النتائج 1 إلى 10 من 10

الموضوع: حياتي .. قصتي .. (قصة واقعية) من كتابتي

  1. #1
    التسجيل
    28-09-2009
    الدولة
    السعودية - جدة
    المشاركات
    4

    حياتي .. قصتي .. (قصة واقعية) من كتابتي

    بسم الله الرحمن الرحيم


    أرحب بكم جميعاً في أول مشاركة لي في هذا الصرح العملاق ، أحببت أن أبدأ معكم بهذه القصه من كتابتي .. قصة واقعية كنت أنا بنفسي شاهداً عليها .. و نقلتها لكم كما هي بأملها و ألمها و مللها لم أغير فيها سوء أسماء الأشخاص ليس إلا .


    راجياً من المولى عز و جل أن تنال إعجابكم .. و في إنتظار أرائكم على الجزء الأول.



    -----------------------------------------------------------


    حياتي .. قصتي ..
    الجزء الأول


    لا زلت حتى اللحظة أذكر يوم عرفتها بأصغر تفاصيلة .. قرابة الأربع سنوات مضت .. و لا زلت أذكره
    الوقت : الثانية صباحاً .. المكان : الشات الصوتي


    أنا .. مشرف مشهور لهذا الروم الذي يمتليء بالزوار على مدار الساعة .. برغم قصر تجربتي بالشات الصوتي إلى أنه أصبح لي مكانة فيه بحكم عملي في مجال الإتصالات و إعتيادي على الكلام مع أناس لا تربطني بهم معرفة و أصبحت أعرف بحكاياتي و قصصي الطريفة من واقع حياتي .
    أتحدث في الخاص مع زائرة أعتبرها "صيدة " اليوم و أستمع بطرف إذني للمتحدثين في الروم .. فالإشراف مسؤولية و تكليف و ليس تشريف .


    أنا: الحمدلله اليوم رجعت جوالي من عند الخياط .. صلحلي إياه .. بس ما جربته لسه .. إتصلي علي خليني أشوف صلح السماعة و لا لا
    هي : ههههه لا يا شيخ ؟


    خلال هذا الحديث الهادف و الشيق .. سمعت صوت زائرة تتكلم على المايك ..


    جوري : إنزلوا يا مسطحين .. أتركوا عنكم الخاص و تعالوا أهرجوا خلونا نتونس .. فينك يا عبدالرحمن .. فينكم يا جماعة بلا نوم و تسطيح ..
    بقية من في الروم : هههههه و الله لولو ... ههههه لولو الصغيرة .. لولو فين نفيخة هههههه
    أنا "بيني و بين نفسي" : ما شاء الله عليها هاذي .. من كثر ما حبكت تقليد لولو الصغيرة حاس إني جالس قدام السعودية الأولى عام 600 قبل الهجرة ، خليني أروح أشوف وش تبي .. طالبتني بالإسم .


    " صرفت " صيدة اليوم على أمل لقاء آخر غداً .. و مسكت الطابور للمايك لأرد على هذه الجوري الـ " لولو " .. و إنسجمنا أنا و هي و بقية من في الروم في الحديث و تعبنا من الضحك .
    هي .. كتلة من الكوميديا و خفة الدم .. ذات لهجة حجازية شبيهة بلهجتي .. إستسغت أحاديثها و بدأت أكون صورتي عنها ..
    كبيرة في السن .. فلا أظن أن خفة الدم هذه و اللسان اللاذع قد تتمتعان بهما فتاة صغيرة في العمر .
    خبرتها في التحاور تدل على أنها ذات تجربة في الحياة و متعلمة .. فلم تكن تنساق للحديث الذي يوجه لها من الشباب الموجودين في الروم و كانت تدير الحديث لتعيده إلى حدود الأدب و الإحترام دون تجريح .
    و بعد ساعتين من الأحاديث و الضحك و في حدود الرابعة و الربع فجراً .. هدء الروم قليلأ و هي أيضاً .. فخفت أن تخرج من الروم و لا تعود مرة أخرى فقررت التطفل عليها قليلاً ، فتحت نافذة الخاص .. و كتبت


    أنا : تسمحي ؟
    جوري : تفضل
    أنا : إنبسطنا اليوم سوى و أتمنى تشرفينا بزيارتك كل يوم
    جوري : إن شاء الله و لا يهمك .. حتى أنا إنبسطت
    أنا : ما عرفتك بنفسي .. معاكي الأستاذ البروفسور القوي أجدع الجدعان عبدالرحمن من جدة .. 21 سنة .. طالب جامعة .. ساكن في حي النزهه .. أظن ما بقي غير أعطيكي رقم البطاقة و مقاس الشراب الله يكرمك
    جوري : ههههههه هلا فيك .. معك جوري من جدة
    أنا : أوووه يعني جيران .. أمي تقولك رجعيلنا قدورنا


    و أخذنا الحديث لأكثر من ساعتين .. عن الإنترنت .. الشات .. الأغاني .. حتى غالبها النعاس و إستئذنتي للخروج ، فطلبت منها أن تسمعني تقليد لولو الصغيرة لآخر مرة قبل أن أعتقها لتنام و أستعد أنا للذهاب لجامعتي .. رحبت و وقفت في الطابور للمايك ...
    سبقتها في الحديث فتاة ناعمة تتكلم بكل غنج و دلع حتى سال لعاب كل من بالروم .. و أنا منهم .
    و عندما جاء دورها و بدأت في الإستعداد للضحك .. لم تخيب ظني و ضحكت حتى آلمتني بطني من الضحك .. فقد كانت تقلد بشكل رائع و في نفس الوقت كانت تلمح للفتاة التي سبقتها في الكلام مستنكرة أسلوبها بشكل كوميدي هز الروم من الضحك ، فما كان من تلك الفتاة سوى أن كتبت لها (( الله يمتحنك يا جوري )) في محاولة يائسة لمقاومة هذا السيل من الضحك .. و لكن


    سكتت جوري .. ثم قالت بصوت تخالطه الدموع ..


    جوري : الله يسامحك .. و الله ماني ناقصة


    .. و إختفت
    لم أستطع فهم ما حدث .. لماذا ذهبت ؟ و لماذا بكت ؟ أبسبب كلمة (( الله يمتحنك )) ؟ أم حدث شيء آخر غفلت عنه ؟
    بقيت انا غارقاً في تساؤلاتي .. و عقدت العزم على البحث عنها في الشات .. علي أجدها و أفهم سبب ما حدث.


    ثلاث ايام مضت و لم أجدها .. بحثت عنها في الرومات الأخرى و لم أجدها .. ثلاث أيام مضت و أنا لم أستسغ ممارسة هوايتي في البحث عن "صيدات " جديدة .. بل كانت تشغلني تلك الدموع .. ليس إهتماماً بصاحبتها فليست تربطنا تلك المعرفة .. و لكنه الفضول .


    و في اليوم الرابع و عندما بدأت أيأس و بدأت أتناسى ما حدث .. و خلال جولتي اليومية على الرومات المجاورة .. رأيت إسمها " جوري " .. هي ؟ لا أدري فهو إسم شائع .. قررت الإنتظار حتى أسمع صوتها على المايك .. و عندما سمعت صوتها تأكدت .. كانت كم سمعتها المرة الأولى تضحك و تقلد و تمازح الجميع .. فقررت أن أكلمها على الخاص لأعرف سبب ما حدث ذلك اليوم .


    أنا : جوري .. السلام عليكم معاكي عبدالرحمن
    جوري : هلا و الله .. كيفك ؟


    و بعد المقدمات .. تجرأت و سألتها ..


    أنا : جوري .. هذاك اليوم ليش طلعتي من الروم زعلانه .. أحد غلط عليكي ؟ ترى ما يرضيني تطلعي من رومنا زعلانه
    جوري : لا أبداً .. كنت تعبانه شوي
    أنا : كنا جالسين فوق أربع ساعات نضحك .. تبكين فجأة و تقولين تعبانه ؟
    جوري : لا أبداً بس كلمة إنقالتلي و زعلت .. موضوع ما يستاهل
    أنا : " الله يمتحنك " ؟
    جوري : إيوه
    أنا : طيب و إيش قصدك يوم تقولين " ماني ناقصه " ؟
    جوري : و الله لو تزيد و تعيد بهالموضوع بطلع
    أنا : لا لا خلاص .. قفلنا الموضوع .. شخبار لولو ؟


    إستغربت تناقض هذه الفتاة .. ضاحكة باكية .. سعيدة حزينة ..
    مرت بنا ساعات و نحن نتحدث عن كل شيء .. إلا حياتها .. لم أعرف كم عمرها .. تدرس أم أنهت دراستها .. لم أعرف سوى أنها جوري من جدة .
    و حينما حان وقت النوم و قبل أن تودعني طلبت منها إضافتي على الماسنجر .. و وافقت ثم ودعتني .


    و بدأت رحلة إنتظاري لها كي تعود ففضولي يكاد يقتلني .. ما سر هذه الضحكة التي تخفي خلفها الدموع ؟ ما سر هذا الأدب و الذوق الذي يطل برأسه خلف لسان لاذع ؟ ما سر هذه الفتاة التي تجمع كل التناقضات في تناغم غريب يجعلك تؤمن أن الماء من الممكن أن يختلط بالزيت ؟


    في اليوم التالي إلتقينا في الماسنجر .. و بدأ يشوب علاقتنا نوع من الود ، فأذواقنا متشابهة و طباعنا و إهتماماتنا كذلك .. العصبية .. العناد قوة الشخصية .. حبنا لكاظم الساهر .. نزار قباني .. ممارستنا للتصميم .. كلها صفات مشتركة تجمعنا .
    و بعد ساعات من تبادل الأراء و التصاميم و الأغاني .. إستجمعت شجاعتي و قررت سبر أغوار هذا البحر الغامض ..


    أنا : جوري .. ترى للحين ما أعرف عنك غير " جوري من جدة " و حتى إسمك مدري هو صح و لا إسم حركي .. و أنا ما بقي غير تعرفي مقاس فنيلتي .
    جوري : إيوه صح .. كم مقاس فنيلتك ؟
    أنا : يعني علشان تعرفي دب و لا لا .. ذكيييية .. XL دببببب هههههههههههه
    جوري : هههههههه .. طيب يا دب .. وش تبي تعرف ؟
    أنا : إسمك .. عمرك .. حالتك الإجتماعية .. دراستك .. إلخ
    جوري : إسمي في كرت العائلة " رها " .. عمري 20 سنة .. مخلصة ثانوي و قاعده في البيت .. حالتي الإجتماعية عانسة


    لم يسترعي إنتباهي في هذه المعلومات شيء بقدر الإسم " رها " اللــــــــه .. أغنية و ليس إسم فقط .. و لست أدري أإعجابي به بسبب جماله أم إمتداداً لإعجابي بحاملته ..
    عمرها 20 فقط ؟؟؟ توقعتها أكبر .. ثانوي ؟؟ توقعتها جامعية .. أيعقل أن تكون هناك فتاة بهذا التفكير و هذه الشخصية بهذا العمر ؟؟
    آه .. أظنني أطلت عليها في الرد


    أنا : عاشت الأسامي مزمزيل رها .. العمر كله .. و ترى بدري على العنوسة لسه ما قلتي بسم الله في هالدنيا .
    رها : الله يخليك .. تسلم
    أنا : عندك أخوان .. و لا وحيدة أمك و أبوك ؟
    رها : عندي ثلاثة .. فيصل 16 سنه .. حسين 7 سنين .. ضي 4 سنين .. و أنا هبيلتهم أقصد كبيرتهم
    أنا : ما شاء الله .. إيش كمان ؟ إحكيلي عن نفسك .. ترى ما أفتن


    شدني لها هذا التشابة بين تفاصيل حياتنا .. كلانا أكبر إخوانه و كلانا له أخوين و أخت و في نفس الأعمار تقريباً .. كلانا إنفصل والدينا و كلانا يرى هذا الإنفصال في مصلحة الجميع ، كل كلمة تصدر منها تزيدني إعجاباً بها ، و كم أشعر بالنشوة مع كل رأي تدلي به فأجمل زينة للفتاة عقلها و فكرها .. و كم يستحق فكرها الإحترام .
    لم تختفي تلك النبرة الحزينة في صوتها .. لا زالت تختبيء خلف جدران ضحكاتها التي تشيدها أمامي .
    أسبوع مضى منذ زينت قائمة ماسنجري ، أتحدث معها كل يوم ما يقارب الثماني ساعات و ما زلت لم أكتشف سر تلك النبرة الحزينة .


    كنا نقضي يومنا معاً .. حتى أصبحت طاولة كمبيوتري طاولة طعامي أيضاً .. فلا وقت أضيعه في الأكل بعيداً عن الماسنجر فهذا الوقت أولى أن أقضيه في الحديث معها .. و كانت تقوم بنفس الشيء ، كان أسبوعاً جميلاً لم ينغصه علي سوى إخوانها فكانت تتركني كل ساعه لدقائق لتطمئن عليهم ، و تنشغل عني أحياناً بالجلوس معهم و حل واجباتهم و إطعامهم و تحكي لي ما يحصل معها .


    رها : عبدالرحمن .. جالسة أحفظ حسين قرآن ..أف فيصل بهذلني ما حل واجباته و جالس قدام التلفزيون و جالسه أرتبله جدوله
    أنا : يا بنت الناس رجال طول بعرض ترتيبله جدوله ؟ خليه يعتمد على نفسه
    رها : يا شيييخ مو مشكلة .. ربي يهديهم و يوفقهم .. ضــــــــــــــيَ تغديتي ؟ ذحين أجي أسويلك غداكي يا ماما
    عبدالرحمن .. لا تطلع .. ربع ساعه أغدي ضيَ و أجيك
    أنا : خلي أمك تغديها
    رها : لاااا ضيَ حبيبتي أنا أغديها


    كان هذا حالنا كل يوم ، تقضي يومها تقوم بشيئين لا ثالث لهما رعاية إخوانها و التحدث معي .
    و أنا .. إعتزلت الشات الصوتي و تركت الخروج مع أصدقائي و أدمنتها .. أيعقل ؟ أحقاً أدمنتها ؟ أيتحول الصياد إلى فريسة بهذه السهولة ؟ أيقص الثعلب أظافره و يخلع أسنانه و يصبح نباتياً بهذه السهولة ؟
    ما السر ؟ ما السبب ؟ أوهم هذا أم حقيقة ؟


    مر الأسبوع الثاني و ما زلنا على نفس الحال .. ما عدا أن الثمانية ساعات التي كنا نقضيها يومياً معاً أخذت في الإزدياد .. و معها إعجابي و تعلقي بها .. و بدأت أكتشف الأسباب
    هي رمز الحنان والمحبة .. فكم إخوانها محظوظون بهذه المشاعر التي تغدقها عليهم دون حساب أو قيد أو شرط .. ذكية .. لماحة .. قوية الشخصية .. ناعمة و لكنها تحاول أن تخفي أنوثتها بجدار المزاح و اللسان السليط و لكن كم يصعب حجب الشمس بورقة زيتون .. في قمة الإحترام و الأدب فلم تتميع أو تتغنج علي يوماً بل كانت تحفظ حدودها و حتى عندما كنت أحاول إستدراجها لمناطق تجبرها على قول كلمة ناعمة كانت ترد و هي تفيض خجلاً " كل تبن " و كم كنت أتلذذ بهذه الكلمه لما ورائها من خجل و دلال .. نعم كانت تبادلني الإعجاب و الإهتمام و كانت تحارب حتى تخفي مشاعرها .. و لكن محال ألا يلمع الألماس .
    و في يوم قررت أن أبوح لها بمشاعري التي ضاق بها صدري .. فأنا معجب بها و متعلق بها و أعرف دون شك أنها تبادلني المشاعر فلما الصمت ؟


    بدأت أصفَ كلامي و أرص عباراتي حتى ألقاها .. و فجأة ظهر إسمها على يمين شاشتي .. دخلت الماسنجر .. و بقدر ما كنت أنتظرها تمنيت أنها لم تدخل .. ماذا أقول ؟ ماذا أفعل ؟ أأجل الكلام إلى وقت لاحق ؟ لا لا .. سأتكلم .


    أنا : يا هلا و الله بالطش و الرش
    رها : هلا فيك .. كيف حالك ؟ رحت الجامعة ؟


    كان هذا أول سؤال لا بد أن تسألني إياه كل يوم "رحت الجامعة ؟ " و كم كان هذا السؤال يقوم مقام السحر لقلبي .. كان أجمل من أجمل قصائد نزار .. و ألحان كاظم .. ألهذه الرجة تهتم فيني و تخاف علي ؟ أأصبح السؤال عن دراستي واجباً يومياً من واجباتها كسؤالها و إهتمامها بدراسة إخوانها ؟ أليس لي الحق أن أعجب بها و أتعلق بها ؟
    و بعد أن طمئتنها على دراستي و جامعتي و عرفت أخبارها بدأت أحاول أن أجد مدخلاً لأبدأ في البوح لها عن ما في صدري .


    أنا : رها .. بأكلمك في موضوع
    رها : تفضل
    أنا : رها .. إحنا لنا شهر تقريباً نتكلم مع بعض
    رها : مدامك مسوي محترم شكلك تبي سلف .. ماااا عندي هههههه
    أنا : ههههههه بلا إستخفاف دم .. أسكتي خليني أكمل
    رها : طيب ..
    أنا : في هاذي الفترة بصراحة كان لي الشرف إني أتقرب منك و أتعرف عليكي ، و صرت كل يوم أتكلم معك أكثر من أهلي .. و ربي يعلم إني أستمتع بكل لحظه نقضيها سوى و أظنك تعرفي هالشي .. و بصراحه أنا معجب فيكي و بأخلاقك و الظاهر و الله أعلم إني تعلقت فيكي و ما أظن هذا الكلام بيوصلك شي جديد ما تعرفيه .. أكيد هذا كله واضح بكلامي و إهتمامي فيكي
    رها : عبدالرحمن .. اظن حتى إنته تعرف إني معجبه فيك .. بس الله يخليك لا تقول إنك متعلق فيني و لا تفكر تتعلق فيني .. ذبحتني هالكلمة .. الله يخليك لا تعيدها
    أنا : ليش طيب ؟ إيش إلي يذبح في كلمة مثل هاذي ؟ إذا أنا معجب فيكي و إنتي معجبه فيني إيش يمنع نتعلق ببعض ؟
    رها : عبدالرحمن .. إنته ما تعرف ظروفي .. الله يخليك قفل هالموضوع
    أنا : لا و الله ماني مقفله إلين ما أفهم إيش إلي يمنع .. فهميني و إذا قبلت أسبابك .. أوعدك ما تسمعيها مره ثانية


    وضعت لي رابط أغنية .. و خرجت
    قمت بتشغيل الأغنية و عصبيتي تنازع خيبة أملي .. و كانت الأغنية ( غادة رجب – إبعد عني ) :



    إبعد عني يا إبن الناس .. خليني بعذابي و روح
    شتداوي؟ جرح .. جرحين ؟ أنا مية جرح مجروح



    ما أشجعك تتبعني .. حياتي صحرا في صحرا
    كل شي بيها متحجر .. بس أشواكها خضرا


    خليك في سماك طاير .. و لا تنزل على أغصاني
    خوفي لا ترد مكسور .. و تظل من جرحك تعاني


    لا تحاول .. ترى تتعب .. حياتي من الصعب أصعب
    و إنته بعدك صغير .. طريقي نار .. لا تقرب


    إبعد .. إبعد .. يا إبن الناس


    سمعت الأغنية و لم اقتنع فلم أعترف في حياتي بالمستحيل .. و لست على إستعداد للإعتراف به الآن .. و لم تزدني كلمات الأغنية سوى إصراراً على سبر أغوار هذه الصحراء و دهس هذه الأشواك التي تتوعدني بها .
    و إنتظرت .. و أقسمت في ثورة غضبي أن لا أبرح مكاني حتى تعود مرة أخرى و أعرف عذرها .. و بعد اربع ساعات من إنتظار تشوبه مرارة الإنكسار .. دخلت


    أنا : رها
    رها : عرفت إني بلقاك .. أعرفك عنيد زيي و مادخلت إلا علشان أقولك أترك النت و روح نام وراك جامعه
    أنا : أقسم بالله ماني رايح مكان إلين ما ننهي هالموضوع ، قوليلي أسبابك و أوعدك لو أقنعتيني ما تشوفيني مره ثانية
    رها : ما قلتلك ما أبي أشوفك مره ثانيه .. بس ما أبيك تتعلق فيني
    أنا : طلبك غريب ماني فاهمه .. على العموم قوليلي و لو أقنعتيني أنفذلك إلي تأمري فيه
    رها : حاضره .. من حقك .. بس أرجوك إسمعني للآخر و أتمنى تلبيلي طلبي
    أنا : أوعدك .. لو أقنعتيني .. يالله قولي .. شالسالفة ؟


    يتبع ...

    ________________________________________

    في إنتظار ارائكم و ردودكم .. و إنتظروا الجزء الثاني

    ..... سلااااااامي
    للتواصل
    MSN ماسنجر : two2face@live.com

  2. #2
    التسجيل
    28-09-2009
    الدولة
    السعودية - جدة
    المشاركات
    4

    رد: حياتي .. قصتي .. (قصة واقعية) من كتابتي <<<<الجزء الثاني>>>>

    حياتي .. قصتي ..
    الجزء الثاني


    مرت اللحظات في إنتظار ردها سنوات .. دقات قلبي تتصاعد مع خيوط دخان سيجارتي ..

    سأعرف سرها في لحظات .. متزوجة ؟؟ نعم نعم .. أظنها متزوجة .. لا لا .. أتوقع أن تكون مطلقة أو أرملة و من تسميهم إخوانها هم أبنائها .. إحتمال .. توقعت من البداية أن تكون كبيرة في العمر ..

    أفكار تزورني و أفكار تغادرني .. كل هذا في لحظات ، و لكن لم يكن قلبي يشارك عقلي إستنتاجاته .
    نفضت عني غبار أفكاري و كبحت جماح مخيلتي حتى وصلتني كلماتها ..

    رها : قصتي بدأت قبل ولادتي .. قبل زواج أبوي بأمي .. بدأت و عمر أمي 14 سنه ..

    أبوي .. في الثلاثينات من العمر .. من عائلة كبيرة و صاحب منصب .. ورث عن جدي كثير .. مشكلته إنه سكَير
    له أصحاب في كل مكان يسافرلهم علشان يشاركهم هوايته في الشرب .. و منهم جدي أبو أمي .

    كان جدي إنسان على قد حاله عنده 4 بنات و ولدين .. أكبرهم خالي "وليد" و بعده أمي "نسمه" .

    كان أبويه يسافر خصيصاً علشان يجلس مع جدي و يتشاركوا المزاج ، و جدي يفرح بزيارة أبوية لأنه معناها متعة مجانية على حساب هذا الرجال الغني صاحب المزاج ، فكان يرحب بأبويه أحسن ترحيب إذا جا يزوره و يقدمله كل إلي في البيت من أكل و شرب .. و كانت أمي مسؤولة عن تقديم هاذي الولائم للضيف بما إنها أكبر البنات ..

    كانت طفلة .. عمرها 14 سنه .. بيضا بشعر بني فاتح و عيون خضرا .

    في يوم زاد أبويه و جدي في العيار لدرجة إنه عقلهم أخذ إجازة بدون راتب .. و دخلت عليهم أمي تباشرهم بصحون وليمه من الولائم .. و قبل ما تحط الصحن صار بين أبويه و جدي خلاف .. و إتفقوا يحلوه بالقرعه .

    أبويه : شوف .. لو فزت إنته بالقرعه بأعطيك كل إلي في جيبي " 7000 ريال " .. بس لو أنا فزت إيش تعطيني ؟؟ من يومك كحيان ما عندك شي
    جدي : إنته عارف .. مفلس .. ماني زيك وارث مال قارون .. آه لقيتها .. أزوجك بنتي هاذي .
    أبويه : إتفقنا .

    و بعد 4 أيام كانت أمي في السعودية .. ماسكه يد أبويه بدل عرايسها .. و متزوجة بدون عرس من شخص أكبر منها بأكثر من 15 سنه .. و فاز بيها بالقرعه .

    أمي كانت طفله .. بريئه .. أليفة .. تربت على إحترام إلي أكبر منها ، أبويه فضَل يسكنها مع أمه .. لأنه صعب تجلس في البيت لحالها لمن يكون في الشغل .. و صعب عليه يمارس هوايته و مزاجه في بيته لمن تكون موجوده .. خصوصاً إنها زوجته يعني عرضه و يخاف من الفضيحه .

    في البداية أهل أبويه إستنكروا الموضوع و طلبوا منه يطلقها و يرجعها لبلدها و أهلها .. حرام طفله .. لكن في النهاية قررت جدتي تخليها عندها لأنها خافت عليها من تكرار ظلم أبوها و أصحابه من أمثال أبويه .

    حبتها جدتي من أول نظرة .. أبيض من القشطه .. دلوعه .. مع إنه عمرها صغير لكنها ست بيت ..
    كان أول شي سوته جدتي إنها أجبرت أبويه يسجلها في مدرسه تكمل دراستها ، كانت تحبها .. تنتظرها كل يوم تجي من المدرسه و تناديها ..

    جدتي : نسمه .. بنت يا نسمه ..
    أمي : نعم يا أمي
    جدتي : تعالي كبسيني حبيبتي و حكيني إيش سويتي في المدرسه

    عماتي كانت تحرقهم الغيره .. كانوا يضربوها .. يرموا كل شغل البيت عليها .. بس كانت جدتي تحامي عنها .

    أنا : أبوكي فين من هذا كله ؟؟
    رها : أبويه ؟! زوج .. يزورهم كل يومين ثلاثه .. يمارس حقه الشرعي و يرجع لبيته و حياته .
    و بعد سنه و نص .. يوم 3 رمضان .. إنولدت أنا

    أنا : ما شاء الله .. إنتي 3 رمضان .. و أنا 3 شوال .. يعني بينا شهر بالضبط
    رها : بيني و بينك 11 شهر يا كذاب .. إنته إنولدت في العيد .. بس أنا .. ما أدري
    أنا : أكيد كان عيد .. لأهلك .. لأخوانك .. لي .. يوم ولادتك أهم من يوم إكتشاف البترول في السعودية
    رها : ههههه ضحكتني الله يسامحك .. إتفقنا ما تقاطعني .. خليني أكمل ..

    برغم قصتها المؤثرة .. لم أكن قد فهمت بعد .. أين هي المشكلة التي تؤثر على علاقتنا ؟
    والدها سكَير .. والدتها أجنبية .. ما علاقتنا بهذا كله ؟
    أنا معجب بها هي .. و لا أهتم بمن يكون أبوها أو ما هي جنسية أمها ..
    قاطعت كلماتها أفكاري و إسترسلت ..

    رها : بعد ولادتي الحال إختلف .. تغير كل شي ..
    أبويه ترك الشرب .. سكنت أمي معاه في البيت .. صار من شغله لبيته و من بيته لشغله .. صار يدلعنا و يمشينا و يسفرنا ..
    أمي كانت تقولي إنها الوحيدة في العالم إلي شهر عسلها بدأ بعد سنه و نص من زواجها .. و إستمر شهر العسل 6 شهور

    ... بعدها رجع كل شي لحاله
    أبويه رجع للشرب أكثر من قبل علشان يعوض فترة الإنقطاع .. و هاذي المره و أمي معاه في البيت .. و في حضنها طفله عمرها 6 شهور ..

    صارت حياتهم جحيم .. كان أبويه إذا ثقل العيار يضربها و يرمينا في الشارع أنا وهي آخر الليل ..
    كانت تضمني على صدرها و تتخبى .. ورى شجره .. ورى زباله .. أي شي .. و تدعي ربها ما يسلط عليها أولاد الحرام .. و تنتظر
    ساعه .. ساعتين .. إلين ما تحس إنه أبويه نام و تدخل البيت بالمفتاح إلي مخبيته في الزرع إلي جنب باب الفيلا .. و تنام في الحوش إلى ما يصحى أبويه الصباح و يروح شغله و يسمحلها تدخل البيت .

    كانت أمي تتعذب و محد معاها إلا جدتي .. تشكيلها من ظلم ولدها و هي تنصحه .. بس ما في فايده .

    عشنا على هالحال سنين و سنين تغيرت فيها أشياء كثير ..

    جدتي أم أبويه ماتت .. إنولد فيصل .. تخرجت أمي من الجامعة .. إنولد حسين .. إشتغلت أمي مدرسه ..
    كل هذا و أبوي على حاله .. كأنه الزمن وقف به زي ما عقله تعود يوقف .

    طلبت أمي الطلاق منه مليون مره .. بس ما كان يوافق .

    و قبل حوالي 4 سنين و أمي حامل في ضيَ .. صارت بينها و بين أبوي مشكلة كبيره .. و أنا كنت في غرفتي حاضنه أخواني و أسمع صراخهم .

    أمي : يا أخي حرام عليك .. سنين عايشين أنا و أولادك في هذا العذاب .. نشوفك كذا قدامنا .. جيفه .. لا عقل و لا تفكير ما همك إلا نفسك .. إعتقنا .. طلقني .. لمصلحتنا و مصلحة أولادك .
    أبويه : ما ينفع أطلقك .. إنتي منتي زوجتي .. أنا إشتريتك من أبوكي .

    و بعد فاصل طويل من التهزيء و البهذله .. ضربها .. و هي حامل ببنته .. ضربها .. و رحت أنا أحامي عنها .. و كان لي نصيبي من الضرب .

    أبويه : كلكم تكرهوني .. إنتي و عيالك .. هذول مهم عيالي حتى إلي في بطنك ما هو ولدي .. أنا حأطلقك علشان أرتاح منك و من العار إلي جبتيه لبيتي .

    و فعلاً .. أسبوع و طلقها .. طلق أمي .. أطيب و أشرف قلب بهالدنيا .. بعد ما وصخه بإتهاماته .

    أمي كانت طايره من الفرح .. و إحنا مثلها .. و بمساعدة أعمامي أجرت أمي شقه نعيش فيها .. فرشتها أحسن فرش .
    غرفتي كانت بويتها ورديه .. و فيها سرير أبيض كبير .. من كبره أقدر أنام فيه بالطول و بالعرض .. و إشترتلي لاب توب .. و بلاي ستيشن لفيصل .. اللـــــــــــه قد إيش فرحنا وقتها .. حسينا إننا أحرار .

    و يوم جا موعد ولادة أمي .. كنت أنا معاها في المستشفى و كنت أول وحده شلت أختي .. و أنا سميتها .. سميتها ضيَ .
    طبعاً هذا كله و أبويه ما جا شافها و لا حتى سأل ..

    عشنا أيام زي العسل .. نطلع .. نتمشى .. نسافر .. كانت الدنيا ما توسعنا من السعادة .
    كانت أمي تصرف علينا من راتبها و من الفلوس إلي أعماماي الله يجزاهم خير يحولولنا إياها .. و أنا كنت شريكتها في شغل البيت .

    ربتني مثل ما تربت .. علمتني أطبخ .. علمتني أهتم ببيتي .. كانت دايماً تقولي "غسلي القدر إلين ما تشوفي الشامه إلي على خدك فيه" .. علمتني أنتبه لأخواني و اراعيهم .. ما صرنا أم و بنتها .. صرنا أصحاب .

    كانت دايماً تناديني "يا مصيبتي الكبيرة" "يا أم لسان طويل" و أنا أرد عليها "نعم يا أختي ؟" كانت تعصب من كلمة "اختي" .. بس كانت تضحك و تقولي "أنا أمك يا ..." و حط مكان النقاط أي سبه في بالك .. كانت تحب لساني الطويل و دفاشتي .. و كنت أحسها فعلاً أختي لقرب أعمارنا من بعض .

    لكن يا حسرة .. ما إستمرت سعادتنا هاذي كثير ..

    أنا : ليش .. إيش صار ؟
    رها : قبل سنه و تسعة شهور .. و قبل ما تروح أمي عملها .. جت صحتني الصبح تقولي ..
    أمي : رها .. يالله يا ماما أنا رايحه الشغل ..
    رها : طيب .. خليني أقوم أصحي فيصل علشان توصليه المدرسه في طريقك
    أمي : لا حبيبتي .. هذا آخر أسبوع في الدراسة .. ما في شي يروح علشانه .. خليه ينام .. خليكي مع أخوانك و إنتبهي لضيَ
    رها : ماما .. أبغاكي تسويلي ملوخيه من يدينك الحلوه اليوم
    أمي : من عيوني حبيبتي .. إذا الله أراد ..
    المهم حبيبتي .. إنتبهي لأخوانك و كل شويه روحي تطمني على بنتك ضيَ
    رها : من عيوني
    أمي : في وداعة الرحمن

    باست رأسي و بست راسها .. و راحت .

    كانت أمي ما هي على طبيعتها من أسبوع .. ما صارت تمزح و تضحك مثل أول .. صارت كل يوم تناديني في غرفتها .. تضمني و تجلس تحكيلي عن حياتها و ظلم أبوها و أبويه .. و تبكي من قلبها و تقولي "الحمدلله سويت إلي عليه و ريحتكم منه .. و كبرتك و شفتك ست بيت".
    و اليوم تصحيني و تناديني "ماما" ؟؟ فين "مصيبتي الكبيره" ؟؟ فين دوشتها حقت كل يوم الصبح ؟
    ما جاني نوم .. فتحت اللاب توب و جلست أسمع أغاني ..

    بعد ساعه و نص .. دق باب البيت .. عمي "يوسف" .. بدقنه الغزيره و وجهه السمح .. كان أحن أعمامي علينا .
    فتحتله الباب ..

    عمي يوسف: السلام عليكم
    رها : و عليكم السلام .. هلا بأحلى عم .. تفضل تفضل .. خلي بنت أخوك تسويلك أحلى فطور يحبه قلبك .

    كان عمي دبدوب و يموت في طبخي .
    إبتسم .. و قالي ..

    عمي يوسف : لا حبيبتي .. خلي أخوانك مع الشغاله و تعالي نطلع سوى شوي .

    ما كانت هاذي عوايد عمي .. يرفض شغل يدي ؟
    حسيت في طلبه شي غريب .. لا ما كان طلب .. كان أمر ..
    قلتله حاضر .. و لبست عبايتي و خرجت معاه .
    ما كان مثل عوايده يضحك و يمزح .. أخذنا لفه على البحر .. و طول الطريق يتكلم في أشياء غريبه ..

    عمي يوسف : ما شاء الله عليكي يا رها .. صرتي عروسه و شايله الحمل عن أمك .. خلصتي دراستك .. إنتي صح بنت بس عن ألف رجال .
    رها : عمي .. ترى ما عندك عيال .. لا يكون ناوي تزوجني لبنت من بناتك ؟

    إبتسامته كانت صفرا .. ما هي إبتسامة عمي يوسف إلي أعرفه ..
    بدأت أقلق .. و بعد مده من اللفلفه و المدح إلي غرقني فيه .. قال ..

    عمي يوسف : أعرفك مؤمنه بقضاء ربك و قدره
    رها : أكيد يا عمي .. الحمدلله رب العالمين

    بدأت أستوعب كلامه .. في شي صار ؟ شكله أبويه صارله شي ..

    رها : عمي .. خير ؟ في شي ؟ قلقتني ..
    عمي يوسف : حبيبتي .. أمك في المستشفى .. صارلها حادث و هي رايحه المدرسه .

    جتني حاله هستيرية و صرت أصرخ بأعلى صوتي ..

    رها : وديني عند أمي .. أبغى أتطمن على حبيبتي .. صارلها شي ؟
    عمي يوسف : تعوذي بالله من الشيطان .. قربنا من المستشفى .

    قال هاذي الكلمات بصوت هادي .. حزين .
    وصلنا المستشفى و أنا أصرخ "أبغى أشوف أمي" .. مسك يدي و دخلنا المستشفى و أنا أحاول أجري و هو يمنعني ..
    صرخت في وجه عمي

    رها : في أي غرفه ؟؟؟؟ بسرعه وديني
    عمي يوسف : ...............
    رها : في العمليات ؟؟؟؟؟؟؟
    عمي يوسف : .............

    هاذي دموع عمي يوسف ؟؟ عمي يوسف .. يبكي ؟؟ وين أمي ؟؟ حالتها خطيرة ؟؟ أمي ... ؟
    و الدنيا تلف فيني .. حسيت بحضن عمتي ... شدت علي ..
    و أنا في حضنها شفت باقي عماتي جالسين على الكراسي .. عيونهم تتأمل في الأرض ..

    عمتي : ....... عظم الله أجرك حبيبتي

    أمي ..... ماتت ؟؟؟ أمي ؟؟؟ حبيبتي .. أختي .. صحبتي ... ماتت ؟؟؟؟
    من لي بعدها ؟؟ مين يحضني بعدها ؟؟ مين يضفرلي شعري بعدها ؟؟؟
    أضحك لمين .. أشكي لمين .. أبكي لمين بعدها ؟؟

    رها : أبغى أشوفها

    و ما حسيت بنفسي بعد هالكلمتين إلا في غرفه غريبه علي .. قلت الحمدلله .. أكيد حلم ، ذحين بألتفت و أشوف ضحكت أمي .. أكيد قبل ما ألتفت بأسمعها تزعق "صحيتي يا مصيبتي الكبيره" .. إلتفت ..
    شفت عمتي بنفس لبسها في الحلم .. إلتفت الجهه الثانية .. عمي يوسف يمسح دموعه بطرف شماغه
    هذا مو حلم ؟؟؟؟ أمي ... ماتت ؟؟؟؟ قبل كم يوم كنت أمزح معاها و أقولها زواجنا بيكون في يوم واحد ....
    حاولت أرفع رأسي .. ما قدرت .. الإبر ماليه يديني ..
    حست فيني عمتي و حضنتني علشان ما أتحرك

    عمتي : يا بنتي ضغطك منخفض و الدكتور قال لا تتحركي
    رها : أبغى أشوفها
    عمتي : ما ينفع تتحركي يا بنتي .. عمانك و عماتك معاها .. و جدتك و خالاتك جايين .. فيهم الخير و البركه .

    قالتها و دموعها غرقت كتفي .. صرخت بأعلى صوتي "أبغى أشوف أمي"
    دخلت الممرضة أعطتني المنوم ..
    ما أعرف كم مر علي .. يوم .. يومين .. أسبوع .. و أنا على هالحال .. أصحى .. أصرخ .. و ينوموني ..

    كنت أقرأ كلماتها بعين تملئها الدموع ..
    لم أكن قد بكيت بهذه الطريقه من سنين .. لا .. لا أظن أنني بكيت هكذا أبداً .. و لكني كنت أمثل دور المتماسك أمامها .
    لم يكن من الممكن أن تحس بضعفي .. فأنا هنا لأسندها .. لا أن أقع معها .

    رها : عبود .. إسمع هاذي الأغنيه .. كل ما أسمعها أبكي
    أنا : طيب لا تسمعيها .. لا تتعبي قلبك يا بنتي
    رها : صرت بنتك ؟ بيني و بينك 11 شهر يا دب .. ما عليك فيني .. متعوده

    سكت مستسلماً و قمت بتشغيل الأغنيه .. في إنتظار أن تكمل قصتها .. و كانت الأغنية (كاظم الساهر – دورة الخليج) :


    إلنا زمان من تفارقنا .. إلنا زمان
    آن الأوان أنسى الأحزان .. آن الأوان
    آن الأوان .. أنسى الأحزان و دموع عيني إلَي أهلها
    آن الأوان ..
    أرتمي بأحضان تشتاق لضمة أهلها
    آن الأوان ..
    ملينا البعد .. قاسي
    و الله .. البعد قاسي
    علينا و عليكم .. يا بعد كل ناسي
    خاطره قلبي .. يضمكم
    خاطره صدري .. يلمكم



    رها : آآآآه يا أمي
    أنا : سلامتك من الآه .. بقلبي و لا فيكي
    رها : لا سلامتك ..
    أنا : كمليلي
    رها : بدأت حالتي تتحسن .. و عرفت إنه لي في المستشفى أسبوع و نص ..
    صحيت و لقيت جدتي أم أمي قدامي ..
    كانت تشبه أمي كثير .. العيون .. الفم .. قمت و حضنتها لين حسيت ضلوعنا إجتمعت

    رها : ماتت بنتك يا ستي .. حبيبتنا ماتت
    جدتي : الله يرحمها يا حبيبتي
    رها : ما خلوني أشوفها يا ستي .. ما عزوني فيها .. ما غسلتها
    جدتي : عظم الله أجرك حبيبتي .. أنا قمت بالواجب عنك

    شميت جدتي و حسيت إني في حضن أمي .. ريحتها
    بكيت .. بكيت .. بكيت .. لين ما بقى دموع
    قومتني جدتي و لمت أغراضي هي و عمتي و قالوا يالله بنروح البيت .

    أي بيت ؟ جدران ما تحضني أنا و أمي ما هي بيت ...

    رها : وين بتودوني ؟
    جدتي : بنروح كلنا سوى نجلس في بيتكم .. مع أبوكي

    أبوي ؟ أي أب ؟ إلي إتهم أمي في شرفها و قال هذول مهم عيالي ؟
    أي أب ؟ السكَير ؟ إلي كان يرمي أمي في الشارع و أنا في حضنها تتخبى زي البساس خايفه من الفضيحة ؟؟؟؟

    أنا : و رحتي لأبوكي ؟
    رها : إيه رحت
    أنا : و إيش صار ؟


    يتبع ..

    __________________________________

    في إنتظار تفاعلكم .. و صدقوني .. ما زالت القصه في بدايتها

    .... سلااااامي
    للتواصل
    MSN ماسنجر : two2face@live.com

  3. #3
    التسجيل
    30-12-2004
    الدولة
    new zealand
    المشاركات
    1,705

    رد: حياتي .. قصتي .. (قصة واقعية) من كتابتي

    القصة اكثر من رائعة ومحزنة

    3 رمضان ؟؟؟؟

    واااااااااااااااااو انا اتولدت في يوم 2 رمضان سنة 1406


  4. #4
    التسجيل
    28-09-2009
    الدولة
    السعودية - جدة
    المشاركات
    4

    رد: حياتي .. قصتي .. (قصة واقعية) من كتابتي

    كل الشكر لك أخوي hassan على ردك و تفاعلك ..
    هههههه .. بما إنك من مواليد 2 رمضان 1406 .. يعني إنت أكبر منها بيوم .. و أصغر من عبدالرحمن بـ 11 شهر إلا يوم .

    سأقوم بإضافة الجزء الثالث خلال دقائق .. أتمنى أن يعجبك .. و في إنتظار تفاعل أكبر من البقية

    ... سلاااااااامي
    للتواصل
    MSN ماسنجر : two2face@live.com

  5. #5
    التسجيل
    28-09-2009
    الدولة
    السعودية - جدة
    المشاركات
    4

    رد: حياتي .. قصتي .. (قصة واقعية) من كتابتي

    حياتي .. قصتي ..
    الجزء الثالث


    في إنتظار كلماتها سرقت لحظات لأريح عيناي بعد رحلة طويلة من البكاء .. مر خلالها شريط حياتها بمخيلتي ..
    ألم .. فأمل .. فألم ..

    بدأت أجمع قصاصات أفكاري .. ألهذا بكت عندما كنا في الشات الصوتي ؟ أهذا سر نبرة الحزن في صوتها ؟ أظن أن إمتلاكها لهذه الشخصية الناضجة بهذا العمر كان بسبب ما مرت به في حياتها من أحداث و أحزان .. فما مرت به كفيلُ بأن يشق الصخر .
    ما حكته لي حتى الآن هي أحداث حصلت قبل قرابة العامين ، ما زال هناك الكثير من الوقت الذي لم أعرف ما حدث به بعد ..
    أيعقل أن تكون لا تزال تعيش مع والدها حتى الآن ؟ لم لا ؟ ربما تاب و أحس بقيمة أبنائه .

    بدأت أتذكر طفولتي و أقارن بين تفاصيل حياتنا ..
    يتشابه والديَ بأن كليهما ينحدر من نفس المنطقة في نجد ، منطقة يعرف عن أهلها طيبة قلبهم و يشتهرون أيضاً بعنادهم .. كلاهما ولد و عاش في جدة .

    والدي .. متوسط الحال و التعليم ..
    أمي .. من عائلة أرستقراطية .. عمها وزير سابق .. و والدها من أعلام البلاد .. جامعية .. تعمل في قطاع التعليم .

    تذكرت حياتي بينهما .. والدي رجل محبوب من الجميع يعرف عنه بشاشته و خفة ظله .. عيبه الوحيد أنه كان مدخناً للحشيش .
    أمي .. صاحبة مباديء و قيم .. حادة المزاج .. حنونه .

    تعودت أن أنام كل يوم على صراخهم .. هي تنهره و تطلب منه الإقلاع عن ممارسة عادته السيئه .. و هو يأمرها بعدم إزعاجه .
    كانوا يعيشون في حالة نفسية سيئة بسبب كثرة هذه الخلافات .. و كنت أنا .. الإبن الوحيد .. "حمال الأسيه " و متنفسهم الوحيد .

    والدي كان يضربني لأتفه الأسباب لأنه يظنني من جبهة المعارضة و مناصراً لوالدتي ..
    و والدتي المجروحة من تصرفات والدي كانت تعتبرني " إبن أبي " الذي سيتبع والده مهما طال الزمن أو قصر .. فكانت تناديني بأجمل أسماء الدلع و الدلال .. " يا ولد " .. " يا عله " .. " يا بلشه " .. لا أذكر أني سمعتها تناديني بإسمي أبداً .. و لم أكن أمانع .. فقد كنت أعيش في دلال ليس له حدود .. كنت طفلاً بشوشاً في الثامنه من عمري و أمتلك " أتاري " .. أيوجد أكثر من هذا الدلال ؟؟؟

    كنت دائماً أتوسل لأمي لتنجب لي أخاً .. فقد مللت اللعب وحدي .. و الضحك وحدي .. و تحمل مشاكلهم وحدي .
    دعوت كثيراً لأرزق بهذا الأخ .. و إستجاب الله دعوتي .
    فرح الجميع بقدوم أخي .. أمي .. أبي .. جدي .. عماتي .. الجميع .. و كنت أنا أكثرهم فرحة فقد كنت أرى نفسي رجلاً " في التاسعة من العمر " رزقني الله بأخ يجب أن أربيه و أهتم به .

    زادت المشاكل بين والدي و والدتي بعد ولادة أخي .. فوالدي لم يترك عادته في تدخين الحشيش في المنزل .. و والدتي تضاعف إصرارها على جعله يقلع عن هذه العادة بسبب تضاعف عدد الأطفال في المنزل .
    لم يكن هناك حل وسط و لا مجال للمفاوضات .. فإما الإستسلام أو الحرب .. و كانت الحرب .
    إنفصل والديَ و إنتقلت مع والدتي و أخي إلى منزل جدي .. خسرت والدي .. و لكن كسبت بدلاً عنه والداً آخر ..

    خالي "عبدالرحمن " سمييَ .. كان يحبني حب الوالد لإبنه خاصة لأن ربي حرمه نعمة الأبناء .. كان يهتم بأصغر تفاصيل حياتنا .
    تعلمت منه الكثير .. و هو من علمني أهم درسين في حياتي ..
    الأول .. إحمد الله على كل شيء
    و الثاني .. له قصه ..

    بعد طلاق والديَ إعتدنا الذهاب أنا و أخي لزيارة أبي كل يوم جمعه بعد الصلاة .. و كان خالي عبدالرحمن هو من يتولى مسؤولية إيصالنا إلى بيت أبي .
    في فترة من الفترات كانت جدتي أم والدتي مريضة و في المستشفى منذ مدة طويلة بسبب مرض السكري و كان خالي عبدالرحمن معروفاً بين الجميع بعلاقته الخاصه بجدتي .. كان أبر إخوانه بها .. كان يقضي معها في المستشفى أغلب وقته .. يقرأ لها - كعادته منذ سنوات - الجرائد .. و يطعمها بيده .. و يتابع حالتها مع الأطباء ..
    لم يعتمد يوماً على إخوانه الثمانية في رعاية والدته بالرغم من أنهم كانوا لا يوفرون جهداً في رعايتها و زيارتها .

    عندما كنت أزورها و أراه يجلس بجوارها بنظاراته السميكة ليقرأ لها كنت أرى خلف هذه النظارات سعادة لا تشابهها سعادة .

    إعتدت خلال فترة مرض جدتي أن أستيقظ في أيام نهاية الأسبوع لأجد نفسي وحيداً في المنزل .. فوالدتي تذهب لزيارة جدتي في المستشفى .. و أخي " عبدالله " يكون في منزل أحدى خالاتي .
    أستيقظت يوم الجمعة باكراً .. و كالعادة لم أجد والدتي أو أخي .. و بدأت أستعد للذهاب لتأدية صلاة الجمعة ثم الذهاب إلى والدي بعد الصلاة مع خالي عبدالرحمن .. و قبل أن أخرج من المنزل سمعت رنين الهاتف ..

    أنا : الو
    خالي عبدالرحمن : عبود .. السلام عليكم

    كعادتي فرحت بسماع صوت خالي و بدأت أحكي له ما فعلت البارحه و ما شاهدت في التلفزيون و هو يستمع لي كعادته .. و بعد أن أنهيت نشرتي الإخبارية قال ..

    خالي عبدالرحمن : عبود .. إتصل على أبوك قوله إنكم ما بتروحونله اليوم
    أنا : يالله أحسسسن .. خلينا نطلع سوى يا خالي .. بس غريبه .. في العاده تغصبنا نروح .. ليش ما بتودينا ؟
    خالي عبدالرحمن : جدتك توفت اليوم فـ ..

    قاطعته بصرخه ..

    أنا : جدتي ماتت ؟؟
    خالي عبدالرحمن : الله يرحمها .. بلغ أبوك .. و كلمني لو فيه شي .

    أغلقت السماعة و لم أكن قد أفقت بعد من صدمتي ..
    كان أول خبر وفاة لأحد أقاربي أستمع له في حياتي .. عشت 11 عاماً لم أختبر خلالها هذا الشعور .. و ما أصعبه من شعور
    كنت أحب جدتي و أستمتع بالعيش معها منذ إنفصال والديَ .. كنت أتفائل برؤيتها كل صباح قبل ذهابي للمدرسة تجلس على كرسيها الوثير تسرح ما ترك لها الزمن من شعر بكل دقة و عناية و تستمع للقرآن الكريم في الراديو .. و لكن لم أكن أستطيع أن أذهب لمدرستي يوماً دون أن أشاكسها ..

    أنا : صبحك الله بالخير يمه
    جدتي : هلا بوليدي
    أنا : يمه يمه .. صبيلي شاهي قبل ما تجي أمي
    جدتي : إنقلع .. ما عندنا بزارين يشربون شاهي .. لا تخليني أقبصك

    بالرغم من أنها كانت تعاني من صعوبة الحركة بسبب تقدم سنها إلا إنني كنت أركض هرباً من قبصتها " قرصتها " و لا أقف حتى أصل إلى أصدقائي في المدرسة لأحكي لهم عن آخر قصصي مع جدتي لنتشارك الضحك .

    برغم صدمة خبر وفاة جدتي لم أستطع مقاومة التفكير في خالي .. كم كان ثابتاً و هادئاً عندما بلغني ..
    وقفت بجواره في صف العزاء لثلاثة أيام .. لم تنزل منه دمعه .. لم تفارقه إبتسامته و هو يتقبل العزاء في إنسانة كان يحبها حتى الجنون.
    كان هو من يتولى مسؤولية مواساة بقية إخوته .. كان هو من أشرف على أدق تفاصيل العزاء .. كل هذا و الإبتسامة لا تبرح وجهه ..
    كان قوياً .. و إبتسامته سر قوته .. و كانت هذه الإبتسامة في أحلك الظروف و لا زالت أهم درس تعلمته منه في حياتي .

    كانت حياتي صعبه .. و لكنها لم تكن بقسوة الظروف التي مرت بها رها .. و ما أقساها من ظروف
    لم تكن رها قد كتبت شيءً بعد فتوقعت أن تكون كعادتها مشغولة مع أحد إخوانها ..

    أنا : وين سرحتي ؟
    رها : لا أبداً معاك
    أنا : إبتسمي
    رها : ليش يا حسره ؟؟ ما في شي يستاهل
    أنا : و لا وجودي معاكي ؟
    رها : هاه .. إبتسمت
    أنا : شاطره .. يالله كملي
    رها : ما قلت و لا كلمة طول الطريق لبيت أبوي .. كنت أفكر .. كيف أقدر أحط عيني في عينه بعد إلي سواه فينا ؟ كيف أقدر أتكلم معاه ؟ كيف أقدر أترك أخواني في حضنه بدون ما أخاف عليهم ؟
    وقفت فينا السياره قدام باب بيته .. تأملت المكان حولي ..
    هاذي الزباله إلي كانت أمي تتخبى عندها إذا طردها .. هذا الزرع إلي كانت أمي تخبي فيه مفتاح البيت .. هذا البيت إلي كان جهنم و رقصنا من الفرحه يوم طلعنا منه .. كيف أرجع لكل هذا برجولي ؟؟
    هذا الرجال إلي ما جرحني أحد مثل ما جرحني .. كيف أقدر أعيش معاه ؟
    هذا البيت إلي كانت أمي تعتبر خروجنا منه أكبر إنتصاراتها و أكبر هديه قدمتها لنا.. كيف أفرط في هدية أمي ؟

    ما قدرت أقاوم دمعتي .. بكيت و مسحت جدتي دموعي بعبايتها و قالت ..

    جدتي : لا تخافي .. أنا بأجلس معكم

    نزلنا من السيارة و دخلنا البيت .. شفته قدامي و أخواني معاه .. فرحت بشوفة أخواني .. إشتقتلهم .. من يوم ما ماتت أمي ما شفتهم ..
    جو حضنوني و أبوي واقف يتأمل فينا من بعيد ، و سمعته يقول " عظم الله أجرك .. أمك كانت بنت ناس " .. رفعت راسي و طالعته و أنا أقول في نفسي " بنت ناس ؟؟؟ إلي إتهمتها في شرفها .. بنت ناس ؟ إلى كنت ترميها في الشارع .. بنت ناس ؟؟ إلي تقول إنك إشتريتها بفلوسك .. بنت ناس ؟؟ " ما قدرت أتحمل .. بكيت

    دخلتني جدتي غرفتي و هي تمسح دموعي و تقول لي ..

    جدتي : لا تخافي يا بنتي .. أبوكي صار عاقل .. ترك عادته السيئة .. من يوم ما عرف بوفاة أمك طلب إنكم تعيشون معاه .. بيت أبوكم هو بيتكم .. إتفقنا إنكم لو ما إرتحتوا هنا بأخذكم تعيشوا عندي .

    جلست جدتي معانا في البيت أسبوع ، كنت طول هالأسبوع أحاول أتجنب أجلس مع أبوي .. لكن جدتي تجبرني أحياناً .. كنت حتى لو جلست معاه ما أقدر أطالع فيه .. أرد عليه على قد سؤاله .. كنت مجروحه و جرحي واصل للعظم .

    أنا : طيب هو كيف كان يعاملك و يعامل أخوانك ؟
    رها : أحسن معامله .. أثث البيت أثاث جديد .. سوى ملعب كوره و حط مراجيح في الحوش لأخواني .. كان يعطيهم أحسن مصروف للمدرسه .. جاب شغاله علشان تساعدني في رعاية ضيَ .. ما بقي شي ما سواه .

    أنا : يعني كان فعلاً ناوي يبدأ صفحه جديده
    رها : إيوه .. كان ناوي ..
    سافرت جدتي .. و بدأت أحاول أعطيه فرصه .. أحاول أتكلم معاه .. أحاول أبتسمله .. كنت أبغى أوصله رسالة إني مقدره إلي يسويه و إني جالسه أحاول أسامحه .

    كانت مرحله صعبه علي كثير .. كنت كل ما أطالع في عينه تنزف جروحي .. أتذكر ظلمه .. أتذكر قسوته .. بس كنت أحاول.

    كان يروح شغله من 7 الصباح و يرجع 5 العصر جايب معاه الغدا من أحسن المطاعم .. و كنت أنا أذاكر لأخواني قبل ما يجي علشان نتغدى مع بعض و يجلس يلعب معاهم إلى وقت نومهم .
    حسيت إني قاسيه عليه خاصة إننا ما قدرنا نكون بينا علاقة طبيعية مثل علاقة أي أب ببنته .. فبدأت أحاول أساعده .. صرت أطبخ و أساعد الشغاله في شغل البيت ، و كان دايماً يقولي " تعلمتي من أمك كل شي .. صرتي نسخه منها " .. وجلسنا على هالحال 4 شهور .

    أنا : و إيش صار بعد هالفتره ؟
    رها : ههههه إيش بيصير يعني ؟ رجعت حليمه لعادتها القديمه
    أنا : رجع يشرب ؟؟
    رها : أكيد .. و أسوء من قبل .. و صار بيتنا جلسته هو و أصحابه إلي يشاركوه هوايته
    أنا : و كلمتي جدتك ؟
    رها : قصدك علشان تجي تأخذنا نعيش عندها ؟
    أنا : إيوه
    رها : صدقت هالوعود ؟
    كلمتها من أول ما عرفت إنه رجع للشرب .. و إتصلت عليه و كلمته .. تدري إيش قالها ؟؟
    أنا : إيش ؟
    رها : هددها لو فكرت تجي السعودية إنه بيبلغ عنها الشرطه
    أنا : طيب كلمتي أهل أبوكي .. عمانك .. عماتك ؟
    رها : كلمتهم .. بس أبوي محد يقدر عليه .. صدقني كان ممكن يذبحهم لو أحد فكر يقرب مننا
    أنا : طيب إيش يبغى فيكم ؟؟؟ أريحله إنكم تكونوا بعيدين عنه
    رها : كان شايف إننا من ممتلكاته إلي ما ينفع أحد يأخذها .. حتى لو هونفسه ما كان يبيها
    أنا : و إيش صار ؟
    رها : يوم شاف إني بدأت أخاف على أخواني منه يوم يكون سكران و أجلسهم عندي في الغرفه إعتبرنا ضده .. منع أخواني من الدراسه .. طرد الشغاله .. ما صار مسموح لنا نطلع برى البيت .. صرنا مساجين في بيت أبونا .. كنا حتى الأكل نشحته شحته علشان يجيبه لنا .. ههههه أذكر مره طلبنا منه يجيبلنا مقاضي للبيت راح جابلنا أكل بساس
    أنا : مو معقووول ؟؟؟
    رها : و الله .. يقول إنتوا حيوانات هههههه
    أنا : و لك نفس تضحكي ؟ يا مثبت العقل و الدين .. و ما حاولتوا تهربوا ؟
    رها : لا تتخيل إنه ما في شي ما حاولنا نسويه .. هربنا مره من فوق سور البيت و رحنا بيت عمي يوسف .. و في 3 ساعات كان جاي و معاه الشرطه يقول أخوي خاطف أولادي من البيت .. زي ما إنته عارف أبوي منصب و سلطه و ما كان يحسب حساب أحد حتى أهله .
    أنا : و بعدين ؟
    رها : إستسلمنا للأمر الواقع .. لا مدارس .. لا فلوس .. و لا حتى أكل .. كنا نسرح و نمرح في البيت من الصباح إلى قبل ما يرجع من شغله بنص ساعه .. نلتم كلنا في غرفتي و نقفل الباب بالمفتاح إلى ثاني يوم الصباح ..
    نتجنب نشوفه أو نشوف أحد من أصحابه إلي صار بيتنا مزبلتهم .

    تعذبنا كثير .. كنا عارفين إنه مالنا مهرب من هذا البيت .. فحاولنا نتأقلم .
    كنت كل يوم أتذكر كلام أمي عنه و عذابها معاه .. و تذكرت إنها قالتلي إنها مخبيه مفتاح البيت في الزرع إلي برى البيت .. فخطرتلي فكره .

    أنا : إيش ؟
    رها : إنتظرت إلين ما راح أبويه شغله و طلعت فيصل من فوق سور البيت علشان يدور على المفتاح في الزرع ... و لقي المفتاح
    فتح الباب .. و خرجت أنا و تركت أخواني في البيت .. رحت سوق الذهب بعت كل ذهبي و ذهب ضيَ و رحت مطعم إشتريت أحسن غدا .. و رحت السوبر ماركت إشتريت حلويات و أكل و كـــــل شي نحتاجه .. و رجعت السجن .. شفت الذكاء ؟
    أنا : أي ذكاء ؟ الفلوس بتخلص .. إيش سويتوا بعد ما خلصت ؟
    رها : و مين قالك بتخلص ؟ أنا نويت أصير تاجره
    أنا : .... تاجره .... كيف يعني .. ما فهمت ؟؟؟

    يتبع ...
    _____________________________

    في إنتظار ارائكم ..

    ... و سلااااااامي
    للتواصل
    MSN ماسنجر : two2face@live.com

  6. #6
    التسجيل
    30-12-2004
    الدولة
    new zealand
    المشاركات
    1,705

    رد: حياتي .. قصتي .. (قصة واقعية) من كتابتي

    اممممممممممممممممم حياتها مليانة بالمآسي

    بس تصدق احس فيها شبه مني في الصفات فأنا احاول دايما اخبي همومي بالضحك والفللللله

    بانتظار التكملة

  7. #7
    التسجيل
    22-06-2009
    الدولة
    Dubai
    المشاركات
    11

    Talking رد: حياتي .. قصتي .. (قصة واقعية) من كتابتي

    القصه واايد حلوه و واقعيه
    ننتظر التكمله

    ::


    ::

  8. #8
    التسجيل
    05-04-2008
    الدولة
    ســــوريـــــا
    المشاركات
    733

    رد: حياتي .. قصتي .. (قصة واقعية) من كتابتي

    والله القصة كتير حلوة وبانتظار التكملة يلا بسرعة اكتب التكملة

  9. #9
    التسجيل
    27-08-2009
    الدولة
    لـؤلـؤة الخلــــيج
    المشاركات
    1,609

    Red face رد: حياتي .. قصتي .. (قصة واقعية) من كتابتي

    السلام عليكــم ...

    يعنــي معقــولـة فـي نـاس عايشــين جذي ..

    سبحــان الله ..

    يعطـيك العافيــة أخــي (( Two Face )) على القصــة ..

    بصراحــة قصــة مشوقــة .

    ننتظــر التكملــة بأحــر من الجمــر .

    و شكـراً

  10. #10
    التسجيل
    12-02-2007
    المشاركات
    59

    رد: حياتي .. قصتي .. (قصة واقعية) من كتابتي

    قصة قمة في الروعة واذا هي واقعية الله يعين اصحابها

    في انتظار التكملة 00لا تطول علينا ارجوك

    وشكرا..

المواضيع المتشابهه

  1. خواطر و نثر قُتِلت أم تلاشت روح الطفلة(من كتابتي)
    بواسطة : Nonnah , في المنتدى العام
    مشاركات: 9
    آخر مشاركة: 04-05-2008, 03:38 AM
  2. معرض تصاميم الأعضاء اول محاكاة اقوم لها في حياتي...الرجاء النقد...وأول موضوع لي هنا في حياتي
    بواسطة : BoOoOo7a , في ادوبي جرافيكس - Adobe Graphics
    مشاركات: 13
    آخر مشاركة: 24-05-2005, 02:21 AM
  3. مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-10-2003, 02:43 PM
  4. مشاركات: 63
    آخر مشاركة: 18-09-2002, 09:21 AM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •