انتبه .. إنها ليلة المغـفرة !
بِسْمِ اللـَّهِ الرَّحـْمـَنِ الرَّحِـيمِ
السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُه
انتبه .....إنها ليلة المغفرة !
إن الحمد لله نحمده تعالى ونستعينه ونستغفره ونعوذ بالله تعالى من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا ....... من يهده الله تعالى فلا مضل له ومن يضلل فلا هادى له ... وأشهد أن لااله الا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله .....
اللهم صلى على محمد وعلى آل محمد كما صليت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على ابراهيم وعلى آل ابراهيم انك حميد مجيد.
"{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنتُم مُّسْلِمُونَ} (102) سورة آل عمران
"{يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا} (1) سورة النساء
"{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا} (70) سورة الأحزاب
أما بعد :
فإن أصدق الحديث كتاب الله وخير الهدى هدى محمد –صلى الله عليه وسلم – وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار .
ماذا رُفع لك يا عبـــــــــــــــد الله فى هذا الزمــــــــــــــــــــــــــان ؟
هل رُفعــــــــــــــــــــــــــت أعمالك ؟
إن هذا الزمان هو زمان رفع الأعمال ولسنا ندرى متى ترفع تلك الأعمال على جهة التحديد .النبى –صلى الله عليه وسلم – فى الحديث الذى رواه النسائى والإمام أحمد فى مسنده قال لأسامة بن زيد حين سأله عن زمان شعبان هذا الذى كان –صلى الله عليه وسلم – يصومه إلا قليلا قال له :" ذلك شهر يغفل الناس عنه بين رجب ورمضان وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين فأحب أن يرفع عملي وأنا صائم"
متى يرفع عملك ؟تذكر معى منذ عام فى نفس هذه الأوقات ماذا صنعنا على مدار العام ؟
ماذا سيُرفع لنا عند رب العالميـــــــــــــــــــــــــن؟
والإشكال أن النبى –صلى الله عليه وسلم أخبر أنه زمان غفلة ونحن فى زمان الصيف وتشتد غفلة الناس فى هذا الزمان .....
ترفع صحيفتك فإذا هى ملطخة بهذه الذنوب وكلنا أصحاب ذنوب ومعاصى !!!!!
ألا تخاف حين يرخى الله كنفه يوم القيامة ويقررك على ذنب ذنب .....عبدى صنعت كذا يوم كذا ....تقول ..إى يارب.......
وكذا يوم كذا ......إى يا رب ....ذنب واثنان ....وعشر ....مائة .....الف ......مليون ........
هل تظن أنك دائما أبدا ستقول ..إى يارب ...أم ستمل من كثرة الذنوب ؟فإذال قلت فى لحظة لا ، ما صنعت ، ختم على فمك ولسانك وقررت جوارحك ونطقت وشهدت عليك " ومن نوقش الحساب عُذب".....
ألا تخاف من هذه اللحظة ؟ إياك أن تظن أنك لن تعاقب على ذنب فالله يقول :" { مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ {إلا أن تستدرك أمرك بالتوبة ......
فى بعض ما ورد عن النبى –صلى الله عليه وسلم – والحديث إسناده حسن أن النبى –صلى الله عليه وسلم - قال :" إن صاحب الشمال ليرفع القلم ست ساعات عن العبد المسلم المخطئ أو المسيء فإن ندم واستغفر الله منها وألقاها وإلا كتبت واحدة"
حين يقول النبى –صلى الله عليه وسلم – ست ساعات ...أى ست أوقات ...الله أعلم بمداها ست أوقات يمهله الملك فلا يكتبها فإن ندم واستغف طرحها وإن لم يندم ولم يستغفر كتبت عليه سيئة .
· أحسن الظن بإحسان العمل ..."لــــو أحسنـــــــــــوا الظن لأحسنـــــــــــوا العمل "
فظنك بربك إن شاء الله أنه سيغفر ويتوب ويعفو ويرحم بشرط أن تبذل جهدك وأن تعمل صالحا تقدمه بين يدى توبتك ...
· يأتينا فى هذا الأسبوع ليلة النصف من شعبان وهذه الليلة لم يصح عن رسول الله فيها حديث إلا حديثا واحدا ، رواه ابن ماجه وهو :" ( إن الله ليطلع في ليلة النصف من شعبان . فيغفر لجميع خلقه . إلا لمشرك أو مشاحن" هذه رواية ابن ماجة من حديث ابى موسى الأشعرى ...
فى مسند الإمام أحمد هذه الرواية بلفظ آخر :" يطلع الله عز وجل إلى خلقة ليلة النصف من شعبان فيغفر لعباده الا لاثنين مشاحن وقاتل نفس"
إذن عندنا من الذى لم يحظى بفرصة المغفرة ؟! مشرك أو مشاحن أو قاتل نفس ... وورد فى بعض الأحاديث وإن كان فى الإسناد ضعف زاد على هؤلاء " الزانية التى تسعى بفرجها "
الذى يهمنا من الذى سينال الجائزة ...جائزة المغفرة بين يدى رمضان .... ترفع الأعمال وأنت مغفورا لك ....فهنيئا لك .....
كيف ترفع هذه الأعمال وتنال مثل هذه الجائزة؟
· الأمر الأول:أن تتخلص من الشرك .
تقول الحمدلله لسنا مشركين يا شيخ ....النبى –صلى الله عليه وسلم –فى الحديث الذى رواه الترمذى وحسنه الألبانى قال :"الشرك فى أمتى أخفى من دبيب النمل على الصفا"........فهو خفى جدا لاتشعر به .....أنت تدرى أن الله لايغفر أن يشرك به شيئا ويغفر ما دون ذلك ، {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء } (48) سورة النساء، { إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيمٌ} (13) سورة لقمان {إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا } (116) سورة النساء،
- الشرك نوعان : شرك أكبر ، وشرك أصغر :
فالمخوف فيه أن أهل العلم قالوا أن من جملته ليس فقط أن تسجد لصنم أو تكون على غير ملة الإسلام أو أن تعبد بوذى أو الشمس والقمر كما كان يصنع المجوس وغير هذا ....لا لا .... هناك شرك أكبر ومخوف ....شرك المحبة ، شرك الخوف ، شرك التوكل .........
فى شرك المحبة :" {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَتَّخِذُ مِن دُونِ اللّهِ أَندَاداً يُحِبُّونَهُمْ كَحُبِّ اللّهِ وَالَّذِينَ آمَنُواْ أَشَدُّ حُبًّا لِّلّهِ} (165) سورة البقرة ، هل تحب شيئا أعظم من الله ؟ لاتقل لالا ...الله أكبر ، الله أعظم وأجل .....فلماذا تؤثر غيره عليه ؟!!!!
لماذا إذا كان حى على الصــــــــلاة ، وحى على التجارة ، آثرت التجارة ؟!!!!!!
لماذا إذا كانت شهوة نفسك آثرتها ؟!!!!
ألم يقل الله "{أَفَرَأَيْتَ مَنِ اتَّخَذَ إِلَهَهُ هَوَاهُ } (23) سورة الجاثية صار يعبد من دون الله ....أليس هذا شركا ؟
هنا الخوف أن تكون تعبد هواك ، تحب شهوتك وتؤثرها على مرضاة ربك ومولاك ........هذا شرك فينبغى أن تطهر قلبك من الميل لغير الله .... من محبة غير الله فلا يكن الله أصغر وأهون الناظرين إليك ....عظم ربك فى قلبك ...أدع فى خاصة نفسك
اللهم لاتجعل فى قلبى تعلقا إلا بـــــــــــــــــــــــك ، ولا تجعل فى قلبى حبا إلا لـــــــــــــــــك
حتى تطهر من درن شرك المحبة
- هناك شرك آخر أكبر ...شرك الخوف ...قال تعالى :" { فَلاَ تَخَافُوهُمْ وَخَافُونِ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} (175) سورة آل عمران
هل تخـــــــــــــــــــاف غير الله ؟
من الناس من يخاف الجن والشيطان ويتقرب اليهم ، يخشى أن يصنع الشيطان شىء أو الجن فتراه يصنع شركيات حتى يتقى شر الجن ، من الناس من يخشى بعض الناس ، بعض البشر ...أكثر مما يخشى الله وهذا لاينبغى لك بحال
الله نهاك قال :" { فَلاَ تَخَافُوهُمْ{فمن خاف الله أخاف الله منه كل شىء كما يقول عمر بن عبد العزيز
إذا خفت الله أخاف الله مك كل شىء ....فالكل يخشاك و يهابك وأما إذا خفت غير الله سقطت هيبتك فصرت أنت تخاف من كل شىء .
- هناك شرك ثالث ...شرك التوكل ... { وَعَلَى اللّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُتَوَكِّلُونَ } (12) سورة إبراهيم
توكل عليه وحده ...ارم بحملك كله على ربك وحده ...لاتتكل على أحد ...لا تسأل الناس شيئا ....سصل ربك فمن فتح باب مسألة (يعنى على الناس ) فتح الله عليه باب فقر وذلة ....إذن علينا أن نتقى هذا الأمر الخطير المخوف ....
- وهناك الشرك الآخر .... الشرك الأصغر ...ألا وهوا لرياء وهذا خطر فى خفاءه لأنك لاتدرى أحيانا كثيرة عن هذه الآفة كيف تتسلل الى قلبك ....
قال العلماء : أنك قد ترائى نفسك ...تدخل الصلاة وحدك فى جوف الليل ، لايطلع عليك أحد فإذا بك كل لحظة تحدث نفسك عن عملك ( الحمدلله أنا أصلى الليل ، الحمدلله أنا اصنع كذا .........)ترائى نفسك ، تحدث نفسك بعملك وعلامة القبول أن لاتحدث بعملك نفسك ولا ترعه بصرك وتحتقره فى جنب النعمة ....هذا نوع ، ترائى نفسك
- وقد ترائى الناس ..أنت تصلى وقد دخلت لاتريد إلا أن تصلى الجمعة وتنال فضل الجمعة ، لاتفكر فى شىء غير هذا ، فإذا بالشيطان يأتيك فى عملك فيزينه لك أن فلان ينظر اليك أنه الآن سيراك فلان فيقول ماشاء الله صار ملتزما ، صار دينا وصار كذا وكذا .....يقول صار من أهل المسجد فتحدث نفسك بذلك وتفرح بهذا ....يتسلل الى العمل الرياء ....والله قال فى الحديث القدسى الذى فى صحيح مسلم ... "قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال الله تبارك وتعالى أنا أغنى الشركاء عن الشرك من عمل عملا أشرك فيه معي غيري تركته وشركه" تريد الناس ...اجعل الناس ينفعونك ...خذ الناس
- تريد نفسك ........إذهب الى نفسك ....فانظر ماذا ستصنع لك ؟
الله غيور ...يغار على قلبك أن يجد فى قلبك غيره ...لقد خلق قلبك هذا حتى لا يستودع فيه إلا معرفته ..إلا توحيده ...إلا حبه .. فإذا بك تعلق قلبك هذا يمنة ويسرى لهذا وذاك فيغار الله ، انتهكت محارمه وهذا أعظم الحرمات ...أن تعلق قلبك بغير الله ..
نريد وصفة علاجية سريعة حتى نطهر قلوبنا من أدران الشرك ....
تحتاج إلى أمرين فى مواجهة الشرك الأكبر ...
- تحتاج إيمانا جديدا .....النبى –صلى الله عليه وسلم – قال :" إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب الخلق فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم" يخلق :أى يبلى كالثوب بالضبط لم يعد ينفع أن ترتديه قَدِم ...بلى ...هكذا الإيمان ، بقى لك خمس سنوات ...عشر سنوات ، سنة اثنين وأنت بهذا القلب وهذا القلب تعب من كثرة الذنوب ومن كثرة النكات السوداء التى صارت عليه بسبب الذنوب ..
" إن الإيمان ليخلق في جوف أحدكم كما يخلق الثوب الخلق فاسألوا الله أن يجدد الإيمان في قلوبكم"
جدد ايمانك ...وحد ربك من جديد ..... أوحد من جديد ؟؟!!!!!! نعم
العلماء قالوا التوحيد ثلاث : توحيد فى الربوبية ، وتوحيد فى الألوهية ، وتوحيد فى الأسماء والصفات .
ربما بعضكم يعرف هذا ودرس هذا لكن المشكل أن هذه المعانى استودعناها عقولنا ولم نستودعها قلوبنا .... نحتاج أن نوحد ربنا فينطق القلب ...
تقول سبحـــــــــــــــــــان ربـــــــــــــــــــــــى ...... ما ربــــــــــــــــــــك ؟!!!
الربوبية : العلماء يقولون أنها تشتمل على صفات :.
أولها : الرزق. :" {قُلْ مَن يَرْزُقُكُم مِّنَ السَّمَاء وَالأَرْضِ أَمَّن يَمْلِكُ السَّمْعَ والأَبْصَارَ وَمَن يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ وَيُخْرِجُ الْمَيَّتَ مِنَ الْحَيِّ وَمَن يُدَبِّرُ الأَمْرَ فَسَيَقُولُونَ اللّهُ فَقُلْ أَفَلاَ تَتَّقُونَ} (31) سورة يونس
هذه الآية الحادية والثلاثون من سورة يونس وأنا أحفظكم رقمها لأنها آية الربوبية فى قرءان رب البرية ، هذه الآية اشتملت على هذه الصفات ....
1. الــــــــرزق : هل تطلب الرزق من غير الله .... الله هو الرزاق ..
إذن إذا اشتد عليك الحال بعض الشىء لا تسأل إلا ربك الرزاق فلا يرزقك إلا الله ...
2. المــــــــُلك ....الله هو الذى يملك عليك سمعك وبصرك ...تشتكى غض البصر ... تشتكى من كثرة الفتن الله الملك يملك سمعك وبصرك فإذا أردت أن يحفظ الله عليك سمعك وبصرك فسل ربك الملك ولا تسأل سواه أن يحفظهما عليك ......
3. .4،الإحياء والإماتة : يُخْرِجُ الْحَيَّ مِنَ الْمَيِّتِ" الله الذى يحييك ويميتك وهو أيضا الذى يحيى قلبك بعد موتك وهو الذى يميته إذا أعرضت عنه ،فإذا أردت أن يحيا قلبك فسل ربك يا موحد ...سل ربك أن يحيى لك قلبك .
5 . تدبير الأمر: كما قلت لك ... فوض أمرك له يدبر لك كل شىء ...لا تشغل ذهنك كثيرا فقط عليك أن تأخذ بالأسباب ...اسع فى طلب الرزق ودع ربك يدبر أمرك .... من الآن لاتفكر عندنا مدارس وعندنا رمضان وعندنا كسوة الشتاء ، ما ذا نصنع ؟ من أين سنأتى بالمال ؟كيف سنعيش ؟ كف سننفق على الأولاد ؟ لاتفكر هكذا .. الله يدبرلك أمرك ....إذا صارت هذه المعانى يقينا فى قلبك فقد وحدت ربك توحيد الربوبية .
· الأمر الثانى : توحيد الألوهية :
لا إلــــــــــــــــــه إلا اللــــــــــــــــــــــــــــه
وفى عجالة المعنى : لامعبود بحق إلا الله ...توحيد العبادة ...لاتعبد إلا الله ...
ما معنى العبادة ؟؟ حب تام وذل تام على جهة الإجلال والتعظيم ...
أقول لك شىء يسير جدا تحقق به توحيد الألوهية .....أذكار دبر الصلاة ....
كيف يا شيخ ؟؟؟ أنت بعد أن تصلى ألا تسبح ثلاث وثلاثين وتحمد ثلاث وثلا ثين وتكبر ثلاث وثلاثين ..زوالله هذه هى العبودية .....
التسبيح معناه أن تنزه الله فإذا نزهت الله ( يعنى أن الله متصف بصفات الكمال وأنت بصفات النقص )* إذن إذا عرفت ربك بذلك ذل واخضع ...أنت ناقص وربك له الكمال المطلق ...وأنت تقول سبحان الله تذكر عيبك وتذكر كمال ربك فطأطىء رأسك ثم تقول الحمدلله ، فارع بصرك جمال ربك ( إن الله جميل وله صفات الجمال ) تذكر حالعفوه ، تذكر حال إذ قدوسيته ، تذكر حال إذ رحمته ، تذكر أنه الشكور الحميد تذكره بصفات جماله ، فحين تتذكر ذلك ، تذكر آخر نعمة أنعم بها عليك ...الآن وأنت فى المسجد ، أليست هذه نعمة ؟!!! أن يأتى بك من بيتك لتجلس ها هنا تسمع كلام الله وتفيض عليك رحمات الله ويغفرلك ذنبك ( قوموا مغفورا لكم ) أليست هذه نعمة ؟! ألا تحبه ؟! اصطفاك .. امتن عليك ... أنعم عليك بنعمة ظاهرة وباطنة ..زفتحبه وأنت أيضا تهابه .، تعظمه لذلك تقول الثالثة ....الله أكبــــــــــــــــــــر.....الله أكبر ، الله أعلى وأجل ... الله أكبر من كل شىء فتذل وتحب وتعظم وتجل ربك فبهذا يحقق معنى التوحيد ، ذل تام ، حب تام على سبيل الإجلال .
· أخيرا توحده فى أسمائه وصفاته ..." {وَلِلّهِ الأَسْمَاء الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا } (180) سورة الأعراف
حل عملى حتى تدخل معانى التوحيد ....توحيد الأسماء والصفات ...فى القلوب استخدم اسماءه فى الدعاء ، لاتكتفى بالأذكار والأدعية المشهورة ، اللهم اغفرلنا ، اللهم ارحمنا ياغفور يارحيم ، لا، أريدك أن تدرس شيئا من أسماء الله وصفاته ...تقول ياحى أحيى لى قلبى ، ياقيوم أقمنى على درب الإيمان ....يا شكور اجعلنى من عبادك الشاكرين "وَقَلِيلٌ مِّنْ عِبَادِيَ الشَّكُورُ} (13) سورة سبأ ...زيا حميد اجعلنى حامدا لك على نعمائك على ّ .... هكذا
تعرف أسماءه وصفاته وتناجيه بها وتدعوه بها فحينئذ تستدفع الشرك عنك بدواء التوحيد
أسأل الله تعالى أن ينفعنا بما قلنا وما سمعنا وأن يجعله حجة لنا لا علينا
الحمدلله وكفى وصلاة وسلاما على عباده الذين اصطفى لاسيما عبده المصطفى
اللهم صلى وسلم وبارك عليه وعلى آله وصحبه وسلم تسليما كثيرا..
كان هذا فى مقابل الشرك الأكبر بقى فى مقابل الرياء ... تحقيق الإخلاص .... نريد أيضا وصفة سريعة لنحقق الإخلاص ....
1. اجعل بينك وبين العمل فترة ولو عشر ثوانى ..ثلاثين ثانية ، فقط قبل أن تدخل الى الصلاة ، لماذا تصلى ؟ فكر نفسك بشىء ولو بمعنى يسير ... الله أمامك الآن ..فالآن أنت بين يدى الله ..مررها على قلبك وادخل فى الصلاة ..
لماذا أتيت الى المسجد ؟ لا أبغى إلا رضا الله ..
لماذا تبر بوالديك ؟ لأنك يارب رضاك فى رضاهم ( رضا الرب فى رضا الوالد وسخط الرب فى سخط الوالد)
قبل العمل عشر ثوانى ....فترة يسيرة .. ذكر نفسك بنية وادخل فى العمل ... يبلغك الاخلاص
2. قال ذو النون : علامة المخلص بذل المجهود فى الطاعة .
فليكن لك فى الأسبوع عمل فذ ، ماذا لو أننا صمنا مثلا هذا الأسبوع ؟ كان –صلى الله عليه وسلم – يصوم شعبان كله ، ربما يصوم خمسة وعشرين يوما ، سبع وعشرين يوما ، عشرين يوما ، لماذا لاتصوم أسبوعا كاملا حتى يكون عمل فذ كبير تقدمه بين يدى الله فى زمان رفع الأعمال ؟
لماذا لانختم فى أسبوع كما كان صنيع السلف ؟
لماذا لاتذكر الله كما كان يصنع أبا هريرة ؟ كان يستغفر الله فى اليوم ثنتى عشر الف استغفار ويسبحه كذلك ويقول هذه ديتى ، الدية كانت اثنى عشر الف درهم والنبى –صلى الله عليه وسلم – قال " كل تسبيحة صدقة ......." وأقل صدقة كانت بدرهم –ربع جنيه- مثلا هذه أقل صدقة قال الآن اثنتى عشر الف درهم أمامها اصنع اثنتى عشر الف استغفار أو تسبيحة ، والله لو صنعتها لن تأخذ منك ساعتان أو ساعتين ونصف ...درب لسانك ....عمل فذ ، هذا العمل الفذ يكون عنوان إخلاصك ، فالمخلص تجده لايمل لأن علامة المرائى النشاط فى الجمع ،طالما وسط الناس أنت تعمل ، والخمول فى الوحدة ، والمخلص عكس ذلك قد تجده وسط الناس لايأبه له ..رجل ضعيف ، مسكين ، لاترعه بصرك لكنه إذا خلى بالله اشتد ونشط وعمل عملا فذا كبيرا ...هذه علامة المخلص فإذا أردت أن تخلص فاصنع هكذا عملا فذا .
3. عليك بكثرة الدعاء بالإخلاص ........لتكن دعوتك الأساس اللهم اجعل عملى كله صالحا ولوجهك خالصا ولا تجعل فيه لأحد غيرك شيئا ، اللهم ارزقنا الصدق والإخلاص فى القول والعمل .
هذه وصفة سريعة لتحقيق معنى التوحيد والإخلاص ، حتى ندفع عن أنفسنا درن الشرك
بقى فى الحديث المعنى الثانى ، قال ". إلا لمشرك أو مشاحن"
تدرى من المشاحن ؟!قالوا الذى يضمر الحقد والغل للناس والحديث فى سنن ابن ماجة بإسناد صحيح أن النبى –صلى الله عليه وسلم سئل عن أفضل الناس:" قال ( كل مخموم القلب صدوق اللسان ) . قالوا صدوق اللسان نعرفه . فما مخموم القلب ؟ قال ( هو التقي النقيث . لا إثم فيه ولا بغي ولا غل ولا حسد " هذا صاحب القلب الطاهر ...طهر قلبك من غل خفى لبعض الناس ...
السبب الذى يوقعك فى الشحناء رأس كل خطيئة ...حب الدنيا ...
لماذا تحقد عليه ؟ تراه أعلى منك فى الدنيا ...تراه استأثره الله بنعمة فتقع فى حسده وأنت لاتدرى ...تقول يا شيخ الحمد لله نحن لسنا كذلك ، الحمدلله نحن لاننظر للناس ولا نقع فى مثل هذا ...
يا عبد الله ، قال شيخ الإسلام :"لايخلو جسد من حسد ولكن اللئيم يبديه والكريم يخفيه " ألا ترون النبى –صلى الله عليه وسلم – يقول:" لا حسد إلا في اثنتين رجل آتاه الله مالا فسلطه على هلكته في الحق . ورجل آتاه الله حكمة فهو يقضي بها ويعلمها"
إذن فى نفس كل واحد منا غريزة للحسد لكن المؤمن يصرفها فى طاعة الله يغبط عفلى الطاعة فيعطيه الله عزوجل أجره ، أما الآخر فينظر إليه فى الدنيا .....
أنظر معه أموال يعطى هذا ويعطى هذا وأنا لست كأمثالهم لماذا ؟ أنا استحق أن يكون عندى من الأموال ، هذا حظى فى الدنيا .....فيتسخط .
هذه الشحناء ، غل ..حقد ...حسد خفى .
وأيضا قالوا الشحناء : ترك السنة .
ترك السنة شحناء ، لاسيما اهل البدع والاهواء ، تجدهم أكثر الناس حقدا على اهل السنة ، كصنيع الرافضة والخوارج وغيرهم يحقدون على اهل السنة أن ميزهم الله عزوجل واصطفاهم بحمل لواء ديننا على الوجه الصحيح ...فهكذا .
أما نحن ابتلينا بشىء آخر ..ابتلينا فى زمان ببدعة التكفير ....شحناء ...وابتلينا ببدعة التبديع ..زفصار هذا مبتدع وهذا مبتدع ، وهذا لايصنع سنة النبى ...صار مبتدعا ولا يضبط الأمر ولا يفقه هو ما هو حد البدعة وما هى ضوابط البدعة ولا يعرف شيئا من مثل ذلك ....ممكن يسمع هكذا أو هكذا ...فيرمى الناس بهذا الأمر ، وهذه ليست عقيدة أهل السنة والجماعة
هذه بدعة جديدة ، شحناء جديدة . ينبغى أن تطهر قلبك منها ، إيـــــــاك أن يكون فى قلبك غل أو حقد أو بغى أو ظلم تجاه أحد من إخوانك ، هذا هو منهج العبد المؤمن الصالح فى هذا الزمان .
هل نصوم يوم الخامس عشر ؟!!!
نعم ، صمه ألست ذكرت لك أن النبى –صلى الله عليه وسلم – قال " صيام ثلاثة أيام من كل شهر يذهبن وحر الصدر " إذن هو الخامس عشر فصمه وصم الثالث عشر والرابع عشر ، بل صم الاسبوع حتى يكون صياما كبيرا فى زمان شعبان .
هل نحييها بقيام ؟يعنى نجتمع ونصلى قيام ليلة النصف؟
اختلف العلماء فى زمن التابعين على وجهين :/
1. كان أهل الشام وعلى رأسهم مككحول الشامى وخالد بن معدان كانوا يعظمون شأن ليلة النصف وأنكر عليهم فى المقابل أهل الحجاز وعلى رأسهم عطاء بن أبى رباح أنكروا عليهم أن يعظموا ليلة النصف من شعبان فكان من مذهب أهل الشام أن أن يجتمع الناس فى ليلة النصف يصلون جماعة ويحييون الليلة .
· ورأى الإمام الأوزاعى وكان رأس الفقه فى مدرسة الشام قال : لايعظمها ويحييها لكن فى خاصة نفسه . وهذا هو المذهب الأصح كما يقول ابن رجب فى لطائف المعارف.
· يعنى قم هذه الليلة وانشغل فيها بالطاعة على رأى مدرسة أهل الشام وعلى رأى الإمام الأوزاعى لكن لايجتمع الناس فلم يؤثر أن الصحابة فعلوا ذلك ولذلك نتوقف فى هذه المسألة على ذلك .
أما أهل الحجاز فلم يروا أصلا أن يستأثرها العبد بشىء وإنما هى من جملة الليالى الفاضلة التى شأنها شأن سائر الليالى .
انشغل فيها بطاعة الرحمن ، ذكر ، دعاء ، عبادة هكذا ، استغفار كثير حتى يغفر لك فتكون فى زمان المغفرة ويغفر لك ، وهذا واجبك العملى فى هذا الزمان .....
أوصيك الخير خلال هذا الأسبوع تحديدا ليكون خير عدة لرمضان ، نحن فى زمان السقى ...بذرنا البذور-المفترض – فى رجب والسقى فى شعبان والحصاد أن شاء الله فى رمضان .
يا شيخ : لم نبذر بعد ، لم نصنع بعد حتى الآن شىء من مثل ذلك .... استدرك أمرك ، الآن عاهد ربك ونحن هنا فى المسجد ان ما تبقى قليل :" {وَلَوْ أَرَادُواْ الْخُرُوجَ لأَعَدُّواْ لَهُ عُدَّةً وَلَكِن كَرِهَ اللّهُ انبِعَاثَهُمْ فَثَبَّطَهُمْ وَقِيلَ اقْعُدُواْ مَعَ الْقَاعِدِينَ} (46) سورة التوبة
فإياك أن تكون كذلك أن تكون ممن دعى عليهم رسول الله –صلى الله عليه وسلم – فى زمان القرب زمان المغفرة ، ىزمان العتق ، زمان مضاعفة الأجور فإذا بك تخرج من رمضان بعيدا مطرودا (بعد من أدرك رمضان فلم يغفر له)أعد العدة من الآن لم يبق وقت ، أعد عدتك ، ساعد الناس ، الآن شنط رمضان وإعانة الفقراء والمساكين وكما قلت لكم هذا الزمان وهذا رمضان يأتينا والناس فى شدة شديدة ينبغى أن نتكاتف جميعا ، أن نكون يدا واحدة فهكذا المؤمن أخو المؤمن يحوطه من ورائه ، هكذا
هذا الرجل الفقير كن أنت فى ظهره وتذكر أن الله عند المنكسرة قلوبهم ....
كان ابن عمر لا يفطر إلا مع المساكين يقول الله عندهم ، الله يحبهم ونحن كذلك نسأل الله أن يرزقنا حب المساكين .
اللهم احيينا مساكين واجعلنا من جملة وزمرة المساكين .
اللهم اغفر لنا وارحمنا وعافنا واعف عنا
اللهم اغفر لنا ذنوبنا كلها دقها وجلها علانيتها وسرها ما علمنا منها وما لم نعلم
اللهم اغفر وارحم واعفو عما تعلم واهدنا وتكرم سبحانك ...سبحانك انت الأعز الأكرم
ياحى يا قيوم ياذا الجلال والإكرام ...ياحى يا قيوم برحمتك نستغيث... برحمتك نستغيث .....نستغيث نستغيث فأصلح لنا شأننا كله .....فأصلح لنا شأننا كله ولا تكلنا إلى أنفسنا طرفة عين
اللهم بارك لنا فى شعبان اللهم بارك لنا فى شعبان وبلغنا رمضان
اللهم سلمنا إلى رمضان وسلم رمضان لنا وتسلمه منا متقبلا
اللهم آتنا من لدنك رحمة تغنينا بها عن رحمة من سواك
اللهم علمنا ما ينفعنا وانفعنا بما علمتنا واجعله حجة لنا لاعلينا
اللهم ارض عنا أجمعين
اللهم آتنا فى الدنيا حسنة وفى الآخرة حسنة وقنا عذاب النار....
لاَ تَنْسُونِى مِنْ دَعْوَةٍ ضـَارِعـَةٍ خَالِصَةِ صَالِحَةٍ بِظَهْرِ الْغَيْبِ ...
... وَ جَزَاكُمْ اللَّهُ خَيْراً ...
... وَ السَّـلاَمُ عَلَيْكُمْ وَ رَحْمَةُ اللَّـهِ وَ بَرَكَاتُهْ ...
... أَخُوكُمْ المُحِبُّ لَكُمْ فِى اللَّه
