سأبدأ بالرد على الأخ هانغري .. فاعتذر من باقي الاعضاء
اهلا بك اخي العزيز Hungry
جيد انك وثـّقــت اقوالك ..
وفي الحقيقة يا اخي العزيز .. انا اناقشك ولا اجادلك ..
لذا كل كلمة تقولها وكانت مقعنة .. بقتنع فيها بإذن الله .. واي كلمة اقولها وبينت انت انها خاطئة بجواب مقنع .. كذلك سأقر بخطئي ،، فأرجوا ان تبادلني ذلك
واقتنعت بكثير مما كتبت انت .. ولكن ما كتبته انت ليس كل شيء ..
فالموضوع اعمق بكثييير مما تظنه ..
لذا ارجو ان تكون كذلك ايضا ..
ولا انكر ان ردك يحمل نوع من القوة .. واهلكني كثيرا في قراءة التفاسير والمعاجم .. واقوال العلماء ..
اكتب لك الحين وبجانبي 9 كتب يتعدى مجموع صفحاتهم الـ 8000 صفحة غير الكتب الالكترونية ..
لكن ردك يحمل ايضا نوع من الضعف في بعض زواياه .
ردك الاول في الموضوع .. ظننت بأنك ستربطه بالآيات الكريمة .. ولم يخب ظني .
وبما ان قولي يوافق قول العلم الحديث .. فلا يعني هذا اني في صف العلم الحديث لكونه علم اصوله غير مسلمة واصحابه يعادون الاسلام ..
فإن اي قول للعلم الحديث يخالف القرآن او السنة النبوية .. فإني اضرب به عرض الحائط
وفي الوقت نفسه .. سأستخدم علمهم الذي يوافق القرآن والسنة .. في جعله حجة عليهم وقوة لنا .. ونحن في غنى من ذلك..
وانت ياخي العزيز خلطتَ كثيرا من الامور في بعضها البعض بطرق منقطعة وغير متصلة متجاهلا امور اخرى
في ردي السابق عليك .. اسحب بعض كلماتي .. لفهمك الخاطئ لها .. لانها كلمات كانت موجهة للعامة بالصياغات العامية للعامة والمشهور بها في هذا العصر .. وليست بالصياغات اللغوية الدقيقة..
وبما انك اخذت ردي السابق بالصياغات العربية الاصيلة الدقيقة ..
فهذا يعتبر ردا بديلا منسوخا عن الردِّ السابق لي .. وسأجعله دقيقا تماما
-----------------------------
فـأولا :
راجعت معجم لسان العرب .. وتأكدت مما اخبرت به انت ..
وكان كلامك صحيحا .. والعقل فعلا هو القلب وهذا ما تواتره المعجم مستفيدا بالقرآن لكن لو رجعنا لأصل الكلمة فهي تعني ربط .. وهذا في معجم المنجد .. لكن سأخاطبك هنا بمعنى عقل = قلب في جميع المواضع
وبعدها قرأت التفاسير ..
قرأت تفسير : ابن كثير ، الجلالين ، التفسير الميسر ، القرطبي ، الطبري
ووجدت تقريبا جميع المفسرين مجمعين على قولك ورأيك الذي استنبطه انت من القرآن ومن المعاجم وكتب التفسير
واعترف انك اجتهدت .. ووضحت اشياء كانت غائبة عن الناس ..
لكن .. اجتهادك لم يكن ذاك الاجتهاد الكامل .. بل كان اجتهادا ايجابيا يحمل الكثير من السلبيات .. وسلبياته اكثر من ايجابيته الوحيدة ..
.. بسبب عدم الفهم الكامل للمعنى الحقيقي الذي يحويه القرآن وما يختبئ في كتب المعاجم .
في الحقيقة يا اخي الكريم ..
انت تتكلم عن شيء لم اكن اكلمك عنه ابدا .. او بمعنى اخر ..
انت تتكلم عن شي ظننتَ أنِّ له دخلا في موضوعنا ..
بل انك فهمت القرآن بطريقتك وكذلك التفاسير .. وتكلمت من استنتاجك .. دون ان تسأل اهل علم من قبل ..
أو
حللت ما تحويه الآيات دون ان تتعمق وتقرأ آياتا أخرى ..
لنزبد :
هناك التباس واحد فقط ..
والالتباس ..
هو الخلط بين العقل | و | الذكاء والتفكير
في جميع سطوري السابقة كانت تتكلم عن الذكاء والتفكير ولكن بلفظ (العقل) .. لانه اللفظ المشهور عند العامة عن الذكاء
وانت كنت تتكلم عن العقل ظنا منك بأنه هوهو الذكاء والتفكير
وهنا حدث الإلتباس ! حيث ان العقل له معنى ،، والذكاء والتفكير لهما معنا آخر
وبما انك كنت تظن ان العقل هو نفسه الذكاء والتفكير ..
رديت علي انت بهذا الرد :
أما المخ القابع في الجمجمة .. فلا شأن له بالفطانة و النباهة و الذكاءفرديت عليك بعدها ردا موثوقا على ان الدماغ مركز الذكاء والتفكير ..
و إنما مكمن الحفظ و الفهم و التفكر في القلب ^^
لكن بعدها حدثت المشكلة ..
فرديت علي انت بأدلة من القرآن ،، وتفاسير ،، ومعاجم ..
توضح ان العقل مركزه القلب !
وبهذا قد خرجت انت عن الموضوع وذهبت في شارعا يشبه الشارع الذي كنت فيه ولكنه شارعا آخر غير الذي كنت فيه ..
وصار هانغري يتكلم عن شيء ليس له دخل في الذكاء والتفكير ،،
فانا اقول له ..
العقل هو القلب ..
ولكن ..
العقل ليس الذكاء والتفكير
فالعقل بالقلب
والتفكير بالذهن او الدماغ
واما سبب هذا اللبس .. فهو مشهور كلمة " عقل " عند العامة .. جاهلين معناها الحقيقي في اللغة العربية الأصيلة . ..
كلمة "عقل" الآن .. صارت تـُستخدم كلمة بديلة لـ " ذكاء" أو " دماغ " أو "تفكير"
لكنه في الحقيقة خاطئ .. مع ان هناك اقسام عدة للعقل وهناك قسم منها يدخل في الدماغ والتفكير لكن لن نتفرع الى هذه العقد بتعمق .. لأسباب كثيرة .. منها عدم علمي الكامل لها ..
لكن سأشرح لك الفرق بين العقل وبين التفكير والذكاء
العقل في اللغة كما وضحته انت :
واعتقد انك تعلم :وعاقَلَهُ فعَقَلَه يَعْقُلُه، بالضم: كان أَعْقَلَ منه. والعَقْلُ: التَّثَبُّت في الأُمور. والعَقْلُ: القَلْبُ، والقَلْبُ العَقْلُ، وسُمِّي العَقْلُ عَقْلاً لأَنه يَعْقِل صاحبَه عن التَّوَرُّط في المَهالِك أَي يَحْبِسه، وقيل: العَقْلُ هو التمييز الذي به يتميز الإِنسان من سائر الحيوان، ويقال: لِفُلان قَلْبٌ عَقُول، ولِسانٌ سَؤُول، وقَلْبٌ عَقُولٌ فَهِمٌ؛ وعَقَلَ الشيءَ يَعْقِلُه عَقْلاً: فَهِمه *
بما ان العقل هو القلب .. اذا ليس المقصود هو القلب الذي ينبض في صدر الإنسان ..
انما القلب هو روح الإنسان ..وروح الانسان هي فطرة من الله .. الخ
اما عن الذكاء والفطانة والتفكير فقد جاء في المعاجم :
في معجم المـُنـْجـِد في اللغة :
ذكاء :.. قدرة على التحليل والتركيب والتمييز ...
فطانة : قوة استعداد الذهن لإدراك ما يرد عليه ..
التفكير -> فكرة : ما يتكون في الذهن من مفهو لشيء .. رأي خاص ووجهة نظر ..
اما في معجم لسان العرب :
لم تتبع الكلمات السابقة كلمة " عقل " او " قلب ".. راجع معجم لسان العرب .. لم اضعه لسبب عدم تطويل الرد ..
عرفنا الآن الفرق بين العقل وبين التفكير والذكاء في اللغة ..
اذا هناك فرق بين الاثنين ...
وبالنسبة لتعريف العقل وتعريف التفكير ..
فأمر العقل معقد جدا وطويل ولم اكمل قرائتي عنه ..
لكن سأكتب بعضا ما جاء في الكتب عنه ..
في كتاب الاذكياء للعلامة إبن الجوزي : الباب الثاني في ذكر ماهية العقل ومحله ..:
قال :
" العقل ينطلق بالاشتراك على اربعة معان .. احدها الوصف الذي يفارق به الإنسان البهائم وهو الذي استعد لقبول العلوم النظرية وتدبر الصناعات الخفية الفكرية وهو الذي اراده من قال غريزة وكأنه نور يقذف في القلب يستدعبه لادراك الاشياء والثاني ما وضع في الطباع من العلم بجواز الجائزات واستحالة المستحيلات والثالث علوم تستفاد من التجارب تسمى عقلا والرابع ان منتهى قوته الغريزية الى ان تقمع الشهوة الداعية الى اللذة العاجلة "
بعدها وضح بعض الامور سأحوال توضيحها في اخر الرد بإذن الله تعالى حول اقسام العقل التي يعد منها ما يكون في المخ والدماغ من التفكير
لكن انظر الى ما كتب باللون الاحمر ..
فقد خص المؤلف هنا العقل بـ " نور يقذف في القلب"
اما الفطنة والذكاء .. خصها للدماغ في قوله :
"قال الحكماء الخلق المعتدل والبنية المتناسبة دليل على قوة العقل وجودة الفطنة واذا غلظت الرقبة دلت على قوة الدماغ ووفوره ... الخ "
لكن اولا انظر انه فرّق بين قوة العقل وجودة الفطنة وكذلك فرق بين قوة العقل وقوة الدماغ ..
واخبرنا بصفات معينة لقوي العقل
وصفات اخرى غيرها لقوي الدماغ
وهذا ما يدل على ان المعنيين مختلفان
وكذلك في التعريف المشهور عن التفكير :
هي مجموعة العمليات الذهنية التي تكمن الإنسان من نمذجة العالم الذي يعيش فيه وبالتالي يمكنه التعامل معه بفعالية أكبر لتحقيق اهدافه وخططه ورغباته .
فالتفكير والذكاء يختلفان عن العقل .
اذا .. تقريبا اخذنا فكرة جيدة عن العقل والتفكير ..
وعن الفرق بينهما .. وان التفكير والذكاء الذي في المخ .. هو قسم من العقل .. لكن مفهوم العقل ليس هذا فقط بل مفهوم له اقسام عديدة ومفهوم عميق جدا ومتفرع .. وله معنى خاص في كل علم من العلوم
وعلمت انت الآن بأني كنت اقصد التفكير والذكاء في الدماغ
لكنك فهمت غلط وظنيت بأن التفكير والذكاء هو العقل .. لكن مفهومهما غير
وبدأت تربط تلك الادلة التي ليس لها علاقة في موضوع نقاشنا .. تابع التالي :
فـ ثانيا :
العقل .. عَـقــِـلَ
الفهم .. فــَــهــِمَ
الفقه ... فـَـقـِـهَ
ياترى ما العلاقة بينهما ؟؟
تقريبا جميعا لهم نفس المعنى..
ولو تعمقنا اكثر فيهم ..
سنجد ان من يعقل شيئا .. فإنه يقبل ما يعقله فقط ..
سنجد ايضا ان من يفهم شيئا .. فإنه يقبل ما يفهمه فقط
وسنجد هنا ايضا ان من يفقه شيئا .. فإنه يقبل ما يفقهه فقط
فلا يصدر شيء من ذاته ولكن يستقبل فقط في حال اصابته احد الكلمات الثلاثة ..
اما الفكرة .. عكس ذلك .. فيقوم بتصدير فكرة ولا يستقبلها .. وسأشرح لك في القادم معنى ذلك
سنعرف الآن اسرار ظاهرة في القرآن الكريم لكن لم ينتبه لها الكثيرين ..
انت قلت :
فأما القرآن .. فقد ذكر القلب مقترناً بالعقل و التفكر و الإدراك و الفقه في أكثر من موطن .. فالله يقول في الآية التاسعة و السبعين بعد المائة من سورة الأعراف :
اسف اخي الكريم .. فهذا دليل على انك لا تقرأ الآيات بتمعن .. لا يوجد آية واحدة في القرآن ربط الله فيها التفكر بالقلب
بل ربط القلب بالعقل والفقه فقط .
وهنا سنكتشف السر ..
لنتمعن قول الله :
ستجد ان الآية ذم للكفار وانتقاد لهم .. ولاحظ كلمة " لا " وكلمة يفقهون{وَلَقَدْ ذَرَأْنَا لِجَهَنَّمَ كَثِيراً مِّنَ الْجِنِّ وَالإِنسِ لَهُمْ قُلُوبٌ لاَّ يَفْقَهُونَ بِهَا وَلَهُمْ أَعْيُنٌ لاَّ يُبْصِرُونَ بِهَا وَلَهُمْ آذَانٌ لاَّ يَسْمَعُونَ بِهَا أُوْلَـئِكَ كَالأَنْعَامِ بَلْ هُمْ أَضَلُّ أُوْلَـئِكَ هُمُ الْغَافِلُونَ }الأعراف179
وتأمل هذا الشيء يتكرر في الآيات التالية ..
تأمل ايضا ..{يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ إِن يَكُن مِّنكُمْ عِشْرُونَ صَابِرُونَ يَغْلِبُواْ مِئَتَيْنِ وَإِن يَكُن مِّنكُم مِّئَةٌ يَغْلِبُواْ أَلْفاً مِّنَ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُونَ }الأنفال65
ايضا تخص الكفار .. وايضا لا يفقهون .. تأمل ...{رَضُواْ بِأَن يَكُونُواْ مَعَ الْخَوَالِفِ وَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لاَ يَفْقَهُونَ }التوبة87
تخص الكفار .. ولا يفقهون ... وربط ايضا الفقه بالقلوب .. اكمل التأمل ..{وَإِذَا مَا أُنزِلَتْ سُورَةٌ نَّظَرَ بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ هَلْ يَرَاكُم مِّنْ أَحَدٍ ثُمَّ انصَرَفُواْ صَرَفَ اللّهُ قُلُوبَهُم بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَفْقَهُون }التوبة127
نفس الشيء يتكرر .. ما علاقة : (لا) بـ يفقهون{سَيَقُولُ الْمُخَلَّفُونَ إِذَا انطَلَقْتُمْ إِلَى مَغَانِمَ لِتَأْخُذُوهَا ذَرُونَا نَتَّبِعْكُمْ يُرِيدُونَ أَن يُبَدِّلُوا كَلَامَ اللَّهِ قُل لَّن تَتَّبِعُونَا كَذَلِكُمْ قَالَ اللَّهُ مِن قَبْلُ فَسَيَقُولُونَ بَلْ تَحْسُدُونَنَا بَلْ كَانُوا لا يَفْقَهُونَ إِلَّا قَلِيلاً }الفتح15
اكمل ...
{لَأَنتُمْ أَشَدُّ رَهْبَةً فِي صُدُورِهِم مِّنَ اللَّهِ ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لَّا يَفْقَهُونَ }الحشر13
اكمل ............
ربط القلب بالفقه .. وكذلك الوعيد على الكفار في كل مرة ...{ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ آمَنُوا ثُمَّ كَفَرُوا فَطُبِعَ عَلَى قُلُوبِهِمْ فَهُمْ لَا يَفْقَهُونَ }المنافقون3
اذا اغلب الآيات التي ذكر فيها الفقه .. تخص ذم الكفار واثبات انهم لا يفقهون ... وهناك ايات كثير
لين الحين تسأل ايش العلاقة ..
اصبر شوي وكمل الآيات بدلا من يفقهون .. يعقلون ..التي لها نفس المعنى ..
{وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اتَّبِعُوا مَا أَنزَلَ اللّهُ قَالُواْ بَلْ نَتَّبِعُ مَا أَلْفَيْنَا عَلَيْهِ آبَاءنَا أَوَلَوْ كَانَ آبَاؤُهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ شَيْئاً وَلاَ يَهْتَدُونَ }البقرة170{وَمَثَلُ الَّذِينَ كَفَرُواْ كَمَثَلِ الَّذِي يَنْعِقُ بِمَا لاَ يَسْمَعُ إِلاَّ دُعَاء وَنِدَاء صُمٌّ بُكْمٌ عُمْيٌ فَهُمْ لاَ يَعْقِلُونَ }البقرة171وايضا ......{وَإِذَا نَادَيْتُمْ إِلَى الصَّلاَةِ اتَّخَذُوهَا هُزُواً وَلَعِباً ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لاَّ يَعْقِلُونَ }المائدة58
{إِنَّ شَرَّ الدَّوَابِّ عِندَ اللّهِ الصُّمُّ الْبُكْمُ الَّذِينَ لاَ يَعْقِلُونَ }الأنفال22اغلب الايات التي في القرآن التي تحوي كلمة : يعقلون ، يفقهون ..{وَمِنْهُم مَّن يَسْتَمِعُونَ إِلَيْكَ أَفَأَنتَ تُسْمِعُ الصُّمَّ وَلَوْ كَانُواْ لاَ يَعْقِلُونَ }يونس42
تتكلم عن الكفار وعن عدم فقههم وعقلهم .. .. ناااادر جدا ان وجدت اية تتكلم ان المؤمنين بمعنى يعقلون ويفقهون .. ..
وهناك نقطة مهمة اريد ذكرها .. ان ما يريده الله من الكفار ان يعقلوه .. ليس بشيء مادي ملموس او مرئي او مسموع .. ساوضح ذلك بعد قليل ..
وسآتي بك الآن بآيات من نوع آخر ..
ولكن قبل أن آتي بها ..
تذكر بأن الله تعالى قال : يفقهون .
ولم يقل : يــتــفقهون .
وقال : يعقلون .
ولم يقل : يــتــعقلون .
اليك الآن النوع الآخر من الايات ..
يخص المؤمنين بالتفكر في المادة التي تحط بهم " السماوات والارض .. الخ" ..
{الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللّهَ قِيَاماً وَقُعُوداً وَعَلَىَ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذا بَاطِلاً سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ }آل عمران191
ما اجمل القرآن .. ما اجمل دقته ... تابع قراءة الآيات ..
{وَهُوَ الَّذِي مَدَّ الأَرْضَ وَجَعَلَ فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْهَاراً وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ جَعَلَ فِيهَا زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ يُغْشِي اللَّيْلَ النَّهَارَ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الرعد3
{يُنبِتُ لَكُم بِهِ الزَّرْعَ وَالزَّيْتُونَ وَالنَّخِيلَ وَالأَعْنَابَ وَمِن كُلِّ الثَّمَرَاتِ إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }النحل11{لَوْ أَنزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَّرَأَيْتَهُ خَاشِعاً مُّتَصَدِّعاً مِّنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }الحشر21اما في هذا النوع من الايات السابقة التي قال الله فيها : يـتـفكرون
{اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ }الزمر42
ولم يقل : يفكرون
قد خصها الله عز وجل للمؤمنين .. للتفكر في المادة المحيطة بهم .. التي يرونها .. والتي يضرب الله بها الامثال .. ..الخ
.....
حسنا حان الآن وقت ايضاح بعض النقاط العميقة في هذه الآيات .. والتي اخبرتك باني سأوضحها ..
لكن ارجو من الله انه يعينني على حسن الصياغة لكي تفهم ما اريد ان افهمك اياه... .:
عندنا عدة ملاحظات حتى الآن قد ذكرتها في بين السطور السابقة :
خص الله كلمة "يعقلون" بالكفار في معظم الآيات .. وأخبر انهم قوم لا يعقلون
ومعنى العقل هنا هو الفهم بالقلب وليس الفهم بالدماغ ..
او بمعنى اصح وادق ..
الفهم بالفطرة التي اوجد الله عليها جميع الناس ..
والعقل المقصود هنا .. هو فعلا القلب
أو
العقل الفطري الذي لا يختلف من بشري لآخر .. الا من اراد عدم العقل .. مكابرة او عناد او تكذيب ونحوه ويستثنى من ذلك المجنون .
مالذي جعلني اقول انه العقل الفطري الموجود في جميع البشر بنفس المستوى ؟؟
لأن الله سبحانه وتعالى ..
لم يقل : يتعقلون
بل قال : يعقلون ..
فلو افترضنا انه قال يتعقلون ..
فإن كانت كذلك فهي دلت على واحدة من عدة اشياء ..
منها : ان عقول الناس متفاوتة في الفهم والفقه والعقل .. أو الاحوط ان قلوب الناس متفاوتة في الفهم والفقه والعقل .. وان كانت كذلك فإن بعض العقول ستؤمن والبعض الآخر لن يؤمن بسبب ضعف عقله .. وضعف عقله عندها لن يكون تقصيرا منه او مكابرة او عنادا .. انما من الله لانه انقص فيه العقل ...
وان لم يكن مدلول يتعقلون كذلك ولا اظنه كذلك
فالأكيد وهو الأكيد أن تكون كهذه :
ان المرء يجب ان يفعل سبب ما للإستعقال بالقلب للايمان بالله ..
مثل في كلمة "يتكبرون" .. مثلا في جملة : هؤلاء القوم يتكبرون علينا .. اي في الحقيقة هم بنفس مستوانا الخلقي والجنسي .. لكن اطالوا من ثيابهم وزادوا من جمالهم وكثروا من المال وحسن نسبهم "هذه كلها اسباب جعلتهم يتكبرون" فجعلتهم اكبر منا حسبا ونسبا ومكانة .. لكنهم في الاصل مثلنا ..
وهكذا هي كلمة يتعقلون .. والاحوط انها كذلك ..
ولكن الله عز وجل لم يقل هذه الكلمة .. بل قال " يعقلون " ، " يفقهون "
وهذا دليل قاطع بأن العقل هنا متساوي في جميع البشر .. بالفطرة .. بستثناء المجنون
وان العقل الذي خصه الله لجميع البشر .. محدد في حدود معينة لا يزيد ولا ينقص عن هذا الحد ومحيطه معروف لا يكبر ولا يصغر انما هو مرقم ومنقط .
وبما ان الجميع يملك هذه الهبة الفطرية المتشابهة من عند الله عز وجل
فلا حجة على اي انسان او جن لديه هذا العقل ان يكفر بالله سبحانه وتعالى بعد ان آتته الآيات ..
لأن الآيات الكريمات هنا .. موضعها القلب !وليست بالمخ او التفكير او الذكاء ..
والآن النقطة الاعقد ..
فكما قلت سابقا :
العقل .. عَـقــِـلَ
الفهم .. فــَــهــِمَ
الفقه ... فـَـقـِـهَ
وقلت لك :
وما انزله الله سبحانه وتعالى من آيات على الناس .. يجب على الناس تقبله .. لأنه الشيء المعقول وهو الفطرة التي فطرها الله على الناس ..سنجد ان من يعقل شيئا .. فإنه يقبل ما يعقله فقط ..
سنجد ايضا ان من يفهم شيئا .. فإنه يقبل ما يفهمه فقط
وسنجد هنا ايضا ان من يفقه شيئا .. فإنه يقبل ما يفقهه فقط
اذا فالآيات الكريمات .. توافق تماما عقل البشر والجن .. فلا القرآن يتعدى المعقول .. ولا المعقول اوسع من القرآن .. بل كل منهما يحاكي الآخر
ولكن اللذين كفروا ينتكسون عن هذه الفطرة .. فلا يعقلون الآيات التي وضعها الله نظيرا للعقل في كل شيء
وعدم عقلهم هنا .. مكابرة او تكذيب او عناد ..
وليس بسبب نقص عقولهم .. بل من اجل المكابرة او العناد او التكذيب .. ونحوهم
فبذلك لم يستخدموا العقل والفطرة التي وهبها الله لهم ..
فقال الله عنهم :
{أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لَا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ }الحج46
اذا ارجو ان تكون وضحت هذه النقطة ...
-----------------
من النقاط ايضا .. الـتـفكر ..
قرأنا الآيات التي أتت في التفكر ..
هناك اسرار اخرى ايضا تكمن في هذه الكلمة والآيات السابقة التي تخصها ..
وتدل هذه الكلمة ان الفكر عند الانسان .. متغير وليس مفهوم مقــنن، و واحد ، مجمعة عليه البشرية مثل مفهوم العقل ..
فالقرآن يدعو الى الإستزادة في الفكر في كلمة " تتفكرون" بالنظر في ايات الله كما ذكر في الايات السابقة ...
ولم يقل " يفكرون "
بعكس العقل.. في يعقلون ..
وهذا يدل على ان العقل متساوي عند البشر .. ولكن الفكر غير متساوي .. والفكر والفكرة في اللغة تكمن في الذهن ..
وعندما نتمعن الآيات السابقة .. في التفكر ..
سنجد ان الله يحثنا ان نتفكر في كل شيء من حولنا لنزيد ايمانا .. فكلما تفكرنا .. عرفنا اسرارا ألوهية تزيد من ايماننا ..
وخص بوجه عام او تقريبي على التفكر المادي من حولنا ..
مثل :
التفكر في نظام الليل والنهار .. والتفكر في اتقان هذا النظام الرائع ..
فبعد ان يتفكر الإنسان في ذلك ..
سيخرج بفكرة : ان هناك خالق منظم لهذا الكون
وهنا تم اخراج او اصدار فكرة بعكس العقل الذي يتقبل المعقول فقط
ومن اجل ان يحصل التفكر .. يجب ان تكون هناك اسباب .. ومن مثل هذه الاساباب .. السير في الارض لنرى عجائب الله سبحانه وتعالى في ارضه
ولو لاحظنا اغلب ايات التفكر .. لوجدنا ان الله سبحانه وتعالى يخاطب فيها المؤمنين .. بعكس ايات الفقه والعقل ..
حسنا بدأنا نلم قليلا من بعض الاشياء ..
لنختصر مفهوم الآيات المختلفة في التفكر والعقل في هذه السطور بإيضاح الفروق بينها :
1. في العقل والفقه : العقل متساوي في جميع البشرية .. " واقصد هنا العقل الفطري الذي في الآيات"
1. في التفكر : التفكر يزيد وينقص على حسب الشخص والاسباب التي بذلها ..
2. في العقل والفقه : مفهوم العقل حدده الله عند البشر وجعله فطرة عند الإنسان ولكي اصارحكم لين الحين ما صغت هذي الجملة الصياغة الصحيحة -_-" وحتى في الكلام السابق .. لان عندي صعوبة بالتعبير .. وما ني عارف اشرح كيف ان العقل حدده الله سبحانه وتعالى .. لعلكم تفهموا.
2. في التفكر : لا حد معين للتفكير وليس مفهوما معقودا عليه كالعقل
3. في العقل والفقه : ايات العقل والفقه .. كانت تخاطب الكفار في اغلب الاحيان وتخبر بأنهم لا يعقلون ولا يفقهون .. وهذا يدل على ان لب الإيمان هو عقل وفهم وفقه الايات بالقلب اولا ..
3. في التفكر : كانت تخاطب الآيات المؤمنين بأن يتفكروا بما حولهم من المادة كالسموات والارض .. وقل جدا ما تأتي كلمة " يعقلون" حول المؤمنين .. لأنهم امنوا وعقلوا وبدأو مرحلة جديدة .. وهي التفكر .. فأولا تقبل الآيات وعقلها وفقهها .. ومن ثم اصدار الافكار التي تزيد من الايمان
4. في العقل والفقه : هو التقبل الفطري للآيات الكريمات
4. في التفكر : هو اصدار الأفكار التي تزيد الإيمان .
-------------------------------------------------------------------
اذا بدا الأمر واضحا ..
وبدا واضحا الفرق بين العقل والتفكير
واما ان اعتبرت ما في " ثانيا " مجرد فلسفة .. فاعتبر ما تعتبر..
ولكن ما في " اولا " تدحض ما كنت تقوله وتقر الاعضاء به ..
ولإختصار ما خط في اولا :
كنا نتكلم عن الذكاء في الموضوع .. وانت حصل لك لبس .. فظنيت ان العقل هو الذكاء وقلت ان الذكاء في القلب مو في الدماغ
بعدها جبت لك قول موثق لابن الجوزي ان الذكاء في الدماغ
بعدها جبت لي انت ادلة من القرآن تدل عى ان العقل في القلب ووثقتها بتفاسيرها ومرادفاتها .. ظنا منك بأن العقل هو الذكاء والتفكير والصحيح ان العقل غير التفكير والذكاء ..
لذا يعتبر جميع ادلتك السابقة جعلتنا ندور في حلقة مفرغة .. بعدها رديت عليك هذا الرد واثبت ان العقل غير التفكير والذكاء
وان مكان العقل القلب
ومكان التفكير والذكاء الدماغ ..
-------------------------------------------------------------------
وبالنسبة لباقي كلامك حول الثعالب والنعامات ما اراها الا كلمات جدالية ..
فبالنسبة للثعلب :
علمه ربه " فطرة ربه "
و إن كان ذلك .. فأين هو من ذكاء الثعلب الذي احتال على الإمام الشافعي و من معه دون أن يعلمه أحد تلك الخدعة
تقول بان الشافعي ولد قبل ابن المقفع
لكن في الحقيقة ولد ابن المقفع 724 م وتوفي 759م
اما الشافعي ولد في 766 م وتوفي 820 م
وبالنسبة لنظرية داروين ..
ما ادري كيف تفهم انت ؟؟
لم اقل انها اختفت من الوجود .. بل قلت ان العلم اثبت بطولها .. وقام على ذلك علماء مسلمين وعلماء مسيحين في اثبات ذلك ونجحوا
لكن الملحدون لم يغيروا ما يؤمنوا به ..
ليس الجميع ..و النظرية تكاد تكون حقيقة علمية عند العلماء و الفلاسفة الغربيين .. و عليها بنيت الكثير من النظريات و العلوم .. و ربما أنتجت بعض الأدوية
اما بالنسبة لربطك ذكاء القرد بنظرية داروين ..
ما ارى هذا الا قصرا في علمك .. وسرعة في احكامك .. وما راح اكلمك زيادة في الموضوع ..
فالنعامة إذا وضعت البيض و غفلت عنه .. قام الناس بجمع البيض ..
فإذا عادت فلم تجد البيض حسبت أنها لم تضع البيض ..
فجلست لتضع بيضاً آخر
سرقوا منها البيض وهي نائمة .. استيقظت فلم تجده .. فباضت غيره .. هل هذا معناه انها نست انها باضت ؟؟
ربما تعلم بأمر سرقة البيض .. وارادت ان تبيض غير الذي سرق << لماذا لم يستنتجوا هذا الاستنتاج.. ما يهم هذا الشيء السخيف
----------------------------
همسة اخيرة :
في 2006 أردت ان تنفي حقيقة كروية الأرض .. باسم القرآن مجتهدا انت بمخيلتك المحدودة
والآن تقول بأن التفكير والذكاء في القلب وان المخ القابع بالجمجمة ليس له دخل بذلك .. كمان باسم القرآن ..!
وفي احد ردودك ايضا تنكر وجود الدانياصورات .. وبالتأكيد ستنكر ذلك باسم القرآن ..!
واذا سألناك لماذا تقول ذلك .. ومن قاله لك
تقول بأنه ما استنبطته انت بعقلك من القرآن .. وبذلك تنفي العلم الحديث الذي بدأ يفسر معاني القرآن في اعجازات القرآن العلمية ..
متجاهلا سلبيات كل ذلك .. ومتجاهلا بأن هناك مسلمون عامة ضعاف قلوب يبنون ايمانهم بالربط بين القرآن والعلم الحديث لكي يثبتوا على الحق .. فلربما عندما تقع عين احدهم على احد استنباطاتك الغير كاملة .. ينهار كليا ولربما ارتد .
اتقي الله وحرام عليك .. وخلي العلم في الدين لعلماء الدين .. فمن خلال احتكاكي معك للأسف لم اجد ذاك الفكر المميز الذي يرقى بالأمة الإسلامية للعلا .. بل للاسف فكرا عكس ذلك .. فياترى ان لم تملك الفكر المناسب .. هل تملك مؤهل شرعي لكي تتكلم في الدين على هواك ؟؟
لا اعتقد انك ذاهب لكندا لدراسة الشريعة الاسلامية ..
وفي النهاية .. ان اردت ان تجادل مرة اخرى حول هذا الموضوع .. فسمحلي لن ارد عليك .. لانك عندها ستكون مجادل وليس مناقش . واعذرني على الجفاف في السطور الأخيرة ..,