في قول العباس بن الأحنف:
    غيرُ مأسوف على زمنِ *** ينقضي بالهمّ والحَزَنِ

    فهل تأسفون على ما مضى من استخدام اللام مع فعل الأسف؟
    أم ستستمرون في استخدام(يؤسف له
    وبالمناسبة
    فإن مما يؤسف عليه
    أن كثيراً من هذه التصويبات التي أوردها هنا
    تظل كلاماً نظرياً قلما يطبقه الأدباء.
    ولم أر في عيوب الناس شيئا *** كنقص القادرين على التمامِ




  2. #17
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: تصويبات لغوية ..


    استكمالا للموضوع فإنني أدرج هنا ما بدأت به في موضوع حروف الجر , حتى لا يكون هناك شتاتا بين الموضوعين :
    "يقولون : أثر عليه، ولك تأثير عظيم، وهذا يؤثر على العلاقات بين الدول، وأًثِّرْ عليه بلباقاتك، وأثّر علينا بحسن حديثه، ولم يؤثر عليّ فقدانه. والصواب : أن يتعدى هذا الفعل، وما يشتق منه بـ (في) أو بـ (الباء) فيقال : أثر فيه أو به، ولك فيه تأثير عظيم، وهذا يؤثر في العلاقات، وأثر فيه بلباقتك، وأثر فينا بحسن حديثه، ولم يؤثر فيّ فقدانه.

    قال عليّ كرم الله وجهه يذكر فاطمة –رضي الله عنها (1)- : «فجرَّت بالرَّحى حتى أثَّرت بيدها، واستقت بالقربة حتى أثرا في نحرها». وقال عنترة (نحو 22 ق هـ) (2):

    أَشْكُو مِنَ الهَجْرِ في سِرٍّ وفي عَلَنِ *** شَكْوَى تُؤَثِّرُ في صَلْدٍ مِنَ الحَجَرِ

    قال ابن منظور (3) :« التأثير : إبقاء الأثر في الشيء، وأثّر في الشيء : ترك فيه أثرًا.. والأثر : الأجل، وأصله من أثّر مشيُه في الأرض، فإنّ من مات لا يبقى له أثر، ولا يرى لأقدامه في الأرض أثر. ويقال : أثّر بوجهه وبجبينه السجود، وأثرّر فيه السيف والضربة ».

    ونقل ابن فارس في مقاييس اللغة عن الخليل (4) : المئثرة مهموز : سكين يؤثَّر بها في باطن فرسن البعير. قال تعالى { كانوا هم أشدَّ منهم قوة وآثارًا في الأرض } (غافر 21) وقال : { كانوا أكثر منهم، وأشدّ قوة، وآثارًا في الأرض} (غافر 82).

    أما تعدية (أثر) بـ(على) فترجع إلى الترجمة عن اللغات الأوربية، فالفعل في الفرنسية –مثلاً- يتعدى بـ (على) فهم يقولون : Influer sur lui

    وهذا العلو يقترن بالكلمة ومشتقاتها عندما يقولون : وقع تحت تأثير كذا فهو ترجمة لقولهم في الفرنسية : It est sous l'influence
    وقولهم في الإنجليزية :
    It is under the influence (5)


    المصدر :
    الأخطاء الشائعة في استعمالات حروف الجر، تأليف محمود إسماعيل عمار، دار عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1419 هـ - 1998 م ، الرياض، المملكة العربية السعودية.

    رقم الصفحة : (51-52).

    الحواشي:

    (1) معجم الأخطاء الشائعة ص21.
    (2) السابق ص 22.
    (3) اللسان (أثر).
    (4) معجم مقاييس اللغة لابن فارس (أثر) تحقيق / عبد السلام هارون، دار الجيل، بيروت 1/1411.
    (5) فقه اللغة المقارن ص 291،295 د. إبراهيم السامرائي، دار العلم للملايين بيروت سنة 1968."

  3. #18
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: تصويبات لغوية ..


    يقولون : « يؤدي له حقه »، و « يؤدي لوطنه بعض حقوقه »، و « أدى للضيف الواجب »، و « أدى لصاحب البيت ما لحقه من الأجر ».

    والصواب - كما سيأتي (1) - : « يؤدي إليه حقه »، « يؤدي إلى وطنه بعض حقوقه »، و « أدى إلى الضيف الواجب »، و « أدى إلى صاحب البيت ما لحقه من الأجر »، أو : « أدى ما لحقه من الأجر إلى صاحب البيت »، قال تعالى { إن الله يأمركم أن تؤدوا الأمانات إلى أهلها } (النساء 58).


    المصدر :

    الأخطاء الشائعة في استعمالات حروف الجر، تأليف محمود إسماعيل عمار، دار عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1419 هـ - 1998 م ، الرياض، المملكة العربية السعودية.

    رقم الصفحة : (52).
    الحواشي : (1) انظر : الفصل القادم (أدى)."

  4. #19
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: تصويبات لغوية ..

    يقولون : "استأذن رئيسه بالانصراف فأذن له بذلك"، و "استأذن بفتح محل تجاري فأذن له بفتحه"، و"أذن له بالسفر بعد أن استأذن بذلك".

    أصل هذا الفعل مأخوذ من اسم حاسة السمع ( الأذن) ولهذل يستعمل بمعنى استمع، فيقال : إذن، أو أذن له، أو أذن إليه، بمعنى استمع.

    قال قعنب بن أم صاحب (ت نحو 95هـ) في ذم أقاربه (1):

    إِنْ يَسْمَعُوا رِيْبَةً طَارُوُا بِهَا فَرَحًا * مِنِّي وما سَمِعُوا مِن صَالحٍ دَفَنُوا

    صُمٌّ إذا سَمِعُوا خَيرًا ذُكِرْتُ بِهِ * وإذا ذُكِرْتُ بِشَرٍّ عندَهمْ أَذِنُوا

    وفي الحديث : « ما أذن الله لشيء كإذنه لنبي يتغنى بالقرآن». قال أبو عبيدة : يعني : ما استمع الله لشيء كاستماعه لنبي يتغنى بالقرآن، أي يتلوه يجهر به. يقال : أذنت للشيء آذن له إذا استمعت له.
    وقوله تعالى { وأذنت لربها وحقت }-(الانشقاق 2) أي : استمعت وأطاعت، وأذن إليه : استمع إليه معجبًا.
    ولما كانت (الأذن) مصدرًا للعلم، فقد عدوا الفعل بالباء؛ ليكون بمعنى ( علم )، قال الراغب (2) : أَذِنَ : استمع ... ويستعمل ذلك في العلم الذي يتوصل إليه بالسماع نحو قوله تعالى { فأذنوا بحرب من الله ورسوله}-(البقرة 279). والأذن والأذان : لما يسمع، ويعبر بذلك عن العلم؛ إذ هو مبدأ كثير من العلم فينا، قال تعالى { إئذن لي ولا تفتني}-(التوبة 49)، وقال : { وإذ تأذن ربكم}-(إبراهيم 7).

    قال ابن منظور (3): إذن بالشيء علم. وقد آذنته بكذا : إذا أعلمته، وأذّنتُ : أكثرت الإعلام بالشيء، والأذان : الإعلام، وآذنتك بالشيء : أعلمتكه، وآذنته : أعلمته. قال الحارث بن حلزة (ت نحو 50 ق هـ) (4):
    آذَنَتْنَا بِبَيْنِهَا أَسْمَاءُ * رُبَّ ثَاوٍ يُمَلُّ مِنْهُ الثَّوَاءُ

    وأذن به إذنًا : علم به. وحكى أبو عبيد عن الأصمعي : كونوا على إذنه : أي على علم به. ويقال : أذن فلان يأذن به إذنًا : إذا علم.

    وإباحة الشيء من لوازم العلم به، ولهذا استعمل الفعل (إذن) بمعنى أباح له عند تعديته بالحرف (في) فيقال : استأذن في الانصراف وأذن له فيه، واستأذن في فتح محل فأذن له في فتحه، وأذن له في السفر بعد أن استأذن في ذلك.

    قال ابن منظور (5): وأذن في الشيء إذنًا : أباحه له. واستأذن : طلب منه الإذن. وأذن له عليه : أخذ له منه الإذن. والآذن : الحاجب؛ لأنه يأخذ الإذن.

    ويرى الدكتور / إميل يعقوب (6) : أن الفعل (أذن) متعديا بالباء يكون بمعنى (أباح) أيضًا مستدلا بالآية { أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله }-(الشورى 21).

    ووجدت في الأساس قول الزمخشري (7): أنشدني يعض الحجازيين :

    وَبَيتَنَا بِقرْواحيَةٍ لا ذُرَا لها * منَ الرّيح إلاّ أَنْ نَلوذَ بِكُورِ

    فلا الصُّبحُ يأْتينا ولا اللَّيلُ يَنْقَضِي * ولا الرِّيحُ مَأْذُونٌ لها بِسُكُورِ (8)

    لكن ذلك يمكن أن يحمل على التضمين، فتكون (إذن) بمعنى (أمر)، والمعنى يقتضي ذلك، فالريح تؤمر بالسكون والفتور. وكذا الآية؛ لأن الحديث عن الدين والشرع والتعبد زهي مما يؤمر به، فحسن تعدية (يأذن) بالباء للدلالة على هذا المعنى، ووما زاد ذلك حسنًا أن تقع هذه الباء في مقابل الباء التي في أول الحديث، كما جاء في الآية : { شرع لكم من الدين ما وصّى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى}-(الشورى 13).

    قال في الكشاف (9) : { ما لم يأذن به الله } تعالى الله عن الإذن فيه، والأمر به.

    **********************************


    الحواشي:

    (1) هذا وما يليه في اللسان (أذن). وانظر الأعلام للزركلي 6/49
    (2) مفردات ألفاظ القرآن الكريم للراغب الأصفهاني (اذن) ت/صفوان داوودي، دار القلم دمشق 1/1412
    (3) اللسان كالسابق.
    (4) المعلقات السبع ص 155
    (5) اللسان (أذن)
    (6) معجم الصواب والخطأ في اللغة ص 66 د/إميل يعقوب، دار العلم للملايين، بيروت بدون
    (7) الأساس (أذن).
    (8) أرض قرواح : واسعة مكشوفة. الكور : الرحل أو مجمرة الحداد. السكور : مصدر سكر أي سكن وهدأ.
    (9) الكشاف 3/466

    المصدر :

    الأخطاء الشائعة في استعمالات حروف الجر، تأليف محمود إسماعيل عمار، دار عالم الكتب، الطبعة الأولى، 1419 هـ - 1998 م ، الرياض، المملكة العربية السعودية.

    رقم الصفحة : (53-54).



    تنبيه : الخطأ باختصار هو تعدية الفعل بـ ( الباء ) والصواب أن يعدى بـ ( في ) فيقال : ( استأذن رئيسه في الانصراف ) ولا يقال : ( استأذن رئيسه بالانصراف )"

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •