النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: .•:*¨`*:•. ][ الدرس الثاني في المدرسة الفانتازية .. الفكرة الفانتازية ..][.•:*¨`*:•.

  1. #1
    التسجيل
    07-11-2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    35

    .•:*¨`*:•. ][ الدرس الثاني في المدرسة الفانتازية .. الفكرة الفانتازية ..][.•:*¨`*:•.

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الدرس الثاني ..

    كيفية التعامل مع الأفكار و تطويرها ..


    حسنا ..
    ربما يبدو درسي هذا غريبا بعض الشيء عن درسي السابق , لكن له من الأهمية ما يعادل الدرس السابق و دروس أخرى قادمة ..

    ما أهمية الفكرة ؟!

    الفكرة هي كل شيء ..
    لم تستحق الروايات العالمية شهرتها ولا قوتها من دون قوة و عبقرية أفكارها ..
    لكن هناك مشكلة بسيطة ها هنا لدينا ..

    نحن ننظر إلى العمل بصورته الكاملة , و للأسف نحن لا نستطيع أن ننظر إلى العملية برمتها خطوة بخطوة ..
    فما رأيكم بالابحار سويا في عالم خيالي , عالم مصنوع فقط و لأجل فقط شيء واحد .. الأفكار ..

    إنها ذلك الكيان الرخوي , الذي ربما لو أمسكته بيديك لسحقته تماما , إنها كذلك , بل ربما أرق و أضعف من هذا , الفكرة , الفكرة هي ما يمكنك وصفه بومضة فكرية تأتي عبر ساعات اليوم الطويلة , ومضة ربما نهملها , لكن ربما غيرنا يرعاها لتنمو الشجرة ..
    حاليا أشاهد الماتريكس , هذه السلسلة الإعجوبة , من منا لم يشاهدها و يفتن بها ؟ عن نفسي لازلت أقف مبهورا أمام إبداع العقل البشري و كاتبها الذي حقا لا أعرف اسمه حتى الآن , لكني أكن له كل الاحترام و التقدير ..

    ما هي الفكرة ؟!لن اتحدث عن الفكرة ها هنا بصورتها الضخمة التي ربما تشتت الأذهان ,لكن دعوني أبسط لكم الامر , لنصل إلى لب الفكرة , إلى الومضة الفكرية ..

    -الومضة الفكرية :إنها ومضة شهيرة , ربما لو عرفتوها لابتسمتم و ضحكتم على تقليديتها , هنا , ومضة الفكرة كلها تكمن في وجود صراع ما بين عالم البشر و عالم الآلات , حيث ظهر الخيال الاصطناعي و نشبت حروب و تدمير ..

    هذه الفكرة إن فكرنا فيها سويا سنجد أنها تقليدية بعض الشيء , بل تم حرقها كثيرا , مرارا و تكرارا ..
    لكن لماذا ظهر الماتريكس بصورته الغريبة تلك ؟!

    السبب يكمن في المراحل التالية ..

    -الإيمان بالفكرة :أرى – شخصيا – أن تلك المرحلة هي أهم مرحلة في العمل بأكمله , الإيمان , متى آمنت أن لديك فكرة جبارة , فكرة يمكنك تطويرها و صياغتها كيفما تشاء , حينها يمكنك حقا فعل كل ما تريد , لكن ماذا نتوقع من شخص فقد الثقة بنفسه و الغيمان بقدراته الخلاقة ؟ عن نفسي ,لا أتوقع شيئا ..
    الإيمان بالفكرة يجب أن يأتي داخليا , أي إنه ليس تفكير يفرضه العقل على الإنسان , لا , إنه شعور , شعور طاغي في القلب , يفيض منه إلى الخلايا العصبية المخية و يسيطر عليها , معطيا أوامر صارمة , بأن الفكرة هذه يجب أن تنجح حتى ولم ينام الإنسان الليل و لم يعش حياته العادية كما كان ..

    -تطوير الفكرة التوسعي :حسنا ..
    بعد الإيمان و الثقة المتبادلة بين الإنسان و تفكيره و ذاته الداخلية , نجد أن العقل يتحرك صوب شيء واحد , لابد من تطوير الفكرة ..
    التطوير كلمة ضخمة ها هنا , لهذا قسمتها –من وجهة نظري – إلى عدة أقسام , أولاها التطوير التوسعي , حيث الفكرة لابد من تضخمها أولا , و هنا سنتحرك على هذا الأساس ..

    من هذه اللحظة و ما تلاها , يجب أن نلاحظ أن سمات العمل الباداعي الخلاق ستظهر , ففي الماتريكس , بعدما فكر المؤلف العبقري في تلك الفكرة التقليدية البحتة , اتجه لإكمال أولى المهام التي لديه .. وهي معروفة للجميع بالطبع .. العالم الفانتازي ..
    أرأيتم كم هو مهم هذا العالم ؟! حسنا , أتمنى أن تكونوا قد هضمتوه جيدا , لأن أساس العمل كله سيكون عليه ..
    العالم هنا جميل , عالم من البشر , ثم عالم من الآلات , بينهما صراع مرير . كما هي عادة الروايات العالمية , من أجل الإثارة و التشويق , يتم البدء عادة بالرواية من حيث سيطرة الشر على العالم و سعي الخير بأمل ضعيف على النصر , و هذا ما وضح جيدا في وجود عالم الآلات مهيمنا على البشرية , و عدد قليل من البشرية متجمعة في مدينة واحدة خفية عن أعين الآلات , هذه المدينة هي (( زيون )) ..
    حتى هنا كان الأمر جيدا و منطقيا , حتى ظهرت الخطوة التالية ..

    -تطوير الفكرة التبريري :هذه الخطوة هي خادمة للخطوة السابقة ..
    ما أقوله من خطوات لا يتم على أساس تتابعي , بل يتم على أساس تراكمي و تعاوني بحت ..
    فهذه الخطوة تخدم الخطوة السابقة لها , حيث كل فكرة فرعية ( أعني بها كل توسيع في الفكرة الأصلية ) لابد من وضع تبرير لها ..

    السؤال الهام هنا : لماذا ؟! لماذا أكترث و أتعب عقلي و فكري في تبرير أمور كثيرة و متعددة ؟!
    حسنا , الإجابة على هذا السؤال هامة للغاية , أولا و قبل أي شيء نحن نقيس قوة الرواية بقياس مدى تماسك بنيانها الداخلي , و هذا البنيان الداخلي يتم قياسه تباعا بمدى قوة و تماسك العالم الفانتازي , و هذا العالم سيكون قويا لو وجدنا أن كل شيء مبني على بعضه في تعاون و ليس تضاد , و هذا لن يحدث إلا إذا أوجدنا تبريرات منطقية تستطيع عقولنا البشرية فهمها و تفسيرها , و بالتالي تتحد التفسيرات سويا لتكون صورة متكاملة تقريبية عن العالم الفانتازي , و كلما كانت الصورة أكثر قوة و تماسك , كلما جاء العمل أكثر قوة و عمق و تأثير , و بالتالي نجاحا ..
    هذا من جانب ..
    من جانب آخر , نجد أن التخطيط يقوم بتوسيع مدارك الكاتب التفكيرية , فبدلا من التفكير في طريق واحد , نجد أن امامنا ثلاثة طرق مثلا , كل طريق ربما يملك مفتاحا لأفكار فرعية و ثانوية جديدة , أفكار تخدم النص و تقوي الرواية حقا ..

    حسنا , بعد هذا التوضيح يجب ان نعلم أمرا , العقل البشري يحب كل ما هو غامض , و يحبه أكثر و أكثر كلما وجد بعد ذلك تبرير منطقي يواكب عقله و منطقه ..

    فعلى سبيل المثال , هناك نهر برتقالي يسري في الأرض الخيالية , تخرج من حول ضفتيه أشجار زرقاء ..
    العالم هذا جميل
    لكن ما رأيكم إذا ذكرنا مثلا أن السبب في جعل النهر كذلك هو أنه يخرج من باطن الجبال العالية في الشمال , تلك الجبال الغنية بعنصر النحاس مثلا , و هذا ما يجعل المياه ذات هذا اللون , و أما عن الأشجار , فلأن التربة حول الضفتين تحتوي على مادة كيميائية ذات اسم معين مثلا كربونات البنزوات الكبيريتية ( شيء فانتزاي ربما و ربما يكون واقعي , من يدري ) , عندما تتحد مع النحاس تعطي لونا أزرقا , و هذا ما يجعل لون الأشجار النابتة هنا أزرق ..
    ما رأيكم الآن ؟
    من أعجبكم أكثر ؟ الغموض الأول ؟ أم الغموض بالتفسير المنطقي في الثاني ؟
    شخصيا و بأراء الكثير من القراء الثاني أفضل من الأول بكثير , و في النهاية هي مرحلة أذواق ..

    حسنا ,فلنتابع مثالنا الأساسي , الماتريكس , ماذا عنه في تلك المرحلة ؟!
    لقد ذكرنا في المرحلة السابقة أن هناك فكرة فرعية عن وجود زيون , و عن وجود اليد العليا للماكينات , و هذا ما يدفعنا لإحداث تبرير , و التبرير المنطقي المفروض و المعتاد هو نشوب حرب بين الذكاء الاصطناعي و الإنسان الذي اخترع الذكاء هذا , و بالطبع لكون الإنسان ضعيف مقارنة بجسد الآلة , فقد نفى الجنس البشري تماما و اضمحل في مدينة واحدة و هي زيون ..
    لكن هنا نجد أن الفكرة و ما وصلنا إليه من تبرير غير كافي , فهي تقليدية تماما ..
    لهذا نتجه للخطوة التالية :

    -تطوير الفكرة الخلاق :هنا الامر مختلف ,نحن لا نريد توسيع الفكرة , نحن نريد شيئا ثوريا , و هذا ما حدث ..
    هنا نجد درسا هاما في كيفية الدمج اللإرادي بين ما يحبه الإنسان , ليخرج لنا بأشياء غريبة و جديدة تماما ..

    الكاتب لابد و أنه كان مهووسا بالإنترنت و الكمبيوتر ..
    ومن منا لم يعجبه الاثنين ؟!
    لهذا جاء هذا العشق المخرج و المنفذ من هذه الورطة ..

    لماذا نجعل الصراع قائما و البشر قد انحسروا في مكان واحد ..
    لماذا لا نجعل الآلات قد استولت على البشر , و استعبدتهم , و جعلتهم يعيشون تحت رحمتها ..

    هنا يجب أن نتوقف متمهلين قليلا ..
    حينما أفكر دوما في هذه الخطوة و المرحلة الهامة ,أجد دوما أن الفكرة معقدة كثيرا , أي أنها لا يمكن الوصول إليها مباشرة , لكني أحببت هنا ذكرها كاملة قبل توضيح مراحل الوصول إليها من وجهة نظري ..

    الكاتب كما قلت لابد و انه مغرم بالإنترنت ..
    الإنترنت معروف انه إشارات و رموز تفهمها الآلة ..
    هناك قاعدة طبية تقول أن الإشارات العصبية بالمخ هي المسئولة عن كافة النشاطات , حينما درست هذا الأمر توقفت عنده كثيرا , و شخصيا فكرت في هذا الأمر :
    إذا قمنا بإرسال إشارات عصبية مماثلة لما تدور في المخ , هل بهذا نحقق ما يشعر به الإنسان مثلا حين ملامسته لسطح معدني ؟! لسطح أملس ؟ حين تذوقه لشيء سكري ؟ مالح ؟
    الحقيقة هي نعم ..
    المخ يفهم الأمور كلها حتى الأمور التفكيرية عن طريق إشارات عصبية كهربية ..
    إن تم إرسال للمخ إشارات مزيفة , لن يستطيع المخ معرفة كونها مزيفة من عدمه , و سيفسرها على أنها حقيقية , و هذا ما يتسبب بكثير من الأمراض , و هذا ما كان يستهويني لفترة من الفترات ..

    هل تلاحظون شيئا ؟!
    الفكرة الكلية نتجت عن جمع هاتين الفكرتين , الإنسان يفكر بإشارات عصبية كهربية بحتة , و هذا يعني أنه إذا تم إرسال إشارات إليه , فسينتج عن هذا النتيجة المتوقعة بالطبع , لأن المخ وظيفته تحليل الإشارات و فمهمها كما يعلمها , و الإنترنت رموز , و الكمبيوتر جهاز يعتمد على الكهرباء , فماذا يحدث إذا تم ربط كل شيء سويا ؟
    سينتج أن الإنسان يعيش داخل عالم من الوهم , عالم يكون فيه كل شيء مزيفا ..

    لكن كيف يكون هذا العالم ؟!إجابة هذا السؤال تمثلت في الاختيار الغريب , و هو اختيار المؤلف لبيئة الانترنت كي تكون هي العالم الوهمي , حيث كل شيء حولنا وهميا , كل شيء عبارة عن برامج مهمتها أنها تقوم بإرسال نبضات عصبية إلى الإنسان كي يدرك وهميا و يشعر وهميا و يفكر وهميا ,لكنه في الحقيقة لا يقوم بأي شيء على الاطلاق ..

    الفكرة هنا عبقرية , أنا اشرح الفكرة ليس من أجل توضيحها فقط ,بل لتعلموا أن الفكرة العبقرية لم تولد هكذا , كائنا ضخما ,لكنها مرت بمراحل , ربما لم تدركوها ,لكن في النهاية ستعرفون مدى أهميتها ..

    حسنا ,لدينا الآن عدة عناصر سويا ,كيف أقوم بالخطوة التالية ؟!

    -تجميع الأفكار سويا :
    هذه الخطوة مهمة , بل ستتكرر دوما , متى ما تحركت خطوات عدة نحو الأمام في تفكيرك ,لابد من الوقوف للحظات , التمهل من أجل التفكير بصورة عميقة , كيف تجمع ما جئت أنت به حديثا مع ما لديك من مخزون قديم ؟!

    مثلا هنا , كيف سنقوم بتجميع الأفكار ؟!
    إنها بسيطة , إنها تشبه البازل كثيرا , فنحن نبحث أولا في كل فكرة عن الشيء الناقص فيها , ثم نبحث في بقية الأفكار عن هذا الشيء ..

    فمثلا , فكرة العالم الوهمي هذا تنقصه سمات العالم , و خصائصه , و هذا ما وجدناها في عالم الانترنت , حيث تعيش الآلات بحرية , الفكرة الأولية الخاصة بالصراع بين البشر و الآلات , هذا الصراع سيكون على العالم الجديد , حيث الجميع يعمل من أجل هدف واحد , ما هو هذا الهدف يا ترى ؟ إنه أمر ناقص في هذه الفكرة ..

    -إكمال الامور الناقصة :هذه الخطوة تعتبر جزءا و مكملا للخطوة السابقة , نحن نحلل الأفكار , نعرف الأمور الناقصة فيها ,ثم نحاول بشتى الطرق أن نعوض هذا النقص ,
    فعلى سبيل المثال :
    هنا نجد أن الصراع سيكون بين البشر و الآلات في العالم الوهمي الجديد , فما اسم هذا العالم ؟ لابد من وضع اسم مميز له , اسم معبر , لهذا جاء اسمه الشهير , الماتريكس , المصفوفات , كناية عن طريقة توزيع الإشارات الرقمية الخاصة بالإنترنت ,
    مثلا لدينا مشكلة كبيرة , سؤال ضخم هنا , الصراع هذا , ما هدفه ؟!الهدف الكبير و الضخم هو محاولة إثبات الوجود , و انهاء القتال بالنصر على الآلات أو اعلان الهدنة بين الطرفين ..
    لكن الهدف الضخم هذا لابد من وجود أهداف ثانوية تحته ,لهذا لجأ المؤلف إلى الحيلة الأكثر شهرة في عالم التأليف , و هي البحث عن البطل الأوحد , البطل الذي يساعد البشرية في الوصول إلى نهاية من مشكلتها الحالية ..
    هذا الهدف مهم , لأنه سيكون المحرك للأحداث , لكل شيء سبب و دافع و محرك , لا شيء يأتي هكذا ..

    مثلا لدينا السؤال الهام الآخر , الصراع هذا كيف سيكون حاله في العالم الواقعي ؟
    اجابة هذا السؤال بسيطة , التعقيد ..
    نعم , إنه التعقيد , هنا بدأ عقل المؤلف في تعقيد الأمور , فقد خلق صراعا موازيا مكملا للصراع الموجود بالماتريكس , لكنه موجود في أرض الواقع ..
    و كالعادة , ما هدف الصراع ؟!
    الهدف الكبير هو الدفاع عن زيون و تدمير الغزاة , و بالطبع الهدف الصغير هو اخراج أكبر قدر من البشر من عالم الماتريكس إلى عالم الواقع ..

    حتى هذه اللحظة نجد ان الفكرة لدينا قد تضخمت , تضخمت بصورة كبيرة ..
    هناك أمور لن و لم نفهمها , أفكار وجدنا الكاتب قد انساق إليها , ربما إن أدخل الإنسان نفسه في نفس الظروف المشابهة لاخرج لنا شيئا آخر , و هذا أمر طبيعي , فلكل إنسان موهبة و تفكير يختلف من شخص لآخر , و هذا ما يميزنا نحن المبدعون ..

    حسنا ,لا يتبقى سوى خطوة أخرى , كررناها سابقا , و سنكررها هنا :

    -مرحلة تطوير الفكرة التبريرية :إذا لاحظتم أنه أصبحت لدينا عدة عناصر كثيرة لكنها غير مرتبطة بالعقل ولا بالمنطق ,فأولا كيف يعيش البشر داخل عالم الماتريكس هذا ؟ و كيف تصل الإشارات العصبية إليهم ؟ و كيف يدخل الإنسان إلى عالم الماتريكس ؟!
    هنا وجد الكاتب المخرج عن طريق جعل البشر مجرد حيوانات للآلات , كحيوانات نربيها نحن من أجل غرض معين , هم كذلك , بعد الانتضار علينا قاموا بتربيتنا , و زرعنا في حقول ضخمة ..
    لكن هنا نجد مشكلة أخرى , لماذا ؟ لماذا زرعونا و تكبدوا عناء الماتركيس و تصميمه و تحمل مشاكله الضخمة ؟هنا كان لابد من إيجاد المبرر , و هذا الأخير يجب ان يكون قويا و دامغا و مقنعا , لهذا اتجه الكاتب إلى المنطقية في التفكير باهتداء عقله إلى هذا الحل العبقري من وجهة نظري :
    استند الكاتب إلى حقيقة تاريخية , حيث في اثناء الحرب , ونظرا لاعتماد الآلات على الشمس كمصدر للطاقة لا ينضب , قاموا بإفساد السماء كي يمنعوا وصول الآشعة إليهم , و بالتالي وجد الآلات أن الطاقة قد أوشكت على النضب , و أنهم أمام مشكلة لابد من التصرف بسرعة فيها , و كان الحل باستخدام جسم الإنسان كمصدر للطاقة , حيث يخرج الجسم مقدارا معينا من الطاقة الحرارية بمعدل كبير يمكنه توليد طاقة كهربية ضخمة , و بالتالي صرنا نحن مصدرا للطاقة , مصدرا ثمينا يجب الحفاظ عليه ..

    التبرير هذا منطقي و جميل , و أحيي الكاتب بشدة عليه حقا ..

    حسنا , هذا عن المشكلة الأولى , ماذا عن كيفية دخول البشر خارجي مارتكيس ( زيون ) إلى داخل ماتريكس ؟
    هنا بدأ الكاتب بالتفكير في وجود أسلحة حديثة – سفن الفضاء – و التي تحتوي على أجهزة تجعل الإنسان يدخل إلى الماتريكس ..

    لكن هنا نأتي لمشكلة أخرى , كيف يتصل الإنسان إلى الماتركيس و يشعر بالنبضات العصبية ؟ مع العلم انها يجب ان تصل إلى الجهاز العصبي المركزي مباشرة , و هذه حقيقة علمية بالطبع ..
    التفسير كان مذهل , و جميل , و بسيط أيضا , هناك فتحات معدنية تتصل بمواضع الأعصاب , يمكن للآلات وضع أجهزة دقيقة بها تجعل الإنسان يعي و يعرف ما يريدونه , ثم هناك فتحات أيضا للتغذية و للإخراج , و هذا بالطبع أمر منطقي لو حاولت التفكير في الأجزاء الأخرى سويا ..


    حسنا ..
    الأمر كبير و ضخم , ولسنا هنا لتحليل ماتريكس , لكن أنا اخترت هذا المثال الذي وجدت نفسي أشاهده حاليا على جهازي ..

    اخترت لكم مثالا من أدب الخيال العلمي ( science fiction ) و هو فن أدبي قريب للغاية بالأدب الفانتازي , و هذا لمن يحبون الأدب الخيالي بصفة عامة و العلمي بصفة خاصة ..

    كلمة أخيرة ..

    كل هذه الخطوات هي نتاج تحليلي الشخصي و مجهودي و نتاج خبرتي في كتابة الرواية الخيالية و التفكير في الأفكار ..

    التبريرات يفضل كثيرا أن تكون مزيجا من الأحداث التاريخية الإسطورية و الواقع الفانتازي , هذا يضيف الواقعية أكثر لان الواقع هكذا , نحن مزيج غريب من الأحداث التاريخية القديمة و الاحداث العصرية الحديثة ..

    كي نصل إلى أعلى مستوى من التفكير لابد من وضع تلك الخطوات في عقولنا , نسير عليها سويا , بأن نجد الفكرة , نحلل الوضع , نربط الأفكار سويا ,نبحث عن النقص , نبحث عن الادلة و البراهين , ثم نبحث عن أفكار مكملة و جديدة , و هكذا ..

    هناك من يفكر هكذا ..
    وأنا و الحمد لله منهم ..
    وهناك من لم يصلوا بعد إلى هذه الدرجة في التنظيم الفكري ..
    لهذا أتمنى أن يحاولوا تنظيم أفكارهم على هذا المنوال , الأمر في البداية سيكون صعبا ,لكن بعد فترة من التجربة سيعتاد الجميع على التفكير بتلك الطريقة كما يفكر هو دون ان يشعر ..

    الخيال العلمي يختلف عن الفانتازي في ضروروة وجود نظريات علمية مندمجة في الأفكار الرئيسية , تلك النظريات ربما تكون حقائق علمية – مثل طريقة عمل المخ البشري كما في ماتركيس – أو ربما تكون نظريات وهمية لم يتم إثبات صحتها حتى الآن – مثل وجود زائري الفضاء في أي رواية خيال علمي مختصة بهذه الأمور مثلا – في النهاية الجميع يشترك في أغلب الامور ..


    أخيرا أتمنى أن يكون درس اليوم قد أعجبكم ..

    وبالطبع نظرا لعدم وجود درس بدون تطبيق ( لمن يرغب )
    فتطبيق اليوم جميل و لذيذ ..
    بالأمس طلبت تفكير عن عالم فانتازي و وصفه .
    و اليوم أطلب كتابة تسلسل الفكرة التي لديكم , أولا كتابة الفكرة كاملة مدمجة مع العالم الفانتازي الخاص بكم , ثم بعدها توضيح للآخرين و كيفية الوصول إلى تلك الفكرة..

    و كما هي العادة ..

    من يرغب الاستفسار و المناقشة فأنا سأكون سعيدا بهذا
    تحياتي للجميع

    الساحر..

  2. #2
    التسجيل
    07-11-2007
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    35

    رد: .•:*¨`*:•. ][ الدرس الثاني في المدرسة الفانتازية .. الفكرة الفانتازية ..][.•:*¨`*

    السلام عليكم جميعا ..

    حسنا , لقد ألقى علي أحدهم سؤالا في مكان آخر , كان يستسفر عن معنى التطوير التبريري , فاجتبه , إجابة اعتقد انكم بحاجة لقرائتها ..

    السلام عليكم ..

    أستاذ عاصم
    كيف حالك سيدي ؟

    أولا أعتذر بشدة عن تأخري في الرد على استفسارك , فقد كنت مشغولا بأمور خاصة بروايتي , فمعذرة ..

    حسنا , تحب التوضيح , فهيا بنا ..


    ما قلته سابقا كان مجرد اجتهاد مني و توضيح لخطوات تنمية الفكرة كما أراها من وجهة نظري الشخصية , و هذا ما يمكن اعتباره مجرد تفكير تسلسلي حتى يساعد الجميع على تنمية المهارة الهامة تلك ..

    في البداية , يجد الإنسان أنه يمتلك فكرة , فكرة وسط محيط من الأفكار العادية , فكرة يشعر معها أنها قوية , يشعر معها أنها تنبض بالحياة , هذا الشعور هو الإيمان بالفكرة , فهو قد آمن أنه يمتلك فكرة , و ان تلك الفكرة قوية , قوية للغاية ..
    هذا ما يمكن اختصاره بالشكل الأول :



    حسنا , بعد هذه المرحلة يجد الإنسان عقله يفكر في الفكرة , يفكر و يفكر بصورة تكاد تكون جنونية , الواقع أن هناك الكثير من الأدباء الذي يرون أن التفكير ينبع من الذات الداخلية , و أنا من هؤلاء لتجارب خاصة معي , و هذا يعني انك فجأة ستشعر بانبثاق أفكار جديدة , تلك الأفكار تعتبر الأفكار الثانوية , أفكار تدور في محيط الفكرة الرئيسية , لكنها في النهاية .. مجرد أفكار ..
    و يمكن تلخيص تلك المرحلة أيضا بالشكل الثاني ..




    حسنا , حتى هنا نكون قد أتممنا خطوتي الإيمان بالفكرة , و تطوير الفكرة التوسعي .. و هذا يعني اننا قد جئنا إلى تطجوير الفكرة التبرير ..
    حسنا , ما رأيك بالشكل الذي رأيته سابقا ؟ الشكل رقم (2) ؟! ما رأيك بالأفكار و تباعدها عن بعضها ؟ هل هذا جيد ؟!
    بالطبع لا , الرواية وحدة متكاملة متجانسة مترابطة , كلما زادت قوة الرابطة بين الأفكار و بعضها , كلما وجدنا الرواية أقوى , كنت جالسا اليوم في مكان أدبيو وتناقشت مع أدباء كبار الأفكار الرئيسية و الفرعية , فحينما قلت لهم أنني أحيانا أجد نفسي مترددا في حذف بعض الأفكار , قالوا هل يؤثر هذا على العمل ؟ فإن أثر فهي ليست فرعية أو هامشية إنما صارت ضمن النطاق الرئيسي للفكرة , و إن لم تؤثر فهي هامشية و يجب حذفها فورا ..
    هنا كذلك ..
    لو فكرنا في كل من الأفكار الثانوية تلك , هل يضير الفكرة الرئيسية حذف أي فكرة منهم ؟ هل يضير الفكرة الرئيسية حذف الجميع ؟ بالطبع لا , لأنه لا توجد ولو علاقة واحدة تربطهم , صلة واحدة تصلا لجميع مع بعضهم ..
    وهنا دور التبريرية ..
    حيث أننا نقوم بالبحث عن تبرير , عن سبب لوجود مثل هذه الأفكار الثانوية , ومتى وجدنا السبب , سنجد أن هناك رابطة تكونت بين الفكرة الثانوية و الرئيسية , رابطة تجعل من الفكرة الثانوية شيئا مهما للعمل , تلك الرابطة هي من تحول بعصا سحرية الفكرة من هامشية لا تأثير لها , إلى فكرة هامة و رئيسية , تؤثر بنسب متفاوتة على بنيان الفكرة الرئيسية ..
    وهذا ما تراه حضرتك في الشكل رقم (3)




    حسنا , هنا سنجد أن الأمور ستتجه إلى التعقيد نوعا ما , فبعد تأسيس هذه الرابطة , تستمر المرحلة الخاصة بالتطوير التبريري في التقدم , و معها سنبدأ مرحلة التطوير الخلاق أيضا , و معهما التطوير التوسعي ..

    حتى تفهمني قليلا سأتحدث عن كل مرحلة , أولا التطوير التبريري ..
    سيستمر التطوير التبريري في عمله , حيث أنه لن يتوقف عن حاجز الصلة الواحدة , بل سيحاول العقل الباطن أن يجد روابط اخرى جديدة , روابط بين الفكرة الرئيسية و الأفكار الثانوية , روابط بين الأفكار الثانوية و بعضها , هذا ما يجعل الرابطة تزداد قوة و تأثيرا , و هذا ما يمهد للمرحلة التالية ..

    ثانيا مرحلة التطوير الخلاق , هذه المرحلة تعتمد بشكل رئيسي على كمية الصلات بين الأفكار و بعضها , فهي لا تعني بمجرد الربط , بل إنها تعني الدمج , محاولة دمج بعض من الأفكار الرئيسية و الثانوية عن طريق الصلات الموجودة بينها و هذا من أجل تكوين رؤى و نظريات جديدة تزيد من ضخامة الفكرة نفسها سواء كانت رئيسية أم ثانوية ..

    ثالثا , التطوير التوسعي , هي مثل المرحلة السابقة لها , حيث أن مهمتها البحث عن أفكار جديدة تقع في محيط الأفكار الثانوية الوليدة , و هذا إن أردنا تسميته يمكننا القول انها الأفكار في المرتبات الثانية و الثالثة بعدا من الفكرة الرئيسية , و هي مهمة في توسيع نطاق التفكير الخاص بالإنسان ..
    هذه المراحل الثلاثة نجدها في هذا الشكل (4)





    بعد هذا تأتي المراحل العادية مكررة نفسها , حيث مرحلة التبريرية , ثم المرحلة الخلاقة ,ثم المرحلة التوسعية , كل مرحلة تأتي ليس في ترتيب تتابعي ,بل في ترتيب كمي .

    وهذا ما يمكن استنتاجه في الأشكال التالية من (5-9)

    رقم (5)





    رقم (6)





    رقم (7)





    رقم (8)



    رقم (9)






    لكن هناك شيء هام يجب أن اوضحه ..
    بدءا من الشكل (6) و نتيجة لتراكم الصلات المتكونة بين الأفكار و بعضها , وهذا نتاج التطوير التبريري , و نتيجة لتضخم الأفكار عن حجمها الأصلي بكثير و هذا نتاج التفكير الخلاق , نجد أن الصلات نفسها تخلت عن شكلها الضعيف الخارجي , لتتحد سويا مكونة ضفيرة شديدة القوة و السماكة بحيث أننا يمكننا اعتبارها فكرة خاصة بنفسها , الأمر هذا يبدأ دوما من الصلات الأولى , حيث يبدأ في الصلات المتكونة بين الأفكار الثانوية الأولى و الفكرة الرئيسية , و من بعدها الصلات المتكونة بين الأفكار الثانوية الأولى في المرتبة وهكذا.. , و هذا ما ينتج عنه تكوين كيان جديد , كيان ضخم جدا , به صلات معقدة و ووثيقة , و أفكار كثيرة , هذا الكيان يتم اعتباره الفكرة الرئيسية الجديدة , أو الثانية , و هذا لأنه حينما يصل تفكير الإنسان إلى تلك المرحلة , فهو لا ينظر إلى الفكرة الرئيسية على أنها تلك النقطة الصماء الكبيرة , لا , بل هو يراها هذا البناء الضخم المتشابك , و هذا منطقي , لأنه كلما فكر بأحد جوانبه وجد نفسه تلقائيا يفكر في بقية الجوانب , و نظرا لأن العمل بناء متكامل , فمتى انتهينا من مرحلة نهتم بالتي تليها , لهذا فاهتمام الإنسان غالبا ما ينصب نحو الأفكار الجديدة , تلك التي ترتبط بالأفكار الثانوية و ليست الأصلية , فبعده عن لب الكرة الضخمة تلك يجعلها تنصهر في بوتقة واحدة , دون أن ندري أو نشعر ,لنجد أنفسنا في النهاية أمام كرة أضخم و أكثر تعقيدا , و هذا شيء جميل ..

    أتمنى أن أكون قد أجبتك على بعض من استفساراتك ..
    ومعذرة للتأخير مرة أخرى
    تحياتي

    الساحر..

  3. #3
    التسجيل
    03-01-2005
    المشاركات
    1,964

    رد: .•:*¨`*:•. ][ الدرس الثاني في المدرسة الفانتازية .. الفكرة الفانتازية ..][.•:*¨`*

    السلام عليكم ..
    التسلسل العام للأفكار حتى الآن ..

    كوكب لامي , أو كويكب , اخر ما تبقى من عالم يسمى لامارا , هذا الكوكب خضع للحرب وكل ما تبقى من سكانه هرب على متن لامي , وهي بيئة اصطناعية مشابه تماما لبيئة لامارا , اختفى هذا الكويكب لفترة عن أعين زاراد وهو قرصان كوني يسعى لدمار الكواكب الأأخرى , انتقاما منها لأنها لم تسانده في حربه ضد مرض فوك , وهو مرض أجهز على كل سكان كوكب زاراد ووصل الى التربة "أي انه مرض يصيب العضويات وغير العضويات " , ونتيجة لهذا المرض تحلل الكوكب تماما ولم يتبق منه الا زاراد الذي كان في مهمة فضائية طويلة لصالح كوكبه وقد حاول العودة الى الكوكب بأقصى سرعة لانقاذ ما يمكن انقاذه دون جدوى , بعد أن شاهد كوكبه الأم يهوي , وتهوي أماله بلقاء زوجته وأطفاله وأهله , اختفى زاراد وأخر من تبقى معه وقد اصابهم مس من الجنون الناتج عن الحزن الشديد , وعاد ليظهر في الكون كقرصان كوني يمتلك آله الدمار الرهيبة أكلة الكواكب , واسطول من الجيش الألي وذخيرة لا بأس بها من قنابل هيبولامية " وهي أقوى القنابل الكونية اذ انها تتحد مع العنصر الذي تصيبه لتذيبه وتضمه الى مادتها , وتعود الى قاعدة الاطلاق محملة بقو أكبر من ذي قبل , اي أنها تمتص طاقتها من خلال ما تصيبه " , لينتقم من جميع كواكب العالم ومن المجلس الاعلى لاتحاد الكواكب , وكان كوكب لامارا هو الضحية رقم 500 على لائحته الدموية !
    صحيح ان المجلس الأعلى لاتحاد الكواكب يمتلك ذخيرة تساوي بل تنافس ذخيرة زاراد ولكن قائدهم الأحمق انذاك اكتفى بتوجيه انذار تلو انذار لزاراد , وقد قتل , وعندما انتخب قائد جديد للمجلس كانت الذخيرة والعتاد قد سرقتا على يد الخونة الذين عملو مع زاراد طمعا بالسلطة ..
    وقد فر من تبقى من لامارا بأعجوبة الى لامي .. وانطلقت بهم في الفضاء مما سبب جنون زاراد الذي أقسم على الانتقام منهم .. وأيضا في سريرة نفسه على اختطاف بيلسان التي كانت تشبه زوجته فلورا الى حد كبير ..
    بيلسان تلك الفتاة الرقيقة والتي لا تبالي من اظهار حبها الجنوني لديجور مما يحدو بها الى الانضمام الى المقاومة والتدريب , تحت اشراف زورغ وابنته لونا .. في قالب كوميدي , اذ أن بيلسان لم تعتد الا على حياة الرفاهية وقد ولدت بعد انتهاء لامارا !
    ديجور والذي يبدي تبرمه من بيلسان ولكنه يهيم بها حبا , مما يعطي ذريعة تبرير للونا لتتعلق بديجور اكثر فأكثر ..
    فيما يراقب سياتل والذي رفض والدا لونا اعطائه بيلسان الموقف بحقد بالغ , وينتهي به الامر الى تدبير مكيدة قتل والدي بيلسان !
    وفقط !
    بدأت اشعر بالضياع في عالمي لربما أستعين بالورقة في المرة القادمة ..
    دمتْ
    التعديل الأخير تم بواسطة رابعة العدوية ; 29-11-2007 الساعة 01:20 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •