بيكهام الاختيار الأول لمدربي العالم ( موضوع طويل ):
قال مدربو العالم كلمتهم واختاروا لويس فيجو في استفتاء الفيفا·
وقالت الجماهير رأيها وانحازت لمايكل أوين في ورلد سوكر·
وأخيراً رجحت أصوات الصحفيين كفة مايكل أوين في الكرة الذهبية·
والآن يبقى السؤال ما هو رأيك أنت؟
هل أنت مع فيجو أو مايكل أوين أو ترى ان ديفيد بيكهام وتوتي وراؤول أفضل من الاثنين؟
من هو النجم الذي يستحق كل هذا الإعجاب والحب عام 2001؟
في الحقيقة تبقى عملية الاختيار مسألة شديدة التعقيد لأن آراء المشاركين في التصويت تختلف من شخص لآخر في كل استفتاء، فالبعض يعتمد على المنطق والأرقام والإنجازات والبعض الآخر يلجأ للعاطفة، ولذلك من الصعب أن نتفق على لاعب واحد واعتدنا في هذا الوقت من كل عام أن نواجه عاصفة الجدل على الساحة الكروية عقب الإعلان عن نجوم الموسم·
وإذا توقفنا سريعاً أمام حصاد أهم الاستفتاءات في السنوات العشر الأخيرة التي تنظمها مجلات الفرانس فوتبول والانز وورلد سوكر بجانب استفتاء الفيفا سوف نكتشف ان معايير الاختيار تختلف من مكان الى آخر باستثناء مرات قليلة اتفقت فيها آراء الجماهير والمدربين والصحفيين على أسماء محددة مثل اختيار رونالدو عام 1997 وزين الدين زيدان عام 1998 وريفالدو عام 1999 بينما ظهر الاختلاف عام 2000 حيث اختارت الفيفا والاونز زيدان بينما اختارت الفرانس فوتبول وورلد سوكر لويس فيجو·
ولم تكن تلك المرة الوحيدة التي يبدو فيها هذا الاختلاف ولكن هناك مرات عديدة توزعت فيها الألقاب على أكثر من لاعب مثل عام 1994 عقب نهائيات كأس العالم بالولايات المتحدة منحت الفيفا جائزة لاعب العالم الى روماريو هداف المونديال بالمشاركة مع البلغاري خريستو ستويشكوف بينما قدمت الفرانس فوتبول كرتها الذهبية الى ستويشكوف، أما جماهير ورلد سوكر الانجليزية فقد اختارت المدافع الايطالي باولو مالديني بينما منحت جماهير الأونز الفرنسية أصواتها للمهاجم البرازيلي روماريو·
والمثير للدهشة ان هذا الاختلاف ظهر في وقت كان يبدو فيه اتفاقاً على البرازيلي روماريو بعد أن قاد منتخب بلاده للفوز بكأس العالم للمرة الرابعة وأحرز أهدافاً مؤثرة طوال البطولة·
وتزداد صعوبة الاختيار في السنوات التي لا تقام فيها بطولة كأس العالم، ورغم ذلك اتفق الجميع على جورج ويا عام 1995 باستثناء ورلد سوكر الانجليزية التي اختارت فياللي·
وفي عام 1996 اختار الفيفا رونالدو وذهبت الكرة الذهبية الى الألماني ماتياس سامر والأونز أريك كانتونا وورلد سوكر رونالدو·
كل هذا يقودنا الى عشرات من علامات الاستفهام الحائرة في أذهان الملايين حول اختيارات هذا العام·
هل يستحق لويس فيجو لقب أفضل لاعب في العالم ومايكل أوين الكرة الذهبية؟
لا يختلف اثنان على موهبة لويس فيجو ومهاراته العالية التي يجيد استخدامها ببراعة لصالح الفريق وأدائه الجماعي وتمريراته المتقنة واختراقاته المؤثرة، وفوق كل هذا مستواه ثابت منذ سنوات عدة واحتكر لقب أفضل لاعب في البرتغال منذ عام 1995 حتى الآن ووصل الى قمة نضجه الكروي في كأس الأمم الأوروبية 2000 وقاد بلاده الى الدور قبل النهائي وعندما انضم الى ريال مدريد الموسم الماضي ساهم في فوزه بلقب الدوري الاسباني ولعب دوراً مؤثراً وراء تأهل بلاده الى نهائيات كأس العالم بعد منافسة شرسة وعنيفة في مجموعة تضم كلاً من هولندا وجمهورية ايرلندا·
وفي احتفال الفيفا مساء أمس ألقى جوزيف بلاتر كلمة قصيرة أشاد فيها بقدرات لويس فيجو وقال: إنه يصنع الأهداف ويسجلها ويملك لمسة فنية جميلة ومهارات رائعة يجعله بالفعل لاعباً متكاملاً في هذا العصر·
ولأن لويس فيجو لم يكن النجم الأول هذا العام فإن البعض يعتقد أن الفيفا منحه جائزة هذا العام كنوع من التعويض عن جائزة العام الماضي التي كان المرشح الأقوى لها بعد الجهد الذي بذله في كأس الأمم الأوروبية، ولكنها ذهبت إلى زيدان·
من الأفضل؟
وبكل موضوعية لا يبدو فيجو أفضل لاعب هذا الموسم ولم يكن مستواه أفضل بكثير من ديفيد بيكهام والذي جاء في المركز الثاني، إلا أنه نال في النهاية 250 نقطةمن أصوات 130 مدرباً للمنتخبات الوطنية من جميع أنحاء العالم مقابل 238 نقطة للانجليزي ديفيد بيكهام، بينما كان الاسباني راؤول جونزاليس الذي احتل المركز الثالث خارج المنافسة برصيد 96 نقطة فقط·
وإذا كان لويس فيجو قاد بلاده الى نهائيات كأس العالم وفاز بالدوري الاسباني مع ريال مدريد فإن بيكهام هو الآخر فاز بالدوري الانجليزي مع مانشيستر يونايتد وسجل هدفاً تاريخياً في مرمى اليونان صعد بانجلترا الى مونديال كوريا واليابان·
وإذا توقفنا أمام اختيارات الـ 130 مدرباً سوف نشعر بالانحياز الشديد لديفيد بيكهام لأن هناك 30 مدرباً وضعوا بيكهام في المركز الأول كأفضل لاعب في العالم مقابل 27 مدرباً أختارو لويس فيجو الأول، وإذا كان نظام الاستفتاء يتم على أساس اختيار لاعب واحد فقط، فإن اللقب سيكون من نصيب بيكهام بجدارة وبرصيد 150 نقطة مقابل 135 نقطة، ولكن الفائز في استفتاء الفيفا هو صاحب أعلى رصيد من النقاط حيث يقوم كل مدرب باختيار ثلاثة لاعبين وينال اللاعب الذي يأتي في المركز الأول على 5 نقاط والثاني على 3 نقاط والثالث على نقطة واحدة·
وقد جاء لويس فيجو في المركز الثاني 35 مرة مقابل 23 للنجم الانجليزي وهو ما رجح كفته في النهاية، حيث أضاف 105 نقاط الى رصيده بينما جاء بيكهام في المركز الثالث 19 مرة مقابل عشر مرات لفيجيو·
إذن ديفيد بيكهام هو الاختيار الأول لمدربي العالم، ولكن هذا الاستفتاء مثل مباريات الكرة المهم النتيجة في النهاية وليس الأداء الجميل·
وقد اختار مدرب البرازيل لويس سكولاري لويس فيجو الأول وبيكهام الثاني وفيرون الثالث، بينما اختار جوران أريكسون مدرب انجلترا فيرون الأول وتيري هنري الثاني واليساند ورنيتا الثالث ، وقد انحاز البرتغالي هومبرتو كويليهو مدرب المغرب لمواطنه فيجو ووضعه في المركز الأول·
ولا يسمح لأي مدرب باختيار لاعب من نفس البلد الذي يعمل فيه لضمان موضوعية الاستفتاء وابتعاده عن العاطفة وبالتالي لم يختر أريكسون بيكهام بينما وضع جيوفاني تراباتوني مدرب ايطاليا روي كوستا البرتغالي في المركز الأول، أما أنطونيو أوليفيرا مدرب البرتغال فقد اختار الاسباني راؤول جونزاليس وفي المقابل نجد أن خوزيه أنطونيو كاماتشو مدرب اسبانيا اختار البرازيلي روبرتو كارلوس·
وجاء اختيار بلازيفيتش مدرب ايران بعيداً تماماً عن الموضوع حيث انحاز للنجم الكرواتي آلن بوكتيش بينما اختار مارشيلو بيلما مدرب الأرجنتين الاسباني راؤول·
رأي العرب
وباستثناء بيرتي فوجتس مدرب الكويت وهومبرتو كويليهو مدرب المغرب ومنعم مدرب الأردن لم ينصف مدربو المنتخبات العربية الذين شاركوا في الاستفتاء أياً من ديفيد بيكهام أو لويس فيجو لأن أصواتهم ذهبت الى زين الدين زيدان وريفالدو حيث اختار الألماني فولفجانج سيدكا مدرب البحرين الحارس الألماني أوليفر خان بينما اختار كل من ميلوسلاف راديتوفيتش مدرب سوريا وخميس العبيدي مدرب شباب تونس الفائز بذهبية البحر المتوسط وناصر الجوهر مدرب السعودية البرازيلي ريفالدو·
واختار كل من رشيد جابر مدرب عمان واسماعيل المصري مدرب فلسطين وأحمد بابكر مدرب السودان الفرنسي زين الدين زيدان·
أوين نجم الجمهور والصحافة
وإذا كانت آراء المدربين انحازت الى النجوم الأربعة اللامعة أصحاب الأسماء الكبيرة فإن الصحفيين اختاروا بالعقل والمنطق نجم الموسم وهو الانجليزي مايكل أوين ونال الكرة الذهبية في استفتاء الفرانس فوتبول ولم يعتمد هذا الاختيار على شهرة اللاعب بقدر عطائه في الملعب والإنجازات التي سطرها هذا العام حيث نال خمس بطولات مع فريقه ليفربول منها كأس انجلترا وكأس الاتحاد الأوروبي وقاد بلاده الى نهائيات كأس العالم وأحرز ثلاثة أهداف رائعة في مرمى ألمانيا عندما فازت انجلترا 5/1 في استاد ميونخ الأولمبي وأحرز هذا العام 36 هدفاً في 54 مباراة اشترك فيها ما بين محلية ودولية وأوروبية·
ويرى النجم الفرنسي ميشيل بلاتيني ان مايكل أوين أفضل من لويس فيجو وراؤول جونزاليس بعد الأداء الرائع هذا الموسم ويتوقع بيليه أن يكون معجزة انجلترا الصغير أحد نجوم مونديال كوريا واليابان·
وفي النهاية إذا وضعنا الأسماء الثلاثة لويس فيجو - ديفيد بيكهام - مايكل أوين على مائدة الاختيار ونظرنا الى أداء كل منهم هذا الموسم بعيداً عن تاريخه وإنجازاته السابقة سوف يأتي مايكل أوين في المركز الأول بجدارة وهذا ما حدث في استفتاء ورلد سوكر الذي يشارك فيه الجماهير حيث نال أوين 31 في المئة من مجموع الأصوات يليه ديفيد بيكهام 16 في المئة ثم راؤول جونزاليس 12 في المئة والإيطالي فرانشيسكو توتي الرابع 8 في المئة وجاء لويس فيجو السابع ونال 3 في المئة فقط·
الطريف في الأمر ان الانجليز لم ينصفوا مايكل أوين حيث نال تيدي شيرينجهام مهاجم مانشيستر يونايتد السابق وتوتنهام الحالي لقب أفضل لاعب في انجلترا الموسم الماضي·
وهكذا فإن الاتفاق في الرأي على لاعب واحد يبدو مستحيلاً لأن مجلة برافو الايطالية مثلاِ لم تختر مايكل أوين أو لويس فيجو أو ديفيد بيكهام ولكنها اختارت أوين هارجريفز لاعب بايرن ميونخ ونجم المنتخب الانجليزي الصاعد وقد نرى أسماء أخرى في استفتاء مقبل·
ولكن رغم كل هذا الاختلاف يبقى مايكل أوين النجم الشرعي لعام 2001 وذلك وفقاً لرأي الجمهور والصحافة والمنطق مع كامل احترامنا للنجم البرتغالي لويس فيجو·
الفتى الذهبيOWEN
