التكمله..
قال لي: هذا الشخص مكروه بين الجميع فكيف تحبه أنت؟!
فقلت: لا أعلم
ثم سألت: هل هو أحد أقاربي
فأجاب: كلا
قلت: لدي سؤال
قال: ما هو
قلت: لماذا لم تأتِ منذ ثلاثة أسابيع؟
فقال: لأني.. لأ.. كنت مشغولاً قليلاً
لقد كان يخفي شيئًا لا يريد إخباري
فقلت: أنت تخفي شيئًا
فقال: كلا كل ما في الأمر أني كنت مع ابني في المنزل
فقلت: لكنك تأتي كل جمعه!
سكت ولم يتحدث
فقلت: قل لي الحقيقة
فقال: لا أريد أن أخبرك بأني جبانًا
قلت: ماذا؟!
فقال: عمك سمع بخبر أن الشخص الذي ضنه الجميع أنه ميت قد أتى.. فخفت أن أخرج من المنزل... لم يخرج منذ خمس سنين فضننا أنه قد مات لكنه أتى ليجرح قلبك ويذهب..إنه مجرم فخفت على ابني منه لكنه قال لي أن آتي إليك كيف عرف؟! لا أعلم!! لا أحد يعرف أين أذهب كل جمعة وهو لا يعلم بأن لديه عم!؟ لكنه قال لي اذهب إلى الشخص الذي تذهب إليه كل جمعه ولا تخف علي فأنت لم تذهب إليه منذ مده فأتيت إليك
قلت: أريد أن أعرف كل عائلتي
فقال: كل عائلتك يضنون أنك ميت منذ أثني عشرة سنه فلن يصدقوا أنك ابن أخي إذا أخبرتهم
ثم جلس... لقد كنا طوال الوقت نتحدث عند باب منزلي من الداخل، ذهبت وجلست مقابله ثم تحدث
وقال: وابني لا يعلم أنك ابن أخي ولا يعلم بأن لدي أخ، أنت فقدت والديك عندما كنت في الخامسة من عمرك ضن الجميع أنهما ماتا معك إلا أنا، كنت أعلم بأنك ما زلت حيًا
فقلت: لماذا كنت تأتي إلي كل جمعة لماذا لم تأخذني إلى منزلك؟!
فلم ينطق بكلمة واحده بل ضل ساكتًا، ولم أنطق أنا أيضًا أي كلمة... عم الهدوء المكان دون أي محادثة لفترة طويلة وأنا ليس من عادتي أن أناديه... فعندما أتحدث معه لا أقل له عمي أو أي شيء إذا كنت أريد شيء أخبره دون أن أناديه لأني لا أعلم ماذا أناديه؟! وقف عمي
فقلت: إلى أين؟
فقال: علي الذهاب الآن أراك الأسبوع القادم
ثم ذهب... وقفت في مكاني أرى باب منزلي تذكرت عندما أرتطم رأسي بالباب وذهبت أضم من كان سببًا في نزف رأسي، وعندما أغمى علي ذهب وتركني!! كنت مرمياً وسط الطريق كأني جثةً منهمدةًً، والدم كان يسيل من رأسي فلهذا السبب أغمي علي ولكن والحمد لله اليوم عندما استيقظت رأيت النزيف قد توقف، أعيش وحيدًا في المنزل ولم أشعر يومها بالملل ولكنني الآن أشعر بالملل! بعد خمس سنين سيأتي، لماذا؟! لماذا كل خمس سنين يأتي؟ كان معي سبع سنين متواصلة ولماذا لم يخبرني باسمه؟ هل يريدني أن أذكره وحدي؟ كيف!؟ لا أستطيع! نظرت للأسفل وتوجهت إلى الباب وخرجت وأقفلته خلفي بدأت أسير وأنا أنظر للأسفل كنت لا أحب الخروج من المنزل أبدًا لكنني خرجت الآن؟! مجرد أن رأيته تغير كل ما في داخلي!! كان الجو باردًا جدًا لكنني لم أكن أرتدي ملابس ثقيلة بل إنني لم أكن أشعر بالبرد! كان الثلج يتساقط، كنا في بداية فصل الشتاء... ليس من عادتي أن أخرج في فصل الشتاء من دون معطفي بل كنت لا أخرج من المنزل في فصل الشتاء إلا لأشتري ما أحتاجه، دخلت حديقة دون أن أعلم لأني كنت أسير وأنظر إلى الأسفل فرفعت رأسي كان الهدوء يعم المكان بدأت أمشي خطوة تلوها الأخرى أين ذهبت هذا المكان بعيدًا جدًا، لم أكن أشعر بأني مشيت كل هذه المسافة! أحسست بدوار في رأسي فجلست بقرب شجرة، أتى شاب بمثل سني تقريبًا وجلس بجانبي، كنت مستغربًا، هذه المرة الأولى الذي يأتي أحد إلي أو سيتحدث غير عمي والظلام
فقال: لماذا تجلس وحدك أتحتاج مساعده؟
فقلت: أبحث عن شخص
فقال: من هو
فقلت: شخص يخافه الجميع ويسمونه الرجل الغامض أو الأسود
صدمه ورعب زرعا في قلبه... تراجع إلى الوراء وهو جالس وكأنه رأى شبحًا
أمسكت بساقه وقلت: يريد أن يعذبني يجرح قلبي بكيت عليه كثيرًا دون أن أذكره سألته عن اسمه وكان رده ألا تذكرني، أين هو أريده أرجوك، ساعدني والمقابل كل ما تريده حتى لو طلبت أن أكون خادمك أرجوك
والدموع على وشك السقوط...
فقال: كـ...كيـ..لمـ...إنـ...إنه...
لم أدعه يكمل حديثه وقلت: لماذا يخاف منه الجميع إنه مجرد إنسان مثلنا
فقال: هذا ما تضنه ولكننا نعتبره كالشبح الذي يظهر كل ليله
فقلت: ليس هناك أشباح
فقال: هو لا يخرج إلى في الليل
فقلت: لكنني رأيته اليوم صباحًا
فقال: لا أصدقك
فقلت: لكنني أقول الحقيقة! والآن أريدك أن تساعدني والمقابل ما تشاء حتى لو أكثر من طلب
فقال: لا يعيش في منزل لا يأكل سوى المثلجات لا يرتدي سوى اللون الأسود هذا كل ما أعرفه عنه
فقلت: ماذا تريد أن يكون المقابل
فقال لي مستغربًا: لكنني لم أوصلك إليه
فقلت: لكنك قلت كل ما لديك، أطلب ما تشاء وأنا حاضر
وقف وقال: كل ما أريده هو أن تذهب إلى منزلك وترتدي شيئًا يحميك من البرد
فقلت: كما تشاء فأنا أحس بالبرد، ولكن منزلي بعيدًا!
فقال: تعال معي إلى منزلي
فقلت: حسناً
وذهبنا إلى منزله... دخلناه وكان بيته دافئًا جدًا
قال: مساء الخير
قلت: أيوجد شخص هنا غيرك
فقال: نعم لدي أخوين إنها توأمان في الثانية عشر ماذا عنك
فقلت: أعيش وحيدًا في المنزل
فقال: حسنًا اجلس هنا وسأحضر لك الشاي
فقلت: لا أريد شيئًا
فقال: حـ...حسنًا؟! سأنادي أخوَي
فذهب وبدأت أفكر... إن كان ليس لديه منزل فلماذا لا يعيش معي؟! لا يأكل إلا المثلجات ولكننا الآن في فصل الشتاء؟! لا يرتدي إلى اللون الأسود يا له من لون غامض! يقول إنه يخرج في الليل لكنني رأيته اليوم نهارًا في منزلي ربما فقط يخرج عندي بالنهار لأنه يعرفني؟! لا أظن أن يكون هذا السبب.. جاء مع أخويه
وقالا: مرحبًا
وكانا يبتسمان
فقلت: مرحبًا
قال أخوهم الكبير: اسمي راشد وهذان أخوي عبدالعزيز وعبدالله
فقلت: اسمي المجـ..اسمي يوسف
لا أعلم لماذا كنت سأقول المجنون
ثم قلت: عبدالعزيز، عبدالله أريدكما أن تخبراني ما تعرفانه عن الأسود
أحسّا بالخوف
قال عبدالعزيز: لا تقترب منه
وقال عبدالله: إنه شخص خطير
قال عبدالعزيز: لا يحب أحدًا ويكره الجميع
قال عبدالله: ويعذب الجميع
قال عبدالعزيز: ولا يرحم أحدًا
قال عبدالله: اعتبره عدو الجميع
قال عبدالعزيز: نعم إنه عدو الجميع
قال عبدالله: الكل يخاف منه لأنه متوحش
قال عبدالعزيز: وقاسيًا
قال عبدالله: ماذا تريد منه
قال عبدالعزيز: أجل ماذا تريد منه
يتبع....