السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أترككم مع الفصل الثاني
الفصل الثاني: أللعنة الذكية!
بعد خمسين سنه !!!
· قرية الإبهام
منزل صخري يتكون من طابقين بسيط التكوين تكاد لا تتضح ملامح جدرانه بسبب النباتات المتسلقة التي كست جدرانه أوراقها تتلاعب الرياح بها يمينا ويسارا بخفة ورتابة، لاكن فجأه تهب ريح قوية تكاد تقتلعها من على الجدران اتبعها صوت فتح نافذة ويبدو أنها النافذة في الطابق العلوي حيث تخفق ستائرها بقوة وعشوائية، تسكن الريح مره واحد تثبت معها الستائر وتتسمر كأنها ستائر خشبية، خيوط أشعة شمس الصباح أضاءت الغرفة بالكامل بعد فتح النافذة ويبدو أنه هناك شخص لا يزال نائما لهذا الوقت المبكر.
... تظهر من لا شيء ظلمة تكتم أنفاس الصباح وتلف أشعة الشمس كالدخان تتجمع وتتركز حول سرير ذاك الشخص ولتنتشر منه كنقطه في أرجاء الغرفة ولتجعلها أحلك وأحلك وكأنها تريد أن تعزلها عن العالم المشرق بالخارج ظلمة يبدو أنها أقوى من نور الصباح، تكاد بل تنعدم الرؤية تماما كل هذا حدث في ثواني معدودة وفي صمت رهيب.
... في الطابق السفلي وكأن لا شيء يحدث يظهر من خلال النافذة شاب شارد الذهن يجلس على طاولة الإفطار مع فتى آخر منهمك بالأكل في الطرف الآخر للطاولة.
- صوت لطقطقت أصابع على الطاولة لشاب ذو نظرة حالمة يحمل ندبه مخيفه على وجهه يتأمل عبر النافذة قمة جبل يكاد يخترق السحب، طرف الجبل الأيمن تم نحته على شكل ما عملاق لا تتضح معالمه، بالأسفل من الجبل أشجار كثيفة التحمت مع بيوت صخرية عزفت مع بعضها سيمفونية الحجر والشجر، طريقة جلوسه على الكرسي وتأمله تضفي عليه بعض الغرابة... يقطع تأمله صوتا قادما من حافة شعوره متجها لبؤرة شعوره التي صرفها لتأمل تفاصيل امتزاج الأخضر بالأبيض... لاكن هذا الصوت بدا مألوفا له من أيام معدودة فقط... فقرر أن يصرف انتباهه له/بؤرة شعوره.
- ( شراز... هل تمرر لي السكر لو سمحت ) ينظر إليه وعيناه تبتسمان.
- يتوقف شراز عن الطقطقة بأصابعه وقد بدأ بدحرجة عينيه يمينا ويسارا بحثا عن علبة السكر فسقطت عيناه على الفتى الجالس أمامه في الطرف الآخر للطاولة فتوقفت عيناه عن البحث وكأنه وجد ضالته، ثم غرق مجددا في التأمل... يلمح الفتى وقد ظهر هلال أفقي أسفل أنفه وهو يشير له بإصبعه السبابة ناحية يده التي بدأت تطقطق مجددا... يدحرج عينيه للأسفل فإذا بها أصابعه تنهال بالضرب على علبة السكر... فأمسكها ورفعها لمستوى عينيه وهو يقلبها وكأنه يريد أن يرى إن كانت قد أصيبت بأذى أم لا من وحشية أصابعه الخشنة، لاكنه في الحقيقة كان يتأملها.
- الفتى يبدو أنه لم يعد يستمتع بالأمر ( شراز... أرجوك ليس مجددا ) يمد له يده ( أعطني علبة السكر تلك... وتوقف عن الجلوس بتلك الطريقة قبل أن تنزل أمي وتراك ) ينتزع غطاء علبة السكر ويغرز الملعقة بقسوة ويضع سلبه منها في كوبه الذي به نوع من الشراب الأخضر.
- يظهر شراز وهو يتقمص جلسة الساموراي على الكرسي... يمسك كوبه، يرفعه لأخذ رشفة بعد أن أثارت رشفات الفتى المتهجمة حفيظة بطنه... يوقف الكوب عند بوابة العبور... يدحرج عينيه للأسفل حيث يرى صورة شخص يغطي شعره الطويل الحلزوني عينيه بالكامل والتي من المفترض أنها صورته لاكنه لم يبدي لها أي اهتمام... يتذكر شيئا ما... يضع الكوب على الطاولة ( أمي ) يجلس جلسة طبيعية على الكرسي ولاكن محاكاته للجلسة يظهر عليها التصنع فبدت أغرب من الأولى التي يتقنها إتقانا تاما... ينظر للفتى وهذه المرة استعمل رقبته لتلفت ولم يكتفي بدحرجة عينيه وهذه المرة بدا شخصا آخر، بصوت آمر ( دياز اصعد وأيقظ أمي لقد تأخرت بالاستيقاظ هذا الصباح ).
- دياز وهو يواصل ارتشاف السائل الأخضر الذي يوجد بالكوب ودون أن ينظر إليه ( إنه أمر طبيعي فلقد أرهقت نفسها بالعمل أمس ) لاكنه لم يستلم جواب منه فرفع رأسه فإذا به...عندها قام وسحب الكرسي وخطى خطوه جانبيه للخروج من بين الطاولة والكرسي، التفت، وضع يديه في جيوبه، و اتجه نحو السلالم ( يا إلهي ) يصعد السلالم ( أن يكون لك أخ أكبر هو أمر مزعج حقا ).
- شراز يرجع ويتقمص جلسة الساموراي لاكن هذه المرة فوق الطاولة يقبض بيديه على ركبتيه مكملا الجلسة، ثم أغمض عينيه ورفع رأسه قليلا وكأنه يحاول الإحساس بطارئ ما.
- انتهى دياز للطابق الثاني ويتجه لغرفة أمه في خطوات بطيئة ثم يبتسم ابتسامة خفيفة ( كم أنا متلهف لأرى تعبير وجه أخي عندما أريه المؤسسة التعليمية لقريتنا ) يضع يده على مقبض باب غرفة الأم ( أو عندما أوقفه أسفل الجبل سيحاول بالتأكيد رؤية قمته وعندها سيسقط للخلف ) يفتح الباب وقد بدأ بالضحك و يخطوا أولى الخطوات داخل الغرفة.
- شراز تبدأ عينيه المغمضتان بالارتجاف وكأنه يرى كابوسا ما .
- دياز يتلمس مصباح الغرفة ( غريب... ما هذا الظلام الحالك ؟ )
- شراز يفتح عينيه في أقصى اتساع لهما وقد تخللتهما عروق حمراء.
- دياز يشغل مصباح ( أمي... أمي... هيا استيقظي... غريب ما هذا الظلام هل أشعلت المصباح أم لا ؟ ).
- يتلاشى شراز من على الكرسي ليظهر على خشبة الإسناد الخاصة بالسلالم وهو يركض عليها متوجها للأعلى بعدها سمع دوي صرخة دياز اهتزت لها أرجاء المنزل الصرخة التي لم يكن ينتظرها كي يتحرك.
- يظهر دياز في حالة رعب وكأنه يرى شبحا ما .
- شراز يركض للغرفة وتكاد أطراف أصابع رجليه لا تلمس الأرض والكثير من الأفكار السيئة تتصارع في مخيلته، اقتحم باب الغرفة بكتفه فإذا بدياز في الزاوية وقد ضم ركبتيه إليه بشدة واضعا رأسه بينهما لاكنه سرعان ما رفع رأسه بصورة متقطعة تعلو وجهه نظرة صارخة يحاول التمتمة بكلمات الشيء الذي جعل شراز يقف مشدوها منتظرا أن يخبره بشيء ما .
- دياز يستجمع قواه ويرفع يده مشيرا للنافذة
- شراز يلتفت بسرعة لاكنه سرعان ما لاحظ اختفاء أمه والنافذة المفتوحة التي هرول مسرعا إليها لينظر من خلالها لاكن دياز نطق أخيرا .
- ( ذاك الشيء... أخـ.. أخذ أمـــــــــي ) ثم أجهش بالبكاء .
- قفز شراز عبر النافذة غير مبال بعلوها من الأرض وهو في طريقه للأسفل وقميصه الأبيض الفضفاض قد بدأ بالخفقان بشدة، خطر بباله خاطر ( رجل عجوز قوي البنية متخم بالجراح يمسكه شراز بكلتا يديه و دموعه الساخنة احمرت لها عيناه اللتين بدتا وكأنهما ستدمعان دما، الرجل العجوز يتشبث بيده اليسرى بكتف شراز و أصابع يده اليمني يكاد يغرسها في قلب شراز، ليتكلم العجوز بعد كحا دامية غلبته مطولا ( شراز بني تذكر كلماتي الأخيرة : أمك وأخيك هما ما تعيش لهما فلا حياة لك من دونهما... كما لا تنسى ما أوصيتك به عندما كنا بالجانب الأسود ) ينتهي خاطر شراز بارتطامه الشديد بالأرض الارتطام الذي لم يستعد له مما أدى لكسر إحدى رجليه .
- دياز يحبوا باتجاه السرير وقد توقف إدراكه لما حوله ( أمي... أمي.. ذاك الشيء... أنتزعك منـــــــــــــا )
- شراز يحاول الهرولة وقد تكسرت رجله وخواطر وذكريات كثيرة تتواتر بمخيلته متلاحقتا بسرعة مما أتعب ذهنه وأفقده تركيزه... يجابه نفسه ويواصل التقدم يعرج ويخطوا... يعرج ويخطوا... لاكن أمر ما أصابه بالدوار فسقط مغميا عليه...
· يظهر خيال رجل فوقه وقد ألقى بظلاله عليه بعد أن سد الشمس .
**********************
أرنب صغير يقفز هنا وهناك كلما ابتعد نظر إلى جحره تحت الصخرة.
- شخص ما ينظر عن كثب عيناه تشع بالأمل تراقب وكأنها تتنبأ بما سيحدث .
الأرنب يأكل بسرعة كأنه يسابق الزمن لاكنه رفع أذنيه ثم رأسه حيث يبدو أنه أحس بشيء ما لاكنه لم ينتظر ليعرف ما هو قفز قفزات متتالية باتجاه جحره... يهم الصقر ليغرس مخالبه فيه لاكنه أفلته فأصطدم الأرنب بجوار الصخرة بسبب خوفه الشديد فحلق الصقر عائدا إليه وأمسكه .
- ( الخــــــوف... أخطر من مصدره ) ذاك الشخص يغمض عينيه وكأنه يتذكر شيئا ما وهو يقف في شرفة قصره المنحوت بطريقة بديعه في جانب جبل تخترق قمته السحب " يبدو أنه رئيس قرية الإبهام " يفتح عينيه على الصقر وهو يمزق صدر الأرنب ويأكله لاكنه فوجئ بسهم يخترق الصقر قاتلا إياه، طأطأ رأسه وأومئ بإشارة سلبية ( إيان... يأخذ كل شيء بطريقة شخصية ).
************************
فتى ذو ملامح قاسية جسمه أكبر من سنه حليق الرأس بالكامل حيث تظهر بعض الكدمات من رأسه الذي يضع عليه فرو راكون تدلي ذيله خلف رقبته، يرتدي فروت دب رأسه مثبت على كتفه الأيمن ويديه تم شدهما كحزام على خصره، أذرعه وسيقانه تم لفهما بفرو ثبت بأحزمة جلدية يضع خلف ظهره فأسا ضخم ويمسك مسدس السهام وهو ينظر عبر إحدى نوافذ ممرات القصر إلى الصقر وقد تداعى على الأرض ميتا يرجع مسدس السهام إلى ظهره ويواصل طريقه عبر ممرات القصر التي يوجد بها نوافذ دائرية تسمح بدخول الهواء، فوق الممرات يحلق سرب من القضبان الحديدية التي تشد الجدران و توضدها، ممرات كثيرة ومتقاطعة تشبه المتاهة لاكنها بتصميم أكثر انتظام، ممرات تكون غرف بدون أسقف، بين كل تقاطع يتمركز حارسان، يواصل سيره عبر الممرات يصل إلى تقاطع يحييه حارسان بانحنائه خفيفة .
- ( سيدي )
- ( سيدي )
يسلك الممر إيان الممر الأيمن الذي توجد على طرفه لافتة صغيرة كتب عليها " القاعة الشرفية " يصادف بعض الشباب الذين يتحدثون فيما بينهم يتقدمهم أحد حرس القصر، يمر من بينهم دون إبداء أي اهتمام .
- احد الشبان يلتفت إلى صديقه في دهشة واضحة ( هل رأيت هذا الفتى إنه يرتدي دبا ويضع قطا على رأسه )
- صديقه الآخر مردفا ( وتلك الفأس على ظهره... إنها ضخمة حقا )
- شاب آخر يلتفت إليهما بعد أن توقف ( هآي... أنتما أيها المغفلان إنه إيان ابن الرئيس شايان ) يلتفت مكملا طريقه وهما ينظران له فيشير عليهما بيده ( أنصحكما أن لا تزعجاه !!)
- الحارس بالمقدمة وهو يصيح على ثلاثتهم ( أنتم الثلاثة هيا... لا يجدر بكم التوقف هنا ) يواصل التقدم .
- إيان يتوقف ثم يلتفت إليهم لاكنه لم يرى إلا قبعة أحدهم ووشاح آخر يتشقلبان في الهواء والحارس يقف وحيدا في حالة دهشة
- الحارس يحاول إيجاد العبارة المناسبة ( يبدو أنني أمتلك شخصية قيادية... على غير العادة ) يبتسم ثم يحي إيان بانحنائه خفيفة ويواصل سيره .
- إيان يتنهد ( ترى ماذا كان يريد أبي من هؤلاء المغفلين ؟ ) ينظر للحارس وهو ينعطف عند الممر الأيسر ثم يلتفت مكملا طريقه ( لا يهم )
*****************************
" القاعة الشرفية "
لا زال الرئيس شايان يواصل تأمله عبر الشرفة متوقعا دخول ابنه إيان عليه في أية لحظة، سمع صوت طرق على الباب أو بالأحر البوابة فأخذ نفسا عميقا وتنهد بأريحية ( على أن أواجهه بالحقيقة هذه المرة ) يمسك طرفي جلبابه المطرز بخيوط ذهبية أضفت عليه الفخامة و الأبهة، بصوت مرتفع ( أدخل ).
يدخل رجل طويل القامة يرتدي ملابس سوداء ويضع نظارات طبية شعره يتخلله بعض الشيب لاكنه ليس بالكبير في السن .
- يتقدم متوجها للرئيس شايان، يقف أمامه ويحييه بانحنائه خفيفة ( سيدي الرئيس )
- يضع شايان يده على كتفه وهو يبتسم بسرور ثم يشير له بيده الأخرى لكي يجلس ( سعيد برؤيتك سابان تفضل بالجلوس ) .
- سابان وهو في طريقه للجلوس ( سيدي الرئيس أخشى أن لدي أنباء سيئة )
- شايان بقلق واضح ( هل رفض ساحرنا سياخوس تعليم الدفعة الجديدة أيضا ؟ )
- سابان ( للأسف نعم سيدي ) يشير بيده للباب ( ولقد صرفتهم مع الحارس قبل دخولي عليك )
- شايان في حيره سابان يسكت لبرهة .
- سابان مردفا ( لقد انتقيت أفضل وخيرة الشباب وأصلحهم للتعلم كما طلبت مني لاكنه...)
- شايان مقاطعا له وهو يحرك رأسه متهكما ( لاكنه رفضهم بحجة عدم قدرتهم تقبل الأمور الغير اعتيادية )
- سابان بهدوء وأعصاب باردة ( عفوا سيدي... بل قال أن طاقتهم الروحية ضعيفة جدا )
- شايان يبتسم بسخرية ( جيد... على الأقل مبرر جديد ) يسكت لبرهة وكأنه يقلب الأفكار بمخيلته وتبدأ ملامح الغضب بالظهور على وجهه ثم يقف ويلتفت اتجاه الشرفة ( هل يظن ذاك العجوز أنه ما زال شابا إنه يبلغ السابعة والستين من عمره )
- سابان يومئ برأسه مؤكدا كلامه
- شايان يجلس ويضرب الطاولة بقبضته في غضب واضح ( على هذا العجوز أن يقوم بتعليم بعض الشباب ليخلفه أحدهم تحصين القرية بدأ يضعف وهو لم يعد كما كان لم يعد الأقوى والأقدر من بين كل السحرة عليه أن يعترف بذلك ) يسكت لبرهة يضبط أعصابه وأفكاره ( كما أنه لم يعد يوجد سحرة يستطيعون تأمين الغطاء ضج المخلوقات ساكني الظلام وخاصة لقرية كقريتنا ما يوجد الآن هو بعض المشعوذين والدجالين الذين يتلاعبون بعقول الناس، كما أنه لا يمكننا أن نطلب ساحرا من إحدى قرى اليد ذاك الشيء سيبرز ضعفنا أمامهم ) يزداد غضبه بعد أن فشل بضبط أعصابه بسبب أفكاره التي لم تسعفه بحل ( كما لا ينسى أن أباه الساحر أدنيخاس كان السبب في ظهور ساكني الظلام لعنته التي لازمتنا بعد نهاية الحرب أللعنة التي أذاقتنا واذاقت جميع أهل القرى الويلات من خلال انتحاء أطفالهم لعالمهم المظلم وتحرير أرواحهم تلك الأرواح البريئة التي لم ترتكب ذنبا هي ما تتغذى عليه هذه المخلوقات التي قام أبوه بتحريرها ) يشير بيد ناحية سابان وكأنه يهدد الساحر سياخوس من خلاله ( وليعلم أن احتضاننا له يفتح علينا عداءات من جميع تلك القرى التي تطالب بحرقه للتخلص من لعنة أبيه على حسب اعتقادهم ) يحاول مجددا السيطرة على أعصابه و سابان لا زال يحافظ على هدوءه ( أللعنة... إننا بحاجة له ليعلم أحد شبابنا كي يخلفه ويأخذ على عاتقه تحصين القرية من ساكني الظلام كما كان يفعل هو سابقا ) يهدأ تماما ( أدنيخاس... ياله من ذكي ... عندما أيقن بالهزيمة علي يدي كاندو أراد لابنه أن يعيش من بعده لذلك علمه كيفية التحصين ضد ساكني الظلام وذلك ليجعل ابنه الترياق لهذا السم القاتل الترياق الذي من المستحيل أن تهرقه على الأرض ولم يعلمه كيفية التحكم بها حتى لا يتعرض للقتل هذا طبعا بعد أن فكر بفتح بوابة الظلام وإخراج ساكني الظلام منها ) شايان يغرق في التأمل.
- سابان بعد أن أنهي شايان حديثه وهدأ نوعا ما ( عفوا سيدي ... لاكن الأنباء السيئة هي أن عمليات انتحاء الأطفال في ازدياد ) كأنه يريد إثارته مجددا .
- شايان يجلس ويمسك رأسه بيديه واضعا مرفقيه على الطاولة ناظرا للأسفل ( الأوضاع تزداد سوءا يوما بعد يوم ) يرفع رأسه ( كم وصل العدد في هذا الأسبوع )
- سابان بأعصاب باردة وكأن الأمر لا يعنيه ( سبعة أطفال )
- شايان هدوء أعصابه بدا يثيره ( هذا يعني أن قريتنا هي الأضعف تحصينا ضد ساكني الظلام ) يحيد ببصره قليلا ( عليك أللعنة سياخوس ) يرجع وينظر لسابان بجدية وكأنه يستحثه أن يرمي القناع الجليدي الذي يضعه من على وجهه ( وصلتني الأنباء الإستخباراتية من فرق الاستطلاع أن في الأسبوع المنصرم سجل على قرى اليد باستثناء قريتنا إحدى عشر حالة انتحاء ) يقوم بمسك إصبعه السبابة من يده اليمنى ( خمس حالات ) يمسك إصبعه الوسطي ( حاله واحده ) يمسك إصبعه الخنصر ( ثلاث حالات ) يمسك إصبعه البنصر ( حالتان ) يمسك إصبعه الإبهام ( قريتنا سبع حالات ) يرفع يده على مستوى منتصف جلستهما وكأنه يريد نزع ذاك القناع الجليدي، لاكنه يقبض أصابعه بالتوالي بغضب واضح، يرفع صوته ( هذا يعني أن قريتنا هي الأضعف تحصينا )
· يعم الهدوء الجلسة بعد أن أصاب شايان البرودة من كتلة الجليد التي تجلس صوبه
... صوت قادم من خلف شايان يكسر جدار الصمت
- ( أبي هل تعلم لماذا نحن الأضعف )
- يصاب شايان بقشعريرة خفيفة أشد من سابقتها التي تسببت بها برودة سابان، يلتفت وراءه لمصدر الصوت فإذا به إيان وهو يبدو بملامح باردة لاكنه شعر بالدفء أول ما لمح وجهه الذي تقمصته القسوة، بنبره حانية ( بني... متي دخلت ؟ )
- يستطرد إيان ( نحن الأضعف لأننا لا نبذل الجهد الكافي لنكون الأقوى )
*************************
في أمان الله