إليكم التتمة ....
تحدثنا في الفصل الماضي عن طوفان المعلومات الذي نواجهه كل يوم بالرغم من كل ما نعانيه من ضيق الوقت, لذا برزت أهمية القراءة السريعة, ونتحدث في هذه المرة عن تعريف القراءة السريعة وعن عوامل تقوية الذاكرة.
ماهي القراءة السريعة؟
هي رفع طاقة التعلم إلى أقصى درجة وهي أسلوب مهني جديد في المطالعة يختلف عن القراءة التقليدية التي اعتدتنا عليها، لأننا بامتلاكنا لأدوات هذه المهارة سيكون في وسعنا أن نتلقى ونستوعب كل ما تقذفه إلينا وسائل الإعلام من حولنا (كتباً ومجلات، وصحفاً وصفحات من الانترنت...) .
التعريف الجديد للقراءة
إن القراءة في الواقع تعتبر عملية من ستة أجزاء و تحتوي على الخطوات التالية :
1- المعرفة: و هي معرفتك برموز الحروف الهجائية، وتبدأ هذه الخطوة قبل عملية القراءة الطبيعية .
2- الاستيعاب الجيد: وهي العملية المادية التي من خلالها ينعكس الضوء من الكلمة، وتستقبله عيناك، ثم يتحول عبر العصب البصري على المخ .
3- التكامل الداخلي: وهو مرادف الفهم الأساسي، وهو يشير إلى الربط بين كل أجزاء المعلومات المقروءة مع الأجزاء الأخرى المناسبة .
4- التكامل الخارجي: وهي العملية التي تسترجع بواسطتها كل معرفتك السابقة لما قرأت، وإتمام الربط الملائم فيما بينها، و تحليلها، ونقدها، وتقدير قيمتها، والاختيار والرفض .
5- القدرة على التذكر: وهي التخزين الأساسي للمعلومات، فلقد خاض معظمنا تجربة الدخول إلى قاعة الامتحان، وهو يخزن معظم المعلومات المطلوب منه استرجاعها خلال ساعتين من الزمن. ولكنه لا يتذكرها : إلا عند مغادرة الامتحان ـ إن تخزين المعلومات وحده لا يكفي بل لابد أن يصاحبه الاستدعاء, ويعني استعادة المعلومة المخزنة عند الحاجة إليها.
6- الاتصال: الاستخدام الذي سيتم فيه وضع المعلومة. و هناك الاتصال المكتوب ، أو المنطوق، أو الذي سيتم التعبير عنه بأسلوب آخر مثل الفن أو الغناء أو أي شكل آخر من طرق التعبير الإبداعية .
الاتصال يتضمن أيضاً الوظائف الإنسانية التي تهدر غالباً مثل التفكير ! إن التفكير هو عملية التكامل الخارجي الدائمة .
ما العوامل التي تساعدك على تقوية ذاكرتك وأن تتذكر ما قرأت؟
• الحسّيّة: كل صاحب ذاكرة عظيمة يتمتع بسوية حسية عالية وحواس مدرَّبة جيداً : السمع، البصر، الشمّ، الذوق ، اللمس، الوعي الدقيق بموضوع الجسم وحركته.
• الحركة: عندما تبتدع صوراً ذهنية لتساعدك على التذكر، فإنّ الحركة تعطي دماغك فرصاً كثيرة للربط الذهني، لأن الحركة تمنح صورك الذهنية بعداً ثالثاً.
• الارتباط: عليك أن تربط ما تريد تذكره مع شيء ما في بيئتك الاعتيادية، إذن اربط ما تريد تذكره بأشياء مألوفة بالنسبة لك.
الفكاهة: عليك أن تستمتع بمخيلتك، اجعل صورك الذهنية كاريكاتيرية، مضحكة بقدر ما تستطيع.
• الخيال: قال إلبرت أينشتين ( الخيال أكثر أهمية من المعرفة لأن المعرفة محدودة أما المخيلة فتشمل العالم كله و بهذا تحث على الارتقاء و التطور) كلما استخدمت مخيلتك كلما أصبحت قادراً على استخدامها بشكل أفضل و كلما أصبحت أكثر براعة في استخدامها صارت قدرتك على التذكر مدهشة .
• الترقيم: عندما ترقم الأشياء فإنك تمنحها ترتيباً وسياقاً يساعدك على تذكرها، والترقيم هو أحد مهارات النصف الأيسر من الدماغ.
• الرمزية: ولا بأس بالرموز أو الخيالات الطبيعية، ولكن كلما كانت الرموز ذات معنى بالنسبة لك زاد احتمال تذكرك لما تربطه بها. إذاً اجعل رموزك غريبة بقدر ما تستطيع.
و أنا أحثك على جعل أفكارك وتصوراتك ملونة بقدر ما تستطيع، وكلما كانت مشرقة وحيوية كان من السهل عليك تذكرها .
• النظام والتسلسل : عندما تطور هذه القدرة إلى حدودها القصوى ستزداد قدرة دماغك على أرشفة المعلومات وكأنها في مكتبة منظمة . وكلما ازداد استخدامك النظام و التسلسل تطورت ذاكرتك.
• التفكير الايجابي : وهذا يعني أن عليك أن تجعل تصوراتك إيجابية ، و سارّة ، لأن الدماغ عندها سيرغب في العودة إليها و تذكرها، أما إذا استخدمت الصورة السلبية فستجد أن الدماغ لا يتذكرها .
• المبالغة : والمبالغة تعيدنا إلى حديثنا السابق عن ضرورة جعل تصوراتنا الذهنية متسمة بالروعة والغرابة قدر الإمكان.
إذا طبقت هذه المفاهيم كلها على حفظك المعلومات فإن ذاكرتك ستتسع أبعادها بلا حدود.
يتبع ...