تصل بطولة كأس الامم الافريقية السادسة والعشرين 2008 لكرة القدم بغانا غدا الخميس إلى محطتها قبل الاخيرة بمباراتين مثيرتين في العاصمة أكرا ومدينة كوماسي في الدور قبل النهائي للبطولة والذي يشهد منافسة شرسة بين أفضل أربعة منتخبات على مستوى القارة السمراء.
ويلتقي منتخبا غانا صاحب الارض والكاميرون المنافس العنيد دائما على استاد "أوهين دجان" بالعاصمة أكرا فيمايواصل المنتخب المصري بمفرده رحلة الدفاع عن سمعة الكرة العربية في البطولة الافريقية في مباراته المهمة أمام نظيره الايفواري على استاد "بابا يارا" بمدينة كوماسي.
وشهد المربع الذهبي للبطولة الحالية تأهل أفضل أربعة منتخبات في البطولة بل وفي القارة السمراء بشكل عام ويكفي أن المنتخبات الاربعة جمعت فيما بينها 14 من الالقاب ال25 السابقة للبطولة مما يبشر بمنافسة شرسة في مباراتي الغد.
ويستحوذ المنتخب المصري حامل اللقب على الرقم القياسي في عدد مرات الفوز باللقب (خمس مرات) وأحرزها أعوام 1957 و1959 و1986 و1998 و2006 مقابل أربعة لكل من المنتخبين الغاني 1963 و1965 و1978 و1982 والكاميروني أعوام 1984 و1988 و2000 و2002 مقابل مرة واحدة فقط للمنتخب الايفواري عام 1992 .
ولذلك يشهد الدور قبل النهائي للبطولة غدا مواجهتين مثيرتين بين أربعة منتخبات لديها خبرة وطموح الفوز باللقب ومن ثم يصعب التكهن بهوية الفريق الفائز في كل من المواجهتين والذي يصعد للمباراة النهائية التي تقام يوم الاحد المقبل بالعاصمة أكرا.
وعلى استاد "أوهين دجان" في أكرا يسعى كل من المنتخبين الغاني (النجوم السوداء) والكاميروني (الاسود التي لا تقهر) إلى التقدم خطوة جديدة على طريق البحث عن اللقب الخامس.
ورغم إقامة البطولة على أرض النجوم السوداء وبين الجماهير المتحفزة والتي تنتظر من فريقها اللقب الافريقي الاول له منذ 26 عاما حيث كان آخر لقب أحرزه النجوم السوداء في البطولة الافريقية هو لقب بطولة 1982 في ليبيا تبدو المباراة متكافئة إلى حد كبير.
وشق الفريقان طريقهما بنجاح نحو الدور قبل النهائي على الرغم من العقبات التي واجهها كل منهما في المباريات السابقة له في البطولة.
وبدأ المنتخب الغاني مسيرته في البطولة بشكل متواضع حيث تغلب بصعوبة على كل من غينيا 2/1 وناميبيا 1/صفر ولكنه أعلن عن نفسه بقوة من خلال الفوز الثالث له في المجموعة والذي أطاح فيه بالمنتخب المغربي (أسود الاطلسي) من البطولة بالتغلب عليه 2/صفر.
ورغم ذلك واجه المنتخب الغاني العقبة الكبرى في طريقه بالبطولة عندما وجد المنتخب النيجيري في مواجهته بالدور الثاني (دور الثمانية) لكنه كان عند حسن ظن جماهيره وتغلب بعشرة لاعبين فقط على المنتخب النيجيري منافسه العنيد 2/1 ليكون الفوز الاول للنجوم السوداء على نسور نيجيريا في المباريات الرسمية منذ 16 عاما.
وربما حرمت هذه المباراة المنتخب الغاني من نجم دفاعه وقائده جون مينساه الذي طرد في المباراة الماضية ليتعرض للايقاف في مباراة الغد لكنها في نفس الوقت منحت الفريق دفعة معنوية هائلة قبل المواجهة المرتقبة أمام الكاميرون خاصة وأن المنتخب النيجيري كان البادئ بالتسجيل ثم نجح المنتخب الغاني في تحقيق الفوز.
في المقابل يبدو إصرار المنتخب الكاميروني على الوصول للمباراة النهائية بنفس رغبة النجوم السوداء حيث يسعى المنتخب الكاميروني إلى الفوز باللقب أيضا ليؤكد أن البداية الهزيلة له في البطولة ليست مقياسا لمستوى الاسود التي لا تقهر.
وتلقى أسود الكاميرون لطمة قوية في بداية مشوارهم بالبطولة عندما خسروا أمام المنتخب المصري حامل اللقب 2/4 ولكنهم استعادوا توازنهم سريعا وتغلبوا على زامبيا 5/1 والسودان 3/صفر في الدور الاول ثم على تونس 3/2 في مباراتهما بدور الثمانية بعد التمديد لوقت إضافي.
ويملك المنتخبان الغاني والكاميروني العديد من أسلحة الفوز في المباراة حيث تشتمل صفوفهما على مجموعة من أفضل المحترفين في الاندية الاوروبية بقيادة الغاني مايكل إيسيان نجم تشيلسي الانجليزي والكاميروني صامويل إيتو نجم هجوم برشلونة الاسباني والفائز بلقب أفضل لاعب أفريقي ثلاث مرات متتالية.
ولذلك فالمباراة بينهما تستحق أن تكون نهائي مبكر للبطولة خاصة وأن المنتخب الكاميروني يملك جماهير عريضة أيضا في غانا أي أن جماهير صاحب الارض لن ترهب الاسود.
والتقى الفريقان مرتين فقط من قبل في النهائيات وكانتا في الدور الاول (دور المجموعات) وانتهت المباراتان بالتعادل حيث تعادلا سلبيا في بطولة عام 1982 بليبيا وفاز فيها المنتخب الغاني بلقب البطولة للمرة الرابعة والاخيرة في تاريخه.
كما تعادل المنتخبان 1/1 في بطولة عام 2000 التي استضافتها غانا بالتنظيم المشترك مع نيجيريا وفازت الكاميرون في النهاية بلقب البطولة للمرة الثالثة في تاريخ الفريق.
وعلى استاد "بابا يارا" في مدينة كوماسي سيكون الفراعنة على موعد مع لقاء صعب ومثير في الخطوة قبل الاخيرة برحلة الدفاع عن اللقب الذي أحرزه المنتخب المصري عام 2006 على ملعبه وبين جماهيره.
وستكون المواجهة بين المنتخبين المصري والايفواري غدانسخة مكررة لنهائي البطولة السابقة الذي فاز فيه المنتخب المصري على نظيره الايفواري بضربات الجزاء الترجيحية بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل السلبي.
ولا يختلف اثنان على أن هذه المباراة تجمع بين أفضل منتخبين في البطولة الحالية ولذلك فإن الفائز منهما يقترب بنسبة كبيرة للغاية من إحراز اللقب.
وقطع المنتخبان طريقهما إلى المربع الذهبي بنجاح حيث تغلب المنتخب المصري على الكاميرون 4/2 والسودان 3/صفر ثم تعادل مع المنتخب الزامبي 1/1 ليحتل قمة مجموعته في الدور الاول للبطولة ثم فاز على المنتخب الانجولي العنيد 2/1 في دور الثمانية.
أما المنتخب الايفواري فحقق الفوز في جميع المباريات الاربع التي خاضها في البطولة حتى الان وبدأت بالتغلب على نيجيريا 1/صفر ثم على بنين 4/1 ومالي 3/صفر في الدور الاول وبعدها على المنتخب الغيني 5/صفر في دور الثمانية.
لذلك فالمواجهة غدا ستكون بين عملاقين نجح كل منهما في ترك بصمته في البطولة الحالية ويستحق كل منهما الصعود للمباراة النهائية في البطولة.
وربما يكون المنتخب الإيفواري هو الافضل من حيث الامكانيات البدنية والجسمانية فيما يتميز المنتخب المصري من الناحية النفسية والمعنوية في حين تتساوى كفة الفريقان بشكل كبير من الناحية الفنية والخططية.
ويضاعف من تفاؤل المنتخب المصري قبل هذه المباراة عدة أسباب يأتي في مقدمتها أن أحدا لم يكن يتوقع وصول الفراعنة إلى المربع الذهبي في البطولة الحالية بعد النتائج المتذبذبة التي حققها الفريق في التصفيات حيث سقط في فخ التعادل في جميع المباريات الثلاث التي خاضها خارج ملعبه في التصفيات أمام منتخبات موريتانيا وبوتسوانا وبوروندي بينما حقق الفوز على المنتخبات الثلاثة في ملعبه.
يذكر أن المنتخب الايفواري فشل في التغلب على المنتخب المصري في ثلاث مواجهات جرت بينهما في غضون العامين الماضيين حيث نجح المنتخب المصري في التغلب على أفيال كوت ديفوار 3/1 في الدور الاول للبطولة الافريقية عام 2006 بمصر ثم فاز المنتخب المصري على الافيال في نهائي نفس البطولة بضربات الترجيح.
والتقى الفريقان وديا في فرنسا في آب/أغسطس الماضي وانتهى اللقاء بالتعادل.
وعلى مدار تسع مواجهات جمعت بين الفريقين في تاريخ مشاركاتهما بنهائيات كأس الامم الافريقية كان للمنتخب المصري اليد العليا فقد فاز في ست مباريات وخسر مباراة واحدة فقط وتعادل الفريقان في مباراتين.
ويضاعف من تفاؤل المنتخب المصري في مباراة الغد أنه أحرز اللقب في ثلاث من البطولات الخمس التي فاز بها بعد أن تفوق على المنتخب الايفواري في طريقه نحو اللقب ففي عام 1986 فاز المنتخب المصري على كوت ديفوار 2/صفر في الطريق لإحراز لقب البطولة التي جرت في مصر.
وفي عام 1998 ببوركينا فاسو فاز الفراعنة على الافيال 5/4 بضربات الترجيح بعد انتهاء الوقتين الاصلي والاضافي بالتعادل السلبي في مباراتهما بدور الثمانية ثم جاء فوز الفراعنة على الافيال مرتين في البطولة السابقة بمصر عام 2006 .
وعلى الرغم من الترشيحات القوية التي تصب في مصلحة المنتخب الايفواري قبل مباراة الغد تبدو المواجهة متكافئة إلى حد كبير خاصة وأن تشكيل وعناصر المنتخب الايفواري لم تختلف كثيرا عما كانت عليه في عام 2006 مع اكتساب مزيد من الخبرة فحسب.
وفي المقابل عزز المنتخب المصري صفوفه هذه المرة بعدد من العناصر المميزة وفي مقدمتها حسني عبد ربه الذي سجل أربعة أهداف للفراعنة في البطولة الحالية حتى الان منها ثلاثة أهداف من ضربات جزاء.