توبة عــــــــــــــــــــــــــــاق
كم تحملا مني الكثير , وسمعتهما أكثر من مرة وهما يطيبان خاطر بعضهما ويقولان :
إنه شاب طائش...
وعندما يتزوج , ويرزقه الله بأولاد سوف يدرك ما قدمناه له...
لقد قال التائب ذلك بصعوبة , ودموعه كادت تخنقه.. ثم واصل حديثه قائلاً:
والداي اللذان فعلا الكثير من أجلي .. وعندما كبرت وكبرا,
لم أكن أطيق نظرة عتاب أو لوم منهما...
وظللت على عقوقي لهما..
وظلا متعلقين بالأمل في أن أتغي بعد الزواج..
وفعلا تغيرت,
ولكن إلا الأسوأ..
فقد ابتليت بزوجة مغرورة متعجرفة , كانت تتعالى حتى على لغتنا العربية...
فنادراً ما كانت تنطق بكلمة منها , إذا كان يحلو لها التحدث بالإنجليزية , وبلهجة أمريكية!!
تغاضيت عنها كثيراً وأنا أراها تحتقر أمي وأبي...
وأتذكر الآن كيف كانت تحبسهما في إحدى الغرف بعيداً عن أعين صديقاتها!!
ومع ذلك لم يبديا أي اعتراضٍ أو شكوى.
وأعترف أني كنت أخاف غضب زوجتي , مما شجعها على التمادي في إذلال أبي وأمي,
والتفرّد بي .
وفي إحدى الليالي خرجت أنا وزوجتي وطفلي الوحيد للنزهة,
وأظنكم تدركون من سياق كلامي أنني لا أجر} على اقتراح أخذ أبي وأمي معنا...
وهما من جانبهما قد اعتادا على هذا الإهمال المعتمد من قبلنا...
في تلك الليلة,
عدت إلى المنزل لأجد أبي بمفرده...
ولما سألته عن والدتي عرفت التفاصيل المخزية...
لقد شعرت والدتي - في تلك الليلة – بأحشائها تتقطع...
طرق أبي باب أحد الجيران فقام بحملها إلى أقرب مستشفى...
الطبيب قرر أن حالتها خطيرة, ولابد من بقائها في غرفة العناية المركزة.
لم أستمع إلى باقي القصة من فهم أبي الواهن, فقد جذبتني زوجتي من ثوبي,
وأغلقت باب غرفتنا في وجه أبي...
وقالت: لنستريح الآن, وفي الصباح نذهب لزيارتها ..!!
وفي الصـــــــبــاح..
كان الموت أسبق...
صدمت حين علمت أن والــدتي قد فــارقت الحــياة.....
استدرت إلى زوجتي..
طـلـقتها.
والآن...
أكرس ما بقي من عمري لخدمة أبي وولدي الصغير...
وأدعو الله من كل قلبي أن يرحم أمي....
ويغفر لي زلتي...
نعم أنـــا نـادمٌ أشدّ النـدم....
ولكن..
هل يعيد الندم والدتي إلى قيد الحياة؟؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:-
الحقيقة يا شباب أنا عضو جديد في هذا المنتدى ...
ودلني عليه الأخ الأمير القلق الله يجزيه الخير...
والمنتدى رائع جداً بكل ما فيه وقمت برؤية المواضيع والمشاركات في هذا القسم فأعجبتني..
وحبيت أضيف مشاركتي الأولى في هذه القصة المؤثرة , واللي قرأتها في كتاب : العائدون إلى الله للكاتب : محمد بن عبد العزيز المسند .
وقمت بكتابة هذه القصة للفائدة...
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة Eiad.
