السَّلاَمُ عَليْكُم وَرحْمَة اللهِ وَ بَركاتُهُ
جميعُنا .. قد سبقَ وأن شدّ الرحالْ ..
بعضُنا بكامِل المعرفة .. للوجهَة القادمة ..
والبعضُ الآخرْ لا يحمل سوى الجَهل .. مع بعض ِ أثقال متاعه ..
وهذهْ .. من تقفُ أمامَكم بـ قوةِ حرفٍ ولا شيءَ سواه ..
قد همّت بالرحيلْ .. بلا وجهة ,.. ولا أيّ إرادة للإستقرار ..!
++
أجنحة ٌ كانت .. ترتئي صفوتَــها .. والأمل يترنحُ على متنها ..
أعينٌ أدمنتْ الدمعَ حتى صاغتهُ لـ مجردِ كونِه ..
لا ألم .. ولا شعورَ يرافقهنّ .. مِن قطراتٍ .. تقصّ الصفاءَ ..
الانتِمــاءَ .. للعَدم ..
أكاذيبَ ارتوَت من معنى الحياة .. واقتصتّ حقها من أبرياء ..
توافدوا .. يحتضنونَ ابتساماتِ الشغب الطفوليّ ..
ووّجدوها .. أمُّ أمسهم .. ترشقُ الرحيلَ بـ وجوههم ..
وتشدَّ أناملَ الكهل ِ على الأمتعةِ .. المغبرّة ..
تجرّها .. قيودٌ تتمسكُ بهــا .. إذ يخيّلُ لها أنها .. ترسم كاهنية ..
وتفنى .. تنثرُ بقاياها الرياح ..
تغسلُ ألوانها الرمادية .. استمطاراتِ النجوم ..
بيضاءٌ .. تلكَ بنورها الأبيض ..
تتلبدُ في الجوّ مصابيحاً ..
لا تحرق ذاتها .. ولا تــُفنِي الأمل ..
وذاكَ .. لا ينفي سعيراً تعيشهُ ..!
++
".. الغريب اليومَ .. كلُّ أهلكِ .."
تضمّ الهمَّ كـ دميةٍ كانت تحتضنها .. قبل النومْ ..
وتشد الطرفْ .. لـعلّ الروحَ تعمى عنِ الواقع ..
لـ تنهال أمطارٌ .. ثــَقــُلَ بها جوفُ السماءْ ..
’ دعيها .. أترُكيهــا تنهمر .. ‘
أعينَ لم تعدْ ترى البعيد .. أو القريب ..
كلَّ ما في الكونِ منظورٌ على مستوى .. واحد ..
صارَ أمرُهــا يضربُ أمثال .. الـ [ سطحيات ] ..!
وهل نرى سوى سطح البحر من عالي السماء ..؟!
فاقت .. أميرة كما كانت ..
غيرَ أنَّ الجوفَ يرنو نحوَ .. ما يخالفُ الأبيض ..
ذاكَ اللذي .. مسّــتهُ أيدٍ .. حاولت تلوينَ سطحهِ ..
أو .. من حَرورِ قهر ٍ .. أوقدتهْ ..
على الأرض ِ اليومَ رمادُهــا .. تعبث ُ فيهِ ..
عفواً ... الهواء .. سيداتي وسادتِي ..
لـ ظنـّي بهِ صارَ عدوّي ..!
++
أن تحملَ متاعك .. وبلا وجهة تسير ..
فـ هوَ يعني أنَّ ديارك تنفيك .. ودارُ صاحبكِ كذلك ..
++
رسائل .. حمَلت بينَ طياتِها المنهكة .. لهث المعاناة ..
وبينَ فراغاتِ الحرفِ صمتٌ متعمّد ..
لـعلّ القهرَ يغادِرُ كلماتِها نحوَ جوفِ آخر ..!
خطت .. بوهمِ .. وبـ وهم ٍ تعثــّرَت ..
صارت تلطمُ بالأيادي صمتـُهُ الغابر .. والحاضِر ..
على أنقاض ِ رجفةٍ تزيلُ دمعة ..
تُسقِطها لترويْ عبراتٍ كانت .. تنتظم بلياليها ..
وبـ النور ِ .. تـُفنيها ..
نورٌ كان يحفّ أجسادهم .. يكسرُ الظلالَ .. لتعمى خـُطاها ..
على انحداراتٍ .. لا ترقى علواً .. ولا تهبــِط ُ لـ مُستقرّ ..
هيَ فقط .. تشتتُ الروح وأمانيها ..
تنثرها تحتَ أقدام ٍ لا ترى ما تتجاوز .. لـ تبتعد ..
حتى .. تضيع خلفَ الأفق .. خلفَ ضبابُ الحلم العابث ..
هناكْ .. حيث ُ البُعدَ يروى كـ حكاياتٍ صارت .. ولم تغدو بعدَ ذلك ..
سماءٌ طابَ لها .. أن تحتضنَ أحلامُها .. أوهامُها ..
لتشهقَ بالدمع ِ الأعذب .. تخالهم يبتسمون ..
تسعد .. لـ شعورها بمبسم ٍ بعيدٍ .. كـ سلام ِ أنفاس الفجر ..
غيرَ أنهم .. بأحاسيسها .. لا يشعرون ..
ربما .. لم بعدُ يأبه بها .. أو بأيّها ..
رسائل .. تمتدُّ عرضَ الآفاق ِ ولا تــَصلْ ..
بترُ احساس ٍ يسردُ باقيها .. هوَ الأمثل ..
[ هنئوني .. فقد .. تمرّد فيَّ الأملُ حتى ..
وجدتهُ قتيلَ حرفِه .. وحدهْ .. بلا عناء يذكـَرْ ..
هنؤوهُ .. فقد فقدتهُ بلا أن أكونَ لليأس ِ مثـَل ..! ]
++
هامشيّ : هل بموتِ أمل ٍ مضني .. تسعَدون ..؟!
شكراً لـ وقتكم
بـ حفظ الخالق سُبحانه