النتائج 1 إلى 14 من 14

الموضوع: أدب السيرة الذاتية

  1. #1
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    secure أدب السيرة الذاتية

    مقدمة لا بدَ منها
    عندما تصير الذات ثمرة عصرها، وحكاية في حد ذاتها، وعندما تجد نفسها واصفة وموصوفة في آن واحد، ساعتها تكون قد مدت جسرا بين تمثلها الذاتي ونزوعها الموضوعي؛ إنها بؤرة آثار عميقة، وساحة كشف واكتشاف لمجاهل الإنسان، وفي شعابها انطوت هويتها و خفاياها.
    إنها وجود قلق مضطرب، لا يدرك نفسه في يسر أو بكيفية مطلقة، ولا يحيط بذاته تمام الإحاطة، تتجاذبه قوى العقل، والنفس، والروح، بين مد الشعور والوعي، وجزر اللاشعور واللاوعي تارة، وبين جزر الوعي والشعور، ومد اللاوعي واللاشعور تارة أخرى، ومع ذلك فقد سخر للذات الإنسانية الفهم والإدراك، بقصد أن تسعى إلى الإلمام بحقيقتها المادية والروحية.
    ثم إن الأنا تشرع في تمثل نفسها، والاستفهام حول ماهيتها ومعنى حياتها بقوة الوعي الكامن فيها، فنراها تستنجد بالماضي المختزن في ذاكرتها، فهي مسكونة بموروثات وحياة نابضة بصور الزمان والمكان، وبحرارة اللقاء الإنساني، وبالتربية والثقافة المكتسبة، وبالمبادئ والقيم المختلفة، وكذلك بالمعتقد الديني.
    فما من شك في كون معرفة الذات البشرية هي نتيجة استفهام عن ماهية الإنسان، ومنطلقه، ومآله، خاصة وأن هذا الكائن العاقل يجد ذاته على امتداد أطوار حياته في تغير مستمر، ثم إنه من المؤكد أن كاتب السيرة الذاتية عندما يستشعر دنو أجله، يطرح على نفسه سؤالا دقيقا هو: هل عشت بالفعل حياتي بالكيفية التي أردتها أم لا؟
    فإذا رأينا الذات تتفحص حاضرها، فذلك لأنه حصيلة ماضيها بكل الذي زخر به من تجارب حياتية، ولأن الحاضر واقع لا بد لها منه، لتظفر بحس مستقبلي، ورغبة في المضي إلى الأمام ، فما احتفال الأنا بذاتيتها في النهاية إلا تمثل لهذا الحس التاريخي، أو تلك القوة الخفية التي تحمل الإنسان على الشعور بأنه عين الشخص، الذي كان له حضور في الماضي القريب والبعيد، على الرغم من الأحداث المتضاربة، والتغييرات المتلاحقة التي توالت على ذاته الباطنية.
    ثم إن الذات التي كانت طفلا، فصبيا، ففتى، ثم عاشت ربيع عمرها، فغدت بعد ذلك رجلا، وكهلا، ثم انتهت في مسيرة حياتها إلى خريف العمر مرتقبة ذروة الشيخوخة، هي واحدة في جميع هذه الأطوار، لكن هل أدب السيرة الذاتية هي كتابة الفرد لحياته بناء على تسلسل زمني منطقي؟ أم أنها كتابة لذاته الفردية، بحكم أن هذه الذات مفككة لا تخضع لأي تسلسل زمني؟
    لا شك أن الإنسان، كان وسيظل، عالما انطوى فيه كثير من الأسرار، وشبكة من العناصر، التي تجمعها علاقات جد معقدة، تنشأ وتتطور في بيئة وحقبة زمنية ذات معالم وخصائص معينة، والأنا منذ وجدت وهي تطمح إلى اكتساب قيم إنسانية، تميل إليها إما عن هوى ونزوة، أو تنتقيها عن قناعة خاصة، أو تستقطبها تبعا لعقيدة معلومة، في حين تبذل كل ما في وسعها لطرد قيم أخرى، لم تعد ترغب فيها.
    إن الكائن الاجتماعي يحلم دائما برؤية عالم يعثر فيه على الاستقرار والسعادة، ويشعر في أكنافه بوجود منسجم مع جميع الموجودات حوله، ثم يطمئن إلى طور من حياته دون باقي الأطوار، فيحياه باستمرار في ذاكرته؛ إنه يصارع قوى معينة من أجل غاية محددة، ويعاني سلبا أو إيجابا في سبيل ما ينشده بقناعة وإيمان، وعن هدى أو ضلال، بحكم انه كائن فاعل في حدود، وعاقل مدرك في حدود كذلك.
    فهذا الإنسان كثيرا ما يشقى بأفعاله وممارساته، واختياراته وتوجهاته، وقليلا ما يسعد بأعماله في الحياة الدنيا، وقد يزداد أحيانا قوة وإرادة، عندما يتحول لديه الألم والمكابدة إلى ابتلاء في طيه النعمة، وفي قلبه بذرة التغيير نحو الاستقامة والصلاح، بحكم أن الذات المسلمة الجادة في نهج طريق الاستقامة لا تشقى بما تجده من معاناة، وما ينزل بها من ابتلاءات؛ بل إنها تعمل على تحويل هذه المعاناة والإبتلاءات إلى قوة فاعلة مؤثرة، وجهد إبداعي متميز، إذ من المؤكد أن التجارب الحياتية، الفردية والجماعية، فاعلة في الذات المبدعة، بقدر ما أن هذه الذات منفعلة بها، فضلا عن كونها تستمد شحناتها الإبداعية من كل تجربة تعيشها.
    إن ذروة الإحساس بالذات، تنكشف بكل أبعادها الإنسانية في الحقب التاريخية التي تشهد انتقالات من أوضاع معينة إلى أخرى، أو تعرف اضطرابات وهزات اجتماعية، أو سياسية، أو فكرية وغيرها، إذ في هذه الظروف الزمانية وأمثالها تجد الذات البشرية نفسها في حاجة ملحة إلى التوفيق بين نفسها والأحداث الجارية في محيطها.
    التعديل الأخير تم بواسطة Exodia ; 06-08-2007 الساعة 10:55 PM

  2. #2
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    secure السير التاريخية والأخلاقية في عصر الاسلام وتطورها

    السير التاريخية والأخلاقية في عصر الاسلام وتطورها :
    القدرة على الإحساس بالتاريخ كسائر المزايا الإنسانية موطن للتفاوت بين الأفراد, ومجال تتباين فيه الجماعات والأمم, وقد يقنعنا اشبلنجر وهو يحاول إثبات هذه الميزة للأمم المصرية وينفيها عند الأمم الكلاسيكية (الرومانية واليونانية ) , فالأمة التي تحرق جثث رجالها بعد موتهم, ولا تعنى بتسجيل أعمالهم, وإذا مضى على وفاة أحد عظمائها ستون عاما لم تستطع أن تحقق إن كان ذلك العظيم شخصية تاريخية أو خرافية ,لهي امة فيما يراه اشبلنجر ضعيفة الإحساس بالتاريخ, كذلك كانت الأمة اليونانية تتخذ أمثولتها من أبطال الأساطير ولم يقم أي عظيم فيها بتسجيل مذكراته , وأما الجماعة التي تعيش في ماضيها ومستقبلها وتدور حياتها على التخليد والتأبيد وتسجل سير حيوات رجالها على الجداران وفي أوراق البردي فان إحساسها بالتاريخ دقيق وعميق .
    وفيما يرد البعض هذا الرأي على أساس أن المصريين يرون في تاريخهم شيئا لا بد منه , يبرز أمامنا السؤال التالي :
    أحقا أن السيرة جزء من التاريخ ؟
    يرى الأستاذ كولنجود وقد أنكر أن السيرة هي جزء من التاريخ , لأنها تفقد القاعدة الصحيحة التي يقوم التاريخ عليها فحدود السيرة هي الأحداث البيولوجية الواقعة بين ولادة الشخص وموته من طفولة ونضج وأمراض وغيره , فهي صورة للوجود الحيواني الجسماني وقد يرتبط بها الكثير من العواطف الإنسانية ولكن هذا كله ليس تاريخا , على إننا نجد أن السيرة كانت من الناحية عملية تاريخا في نشأتها وأننا أن أردنا قياسها بمقياس جديد لصح لنا أن نقول : كلما كانت السيرة تعرض للفرد في نطاق المجتمع وتعرض أعماله متصلة بالأحداث العامة أو منعكسة منها أو متأثرة بها فان السيرة في -هذا الوضع- تحقق غاية تاريخية وكلما كانت السيرة تجتزئ بالفرد , وتفصله عن مجتمعه , وتجعله الحقيقة الوحيدة الكبرى , وتنظر إلى كل ما يصدر عنه نظرة مستقلة , فان صلتها بالتاريخ تكون واهية ضعيفة .

    نشأة السيرة التعليمية والأخلاقية :
    كثيرا ما ابتعدت السيرة عن الأصل التاريخي لها وأصبحت غايتها تعليمية وأخلاقية وقد تمخضت الاتجاهات الدينية والزهدية منها عن هذا الانحراف في السيرة مثل :كتابة سيرة القديس أنتوني مثلا , ويجب علينا هنا أن ننوه أن علم الأخبار والتاريخ بنفسه في القرون الوسطى كان موجها لخدمة الغاية الخلقية حتى عند مؤرخ شامل النظرة عميق الفلسفة كابن خلدون , فان الغاية من التاريخ أصبحت عنده هي "الكشف عن القدوة الحسنة وتجنب المزالق والاعتبار بالأخطاء الماضية " .
    ولكن المدهش حقا أن هذه الغاية الخلقية كانت أضعف المظاهر حين بدأ المسلمون بكتابة السير , وقد بدؤوها بكتابة سيرة الرسول , وكان هذا البدء يشير إلى درس أخلاقي عميق في حياتهم , لو شاءوا أن يتخذوا سيرة الرسول لتلك الغاية , ولكنهم لم يفعلوا بل كتبوا السيرة تحت مؤثرات أخرى , نفرد منها بالتميز عاملين كبيرين :
    الأول أن سيرة الرسول كان تشريعا للرجال من بعده فكان لا بد من جلائها في دقة بالغة , والعامل الثاني :أن المسلمين كانوا قد ورثوا من أيام الجاهلية النظرة إلى التاريخ على انه حروب ومغازي ولذلك اهتموا قبل كل شيء بمغازي الرسول ولم يكن هذا مجرد تقليد للجاهلية وإنما كان في مستلزمات الجماعة الإسلامية ما يؤيده ويدعو إليه وذلك لأن الفتوحات الإسلامية التي انبثقت عن انتصار الإسلام في الجزيرة كانت في حاجة إلى سند من سنة الرسول في هذا المجال .
    وبتأثير هذين العاملين غدت السيرة جزءا من الحديث النبوي وتخضع لأحكام الإسناد خضوعا دقيقا وقد أثر هذا العامل كثيرا على كتب وآداب المسلمين بعد ذلك وخاصة في تراجم الرجال حيث تنوعت تلك الكتب وتعدد على مدى العصور , فهنالك المعاجم التي تعنى بالرجال وأصحاب الشعر والنثر والأدب , وهناك تلك لتي تعنى بالبلدان , وأخرى تسمى بالكتب المتسلسلة التي يذيل بها التالي على ما تقدمه وهناك سلاسل خاصة في علماء الأندلس ...
    ويتبين لنا أن الزمن قد رفع الغاية الخلقية إلى موضع الصدارة, فأصبحت السير تكتب بدافع من النزعات الأخلاقية وعلى مر العصور ستجد أن السير قد تحولت إلى مجموعة من الحكم والأمثال والأعمال الفاضلة, كسيرة الحسن البصري مثلا.
    وليس هذا أن اللون التاريخي قد انقطع بل الفضل في بقائه للإحساس القوي بالتاريخ ولتلك النزعة الدنيوية التي حالت بين المؤرخ وبين أن يصبح واعظا. وظلت السيرة التاريخية تمثل أقوى أنواع السير عند المسلمين أما السيرة ذات النوع الأدبي فقد بقيت مهملة لم تعالجها الأقلام ولم يتوقف عندها أبو حيان التوحيدي قليلا وقد ساعده على الإبداع فيما كتب , -"وان كنا لا نعده سيرة مكتملة فنيا "-, مقدرته الخيالية وروح الإنصاف التي يتميز فيها .
    التعديل الأخير تم بواسطة Exodia ; 06-08-2007 الساعة 10:57 PM

  3. #3
    التسجيل
    20-07-2005
    الدولة
    مَمالكٌ من ظِلْ
    المشاركات
    2,059

    رد: أدب السيرة الذاتية

    مرحبًا رابعة ..

    سأعود بعد ترتيب بضع أفكار ، على كلٍ لستُ من محبي أو حتى متقبلي ذاك النوع من الأدب ففحواه غالبًا ما تكون للتبرير و خلق الأعذار كما رأيت ..

    أراكِ قريبًا يا عزيزتي ..

    فيضُ تحية

  4. #4
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: أدب السيرة الذاتية

    مرحبًا رابعة ..
    أهلا جهاد , حلت الانوار والله
    سأعود بعد ترتيب بضع أفكار ، على كلٍ لستُ من محبي أو حتى متقبلي ذاك النوع من الأدب ففحواه غالبًا ما تكون للتبرير و خلق الأعذار كما رأيت ..

    حأنتظر عودتك , وبالنسبة لرأيك بأدب السيرة فأعتقد أنك تظلميه هناك سير ممتعة جدا
    عموما انا سأدرج يوم بعد يوم بقية الدروس ان شاء الله لاعطاء الأعضاء فرصة للقراءة


  5. #5
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    secure رد: أدب السيرة الذاتية

    نحو السيرة الفنية :
    ظل أكثر السير في العالم الإسلامي مجموعة من الأخبار والمشاهدات والملاحظات المأثورة , ليس فيها وحدة بناء ولا إحساس بالمنظور الزمني , ولا تتبع مراحل النمو والتغير في الشخصية المترجمة , وبالاختصار ظلت السيرة دون شكل تام , ودون محتوى واف كامل , حتى العصر الحديث , حيث واجهت بعض التغير في القاعدة والطريقة , وكان ذلك بتأثير من الثقافة الغربية .
    وفي الغرب نفسه لم تكن السير , أحسن حالا منها في العالم الإسلامي , بل لعل كثيرا من كتاب السيرة التاريخية عندنا كانوا أسبق إحساسا بمعنى الاعتدال في الحكم والتقدير واضعين الصواب إلى جنب الخطأ حين يتحدثون أو يترجمون لان "علم الرجال " علمهم أن هناك جرحا وتعديلا , وان هناك مرتبة وسطى تجمع بين الجرح والتعديل , ولذلك لم تكن السيرة مدحا مطلقا أو ذما مطلقا بل كثيرا ما كانت تجمع بين هذين في صدق واعتدال . ذلك أن من طبيعة الخبر أن يجمع هذين النقيضين , وليس للمؤرخ المصنف إلا أن يذكرهما – متجاورين أحيانا – دون أن يكلف نفسه مشقة الربط والتحليل , تلك ميزة لا نستطيع أن ننكرها في بعض السير , ونستطيع القول إنها ميزة لكثير من المؤرخين المسلمين في العصور الوسطى , أما في الغرب فقد كانت السيرة تشكو إهمالا لجوانب الضعف والنقص , وكان من الصعب أن يتصور الناس شيئا سوى تعدادا الحسنات , أو تعداد السيئات .
    كانت أسوأ المراحل في السيرة الغربية حينما تسلمها رجال الدين فتحولوا بها إلى ما تحول بها كثير ممن كتبوا سير الزهاد والمتصوفة في العالم الإسلامي – تحولوا بها إلى إبراز كرامات القديسين وخوارق أعمالهم وجعلوها نماذج ليس فيها من حياة الإنسان المترجم له أو تجاربه إلا القليل .
    وان تحكمت العاطفة الدينية بالسيرة فإنها تفسد الأساس الذي اعتمدت عليه , وإنما أساس السيرة هو الإنسان أو شخصيته وتجاربه , فإذا وقع الكاتب تحت تأثير العاطفة الدينية قلت رغبته في التجارب الإنسانية , ونظر إلى الآخرة بدلا من النظر إلى الحياة الدنيا , وأبقى ونفى وفقا لهذه الظاهرة , وتذمم من أن يذكر بعض الآثام والنقائص , لئلا يرسم للناس قدوة سيئة ومثال مضلل .
    غير أن هذا اللون من السير لم يكن وحده من يتحكم بالسير بالغرب , فقد سار إلى جانب السير الدينية سير الملوك والأمراء جنبا إلى جنب , إضافة إلى سير الإنسان بعد موته وعند تأبينه , والتي كان يكتبها عادة الأصدقاء أو الأسرة .
    والسيرة شكل أدبي حديث تميز في الأدب الانجليزي , غير أن أبعد أصوله تعود إلى القرن الثامن عشر ميلادي , وقد كان هذا العصر أكثر العصور تأثيرا بالسيرة الذاتية , وذلك لأنها وجدت شريحة من القراء المهتمين بملأ فراغ حياتهم بتجارب الآخرين , إضافة إلى نقاد درجوا على نقدها وتقديم اقتراحات للتحسين منها .
    والقرن الثامن عشر هو عصر الدكتور جونسون ورفيقه "بوزول" , وكلاهما قد أديا للسيرة أكبر صنيعة , وعن طريق جونسون ذكر الناس" بوزول" , وعن طريق بوزول ذكر الناس "جونسون كانسان ". وقد رافق بوزول الدكتور جونسون في حياته لغرض كتابه سيرته , وكانت هذه السيرة سيرة تتوخى الدقة , وتصف أعمق الدقائق وقد ضج الناس حول صراحتها صراحة ما جاء بعدها من سير , على اعتبار أنها ترسم صور مضلل وقدوة سيئة لنا عن أولئك الذين اعتبرناهم عظماء في يوم ما .
    ووسط هذه المعمعة ظهر السؤال التالي :
    هل لكاتب أن يختار جزءا من حياة المترجم له محللا ومفسرا ويسمى عمله هذا سيرة ؟! هل للكاتب أن يدير حياة الشخص حول فكرة يعتنقها نفسية كانت أو ذهنية أو فنية ؟
    أليست مثل هذه المحاولة أو تلك صرفا للسيرة عن غايتها الأولى وهي:رسم الخط البياني لحياة شخص ما مع إثارة المتعة التي يثيرها أي عمل أدبي أخر . حقا قد كان للبعض أثره على السيرة والذي جعل الكثيرين يحذون حذوه في كتابة السيرة الذاتية للأشخاص .

    هنا ينتهي الجزء الأول من قسم : نحو السيرة الفنية.
    التعديل الأخير تم بواسطة Exodia ; 06-08-2007 الساعة 10:59 PM

  6. #6
    التسجيل
    19-02-2006
    الدولة
    المجموعة الشمسية (مؤقتاً)
    المشاركات
    1,038

    رد: أدب السيرة الذاتية

    مرحباً رابعة ..
    ليس لدي وقت الآن فسأسجل حضوري حتى أعود بقراءة أو مداخلة ..
    لكن فقط أحب أن أشكركِ على مجهودك الرائع والمفيد ..
    وبالمناسبة أختلف مع مراقبتنا جهاد بخصوص السير الذاتية .. (أي أنني أتفق معكِ في بعض أمور - ويا للمهزلة)
    في حفظ الله تعالى

  7. #7
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: أدب السيرة الذاتية

    مرحباً رابعة ..
    ليس لدي وقت الآن فسأسجل حضوري حتى أعود بقراءة أو مداخلة ..

    لكن فقط أحب أن أشكركِ على مجهودك الرائع والمفيد ..
    وبالمناسبة أختلف مع مراقبتنا جهاد بخصوص السير الذاتية .. (أي أنني أتفق معكِ في بعض أمور - ويا للمهزلة)
    في حفظ الله تعالى
    أهلا رايتوس
    ومرحبا بك في أي وقت للقراءة أو كتابة تعليق ما ,ولا شكر على واجب "أو لنقل لا شكر على استغلال أوقات الفراغ الطويلة ", اضافة الى أننا لم ننقاش السير الذاتية وأحببت أن أضع دروسا خاصة بها قبل الشروع بنقاشها .
    لا بد أنك تعلم أن "المتخاصمين " حتما سيجدان ولو نقطة اتفاق بينهما وان كانت واحدة ومن يعلم قد نشكل حزب شغب يوما ما ..!
    دمتْ


  8. #8
    التسجيل
    08-03-2004
    الدولة
    احد حوارى باريس
    المشاركات
    1,439

    رد: أدب السيرة الذاتية

    لاشك ان ادب السير الذاتيه استخوذ على كثير من عقل مفكرينا وادباء العالم المشرق والمغرب ولكن هناك من يكتب لنفسه ومن يُكتب عنه .. واعتقد ان الاخر ستكون اكثر فعايه ومصداقية على الرغم من عدم تعايش الحاله كامله كما عاشها اصحابها ، والباحث الجيد ربما ستجد معه الحقائق اكثر اقناعا وحياديه من ان لو كتبه اصحابها ،
    ولما اقول هذا ..؟ الانسان بطبعه نرجسى يريد ان يظهر فى اروع صوره بغض النظر عن حدوده وامكانياته الفعليه فالقائد او الرئيس عندما يكتب سيرته الذاتيه غالبا مايتجنب نقاط ضعفه وغالبا ما سيظر فى سطوره بالمحنك صاحب القرارات اللسليمة وماغير ذلك فقد كان بسبب عامل خارجى لايد له.. مثلا فى فلسفة الثورة لجمال عبد الناصر المبادئ التى ارسها لثوره 23 يوليو شئ جميل ولكن تنفيذها لم يكن بنفس القدر مثر او لنقول كما قالت قالت قناة الجزيزة فى تقررها قريبا فشلت فى تحقيقها ..
    وايضا كفاحى لهتلى لم يخجل من ذكر اصله ومن ان والده كان فى الاساس صانع احذبه سلسله من منحنيات هتلريه يرصدها بنفسه احلام ومروع فنان مهندس تتساقط امام فقر الحال وكذلك اعجبنى حياتى لبيل كلينتون بمنطقيته فى السرد إلا فى الجزء الاخير الذى جاء متسرعا فيه الى حد كبير فاصاب الكتاب بشئ من الخلال ..
    ولكن على النقيض تماما هناك سير ذاتيه كُتبت على يد اصحابها ، مثلا وزير داخلية المغرب سابقا هذا الرجل قام بتشويه نفسه او قام بفضح نفسه على الملآ ..قدكر انه بدأ حياته لص وارتكب جرائم شنيعه.. مدى مصداقية هذا النوع من السير تجلب لآصحابها اللعنات وربما محاولات اغتيال اذا كانت ثمة علاقات مع شخصيات لها ثقلها السياسيى او الاقتصادى .. وبمناسبه الاقتصاد من احدث السير الذاتيه الذاتية للإقتصادى الدكتور /جلال امين .. هذا الرجل تخلى عن ذاتيتيه الى ابعد حد فى كتاب سيرته بل يصل به ان يستنكر الاقتصاد وهذا العلم الذى حمل فيه شهادةالدكتواراه
    السيره التى كتبت عن المناضله الفرنسيه ( جتن دارك) شئ رائع ومفعم بالامل فى كلمه حق عاشت حتى بعدما صدر الحكم بالاعدام وتم التفيذ وبعدها باعوام تم تبرئتها من التهم المنسوب اليها وطبعا لا نغفل اديبنا الكبير نجيب محفوط الذى كان يرفض كتابه السير الذاتيه معللا ان حياته ليس بها ما يُثار وولكنه وضعها فى شخوص رواياته وققصصه وتتطرق بشكل اعنق فى كتابه اصداء السيره الذاتيه .. ربما اطلنا ولكن لنقول
    للحديث بقية ..
    كيـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــن

  9. #9
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: أدب السيرة الذاتية

    مرحبا كين ..
    يبدو أنك على اطلاع واسع بالسير , بالنسبة لي لم أقرأ سوى رحلة جبلية لفدوى و ومقتطفات من الأيام , وطبعا جبران لميخائل , أعتقد أني وقعت على بعض من سيرة الدكتور احسان عباس بنفسه ..
    دمتْ وأرجو ان نراك ساعة افتتحا النقاش الأدبي ..

  10. #10
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    secure نحو السيرة الفنية

    نحو السيرة الفنية
    تلك كانت أبرز المعالم في السيرة الغربية , أما في البلاد العربية فإنها لم تبلغ هذا المبلغ من التنوع والإتقان , ولكنها على أي حال –باينت السيرة التاريخية والأخلاقية التي رأينها في العصور الوسطى , واتجهت في ظل النهضة الحديثة الاتجاهات مقاربة لما في الغرب , فتأثرت في الدراسات النقدية للنصوص , والنظريات النفسية والبيولوجية , وأصبح أكثرها أقرب إلى المظهر العلمي منه إلى المظهر الأدبي , وقلت الرغبة في تأريخ الحياة نفسها , وأصبح الحديث عن الأشخاص تأريخا لآرائهم أن كانوا من الأدباء , أو توضيحا لدورهم السياسي وعلاقاتهم الاجتماعية .
    ويمكن أن نميز في ما يكتب من السير ثلاث مدارس :
    • مدرسة ذات طابع أكاديمي تقوم دراستها على التشريح والتحليل والتدقيق في الاستنتاج بعد عرض المتناقض المضطرب من الروايات لاستخلاص الحقائق منها , وتحتاج هذه الدراسة قوة خارقة من النقد لكل من المؤرخ والأدبي , وكثيرا ما تكون هذه الدراسة مخفقة لضعف ملكة النقد , فيجيء تأريخ الحياة روايات قد تكدس بعضها فوق بعض وغرقت في أثنائها شخصية الدارس , وقد تخرج الدراسة في شكل مجادلات بيزنطية أكثرها رد على أراء قديمة , أو تهكم بأصحابها , ويصبح ظلا باهتا لا تمده قوة من حياة ولا تكشف عنه أصالة من النقد .أما التكوين والبناء الايجابي ,فهما ضعيفان في هذا النوع من الدراسة.
    • والمدرسة الثانية : مدرسة قديمة في طابعها , لا تؤمن بالدراسة النقدية بقدر إيمانها بما قاله القدماء , ولذلك كانت عنايتها بالتراجم لا تتجاوز إعادة ما كتب من قبل , في بيان إنشائي مفكك , وحماسة مفتعلة .
    • والمدرسة الثالثة هي التي تنتحل السيرة الأدبية أو شكلا مقاربا لها ولكن كانت هذه المدرسة هي التي تتصل بهذا الكتاب , فاني أحاول هنا أن أفردها بالحديث وأجلو بعض مميزاتها . والرابطة الجامعة لأصحاب هذا الاتجاه هي عنايتهم بالفرد وإنسانيته , على أساس من الجو التاريخي , في تطور حياته وشخصيته وتكاملها , وكل ما خرج عن هذا النطاق ابتعد عما نفهمه من معنى السيرة الفنية أو الأدبية , فحياة محمد لهيكل مثلا أو كتاب " محمد علي الكبير " لشفيق غربال , لا يزالان أقرب إلى التاريخ , وان كان الأول زاد على الثاني بجلبة الأسلوب ورنين التعبير . ومثل ذلك أيضا يقال في كثير من السير والتراجم التي لا تزال تعرض تاريخ فترة كاملة تحت اسم فرد واحد , ومن الخطأ أن يحاول النقاد هذه الكتب كما يتناولون الأثر الفني , بل النقد إنما ينصب فيها على الرواية التاريخية , والإنصاف في الحكم , والقدرة على التعليل .
    ومن أبين المحاولات للسير العربية , سيرة حياة الرافعي للعريان , وعبقريات العقاد , وجبران لميخائيل نعيمة , ومنصور الأندلس لعلي الأدهم .
    وفي حين , تفتقر سير الرافعي للنمو المتوازن, ونجد أن العقاد قد افتقد الكثير من أساليب السيرة الفنية , نجحت سيرة جبران نجاحا منقطعا النظير , فقد استوفى عناصر السيرة الفنية بأجمعها ببراعة تتضاءل عندها اللمحات الذهنية التي يمضغها العقاد في كتابه مضغا ..
    التعديل الأخير تم بواسطة Exodia ; 06-08-2007 الساعة 11:00 PM

  11. #11
    التسجيل
    04-12-2003
    المشاركات
    13,612

    رد: أدب السيرة الذاتية


    صباح الخير رابعه ^_^

    أسجل حضور لشكرك على المجهود الكبير وقطع جزء من وقتك لكتابة هذا الموضوع ..
    وسأنتظر النقاش للمشاركة إن شاء الله ..
    ولي عودة للقراءه .. شكراً لك ِ ^_^

    أطيب تحية

  12. #12
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: أدب السيرة الذاتية

    صباح الخير رابعه ^_^

    صباح النور
    أسجل حضور لشكرك على المجهود الكبير وقطع جزء من وقتك لكتابة هذا الموضوع ..

    أهلا وسهلا بك , وشكرا لتسجيل حضورك ..
    وسأنتظر النقاش للمشاركة إن شاء الله ..

    اقتربنا لم يبق سوى فصلين بالكتاب ..
    ونقل موضوع النقاش الى هنا ..
    ولي عودة للقراءه .. شكراً لك ِ ^_^

    مرحى ..
    دمتْ

  13. #13
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    secure رد: أدب السيرة الذاتية

    السير الذاتية
    ليس في الناس من يكره الحديث عن نفسه, حتى الذين يقولون ذلك بألسنتهم إنما يعانون ألما شديدا لكف أنفسهم عما تشتهيه, إذا هم قدروا على كفها. وكثير منهم من يجعل من ذلك وسيلة إلى التحدث عن ذاته , على وجه يوحي بأنه ينتزع الكلام عنها انتزاعا , وهو كاره له , وإذا كان الحديث عن النفس بطريقة شفوية عامة حظاً مشاعاً بين أبناء الإنسانية , فانه من بعض صورة قسمة تختص بالأديب أو الفنان ,لأن "الأنا " صاحبها يجب أن يخلق مزايا المرايا المجلوة وينظر إلى نفسه فيها .,وهي مكشوفة إذا كان يترجم لذاته , ويتحدث عن سيرة حياته . وليست الترجمة الذاتية حديثا ساذجا عن النفس , ولا هي تدوين للمفاخر والمآثر , ومن ثم كنا نستسيغها ونجد فيها متعة عميقة , بينما نهرب من الثرثارين الذين يملئون المجالس حين يملئون المجالس بالحديث عن مفاخرهم وجهودهم , وننسبهم إلى الغرور , ونتهكم منهم إذا استطعنا لأنهم يصدمون فينا إحساسنا الذوقي بالصدق بالخبر , ويسدون علينا المجالس العريضة حين يملئونها بدعواهم المتفنجة وغرورهم العريض .
    أما كاتب السيرة الذاتية فإنه قلما يصدم مشاعرنا بما يقول إلا أن يطالعنا بمثل ما يقول سنبسر في ترجمته عن نفسه : (( كانت لدي قدرة فائقة في العرض , فقد كنت أقدم مقدماتي وتعليلاتي ونتائجي بوضوح ونصوع لا يتمتع به الكثيرون . فمن أين جاءتني هذه المقدرة ؟ سرها أن جدي قضى حياته في التعليم وصرف أبي كل حياته في التعليم أيضا .. ولا يستطيع أحد أن ينكر أني بطبعي نقادة ...)) أو كقول نيتشه في ترجمته الذاتية (( لماذا تفوق معرفتي سائر الناس , ولمَ أنا في الجملة رجل حاذق .. )) .
    فهذا مما تخونه اللباقة , وان كان حقا , ومثل الأقوال نفسها لا تصدمنا كما تفعل قصص المتنفجين عن أنفسهم , لأننا نعترف , ونحن نقرؤها , إن سبنسر كان موهوبا , وان نيتشه كان عبقريا , والموهبة والعبقرية يغفران كثيرا من العجب , وتسجيل هذا العجب في كتاب أسهل قبولا من إشاعته باللسان , من ذلك حديث العقاد عن نفسه في"سارة "فانه اخف مئة مرة , من حديثه عن نفسه للنفر الذي يحضر مجلسه كل جمعة .
    وبين المتحدث عن نفسه وكاتب السيرة فرق كبير , فالأول لا يزال كلما أمعن في تيار الحديث يثير شكنا , والثاني يستخرج الثقة الممنوحة له منا , خطوة أثر خطوة , ولذلك كان الأول كلما أمعن في تيار الحديث يثير شكنا , والثاني يستخرج الثقة الممنوحة له منا خطوة اثر خطوة . لذلك كان الأول في نظرنا شخصا عاديا بل أقل من عادي , وأما الثاني فشيء مغاير له تماما , لاعتقادنا أنه لم يكتب سيرته لملء الفراغ فحسب , وإنما كتبها لتحقيق غاية كبيرة , أبسطها الغاية التي ذكرها سبنسر في كتابه وهي أن يجعل كتبه واضحة لمن يقرؤوها , أو ليعرف الناس بالكتب التي ألفها والتي يزمع تأليفها .
    وكاتب السيرة الذاتية قريب إلى قلوبنا , لأنه إنما كتب تلك السيرة ليوجد رابطا ما بيننا وبينه , وان يحدثنا عن دخائل نفسه وتجارب حياته , حديثا يلقي منا إذنا واعية , لأنه يثير فينا رغبة في الكشف عن عالم نجهله , ويوقفنا من صاحبه موقف الأمين عن أسراره وخباياه , وهذا شيء يبعث فينا الرضي , وقد يأسرنا فيحول أنظارنا عن الضعيف والواهي في سرده ., ويحملنا أن نتجاوز له عن الكذب , ونتقبل أخطاؤه بروح الصديق , وإذا أدى الكاتب هذه المهمة فقد رضي أيضا عن نفسه لأن دوافعه إلى التحدث هي الدوافع التي تحدو صاحبها إلى الإفضاء بمكنونات صدره , دون تحرج أو تأثم .
    ويقودنا هذا إلى التساؤل متى يكتب كاتب السيرة سيرته :
    ونستطيع أن نقول في جواب هذا أن كل سيرة فإنما هي تجربة ذاتية لفرد من الأفراد , فإذا بلغت هذه التجربة دور النضج , وأصبحت في نفس صاحبها نوعا من القلق الفني , فانه لا أن يكتبها . وليس لدى الكتاب عمر معين يقفون فيه لكتابه سيرهم , فان نيتشه كتب سيرته وهو في الأربعين , وكتبها سلامة موسى حين بلغ الستين , وأحمد أمين حين تجاوز هذه السن أيضا .
    ولكن لا ريب أن الإسراع في كتابه سيرة ذاتية يفوت على كاتبها أمورا كثيرة, فقد يكتبها قبل أن يتضح له نتائج تطور خطير في حياته وقد يكتبها قبل أن تقف مبادئه في الحياة واضحة جلية لعينه.
    وحظ السيرة من البقاء , منوط بحظ صاحبها نفسه من عمق الصراع الداخلي أو شدة الصراع الخارجي , وانه قد تجري حياة فرد من الأفراد جريان الماء الرقراق على ارض من الحصباء , ولكن عظمته في مكانه من التاريخ تجعل لسيرته الذاتية قيمة وذيوعا , سواء أكانت تلك العظمة في دنيا الأعمال أو في الأفكار .
    اتهى بحمد الله .. وتبقى ان ننشر المناقشة الأدبية ..
    التعديل الأخير تم بواسطة Exodia ; 06-08-2007 الساعة 11:02 PM

  14. #14
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: أدب السيرة الذاتية

    كل ما سبق , هو من كتاب الدكتور احسان عباس فن السيرة الذاتية ..
    ولو سمحتوا يا جماعة , من أراد أن ينقل الموضوع , فقط يطلب اذن ... لأنو متعوب عنقله وتلخصيه من الكتاب الى هنا !!
    دمتم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •