.................

لم أكن أعرف ولا كنت أدرى انه قطار لا يتوقف فقد ركبته وأنا أدرى أننى سأنزل منه وسيأتى دورى فى الخروج ولكننى لست أعلم متى هذا الدور آت ؟ فهو قطار قد يتوقف للحظات عندما يعطله شيء ما أو تقف فى طريقه أية عقبة فهو لا ينظر إلى حجم هذه العقبة ولكنه يتخطاها ويستعيد نشاطه ويدير محركاته فيشق طريقه ويجعلها تصرخ بين عجلاته وأما عندما تكون هذه العقبة بالفعل أقوى منه فإنه قد تنتصر عليه وتعطله للحظات ولكنه سرعان ما يستعيد وعيه كالمحموم الذى يفيق من هذيانه كل هذا يحدث له وأنا وملايين غيرى بداخله لا نعلم شيئا ولا ندرى من سنقابل فى رحلتنا هذه ؟ . ولكننى قابلت أناسا كثيرين مختلفين عن بعضهم البعض فهم كما أتذكر كانوا كالآتى :-
اولا:صفة الحنان :-
هى صفة تتمتع بمعظم الأخلاق الرفيعة فهى حنونة غالبا وصدوقة احيانا وإن لم تكن هذا أو ذاك فهى فى الأغلب تملك طيبة القلب وخفة الروح وعزة النفس . وهذه أجمل الصفات التى يمكن أن تكون بإنسان
ثانيا:صفة الشجاعة :-
مرت فى هذا القطار شخصية كانت كالفارس المغوار الذى يحمل سيفه البتار ودرعه المسردة التى تقيه هجمات الآخرين وعلى رأسه خوذته الفولاذية وكان على فرسه الأبيض فكنت أنظر إليه ويخيل إلىّ أننى أسمع قعقعة الرماح وصليل السيوف وصهيل الخيول . وتلك أجمل الخصال التى يمكن أن يتحلى بها المرء
ثالثا: صفة الخيانة :-
شخص تجرى فى عروقه الخيانة مجرى الدم فلكثرة هذه الصفة كنت أشعر كأنى أشم رائحتها النتنة الكريهة فتركته مسرعة ولكنه كان لا يدعنى أهرب فأخذت أجرى وأركض بين العربات ولكنه تمكن منى فصرخت فيه بشدة حتى شعرت بأن صوتى أسمع الكون كله فتوقف وتعطل القطار للحظات ولكنه أفاق من غفلته وأكمل طريقه
رابعا: صفة إلغاء الشخصية :-
هذه الصفة تسير دائما مع صفة أخرى تقودها فالإنسان الذى يقوم بإلغاء شخصيته يعتمد دائما على شخص آخر ويحاول أن يكون مثله تماما فى كل شيء - فطباعه كطباعه وأخلاقه كأخلاقه – دون أن ينظر صاحب هذه الصفة إلى قائده وإلى أخلاق قائده فهو لا يهتم إن كانت حسنة أو سيئة قدر اهتمامه بأن هناك قائد يتشبه به ويعتمد عليه فى إبراز شخصية أخرى له بدلا من تلك التى ألغاها .
ثم الكثير والكثير من الشخصيات والصفات التى لا تنتهى ولن تنتهى إلا إذا توقف القطار ولكنه إلى الآن لم يتوقف فيسير دائما ويقوده قدره ونصيبه وهو دائما فى مخيلتى ويأخذ كل تفكيرى لأنه ليس كالطيف او الذكرى بل إنه :-
(قطار الحياة)
مستنية ردودكم ورأيكم