صديقي مات !
اللعنة على هذا النوم الذي لا يريد أن يأتي !
الكل نائم ، حتى قطتي الصغيرة التي أركلها فلا تتحرك. غريب هذا ! لماذا أنا مستيقظ إذن ؟
لم أقم بمجهود جبار هذا اليوم ، فقد بقيت أشاهد التلفاز طيلة الوقت تقريبا و أقوم إلى المرحاض من حين لآخر - و لن أخبركم عن الذي أفعله هناك لأنه ليس من شأنكم ! - و سرعان ما أعود راكضا كي لا تفوتني لقطة من الرسوم المتحركة ، لأعب كأس القهوة العشرين.
و هاأنذا على السرير أنظر إلى السقف بتركيز لو استخدمت ربعه في القسم لكنت الأول في دفعتي !
لكن.. أين هذا النوم اللعين ؟ يا نوم !
* * *
في الصباح كنت أمشي في طريقي إلى الثانوية حين سمعتُ من يُناديني بصوت مرتفع جدا حتى أن الكل التفت ليرى أي كارثة حلت بالعالم ليصيح أحدهم بهذا الشكل !
فهمتُ أنه صديقي (الثاني). و لا تسألني عن اسمه فقد اشتُهر بالثاني و عُرفت أنا بالأول حتى نسينا اسمينا الحقيقيين ! فالناس يُشبّهاننا بشخصيتين كوميديتين لكثرة المواقف الطريفة التي نتورّط فيها كل يوم ، بل بات يُضرب بنا المثل في.. احم ، الذكاء و سرعة البديهة. المهم ، كان يجري باتجاهي و لسانه يتدلى ليبدو بذلك وقورا ، ذو نخوة و شخصية.. يا سلام !
حذرته بصيحة مني حتى لا تدهسه سيارة مسرعة فابتسم بذكاء و هو يرفع يده !
وصل إلى حيث أقف أخيرا..
- السلام عليكوو..
- و عليكم السلام و.. لماذا تأخرت؟
- و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته. لا شيء ، فقط نمت متأخرا و ظلّ أبي يوقظني حتى بحّ صوته فأزال عني الغطاء و صفعني لأقوم أخيرا.. تناولتُ الإفطار و لما هممتُ بمغادرة المائدة تعثرت بقائمة من قوائمها فانكفأت بما فيها ! غضب أبي طبعا و صفعني و..
- حسن ، حسن ! ليست هذه هي المرة الأولى التي أسمع فيها هذه القصة !
* * *
في القسم و بجانبي جلس (الثاني) منهمكا في كتابة اسمه و تزويقه. و هو على فكرة يكتب اسمه و يُزوّقه في أي صفحة من أي دفتر !
قال لي فجأة :
- أتدري ؟ سوف نرسب إن بقينا على هذا المنوال !
لم أجبه فأكمل :
- الامتحانات الأسبوع المقبل و نحن لم نراجع بعد ! نتابع جميع المسلسلات الكرتونية و جميع حلقات الطبخ و كل شيء.. ألا يُزعجك هذا ؟
" تبا ! لن أنام.. لن أنام"
- أتدري ؟ إن رسبنا هذه المرة سوف نُطرد و سيكون مصيرنا كريها لا يختلف كثيرا عن مصير أولئك المتشردين الذين يترنحون في الشوارع ممسكين أكياسا ينفخونها للتسلية ! لكن ذلك ليس مُسليا ؟ أليس كذلك ؟.. سوف نُصبح أميين و نصير عالة على المجتمع و..
" أريد أن أنام.. رباه!"
- لكن ، لن يكون إلا ما أراد الله. أليس كذلك ؟.. سوف نقاتل حتى النهاية. حتى لو لم نعرف الإجابة على الامتحان سنظل أمام الورقة حتى النهاية.. و حتى لو... هييه! ما بك ؟.. لماذا أغمضت عينيك ؟.. هيييه!.. لماذا لا تجيب ؟.. يا ويلي !.. النجدااا.. صديقي مااات !