النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: اتصال في منتصف الليل ، قصة للشاعر الكبير الدكتور/ عزت سراج

  1. #1
    التسجيل
    31-01-2009
    المشاركات
    51

    اتصال في منتصف الليل ، قصة للشاعر الكبير الدكتور/ عزت سراج

    اتِّصَالٌ فِي مُنْتَصَفِ اللَّيْلِ
    قصة قصيرة

    من مجموعة أميرة من كفر خضر

    للشاعر الكبير الدكتور/عزت سراج

    ــــــــــــــــــــــــ
    مَسْكُونًا بِالأَوْجَاعِ ـ أَتَقَلَّبُ فَوْقَ فِرَاشِي لا يَغْمَضُ لِي جَفْنٌ
    أَرْتَجِفُ000
    أُخَبِّئُ رَأْسِي000
    تَزْدَادُ الأَمْطَارُ خَلْفَ الأَسْوَارِ000
    تَتَسَاقَطُ فَوْقَ الْجُدْرَانِ 000
    تَنْقُرُ النَّافِذَةَ حَبَّاتُهَا الْمُتَتَابِعَةُ فِي إِيقَاعٍ رَتِيبٍ يَعْلُو بِهَا ثُمَّ يَهْبِطُ تَدْرِيجِيًّا سَاحِبًا مَا تَبَقَّى مِنْ رُوحِي عَلَى دَرَجَاتِ سُلَّمِ بَيْتِنَا الْقَدِيمِ 0
    أَتَسَاقَطُ عُضْوًا عُضْوًا0
    يَشْتَدُّ الْبَرْقُ خَاطِفًا بَقَايَا جَسَدِي0
    أَتَدَثَّرُ مُرْتَعِدًا0
    ـ أَيْنَ أَنَا ؟
    ـ مَا الَّذِي جَاءَ بِي إِلَى هُنَا ؟
    دَقَّ الْهَاتِفُ 0
    كَانَتْ هِيَ 0
    ـ أَيْنَ كُنْتِ ؟
    لَقَدْ فَقَدْتُ الأَمَلَ فِي سَمَاعِ صَوْتِكِ الْجَمِيلِ مَرَّةً ثَانِيَةً 0
    لِمَاذَا لَمْ تَرُدِّي عَلَيَّ ؟
    أَهَانَ عَلَيْكِ قَلْبِي ؟
    كِدْتُ أَسْتَسْلِمُ لِلْجُنُونِ أَوْ أَكَادُ 0
    ضَحِكَتْ 0
    ـ أَنْتِ أَمِيرَتِي الْجَمِيلَةُ ، وَسَاحِرَتِي الْفَاتِنَةُ 0أَصْبَحْتِ كُلَّ شَيْءٍ فِي حَيَاتِي 000
    لا أَسْتَطِيعُ تَحَمُّلَ فِرَاقِكِ الْمُوجِعِ كَشَفْرَةِ
    مُوسَى 000

    أَرْجُوكِ لا تَمْتَنِعِي ثَانِيَةً !
    ـ لا تُبَالِغْ !
    ـ أَنْتِ هَبَطْتِ فَجْأَةً مِنَ السَّمَاءِ إِلَى قَلْبِي ،
    فَأَعَدْتِ إِلَى رُوحِي حَيَاتَهَا الضَّائِعَةَ ، وَأَصْبَحَ لِوُجُودِي مَعْنَىً000

    أَنْتِ حَيَاتِي 000
    لا أَتَصَوَّرُ وُجُودًا لِي دُونَكِ 000
    أُرِيدُ أَنْ أَرَاكِ ، وَأَضُمَّكِ إِلَى صَدْرِي ضَمَّةَ غَرِيبٍ لِصَغِيرِهِ عَادَ بَعْدَ سَفَرٍ طَوِيلٍ 0
    ـ دَعْنِي أُفَكِّرْ !
    ـ هَذِهِ أُمُورٌ لا تَحْتَاجُ إِلَى تَفْكِيرٍ ، بَلْ عَاطِفَةٍ قَادِرَةٍ عَلَى أَنْ تَمْنَحَ دُونَ مُقَابِلٍ 000
    تَسْبَحُ عَكْسَ التَّيَّارِ دَافِعَةً أَمْوَاجَ الْبَحْرِ ، وَتُلْقِي بِالْقَارِبِ فِي اللُّجَّةِ 000
    ـ أَنْتَ تُفَاجِئُنِي 0
    ـ فَاجِئِينِي أَنْتِ أَيْضًا وَكُونِي لِي 0
    ـ غَدًا سَأُعَاوِدُ الاتِّصَالَ بِكَ 0
    أَغْلَقَتِ الْهَاتِفَ ، وَأَلْقَتْنِي فِي اللُّجَّةِ وَحْدِي
    مُشْتَعِلاً 000

    000000
    000000
    000000
    نَفَضْتُ دِثَارِي 000
    أَتَنَقَّلُ مُلْتَاعًا بَيْنَ الْحُجُرَاتِ 000
    تَزْدَادُ الأَوْجَاعُ 000
    تُلْقِينِي فِي أَتُونِ اللَّحْظَةِ 0
    عَيْنَاهَا اللامِعَتَانِ تَذْبَحَانِ فِي حُنُوٍّ وَرِقَّةٍ
    مُسْتَحِيلَةٍ 000

    شَفَتَاهَا نِيرَانٌ مُلْتَهِبَةٌ ، تُشْعِلُ رَغْبَةً كَادَتْ أَنْ
    تُنْسَى 000

    أَنْفُهَا دَقِيقٌ كَنَبْقَةٍ طَازَجَةٍ فَوْقَ شَطِّ تُرْعَةٍ
    حَانِيَةٍ 000

    خَدَّاهَا تُفَّاحَتَانِ نَاضِرَتَانِ فِي حُمْرَةِ الْغُرُوبِ ، تَأْخُذَانِ إِلَى حُقُولِ الْقَرْيَةِ الْمُتَرَامِيَةِ أَمَامَ الْبُيُوتِ الطِّينِيَّةِ الْقَدِيمَةِ 000
    وَشَعْرُهَا سَحَابَةٌ نَاعِمَةٌ مَرَّتْ فَوْقَ أَشْجَارِ الصَّفْصَافِ فِي سَلامٍ 000
    بِمِيزَانٍ دَقِيقٍ وُزِّعَتْ أَعْضَاؤُهَا فَوْقَ الْجَسَدِ الْمُشْتَعِلِ بِلُطْفٍ بَالِغٍ 0
    تُحَاصِرُنِي ـ وَحْدِي ـ كُلَّ مَسَاءٍ بِأَعْضَائِهَا
    الْمُتَّقِدَةِ 000

    000000
    000000
    000000
    أُلْقِي بِجَسَدِي خَارِجًا ، مُصْطَدِمًا بِالْهَوَاءِ الْبَارِدِ وَالأَمْطَارِ الْمُتَسَاقِطَةِ 0
    أَتَمَاسَكُ 000
    أَدْخُلُ تَحْتَ الأَمْطَارِ 000
    تَبْتَلُّ ثِيَابِي 000
    أَتَقَوْقَعُ أَمَامَ الْعَاصِفَةِ 000
    تَنْزَلِقُ قَدَمِي إِلَى حَافَّةِ الرَّصِيفِ الْحَزِينِ 000
    000000
    000000
    000000
    أُعَاوِدُ الرُّجُوعَ لِلْوَرَاءِ 000
    ثَمَّةَ مُدُنٌ سِحْرِيَّةٌ وَرَاءَ جَزَائِرِ الْمُحِيطِ 000
    فِي الْجَانِبِ الشَّرْقِيِّ لِلْجَزِيرَةِ الْبَعِيدَةِ ، وَعَلَى
    امْتِدَادِ مَرْمَى الْبَصَرِ ، خَلْفَ أَشْجَارِ التِّينِ
    الْمُتَشَابِكَةِ ـ يَقْبَعُ بَيْتٌ طِينِيٌّ أَخْضَرُ تَسْكُنُهُ بِنْتَا شُعَيْبٍ 0

    الْبَابُ الْخَلْفِيُّ يُفْضِي إِلَى أَعْمَاقِ الْمُحِيطِ 000
    الشُّرْطَةُ تَبْحَثُ عَنْ وَجْهِي
    تُطَارِدُ مَلامِحِي الْمُخَبَّأَةَ بَيْنَ كَافُورِ النِّيلِ 000
    تُدْخِلُنِي الصُّغْرَى حُجْرَتَهَا 000

    يُدَقُّ الْبَابُ الْمَغْلُوقُ 000
    أَخْرُجُ مُتَلَفِّتًا خَلْفِي 000
    تَدْفَعُنِي الْكُبْرَى إِلَى اللُّجَّةِ 000
    أَسْتَلْقِي فَوْقَ الْقَارِبِ 000
    نَسْبَحُ عَكْسَ التَّيَّارِ 000
    نَتَجَاوَزُ عَتَبَةَ دَاوُدَ 000
    000000
    000000
    000000
    دَقَّ الْهَاتِفُ !
    أَفْزَعُ عَنْ فِرَاشِي 000
    أُلْقِي دِثَارِي 000
    أُسْرِعُ ـ مُتَلَهِّفًا ـ نَحْوَ الْهَاتِفِ 0000
    ـ كَيْفَ أَنْتِ ؟

    ـ فِي انْتِظَارِ وُصُولِكَ لِلْقَارِبِ فَوْقَ اللُّجَّةِ 000 لَكِنِّي أَخْشَى الشُّرْطَةَ 000 مَتَى تَأْتِي ؟
    ـ الآنَ أَكُونُ 0
    000000
    000000
    000000
    فَتَحْتُ الْبَابَ 000
    أَلْقَيْتُ بِجَسَدِي الْمُنْهَكِ تَحْتَ الأَمْطَارِ 0
    تَزْدَادُ الآلامُ 000

    فِي رَغْبَةٍ مَجْنُونَةٍ إِلَى اللُّجَّةِ
    أَشُقُّ طَرِيقِي
    نَحْوَ وَجْهِهَا الْجَمِيلِ 0
    ــــــــــــــــــــــ


    بقلم الشاعر الكبير الدكتور/عزت سراج
    من مجموعة أميرة من كفر خضر

  2. #2
    التسجيل
    31-01-2009
    المشاركات
    51

    رد: اتصال في منتصف الليل ، قصة للشاعر الكبير الدكتور/ عزت سراج

    شكرا لكل الأصدقاء الأعزاء على مرورهم الكريم ولطفهم الذي ليس له حدود ، مع خالص تحياتي وتقديري .

الكلمات الدلالية لهذا الموضوع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •