قد أعذر من أنذر

[طه الزروق]

سيكون من غبائك الملحوظ و أنت بالمغرب أن تفكر في اقتناء حذاء رياضي جديد من السوق !..

عليك أيها السائح الكريم أن تلحظ بسرعة أنك الوحيد ذي لياقة بدنية هشّة، و بهذا فالارتطـام بامرأة تملأها الأنوثة غاية الملأ أو بعقيلة أحد الغيورين قد ينهي على حياتك القصيرة في عين المكـان..

و المريع في الأمر أنك ستجد كل مبيعـات العـالم بين يديك !.. باستثنـاء ما ترغب في ابتياعه !.. بـاعة متجولين، باعة مستقرين، باعة لا يبيعون شيئا (مهمتهم إضفاء لمسة جمـالية على تشكيلة الأصوات الغريبة هنا..)، ستجد منهم من يبيع الطيور و القوارض و التمـاسيح و بعض الديناصورات الأليفة !.. و في مجـال التكنولوجيا لا تستغرب إن صادفت (تجيت لي) عينه في مزايدة علنية !.. فهنا القراصنة من نوع آخر تماما.. لصوص، أشباه لصوص، خارجون عن القانون و مجرمون في حدود القانون.. أقصد هنا جُباة الضرائب الحريصين على ميزانية الدولة !..

و بهذا تكون قد أخذت فكرة أولية عن ماذا ينتظرك إن أردت التظـاهر باللباقة و حسن السلوك.. و هذه هي الحكمة الإلهية وراء اعتبار السوق أشرّ بقـاع الله في أرضه.. و إن أردت أن تحصي عدد خلق الله المخالفين لقوله تعـالى (( و إذا نودي للصلاة فذروا البيع.. )) فعليك أن تمر بطائرة هيلكوبتر وقت الظهيرة لتتأكد أن أولياء الله الصالحين خارج هذه البقعة، و يمكنك بذلك تنفيذ عملياتك الإرهابية المُباركة..

و الكثير من الناس هنا، لم يأتوا للتسوق.. و إنما لأخذ نزهة العمر وسط أشباح الغبار الخلاّبة و تحت أشعة الشمس الصارمة التي ما تفتأ تدفعك إلى تناسي اقتناء ما ترغب فيه، و غالبا ما ستجد نفسك قاب قوسين أو أدنى من أن يدوسك حصان جرّار، أو لنقل يوشك أن ينتهي من دوسك..

و إن كنت سعيد الحظ فقد تظفر بمشاهدة معركة دموية تحت تشجيعات الجمهور الشغوف، الآمر بالمنكر و الناهي عن المعروف.. و إن تساءلت أين يغيب رجال الأمن ؟.. فالتفت إلى يمينك أو شمالك فقد تجد أحدهم من المشجعين المتحمسين !.. في تطبيق ٍ حرفي لسياسة القرب و ما تنصّ عليه بنود القانون الموقّر..

و بهذا فكن واثقا بأنك لن تتمنى حينها إلا الخروج بخفي حنين على أن تفقدهما أيضا.. و في ذلك فليتنافس المتنافسون من أمثالك مع بالغ احترامي لشخصك.. و متمنياتي لك بأن لا تُقدم على زيارة سوق المغرب..

طه الزّروق

[رفعت خالد]

السلام عليكم

ههههه .. نص قديم قرأته طبعا، بل أنا من طبعته على الحاسوب و نشرته بمدونتك و.. احم، جميع الحقوق محفوظة .

هو الواقع طبعا، فهذا سوق المغرب.. و قد أنذر و حذر منه طه و بذلك فقد أعذر..

حياك الله.

[طه الزروق]

السلام عليكم...يا خالد...حتى الساعة لازلت ثقيلا على المفاتيح العربية..لكني اتحسن...
جزاك الله خيرا..