النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: أحمد " أسبوع الحزن, أكتوبر ", أول قصة قصيرة أكتبها...

  1. #1
    التسجيل
    30-04-2006
    المشاركات
    77

    أحمد " أسبوع الحزن, أكتوبر ", أول قصة قصيرة أكتبها...

    بسم الله الرحمن الرحيم

    مادري شلون أبدي الموضوع او شي لوول
    المهم, هذي القصة أول قصة قصيرة أكتبها و دخلت فيها بمسابقة للقصص و أتمنى أنها تعجبكم...

    نبدأ...


    مقدمة..

    تعريف الكآبة : هو عبارة عن مصطلح يستخدم لوصف خليط من الحالات المرضية أو الغير المرضية في الإنسان و التي يتغلب عليها طابع الحزن. هناك أنواع متعددة من الكآبة قسمت حسب طول فترة الحزن و عما إذا كان الحزن قد اثر على الحياة الاجتماعية و المهنية للفرد وعما إذا كان الحزن مصحوبا بنوبات من الابتهاج إضافة إلى نوبات الكآبة.


    تعريف " أحمد " : أحمد هو كل ما هو سيء يتجزأ في إنسان, كل ما ليس بمرغوب في شباب المجتمعات, أحمد يعكس الصفات الدنيئة و الرذيلة التي توجد في معظم شباب المجتمع , أحمد قصة تعكس قليلاً من كل سيئة يتّخذها إنسانٌ بحقّ نفسه و بحقّ عائلته و بحقّ أصدقائه, أحمد هي قصة شاب ليس بشابٍ و إنّما بطفرة في المجتمع, شابٍ تتجمع فيه الخواص السيئة من أغلب سكّان المجتمع الذكور, أحمد هي قصة إهمال, تغاضي, تناسي, فرقان, حزن, كآبة, قصة تجمع ما هو سيء لإيجاد من يداويها قبل فوات الأوان, إنّ أحمد ليست بقصّة لإظهار ما بالمجتمع و ما بالشاب من خواص سيئة و دنيئة, بل هي عبارة عن تجميع ما بالشباب و ما بالمجتمع من هذه الخواص السيئة و محاولة التوعية لها لحلّها قبل فوات الأوان خواص أتت لتتجسّد في " أحمد ", و هو باختصار شخص يعاني من الكآبة سببها لخلل في توازن الناقلات العصبية المسؤولة عن تنظيم الإيعازات العصبية في خلايا الدماغ ومن أهم الناقلات العصبية التي إنّ نقصت فستؤدي إلى ظهور أعراض وعلامات الكآبة هي مادة السيروتونين التي تم التركيز عليها مؤخرا.


    لمحة عنه : أحمد, أخٌ لفرح, إبنٌ لأنفال و عبدالله, كما ذكرنا شخصٌ يعاني من الكآبة, حيث أدّت هذه إلى إهماله و تركه لما هو مهم في حياته, كالبقاء في طريق الحلال و الشرع, و برّ الوالدين, و العطف على المسكين و الغير القادرين, و البقاء في الطريق السليم , أحمد قصة تطلب من كلّ إنسان أن يطلب المغفرة و التوبة قبل فوات الأوان.


    أحمد " أسبوع الحزن, أكتوبر "

    استيقظت في يوم التاسع عشرا من أكتوبر سنة ألفان و وسبع..

    أين أنا؟ إنّ الغرفة تبدو مألوفة, إنّما ليست بغرفتي, ولا هي بمنزلي, أين أنا؟ إنّها الساعة الحادية عشر صباحاً و خمس دقائق, التفت لأنظر إلى اليمين, المنظر؟ لا يوجد, مجرّد زجاجٍ ليس بسميكٍ ولا هو بخفيفٍ, نظري إلى اليمين, أسفل قليلاً, إنَها زجاجةٍ لمشروبٍ, لونها أخضر ملتفة بغطاء لإخفاء شكلها, إنَها ليست من الحلال, على رأسي, قبعة المهرّجين الحمراء, لقد تذكرت, إنّها من حفلة ليلة أمس, عيد ميلادي, وقفت, ذهبت إلى المغسلة التي رأيتها أمامي, أفرغت الماء على وجهي لأصحو, لا فائدة, فتحت الخزانة المعلّقة على المغسلة, إنَه مسكّن, أخذته, سأشعر بالتعب و الحاجة إلى النوم بعد ثلاثين دقيقة, يجب أن أذهب, الساعة الحادية عشر و عشرون دقيقة, ما زلت بالغرفة, " أصوات ضرب على الباب ", ترى من يكون؟ أين أنا؟ أنفتح الباب و إذا بها امرأة لا تمت لي بصلة قرابة, قالت : أحمد.

    إنّه اسمي.


    خرجت من الشقة الرديئة, منطقة حولي, إن لم تكن تعرفها فإنّك مغفّل, و إن عرفتها, فإنّك لا حياة لك, الساعة الحادية عشر و ثلاثة و ثلاثون دقيقة, إنني بالسيارة, سمعت صوت الأذان, المسجد في نهاية الشارع, إنّني متعبٌ جداً, لا وقت للصلاة الآن, فاطمة! نعم, إنّ هذا اسم من كنت في غرفتها, ذهبت إلى المنزل.


    وصلت, الساعة الثانية عشراً و خمس دقائق, دخلت المنزل, " أحمد! ", إنّه صوت فرح, أختي, " أجل, ماذا تريدين ؟ ", " إنّ أبانا يعاني في المستشفى, لقد وقع إثر نزيفٍ حادٍ في المخ ", لم أعرف ماذا أقول أترى من بكاء فرح, أم إنّني متعبٌ جداً لأفكّر, نعم, إنّه السبب الثاني, أحتاج قسطاً من الراحة, " إلى اللقاء " قلت لها, " كيف تتركه دون لقاء يا أحمد! ", لم أعرها انتباها, في الذهاب إلى غرفتي, صعدت من المصعد, فمشيت الرواق, ترى هل أخبرت فرح أمّي عن خبر أبي, أم أنّها جاهلة في سفرها؟ نظرت يميني, إنّها غرفتي, أخت قسطاً من الراحة, بلباسي التي كنت بها ليلة أمسٍ.


    استيقظت الساعة الثالثة و خمس و عشرون دقيقة فجراً, نزلت إلى غرفة المعيشة, أختي, أين أنتي؟ لم يخطر بذهني إلاّ أنّها عند أبي, ترى في أي مستشفى هو؟ لا يهم.

    أصبحت الساعة الثالثة و الرابعة فجراً, إنّه يؤذّن للقيام إلى الصلاة, أحتاج إلى الذهاب إلى المرحاض أولاً, ذهبت, خرجت, نزلت المصعد إلى غرفة المعيشة, الساعة الرابعة و خمس دقائق, لمحت ما يعرض على التلفاز, خطر لي أن أشاهد ما يعرض, قتال, رعب, فكاهي, درامي, مأساة, قتال, قتال, مأساة, كأنّما التلفاز ما هو إلاً دعوةٍ إلى القتال و المآسي, أخيراً, فلمٌ عربيٌّ, لم يتداوي في تفكيري أبداً أنّ ما وصل إليه العرب في أفلامهم كان منحطّاً كثيراً, الساعة الثامنة صباحاً, أتت الخادمة, " ماذا تريد للأكل يا أحمد؟ ", " لماذا لا تأخذين قسطاً من الراحة أكثر؟ ", لم أظن أن بما قلته فيه سخرية و سخط, " أريد ما أكلته صباح أمس, ماذا كان؟ ", " معجنّات؟", نعم لقد قالتها, " أجل, معجنّاب مع بيضٍ ", أكلت, ترى, أين أختي؟


    الساعة التاسعة صباحاً, لم أظن أنّه بخروجي من المنزل سأفعل نفعاً, " صوت المحمول ", من قد يتّصل الآن؟, ترى هل هو وقتٌ للاتصال بالناس, رقمٌ مجهول, صوتٌ ناعمٌ من بعيد و بصوتٍ خافتٍ " أحمد ", إنّها فاطمة..


    الساعة الحادية عشر و ثلاثون دقيقة, ما زلت على الهاتف, سمعته يؤدي الأذان, ترى هل أترك فاطمة و أذهب للصلاة؟ ربّما ينبغي أن أعرف ما قصدها بهذه المكالمة, نعم, يجب أن أنتهي من محادثتي فأذهب للصلاة, الساعة الثانية عشرة و أربعون دقيقة, أين فرح؟

    الساعة الواحدة و دقيقة, سمعت صوت الباب, أنهيت محادثتي المملوءة بالشؤم و التعاسة مع فاطمة بسرعة و أشغلت التلفاز, رعب, قتال, رعب, مأساة, كما هو متوقع, انفتح الباب و إذّ بفرح تدخل المنزل, " أين كنتي؟ " لم أظن أنها قد تقول بمكان غيرٍ المستشفى, ترى أي مستشفى كان؟ " لم أقدر على التخلّي عن أبي بعد فقدانه ابنه ", مسكينةٌ فرح, أصبحت تهلوس, " اخبرتي أمي عن أبي؟ ", فرح بصوت خافتٍ " لا ".


    الساعة السادسة مساءً و ثمان دقائق, فرح تلقّت مكالمة, الساعة السادسة و عشر دقائق, بدأ البؤس و الحزن يظهر على فرح, الساعة السادسة و أربعة عشر دقيقة, أغلقت الهاتف و بدأت بالبكاء و ذهبت مسرعة إلى الباب " أبي! أبي! ", هذا ما قالته قبل أن تخرج من الباب, أحتاج إلى أن أنام, الساعة السادسة و عشرون دقيقة بدأ بالأذان, إنّني متعبٌ جداً من الصباح, ذهبت إلى غرفتي, في طريقي للصعود, إنّه محمولي, هاتف غريبٍ من خارج الدولة, " أحمد, اللعنة عليك يا أحمد", إنّها أمّي, بعد الدردشة الطويلة و أخذ ما استحقّقته من صراخٍ و تنشيبٍ لعدم إخبار أمّي عن أبّي, وصلت إلى غرفتي, إنّها لا تستمر في الصراخ و الصراخ, أغلقت الهاتف في وجه أمّي, حان وقت النوم.


    استيقظت نحو الساعة العاشرة صباحاً, أمي, لقد عاودت الاتصال أكثر من مرّة, نزلت من المصعد, البيت كئيبٌ جداً, يخلو من الحياة, إنّ الأحداث تتكرر, أين فرح؟ كما هو متوقّع, إنّها بالمستشفى, ماذا كان اسم المستشفى؟ لا أتذكر, اتصلت على فرح, لا ردّ, عاودت الاتصال, لا ردّ, عاودت الاتصال مرةٌ أخرى, لا ردّ, جلست أشاهد التلفاز, الساعة الحادية عشر و ثلاثين دقيقة, بدأ بالأذان, لا وقت لذلك, مكالمة من غريبٍ, " أحمد؟ ", " نعم, من أنت؟ ", " يوسف الأشكناني, الطبيب المعيّن لوالدك, أحمد, إنّ أباك قد فارق الحياة في الساعة الحادية عشر و خمسة و عشرون دقيقة إثر مضاعفات حادّة من نزيفٍ في المخ ".

    0

    أغلقت الهاتف دون الوداع, لم يخطر ببالي إلاّ أن أقول إن الأعمار بيد الله و هذه مشيئته, يا أبي, لم أحظ بلقائك قبل ودائعك, جلست بجانب الهاتف, البيت, عديم الحياة, ليس به من يتنسّم الهواء و لا من يشتم الرائحة العذراء, نعم, إنّه أبي, حتماً ذلك هو السبب لهذا الصموت الشديد, حسناً, الساعة السابعة مساءً, أحتاج إلى أن أرضي جوعي و أروي عطشي, اتصلّت على مطعماً من اختياري, الساعة السابعة و سبعة و أربعون دقيقة, وصل المطعم, انتهيت بسرعة, ترى, أين كان مستشفى أبي؟


    يوم ثاني و العشرون من اكتوبر سنة ألفان و سبعة...

    " أحمد! ", ماذا كان ذلك يا ترى, " انزل حالاً يا أحمد ", أجل, إنّها أمّي, ماذا تريد هذه المرأة, نزلت إليها, " الحمدلله على س.. ", " أين معزّتك لوالدك يا أحمد, ألهذا السبب قمت بحملك في بطني تسعة أشهر, أين حبّك لوالدك, ماذا دهاك, لماذا أصبحت هكذا, لقد تمّ دفن أباك من قبل لحظات و أنت أينك, أين كنت؟! ", " ..لامتك ", أمّي, إنّها مضحكة عندنا تصبح إنفعالية, " لا حياة لمن تنادي, لقد غلطت في إحضارك إلى هذه الدنيا العذراء, إرجع إلى منامك, حقير إنّك لا "


    لا يهم, رجعت إلى غرفتي من قبل أن تكمل جملتها, خلت أنّها لن تقول إلاّ ما يرضيها و يرضي غصبها لفقدانها أبي بكلماتٍ قاسية عليّ, أمي, إنّ عمره بيد الله ولا حزن لذلك, الساعة التاسعة صباحاً, ما أحلى النوم و ما أجمل الحلم و ما أعذب الخيال.


    الساعة الرابعة فجراً من يوم الثالث و عشرون من اكتوبر سنة ألفان و سبعة...

    استيقظت على سماع صوت الهاتف, من يتصّل هذه الساعة!

    " أحمد " أجل, إنّها هيَ, " مرحباً فاطمة, كيف حالك ", " أحمد, و هل نسيت ما دار بيننا في المحادثة السابقة, لا تتغاضى عن الأمر, إنّ اسمي و اسمك هو ما على المحك يا أحمد ", صوتها منخفض, تتكلم بالخفاء, يوجد به شقوق و تردد, نعم إنّها تبكي, " حسناً, سوف نتقابل اليوم, فهذا النوع من المحادثات ليست بأن تقال في الهاتف ", " كما تريد ", أغلقت السماعة و أغلقت واقعي من بعدها, سقطت إلى منامي كما يسقط قادة الحرب عند الهزيمة, لم أظن أنّ اسمي هو في المحك كما قالت, لذلك لم أخف من ما قد يحدث, و ما قد يصادف المستقبل, كما قلت, إنّ اسمي ليس في المحك, فاطمة, لم أتوقع أنكّي تتمسكين بنفسي و حياتي, لم أخبركِ شيئاً لكنني لا أهتم بكِ, ولا باسمك, قد سمعت الأذان, أحلاماً سعيدةً.


    الساعة السادسة مساءً, حان الوقت للخروج, نظرت إلى ما معي من نقود, أربعة و ثلاثون ديناراً, ذهبت في الأول إلى مجمعٍ راقيٍّ, مجمع الفنار, حيث يقع في منطقة السالمية, ذهبت إلى البوابة التي تصادف مخرج السينما, وجدت رجلاً فقيراً يجلس أمام الباب, معي أربعة دنانير لا أحتاجها, لا يهم, إنّه لم يكسب بحياته فما همّي أنا, دخلت البوابة و انتظرت سبع دقائق تماماً, إلى أن دخلت من الباب, فاطمة, مسكينة, بقينا معاً إلى الساعة العاشرة حيث دخلنا فلماً ينتهي الساعة الثانية عشراً و نصف, خرجنا من الفلم, لم يخالني أن أبقى معها فطلبت منها الخروج إلى السيارة حيث الخصوصية و الأمان, ذهبنا إلى السيارة, " أحمد, ماذا قلت بشأن الموضوع ", " سوف أتخلّى عنكي ", " ماذا! كيف تفعل ذلك, إنّه إبنك! ", حسناً, إنّه لم يولد بعد, فلا يوجد إبنٌ حقيقي هنا, " لا, إنّه ليس ابني ", و قد خرجنا من الشارع الفرعي, وصلنا إلى الشارع الأمامي, " إذاً سأتّخذ الإجراءات و أعمل إجهاض لهذا الإب.. ", لم تكمل جملتها إلى أن سمعنا صوت ضربٍ بأمام السيارة, أوقفت السيارة و نظرت أمامي فلم أرى شيئاً, نظرت إلى الخلف و إذا به فتى لم يتخطى العشرينات من عمره ملقيّاً على الأرض, لم أستطع التفكير مع صراخ فاطمة و مع الأفكار برأسي, ضغطت الدواسة برجلي اليمين بأكبر قدرٍ من القوة, و ذهبت.


    اليوم الرابع و عشرين من اكتوبر سنة ألفان و سبعة

    استيقظت على وقت ما بين الظهيرة و الصباح, قلت للخادمة أن تعمل لي كما في الأول, معجنات مع بيضٍ, جلست على الطاولة لأقرأ ما هو مكتوب في الجريدة إلى حين وصول الأكل, الأخبار, السياسة, الفن, منوعات, الرياضة, الوفيات, الجرائم, " عملية دهس و فرار عند شارع مجمع الفنار ", هذا ما كان مكتوب في صفحة الجرائم, " تم دهس عبدالله عادل عند خروجه من سينما الفنار و محاولته عبور الشارع للوصول إلى المطاعم, كما كان عبدالله عادل فتى شابٍ لم يتخطّى السادسة عشر من عمره, تمت عملية الدهس في حوالي الساعة الثانية عشر و خمسة و أربعون دقيقة, أثبت الأطباء الشرعيين أنّ عبدالله كان امامه ساعة كاملة يكون فيها إنقاذه سهلاً إنّ تم إيصاله إلى المستشفى بأقرب وقت, لكن لم يكن هناك معين, السلطات تبحث عن سيارة صغيرة رباعية الدفع, نسأل الله أن يغفر له و يرحمه, و لمن عمل هذه العملة الشنعاء أن يعترف للسلطات و يستغفر لله فعلته ".


    " أحمد, ما بك؟ ", " لا شيء ", " أين أختك فر.. ", صوت ضربٍ على الباب, لم أستطع إكمال الحوار مع أمّي, ذهبت إلى الباب, " أهلاً ", " أحمد عبدالله, أخٌ لفرح عبدالله ؟ ", " نعم, ماذا تريد ؟ ", " تم العثور على أختك ", " أين, وكيف, من أنت؟! ", " لقد أخذت فرح حياتها بنفسها إثر عملية انتحار أقدمتها بعد سرقة حبوب من المستشفى الذي كان يتعالج به أباك " .


    اليوم الخمس و عشرون من اكتوبر سنة ألفان و سبعة...

    نهاية الأسبوع...

    لم أنم, بكاء أمّي, انعدام صوت أختي, وفاة أبي, خيانتي لديني, ارتكابي لما حرّم, سقوطي فيما أنذرنا, لا أتحمّل, ربِّ, إنّي آسفٌ, سقطت أمّي على الأرض بانهيارٍ ليس له مثيل, أمّي, إنّي آسفٌ, آسفٌ, ذهب أبي, ذهبت أختي, سقطت أمّي, ماذا بقي لي, أين سأذهب, خرجت من المنزل مسرعاً, لم أستطع أن أرى أمّي في هذه الحالة, و لم أقدر أن أجعلها تراني في هذه الحالة, خرجت بسرعة, شعرت بتلامس الهواء بقوّة عليَّ, شعرت بما فعلت من كره, خرجت بسرعة, نظرت إلى سيارتي, دماء, دماء, و دماء, ماذا فعلت!؟

    أخذت سيارة أبي, إنّه لشعورٍ غريب, أبّي, إنّي آسفٌ لما فعلته بحقك و لتركي إيّاك في آخر أيّامك, أبي, إنّي آسفٌ, أخذت سيارته, ذهبت إلى أي مكان أستطيع فيه أن أبقى منعزلاً, لم أحصل هذا المكان, أختي, إنّي آسفٌ, لم أعرك حبّي, و لم أعبّر عنه يوماً و تركتكِ تقعين فيما أنذرنا منه, لم أستطع أن أكون لكي قدوةً الأخ الصالح, أختي إنّي آسفٌ, قدت السيارة و ذهبت إلى أي مكانٍ لا أتذكر فيه شيئاً, لم أجده, كل شيءٍ له ذكرى, سيئة, كل مكان ما هو إلاّ بنذيرٍ و فالٍ سيء, أين أذهب, فاطمة, لقد كنت أحمقاً بوقوعي في المحرمات من أجل اللهو, لقد خنت بقيم إسلامنا و خنت ما قامت عليه دولتنا من تشريعات, و قد أدخلتكِ معي في هذه المحرمات, آسف, وصلت إلى شارعٍ ذو إتجاهين, لم أرى نفسي في هذه الحالة, دموعٍ تشّق وجنتيّ من البكاء, أحمد, إنّي آسفٌ لما أوصلتك من أماكن لا نستطيع التراجع منها, أدخلتك ما لم يدخله إنسان, لا أستطيع أن أعبّر عن أسفي الشديد, إننا معاً, فجأة!, سمعت من على اليمين ما قد تجاهلته طيلة حياتي, سمعت, الأذان...

    ربِّ اغفر لي ما عملته, و اغفر لي ما فكرت به, إنّني ظالمٌ بحقّك و بحقّ نفسي, التفت لأذهب إلى المسجد, أستطيع أن أرى الباب و أنا أتقدم إليه من بعد, ربّ إنّني آسفٌ, أغفر لي, و أنا أجري إلى المسجد لمحت سيّارة مسرعة بإتجاهي...


    أحمد عبدالله, 18/10/1985 – 25/10/2007

    سبب الوفاة : حادث سيّارة, دهس و فرار

    " إنّ لكل إنسان أخطأ و اقترف ما هو قبيح, أن يطلب التوبة و المغفرة من الله قبل أن يفوت الأوان لذلك, كما هو مبيّن, أحمد لم يحظى بهذه الفرصة, و مات من قبل أن يطلبها, يا أيّها العبد, إنّ لك الفرصة في طلبها, فأطلبها الآن, و لا تقترف ما هو محرّم, إنّ من عمل فعلةٍ خاطئة سيجازى بالمثل, إن من أخطأ بحق إنسان فسوف يُخطئ بحقه أيضاً, يا عبد, إنّه لا يفوت الأوان أبداً لطلب المغفرة من الله, فإنّه يمهل ولا يهمل... "

  2. #2
    التسجيل
    07-08-2004
    المشاركات
    22

    رد: أحمد " أسبوع الحزن, أكتوبر ", أول قصة قصيرة أكتبها...

    شكرا لك أخي على القصة المفيدة والمعبرة

    بارك الله فيك

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •