اتهم قائد بالجيش العراقي عددا من الصحفيين من مراسلي شبكات التلفزة العالمية والعراقية بتلقي رشى بصور مختلفة من الجيش الأمريكي خلال معركة الفلوجة الأولى والثانية عام 2004، مقابل عدم نشر صور ولقطات تظهر خسائر الجيش الأميركي على يد المقاومة العراقية ومقاطع فيديو لقتلى وجرحى المارينز، وبعضهم يبكي من شدة وطأة المعارك.
وقال المصدر الذي طلب عدم الكشف عن اسمه والعامل في الفرقة السابعة بالجيش العراقي الحالي، في تصريح نقلته صحيفة العرب القطرية: "مع الأسف شاب الإعلام والصحافة في العراق الكثير من التزوير والتلفيق وعدم الحيادية، وكان الإعلامي مجبرا إما على أخذ رشاوى أو مناطحة التيار ليكون مصيره القتل، وبعضهم قدم نفسه جاهزا للاحتلال مقابل حفنة أموال خضراء".
وتابع: "في أغلب الأحيان خنع الكثير من الصحفيين للرشوة من أجل تغيير حقائق كانت ستكتب في سجل العراق تحت الاحتلال". وأشار إلى أن هؤلاء كانوا يبيعون للقوات الأميركية شريط التسجيل الذي يظهر عملية إسقاط مروحية أو تدمير مدرعة أو قنص جندي أو حتى اشتباك مسلح، ولم يكونوا ينشرونه، خاصة في معركة الفلوجة عندما دخلت المقاومة والمارينز في حرب طاحنة استمرت شهرين، "وكان جيش الاحتلال الأميركي هو الذي يقدر ثمن المادة الصحفية حسب أهميتها ومضمونها".
وتعهد المسؤول العسكري بالكشف عن أسماء الصحفيين المرتشين بعد خروج القوات الأميركية من العراق.
ووفقا للضابط العراقي فإن معارك دارت بين عناصر مسلحة عراقية وقوات الاحتلال الأميركي في عدة مناطق كالفلوجة وسامراء والرمادي والموصل وبعقوبة ومدن كثيرة أخرى، "كانت لتكون وصمة عار بجبين البنتاغون لو نشرت، لكن الجيش الأميركي اشترى بعضها، والباقي صادره بالقوة أو قتل صاحبه".
وحسب ما جاء في تصريحات المصدر فإن بعض الصحفيين تم اغتيالهم ودفنت معهم صور وتسجيلات لمعارك نادرة، داعيا الهيئات الدولية المعنية بشؤون الصحافة تقديم دعوى قضائية ضد الإدارة الأميركية السابقة برئاسة جورج بوش.
تجدر الإشارة إلى أن مصير عدد من الإعلاميين العراقيين لا يزال مجهولا منذ معارك الفلوجة عام 2004، وتتهم عائلاتهم الجيش الأميركي بالمسؤولية عن اختفائهم وعدم الكشف عن مصيرهم، بحسب الصحيفة.

http://almoslim.net/node/113947