بين السطور


المدرب الوطني ودورات الخليج! ساهمت دورات كأس الخليج عبر مسيرتها الطويلة 39 عاما في انجاب الكثير من الرجال الاكفاء البارزين الذين فطنوا ونشؤوا بالفطرة على حسن القيادة والريادة في العمل وصنعت العديد من الشخصيات المميزة في العطاء والاخلاص. ناهيك عن تقديم اللاعبين الموهوبين الذين سطعوا نجوما تتلألأ في ملاعب كرة القدم الخليجية ولدورات الخليج فضل كبير في انطلاقة الكرة الخليجية الى العالمية فهي النافذة التي اطلت من خلالها الى كأس العالم والشواهد المنتخبات التالية: الكويت - السعودية - الامارات - العراق. الى جانب: اهلت دورات الخليج وبسطت الطريق امام الكوادر الفنية والادارية وحكام ومديري ومشرفي المنتخبات وفي مقدمة قائمة الكوادر الفنية يأتي المدربون الاجانب الذين تولوا تدريب المنتخبات الخليجية حقبة لا بأس بها من الزمن ومازال بعضهم يتنقل في دول المنطقة كالفراشة في تنقلها من زهرة الى اخرى. وهناك تفاوت بين المدربين الاجانب منهم من فشل وانتهى ومنهم له تأثيره وبصماته.

بعد ان كان المدرب الوطني على دكة الاحتياط مركونا على الرغم من المحاولات الحثيثة والنادرة التي كان المدرب الوطني يحاول اقتناصها كلما سنحت الفرصة لاثبات قدرته ووجوده بين فترة واخرى لتجربة المدرب الوطني والتأكد من مدى صلاحيته وكفاءته لتوليه مهمة تدريب المنتخبات الوطنية وهو الجانب الذي يهمنا طرحه ولو بشكل مبسط. وهل المدرب الوطني هو محل ثقة المسؤولين والقياديين في الاتحادات الاهلية الخليجية وما حققه من انجازات ونتائج مرضية للمنتخبات التي تولى قيادتها. وهل المدرب الوطني يملك المستوى الفني والفكر الكروي والجوانب الاخرى المكملة لشخصيته كالمدرب الاجنبي؟ وان كنا هنا لسنا بصدد مجال المقارنة الكاملة بين المدرب الخواجة والوطني فالكلام في هذا المجال يطول. وانما ما يهمنا في المقام الاول هو دور وتأثير المدرب الوطني في دورات الخليج ومدى نجاحه او فشله مع منتخبات وطنه. وقضية التدريب للمدرب الوطني اما تكون له نعمة او عليه نقمة، ففي حالة اخفاقه تأتي عليه نقمة ويضيع وراء الشمس. واما اذا حقق انجازا او لقبا في الدورات تكون له نعمة ويعيش في العسل.

وهناك نماذج كثيرة لعدد من المدربين الوطنيين عملوا بجد واخلاص ونجحوا مع منتخباتهم، وفي مقدمتهم ياتي المدرب السعودي خليل الزياني عندما اسندت اليه المهمة لقيادة المنتخب السعودي للفوز بكأس آسيا 84 وقاد منتخب بلاده في نفس العام لاولمبياد لوس انجلوس وزادت الثقة بالمدرب الوطني في التسعينيات فالزياني جاءت انطلاقته في دورات الخليج مع زميله محمد الخراشي الذي حقق للسعودية كأس خليجي 12 ثم يأتي ناصر الجوهر الذي نال ثقة المسؤولين والجمهور السعودي عندما حقق لقب خليجي 15. وها هو الجوهر يقود المنتخب السعودي في خليجي 19. ثم يأتي المدرب الكويتي صالح زكريا عندما حقق الكويت لقب خليجي 8 في البحرين في ظل مدة زمنية قياسية اسبوع واحد وسط ظروف يطول شرحها ثم لا ننسى المدرب الوطني محمد ابراهيم الذي تولى مهمة منتخب بلده في ظروف صعبة مشابهة لزميله السابق زكريا في قضية تعليق نشاط الكرة الكويتية من الفيفا ثم الافراج عنها.

وقد نال ابراهيم ثقة المسؤولين والجماهير الكويتية من خلال نتائجه الايجابية مع الازرق في خليجي 19 ويعتقد بعض النقاد والمراقبين ان الاتحادات الخليجية لكرة القدم التي مازالت عقودها سارية المفعول لعدة مواسم قادمة دون تحقيق نتائج والقاب هو خروج عن النص الخليجي الذي بدأ يسود في التعامل بثقة واطمئنان اكثر مع المدرب الوطني فدورات الخليج تغيرت في مضمونها وتحولت كثيراً عن السابق في ولعها ومفهومها الرياضي وطابعها الكروي بعد ان اصبح المسؤولون في دول الخليج يحترمون ويقدرون كفاءة وامكانات المدرب الوطني ونتائجه الايجابية ويعترفون بوجوده مهما حاول البعض التقليل من شأنه وكفاءته طال الزمن او قصر، ردة الفعل دائما تؤكد للجميع ان دورات الخليج هي الخضن الدافئ الذي يستقبل ابناء الخليج من المدربين الوطنيين بعد ان اثبتوا نجاحهم ووجودهم افضل من بعض المدربين الاجانب الذين فشلوا!



مسقط -


تاريخ النشر 15/01/2009

الوطــــــن