النتائج 1 إلى 9 من 9

الموضوع: بعضا منهم (6) .. نازك الملائكة في يوم وفاتها

  1. #1
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    بعضا منهم (6) .. نازك الملائكة في يوم وفاتها

    بسم الله الرحمن الرحيم
    توفيت أمس, نازك الملائكة , ومن حقها علينا أن نضع لها هنا موضوعا عنها , وهنا ادرج كل ما امكنني ايجاده مفهرسا , بدءا بنبذة عنها , وانتهاء ببعض التسجيلات لها "ان وجدت طبعا ".


    نازك الملائكة



    نازك الملائكة شاعرة عراقية تمثل أحد أبرز الأوجه المعاصرة للشعر العربي الحديث، الذي يكشف عن ثقافة عميقة الجذور بالتراث والوطن والإنسان.

    ولدت نازك الملائكة في بغداد عام 1923 وتخرجت في دار المعلمين عام 1944، وفي عام 1949 تخرجت في معهد الفنون الجميلة "فرع العود"، لم تتوقف في دراستها الأدبية والفنية إلى هذا الحد إذ درست اللغة اللاتينية في جامعة برستن في الولايات المتحدة الأمريكية، كذلك درست اللغة الفرنسية والإنكليزية وأتقنت الأخيرة وترجمت بعض الأعمال الأدبية عنها، وفي عام 1959 عادت إلى بغداد بعد أن قضت عدة سنوات في أمريكا لتتجه إلى انشغالاتها الأدبية في مجالي الشعر والنقد، والتحقت عام 1954 بالبعثة العراقية إلى جامعة وسكونسن لدراسة الأدب المقارن، وقد ساعدتها دراستها هذه المرة للاطلاع على اخصب الآداب العالمية، فإضافة لتمرسها بالآداب الإنكليزية والفرنسية فقد اطلعت على الأدب الألماني والإيطالي والروسي والصيني والهندي.

    اشتغلت بالتدريس في كلية التربية ببغداد عام 1957، وخلال عامي 59 و1960 تركت العراق لتقيم في بيروت وهناك أخذت بنشر نتاجاتها الشعرية والنقدية، ثم عادت إلى العراق لتدرس اللغة العربية وآدابها في جامعة البصرة

    تكاد تكون نازك الملائكة رائدة للشعر الحديث، بالرغم من إن مسألة السبق في "الريادة" لم تحسم بعد بينها وبين بدر شاكر السياب، ولكن نازك نفسها تؤكد على تقدمها في هذا المجال عندما تذكر في كتابها "قضايا الشعر المعاصر" بأنها أول من قال قصيدة الشعر الحر، وهي قصيدة "الكوليرا" عام 1947. أما الثاني -في رأيها- فهو بدر شاكر السياب في ديوانه "أزهار ذابلة" الذي نشر في كانون الأول من السنة نفسها.

    لنازك الملائكة العديد من المجاميع الشعرية والدراسات النقدية منها ما ضمها كتاب ومنها ما نشر في المجلات والصحف الأدبية، أما مجاميعها الشعرية فهي على التوالي:

    عاشقة الليل 1947، شظايا ورماد‍ 1949، قرار الموجة 1957، شجرة القمر1968، مأساة الحياة وأغنية الإنسان "ملحمة شعرية" 1970، يغير ألوانه البحر1977، وللصلاة والثورة 1978.

    ونازك الملائكة ليست شاعرة مبدعة حسب، بل ناقدة مبدعة أيضاً، فآثارها النقدية: (قضايا الشعر المعاصر1962)، (الصومعة والشرفة الحمراء1965) و(سيكولوجية الشعر 1993) تدل على إنها جمعت بين نوعين من النقد، نقد النقاد ونقد الشعراء أو النقد الذي يكتبه الشعراء، فهي تمارس النقد بصفتها ناقدة متخصصة. فهي الأستاذة الجامعية التي يعرفها الدرس الأكاديمي حق معرفة، وتمارسه بصفتها مبدعة منطلقة من موقع إبداعي لأنها شاعرة ترى الشعر بعداً فنياً حراً لا يعرف الحدود أو القيود. لذلك فنازك الناقدة، ومن خلال آثارها النقدية تستبطن النص الشعري وتستنطقه وتعيش في أجوائه ناقدة وشاعرة على حد سواء بحثاً عن أصول فنية أو تجسيداً لمقولة نقدية أو تحديداً لخصائص شعرية مشتركة.


  2. #2
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: بعضا منهم (6) .. نازك الملائكة في يوم وفاتها

    أول قصيدة حرة كتبتها الشاعرة نازك الملائكة وهي القصيدة التي تنافست على مدى نصف قرن مع قصيدة السياب "هل كان حبا ",لمعرفة أي منهم تستأهل الصدارة في بداية تأليف الشعر الحر ..
    الكوليرا - لنازك الملائكة
    سكَنَ الليلُ
    أصغِ إلى وَقْع صَدَى الأنَّاتْ
    في عُمْق الظلمةِ, تحتَ الصمتِ, على الأمواتْ
    صَرخَاتٌ تعلو, تضطربُ
    حزنٌ يتدفقُ, يلتهبُ
    يتعثَّر فيه صَدى الآهاتْ
    في كلِّ فؤادٍ غليانُ
    في الكوخِ الساكنِ أحزانُ
    في كل مكانٍ روحٌ تصرخُ في الظُلُماتْ
    في كلِّ مكانٍ يبكي صوتْ
    هذا ما قد مَزَّقَـهُ الموت
    الموتُ الموتُ الموتْ
    يا حُزْنَ النيلِ الصارخِ مما فعلَ الموتْ
    * * *
    طَلَع الفجرُ
    أصغِ إلى وَقْع خُطَى الماشينْ
    في صمتِ الفجْر, أصِخْ, انظُرْ ركبَ الباكين
    عشرةُ أمواتٍ, عشرونا
    لا تُحْصِ أصِخْ للباكينا
    اسمعْ صوتَ الطِّفْل المسكين
    مَوْتَى, مَوْتَى, ضاعَ العددُ
    مَوْتَى , موتَى , لم يَبْقَ غَدُ
    في كلِّ مكانٍ جَسَدٌ يندُبُه محزونْ
    لا لحظَةَ إخلادٍ لا صَمْتْ
    هذا ما فعلتْ كفُّ الموتْ
    الموتُ الموتُ الموتْ
    تشكو البشريّةُ تشكو ما يرتكبُ الموتْ
    * * *
    الكوليرا
    في كَهْفِ الرُّعْب مع الأشلاءْ
    في صمْت الأبدِ القاسي حيثُ الموتُ دواءْ
    استيقظَ داءُ الكوليرا
    حقْدًا يتدفّقُ موْتورا
    هبطَ الوادي المرِحَ الوضّاءْ
    يصرخُ مضطربًا مجنونا
    لا يسمَعُ صوتَ الباكينا
    في كلِّ مكانٍ خلَّفَ مخلبُهُ أصداء
    في كوخ الفلاّحة في البيتْ
    لا شيءَ سوى صرَخات الموتْ
    الموتُ الموتُ الموتْ
    في شخص الكوليرا القاسي ينتقمُ الموتْ
    * * *
    الصمتُ مريرْ
    لا شيءَ سوى رجْعِ التكبيرْ
    حتّى حَفّارُ القبر ثَوَى لم يبقَ نَصِيرْ
    الجامعُ ماتَ مؤذّنُهُ
    الميّتُ من سيؤبّنُهُ
    لم يبقَ سوى نوْحٍ وزفيرْ
    الطفلُ بلا أمٍّ وأبِ
    يبكي من قلبٍ ملتهِبِ
    وغدًا لا شكَّ سيلقفُهُ الداءُ الشرّيرْ
    يا شبَحَ الهيْضة ما أبقيتْ
    لا شيءَ سوى أحزانِ الموتْ
    الموتُ, الموتُ, الموتْ
    يا مصرُ شعوري مَزَّقَـهُ ما فعلَ الموتْ
    ( 1947)

  3. #3
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: بعضا منهم (6) .. نازك الملائكة في يوم وفاتها

    لم أجد تسجيلا صوتيا لها .. ولكنني سادرج أخر قصيدة كتبتها قبل الرحيل

    تلقت الشاعرة بطاقة تهنئة بعيد الفطر، عليها صورة لمسجد قبة الصخرة بالقدس" وقالت هذه الرائعة التي تعد من اواخر نتاجها.
    يا قبةَ الصخرهْ يا وردُ،
    يا ابتهال،
    يا حضرهْ
    ويا هدى تسبيحة علوية النبرهْ
    يا صلوات عذبة الأصداءْ جاشت بها الأبهاءْ
    يا حرقة المجهول،

    يا تطلُّعَ الإنسان للسماءْ يا وَلهَ الركوع"؛
    يا طُهْرَهْ يا وردة الخشوع،
    يا نداه،
    يا عطرهْ
    يا مسجداً أسْكَتَ تسبيحاته صهيونْ
    من أجل حلْم وقحٍ مجنونْ
    كبَّلَ في أرجائه الصلاة والخضرهْ
    ولوّث التاريخ والفكرهْ * * *

    يا قبة الصخرهْ يا جرح،
    يا ضماد يا زهرة
    يا سَهَرَ الجراح في ارتعاشة الشفاهْ يا حرقة الدعاء،
    يا تنهُّدَ الصلاهْ هل تنبض الحياهْ في هذه الأذرع والجباهْ؟
    هل تدفق العطور والألوان والمياهْ؟
    ينبجس النبع من الصخرهْ؟
    وينبت الفداء ورداً ساخن الحمرهْ؟
    نسقيه من تتمة الدعاءْ
    من حمرة الدماءْ
    نطعمه سنابل الفداءْ
    تختصر الزمان في تسبيحة ثرّهْ
    يصرخ فيها عطش الثورهْ * * *

    يا قبة الصخرهْ
    حيث الخراب مُسدِلاً شَعْرَهْ
    يا رعشة التقوى،
    ويا انخطافة الصلاهْ
    يا أثر السجود في الجباهْ
    يا صلوات لامست عطورها الشفاهْ
    يا وردة روحية الخدودْ
    قد ذبلت ولم يحسّ موتها الوجودْ
    يا مسجداً عطشان للقرآن والسجودْ
    مسائلاً:
    كيف اختفى تهجُّدُ الرواقْ؟
    وأين تسبيحاته الصوفية الأشواقْ؟
    ولهفة الجدران،
    وارتعاشة العمودْ
    وسكرة البخور في أمسٍ نَدٍ مفقودْ
    كم ضرعت نوافذ؛
    وأمطرت أدمعَها أبوابْ
    في صرعة العذابْ!
    كم رتّلتْ حكايةَ الإرهابْ
    لوردة يتيمة عذراء مصفرّهْ
    عطورها اضطرّت إلى الهجرهْ
    دماؤها تحدَّرتْ
    وانسكبتْ على المصلَّى قطرةً قطرهْ * * *

    يا قبة الصخرهْ يا حقُّ،
    يا إيمان،
    يا ثورهْ شمس حزيران
    طوتها غيمة في الفجر فانطوتْ
    وأسدل الستار،
    والرواية انتهتْ أقمارها
    هوتْ أنجمها قد أغمضتْ عيونها،
    آفاقها خوتْ
    ورودها تحت ثلوج الظلمة انحنتْ
    ودولة اللصوص والقرودْ
    ترشّفتْ دماءنا الحمراء وارتوتْ
    ومزّقت أظفارُها ليونةَ الخدودْ
    وأنشبت مخالب الحقودْ في لحمنا،
    في كبرياء الأرض"
    في مراقد الجدودْ
    غداً،
    غداً،
    تنفجر السجون واللحودْ
    فلتسقطي يا دولة اليهودْ!
    مازلتِ في سَكرَهْ ميّتة الضمير؛
    في تهوية قذْرهْ
    تبعثرين السمّ والأشلاء بين الماء والخضرهْ
    وتملأين الكأس بالدماء والخمرةْ
    وباسم ماذا تُمنع الصلاة في الحضرهْ؟
    وباسم ماذا يُسْرَقُ الأردنُّ والبيَّارة والنضرهْ؟
    وباسم ماذا تُقْتَلُ الزهرهْ؟ * * *

    يا قبة الصخرهْ يا حقل قمح نادبٍ عطرهْ!
    يا أرغناً مُقَطَّعَ الأوتارْ
    يا معبداً مُرَوَّعَ القباب والأحجارْ
    بين يدي جزّارْ
    يقاتل الورود والسلام والأقمارْ
    يسطو على الثمارْ
    وينسف البيوت ظلماً؛
    يحرق الأشجارْ يشرّدُ الصغارَ والكبارْ
    من أرضهم في ليلة ضائعة النهارْ
    أصابعٌ للغدر إرهابية الأظفارْ * * *

    يا قبة الصخرهْ
    يا جنح ليلٍ فاقدٍ فجرهْ
    متى تُرى: ستنفض الغبارْ عن أرضنا؟
    ونرفع الحصارْ؟
    متى تُرى: نقتحم الأسوارْ؟
    عن أرضنا؟ ونرفع الحصارْ؟
    وغنوة الأمواج والخلجان والأغوارْ
    تهمس في أسماعنا بأعذب الأشعارْ
    هتافها ينبض بالأسرارْ
    فلنبدأ الإبحارْ قلوعُنا والهةٌ؛
    لعلها تعيش في انتظارْ
    وفي المدى جزائر المرجان والمحارْ * * *

    يا قبة الصخرهْ *
    متى نصلّي فيك،
    هل ستنبت البذرهْ؟
    هل نعبر المسالك الوعرهْ؟
    ترمقنا ذئابُها بالنظرة والشزْرهْ
    ونحن قد شطّ بنا المزارْ
    تقاذفتْنا البيد والبحارْ
    وطوّحتْ بركبنا وأهلنا الأسفارْ
    ترفضنا الكهوف، والغابات، والأمصارْ
    خيامنا على خطوط النارْ
    وزادنا التقوى، وملح الأدمع الغِزارْ * * *

    يا قبة الصخرهْ
    يا صمتُ؛
    يا ضياعُ يا حيرهْ
    متى نرى أبوابك القدسيّة البرَّهْ؟
    وننتهي إليك عبر الشُّعب الخطرهْ؟
    جِرارُنا خاويةٌ،
    متى - ترى - تمتلئ الجرارْ؟
    حقولنا قد يبستْ؛
    فهل – تُرى - ستسقط الأمطارْ؟
    وعند بواباتنا تنتظر الأقدارْ
    متى نصلّي؟
    إنما صلاتنا انفجارْ
    صلاتنا ستطلع النهارْ تسلّح العزَّل؛
    تعلي راية الثوارْ
    صلاتنا إنذارْ إلى عدوّ،
    خادع، غدّارْ
    تاريخه قد كُتبتْ سطوره بريشة المكر وحبر العارْ
    صلاتنا ستشعل الإعصارْ
    ستزرع السلاح والزنبق في القفارْ
    تحوّل اليأس إلى انتصارْ
    صلاتنا ستنقل الجدب إلى اخضرارْ
    وتطعم الصغارْ فاكهة الصمود والإصرارْ
    يا قبة الصخرة
    من صلاتنا سيرتوي آذارْ
    وتنبت الرايات والثمارْ
    صلاتنا تفجّر الأنهارْ
    وتبعث الغناء، والليمون، والأحرارْ
    تعيدنا للوطن المسروق،
    تمحو العارْ * * *

    يا قبة الصخرهْ
    يا رمز،
    يا تاريخ؛ يا فكرهْ
    غداً،
    غداً،
    ، يختلج اسم الله في القدس وفي الخليلْ
    ينتفض العدل المدمَّى صارخاً،
    يستيقظ القتيلْ تنبت من دمائه زهرهْ
    في عطرها سمٌ وتخفي كأسها جمرهْ
    تسكب في أشداق إسرائيلْ
    مذاق هول زاحف من الفرات العذب حتى النيلْ
    عندئذ ينطفئ الغليلْ وترتوي جدائل الزيتون والنخيلْ
    وتنعس الثارات بعد السهر الطويلْ
    كأنما خيامنا عُدْنَ من الرحيلْ * * *

    يا قبة الصخرهْ
    يا لغم،
    يا إعصار،
    يا سجينة خطْرهْ على الذي يسجنها؛
    غداً يصير سجنها قبرهْ
    يا قبة الصخرهْ
    حاشاكِ أن ترضَيْ هوانَ الأمة الحرهْ
    سيهبط النصر على مرتّلِي القرآنْ
    على المُصلِّين؛ وفي صوامع الرهبانْ
    على الفدائيين في أودية النيرانْ غداً،
    غداً،
    ينفجر البركانْ
    ويبدأ الطوفانْ
    ينتفض الشهيد في الأكفانْ
    ويكسر القضبانْ
    يقاتل الآسر والسّجانْ
    ينتصر الإنسانْ
    يرتفع الأذانْ حراً عبيريّ الصدى
    من قبة الصخرهْ
    يرطّب المهامه القَفْرهْ
    ويعلن الصلاة والجهاد،
    والثورهْ في القدس،
    في الجولان،
    في سيناءْ
    في المدن العذراءْ
    في الريف،
    في سجون إسرائيل،
    في الصحراءْ
    في الأرض،
    في السماءْ
    سيستحيل الماء،
    والتراب،
    والهواءْ مَدافعاً فاغرةً،
    وثورةً حمراءْ تزلزل العصابة السوداءْ
    فيسقط الطغيانْ
    ويُزهق الباطل والبهتانْ
    ويمكرون مكرهم، ويمكر الرحمانْ.

  4. #4
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: بعضا منهم (6) .. نازك الملائكة في يوم وفاتها

    وأخيرا اختم بخبر وفاتها .. كما وجدته على موقع العربية
    القاهرة ستحتضن جثمانها
    رحيل نازك الملائكة.. "عاشقة الليل" ومبدعة الشعر الحر


    القاهرة- رويترز
    توفيت أمس الاربعاء بمستشفى في العاصمة المصرية الشاعرة العراقية الرائدة نازك الملائكة عن 84 عاما اثر هبوط حاد في الدورة الدموية. وقالت الشاعرة العراقية ريم قيس كبه وهي من اسرة الملائكة ان نازك التي عانت من أمراض الشيخوخة في الايام الاخيرة تدهورت صحتها فجأة ثم فارقت الحياة وستشيع جنازتها ظهر الخميس 21-6-2007 وتدفن بمقبرة للعائلة غربي القاهرة.

    ولدت نازك صادق الملائكة في بغداد يوم 23 أغسطس اب عام 1923 في أسرة تحتفي بالثقافة والشعر فكانت أمها تنشر الشعر في المجلات والصحف العراقية باسم أدبي هو "أم نزار الملائكة" أما أبوها صادق الملائكة فترك مؤلفات أهمها موسوعة (دائرة معارف الناس) في عشرين مجلدا، وهنا يشار إلى أن الملائكة لقب أطلقه على عائلة الشاعرة بعض الجيران بسبب ما كان يسود البيت من هدوء ثم انتشر اللقب وشاع وحملته الاجيال التالية.

    ودرست الشاعرة الراحلة اللغة العربية في دار المعلمين العالية وتخرجت فيها عام 1944 كما درست الموسيقى بمعهد الفنون الجميلة، ثم درست اللغات اللاتينية والانجليزية والفرنسية وأكملت دراستها في الولايات المتحدة عام 1954 حيث حصلت بعد عامين على شهادة الماجستير في الادب المقارن من جامعة وسكنسن.
    خيول لعربات الموتى
    وعملت الملائكة بالتدريس في كلية التربية ببغداد ثم بجامعة البصرة ثم بجامعة الكويت وتعد من أبرز رواد الشعر العربي الحديث الذين تمردوا على الشعر العمودي التقليدي وجددوا في شكل القصيدة حين كتبوا شعر التفعيلة متخلين عن القافية لاول مرة في تاريخ الشعر العربي.

    ونشرت الشاعرة قصيدتها الشهيرة (الكوليرا) عام 1947 فسجلت اسمها في مقدمة مجددي الشعر مع الشاعر العراقي الراحل بدر شاكر السياب الذي نشر في العام نفسه قصيدته (هل كان حبا) واعتبر النقاد هاتين القصيدتين بداية ما عرف فيما بعد بالشعر الحر.

    وسجلت نازك الملائكة في كتابها (قضايا الشعر الحديث) أن بداية حركة الشعر الحر كانت سنة 1947 في العراق. ومن العراق بل من بغداد نفسها زحفت هذه الحركة وامتدت حتى غمرت الوطن العربي كله، وكادت بسبب تطرف الذين استجابوا لها تجرف أساليب شعرنا العربي الاخرى جميعا.

    وتتابع قائلة: "كانت أول قصيدة حرة الوزن تنشر قصيدتي المعنونة (الكوليرا) وكنت قد نظمت تلك القصيدة 1947 أصور بها مشاعري نحو مصر الشقيقة خلال وباء الكوليرا الذي دهمها وقد حاولت فيها التعبير عن وقع أرجل الخيل التي تجر عربات الموتى من ضحايا الوباء في ريف مصر. وقد ساقتني ضرورة التعبير الى اكتشاف الشعر الحر".

    وصدر ديوانها الاول "عاشقة الليل" عام 1947 ببغداد ثم توالت دواوينها التالية ومنها "شظايا ورماد" عام 1949 و"قرارة الموجة" عام 1957 و"شجرة القمر" عام 1968 و"يغير ألوانه البحر" عام 1970. كما صدرت لها عام 1997 بالقاهرة مجموعة قصصية عنوانها "الشمس التي وراء القمة".

    ومن بين دراساتها الادبية "قضايا الشعر الحديث" عام 1962 و"سايكولوجية الشعر" عام 1992 فضلا عن دراسة في علم الاجتماع عنوانها "التجزيئية في المجتمع العربي" عام 1974.
    هروب من "شهوة الحكم"
    ورحبت الشاعرة شعرا بثورة رئيس الوزراء العراقي الاسبق عبد الكريم قاسم عام 1958 لكنها اضطرت لترك العراق وقضت في بيروت عاما كاملا بعد "انحراف قاسم" الذي "استهوته شهوة الحكم" بحسب تعبيرها.

    ورغم غياب نازك الملائكة عن المنتديات الثقافية في السنوات الاخيرة فانها ظلت في دائرة الضوء اذ حصلت على جائزة البابطين عام 1996 وجاء في قرار منحها الجائزة أنها "شقت منذ الاربعينيات للشعر العربي مسارات جديدة مبتكرة وفتحت للاجيال من بعدها بابا واسعا للابداع دفع بأجيال الشعراء الى كتابة ديوان من الشعر جديد يضاف الى ديوان العرب... نازك استحقت الجائزة للريادة في الكتابة والتنظير والشجاعة في فتح مغاليق النص الشعري".

    كما أقامت دار الاوبرا المصرية يوم 26 مايو ايار 1999 احتفالا لتكريمها "بمناسبة مرور نصف قرن على انطلاقة الشعر الحر في الوطن العربي". وشارك في الاحتفال الذي لم تشهده نازك الملائكة لمرضها شعراء ونقاد مصريون وعرب بارزون اضافة الى زوجها الدكتور عبد الهادي محبوبة الذي أنجبت منه ابنها الوحيد البراق.
    التعديل الأخير تم بواسطة رابعة العدوية ; 21-06-2007 الساعة 11:55 PM

  5. #5
    التسجيل
    20-07-2005
    الدولة
    مَمالكٌ من ظِلْ
    المشاركات
    2,059

    رد: بعضا منهم (6) .. نازك الملائكة في يوم وفاتها

    رحِمها الله ..

    بُوركتِ رابعة


  6. #6
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: بعضا منهم (6) .. نازك الملائكة في يوم وفاتها

    رحِمها الله ..

    بُوركتِ رابعة
    جهاد شكرا لوجودك ..
    أخيرا انتبه أحدهم الى الموضوع
    رحم الله جميع اموات المسلمين

  7. #7
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    المجموعة الشمسية (مؤقتاً)
    المشاركات
    1,038

    رد: بعضا منهم (6) .. نازك الملائكة في يوم وفاتها

    ها نحن نودع أحد الرواد !
    شكراً على الموضوع ونأمل أن تتكرمي وتستمري في مجهودكِ الطيب ..
    في حفظ الله تعالى

  8. #8
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: بعضا منهم (6) .. نازك الملائكة في يوم وفاتها

    فعلا هي أحد أهم رواد شعرنا العربي الحديث ...
    لا شكر عل واجب رايتوس
    دمتْ

  9. #9
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: بعضا منهم (6) .. نازك الملائكة في يوم وفاتها

    مرحبا ..

    كما وعدتكم ..

    من هنا تسجيل صوتي لقصيدة :

    فيمَ نخشَى الكلمات ..

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •