صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 23

الموضوع: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم..۞

  1. #1
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم..۞






    ۞ تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة ۞





    أضع بين يديكم هذا المقال الذي يبين عظمة ديننا الحنيف الذي ماشرع لنا شيئاً إلا إذا كان فيه حكمة ومصلحة لنا في دنيانا وآخرتنا..



    وليكون رداً على كل من يدعو إلى تحرير المرأة سواء من الغربيين أو من يتحدث بلسانهم من أبناء جلدتنا – وللأسف – ويقولون أن حق المرأة مهضوم في ديننا ومجتمعاتنا .



    فلينظروا ماذا جنت المجتمعات العربية التي انفتحت على الحضارة الغربية انفتاحاً أعمى؟



    فهذا الرئيس الأمريكي السابق جورج بوش في احدى اللقاءات دعا الأمريكيات غير المسلمين الى الاقتداء بالمسلمات في أخلاقهم وعفتهم بعد أن انتشر الايدز لديهم وأصبحت المرأة لديهم مجرد مخلوق للمتعة بعد أن أصبحت تزاحمهم في العمل وفي كل مكان.



    وهذا البابا بنديكتوس السادس عشر يدعو الغرب في احدى تصريحاته بعد الأزمة العالمية الأخيرة إلى تطبيق الدين الاسلامي في المجال المصرفي بعد أن أثبتت الاحصائيات عدم تضرر المصارف الاسلامية بالأزمة




    " خبراء: المصرفية الإسلامية تقدم حلولا عملية لأزمات المال "


    " الأزمة المالية ومعالم البديل الإسلامي "


    " البنوك الإسلامية، قاعدة مصرفية آمنة "


    " الأزمة المالية تدفع فرنسا لإدراج المعاملات الإسلامية "



    كانت هذه بعض العناوين التي عرضت لها مواقع إخبارية عديدة ضمن تغطيتها


    لأزمة المال العالمية وتداعياتها،



    وما أريد بهذا الموضوع إلا قوله تعالى : { إِنْ أُرِيدُ إِلَّا الْأِصْلاحَ مَا اسْتَطَعْتُ وَمَا تَوْفِيقِي إِلَّا بِاللَّهِ عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ }











    الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام علي المبعوث رحمة للعالمين ، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه ومن سار على هديه إلى يوم الدين . وبعد ,,






    فإن الصراع بين الحق والباطل سنة من سنن الله ـ سبحانه وتعالى ـ في هذا الكون ، ماضية بأمر الله ، دائمة ما دامت السماوات والأرض ، قال تعالى: { وَلَوْلا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ } (سورة الحج ، من الآية رقم / 40 )





    وقد جاء علي البشرية زمن رجحت فيه كفة الباطل ، فسادت قوانين الغاب التي تنص علي أن السيادة للأقوى ،وراحت قوي البغي والطغيان تبطش بالضعفاء ، حيث لا مجال لقيم العدل والرحمة والمساواة ،وتفرق الناس شيعاً وأحزاباً ، وادلهَمَّ الخطب ، وخفت نور الحق ، وطال ليل الباطل.





    وفجأة وقف الكون كله ليرصد شمساً بزغت من أرض الجزيرة العربية ، وأرسلت شعاعها نوراً وهداية للعالمين ،إنها شمس الإسلام آخر رسالات السماء إلي الأرض ، بُعث بها محمد بن عبد الله – صلى الله عليه وسلم -الرسالة التي أحدثت أغرب انقلاب في تاريخ البشر.








    جاء الإسلام فرأي الناسُ فيه طوق النجاة للعالم كله من دمار محقق ، فدخلوا فيه أفواجاً ، فوحَّد الإسلام فُرقتهم ، وصهرهم ـ علي اختلاف أجناسهم والوانهم ـ في بوتقة واحدة ، حتى تكونت منهم سبيكة متلألئة صلبة ، أما لألأتها فبريق الإيمان ، وأما صلابتها فتماسك وترابط برباط العقيدة " ذلك الرباط الذي وحَّد القلوب حول رسول الله – صلى الله عليه وسلم- حين حدث اللقاء بينها في الله ، فتحابت ، فالتحمت ، ثم زادها التحاماً لقاؤها في حب رسـول الله – صلى الله عليه وسلم - فتآخت ذلك الإخاء العجيب الذي يتحدث عنه التاريخ.






    وصدق الله إذ يقول في كتابه الكـريم مخاطباً نبيه الأمين – صلى الله عليه وسلم : {وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } (سورة الأنفال ، الآية رقم /63)





    وتحقيقاً لعالمية الإسلام انطلق المسلمون الأوائل ـ بعقيدة راسخة كالجبال ، وصفوف متماسكة كالبنيان المرصوص ـ لينشروا هذا النـور المبين في جميع أقطار الأرض ،


    واستطاعوا بفضل الله وعونه أن يتغلبوا علي الإمبراطوريتين : الرومانية والفارسية اللتين كانتا تمثلان القوتين المهيمنتين علي الساحة العالمية في ذلك الوقت ، ولم تتوقف مسيرة الجهاد حتى تكونت ـ في فترة وجيزة ـ إمبراطورية إسلامية كبري لم يعرف التاريخ لها مثيلاً.






    ورغم الهزائم المنكرة المتكررة والتي مُنِي بها أعداء الإسلام خلال المراحل المختلفة لغزوهم المسلح ، وغاراتهم العسكرية علي بلاد الإسلام ، إلا أنهم لم ييأسوا ، بل لجأوا ـ بجانب الغزو العسكري ـ إلي نوع آخر من الغزو هو في حقيقته وجوهره أعتى خطراً وأفدح ضرراً من الغزو العسكري ، إنه الغزو الفكري ، الذي يستهدف استئصال العقيدة الإسلامية من نفوس المسلمين ، تلك العقيدة التي اكتنفت المسلمين ونظمتهم أمة واحدة ، طالما وقف اتحادها عقبة كأداء في طريق الآمال التي يتطلع إلي تحقيقها أعداء الإسلام.






    وانطلق الغزو المزدوج { العسكري والفكري } صوب ديار الإسلام ، رامياً إلي القضاء علي كل ما من شأنه أن يجمع شمل المسلمين ويوحد كلمتهم.





    وفي غفلة من المسلمين تمكن أعداء الإسلام من إلغاء الخلافة الإسلامية ـ والتى كانت رمزاً لوحدة المسلمين ـ في " 26 من رجب 1342هـ الموافق 2 من مارس 1924م ".





    ثم قام المستعمرون بتجزئة الأمة العربية ذات الأكثرية الإسلامية إلي دويلات صغيرة ، وإقامة الحدود والحواجز المصطنعة بينها ، مع تمكين الخلاف والفرقة بين كل دولة وأخري عن طريق إثارة النعرات القومية والإقليمية والطائفية والمذهبية ، وشحنها بالمقدار المدمر من الحقد والكراهية والبغضاء ، وتغذيتها بمختلف أسباب الخلاف وبواعث الشقاق.





    ثم جاء الدور علي أهم لبنة في بناء الأمة الإسلامية ، وهي الأسرة المسلمة ، نظر أعداء الإسلام فوجدوا أن الخطر الذي يتهددهم مازال قائماً بقيام الأسرة المسلمة ، تلك التي تمثل حجر الزاوية في بناء المجتمع الإسلامي ، وعروة العري في كيان الإسلام بما اشتملت عليه من تمسك بأسباب الوقاية والطهر ، وبما انطوت عليه من مقومات الغيرة علي الأعراض ، والتي هي صنو للغيرة علي الوطن.




    وإذا كانت الخلافة الإسلامية قد ألغيت ـ في غفلة وتخاذل من المسلمين ، مقابل مكر وتخطيط من أعدائهم ـ فإن الأسرة المسلمة تمثل خلافة إسلامية مصغّرة ، حيث إنها تشتمل علي راعٍ ورعيّة ، ويحكمها دستور إلهي حُدِّدت فيه الحقوق والواجبات الكفيلة بسعادتها ودوام استقرارها ، وبناءً علي هذا تكون بذرة الخلافة موجودة فيها ، ومن الممكن في أي وقت أن تنبت منها شجرة الخلافة الكبرى.






    بالإضافة إلي هذا ، فإن أخطر ما استهدفه الغزو الفكري في برامجه التخريبية هو هدم الشخصية الإسلامية ، والشخصية الإسلامية إنما يتم بناؤها وتأسيسها داخل الأسرة المسلمة ، وبناءً عليه فهدم الأسرة المسلمة هدمُ للشخصية الإسلامية.





    لهذا وغيره ركَّز الغزو الفكري سهامه علي قلب الأمة ، أي علي الأسرة المسلمة في محاولة لتغيير ملامحها ، وصبغها بصبغة غير إسلامية.





    فعندما سجن {لويس التاسع} ملك فرنسا ، في دار ابن لقمان بالمنصورة " أخذ يتفكر فيما حل به وبقومه ، ثم عاد يقول لقومه : إذا أردتم أن تهزموا المسلمين فلا تقاتلوهم بالسلاح وحده فقد هزمتم أمامهم في معركة السلاح ولكن حاربوهم في عقيدتهم فهي مكمن القوة فيهم ".





    وقد فاحت رائحة تلك الأمنية من أفواه حكماء صهيون بقولهم في البروتوكول الرابع : " علينا أن ننتزع فكرة الله ذاتها من عقول الناس ، وأن نضع مكانها عمليات حسابية وضرورات مادية ".
    التعديل الأخير تم بواسطة Iris ; 27-10-2009 الساعة 05:19 AM سبب آخر: تعديل بسيط بطلب من العضو,
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

  2. #2
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    رد: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم.

    ۞أثر الغزو الفكري على الأسرة المسلمة ۞






    إن الأسرة المسلمة تستمد ثقافتها ـ غالباً ـ من التعليم ، ووسائل الإعلام المختلفة ( مقروءة ومسموعة ومرئية ) ، وبحسب ما تقدمه تلك الوسائل تكون ثقافة الأسرة المسلمة ، فإما أن تكون ثقافة مثمرة ، وإما أن تكون غير ذلك .





    وكما مر ذكره ، فإن أعداء الإسلام أدركوا أهمية تلك الوسائل في صياغة الفكر الإنساني ، فأمسكوا بزمامها ، وتحكموا في توجيه الثقافة في بلاد الإسلام توجيهاً يخدم أغراضهم الخبيثة .





    وقد أسفرت هذه السيطرة عن آثار ثقافية خطيرة أصابت الأسرة المسلمة .


    ومن هذه الآثار ما يلي :







    أولاً : ضحالة الثقافة الإسلامية في عقول أفراد الأسرة المسلمة:





    والثقافة الإسلامية هي : " الثقافة التي محورها الإسلام : مصادره ، وأصوله ، وعلومه المتعلقة به ، المنبثقة عنه ."





    وفي وقتنا المعاصر صار كثير من أفراد الأسرة المسلمة يجهلون الكثير من جوانب الثقافة الإسلامية: عقيدة وعبادة ، وآداباً ،وتاريخاً ....إلخ .





    ولم يصل كثير من الأسر المسلمة إلي هذا المستوي المتدني من الثقافة الإسلامية إلا نتيجة لمخطط محكم تولت كبره النظم الوضعية في التعليم والثقافة والإعلام في أغلب الأقطار الإسلامية ، متبنية سياسة تفريغ المسلم من الثقافة الإسلامية ، علي النحو التالي :





    1-تهميش الثقافة الإسلامية :




    ويتجلى ذلك فيما يلي :




    أ-تضاؤل الاهتمام بالمساحة الدينية في وسائل الإعلام المختلفة من حيث الكم والكيف .





    ب-إهمال العلوم الدينية والثقافة الإسلامية في مراحل التعليم المختلفة ، ولكل عاقل أن يتساءل :" أين هذه العلوم في كلية الطب والهندسة والصيدلة والعلوم والزراعة ؟ أين هذه العلوم في المعاهد الصناعية ، والزراعية ، والتجارية ؟ أين هذه العلوم في مناهج الكليات النظرية ، في كلية الحقوق ، وفي كلية الاقتصاد ، والعلوم السياسية ، وفي كلية الآداب ( أقسام التاريخ ، والجغرافيا ، وعلم النفس ، وعلم الاجتماع ، وعلم الفلسفة ، أقسام اللغات الحية الإنجليزية ، والفرنسية ، واللغات الميتة ؟) أين هذه العلوم في مناهج كلية التربية ؟





    وذلك يعني : أن طلاب هذه الكليات محرومون من تعلم علوم هي من فروض العين في حقهم ، وأنهم سوف يتخرجون ولا يعرف الواحد منهم كيف يتلو كتاب الله ، ولا يعرف الأحكام التي تصح بها عقيدته ، وعبادته لله ، ومعاملاته ."






    2-محاربة اللغة العربية :




    إن اللغة العربية هي اللغة الأولي للثقافة الإسلامية ، بل هي اللغة التي نشأت في رحمها هذه الثقافة ، واتسعت للخطاب الإلهي المعجز .





    وقد أدرك أعداء الإسلام أن الشعوب الإسلامية ما دامت علي صلة وثيقة باللغة العربية فإنها ستظل مرتبطة بالإسلام قرآناً وسنة ، وستظل متمسكة بفكرة الوحدة الإسلامية الكبرى .





    لذا فقد بذل هؤلاء الأعداء جهوداً جبارة من أجل القضاء علي اللغة العربية الفصحى ـ لغة القرآن الكريم والسنة النبوية ـ وإحلال اللهجات العامية في الأقطار الإسلامية محلها .






    وإن المرء ليلاحظ صوراً ووجوهاً لهذه الدعوة إلي العامية ، لا تزال قائمة إلي اليوم في وسائل الثقافة داخل المجتمعات الإسلامية ، فهناك الأعمال الإعلامية الكثيرة في وسائل الإعلام ، تدعم هذا الاتجاه الخطير ، إذ تعرض هذه الوسائل إنتاجاً فكرياً عديداً باللهجات العامية التي تحاصر الفصحى ، وتضعف من قيمتها في نظر الأجيال .






    بل هناك بعض الأفلام السينمائية والتليفزيونية قد أعدت علي نهج يحقر من شأن الفصحي ، ويغض من قيمتها ، ويسخر من مدرسي اللغة العربية .


    وفعلاً راجت هذه الأفكار الخبيثة في العالم الإسلامي على مستوى دوله عامة، ومصر علي وجه الخصوص ، حتى أصبحت العامية هي اللغة الأولي في مصر ، وفي بلاد أخرى من العالم الإسلامي .






    وبذلك أصبح القرآن لدى الأكثرية مهجوراً ، وأصبحت السنة نسياً منسياً ، لأنها جاءت بلغة غير اللغة التي يتحدث بها غالبية الناس .





    وهكذا فقد المسلم المخدوع حلقة الوصل بينه وبين الثقافة الإسلامية .











    ثانياً : الانبهار بالثقافة الغربية :




    في الوقت الذي أصيبت فيه عقول بعض الأسر المسلمة بضحالة في الثقافة الإسلامية القائمة علي الإيمان بالله ، والتوحيد المطلق لذاته وصفاته وأفعاله ، والالتزام الأخلاقي ، واقتران العلم بالعمل ، وتحقيق الفضيلة الإنسانية في أعمق معانيها وأوسعها .





    نجد في المقابل انبهاراً بالثقافة الغربية التي لا تكترث بالأديان أو الالتزام الأخلاقي بأي قيم ثابتة ، لأنها تؤله العقل ، وتفصل بين الدين والدولـة حتى في العقيدة التي تدين بها ، ولا تقول بغير النسبي والمتطور والنافع في الحياة المادية ، وتعتبر الأخلاق نظاماً من القيم النسبية الآيلة إلي مواضعات الناس .





    ومعلوم أن الانبهار بالثقافة الغربية يترتب عليه محاولة الاصطباغ بمضمون هذه الثقافة .





    ولم يأت هذا الانبهار من فراغ ، بل نتيجة لخطوات كثيرة خطاها أعداء الإسلام في محاولة لتغريب حياة المسلمين وإغراقهم بالثقافة الغربية .





    ومن هذه الخطوات ما يلي :





    الخطوة الأولى : إعداد جيش من دعاة التغريب :





    لقد خاض معركة التغريب في بداية الأمر غربيون كان علي رأسهم المبشرون والمستشرقون ، ثم عظم الخطب عندما استطاع الغرب أن يُجند من أبناء العرب والمسلمين جنوداً في كتائب التغريب ، تسبح أقلامهم ، وتلهج ألسنتهم بالثناء علي الحضارة الغربية آناء الليل وأطراف النهار أمثال : رفاعة الطهطاوي (1) ، وخير الدين التونسي (2)، وقاسم أمين (3)، وطه حسين (4)، وسلامة موسي (5)، وغيرهم كثير(6).


    ــــــــــــــــــــــــــــــ


    (1) هو رفاعة بدوي رافع الطهطاوي [ 1801-1873م]

    ولد بطهطا من قري صعيد مصر ، تعلم بالأزهر ثم أوفد إلي باريس سنة 1826م مرافقاً لبعثة علمية ليكون مرشدها الروحي ، فدرس الفرنسية ، وتثقف هناك ، وعاد إلي مصر ، فتولي رئاسة الترجمة في المدرسة الطبية ، وتدرج في غيرها من المناصب ، له من الكتب ( تلخيص الإبريز ) و ( المرشد الأمين ) وغيرهما ، راجع الأعلام 3/ 29.



    (2)هو خير الدين بن أحمد التونسي [ 1225-1308هـ =1810-1890م] قدم تونس صغيراً ، فاتصل بصاحبها الباي أحمد ، وتعلم العلوم الأجنبية ، والتحق بوظائف الحكومة ، حتى اختير وزيراً للحربية في تونس ، ثم ولاه السلطان عبد الحميد الصدارة العظمي ، من مؤلفاته ( أقوم المسالك في معرفة أحوال الممالك ) راجع الأعلام 2/ 327.




    (3) هو قاسم بن محمد أمين المصري [ 1279-1326هـ = 1863-1908م]

    كاتب باحث اشتهر بمناصرته للمرأة ودفاعه عن حريتها ، له ( تحرير المرأة ) و( المرأة الجديدة ) وكان لصدورهما دوي ، ونشر له كتاب ثالث سمي كلمات قاسم بك أمين .


    راجع الأعلام 5/ 184.





    (4) هو طه بن حسين بن علي بن سلامة [ 1889-1973م]

    الدكتور في الأدب ، من كبار المحاضرين ، جدد مناهج ، وأحدث ضجة في عالم الأدب العربي ، وتولى مناصب متعددة ، وأقبل الناس علي كتبه ، ومن المطبوع منها : ( في الأدب الجاهلي ) و( في الشعر الجاهلي ) و( حديث الأربعاء ) و( قادة الفكر ) و( علي هامش السيرة ) و ( مستقبل الثقافة في مصر ) وغيرها ، وقد ترجم كثير من كتبه إلي عدة لغات .راجع الأعلام 3/ 231- 232.





    (5) هو سلامة موسي القبطي المصري [ 1304-1378هـ = 1887-1958م ]

    كاتب مضطرب الاتجاه والتفكير ، رأس تحرير مجلة الهلال ، وصنف وترجم ما يزيد علي (40) كتاباً ، طبعت كلها منها ( حرية الفكر وأبطالها في التاريخ ) و( نظرية التطور وأصل الإنسان ) و( مختارات سلامة موسى ) وكتب في مجلات وصحف متعددة ، وكان كثير التجني علي كتب التراث العربي ، يناصر بدعة الكتابة بالحرف اللاتيني " راجع الأعلام 3/ 107، 108.


    (6) فمثلاً : يعبر سلامة موسى عن شغفه بالحضارة الغربية فيقول في كتابه " اليوم والغد " ما نصه :" كلما زادت معرفتي بالشرق زادت كراهيتي له وشعوري بأنه غريب عني ، وكلما زادت معرفتي بأوربا زاد حبي لها وتعلقي بها ، وزاد شعوري بأنها مني وأنا منها ، هذا هو مذهبي الذي أعمل له طوال حياتي سراً وجهراً ، فأنا كافر بالشرق مؤمن بالغرب " انظر اليوم والغد " سلامة موسي صـ 41، القاهرة [ د . ق] 1994م .


    ثم يأتي بعده الدكتور طه حسين ويعلن في كتابه " مستقبل الثقافة في مصر " أن الطريق الوحيد للنهضة والتقدم الحضاري هو :" أن نسير سيرة الأوربيين ، ونسلك طريقهم لنكون لهم أنداداً ، ولنكون لهم شركاء في الحضارة خيرها وشرها حلوها ومرها ، وما يُحب منها وما يكره ، وما يحمد منها وما يعاب ."


    ــــــــــــــــــــــــــــــ





    ومن حق المقام هنا على الباحث أن ينبه إلى أن خطر هؤلاء المستغربين يفوق خطر الأجانب من المبشرين والمستشرقين بعشرات المراحــل ، حيث إن الثقة فيهم متوفرة ، وصوتهم له من الألفة ما يجعل صداه يجد طريقاً إلي أذن كثير من المسلمين .






    وقد أدرك تلك الحقيقة ، القسيس " زويمر " رئيس إرسالية التبشير في البحرين ، فذكر ضمن نصائحه للمبشرين في مقدمة كتابه " العالم الإسلامي اليوم " :" تبشير المسلمين يجب أن يكون بواسطة رسول من أنفسهم ، ومن بين صفوفهم ، لأن الشجرة يجب أن يقطعها أحد أعضائها ."






    ولذلك فإن كل دولة تحرص في صراعها مع أي دولة أخري أن تتخذ لها عملاء وجواسيس من أبناء الدولة المعادية .







    الخطوة الثانية: تزيين الحضارة الغربية :





    لقد عمل دعاة التغريب ـ على اختلاف أنواعهم ـ علي تزيين الحضارة الغربية ـ التي تشبعت بحبها والولاء لها عقولهم وقلوبهم ـ للمسلمين ، وقد أعانهم علي ذلك ما وصلت إليه تلك الحضارة من تقدم ملموس في شتي جوانب الحياة المادية حيث إنها وفرت للبشر الجهد والوقت .





    أما الناحية الروحية في تلك الحضارة ، فلم تظهر علي شاشات التغريب ، إذ أن عدساته قد تجاهلتها ، لما في الإعلان عنها من تشويش لما يراد بثه في نفوس المسلمين ، وهو تزيين الحضارة الغربية .





    وما كان هذا التزيين ليُحدث أثراً ، لولا أن المسلمين قد أصابتهم هزيمة نفسية ، وسيطرت عليهم روح انهزامية وقفت مبهورة أمام انتصارات وإنجازات الإنسان الأوربي أو الأمريكي .






    الخطوة الثالثة : الدعوة إلي الانفتاح :





    بين الحين والآخر بظهر هذا الاتجاه الذي " ينادي بالانفتاح الثقافي والحضاري علي الغرب في شتي الدروب بلا تحفظ ، بحجة ( التحديث ) أو ( العصرية ) أو ( التقدم ) أو ( التجديد ) وكلما ظهر هذا الاتجاه يبرز معه السؤال الآتي : ماذا نأخذ من حضارة الغرب ، وماذا ندع ؟ ."





    وفي إطار الإجابة عن هذا السؤال يقول الأستاذ / أنور الجندي :" إن الدعوة إلى الانفتاح علي الفكر العالمي هي دعوة إسلامية صحيحة وأصيلة وقائمة منذ فجر الإسلام ، ولكن بضوابطها وحدودها وأساليبها التي تحفظ الذاتية وتحول دون انهيارها وانصهارها في الفكر الوافد ."





    ولكن للأسف الشديد ، فإن المسلمين الآن يعيشون حالة من الانفتاح المطلق علي الفكر والثقافة الغربية عبر الأبواب الآتية :





    1-البث الإعلامي المباشر :




    والذي تعجز الحواجز عن صده وما يحمل من ثقافات مهما كان شأنها .





    ولقد عبر الأستاذ / فهمي هويدي عن هذا الخطر حينما بدأ البث المباشر في تونس ، وهي أول دولة عربية سارعت لاستقباله ، فقال :" خرج الاستعمار الفرنسي من شوارع تونس عام 1956م ، ولكنه رجع إليها عام 1989، لم يرجع إلى الأسواق فقط ، ولكنه رجع ليشاركنا السكن في بيوتنا والخلوة في غرفتنا ، والمبيت في أسرة نومنا ، رجع ليقضي علي الدين واللغة والأخلاق ، كان يقيم بيننا بالكره ، ولكنه رجع لنستقبله بالحب والترحاب ، كنا ننظر إليه فنمقته ، أما الآن فنتلذذ بمشاهدته والجلوس معه إنه الاستعمار الجديد ، لا كاستعمار الأرض ، وإنما استعمار القلوب .





    إن الخطر يهدد الأجيال الحاضرة والقادمة ، يهدد الشباب والشابات والكهول والعفيفات والآباء والأمهات ."





    2-الابتعاث إلي الخارج :




    " فعندما يبتعث طالب العلم ـ مثلاً ـ إلى بلاد الغرب ، تكون الفرصة مواتية لأعداء الإسلام ، ليتعاملوا معه ، ويشبعوه بالثقافة الغربية ، فيعود إلى بلاده ، ويدعو قومه إلي ما مُلئ به عقله وقلبه .






    3-تعليم اللغات الأجنبية :




    فاللغات أوعية للفكر ، وبالتالي فتعلم اللغات الأجنبية ـ بدون ضوابط وأخذ الحذر ـ يؤدي إلي التأثر بالأفكار الأجنبية .




    ومما يدل علي ذلك قول {أ .ل شاتليه } في تقديمه لأعمال الإرساليات التبشيرية :" لا شك في أن إرساليات التبشير من بروتستانتية وكاثوليكية ، تعجز عن أن تزحزح العقيدة الإسلامية من نفوس منتحليها ، ولا يتم لها ذلك إلا ببث الأفكار التي تتسرب مع اللغات الأوربية ."






    4-العولمــــة :




    والعولمة ترفع شعارات " عالمية الثقافة " و" وحدة الفكر البشري " ولكنها في الحقيقة ترمي إلي تذويب الفكر العربي الإسلامي واحتوائه ، وصهره في بوتقة الأقوياء المسيطرين أصحاب النفوذ العالمي السياسي المسيطر ."





    أقول : لقد تضافرت هذه الأمور كلها علي إحداث الانبهار بالثقافة الغربية ، وقد انعكس هذا الانبهار علي الأسرة المسلمة فكرياً ، وثقافياً ، بل سلوكاً واقعياً .
    التعديل الأخير تم بواسطة Iris ; 06-11-2009 الساعة 02:23 PM
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

  3. #3
    التسجيل
    27-08-2009
    الدولة
    لـؤلـؤة الخلــــيج
    المشاركات
    1,609

    Thumbs up رد: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم.

    السلام عليكم ..

    بصراحــه مادري شقول . أو مادري شعلــق على موضــوعك .؟

    يعنـي ما شاء الله علـيك أخــي (( الله يكثــر أمثالــك )) إن شاء الله .

    يعطــيك العافيــه على الموضــوع إلــي صـج . صـج (( مفـــــــــــيد ))

    و إن شاء الله يكــون من ميزان حسناتـك .

    بالتوفـيق أخــي .

    و شكراً

  4. #4
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    رد: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم.

    ۞ الآثار الأخلاقية لعدم تطبيق الشريعة الإسلامية ۞






    عندما يضعف الوازع الديني في النفوس تصبح صالحة لاستقبال ما يُبث إليها من وساوس شياطين الإنس والجن ، وتميل إلي اتباع الهوى ، وتستشرف فعل المنكرات ، وخاصة إذا كان المحيط البشري العام لا يستنكرها ، بل يحث عليها ، ويمهد لهل بشتى الأساليب ، ومختلف الوسائل.





    وهنا يكون دور الرادع المادي الذي يوقف كل إنسان عند حدّه ،


    فكثير من الناس لا يردعهم إلا العقاب المادي.




    وقد أثبتت التجارب" أن طبيعة العقوبات الإسلامية وموافقتها لنوعية الجرائم المحددة لها ، لها بالغ الأهمية في حصول الأثر النفسي الرادع عن ارتكاب الجريمة ، أن الإسلام في تقريره لنوعية العقوبة يحرص علي حماية الأخلاق ،بل يصدر عن هذا الحرص أساساً حين تقريرها ، وهذا أساس الخلاف في النظر إلي الجريمة وتصورها بين الإسلام وبين القوانين الوضعية جمعاء".





    ولذلك فإنه بعد أن استبدلت القوانين الوضعية بالشريعة الإسلامية ، وعطلِّت الحدود الإسلامية عن التطبيق في البلاد الإسلامية ، فشت كثير من الجرائم الأخلاقية التي من شأنها تدمير الأسرة والمجتمع ، دلالة علي عجز القوانين الوضعية عن حماية الأخلاق ، وتطهير المجتمع من الجرائم.





    هذه الجرائم الأخلاقية تضافرت لإحداثها جميع أساليب الغزو الفكري ، إلا أن غياب الحدود الإسلامية الرادعة هو الذي ساعد علي انتشارها واتساع نطاقها ، وسريانها في الأسرة والمجتمع سريان النار في الهشيم.





    وفيما يلي عرض لأبرز الجرائم الأخلاقية التي ترتبت علي أساليب الغزو الفكري عامة ، واستبدال القوانين الوضعية بالشريعة الإسلامية خاصة.







    أولاً / انتشار الانحرافات الجنسية :




    لقد أغلقت الشريعة الإسلامية الباب أمام كل ما من شأنه أن يثير شهوة ،



    أو يفضي إلي فاحشة ، عملاً بمبدأ " الوقاية خير من العلاج".





    فكانت التدابير الوقائية مثل : الأمر بغض البصر ، والاستئـذان ، والحجاب للمرأة ، وكان تحريم التبرج ، والاختلاط ، والخلوة بالمرأة الأجنبية إلخ ، حماية للمسلم من السقوط في مهاوي الرذيلة ، ومحافظة علي بنيان المجتمع من الجرائم التي تهدم أركانه.





    فمن أضرب صفحاً عن هذه التدابير ، وحام حول الحمي ، وولج طريق الحرام ،


    نالته العقوبة الرادعة التي رصدتها الشريعة الإسلامية لكل من يتجرأ علي محارم الله.





    وبهذه التدابير الوقائية ، والعقوبات الإسلامية الرادعة عاش المسلمون الأوائل في مجتمع يسوده الطهر والعفاف.





    أما الآن ، وفي ظل غياب الوازع الديني ، فقد فُتحت الأبواب ، ومهدت الطرق أمام الانحرافات الجنسية ، حيث التبرج ، والاختلاط ، وإثارة الشهوات في الشارع وعبر وسائل الإعلام ، في الوقت الذي تتصاعد فيه أزمة الزواج.





    وكما غاب الوازع الديني ، غاب الرادع المادي ، حيث إن القوانين الوضعية التي حلت محل الشريعة الإسلامية ، ساعدت وشجعت ـ بعقوباتها غير الرادعة ـ على انتشار الانحرافات الجنسية التي تهدم الأسرة المسلمة ، وتقوض أركان المجتمع المسلم.





    وفيما يلي نماذج من الانحرافات الجنسية التي تعددت أشكالها في الآونة الأخيرة.







    1 – جريمة الزنا




    إن الشريعة الإسلامية لم تحرم الزنا فحسب ، بل حرمت كلَّ ما يؤدي إليه ، قال سبحانه وتعالي : { ووَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا } (سورة الاسراء آية رقم 32) .




    وقد حددت الشريعة الإسلامية عقوبة رادعة لمن يتعدى حدود الله ، ويثبت عليه اقتراف هذه الجريمة النكراء ثبوتاً لا شبهة فيه.




    وتختلف العقوبة بحسب حال الزاني أو الزانية : فإذا كان بكراً ـ غير محصن ـ فإنه يجلد مائة جلدة ـ باتفاق الفقهاء ـ ويُغَرب لمدة سنة ـ على اختلاف بين الفقهاء في تغريب المرأة البكر الحرة الزانية ـ علي أن يكون التغريب إلي مسافة تقصر فيها الصـلاة ، لأن المقصود به الإيحاش عن أهله ووطنه ، وما دون مسافة القصر في حكم الحضر ، فإن رأي الحاكم تغريبه إلي أكثر من ذلك فعل.




    والدليل على ذلك : قوله سبحانه : { الزانية والزاني فاجلدوا كل واحد منهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر وليشهد عذابهما طائفة من المؤمنين } (سورة النور آية رقم 2)





    وعن أبي هريرة – رضي الله عنه -أن رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال قضي فيمن زني ولم يحصن بنفي عام ، وبإقامة الحد عليه ) أخرجه البخاري في كتاب(الحدود ) باب ( البكران يجلدان وينفيان)حديث رقم ( 6833)(الفتح12/ 191)






    وعن زيد بن خالد الجهني قال : سمعت النبي – صلى الله عليه وسلم – قال : ( يأمر فيمن زني ولم يحصن جلد مائة وتغريب عام )


    أخرجه البخاري في كتاب(الحدود)باب( البكران يجلدان وينفيان )حديث رقم(6831)( الفتح 12/ 191 )





    وأما إذا كان الزاني مُحصناً ـ ثيباً ـ فحده الرجم بالحجارة حتى الموت ـ باتفاق الفقهاءـوجلده مائة جلدة قبل الرجم ـ علي اختلاف بين الفقهاء في ذلك.





    والدليل على ذلك : ما رواه البخاري " عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال عمر : لقد خشيت أن يطول بالناس زمان حتى يقول قائل : لا نجد الرجم في كتاب الله ، فيضلوا بترك فريضة أنزلها الله ، ألا وإن الرجم حق علي من زني وقد أحصن إذا قامت البينة أو كان الحمل أو الاعتراف ، قال سفيان : كذا حفظت ، ألا وقد رجم رسول الله – صلى الله عليه وسلم - ورجمنا بعده.


    " أخرجه البخاري في كتاب(الحدود)باب( البكران يجلدان وينفيان )حديث رقم(6831)( الفتح 12/ 191 ).




    وما رواه مسلم عن عبادة بن الصامت – رضي الله عنه - قال : قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم – قال: (خذوا عني ، خذوا عني ، قد جعل الله لهن سبيلا ، البكر بالبكر جلد مائة ونفي سنة ، والثيب بالثيب جلد مائة والرجم)





    وعندما كان الإيمان متغلغلاً في القلوب ، كان المسلم إذا زلت قدمه فاقترف جُرماً دفعه ضمير الإيمان دفعاً حتى يذهب إلي يد العدالة فيعترف بجريمته ، ويطلب إقامة حد الله عليه تطهيراً لنفسه من آثار الإثم وأوزار المعصية، وكانت يد العدالة لا تتوانى في تطبيق حدود الله ـ إذا ثبتت الإدانة ـ تطهيراً للمجتمع من تلك الجرائم الأخلاقية التي تزلزل بنيانه.





    وبالفعل تقلَّصت وحُجِّمت هذه الجرائم في مجتمع طبقت فيه الشريعة الإسلامية.





    أما بعد أن استبدلت القوانين الوضعية بالشريعة الإسلامية ، فقد عمَّ البلاء وانتشرت الفاحشة في بلاد المسلمين انتشاراً مريعاً.





    وإن الناظر في العقوبات التي وضعها القانون المصري ـ علي سبيل المثال ـ لمثل تلك الجرائم ، سيتضح له سبب انتشار الفاحشة :



    -تنص المادة (267) من قانون العقوبات المصري علي أن


    " من واقع أنثي بغير رضاها يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة أو المؤقتة ".







    ومعني ذلك : أنه لا يعاقب إذا كان الرضا قائماً بين الطرفين ، حتى عقوبة الحبس فإنها لا تؤلم الزاني إيلاماً يحمله علي هجر اللذة التي يتوقعها من وراء الجريمة ،مما أدي إلي إشاعة الفساد والفاحشة ، وأكثر الناس الذين يمسكون عن الزنا اليوم لا تصرفهم عنه العقوبة ، وإنما يمسكهم عنه الدين أو الأخلاق الفاضلة التي لم يعرفها أهل الأرض قاطبة إلا عن طريق الدين.





    وتنص المادة ( 290) علي أن " كل من خطف بالتحايل أو الإكراه بنفسه أو بواسطة غيره يعاقب بالأشغال الشاقة المؤبدة ، ومع ذلك يحكم علي فاعل هذه الجناية بالإعدام إذا اقترنت بها جناية مواقعة المخطوفة بغير رضائها ".





    -ثم جاءت المادة التالية (291) لتنص علي أنه


    " إذا تزوج الخاطف بمن خطفها زواجاً شرعياً لا يحكم عليه بعقوبة ما ".






    وغني عن البيان أن هذا فتح البـاب علي مصراعيه أمام الشباب لاغتصاب الفتيات ،


    وما الذي يمنعه إذا كان سيكافأ علي جريمته بالزواج منها ؟!!





    وبالفعل انتشرت في الآونة الأخيرة جرائم الاغتصاب ، وقد أكد المركز القومي للبحوث الاجتماعية والجنائية في مصر ، من خلال إحصائية رصدها عن هذه الظاهرة " أن هناك ارتفاعاً ملحوظاً في معدلات اغتصاب الفتيات ، ففي عام 1990م، وقعت 35 حالة اغتصاب ، ارتفعت إلي 45 حالـة عـام 1998م ، وبلغـت 75حالة عام 1999م ." جريدة الأسبوع، بتاريخ 10 / 4/ 2000م ،صـ 6 .





    والواقع أن هذه الإحصائية أقل من الواقع بكثير ، حيث إن كثيراً من هذه الجرائم يغلب عليها التستر ، ولا يبلّغ إلا عن أقل القليل.





    وقد أدي ذلك إلي إصابة الأسر المسلمة بالذعر والقلق علي بناتها ، فالشاب الذي يتقدم لخطبة فتاة وترفضه أو يرفضه أهلها يقوم باغتصابها ، وفي هذه الحالة يضطر الأهل لتزويجها إياه خوفاً من الفضيحة ، والقانون يؤيد ذلك ، ولنا أن نتخيل وضع أسرة قامت علي هذا الأساس !!!





    وأمام انتشار هذه الظاهرة ، والثورة الشعبية علي المادة ( 291) تم إلغاؤها ،


    والإبقاء علي عقوبة الإعدام وحدها حتى تكون ردعاً لكل من تسول له نفسه ارتكاب هذه الجريمة الشنعاء.





    ورغم هذا فجرائم الاغتصاب تزداد يوماً بعـد يوم ، لوجود خلل في الضبط والتنفيذ , ولقوة الشهوات المثارة ، وضعف الوازع الديني.




    ولكن الفرحة لم تكتمل ، حيث إنه في غمار بحث ودراسة هذه الظاهرة ، وما يترتب عليها من آثار ، أصدر مفتي جمهورية مصر العربية الدكتور / نصر فريد واصل ، فتوى بجواز إجهاض المغتصبة وإعادتها عذراء.





    الأمر الذي لم تقبله جماهير المسلمين ، لما فيه من فتح الباب علي مصراعيه لمزيد من الفساد أمام المنحلات والواقعات في وحل الرذيلة لينخرطن في عداد المغتصبات ،


    ويتم إجهاضهن ، وإعادة غشاء البكارة دون خوف ، وفي هذا ما فيه من غش وخداع للزوج القادم!!!





    والرسول – صلى الله عليه وسلم - يقول : [ من غشنا فليس منا ] وأخشى أن يتطور الأمر ، ليصل إلي ما وصل إليه العالم الغربي من عدم توخي الرجل العفة والبكارة في مخطوبته، ما دام لن يعرف هل غشاء البكارة طبيعي أم صناعي ؟






    يقول " بول بيورو " عالم الاجتماع الفرنسي الشهير :" أصبح الشبان في القرى والأرياف أيضاً ، يعترفون بأنه ليس لأحدهم حقٌ في توخي العفة والبكارة في مخطوبته ، إذا كان هو نفسه لا يتصف بالعفاف ، وقد عاد من المعتاد أن تكون الفتاة قد عاشرت عدة من الأخدان قبل زفافها ، ثم لا تجد في نفسها حرجاً من حكاية قصة حياتها الماضية لخاطبها عند الزواج ، وكل هذا الفجور لا يثير سخطاً أو كراهية حتى في أقاربها الأدنين".





    -وتنص المادة (273) من قانون العقوبات المصري علي أنه



    "لا تجوز محاكمة الزانية إلا بناء علي دعوى زوجها ، إلا أنه إذا زني الزوج في المسكن المقيم فيه مع زوجته كالمبين في المادة ( 277) لا تسمع دعواه عليها".





    وقد نصت المادة (277) على أن :


    "كل زوج زني في منزل الزوجية ، وثبت عليه هذا الأمر بدعوى الزوجة يجازي بالحبس مدة لا تزيد علي ستة أشهر".





    انظر إلي العقوبة :" ستة أشهر " للزاني المحصن ، بدلاً من الرجم حتى الموت ، بل ويتوقف العقاب علي دعوى الزوجة !!!





    وأما بالنسبة للمرأة المتزوجة التي تزني فعقوبتها مبينة في المادة ( 274) حيث تنص علي أن :



    " المرأة المتزوجة التي ثبت زناها يحكم عليها بالحبس مدة لا تزيد علي سنتين ،


    لكن لزوجها أن يقف تنفيذ هذا الحكم برضائه معاشرتها له كما كانت".





    والزاني بها عقوبته بينتها المادة ( 275) حيث تنص علي الآتي:



    " يعاقب أيضاً الزاني بتلك المرأة بنفس العقوبة ".




    فبدلاً من الرجم : "العقوبة سنتان " وتتوقف علي دعوى الزوج !!!




    وقد أدي كل هذا إلي انتشار الخيانة الزوجية ، واختلاط الأنساب ، ثم تزداد الأمور سوءاً بظهور ما يمكن أن يسمى بتعدد الأزواج للمرأة الواحدة ، والتي تأخذ نفس عقوبة الزنا في القوانين الوضعية ، مع التشديد في العقوبة إذا اقترنت بجريمة التزوير ، كأن تدلي الزوجة بيانات غير صحيحة في عقد زواجها الثاني ، فتكتب أنها عذراء لم يسبق لها الزواج ، مع أنها في الحقيقة لا تزال في عصمة الزوج الأول.





    وتحت عنوان " زوجات شعارهن : زوج واحد لا يكفي !!!" أوردت مجلة " صباح الخير " العدد ( 2269) الخميس ، 1من يوليو 1999م .





    تحقيقاً صحفياً جاء فيه :" تؤكد الإحصائيات الاجتماعية وأرقام محاضر الشرطة



    أنه في خلال الأربع سنوات الماضية تقدم أكثر من 20 ألف زوج ببلاغات في أقسام الشرطة ، وسراي النيابة يتهمون فيها زوجاتهم بالزواج عليهم من آخرين بعد هروبهن من منزل الزوجية ، بخلاف حالات أخرى لجأ فيها الأزواج إلي محاكم الأحوال الشخصية " وما خفي كان أعظم !!!





    وبتعدد الأزواج طالبت المرأة في كثير من المؤتمرات ،" وعلي سبيل المثال


    : المؤتمر الذي عقدته (جمعية تضامن المرأة العربية) في بلد مسيحي (في نيروبي في كينيا) وبدعم من مجلس الكنائس العالمي ، ومنحة ضخمة منه لم يمنحها هذا المجلس حتى للكنيسة الأرثوذكسية.





    وفي هذا المؤتمر كان ضمن ما طالبت به المؤتمرات أو المتآمرات علي الرجل : تعدد الأزواج بالنسبة للمرأة أسوة بالرجال في تعدد الزوجات.


    جريدة المسلمون ،العدد (243 )بتاريخ 29صفر 1410هـ.





    ولقد غفل هؤلاء النسوة عن " أن المساواة بين الرجل والمرأة في أمر التعدد مستحيلة طبيعة وخلقة ، ذلك لأن المرأة في طبيعتها لا تحمل إلا في وقت واحد مرة واحدة في السنة كلها ، أما الرجل فغير ذلك ، فمن الممكن أن يكون له أولاد متعددون من نساء متعددات ، ولكن المرأة لا يمكن إلا أن يكون لها مولود واحد من رجل واحد ، فتعدد الأزواج بالنسبة للمرأة يضيع نسبة ولدها إلي شخص معين ، وليس الأمر كذلك بالنسبة إلي الرجل في تعدد زوجاته".




    وشئ آخر وهو أن للرجل رئاسة الأسرة في جميع شرائع العالم ، فإذا أبحنا للزوجة تعدد الأزواج فلمن تكون رئاسة الأسرة ؟ أتكون بالتناوب ؟ أم للأكبر سناً ؟ ثم إن الزوجة لمن تطيع ؟ لهم جميعاً ، وهذا غير ممكن لتفاوت رغباتهم أم تخص واحداً دون الآخرين ؟!




    وهذا يذكرني بموضوع " التعايش الثلاثي في بلاد الغرب " وهو أن يقيم العشيق مع عشيقته وزوجها في منزل واحد ، ويعيش الثلاثة في هذا الوضع علي أتم وفاق.






    وللأسف الشديد ، فقد لجأ كثير من المسلمين إلي تغليف الانحراف الجنسي بغلاف زائف يأخذ الاسم الشرعي دون المسمي ، ليفلتوا من العقوبة القانونية رغم بساطتها ، فأصبح الشاب والفتاة يوقعان علي ورقة تفيد بأنهما قد تزوجا ، ويشهد علي هذه الورقة اثنان من الأصدقاء ، وهو ما يطلقون عليه ـ جهلاً وزوراً ـ " الزواج العرفي " الذي سري في الجامعات سريان النار في الهشيم ، ويعيش الشاب والفتاة حياة الزوجين دون علم الأهل ، فإذا ما كُشف المستور ، كانت حماية القانون الذي يعترف بهذه الورقة ، ويبارك هذا الزواج ! ! !




    وفي أغلب الحالات يقوم الشاب بتمزيق تلك الورقة بعد أن يستوفي غرضه الدنئ من الفتاة المغفلة ، ويتركها تواجه وأهلها الفضيحة والعار ، فضلاً عن ضياع نسب ولدها إذا حملت من هذا الزواج المزور ! ! !







    2 – اللواط و الشذوذ الجنسي :




    " كما حرم الإسلام " الزنا " وحرم الوسائل المفضية إليه ، حرم كذلك هذا الشذوذ الجنسي الذي يُعرف بـ" عمل قوم لوط " أو " اللواط".





    فهذا العمل الخبيث انتكاس في الفطرة ، وانغماس في حمأة القذارة ، وإفساد للرجولة ، وجناية علي حق الأنوثة.







    وانتشار هذه الخطيئة القذرة في جماعـة ، يفسد عليهم حياتهم ، ويجعلهم عبيداً لها ، وينسيهم كل خُلق وعرف وذوق ، وحسبنا في هذا ما ذكره القرآن الكريم عن قوم لوط الذين ابتكروا هذه الفاحشة القذرة ، وكانوا يدعون نساءهم الطيبات الحلال ، ليأتوا تلك الشهوة الخبيثة الحرام.





    ولهذا قال لهم نبيهم لوط – عليه السلام : { أتأتون الذكران من العالمين (165) وتذرون ما خلق لكم ربكم من أزواجكم بل أنتم قوم عادون }



    (سورة الشعراء الآيتان رقم 162 و 163)




    ودمغهم القرآن علي لسان لوط – عليه السلام - بالعدوان والجهل والإسراف والفساد والإجرام في عدد من الآيات.





    ومما يظهر فظاعة اللواط وعظيم فحشه أن الله ـ تعالى ـ سمى الزنا ( فاحشة ) قال تعالى : { ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة وساء سبيلا } (سورة الاسراء الآية رقم 32)






    وسمي اللواط ( الفاحشة ) قال تعالى : { ولوطاً إذ قال لقومه أتأتون الفاحشة ما سبقكم بها من أحد من العالمين } (سورة الاعراف الآية رقم 80)





    والفرق بين التسميتين عظيم ، فكلمة ( فاحشة ) بدون الألف واللام نكرة ، ويعني ذلك أن الزنا فاحشة من الفواحش ، لكن عند دخول الألف واللام عليها تصير معرفة ، ويكون حينئذ لفظ ( الفاحشة ) جامعاً لمعاني اسم الفاحشة ، ومعبراً عنها بكل ما فيها من معني قبيح.





    ولما كانت هذه الفعلة من أعظم المعاصي والكبائر التي توجب غضب الرب جل وعلا كان عقاب أصحابها من أفظع العقوبات وأشنعها ، فقد حكي الله ـ سبحانه وتعالي ـ كيف عاقبهم بعد أن عتوا واستكبروا فقال تعالى : { فلما جاء أمرنا جعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل منضود (82) مسومة عند ربك وما هي من الظالمين ببعيد (83) } (سورة هود الآيتان رقم 82 و83)




    ولم تكن هذه الفاحشة معروفة لدي العرب في جاهليتهم ، ورغم هذا فقد حذر الرسول – صلى الله عليه وسلم - من هذه الفاحشة ، وكأنه أُلهم وقوعها في الأمة ، وابتلاء البعض بها حيث قال: [ إن أخوف ما أخاف على أمتي عمل قوم لوط ] أخرجه الترمذي في كتاب (الحدود) باب (ما جاء في حد اللوطي ) حديث رقم ( 1457) (4/ 48 ) , وقال :حديث حسن غريب.





    وبالفعل ظهرت حالات كثيرة من الشذوذ الجنسي في أوساط المسلمين بعد أن تسربت العدوى إليهم من المجتمع الغربي الذي انحدر إلي درك سحيق من الانحراف والشذوذ ، بل أصبحت هناك جمعيــات رسمية تحمي الشـاذين ، وتنظـم عملهم القبيح.





    وقد اختلف فقهاء الإسلام في عقوبة من ارتكب هذه الفاحشة : أيحدان حد الزنا ؟ أم يقتل الفاعل والمفعول به ؟ وبأي وسيلة يُقتلان ؟ أبا لسيف ؟ أم بالنار ؟ أم إلقاءً من فوق جدار ؟ وهذا التشديد الذي قد يبدو قاسياً إنما هو تطهير للمجتمع الإسلامي من هذه الجرائم الفاسدة الضارة التي لا يتولد عنها إلا الهلاك والإهلاك.





    ولأن الحدود الإسلامية معطلة عن التطبيق ، فقد استشرت هذه الفاحشة ، ومما زاد الطين بلة أن ظهرت بعض حالات زواج رجل برجل بعقد بينهما !!!






    وهذا يعتبر إنجازاً وتحقيقاً لما دبرت له وثيقة مؤتمر السكان ، حيث " أقرت كافة أنماط الأسرة بمفهومها الغربي الحديث دون التزام بالنواحي الشرعية والقانونية والأخلاقية ، مثل زواج الجنس الواحد".




    وقد نشرت جريدة الجمهورية بتاريخ 18/ 4/ 2000م.


    تفاصيل آخر حالة زواج بين رجلين ، والتي أثارت ضجة في الشارع المصري.





    وكانت المفاجأة : أن قانون العقوبات لا يدين الزواج بين الرجال !!!! وأنه لا يفرق بين الذكر والأنثى في مثل هذه الحالات ، في حالة توافر الرضا بين الطرفين ، وذلك طبقاً لنص المادة ( 269) من قانون العقوبات ، وتنص علي أن


    " كل من هتك عرض صبي أو صبية لم يبلغ سن كل منهما ثماني عشرة سنة كاملة بغير قوة أو تهديد يعاقب بالحبس"






    وبهذه العقوبة غير الرادعة بدأ الشذوذ الجنسي ينتشر في مجتمع المسلمين ،


    وانتشرت معه آثاره المدمرة.


    التعديل الأخير تم بواسطة Iris ; 06-11-2009 الساعة 02:24 PM
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

  5. #5
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    رد: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم.

    ثانياً / انتشار المسكرات والمخدرات :





    بقليل من التأمل فيما تنشره الصحف المصرية يستطيع الإنسان أن يقرر قائلاً : لقد نجح أعداء الإسلام في ترويج المسكرات والمخدرات داخل البلاد الإسلامية ، ويتأكد ذلك من خلال الظواهر التالية :








    1 - انتشار الخمور :






    عندما جاء الإسلام كان شرب الخمر عادة متأصلة في نفوس العرب ، ورثوها كابراً عن كابر ، فاستطاع الإسلام بمنهجه الحكيم أن يستأصل تلك العادة من نفوس أتباعه ، ليصل بهم إلي { فهل أنتم منتهون ؟ }فتكون الإجابة : انتهينا انتهينا.





    بينما " حاولت أمريكا أن تحرم الخـمر ، واستعملت جميع الوسائل المدنية الحاضرة ، كالمجلات والجرائد والمحاضرات والصور والسينما ؛ لبيان مضارها ، وأنفقت ما يزيد علي ستين مليون دولار ضدها ، وطبعت حوالي عشرة بلايين صفحة ، وتحملت لتنفيذ القانون حوالي (250 )مليون جنيهاً ، وأعدمت ثلاثمائة نفس ، وسجنت ما يزيد علي نصف مليون ، وصادرت من الممتلكات بحوالي أربعمائة مليون وأربعة بلايين جنيه ،ومع هذا لم يزد الشعب الأمريكي إلا معاقرة للخمر ، مما اضطر الحكومة إلي إباحته سنة 1933م".





    ولذلك" أظهرت الإحصائيات الرسمية في نهاية السبعينيات ما يلي :



    - تراوح عدد مدمني الخمر ما بين (96إلي 97) مليون نسمة



    - عدد العاملين في صناعة الخمور( 1,9)مليون نسمة ، بنسبة( 2,4%)من جملة العمال في أمريكا.




    - نصف عدد حوادث السيارات التي مات فيها( 55500) شخص كان سببها الخمر.



    - تبلغ خسائر الاقتصاد الأمريكي بسبب الخمر (43)مليار دولار سنوياً.



    - أقيم( 7500)مركزاً لمكافحة إدمان الخمر بشتى الطرق والوسائل الاجتماعية والطبية والنفسية ، بلغت تكاليفها( 194)مليون دولار.





    أقول : إذا كان هذا في نهاية السبعينيات فكيف يكون الوضع الآن ؟





    إنه ما من شك في أن هذه الأرقام قد تضاعفت عدة مرات.





    ولا شك أن موقف النصرانية المحرفة من الخمر ـ فيما أري ـ هو السبب الأول وراء انتشار شرب الخمور والإدمان عليها في المجتمعات الغربية ، وذلك واضح في عقيدة ما يسمي { بالعشاء الرباني } حيث يضع رجال الفكر الكنسي الخمر علي قليل من الخبز ، ويدعون استحالة الخبز إلي جسد المسيح ، والخمر إلي دمه.





    وقد استطاع أعداء الإسلام ترويج الخمر بين المسلمين ، حتى أصبح شيئاً عادياً لا يستنكره كثير من المسلمين ، وأصبح متطلباً هاماً لأفراح وحفلات المتفرنجين ممن ينتسبون إلي الإسلام بأسمائهم ، بل في بعض بيوت المسلمين مكان يخصص لتناول الخمر من باب كرم الضيافة !!!





    ومن ينظر إلي وسائل الإعلام يلاحظ أنه لا يخلو فيلم أو مسلسل ـ تقريباً ـ من معاقرة الخمور ، وتمجيدها بأنها شراب روحي يُنسي الإنسان همومه.




    وما كان للخمر أن تروج بين المسلمين ، والعقيدة قوية ، وحد الله يقام ، لكن ضعف العقيدة ، وعدم تطبيق الحد علي شارب الخمر حد شرب الخمر أربعون جلدة .




    لما روي عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ : أن النبي – صلى الله عليه وسلم – "ضرب في الخمر بالجريد والنعال ، وجلد أبو بكر أربعين " رواه البخاري في كتاب ( الحدود ) باب ( ما جاء في ضرب شارب الخمر ) حديث رقم ( 6773) ( الفتح 12/ 74)




    وقيل : حده ثمانون جلدة ، لما رواه البخاري ومسلم عن أنس بن مالك ـ رضي الله عنه ـ :" أن النبي ـ صلي الله عليه وسلم ـ أتي برجل قد شرب الخمر فجلده بجريدتين نحو أربعين ، قال : وفعله أبو بكر ، فلما كان عمر استشار الناس ، فقال : عبد الرحمن بن عوف :أخف الحدود ثمانون ، فأمر به عمر "راجع :


    فتح الباري شرح صحيح البخاري ( كتاب الحدود ) باب ما جاء في ضرب شارب الخمر ) ( 12/ 75) ؛ صحيح مسلم بشرح النووي ( كتاب الحدود ) باب ( حد الخمر ) حديث رقم ( 1706) ( 11/ 215) . أدى إلي رواجها وانتشارها.





    فضلاً عن أن القوانين الوضعية لا تعاقب علي شرب الخمر أو علي السكر لذاته ، وإنما تعاقب ( المثمول ) حين يخرج وهو في حالة السكر الشديد إلي الشارع لاحتمال تعرض الناس لإيذائه !!!





    ومما يدل علي عدم معاقبة القوانين الوضعية علي تصنيع الخمور وترويجها :" أن الشعب المصري يمتلك شركتين كبيرتين من شركات القطاع العام ، يقوم العاملون فيها بتصنيع الخمور من الشعير والعنب ، وهما شركة الأهرام للمشروبات بالجيزة ، وشركة الكروم بالإسكندرية ، ويتم توزيع إنتاج هاتين الشركتين علي جميع أنحاء الجمهورية لبيعها وتقديمها للمسلمين وغير المسلمين في الفنادق ، والمحال العامة ،


    وبعض المطاعم ، والكازينوهات ، والأكشاك ، كما يتم تصدير بعض منتجاتها إلي بعض الدول الأجنبية ، مع الاعتزاز بما كتب عليها


    ( صنع في مصر )


    Made in Egypt"





    وقد اجتهد أعداء الإسلام في ترويج الخمر بين المسلمين لأنها أم الخبائث ، وليس هناك من شك في أن شارب الخمر تصدر منه جميع البذاءات الأخلاقية.




    وبانتشار الخمر بين المسلمين تحققت نبوءة الرسول – صلى الله عليه وسلم - حيث قال ليكونن من أمتي أقوام يستحلون الحِــرَ والحــرير ، والخمـر والمعازف .... ) أخرجه البخاري في كتاب ( الأشرية ) باب (ما جاء فيمن يستحل الخمر ويبسميه بغير اسمه)حديث رقم ( 5590) ( الفتح 10 / 63 )





    وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول : (إن من أشراط الساعة أن يرفع العلم ، ويكثر الجهل ، ويكثر الزنا ، ويكثر شرب الخمر ، ويقل الرجال ، ويكثر النســاء حتى يكون لخمسين امرأة القَيْمُ الواحد ) أخرجه البخاري في كتاب( النكاح ) باب (يقل الرجال ويكثر النساء ) حديث رقم ( 5231) ( الفتح 9/ 412 ).









    2 – انتشار المخدرات







    إن المجتمع الذي يبح الخمر ويسمح بتداولها لا بد وأنه سيسير حتماً إلي طريق المخدرات وإدمانها ، ولذلك فإنه رغم التوجه العالمي ضد المخدرات ومروجيها ،


    ورغم الكميات المهولة التي تضبط في نقاط التفتيش المختلفة ،


    أو عن طريق رجال مكافحة المخدرات داخل الدول ، فقد "كشف تقرير لمنظمة الصحة العالمية أن عدد مدمني المخدرات في العالم تجاوز ( 190) مليون شخص .


    الوعي الإسلامي , العدد (395) رجب 1419 هـ ".




    أما عن المجتمعات الغربية ، فقد غرقت ـ بكل فئاتها ـ في بحور المخدرات ، خاصة بعد أن ساد الاعتقاد بأن إباحة المخدرات وتسهيل الحصول عليها هو الطريق الأيسر لمكافحتها والقضاء عليها.




    وأما بالنسبة لانتشار المخدرات في العالم الإسلامي ،فبالإضافة إلي أن دول الكفر من أعداء الإسلام يعملون في الخفاء علي انتشارها بين المسلمين ، فإن بعض الدول الإسلامية تُصدر هذه السموم وتنتجها ، مثل : إيران ،وباكستان ، وأفغانستان ،وتركيا ، ولا شك أن هذه الدول الإسلامية المنتجة للمخدرات هي أكثر الدول تورطاً في مشكلة المخدرات وأزمتها.




    ورغم أن مصر تنتج هذا السم الفتّاك ، إلا أن كميات هائلة من المخدرات تدخل إليها من الخارج ، ففي عام 1977م ، تم ضبط ( 24197) كيلو جراماً من الحشيش ، و ( 980) كيلو جراماً من الأفيون ، و( 3203) كيلو جراماً من العقاقير والأقراص المخدرة ، ورغم أن ضبط هذه الكميات الكبيرة يُسعد ويثلج الصدر ، إلا أنها لا تتجاوز(20%)من الكميات التي تدخل البلاد فعلاً وتُستهلك فيها.




    ومما يدل علي ذلك ما أكدته بعض الدراسات من أن ثلث طلاب الجامعات المصرية من المدمنين ، وأخطر من هذا أن الأطفال في سن الرابعة عشرة وما دونها يجربون المخدرات بنسبة [ 1-3 ] ويستمر منهم في تعاطيها نسبة [ 1-9] مما يشير إلي مدي الخطورة والورطة التي تعانيها تلك البلاد المسلمة.




    ولعل من أسباب انتشار المخدرات بهذه الصورة المفزعة في مصر ـ خاصة في الفترة الأخيرة ـ هي سياسة الانفتاح مع الكيان الصهيوني ، ومحاولة تطبيع العلاقات بينهما ، مما يسهل علي مروجي المخدرات من اليهود إدخال كميات أكبر إلي مصر.




    ومن المعروف أن اليهود يقفون في العادة خلف كل رذيلة ومنكر ، فقد قُبض خلال عام 1986م علي ثلاثة وثمانين مروجاً إسرائيلياً للمخدرات ، وهذا العدد من المروجين يدل علي مدي تـورط اليهـود في برنـامج نشر المخـدرات وتجارتها في العالم.





    وهذه الإحصاءات الخطيرة التي تشير إلي حجم المشكلة في مصر تعد مؤشراً ومنبهاً إلي حجم المشكلة التي يعاني منها العالم الإسلامي بأسره.




    ومهما تكن أسباب تعاطي المخدرات ، وازدهار تجارتها بهذا الشكل المريع ، فما كان لذلك أن يحدث لو كانت العقوبات رادعة.




    قد يقول قائل : إن القوانين الوضعية تعاقب علي تجارة المخدرات بعقوبات قد تصل إلي الإعدام.




    هذا حق ، ولكن: القانون ملئ بالثغرات التي يستطيع كثير من المجرمين الإفلات من العقوبة من خلالها ، بالإضافة إلي المحاباة ، والمماطلة في تطبيق العقوبات ، فضلاً عن التناقض بين القانون الذي يحارب المخدرات ، وبين وسائل الإعلام التي تساعد علي انتشارها.





    كل ذلك جعل قانون العقوبات ضعيف الأثر في الحد من تعاطي المخدرات ، أو التجارة فيها ، مما أدي إلي انتشارها ، وانتشار جميع الجرائم الأخلاقية التي تترتب عليها.




    وبعـــــد :



    فإن إدمان المسكرات والمخدرات يعتبر من أهم الأسباب التي أدت إلي فساد الأخلاق داخل الأسرة المسلمة ، حيث إنه يفقد الحياء الذي هو سياج الأخلاق وأساس التدين ، ولا دين لمن لا حياء له ، كما أن المتعاطي لا يقدر المسئولية ، ويهمل واجباته الأساسية ، وبذا يقدم النموذج السئ لأولاده ، حيث يسود التوتر والخلاف والشقاق بين أفراد الأسرة نتيجة لحدوث الخلافات بينه وبين زوجته التي قد تؤدي إلي الطلاق ، أو بينه وبين أولاده التي قد تؤدي إلي تشردهم ، وبينه وبين جيرانه التي قد تؤدي إلى عزله ونبذه تماماً.
    التعديل الأخير تم بواسطة Iris ; 06-11-2009 الساعة 02:26 PM
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

  6. #6
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    رد: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم.

    ۞أسلوب العمل على إفساد المرأة المسلمة ۞




    إن مهمة المرأة تعتبر من أرقي واصعب المهمات ، فهي عماد تكوين الأسرة ،بل المجتمع البشري بأسره ،والمرأة ـ أيضاً ـ هي المؤثر الأول الأساسي في حياة الرجل ، إذ أنها الأم والأخت والزوجة والابنة ، فلا شك أن صلاح المرأة يتبعه صلاح أسرتها وبالتالي مجتمعها ، كما يتبع فسادها وانحلالها فساد الأسرة وخراب المجتمع .



    وقد أدرك أعداء الإسلام أهمية دور المرأة صلاحاً أو فساداً ، فهذا مثلاً أحد أقطاب المبشرين يُصَرِّح في أحد مؤتمراتهم قائلاً :



    " بما أن الأثر الذي تحدثه الأم في أطفالها ـ ذكوراً و إناثاً ـ حتى السنة العاشرة من عمرهم بالغ في الأهمية ، وبما أن النساء هن العنصر المحافظ في الدفاع عن العقيدة ، فإننا نعتقد أن الهيئات التبشيرية يجب أن تؤكد جانب العمل بين النساء المسلمات علي أنه وسيلة مهمة في التعجيل بتنصير البلاد الإسلامية ."



    لذا فقد وجه أعداء الإسلام من غزاة الفكر بكافة أفراد عصابتهم ( من مستعمرين ومستشرقين ومنصرين وصهاينة وماسونيين وماركسيين واشتراكيين وإلحاديين وغيرهم ) جهودهم المكثفة لإفساد المرأة المسلمة من خلال مخطط إجرامي مدروس،يتمثل فيما يلي :



    أولاً : الدعـوة إلي تحرر المرأة ، ومساواتها مع الرجل ، والسفور ، ونبذ الحجاب ، والاختلاط ، والخروج إلي العمل وما رافق ذلك من إثارة شبهات حول مكانة المرأة في الإسلام وحقوقها وما لها وما عليها .



    يقول ( زويمر ) :" من المحقق أن المسلمين قد نما في قلوبهم الميل الشديد إلي علوم الأوربيين وتحرير النساء "



    ثانياً : غزو المرأة بسلاح فتاك هو الفتنة بكل ما هو حديث مبتكر من ألبسة وزينة وأدوات زينة وتقاليع غربية لا ضابط لها ولا مقياس .



    " فالمرأة بحكم تكوينها النفسي الذي فطرها الله عليه ، تحب الحلية من ذهب وفضة ولؤلؤ وجواهر متنوعة ، وتحب تبعاً لذلك أن يراها غيرها علي تلك الهيئة ، فاستغل الأعداء هذه النقطة وزينوا للمرأة خروجها من بيتها ليراها الناس وهي في أبهى زينتها ، وعمد الأعداء إلي إيجاد دور التفصيل والخياطة والأزياء والملابس والعطورات والمجوهرات من أجل إشباع نهم المرأة المتزايد ، ومن أجل امتصاص ثروتها التي حصلت عليها من خلال عملها أياً كان شكله "



    ثالثاً : توجيه الأذواق والعقول والقلوب نحو الفن والرياضة ، ومحاولة جذب الفتيات خاصة إلي هذا الطريق ، طريق العري والتبذل والاختلاط .



    رابعاً : استخدام أنوثة المرأة وشبابها وجمالها وقوي الفتنة لديها لأغراض خبيثة ، كاستخدام المرأة للدعاية والإعلان لترويج سلعة ما بعرضها مع مفاتنها الجسدية ، وهذا بحد ذاته إهانة لها ولكرامتها ولجنسها .



    خامساً : تعليم البنات المسلمات في المدارس والجامعات التي تقوم علي المناهج العلمانية ، بحيث تجرهن مناهج التعليم بعيداً عن الدين ، وقد أدي التدرج في الأمر إلي اعتبار الدين مادة غير أساسية ، ولا تضاف درجاتها إلي المجموع الكلي للدرجات في عصرنا الحاضر ، بالإضافة إلي الاختلاط الخطير في المدارس والجامعات والحرية المطلقة .... إلخ .



    وقد حدد الكاتب الفرنسي مسيو ( ايتين لامي ) الغاية من تربية البنات في مدارس الإرساليات التبشيرية بقوله :" إن التربية المسيحية أو تربية الراهبات لبنات المسلمين توجد للإسلام داخل حصنه المنيع ـ الأسرة ـ عدوة لدودة وخصماً قوياً لا يقوي الرجل علي قهره ، لأن المسلمة التي تربيها يد مسيحية تعرف كيف تتغلب علي الرجل ، ومتي تغلبت هكذا ، أصبح من السهل عليها أن تؤثر علي عقيدة زوجها وحسه الإسلامي ، وتربي أولادها علي غير دين أبيهم ، وفي هذه الحالة نكون قد نجحنا في غايتنا من أن تكون المرأة المسلمة نفسها هي هادمة الإسلام .



    وقالت المبشرة ( آنا ميليغان ) :" يوجد في صفوف كلية البنات بالقاهرة بنات آباؤهن باشوات وباكوات ، وليس ثمة مكان آخر يمكن أن يجتمع فيه مثل هذا العدد من البنات المسلمات تحت النفوذ المسيحي ، وليس ثمة طريق إلى دحض الإسلام أقصر مسافة من هذه المدرسة ."



    ونتيجة لهذا المخطط فسدت مسلمات كثيرات وأصبحن أدوات تدمير للأسرة والمجتمع.
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

  7. #7
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    رد: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم.

    ۞ أسلوب إشاعة الفواحش ۞




    يقول الحق سبحانه وتعالى : { إِنَّ الَّذِينَ يُحِبُّونَ أَنْ تَشِيعَ الْفَاحِشَةُ فِي الَّذِينَ آمَنُوا لَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } (سورة النور ،الآية رقم / 19.)





    وأعداء الإسلام لا يحبون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا فحسب ، بل يعملون بكل ما أوتوا من قوة علي ترويجها ، لتكون معولاً لهدم الأسرة المسلمة ، فالمجتمع المسلم ، إذ أن الإباحية والفوضى الجنسية تؤدي إلي عدم الاكتراث بالأسرة ، لأن إشباع الغريزة الجنسية يعتبر أقوي الدوافع لتكــوين الأسرة ، وما دامت تشبع ـ في إطار تلك الفوضى ـ بطريقة أو بأخرى فلا داعي للزواج وما يعقبه من تبعات .




    وبناء عليه فبقدر انتشار الإباحية والفوضى الجنسية يقل الإقبال على تكوين الأسرة ، وبالتالي يتحقق الحرمان من الدور العظيم الذي تقوم به الأسرة في حياة الأمم .




    وحتي تشيع الفاحشة في الذين آمنوا قام أعداء الإسلام من غزاة الفكربما يلي :




    أولاً : استخدام المرأة :



    وهي العنصر الرئيسي في الإثارة واستدراجها للخروج من بيتها متبرجة ، مخالطة الرجال في كل مكان .






    ثانياً : إثارة الغرائز :



    حيث إن " نظرة عابرة إلي ما تزخر به الصحافة والسينما والتليفزيون والأغاني ، والمسرحيات من طغيان موجة الإباحية الداعرة التي يتفنن اليهود بشكل خاص في نفث قذارتها ، كافية لتظهر إلي أي مدي تستغل وسائل الإعلام المعادية أسلوب إشاعة الفاحشة لا ضد الإسلام وحده ، وإنما ضد كل القيم الدينية الأخرى ، وضد كل مقومات الأخلاق الإنسانية ."







    ثالثاً : التنفير من الزواج الشرعي :



    حيث ركز الإعلام علي العلاقة غير الشرعية ، واهتم بتصويرها ، وإعلاء شأنها ، مع أن تحسين هذه العلاقة يرمز إلي احتقار مفهوم الزوجية الشرعي ، ويدمر مفهوم علاقة الرجل بالمرأة في وضعها الطبيعي .



    لقد عمل الإعلام ـ في وقتنا المعاصر ، وعلي مستوى بعض البلاد الإسلامية ـ علي التهوين من أمر الزواج ، وأنحي عليه باللائمة ، وجعل العلاقات غير الشرعية أفضل من الزواج الشرعي ، " لقد حاول كتاب المرأة المضللون السبح في المياه الكدرة ، وتقديم صفحات غاية في السوء من كتب الغربيين ، وكتب التلموديين بالذات مما كتب بأسلوب معين ، واستهدف غاية واضحة ، وهي كتابات تثير الشبهات ـ كل الشبهات ـ في صورة تساؤلات : لماذا يتزوج الشبان ؟ لماذا ينجبون الأطفال ؟ ويصفون هذا كله بالغموض .




    ومن ثم فقد ذهبت أهداف الزواج أدراج الرياح .






    رابعاً : الدعوة إلي تأخير سن الزواج بين المسلمين :



    جاء في كتاب اسمه " مؤتمر العاملين المسيحيين بين المسلمين " :" ومما يجب أن يهتم المبشرون به في الظاهر ، الحيلولة دون الزواج الباكر .




    وقد كانت الدعوة إلي تأخير الزواج ، ودعوة الحكومات والمؤسسات إلي عرقلته بكل الوسائل من أهم ما ورد في وثيقة مؤتمر السكان والتنمية الذي انعقد ـ تحت مظلة الأمم المتحدة ـ بالقاهرة خلال الفترة من 28من ربيع الأول – 7من ربيع الآخر 1415هـ / 5-13من سبتمبر 1994م .




    وذلك لما للزواج الباكر من أهمية ، حيث إنه يحمي الشباب من السقوط والانحراف ، أما تأخير الزواج فإنه يفتح الباب علي مصراعيه كي تتفشى الرذيلة في حياة المسلمين .







    خامساً : التهوين من شأن الفاحشة :



    وذلك من خلال:



    1-ترويج النظرية القائلة بأن " العلاقات الجنسية لا علاقة لها بالأخلاق ،إنما هي مسألة بيولوجية بحتة ، ذكر وأنثي يلتقيان ، فما دخل العلاقات الأخلاقية بالعلاقات الجنسية ؟‍‍!! ولعل هذا التهوين من شأن الفاحشة يخفف من الشعور بالذنب عند ارتكابها.




    ولعل أحداً لا يستطيع أن ينسي نظريات { سيجموند فرويد} اليهودي ، التي أشعلت شرارة الثورة الجنسية .




    2-" ترويج نظرية متطرفة في الحرية الشخصية ، ترمي إلي إعطاء الفرد الحرية التامة والإباحية المطلقة بإزاء المجتمع ، فأصبحوا ينادون بأنه يجب أن يكون للفرد الحق المطلق في عمل ما يشاء ، والحرية الكاملة في ترك ما يشاء ، وليس للمجتمع أن ينتزع منه الحرية الشخصية ، وأما الحكومة فواجبها أن تحافظ علي هذه الحرية التي يتمتع بها الفرد في تصرفاته ، وأما المؤسسات الاجتماعية فينبغي ألا تكون غايتها سوي إعانة الفرد علي تحقيق مقاصده .




    وقد انتشرت هذه النظرية انتشاراً حتى أصبحت كلمة " حرية شخصية " هي الرد المتوقع من كل إنسان يرتكب منكراً إذا عوتب عليه .




    3-وقد وصل حد التهوين من شأن الفاحشة إلي أن قال أحد اليهود الماسونيين :" ليس الزنا بإثم في الشريعة الطبيعية ، ولو بقي البشر علي سذاجة طبيعتهم لكانت النساء كلهن مشتركات "




    وفي إحدى الندوات ، سألت مجلة الهلال أحد المفكرين :" هل يجوز للبنت أن تمارس الجنس قبل الزواج ؟ فأجاب الفيلسوف قائلاً ـ بغير حياء ولا خجل ـ من البديهي أن ممارسة البنت للجنس قبل الزواج حق مشروع مثل كافة الحقوق الموجبة للمساواة الكاملة بين الجنسين كما تدعو إلي ذلك متطلبات العصر ، ثم قال : وممارسة هذا الحق قضية سوف ينهيها التـطور وقضيـة السفور والحجاب ، قبل أن تنهيها المناقشة ."




    ووصولاً إلي نفس الهدف أجرت مجلة (روزاليوسف) استفتاء ماجناً خبيثاً هداماً بين طالبات الجامعات كانت أجوبة أربع فتيات مسلمات ـ كما زعمت المجلة ـ ما يلي : " الحب والجنس وجهان لعملة واحدة ، لماذا لا أمارس الجنس مع من أحب ، إنني لا أعتبر الزواج شرطاً أساسياً للجنس ما دمت أحب وأثق فيمن أحب ، حتى ولو كان ثمن ذلك نظرة عدم احترام من المجتمع ."




    وهكذا تفتح الصحافة عيون الفتيـات وتدفعـهن إلي الهـلاك والفساد والإفساد .







    سادساً : الدعوة إلي تدريس الثقافة الجنسية :



    كلما فاحت رائحة جرائم الزنا والاغتصاب ، تعقد الندوات والمؤتمرات لبحث المشكلة ، وتتعالى الصيحات بضرورة تدريس الثقـافة الجنسية ، وكأن هذا هو الحل الأمثل ، والواقع أنه توسيع لنطاق الجريمة ، حيث إنه يهيج الغرائز ، وخاصة في ظل سياسة التعليم العلماني المختلط .




    ولذلك ركزت وثيقة مؤتمر السكان علي ضرورة تقديم الثقافة الجنسية للمراهقين والمراهقات ، حيث المرحلة العمرية التي تتغلب فيها الغرائز علي المصارحات العقلية ، وما ذلك إلا إشاعة للفاحشة في أوساط الشباب وما يترتب عليها من أمراض وإعراض عن تكوين الأسرة .







    سابعاً : تأمين الاتصالات غير المشروعة :



    قد يتوجس بعض الناس من الإقدام علي السفاح خوفاً مما قد يترتب عليه من حمل أو أمراض خبيثة .




    ولذلك عمل أعداء الإسلام على تأمين نتائج الاتصالات غير المشروعة ، وذلك بنشر وسائل منع الحمل ، والدعوة إلى إباحة الإجهاض .




    فقد عمل أعداء الإسلام على " تيسير استخدام موانع الحمل ، وإنتاجها علي نطاق واسع أكبر بكثير جداً من حاجة البشرية الراشدة ، وتخفيض أسعارها حتى تصبح في متناول أي فتاة تريد أن تحصل عليها ، وإخراجها من دائرة المراقبة الصحية التي يمكن للأطباء أن يمارسوها ، وذلك ببيعها دون حاجة إلي تذكرة الطبيب ، علي الرغم مما يقوله الأطباء أنفسهم من خطورة استخدامها بغير رقابة صحية !!.


    والهدف من ذلك واضح ، فحين تأمن الفتاة نتائج اتصالاتها غير المشروعة ، فما الذي يمنعها ـ في الفوضى الخلقية الضاربة أطنابها في الجاهلية المعاصرة ـ أن تغرق في هذه العلاقات إلي آخر المدى ؟ ويتحقق للشياطين ما يريدون من إشاعة الفاحشة علي أوسع نطاق ."




    وكذلك الرجال وفرت لهم العوازل الذكرية ، فأصبحوا لا يخافون الأمراض التي تترتب علي الاتصالات الجنسية غير المشروعة .




    وقد حاول أعداء الإسلام كذلك استصدار قوانين تبيح الإجهاض مطلقاً لكل من تطلبه تحسباً لوقوع حمل من علاقة سفاح .




    ولا شك أن " إباحة الإجهاض بإطلاق تعني إطلاق العنان للتحلل والإباحية الجنسية التي ترفضها كل الديانات والقيم السماوية ."




    وبذلك يصطاد الأعداء عصفورين بحجر واحد ـ كما يقال ـ فمن ناحية يتحقق مرادهم من تحديد النسل بين المسلمين ، ومن ناحية أخري تنتشر الفاحشة وأضرارها بينهم فيصبحون كغثاء السيل .




    ولذلك كان من بنود وثيقة مؤتمر السكـان :" العمل علي نشر وسائل منع الحمل ، والحد من خصوبة الرجال ، وتحديد النسل بدعوى تنظيم الأسرة ، والسماح بالإجهاض المأمون ، وإنشاء مستشفيات خاصة له ، وحث الحكومات علي ذلك ، وتكون التكاليف قليلة جداً ."




    وهكذا يتفنن أعداء الإسلام في إشاعة الفاحشة بين المسلمين لما بينها وبين تكوين الأسر من تعارض .
    التعديل الأخير تم بواسطة Iris ; 06-11-2009 الساعة 02:27 PM
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

  8. #8
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    رد: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم.

    ۞الآثار الأخلاقية لحركة تحرير المرأة ۞





    إن حركة " تحرير المرأة " في البلاد الإسلامية عامة ، وفي مصر خاصة ، قصة طويلة :




    أما بدايتها : فترجع إلي عهد "محمد علي باشا" والي مصر




    (هو محمد علي "باشا "ابن إبراهيم أغا بن علي ، المعروف بمحمد علي الكبير ، مؤسس آخر دولة ملكية بمصر ، ألباني الأصل ، مستعرب [ 1184-1265هـ = 1770-1849م ] ، ولي مصر سنة 1220هـ ، فعني بتنظيم حكومتها ، وقتل المماليك سنة 1226هـ بوسيلة تقوم علي الغدر ، وأنشأ السفن ، وكثرت في أيامه المدارس والمعامل في الديار المصرية ، وأرسل البعثات لتلقي العلم في أوربا ، واعتزل الأمور لابنه إبراهيم سنة 1264هـ 1848م، وتوفي بالإسكندرية ، ودفن بالقاهرة .


    راجع : الأعلام 6/ 299. )





    عندما أرسل البعثات التعليمية إلي أوربا ، فعاد المبتعثون بوجه غير الوجه الذي ذهبوا به ، عادوا وقد امتلأت عقولهم ، وتشربت نفوسهم الأفكار الغربية ، وخاصة ما يتعلق بتحرير المرأة .





    وبدأ هؤلاء في نشر تلك الأفكار والدعوة لها مستفيدين من المناصب القيادية المختلفة التي احتلوها بعد عودتهم من تلك البعثات .




    وأما نهايتها : فإنها لم تنته إلي اليوم ، بل إن أحداثها تلتهب يوماً بعد يوم ، ولا يدري أحد ما هي حدود الحرية التي تريد المرأة أن تصل إليها بعد الحرية التي تعيشها في عالم اليوم ؟!




    وأما هدفها : فإنها تستهدف تدمير المرأة المسلمة ، وبالتالي الأسرة المسلمة ، وبالتالي الأمة المسلمة ، كما حدث في بلاد الغرب عندما رفعت شعار الحرية المطلقة للمرأة .




    وأما أبطالها : فكثيرون وكثيرات من أعداء الإسلام ومن تربوا علي موائدهم من المسلمين ، أمثال :




    *" رفاعة الطهطاوي "




    الذي بهره حال المجتمع الآوربي ، وخاصة اختلاط الرجال والنساء ، فبدأت عمليات التبشير بهذه القضية والدعوة لها من خلال كتابه ( المرشد الأمين للبنات والبنين ) ، واستمر علي خط إعجابه بالغرب حتى دعا صراحة وهو الشيخ الأديب إلي الاختلاط بين الرجال والنساء في الكتاب الذي سماه ( تلخيص الإبريز في تاريخ باريز )






    *" مرقص فهمي " المحامي ، ذلكم النصراني الذي أصدر كتابه ( المرأة في الشرق ) عام 1894م، وفيه ظهرت خطة أعداء الإسلام سافرة ، حيث طالب هذا النصراني بما يأتي :




    1-القضاء علي الحجاب الإسلامي .


    2-إباحة الاختلاط للمرأة المسلمة بالأجانب عنها .


    3-تقييد الطلاق ووجوب وقوعه أمام القاضي .


    4-منع الزواج بأكثر من واحدة .


    5-إباحة الزواج بين المسلمات والأقباط ."






    * "قاسم أمين "




    الذي ارتبط اسمه بقضية { تحرير المرأة } ، حيث ظهـر كتاب ( تحرير المرأة ) عام 1899م ـ أي بعد خمس سنوات من ظهور كتاب مرقص فهمي ـ وقد دعا فيه إلي نبذ كل القيم الإسلامية في مجال الأسرة ، ورفض الحجاب ، والنقاب ، ودعا إلي العري والاختلاط ، ثم عضد هذا الكتاب بكتاب آخر هو ( المرأة الجديدة ) الذي سخر فيه من أحكام الإسلام واعتبرها استعباداً ، وسخر من أحاديث الرسول في منع الاختلاط ، كما دعا إلي تقييد الطلاق والتعدد ."








    ومن زعامات الحركة النسائية في مصر :




    *" هدي شعراوي "





    التي تربت في أوربا ، والتي تلقت دعوة إلي حضور مؤتمر الاتحاد النسائي الدولي بروما عام 1923م ، ولما رجعت طبقت تعاليم أسيادها بتكوين الاتحاد النسائي المصري عام 1923م ، وكانت أهداف هذا الاتحاد هي : تعديل قوانين الطلاق ، ومنع تعدد الزوجات ، وحرية المرأة في السفور والاختلاط ."




    *" درية شفيق " التي أسست حزب ( بنت النيل ) عام 1949م، والتي تنادي بالإباحية ."






    *" أمينة السعيد "






    تلميذة طه حسين ، ورئيسة تحرير مجلة حواء ، وهي التي تحرض نساءنا علي النشوز ، وفتياتنا علي الانحلال ، وهي التي جعلت الفسق والبغاء الرسمي في شارع الهرم نوعاً من كرم الضيافة عندنا .... وهي التي تهاجم بكل وقاحة الحجاب الإسلامي في مجلتها ، وتقول : إنه كفن كأكفان الموتى ."



    هؤلاء المذكورون والمذكورات ـ علي سبيل المثال لا الحصر ـ يبذلون جهدهم لتحقيق أمنية يتمناها أعداء الإسلام الذين استعبدوهم وسخروهم لخدمتهم .






    وقد عبّر " محمد طلعت حرب "





    في كتابه ( المرأة والحجاب ) عن أمنية الأعداء تلك ، بقوله :" إن رفع الحجاب والاختلاط كلاهما أمنية تتمناها أوربا من قديم الزمان لغاية في النفس يدركها كل من وقف علي مقاصد أوربا بالعالم الإسلامي "



    وبقوله في موضع آخر من هذا الكتاب :" إنه لم يبق حائل يحول دون هدم المجتمع الإسلامي في الشرق ـ لا في مصر وحدها ـ إلا أن يطرأ علي المرأة المسلمة التحويل ، بل الفساد الذي عمّ الرجال في الشرق ."





    وللأسف الشديد ، فقد نجحت تلك الحركة ، ويجني المسلمون اليوم ثمارها المرة ، ويكتوون بلظى آثارها اللاأخلاقية الخطيرة ، التي أصابت الأسرة المسلمة ، وفيما يلي أهم تلك الآثار .







    أولاً : التبرج ونبذ الحجاب :



    " التبرج " : هو إظهار الجمال ، وإبراز محاسن الوجه والجسم ومفاتنهما ."




    وقد كان التبرج أو السفور أولاً تقليداً ، ثم جاء قوم دعوا إليه ، وشجعوه بوسائل متعددة ، وكل منها له إمكانياته الواسعة ، واستعداداته الضخمة ، " فهاهي ذي الأفلام السينمائية وبخاصة منها المستوردة السافرة ، والإذاعة المسموعة والمرئية ، والصحافة ، وكتب الأدب المكشوف ، والجمعيات الرياضية ، والمؤتمرات النسائية ، والحفلات المختلطة ، وتشجيع السافرات بالمكافآت وتولي الوظائف الهامة وسائر أنواع التشجيع ، وفرض زي غير كامل الحشمة لبنات المدارس ، ووجود المدارس الأجنبية ، وتطبيق النظم الغربية علي طالباتها في التحرر والاختلاط ، والحملات الشديدة علي الحجاب ، وتوجيه الاتهامات القاسية إليه ، كل هذه الأجهزة بوسائلها المتعددة تدعو إلي السفور ، وتستنكر الحجاب ، وتهزأ بالمحافظين والمحافظات ، إلي جانب حماية القوانين للسفور ، وعقاب من يجرؤ علي التدخل في الحريات ، وتمسك الكبار به ، وتشجيعهم له."




    وأمام الموجات الطاغية لحركة تحرير المرأة ـ في مقابل ضعف الوازع الديني ـ تراجع الحجاب بكل ما يمثله من عفة وشرف وحياء إلي غير ذلك من فضائل ، وحل محله التبرج الذي انتشر وأصبح عند كثير من المسلمين مظهراً أكيداً من مظاهر التمدن والرقي.




    ويمكن تقسيم التبرج إلي قسمين :



    الأول : تبرج قولي : وهو خضوع المرأة بالقول ، وقد نهي الله عنه بقوله ـ سبحانه ـ: } يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلًا مَّعْرُوفًا { (سورة الأحزاب ، الآية رقم / 32.)



    والغالبية العظمي من المسلمات ـ في عصرنا هذا ـ أصبحن يخضعن بالقول في الحديث العادي ، أو في الغناء بصورة تفتن قلوب الرجال .





    الثاني : تبرج فعلي :وله أشكال كثيرة تفننت فيها المرأة المسلمة ، منها :




    1-التكسر في المشية : وهو ما فسر به قتادة رضي الله عنه التبرج المنهي عنه في قول الله سبحانه وتعالى : { و لَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى { (سورة الأحزاب ، من الآية رقم / 33) حيث قال : " كان لهن مشية تكسر وتغنج ."




    2-ارتداء الملابس الملفتة للنظر ، والمظهرة للعورات : وهو منهي عنه بقوله سبحانه وتعالى : }وَقُلْ لِلْمُؤْمِنَاتِ يَغْضُضْنَ مِنْ أَبْصَارِهِنَّ وَيَحْفَظْنَ فُرُوجَهُنَّ وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا مَا ظَهَرَ مِنْهَا { (سورة النور ،من الآية رقم / 31)



    وأرجح الأقوال في المستثني ( ما ظهر منها ) : أنه الوجه والكفان .




    وقد أخبر النبي صلى الله عليه وسلم أن من أهل النار : ] نساء كاسيات عاريات مائلات مميلات رؤوسهن كأسنمـة البخت المائلـة لا يدخلن الجنة ولا يجدن ريحها .....الحديث [ أخرجه مسلم عن أبي هريرة في كتاب ( اللباس والزينة ) باب ( النساء الكاسيات العاريات المائلات المميلات ) حديث رقم ( 2128) ( بشرح النووي 14/ 109) .




    ومعني { كاسيات عاريات} : أن ثيابهن لا تؤدي وظيفة الستر ، فتصف ما تحتها لرقتها ، وشفافيتها ، أو لضيقها .




    3-تغيير خلق الله ببعض أشكال الزينة ، مثل :




    أ-الوصل : والمراد به وصل الشعر بشعر آخر طبيعي أو صناعي ( كالباروكة ) ، ولما فيه من الغش والتزوير من ناحية ، والإسراف والتبذير من ناحية ثانية ، والتبرج والإغراء من ناحية ثالثة ، فقد حرمه الإسلام ، ولعن رسول الله صلى الله عليه وسلم من تفعله .



    فعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ] لعن الله الواصلة والمستوصلة ....الحديث [ أخرجه البخاري في كتاب ( اللباس ) باب ( وصل الشعر ) حديث رقم ( 5933) ( الفتح 10/ 457) .





    وعن سعيد بن المسيب قال : ] قدم معاوية المدينة فخطبنا ، وأخرج كبة من شعر، فقال : ما كنت أري أن أحداً يفعله إلا اليهود ، إن رسول الله صلى الله عليه وسلم بلغه فسماه الزور [ أخرجه مسلم في كتاب ( اللباس والزينة ) باب ( تحريم فعل الواصلة والمستوصلة ) حديث رقم ( 2127) (بشرح النووي 14/ 109) .




    وفي رواية أنه قال لأهل المدينة : ] أين علماؤكم ؟ سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم ينهي عن مثل هذه ويقول : إنما هلكت بنو إسرائيل حين اتخذ هذه نساؤهم [ أخرجه البخاري في كتاب ( اللباس ) باب ( وصل الشعر ) حديث رقم ( 5932) 0 (الفتح 10 / 457).





    ب-الوشم :




    وهو النقش ـ عن طريق الوخز ـ باللون الأزرق .



    ج-النمص :




    وهو إزالة شعر الحاجبين لترفيعهما ، أو تسويتهما أو نحو ذلك .




    د-الفلج : وهو تحديد الأسنان ، وتقصيرها بالمبرد ، ويسمي (الوشر ) .



    وكل هذه الأمور من وسائل الشيطان في إغوائه للناس ، كما بين الحق ـ سبحانه ـ بقوله : : } ولآمرنهم فليغيرن خلق الله { (سورة النساء ، من الآية رقم / 119) وهي محرمة وملعون أهلها .




    عن ابن مسعود رضي الله عنه قال : { لعن الله الواشمات والمستوشمات ، والمتنمصات ، والمتفلجات للحسن ، المغيرات خلق الله ، ما لي لا ألعن من لعنه رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو ملعون في كتاب الله ؟ } أخرجه البخاري في كتاب ( اللباس ) باب ( الموصولة ) حديث رقم ( 5943) ( الفتح 10 / 462) .




    4-التشبه بالرجال في الملبس أو الكلام أو الحركة ....إلخ :



    فعن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال : { لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم المتشبهين من الرجال بالنساء والمتشبهات من النساء بالرجال} أخرجه البخاري في كتاب (اللباس ) باب ( المتشبهون بالنساء ، والمتشبهات بالرجال ) حديث رقم ( 5885) ( الفتح 10 / 408) .




    5-محاولة جذب انتباه الرجال إلي ما خفي من زينتها بالرنين أو العطور أو نحو ذلك :




    قال سبحانه وتعالى : } ولا يضـربن بأرجلـهن ليعلـم ما يخفيـن من زينتهن { (سورة النور ، من الآية رقم /31)







    فقد كانت المرأة في الجاهلية حين تمر بالناس تضرب برجلها ؛ ليسمع قعقعة خلخالها ، فنهي القرآن عن ذلك ؛ لما فيه من إثارة لخيال الرجال ذوي النزعات الشهوانية ، ولدلالته علي نية سيئة لدي المرأة في لفت أنظار الرجال إليها وإلي زينتها .




    ومثل هذا في الحكم ما تستعمله المرأة من ألوان الطيب والعطور ذات الروائح الفائحة ؛ لتستثير الغرائز ، وتجذب إليها انتباه الرجال .



    وفي الحديث : ] والمرأة إذا استعطرت فمرت بالمجلس فهي كذا وكذا ، يعني : زانية [ أخرجه الترمذي في كتاب ( الأدب ) باب ( ما جاء في كراهية خروج المرأة متعطرة ) حديث رقم ( 2786) ( 5/ 99) ، وقال : حديث حسن صحيح .





    وعلي هذا فالتبرج بجميع أشكاله يحرم علي المرأة المسلمة أن تبديه إلا لمن استثناهم الله في كتابه بقوله سبحانه وتعالى : } وَلَا يُبْدِينَ زِينَتَهُنَّ إِلَّا لِبُعُولَتِهِنَّ أَوْ آبَائِهِنَّ أَوْ آبَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ أَبْنَائِهِنَّ أَوْ أَبْنَاء بُعُولَتِهِنَّ أَوْ إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي إِخْوَانِهِنَّ أَوْ بَنِي أَخَوَاتِهِنَّ أَوْ نِسَائِهِنَّ أَوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُنَّ أَوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُوْلِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ أَوِ الطِّفْلِ الَّذِينَ لَمْ يَظْهَرُوا عَلَى عَوْرَاتِ النِّسَاء { (سورة النور ، من الآية رقم /31)








    آثار التبرج :




    لقد حرم الإسلام التبرج ؛ لما له من آثار خطيرة علي المرأة نفسها أولاً ، وعلي الرجل والأسرة والمجتمع كله ثانياً .





    ومن هذه الآثار ما يلي :



    "1-التبرج يغري المرأة بالتمادي في التحلل من قيود الدين والأخلاق ، ووراء ذلك من الفساد ما لا يخفي علي عاقل .




    2-التبرج يصرف المرأة عن واجباتها الزوجية والمنزلية ، ويغريها بالتمرد علي الوظيفة التي هيأها الله لها ، ويحبب لها الخروج من البيت لعرض مفاتنها ، ولا شك أن إهمال الواجبات المنزلية خطر علي مستقبلها ومستقبل زوجها وأولادها ومستقبل الوطن كله .




    3-تبرج المرأة يسئ إلي سمعة أهلها ، ويحقر من شأنهم بين الناس .




    4-تبرج المرأة يؤثر علي كثير من العلاقات الزوجية ، حيث يعجب الرجل بامرأة متبرجة سافرة ، فينفر من زوجته ، وربما طلق زوجته ليتزوج بمن أعجبته .




    5-تبرج المرأة يؤثر علي الرجل ، ويلهيه عن واجباته ومهامه ، حيث إنه يؤثر تضييع وقته في الأماكن التي يشبع فيها غريزته وشهوته ، ولو بمجرد النظر إلي النساء ، وفي ذلك من الخطورة علي مستقبله ومستقبل الوطن ما فيه .




    6-التبرج يفتح الباب للرجل للتخنث ، والفتنة بالتجمل الذي يمسخه إلي امرأة أو قريب منها ، كما يغريه بالخروج علي الآداب ، وعدم الاكتراث بما يوجبه الحياء ، فالألفاظ النابية التي يجذب بها الشاب انتباه فريسته ، والكلمات المـاجنة ، والأغاني المبتذلة ، والاستهانة بالقيم ، ومزاحمة النساء في الأماكن العامة ، وتعمد الاحتكاك بهن بكلام أو بغيره ، والإغراق في التأنق بالعطور والأدهان والسلاسل والزهور والملابس الشفافة والضيقة ....كل هذه المظاهر التي لا تتناسب مع الرجولة دعا إليها سفور المرأة.





    وإذا كانت حيـاة الشباب تبدأ بهذه الأخلاق المرذولة ، فإن سلوكه سيزداد عوجاً ، وسيشيب علي ما شب عليه ، وهنا يكون العفاء علي الرجولة التي هي ذخيرة الوطن كله ، والمجتمع الإنساني كله .





    7-التبرج يرهق ميزانية الأسرة ؛ لأنه يتطلب كماليات من أجل الزينة قد تؤثرها المرأة علي الضروريات .



    8-التبرج يشجع علي الزنا ؛ لكثرة الطرق المؤدية إليه وسهولتها "


    وتفادياً لهذه الآثار وغيرها حرم الإسلام التبرج ، وفرض الحجاب الساتر علي المرأة المسلمة ، قال تعالي : } يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ وَبَنَاتِكَ وَنِسَاء الْمُؤْمِنِينَ يُدْنِينَ عَلَيْهِنَّ مِن جَلَابِيبِهِنَّ ذَلِكَ أَدْنَى أَن يُعْرَفْنَ فَلَا يُؤْذَيْنَ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَّحِيماً { (سورة الأحزاب ، الآية رقم / 59.)





    وغني عن البيان أن التبرج لا تنجم عنه هذه الآثار إلا إذا كان مقروناً بالاختلاط بين الرجال والنساء ، ولذا فإن حركة تحرير المرأة دأبت علي إيجاد الاختلاط في المجتمعات الإسلامية








    ثانياً : الاختلاط :



    لقد حرم الإسلام الاختلاط بين الجنسين ؛ لما ينجم عنه من مفاسد كثيرة في الأخلاق والآداب والسلوك .




    ومن أدلة تحريمه :



    1-قول الله سبحانه وتعالى :وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى { (سورة الأحزاب ، من الآية رقم / 33.)



    فهذه الآية واضحة الدلالة علي منع الاختلاط ؛ لأن الأمر بقرار المرأة في بيتها يمنعها من مزاحمة الرجال ، والاختلاط بهم في أماكنهم ، وفي ذلك وقاية للرجال من شر اختلاط النساء بهم ، ووقاية للنساء من شر اختلاط الرجال بهن .



    وقوله تعالي :} وَلا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الأُولَى{ نهي عن إظهار المرأة محاسنها إذا خرجت لحاجة .





    والآية موجهة إلي أزواج النبي صلى الله عليه وسلم ، ولكنها تعم كل نساء المؤمنين ، يقول ابن كثير ـ رحمه الله ـ : " هذه آداب أمر الله تعالي بها نساء النبي صلى الله عليه وسلم ، ونساء الأمة تبع لهن في ذلك "




    2-عن أسامة بن زيد ـ رضي الله عنهما ـ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال :] ما تركت بعدي فتنة أضر علي الرجال من النساء [ أخرجه البخاري في كتاب ( النكاح ) باب ( ما يتقي من شؤم المرأة ) حديث رقم ( 5096) ( الفتح 9/ 171) .






    فهذا الحديث من أوضح الأحاديث وأظهرها التي تبين منع الاختلاط ؛ لأنه يسبب حدوث الفتنة ، بل أشد فتنة علي الإطلاق .




    غير أنه لا ينبغي أن يفهم من تحريم الاختلاط أن الإسلام يرفض تعليم المرأة أو عملها علي الإطلاق ، كلا ، فالإسلام لا يمنع من تعليم المرأة ما ينفعها ويعينها علي القيام بوظيفتها الأساسية في الحياة ، علي أن يتم ذلك في إطار الضوابط الإسلامية التي لا تسمح لنار الفتنة أن تشتعل ، وما كان لنار الفتنة أن تخمد والفتي ملاصق للفتاة في المؤسسات التعليمية !!!! .





    وكذلك أباح الإسلام العمل للمرأة خارج بيتها إذا كانت هناك ضرورة لذلك ، ومن الضرورات :




    أ-ألا تجد لها عائلاً من زوج أو أب ، أو أخ ، أو ابن .




    ب-حين يحتاج إليها المجتمع في الميادين التي لا يصلح فيها سواها ، مثل : أعمال طب النساء والتوليد ، وتعليم البنات ، وغير ذلك مما يناسب طبيعة المرأة .




    ولكن عملها خارج بيتها مشروط بشرط أساسي ، وهو أن تعمل في ظروف تسمح لها بحفظ كرامتها بعيداً عن مزاحمة الرجال ، والاختلاط بهم .




    فإذا خرجت المرأة من بيتها ـ لأي غرض ـ وخالطت الرجال بلا ضوابط كانت الطامة الكبرى التي تنهار بسببها المجتمعات .




    و" من المعلوم تاريخياً أن من أكبر أسباب انهيار الحضارة اليونانية تبرج المرأة ومخالطتها للرجال ، ومبـالغتها في الزينـة والاختلاط ، ومثل ذلك حصل تماماً للرومانيين ."




    وإلي نفس المصير تسير الحضارة الغربية ـ سليلة الحضارتين : اليونانية ، والرومانية ـ بعد أن خرجت المرأة إلي العمل ، وخالطت الرجال ، وذابت الحدود بين الجنسين ، وبرزت آثار الاختلاط المدمرة ، مما حدا بعقلاء الغرب إلي تحذير قومهم من مغبة الاختلاط !




    ومن خلال التجارب المتكررة أيقن أعداء الإسلام أن اختلاط الجنسين في مختلف مجالات الحياة من أهم أسباب انهيار المجتمعات ، وانحرافها عن فضائل السلوك ؛ لذا فقد أخذ غزاة الفكر ـ وخاصة من يتزعمون منهم حركة تحرير المرأة ـ يزينون الاختلاط للمسلمين ، ويصطنعون له المبررات الخادعة ، مثل قولهم : " إن الاختلاط يهذب الغريزة الجنسية ، ويقي الإنسان من أضرار الكبت الجنسي ، وهي حجة داحضة ؛ لأن العلم اثبت أن الاختلاط لا يخلو من أحد أمرين :



    إما أن يشيع (البرود الجنسي بين الجنسين ) وهذا بدوره يؤدي إلي نتيجة أخري ، وهي انتشار الشذوذ ، وهذا ما حدث للحضارة الغربية .




    وإما أن يؤجج سعار الجنس ويزيد لهيبه ."




    يقول الشيخ / سيد قطب –رحمه الله-: " لقد آن أن تراجع البشرية تلك النظريات الخيالية الخاوية التي كانت تقول : إن الاختلاط تصريف جزئي ملطف نظيف ، وإن التجربة تقود إلي الاختيار ، وإن الاختيار طريق الاستقرار .




    إنها نظريات تبدو منطقية ، ولكن التجربة الواقعية التي بلغت في أمريكا ـ بالذات ـ غايتها كفيلة بأن تسخر من هذا المنطق الظاهري البراق ! فلم يؤد الاختلاط إلي تصريف نظيف ، إنما أدي إلي بهيمية كاملة تطيع النزوات الجسدية وتلبيها بلا حد ولا قيد !!




    إن التجربة الأمريكية في هذا المجال لتجبه آراء فرويد وأمثاله بالتكذيب ، إنها لتصرخ في وجه من يريد أن يسمع بأن الاختلاط الدائم مدعاة إلي تهيج دائم ، إما أن ينتهي إلي ذروته وغايته فينطفئ مؤقتاً ريثما يعود إلي الاشتعال ، وإما أن لا ينتهي إلي هذه الغاية العملية المادية ، فيؤدي إلي الضغط العصبي وما وراءه من أمراض ".




    وأخذت وسائل الإعلام ـ المسخرة للأعداء ـ تهون من أمر الاختلاط ، وأخذ الكتاب المحسوبون علي الإسلام يبثون سمومهم حول هذا الموضوع .




    وبالفعل أخذت هذه الدعوة الآثمة المغرضة سبيلها إلي التنفيذ في أغلب بلاد المسلمين ،" وسري داء الاختلاط العام بين الجنسين في مختلف مجالات الحياة : في التعليم ، وفي العمل ، وفي المواصلات ، وفي مجتمعات الأسر ، وفي وسائل الترفيه ، وفي المسابح العامة ، وفي نوادي التسلية والفن والثقافة والرياضة ، ورافق الفن والرياضة والسباحة العري الكامل أو شبهه ، وسري داء التهتك إلي مختلف المجامع ، وتسابق النساء في اتخاذ وسائل الإغراء ، وأخذت تنهار مقاومات الأفراد والجماعات ، وأمست جاهليات كثيرة متطرفة أموراً واقعة مألوفة غير مستنكرة ." ونجمت عن ذلك آثار خطيرة .





    ومن أخطر الآثار الناجمة عن انتشار التبرج والاختلاط ، فقدان الغيرة علي الأعراض ، وهو موضوع الفقرة التالية إن شاء الله تعالي



    التعديل الأخير تم بواسطة Iris ; 06-11-2009 الساعة 02:29 PM
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

  9. #9
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    رد: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم.

    ثالثاً : فقدان الغيرة علي الأعراض ( الدياثة )



    لقد أصابت الحياة المادية مشاعر الغيرة عند الغربيين في مقتلها فتبلدت ـ إن لم تكن قد ماتت بالفعل ـ فأصبح الرجل ديُّوثاً لا يغار علي عرضه .




    والدياثة مرحلة متطورة عن مرحلة الخيانة الزوجية التي تتم سراً ، والتي أصابت وَصْمتُها جبين المجتمعـات الغربية ، ولم ينـج من أوحالهــا حتى الرؤساء وعليـة القوم .!!"




    أما الدياثة فهي خيانة تحت الأضواء ، ويقبلها الفرد دون أدني امتعاض ، بل إنه يشجع علي ذلك ، وهي دياثة متبادلة ، فكلا الزوجين يترك لصاحبه الحبل علي الغارب يفعل ما يتراءي له في الخلوة والجلوة .




    وإن الرجل الديوث أصبح يوصف بالتقدم ، والتحضر ، وسعة الأفق ، ففي رواية لها تذكر " جورج صاند " صفة الزوج الذي كان أمثل نموذج عندها للزوجية ، وذلك أن امرأة بطل الرواية ( جاك ) تتعلق بأجنبي ، وترتمي في حضنه ، فلا يبغضها عليه الزوج السمح الواسع الظرف ، ولا ينفر منها ، ويبين السبب في عدم نفوره منها بقوله :" إن الزهرة التي تتفاوح لأحد غيري ، وتمتعه برَيَّاها ( رائحتها الطيبة ) ، مالي أدلكها بيدي أو أطأها تحت قدمي ."




    وأما الرجل الذي تأخذه بعض الغيرة فإنه يوصم بالتخلف والرجعية ، وليس أدل علي ذلك مما أذاعته إحدى وكالات الأنباء العالمية البريطانية في 16/ 12/ 1969م ، وقد ذكرت تحت عنوان :" قاض يلوم الزوج لأنه دافع عن شرفه " ما نصه :" حكم أحد القضاة بوضع ( دافيد بنيت ) وعمره ( 25سنة ) تحت المراقبة ثلاث سنوات ، لأنه طعن ( روبرت سمارت ) عندما اكتشف أنه علي علاقة بزوجته ، ولكن القاضي لام الزوج قائلاً : " يجب أن تعتاد هذه الأفكار العصرية ، إن مشكلتك هي أنك عتيق الفكر ، لم يعجبك أن زوجتك ضبطت متلبِّسة بالزنا مع واحد من أفضل أصدقائك ، إنك تعيش في عام 1969م "





    فهل يا ترى بأي شئ كان سيحكم القاضي علي هذا الرجل ( عتيق الفكر !!) إذا كان في عام 2000م ، وما فيه من حرّيات ؟!





    وقد بلغت الدياثة في بلاد الغرب إلي حد تبادل الزوجات برضا تام من الأزواج ، فقد أنشئ في أمريكا أحد النوادي لتبادل الزوجات ، وقد أعلن مكتب النائب العام بمناسبة قيام هذا النادي بنشاطه أن تبادل الزوجات ليس خروجاً علي القانون ، ولا مخالفاً لمادة من مواد قانون العقوبات في ولاية كاليفورنيا "




    إلي هذا الحد وصلت الدياثة في بلاد الحضارة العالمية !!!




    وللأسف الشديد ، فإنه عندما ركبت المرأة المسلمة موجة تحرير المرأة ، وخرجت من بيتها متبرجة مخالطة الرجال في كل موقع ، وقامت وسائل الإعلام ـ المسخرة لأعداء الإسلام ـ بدورها حيث أظهرت تلك المخالفات بصورة المباحات التي لا يعارضها إلا الرجعيون المتخلفون !





    عندما حدث ذلك ، أصيب بعض الرجال المسلمين " بفقدان الغيرة والحساسية بقيمة الأخلاق وقيم الرجولة .





    فقد كان الرجل المسلم أشد حرصاً علي صيانة نسائه وأعراضهن وشرفهن وحفظ عفافهن وطهرهن ، من أن يصاب بخدش أو بطعن ، أو يُمس بخبث أو دنس ، أو يلحق بأذى أو ضر ، فقد كانت غيرته أصلاً في تدينه ، ودليلاً علي عظم كرامة المرأة عنده .... فأصبحنا وقد تبلدت هذه الحساسية ، وقتلت هذه الغيرة فينا بفعل مخططات الانحلال اليهودي الصليبي ." ،وتتجلى تلك الدياثة في مظاهر كثيرة ، منها :




    1-أصبحنا نري الرجل ـ المحسوب علي الإسلام تعداداً ـ يقدم زوجته لزملائه من الرجال ، فيدعونها بدورهم للمراقصة أو المخادنة ، ولا تستطيع أن ترفض ، وإلا حُذِف اسمها من قائمة " سيدات المجتمع " .




    2-أصبحنا نقرأ في الصحف عن رجال يتكسبون بأعراض زوجاتهم ، وقد نشرت جريدة " الديمقراطية " بتاريخ 10/ 10/ 1998م صـ 9. فضيحة رجل يقدم زوجاته الثلاثة إلي الرجال .




    3-صار الرجل يسمح لابنته أو زوجته أن تذهب إلي "الكوافير " ليخلو بها رجل أجنبي ، ويعبث بشعرها ووجهها .




    4- صار الرجل يسمح لابنته أو زوجته أن تذهب إلي حمامات البخار ، وصالات التخسيس والتجميل ليقوم رجل بتدليك جسدها .





    5-صار الرجل يسمح لابنته أو زوجته أن تذهب إلي الطبيب بدون محرم ، وكثيراً ما سمعنا عن اعتداءات الأطباء علي المريضات .




    6-أصبح الأب يترك الحبل علي الغارب لابنته ، تغدو وتروح مع خطيبها بعيداً عن الرقابة الأسرية ، وفي كثير من الأحيان تحدث ـ كما في بلاد الغرب ـ التجربة الجنسية قبل الزواج ، وتكون العاقبة أن يزهد الخطيب في مخطوبته .



    وهل يفكر عاقل في أن يرتبط بامرأة تسلم نفسها له وقتما يريد ؟!!




    7-صار الرجل يشتري لزوجته وابنته الملابس الفاتنة المظهرة للعورات ، ولا يبالي بأن يكن كاسيات عاريات .




    8-صار الأب لا يبالي أن يري ابنته تصاحب الشباب بحجة الزمالة في الجامعة ومعاهد التعليم ، أو العمل ، أو نوادي الرياضة ، أو علي الشواطئ .




    9-أصبح الأب لا يبالي أن تذهب ابنته في وقت متـأخر إلي بيت مدرس خصوصي ، وكثيراً ما سمعنا عن فواحش نجمت عن هذا .




    10-صار الأب يصطحب زوجته وأولاده إلي السينما يشاهدون مناظر الفجور والزنا تعرض عليهم خطوة خطوة ، وهو يتكدس بجانبهم كومة من اللحم البارد لا يحركه شعور ولا تهزه غيرة ولا نخوة ، بل أصبح الرجل يجلب إلي بيته الأفلام الداعرة ، فيراها أولاده ويفتنون بها .





    هذه بعض مظاهر الدياثة التي أصابت ضعاف الإيمان من الرجال في الأسرة المسلمة كنتيجة من نتائج حركة تحرير المرأة .







    كيفية مقاومة آثار حركة تحرير المرأة :



    1-نشر الوعي الديني ، وتبصير الناس بخطورة الاندفاع في هذا التيار الشديد .




    2-تقوية جبهة المعارضة والمقاومة للمنكر ، وذلك بقيام كل فرد بواجبه في هذا المجال بقدر استطاعته ، علي أن يبدأ بنفسه قبل أن يدعو غيره .




    3-سن قانون يحمي الأخلاق والآداب ، ومعاقبة من يخرج عليه بشدة وحزم .




    4-منع وسائل الإعلام من تمجيد أهل التبرج والسفور ، وفي نفس الوقت تعمل علي الإشادة بالفضيلة والحشمة والصيانة والتستر .




    5-اختيار ملابس مناسبة ، وتكليف كل من يشتغل بعمل رسمي بارتدائها .




    6-العمل علي الفصل بين الجنسين في المؤسسات التعليمية ، والمواصلات ، ومكاتب العمل ، والنوادي ، وتخصيص شواطئ للنساء .....إلخ .





    7-العمل علي شغل أوقات الفراغ حتى لا يبقي متسع من الوقت لمثل هذا العبث.
    التعديل الأخير تم بواسطة Iris ; 06-11-2009 الساعة 02:31 PM
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

  10. #10
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    رد: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم.

    ۞الآثار الاجتماعية لخروج المرأة إلى العمل۞




    لقد خرجت المرأة المسلمة من بيتها لتشارك الرجل وتزاحمه في ميادين الأعمال العامة ، لمحض تقليد المرأة الأوربية والتشبه بها ، وعن جهل منها بأنها ضحية الخطة اليهودية التي سبقت إلي تدمير المرأة والأسرة في الغرب منذ الثورة الصناعية .



    ونتيجة لخروج المرأة إلى العمل أصيبت الأسرة المسلمة ـ كما أصيبت الأسرة في الغرب ـ بآثار اجتماعية خطيرة ، أصدها فيما يلي :








    أولاً : أثر عمل المرأة علي العلاقة الزوجية :



    1-زلزلة القوامة الأسرية :



    يقول الحق تعالي :} الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاءِ بِمَا فَضَّلَ اللَّهُ بَعْضَهُمْ عَلَىٰ بَعْضٍ وَبِمَا أَنْفَقُوا مِنْ أَمْوَالِهِمْ { (سورة النساء ، من الآية رقم / 34.)





    إن القوامة في الأسرة " جعلها الله للرجل بنص القرآن ؛ لأمرين :





    أ-ما فضله الله به من التبصر في العواقب ، والنظر في الأمور بعقلانية أكثر من المرأة التي جهزها بجهاز عاطفي دفاق من أجل الأمومة .




    ب-أن الرجل هو الذي ينفق الكثير علي تأسيس الأسرة ، فلو انهدمت ستنهدم علي أم رأسه ، لهذا سيفكر ألف مرة قبل أن يتخذ قرار تفكيكها ."





    والقوامة ـ في حقيقتها ـ ليست قهراً ولا استعباداً للمرأة ، وإنما هي مسئولية قيادة ، وليست تشريفاً ، بل هي تكليف .




    لكن الرجل الغربي أخطأ فهم هذه الحقيقة ، فعامل المرأة معاملة لا تتناسب مع آدميتها ، وتعتبر هذه المعاملة انعكاساً لرواسب ممتدة الجذور عن صورة المرأة كمصدر للخطيئة والإثم ، فتكونت ـ من جراء ذلك الجفاء ـ في نفس المرأة قنبلة تمرُّد موقوتة ، انفجرت بشدة ـ تتناسب مع شدة الضغط عليها ـ عندما واتتها الفرصة التي كانت تتحينها ، هذه الفرصة تتمثل في الثورة الصناعية التي أخرجت المرأة من عُشها إلي واقع الحياة المدنية ، مما أتاح لها استقلالاً اقتصادياً شد من أزرها ، وقوّي شوكتها ، وأعطاها قوة حطمت بها الأغلال التي طالما كُبِّلت بها ، ولكنها بعد أن فكت وثاقها ، انطلقت في طريق الحرية والإباحية كفرس بلا لجام ، وكما يقال :{ الحرية المطلقة مفسدة مطلقة }.




    حملت المرأة لواء النضال ، رافعة شعار الحرية ، منادية بالمساواة التامة مع الرجل متمردة علي خدمة زوجها وأولادها ، رافضة لقوامة الرجل عليها .



    والسؤال : هل تحققت السعادة للمرأة الغربية من وراء كل هذا ؟




    الواقع يؤكد أنها لم تنل السعادة ، بل خسرت نفسها وبيتها ، يبين هذا فضيلة الشيخ / محمد قطب ، فيقول :" إن الثورة الصناعية شغلت النساء والأطفال ، فحطمت روابط الأسرة ، وحلت كيانها ، ولكن المرأة هي التي دفعت أفدح الثمن من جهدها وكرامتها ، وحاجاتها النفسية والمادية ، فقد نكل الرجل عن إعالتها من ناحية ، وفرض عليها أن تعمل لتعول نفسها حتى لو كانت زوجة وأماً !!




    واستغلتها المصانع أسوأ استغلال من ناحية أخري ، فشغلتها ساعات طويلة من العمل ، وأعطتها أجراً أقل من الرجــل الذي يقــوم معها بنفس العمل في نفس المصنع .




    وفي نفس الشَرَك وقعت المرأة المسلمة التي أسلمت قيادها لأعدائها الذين رفعوا شعار { تحرير المرأة } !! ومرادهم ـ في الحقيقة ـ تدمير المرأة .




    وفي كثير من المؤتمرات النسائية طولب بإلغاء قوامة الرجل علي المرأة ، وفي سبيل تحقيق ذلك كانت الدعوة الملحة لخروج المرأة إلي العمل لتستقل استقلالاً اقتصادياً ، يجعلها قادرة علي عدم الارتباط بالرجل أباً كــان أو زوجـاً أو أخاً ارتباط نفقة وكفالة . بالإضافة إلي أن الاستقلال الاقتصادي للمرأة يفتح لها باب التحرر علي مصراعيه بلا حدود ولا ضوابط ، فيحقق لها حرية الزواج بلا ولي إن رغبت في الزواج ، وحرية الصداقة إن آثرت علاقة الصداقة علي الزواج ، كما يحقق لها حرية السكني والعيش بعيداً عن نطاق الأسرة ونطاق العادات والتقاليد التي تحد من حريتها !!!




    والدليل علي ذلك ما كتبته { نوال السعدي } الكاتبة الماركسية في كتيب لها بعنوان ( قضية المرأة المصرية السياسية والجنسية ) حيث صورت العلاقة بين الجنسين علي أنها قضية بين خصمين متنافرين ، وانتهت في رؤيتها المريضة لعلاقة الود والرحمة بين الرجل والمرأة ( أماً وأختاً وزوجة ) إلي أنها علاقة اضطهاد وعبودية .




    وكان مما قالته :" لا شك أن أول خطوة لتحرير المرأة هي أن تكون منتجة وعاملة في المجتمع بشرط أن تنال عن عملها أجراً ولا تعمل بغير أجر



    إن الاستقلال الاقتصادي هو أول خطوات المرأة للتحرير ؛ لأن استقلال المرأة اقتصادياً عن زوجها سوف يعطيها الفرصة والقوة أن ترفض إذلاله لها ، وسوف يمكنها من الاعتماد علي نفسها إذا طلقها أو هددها بالطلاق ، فالمرأة في حاجة إلي استقلال اجتماعي عن الرجل ، بحيث يمكن أن تعيش وحدها بغير رجل إذا لزم الأمر ذلك ، وهي في حاجة إلي استقلال نفسي بحيث تتغلب علي الأزمات التي تواجهها من الرجل بسبب خروجها عن وصايته وطاعته ، وهي في حاجة إلي استقلال الشخصية وثقة بالنفس ؛ لتواجه المجتمع بسبب خروجها عن النمط التقليدي لمفهوم الأنثى .




    ورغم هذه الحملة الشعواء التي ترفض فيها المرأة قوامة الرجل عليها ، فالواقع يؤكد أن المرأة بطبيعتها لا تحترم الرجل الذي تسيره هي فيخضع لرغباتها ، بل تحتقره بفطرتها ، ولا تقيم له أي اعتبار .!!




    ولكن شياطين الإنس زينوا لها أن تتمرد علي زوجها ، حتى ضعفت قوامة الرجل علي المرأة العاملة في كثير من الأسر المسلمة ، وأصيبت العلاقات الزوجية بالتوتر والاضطراب ، وأصبحت مهددة بالانهيار في أي لحظة ، ولأتفه الأسباب .






    2-كثرة الخلافات الزوجية :



    وتنشب هذه الخلافات الزوجية بسبب :



    أ-أن المرأة العاملة ـ أحيانا ـ تتعالى علي زوجها ، وتشعره بعدم حاجتها إليه .



    ب-أن المرأة العاملة ـ غالباً ـ تهمل شئون زوجها وأولادها .



    ج-أن المرأة العاملة ـ أحياناً ـ لا تعدم في عملها صديقاً تبث إليه شكواها ، وتفضي إليه بسرها ونجواها ، فيتظاهر الخبيث بما ليس فيه من حميد الخلال ، ويدعي لنفسه أنه نموذج ومثال ، ويرسم الأحلام والآمال ، فيحدث ما لا تحمد عقباه ، وما تعم علي الأسرة بلواه.




    وقد يتطور الشقاق إلي الطلاق والفراق ، وعندئذ يفقد المجتمع أساسه الأصيل ، وهو الأسرة كوحدة اجتماعية صلبة ، وإذا ما فقد المجتمع قوة الأسرة كان عرضة للفوضى والضياع .







    ثانياً : أثر عمل المرأة علي الأبناء اجتماعياً :



    إن العلاقة بين الآباء والأبناء في المجتمعات الغربية الحديثة يمكن تلخيصها في كلمة واحدة هي { اللاعلاقة } ، وهذه حقيقة لا مبالغة فيها ، فالصلة مفقودة بين الابن وأبويه داخل الأسرة ، بسبب خروج الأبوين معاً للعمل ، وهو ما أطلق عليه بعض الكاتبين عنوان :" أطفال بلا أسر " " حيث يودع الأطفال في دور الحضانة والمدارس الداخلية ، ويحرمون من التربية الوالدية ، والإشراف الفطري للأبوين ، ولا يلتقون بآبائهم إلا في المواسم والأعياد ، فتهتز شخصياتهم منذ البداية ، ويصابون بأمراض نفسية تترتب عليها نتائج غاية في الخطورة ، مثل عدم احترام الآباء ، والهروب من البيت ، والسقوط في بؤرة الإدمان ، واقتحام عالم الجريمة والعنف ، والإقدام علي الانتحار .




    وبمثل هذه الآثار الاجتماعية أصيبت علاقة الآباء بالأبناء داخل الأسرة المسلمة ، بعد أن خرجت المرأة إلي العمل ، وتركت بيتها ، وأهملت أولادها .



    وأزيد هذا الأمر وضوحاً كما يلي :



    1-إهمال الآباء للأبناء :



    يقول الشيخ / سيد قطب :" ولكي يهيئ الإسلام للبيت جوه ، ويهيئ للفراخ الناشئة فيه رعايتها ، أوجب علي الرجل النفقة وجعلها فريضة ، كي يتاح للأم من الجهد ومن الوقت ومن هدوء البال ما تشرف به علي هذه الفراخ الزغب ، وما تهيئ به للمثابة نظامها وعطرها وبشاشتها ، فالأم المكدودة بالعمل للكسب ، المرهقة بمقتضيات العمل المقيدة بمواعيده ، المشتتة الطاقة فيه ، لا يمكن أن تهب للبيت جوه وعطره ، ولا يمكن أن تمنح الطفولة النابتة فيه حقها ورعايتها ، وبيوت الموظفات والعاملات ما تزيد علي جو الفنادق والخانات.




    إن خروج المرأة لتعمل كارثة علي البيت قد تبيحها الضرورة ، أما أن يتطوع بها الناس وهم قادرون علي اجتنابها ، فتلك هي اللعنة التي تصيب الأرواح والضمائر والعقول في عصور الانتكاس والشرود والضلال .



    فخروج الأبوين للعمل وإهمال الأبناء يؤدي بهم إلي نفس مصير الأبناء في الأسرة الغربية .








    2-جحود الأبناء للآباء :



    وسبب هذا الجحود :




    أ-أنه كما تخلي الآباء عن الأبناء وقت حاجتهم إليهم تربية وتوجيهاً ، كذلك تخلي الأبناء عن الآباء عندما أصابهم الهرم ، ووهنت قواهم ، وأصبحوا بحاجة إلي المساندة العاطفية والمادية ، فلم يَرْو الآباء شجرة الأبناء بماء العطف والرعاية ، فخرجت الثمرة مُرة لا خير فيها .




    ولا أدل علي ذلك من انتشـار دور المسنين أو مؤسسات العجزة في بلاد المسلمين ، حيث يلقي الولد والده في إحداها ، وتمر الأيام والأسابيع والشهور دون أن يراه أو يسأل عنه !!!




    وكثير من أبناء المسلمين لا يرون آبائهم إلا في المناسبات والأعياد ، وربما يكتفي الولد بالاتصال هاتفياً ، أو إرسال هدية عن طريق البريد !!!





    ب-أن المرأة العاملة التي تتعالى علي زوجها ، وترفض أن تكون مطيعة له ، تعطي مثالاً للتمرد في الأسرة ، وسيقلدها الأبناء في عدم إطاعة القواعد عندما لا تكون علي هواهم ، " خاصة وأن القـوي المعادية للإسلام ـ والتي تعمل علي هدم المجتمع الإسلامي ـ تحاول ضرب موقع الأب ، والتحريض عليه عن طريق وسائل الإعلام والفكر المسموم بوصفه عدواً للزوجة والأبناء ، وتصويره في صورة المالك المستبد لكي لا يستجيب أحد من أفراد الأسرة إلي توجيهاته ، خصوصاً فيما يتعلق بمستقبلهم ، ولكي تشيع روح الاحتقار ، والازدراء به والسخرية منه عن طريق إظهاره في صورة الشخص الرجعي المتخلف في مفاهيمه وتوجيهاته ، ليعلن الجميع العصيان والتمرد عليها ، وتكون النتيجة انهيار الأسرة وتفككها .




    وبالفعل ساد الجفاء والتبجح علاقة الأبناء بآبائهم ، داخل الأسرة المسلمة لدرجة قد تصل إلي الضرب أو القتل ، كما هو الحال في الأسرة الغربية .




    هذا وتوجد آثار اجتماعية أخري أصابت الأسرة المسلمة بسبب التقليد الأعمي للغرب ، ومن هذه الآثار ما يلي :




    أولاً : تغيير نسب المرأة بعد زواجها :



    " يقرر الإسلام أن نسب المرأة لا يناله تغيير ما بعد زواجها ، فتظل المرأة المسلمة بعد زواجها محتفظة باسمها واسم أسرتها ، وبنسبها الأصلي ، ولا تحمل اسم زوجها مهما كانت مكانة هذا الزوج .




    فزوجات الرسول صلى الله عليه وسلم أنفسهن كن يسمين بأسمائهن وأسماء آبائهن ، وينتمين إلي عشائرهن الأصلية ، فكان يقال :عائشة بنت أبي بكر ، وكانت تنسب إلي (تيم) عشيرة أبيها ، وحفصة بنت عمر ، وكانت تنسب كذلك إلي ( عدي) رهط عمر 000وما كن يحملن اسم زوجهن ، مع أنهن كن زوجات لخير خلق الله .




    ويظهر سمو هذا التشريع ومدي حمايته للأنساب بالموازنة بينه وبين كثير من الشرائع التي تهدر نسب المرأة بعد زواجها ، فتجردها من اسمها واسم أسرتها ، وتحملها اسم زوجها واسم أسرته .




    وعلي هذا النظام سار كثير من الأمم في العصور القديمة ، وبخاصة اليونان والرومان ، ولا تزال الأمم الغربية تسير علي هذا النظام الجائر إلي الوقت الحاضر .




    وفقدان المرأة المتزوجة اسمها ، وحملها لاسم زوجها ، كل ذلك يرمز إلي فقدان الشخصية المدنية للزوجة ، واندماجها في شخصية الزوج .




    ومن أجل هذا :" نظمت وزيرات المرأة والأسرة في الحكومات الألمانية الإقليمية عام 1991م مؤتمراً نسائياً حاشداً ، والذي كان بمثابة مظاهرة نسائية رسمية ضخمة استهدفت تأكيد دور المرأة في المجتمع الألماني ، وقد طالبت النساء في المؤتمر بالحقوق التي تتمتع بها المرأة المسلمة منذ أكثر من ألف وأربعمائة عام ، وخاصة بالنسبة لاحتفاظ المرأة الألمانية باسم والدها بدلاً من إجبارها علي حمل اسم زوجها ، وحيَّت النساء المحتشدات قرار المحكمة الدستورية في ألمانيا ( الاتحادية ) الذي أقرت فيه بعدم حتمية قيام المرأة بحمل اسم زوجها ، وأن لها الحق في الاحتفاظ باسم والدها إن أرادت .




    " ومن الغريب أن الكثير من سيداتنا يحاولن أن يتشبهن بالغربيات ـ حتى في هذا النظام الجائر ـ ويرتضين لأنفسهن هذه المنزلة الوضيعة ، فتسمي الواحدة منهن نفسها باسم زوجها ، أو تتبع اسمها باسم زوجها وأسرته بدلاً من أن تتبعه باسم أبيها وأسرتها ، كما هو النظام الإسلامي ، وهذا هو أقصي ما يمكن أن تصل إليه المحاكاة العمياء !.




    وأغرب من هذا كله أن اللاتي يحاكين هذه المحاكاة هن المطالبات بحقوق النساء ، ومساواتهن بالرجال ، ولا يدرين أنهن بتصرفهن هذا يفرطن في أهم حـق منحه الإسلام لهن ، ورفع به شأنهن وسواهن فيه بالرجال .




    وهذه العادة ـ حمل المرأة لاسم زوجها وترك اسم أبيها وأسرتها ـ لا يرتضيها من يحترم نفسه وأهله وأسرته ، ويحب أن يكون لأمته كيان حضاري متميز تعرف به من بين غيرها من الأمم .




    ولا يخفي أن في ترك المرأة اسمها ونسبها الأصيل بعد زواجها إهدار لحق الأب الذي أنجب وربي ، وبالتالي يكون ذلك سبباً في قطيعة الرحم ، وانتشار البغض بين العائلتين .




    ومما تجدر الإشارة إليه أن هذا التقليد الأعمى لا ينتشر إلا في الطبقات الراقية مادياً ، التي تظن أن في تقليدها للحياة الغربية زيادة شرف لها ، بينما يكاد يكون هذا الأمر معدوماً ، في الطبقات المتوسطة والفقيرة التي تشغلها متطلبات الحياة عن مثل هذه الأمور .









    ثانياً : التسمية بأسماء أعجمية :



    فبدلاً من تسمية الولد باسم حسن ، أصبح كثير من الآباء والأمهات يسمون أولادهم بأسماء أجنبية أو أسماء خليعة ؛ مما يسبب للولد حرجاً اجتماعياً طول حياته.








    ثالثاً : اقتناء الكلاب من غير حاجة شرعية :



    أصبح بعض المسلمين يقتنون في بيوتهم الكلاب من غير ضرورة تقليداً للغربيين ، ومن باب الوجاهة الاجتماعية !!! رغم ورود النهي عن ذلك .




    فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :]من أمسك كلباً فإنه ينقص من عمله كل يوم قيراط ، إلا كلب حرث أو ماشية [ أخرجه مسلم في كتاب ( المساقاة ) باب ( الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه وتحريم اقتنائها إلا لصيد أو زرع أو ماشية أو نحو ذلك ) حديث رقم ( 1575) (بشرح النووي 10/ 240).




    وفي حديث ابن عمر ـ رضي الله عنهما ـ قال : قال رسول اللهصلى الله عليه وسلم :]أيما أهل دار اتخذوا كلباً إلا كلب ماشية أو كلب صائد نقص من عملهم كل يوم قيراطان [ أخرجه مسلم في كتاب ( المساقاة ) باب ( الأمر بقتل الكلاب وبيان نسخه وتحريم اقتنائها إلا لصيد أو زرع أو ماشية أو نحو ذلك ) حديث رقم ( 1574) (بشرح النووي 10/ 239).





    وإن البيوت التي تمرح فيها الكلاب ، وتقر لا تتشرف بدخول الملائكة ، فعن أبي طلحة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال :]لا تدخـل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة [ أخرجه مسلم في كتاب ( اللباس والزينة ) باب ( لا تدخل الملائكة بيتاً فيه كلب ولا صورة ) حديث رقم ( 2106) (بشرح النووي 14/ 84).





    ولا شك أن اقتناء الكلاب يورث الميوعة والانغماس في اللهو ، والابتعاد عن معالي الأمور ، بالإضافة إلي النفقات الكثيرة التي تذهب علي شراء الكلب وأكله وتطبيبه ورعايته .....إلخ .









    رابعاً : الأكل بالشمال دون اليمين :




    أصبح من المسلمين من يتناول طعامه بشماله ، لأنه يمسك بالسكين في يمينه ، ويمسك بالشوكة في شماله ، وهي عادة غربية لا يقرها الإسلام لما فيها من التشبه بالكفار والشيطان .



    عن جابر رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :]لا تأكلوا بالشمال فإن الشيطان يأكل بالشمال [ أخرجه مسلم في كتاب ( الأشربة ) باب ( آداب الطعام والشراب وأحكامهما ) حديث رقم ( 2019) بشرح النووي 13/ 191.







    خامساً : ترك تحية الإسلام واستبدال غيرها بها :



    " أصبح كثير من المسلمين لا يستخدمون تحية الإسلام ، وهي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته والتي يحيي بها المسلم أخاه المسلم إذا لقيه في ساعة من ليل أو نهار .




    واستبدلوا بها غيرها من عادات غربية وافدة ، مثل صباح الخير ، أو مساء الخير ، ونحو هذا من العبارات ، حتى أمست تحية الإسلام بنهم غريبة ضائعة ، بل إن البعض ينطق مثل تلك العبارات " صباح الخير " أو " مساء الخير " بغير اللغة العربية ، تقليداً لما يشاهده أو يقرؤه في وسائل الإعلام وغيرها .







    سادساً : أعياد الميلاد :



    "ومن العادات الغربية التي وجدت لها مكاناً في نفوس الكثير من المسلمين علي اختلافهم ما يسمي بأعياد الميلاد ، حيث تقضي هذه العادة بأن يحتفل الشخص بيوم ميلاده من كل عام علي أنه عيد، فيجتمع الأهل والأصدقاء ، ويقدمون التهاني ، ويتبادلون الهدايا ، وبعضهم يقيم حفلات راقصة صاخبة بهذه المناسبة ، وكل علي حسب قدرته ووضعه .




    وغير خاف أن هذا ليس من هدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا من سنن الإسلام وآدابه ، وإنما هي عادة وافدة علينا ، وكان الأولي أن يجلس الإنسان مع نفسه يوم ميلاده جلسة حساب ومراجعة لما قدمت يداه من عمل ، فيحمد الله علي ما وفق إليه من عمل صالح ، ويتوب إلي ربه مما اقترفت يداه من عمل سئ ، ويجدد العهد والعزم علي أن يراه الله حيث أمره ، وأن يفتقده حيث نهاه .








    أقول : تلك هي بعض الآثار الاجتماعية التي أصابت الأسرة المسلمة من جراء حملات الغزو الفكري المتنوعة .
    التعديل الأخير تم بواسطة Iris ; 06-11-2009 الساعة 02:32 PM
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

  11. #11
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    رد: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم.

    ۞ الآثار الصحية والنفسية لخروج المرأة إلى العمل ۞




    لقد استجابت المرأة المسلمة ( أماً وزوجة ) لدعاة خروج المرأة إلى العمل زاعمين أن بقاءها في البيت " انتقاص لحقوقها ، وقتل لشخصيتها ، واعتداء علي كيانها .




    فكانت النتيجة ظهور آثار سلبية لا حصر لها علي المرأة العاملة وأسرتها المسلمة .




    وفي هذا المقام أذكر أهم الآثار الصحية والنفسية التي ترتبت علي خروج المرأة إلي العمل .




    ويمكن تناول هذه الآثار من جانبين :



    الجانب الأول : الآثار الصحية والنفسية على المرأة العاملة.





    أولاً : الآثار الصحية :



    1-ارتفاع نسبة الاضطرابات في الدورة الدموية في الأطراف السفلي :




    " أجريت دراسة فرنسية نشرت في ستوكهولم شملت ( 1832) امرأة يعملن في قطاعات مهنية تستدعي الوقوف وقتاً طويلاً ، وهي غرف العمليات الجراحية ، ومحلات تنظيف الثياب ، والحضانات ، والمكاتب ، وقد أظهرت هذه الدراسة ارتفاع نسبة الاضطرابات في الدورة الدموية في الأطراف السفلي لدي جميع هذه الفئات ، وبلغت نسبة المصابات( 84% )لدى العاملات في غرف العمليات الجراحية ،( 71% )لدي العاملات في المكاتب ، وهي فئة يمكن اعتبارها للوهلة الأولي غير معرضة للخطر ."






    2-العمل الشاق يعرض المرأة لأمراض القلب :



    يقول الدكتور / أحمد مصطفي عيسي ـ أستاذ أمراض القلب بجامعة الأزهرـ : " في الخمسينيات كانت إصابة القلب مقصورة علي الرجال من تصلب الشرايين ، وإصابات الذبحة ، أما المرأة فكانت لا تصاب بهذه الأمراض لأنها في حماية طبيعية نتيجة وجود هورمون ( الأستروجين ) ، وهذا الهورمون يمنع تراكم الدهنيات وتصلب الشرايين لدرجة أن بعض الرجال كانوا يعالجون بهذا الهورمون الأنثوي ، لإنقاذهم من مضاعفات تصلب الشرايين ، وتراكم ثلاثيات الجلسرين التي تسبب الإصابة بالذبحة الصدرية .




    ولكن بعد أن دخلت المرأة مجال العمل ، وأصبحت تتعرض لعوامل التوتر والضغوط النفسية نتيجة لمشاكل الحياة الحديثة ، بالإضافة إلي تحملها مسئولية العمل في المنزل ، أصبح العمل فوق قدرتها ، هذا أيضاً إلي لجوء بعض السيدات إلي التدخين وتناول أقراص منع الحمل ، كل هذه العوامل مجتمعة طغت علي قدرة هورمون الأنوثة لحماية المرأة من الذبحة الصدرية ، وأصبح بذلك تعداد السيدات اللاتي يعالجن من الذبحة في تزايد مستمر .






    3-العمل يضعف خصوبة المرأة وأنوثتها :



    " أكد خبراء طب الصناعات أن العمل يضعف من أنوثة المرأة ، وقالوا : إنه لا يشترط أن يكون العمل شاقاً ، بل إن الأعمال المكتبية والذهنية وتحمل المسؤولية لها نفس التأثير كما أن العمل يؤثر أيضاً علي الرغبة الجنسية لدي المرأة .




    وتحت عنوان ( جنس ثالث في طريقه إلي الظهور ) روت الدكتورة /عائشة عبد الرحمن [بنت الشاطئ ]قصة طبيبة نمساوية غير مسلمة كانت في زيارتها يوم عطلتها ، ففوجئت بها في المطبخ ، فقالت بنت الشاطئ مستغربة : أنت في المطبخ ؟ ! فقالت الطبيبة النمساوية : نعم ، وعن عمد ، إنني أريد أن استرد شيئاً من أنوثتي ، فضحكت بنت الشاطئ ، فقالت لها : لا تضحكي ، إنها قضية حيوية ، إن الأبحاث المعملية قد أثبتت أن المرأة المعاصرة قد فقدت كثيراً من صدرها وحوضها لأنها شحنت بمشاعر المساواة مع الرجل فأثر هذا التكوين العقلي في جسمها فضمرت فيها وظائف الأمومة ، والعلماء اليوم يخشون أن يظهر غداً جنس ثالث لا هو رجل ولا هو امرأة .




    بالإضافة إلي ذلك ، خطورة " تعرض المرأة من سن 15إلي 45سنة إلي المواد الناسخة للأجنة و هذه المواد ـ كما يقول العلماء ـ يكثر استعمالها في الزراعة مثل المبيدات الحشرية ، وكذلك في الصناعات الكيماوية ، وصناعة التعدين .






    ثانياً : الآثار النفسية :




    تتعرض المرأة العاملة لكثير من الآثار النفسية الضارة ، منها :



    1-أثبتت الأبحاث والدراسات التي أجريت حديثاً علي عدد كبير من النساء العاملات أن نسبة كبيرة منهن يعانين من التوتر والقلق الناجمين عن المسئوليات الكبيرة الملقاة علي عاتقهن ، والضغـوط النفسية الكبيرة اللاتي يتعرضن لها داخل المنـزل وخارجه ـ ولا شك أن ذلك ينعكس علي حياة الأسرة ـ " الأمر الذي استدعي أن تصدر منظمة الصحة العالمية تقريراً يتضمن إشارة تحذير للمرأة من هذا القلق الذي أخذ ينهش في حياتها كالسم البطئ .




    يقول التقرير : إن عمر المرأة التي اشتهرت بأنها أطول عمراً من الرجل أخذ في التناقص ، وذلك لسببين :



    أ) خروج المرأة للعمل ثم عودتها مرهقة لتجد واجبات المنـزل في انتظارها .





    ب) كثرة التدخين .



    ويعقب الدكتور / محمود عمارة علي هذا التقرير ، فيقول : وقد أكدت الأيام صدق نبوءة الهيئة العالمية ، وتوالت التقارير التي تنذر بخطر داهم يكاد يحيق بالمرأة بعد أن أرهقها العمل ، وأضناها السباق في أوضاع غير متكافئة ، وكانت النتيجة أن ازدادت نسبة الانتحار بين صفوفهن .



    ومن هذه التقارير ما نشرته الجمهورية ( 24/ 1/ 1975م ) من أن المرأة أكثر تفكيراً في الانتحار من الرجل {(88 )امرأة مقابل( 28 )رجلاً تخلصوا من حياتهم العام الماضي.}.



    بل إن هذا الصـراع النفسي قد يتحـول إلي رغبـة في الخـلاص من الطفل ذاته .



    وكما أن ذلك اصبح منتشراً في دول الغرب انتشاراً يقترب من الظاهرة ، فإنه بدأ يحدث في بيوت المسلمين مثله ، حيث إن اتحاد المقدمات يولِّد اتحاد النتائج .




    نشرت جريدة الجمهورية 17/ 2/ 1999م . تحت عنوان ( أمهات آخر زمن ) :" زوجة طبيب حاملة الليسانس ... ألقت برضيعها في الشارع ، أزعجها بكاؤه ، وأقلق نومها ، حملته في سيارة وتخلصت منه ."




    وهكذا فإن الحياة الحديثة التي ارتضتها المرأة لنفسها قد أثرت علي أعصابها إلي هذه الدرجة التي أفقدتها عقلها وأمومتها ، حتى أقدمت علي فعل تلك الفعلة التي تأباها الوحوش في غاباتها ، ولم تعهدها نساء الجاهلية الأولي علي تخلفها وجهلها .






    2- أن الصعوبات التي تنشأ في مجال العمل ، وما يتطلبه من مجهود قد تعجز الأم عن أدائه بنفس القدر الذي كانت تؤديه قبل الحمل ، مما يترتب علي ذلك من سخط أو عدم تقدير لظروفها من المحيطين بها في العمل ، مما يؤدي إلي شعورها بأن المستقبل غير مستقر بالنسبة للطفل والأسرة علي حد سواء .






    3- شعور المرأة بأن دور الحضانة إذا ما توافرت لا تستطيع تعويض طفلها عن حنان الأم ورعايتها له يؤدي إلي إبراز مشكلاتها النفسية ، وأهمها مشكلة الانعزال الانتقالي .






    الجانب الثاني : الآثار الصحية والنفسية على أولاد المرأة العاملة:




    لقد أصيب الأطفال بالضياع والتشرد الأسري نتيجة لما يسمي بخروج المرأة إلى العمل ، وفسدت تنشئتهم حين وكل بتربيتهم إلى الخدم ودور الحضانة ، ولجأت " الأم العاملة إلي الوسائل الصناعية في إرضاع طفلها ، خيانة للأمانة ، وتفريطاً فيها ، وتعطيلاً لسنة الله ، لأن الله سبحانه لم يخـلق ثدي الأنثى لتبرزه في السهرات ، وتكشف عن جماله ، وتنصبه شركاً في الطرقات ، ولكنه أوجده أصلاً للإرضاع ، والرضاعة مع ذلك ليست عملية عضوية آلية فحسب ، ولكنها حنان متبادل وميثاق غليظ ، وليس لنا أن نتوقع بعد شيوع الرضاعة الصناعية إلا السعي لاختراع وسيلة للحمل الصناعي بعيداً عن بطن الأم ـ إن أمكن ـ توفيراً لجهدها وصيانة لجمالها !!








    وقبل أن أذكر الآثار أو الأضرار الصحية والنفسية التي أصيب بها أولاد المرأة العاملة نتيجة الرضاعة الصناعية والتربية بين يدي الخدم أو في دور الحضانة يطيب لي أن أتحدث باختصار عن فوائد الرضاعة الطبيعية للأم والطفل علي السواء .
    التعديل الأخير تم بواسطة Iris ; 06-11-2009 الساعة 02:34 PM سبب آخر: تعديل صوره,
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

  12. #12
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    رد: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم.

    ۞ فوائد الرضاعة الطبيعية صحياً ونفسياً للأم والطفل ۞





    أولاً : فوائد الرضاعة الطبيعية للحالة الصحية والنفسية للأم :



    لقد أسفرت الدراسات الطبية الحديثة ، والتحاليل المعملية والكيماوية عن أهمية الرضاعة الطبيعية للأم من الناحيتين : الصحية ، والنفسية :



    فمن الناحية الصحية :



    1-عندما تمنح الأم ثديها وليدها ليرضع ، فإن هناك ثلاث مشاكل تُحَلُّ في التو واللحظة :



    فأول ما يخافه الطبيب ويخشاه ( نزيف الأم الداخلي ، وتأخر عودة الرحم إلي حجمه الطبيعي ، وانفصال المشيمة ).



    فماذا لو احتضنت الأم وليدها ، ومنحته ثديها ؟



    إن هناك هرموناً يسمي ( أوكسيتوسين oxytocin )سوف يزيد إفرازه وعندئذ سيعود الرحم إلي وضعه الطبيعي في أقل وقت ممكن ، " ولولا ذلك لأصيب الرحم بالانتان ،والالتهابات المتكـررة ، كمـا أن ذلك مما يساعـد على حصـول حمى النفاس .




    وهذه الانقباضات الرحمية ـ التي يحرضها الرضاع ـ سوف توقف أي ميل للنزيف الداخلي .




    ثم هي تمنع بذلك حمي النفاس ، وعندئذ يصبح سقوط المشيمة أمراً يسيراً ... وهكذا تُحل مسائل الأم الشائكة .




    2-ومن أهم ما تجنيه الأم لقاء رضاعها لوليدها أن تصير منيعة ضد ( سرطان الثدي )...هكذا تؤكد دراسات الباحثين في جامعة كاليفورنيا علي الأمهات المرضعات .




    3-وإرضاع الأم لوليدها يعين كثيراً علي تقويم ظهرها عقب الولادة ، ويعمل علي تقوية عضلات البطن ، مما يفيدها في استعادة لياقتها البدنية ورشاقتها .




    4-وتؤدي الرضاعة الطبيعية إلى تأخير التبويض أثناء فترة الرضاعة ، وهذا يوفر الحمل طبيعياً بلا ضرر ولا مجهود ، وتستطيع المرأة خلال ذلك العناية بنفسها ، واستعادة صحتها بعد مجهود الحمل والولادة .




    5-وتعتبر الرضاعة الطبيعية فرصة الأم الذهبية للتخلص من مخزون الطاقة والتشحم المتراكم أثناء الحمل .




    فالمعروف أن وزن المرأة يزيد كثيراً أثناء حملها استعداداً لمهمة الإرضاع عقب الولادة ، وهنا : فإن امتنعت الأم عن رضاع طفلها تراكمت الطاقة المخزونة بجسمها ، فزادت سمنتها سمنة ، وبدانتها بدانة .




    6-تنشط الرضاعة الطبيعية الجهاز الهضمي للأم ، وتحمله علي الحصول علي المواد الغذائية لنمو المولود .




    وأما من الناحية النفسية :




    فإن إرضاع الأم لوليدها يمنحها إحساساً فريداً بالأمومة ، وهو إحساس ممتع وعميق ـ تقدره حق قدره من لم يرزقها الله بولد ـ حيث تحس الأم بمزيج رائع من الراحة والسلام ، فقد أدت مهمتها ولم تحرم فلذة كبدها مما هيأه الله له ، وذلك يضفي عليها راحة البال والاستقرار النفسي الذي ينعكس علي الطفل والأسرة بأكملها .






    ثانياً فوائد الرضاعة الطبيعية للحالة الصحية والنفسية للطفل :



    لقد أثبتت الدراسات الطبية الحديثة أهمية الرضاعة الطبيعية من الناحيتين :



    الصحية، والنفسية للطفل :



    فمن الناحية الصحية :


    يتميز لبن الأم بفوائد كثيرة ، وخصائص تفوق ألبان الحيوان ، والألبان الجافة الصناعية ، أهمها ما يلي :




    1-تعتبر الرضاعة الطبيعية هي أفضل وقاية من أمراض التلوث ، وذلك لأن لبن الأم هو الغذاء الأوحد المعقم بطريقة ربانية تتضاءل وتعجز أمامها جميع طرق التعقيم المتعارف عليها في دنيا الصناعة ، حيث إنه يخرج من الأم إلي الطفل مباشرة .




    2-لبن الأم يتطور يوماً بعد يوم من حيث الكمية ، والتركيب بما يتناسب مع نمو الطفل ، جاء في التفسير المسمي بـ ( في ظلال القرآن ) :" ومن تدبير المدبر الأعظم أن يزداد مقدار اللبن الذي يفرزه الثدي يوماً بعد يوم ، حتى يصل إلى حوالي ليتر ونصف في اليوم بعد سنة ، بينما لا تزيد كميته في الأيام الأولى علي بضع أوقيات .




    ولا يقف الإعجاز عند كمية اللبن التي تزيد علي حسب زيادة الطفل ، بل إن تركيب اللبن كذلك تتغير مكوناته ، وتتركز مواده ؛ فهو يكاد يكون ماء به القليل من النشويات والسكريات في أول الأمر ، ثم تتركز مكوناته فتزيد نسبته النشوية والسكرية والدهنية فترة بعد أخــرى ، بل يوماً بعد يوم بما يوافق أنسجة وأجهزة الطفل المستمر النمو .




    3-لبن الأم يحتوي علي جميع المواد الغذائية اللازمة للطفل من البروتينات والدهون وسكر اللبن والمعادن والأملاح والفيتامينات والأنزيمات ، ولذلك فإن" نمو الأطفال الذين يرضعون من أمهاتهم أسرع وأكمـل من أولئك الذين يرضعون من القارورة .




    4-ثبت طبياً أن رضاعة الطفل من ثدي أمه تساعد علي سيلان لعابه ، ولهذا اللعاب تأثير كبير في إفراز العصارات المعدية ( أي عصارات المعدة ) .




    5-أن لبن ( المسمار ) الذي تفرزه الأم في الأيام الأولي له فوائد كثيرة ، منها :



    أ-أنه يعمل علي تنشيط الأمعاء لدي الطفل فيحدث اللبن المناسب لدي الطفل ، ويساعد علي عملية الإخراج الطبيعية .




    ب-له قيمة غذائية كبيرة من حيث البروتين ، والغريب أن تكوينه بما يحويه من نسبة من البروتينات يتفق مع قدرة الوليد علي الهضم في الأيام الثلاثة الأولي من ولادته .




    ج-يحتوي علي نسبة لا بأس بها من الأجسام المضادة التي تكسب الطفل المناعة ضد كثير من الأمراض مثل : الحساسية ، والنزلات المعوية ، والالتهاب الرئوي ، وبعض الأمراض المزمنة مثل : [البول السكري ] [ السرطان ] .




    6-يتمتع لبن الأم بدرجة حرارة مناسبة تلائم أنسجة الطفل واحتياجاته الغذائية صيفاً وشتاءً .






    وأما من الناحية النفسية :




    1-" فإن الرضاعة الطبيعية ذات أهمية قصوى في تنمية شخصية وعواطف الوليد ، فبواسطة هذه الرضاعة تقدم الأم لطفلها عصارة قلبها ، وجسمها ولحمها ، وأعصابها مع اللبن ، وهي تحتضنه إلي صدرها قريباً من قلبها ، حيث يسعد بسماع دقاته الرقيقة التي تمنحه الطمأنينة والهدوء ، فينشأ متمتعاً بصحة نفسية كاملة ، خالياً من العقد النفسية ، والاضطرابات والتوتر .




    2-" وقد أشارت كثير من الدراسات إلي أن الأطفال الذين أرضعوا من ثدي الأم يتميزون فيما بعد بكونهم أكثر التزاماً ، وأكثر ذكاءً ، وأكثر قدرة علي اتخاذ القرارات ، وأقل عرضة للميول الإجرامية .




    3-الرضاعة الطبيعية تخلق علاقة نفسية واجتماعية بين الأم والوليد ، وبالتالي تمهد الطريق إلي أسرة متماسكة قوية البناء .




    4-ولأن الحالة النفسية للمرضع تنعكس علي الرضيع فإن الإسلام راعي الحالة النفسية للأم ومن تقوم مقامها لكي تتم عملية الإرضاع علي الوجه الأكمل لها وتثمر غايتها المنشودة ألا وهي بناء روح الطفـل ونفسه وخلقه وكل كيانه ، وعلي سبيل المثال :" أنه أوجب علي الوالد إطعام الوالدة وكسوتها بالمعروف ، حتى تقوم بعملية الرضاعة بنفس هادئة راضية فينعكس ذلك علي صحة وليدها قال سبحانه :} وَعَلَى الْمَوْلُودِ لَهُ رِزْقُهُنَّ وَكِسْوَتُهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ { (سورة البقرة ، من الآية رقم / 233.)




    كل هذا الذي قرره أطباء العصر الحديث من أهمية لبن الأم ، قرره الإسلام منذ أربعة عشر قرناً ، فسبحان العليم الحكيم .




    وللأسف الشديد ، فإنه كما خرجت المرأة الغربية للعمل ، وانصرفت عن الرضاعة الطبيعية ، فعلت مثلها المرأة المسلمة ، وحـذت حذوها شبراً بشبر وذراعاً بذراع ، وانتشرت تلك العادة بين نساء المسلمين انتشاراً كبيراً حتى بات الأمر يشكل خطورة كبيرة علي حياة الملايين من الأطفال وعلي صحتهم البدنية والنفسية .




    ولقد تفاقمت تلك المشكلة حتى أن الأمهات الغير عاملات أصبحن يمتنعن عن إرضاع أطفالهن أنفة منهن واستكباراً ورغبة في الاحتفاظ بشبابهن وجمالهن إلي أطول فترة ممكنة ، ولجأن إلي الوسائل الصناعية التي خلَّفت آثاراً وأضراراً كثيرة علي الأم أولاً ،حيث تُحرم من الفوائد الجمة التي تعود عليها من الرضاعة الطبيعية ، والتي ذكرت من قبل ، وعلي الطفل ثانياً ، حيث تسفر الرضاعة الصناعية عن الكثير من الأضرار الصحية والنفسية والتي أبينها فيما يلي :








    الآثار الصحية والنفسية للرضاعة الصناعية علي الطفل :



    في البداية قد يقول البعض : إن هناك أمهات كثيرات من اللاتي يعملن مازلن يرضعن أولادهن رضاعة طبيعية ، وبالتالي لا داعي للتجني علي عمل المرأة وجعله سبباً في الإضرار بالطفل صحياً ونفسياً .




    وللرد علي هؤلاء أسوق بحثاً قامت بإعداده محررة بالأهرام في 24/ 3/ 1974م .والتحقيق بعنوان ( ظاهرة تواجه الأم العاملة المصرية ) :" طفلها لا يجد الآن لبناً طبيعياً يرضعه ، لماذا ؟ وما هو الحل الذي يمنع شبه كارثة للطفل والأم معاً ؟




    تقول : هل هو زواج المرأة العاملة في سن متأخرة ؟


    هل هو تعقيد الحياة اليومية ؟


    أم يكمن في حيرتها وربكتها أثناء العمل علي طفلها ؟


    وهل هو سوء المواصلات وأثره في الأعصاب ؟


    أم أن السبب : كل هذه العوامل مجتمعة ؟




    ثم تواصل الحديث فتقول : إن المـرأة ترضع طفلها من خلال عقلها ، ومعني ذلك : أن الحالة النفسية ـ كما يقول الدكتور / فاروق قورة ، أستاذ طب الأعصاب بجامعة القاهرة ـ تعتبر عنصراً أساسياً لنجاح الرضاعة .




    وطبعاً ، الأم العاملة العصرية تنام وتقوم وسط متاعب الحياة ، والوظيفة ، وتبدأ من الصباح يومها ، وبسبب متاعب العمل ، والعودة ، والذهاب للعمل ، ينتهي الأمر بجفاف اللبن نهائياً .




    والضحية طبعاً هو الطفل .




    وإذا لجأت إلي المهدئات ، وبخاصة بعد الولادة وفي أعقاب الحمل وإرهاقه المضاف لمتاعب العمل ، ترك ذلك أثره علي الطفل .




    إذاً فمتاعب العمل تؤثر في نفسية المرأة ، وينتقل ذلك التأثير إلي الطفل مع اللبن وإذا حدث وجف اللبن أو قل فإما أن تلجأ الأم إلي استئجار مرضعة ، أو تلجأ إلي الوسائل الصناعية .




    ودفع الوليد إلي مرضعة أجنبية لا تتوفر معه نسبة الحنان اللازمة لصحة الطفل .




    " وقد يكون ابن الظئر ـ المرضعة ـ غير مناسب له ، بأن كان في مرحلة أكبر من سنه أو أصغر ، وحينئذ لا يحقق غرضه في تكوين بنيته علي أكمل وجه .




    كما أن المرضعة الأجنبية قد تكون فاسدة الطبع فيؤثر ذلك في الطفل ، كما أشار الإمام الغزالي إلي ذلك فقال :" ينبغي أن يراقبه ـ أي ولده ـ من أول أمره فلا يستعمل في حضانته وإرضاعه إلا امرأة صالحة متدينة ، تأكل الحلال .




    فإن اللبن الحاصل من الحرام لا بركة فيه ، فإذا وقع عليه الصبي انعجنت طينته من الخبث ، فيميل إلي ما يناسب الخبائث .




    وأما بالنسبة للوسائل الصناعية في الرضاعة فإنها تؤدي إلى أضرار جسيمة علي الطفل صحياً ونفسياً ، وذلك كما يلي :









    أولاً : آثار الرضاعة علي الطفل صحياً :



    أثبتت الدراسات الطبية أن الرضاعة الصناعية ( بألبان مجففة أو ألبان حيوانية ) تسفر عن كثير من الأضرار الصحية علي الطفل ، وأهمها :




    1-" تكثر لدي الأطفال الذين يرضعون من القارورة الوفيات المفاجئة التي تدعى " موت المهاد " وهذا النوع من الوفيات لا يُعرف لدي الأطفال الذين يلتقمون أثداء أمهاتهم .




    2-" يتعرض الأطفال الذين يرضعون بالألبان المجففة أو بالألبان الحيوانية بواسطة القارورة إلي العديد من الأمراض مثل :



    أ-أمراض الإسهال والجفاف وسوء التغذية .



    ب-النزلات الشعبية والالتهاب الرئوي وحساسية الصدر والجهاز الهضمي والجلد.




    ج-الكساح وتسوس الأسنان واضطرابات النمو والتطور .




    د-فقر الدم ونقص فيتامين (أ) والذي يؤثر علي قوة إبصار الطفل .





    هـ- التعرض لالتهابات بالمخ والتهابات مجري البول نتيجة نقص المناعة .





    و-التهابات الأذن الوسطي مما يؤثر علي السمع والكلام ، والتحصيل العلمي .





    ز-الإسهال المزمن وأمراض القولون المزمنة والبول السكري .





    ح-النزلات المعوية المتكررة نتيجة التلوث .





    أما الأطفال الذين يرضعون من الثدي ، فإنهم لا يعانون من هذه الأمراض إلا نادراً .




    ونظراً لذلك فقد " أخذت هيئة الصحة العالمية تحذر من الأغذية والألبان المصنعة ، ومن بين تلك التحذيرات ما نشرته صحيفة (Arab News ) في عددها الصادر في 10فبراير 1981م عن هيئة الصحة العالمية تهاجم فيه أغذية الأطفال المصنعة ، وتتهم الشركات الغربية التي تبيع في كل عام بما قيمته ألفا مليون دولار من أغذية الأطفال بأنها تساهم في قتل الأطفال في البلاد النامية ؛ وذلك لأن الأغذية المصنعة والألبان المجففة تمنع الأم من الرضاعة ، واستعمال القارورة يؤدي إلى كثير من النزلات المعوية الخطيرة نتيجة عدم التعقيم ، ولذا فإن تقرير الصحة العالمية يدعو الحكومات وخاصة في البلاد النامية إلى محاربة هذه الأغذية المصنعة .




    وتقول الأبحاث الطبية الحديثة : إن حوالي عشرة ملايين طفل يلاقون حتفهم نتيجة استخدام القارورة في دول العالم الثالث سنوياً ، وذلك نتيجة الإصابة بالنزلات المعوية وسوء التغذية التي تصاحب استخدام القارورة .




    وفي تقرير لليونيسيف نشرته جريدة المدينة في 10 من ديسمبر 1983م ، جاء فيه أن أطفال الزجاجات هم أكثر عرضة لسوء التغذية بثلاثة أضعاف الذين يرضعون من أمهاتهم ، وفي مصر أظهرت دراسات مماثلة أن نسبة الوفيات هي خمسة أضعاف ما هي عليه عند الأطفال الذين يرضعون من الأثداء ، ونفس النسبة وجدت في الهند وتشيلي











    ثانياً : آثار الرضاعة الصناعية ودور الحضانة على الطفل نفسياً:



    إن " القول بأن كل صلة الأم بولدها تنحصر في الحمل والوضع هو نزول بالإنسان إلي مرتبة الحيوان ، فالإنسان يمتاز بطول حضانته لأطفاله ، وهي حضانة ليست غذائية فحسب كما هي في سائر الحيوان ، ولكنها خلقية وعقلية أيضاً في الإنسان ، وذلك من أهم الأسباب في تقدم البشرية ؛ لأنـه يورث الجيل التالي تجارب الأجيال السابقة ، بما يمكنه من متابعة الشوط ، وتوفير الوقت والجهد الذي يضيع في تكرار التجارب .





    واعتماد المرأة العاملة علي الخدم وعلي دور الحضانة في رعاية وليدها لا يؤدي إلى كمال تنشئته ، لأن الإخلاص له والحرص علي ابتغاء الكمال من كل وجه لا يتوافر في أحد توافره في الأم ؛ لأن من وراء إخلاصها وحرصها غريزة الأمومة ، والحرص علي الواجب في الخدم وفي دور الحضانة ، لا يمكن أن يرتفع إلي مرتبة الغريزة مهما افترضنا فيه من السمو ، ومهما عملنا علي ترقيته إلي أقصى درجات الكمال ، ومهما تجاهلنا جنايات الخيانة والإهمال والإفساد التي لا تحصي شواهدها في واقع الحياة .




    إن ارتباط الأم بطفلها أكبر بكثير من كونه ارتباطاً جسمياً يمكن للخادمات ولدور الحضانة مساعدتها فيه .




    إنه ارتباط روحي لا يتحقق إلا بدوام بقاء الأم إلي جوار طفلها الصغير ، وكما يقول العقاد :" من الطبيعي أن يكون للمرأة تكـوين عاطفي خاص لا يشبه تكوين الرجل ، لأن ملازمة الطفل الوليد لا تنتهي بمناولته الثدي وإرضاعه ، بل لا بد إلي جانب ذلك من تعهد دائم ، ومجاوبة شعورية تستدعي كثيراً من التناسب بين مدارج حسها وعطفها ، وبين مدارج حس ذلك الطفل وعطفه ، وليس هذا الخلق مما تصطنعه المرأة وتتكلفه ، ثم تتركه باختيارها ، ولا سيما إذا قامت بحضانة الطفل , ولا شك أن المجاوبة الشعورية والحنان ضروريان للحضانة ، وتعهد الصغار أصل من أصول التربية الإسلامية .




    ولكن في العصر الحاضر ، وكنتيجة للتيارات المعادية التي تعرضت لها الأسرة المسلمة ، وتلبية للنداءات الجوفاء التي تنادي بمساواة المرأة بالرجل في كافة المجالات والأعمال ، خرجت المرأة المسلمة إلي العمل ، وأهملت إرضاع ولدها ، واستبدلت القارورة بثديها ، ودور الحضانة بحضنها ، فنجمت عن ذلك أضرار نفسية أصيب بها الطفل ، ليظل متأثراً بها طول حياته .




    ومن أخطر الآثار النفسية المترتبة علي الرضاعة الصناعية ، ودور الحضانة ما يلي :




    1-تؤدي الرضاعة الصناعية إلي " الاضطرابات السلوكية والنفسية وقلة التحصيل والتركيز والذكاء .





    2-أثبتت الأبحاث " أن الأطفال الذين يربون في الحضانات أو بعيداً عن أمهاتهم بصفة عامة تجمعهم صفات مشتركة ، ومن هذه الصفات :





    أ-الغيرة الشديدة التي تنمو مع نموهم إلي أن تصبح نوعاً من الكره أو الحقد أو الحسد تجاه الآخرين بلا مبرر .




    ب-الانطواء وعدم القدرة علي إقامة علاقات صداقة قوية مع الآخرين .




    ج-القسوة الشديدة والشعور بعدم الانتماء تجاه والديهم ، وهو ما تشكو منه معظم الأمهات ، وكيف ينتظر الحنــان من مثل هذا الطفل ؟ إن فاقــد الشئ لا يعطيه .




    فالحضانة ليست حلاً ، صحيح أنها دور غاية في الأناقة والنظافة ، وصحيح أن كل شئ معقم وجميل ، ولكن ، أين العاطفة ؟!




    3-" وقوع أطفال الأم العاملة فريسة العادات السيئة التي تنقلها إليهم الحاضنات غير المؤهلات .




    " إن الأطفال الصغار هم أول من يتضرر بخروج الأم للعمل خارج المنزل ، إنهم يفقدون الحنان والعطف ، فالأم إما أن تتركهم في رعاية امرأة أخري كالخادمة ، وإما أن تذهب بهم إلي دور الحضانة ، وفي جميع الحالات فهم يفقدون عطف الأمومة ، وفي ذلك خطر كبير علي نفسية الطفل ، وعلي مستقبله ، إذ ينمو وهو فاقد للحنان ، وفاقد الشئ لا يعطيه ، فيقسو علي أفراد مجتمعه فيعيش المجتمع عيشة الضياع والتفكك والقسوة ، ولا يخفي أن الآخرين لا يهتمون بتهذيب الطفل وتعويده علي الأخلاق الفاضلة كما يهتم به أهله ، وفي ذلك ما فيه من البلاء علي الطفل وعلي مجتمعه .




    " فغياب الأم يعني بالنسبة إليه ـ إلي الطفل ـ النبذ والكره والهجران ، وغياب الأم بالنسبة إليه فقدان الأمن والسند ، وبذلك يشعر بالضياع والشقاء ، والقلق ، وحتى إذا حل محل الأم بديل عنها فالتنـاوب المتكرر لبديلات عن الأم يفقد الطفل شعوره بالأمن ، ويغرس في نفسه الشعور بالحيرة والارتباك والبلبلة .







    وبهذا يصبح من المؤكد أن خروج المرأة للعمل ضار بها وبأولادها صحياً ونفسياً .
    التعديل الأخير تم بواسطة Iris ; 06-11-2009 الساعة 02:36 PM سبب آخر: تعديل بعض الصور,
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

  13. #13
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    رد: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم.

    ۞ الآثار الاجتماعية للانحرافات الجنسية ۞



    إن انتشار الانحرافات الجنسية يؤدي إلي آثار اجتماعية خطيرة تصيب الأسرة وبالتالي المجتمع .




    ومن هذه الآثار ما يلي :




    أولاً : ضياع نظام الأسرة :



    إن " الزوجية سنة من سنن الله في الخلق والتكوين ، وهي عامة مطردة لا يشذ عنها عالم الإنسان ،أو عالم الحيوان ، أو عالم النبات ... وهي الأسلوب الذي اختاره الله للتوالد والتكاثر واستمرار الحياة .




    ولم يشأ الله أن يجعل الإنسان كغيره من العوالم ، فيدع غرائزه تنطلق دون وعي ، ويترك اتصال الذكر بالأنثى فوضي لا ضابط له .




    بل وضع النظام الملائم لسيادته ، والذي من شأنه أن يحفظ شرفه ويصون كرامته ، فجعل اتصال الرجل بالمرأة اتصالاً كريماً ... وبهذا وضع للغريزة سبيلها المأمونة ، وحمى النسل من الضياع ، وصان المرأة عن أن تكون كلأً مباحاً لكل راتع ، ووضع نواة الأسرة التي تحوطها غريزة الأمومة ، وترعاها عاطفة الأبوة ، فتنبت نباتاً حسناً ، وتثمر ثمارها اليانعة .




    هذا النظام هو الذي ارتضاه الله وما عداه لا يحقق عمارة الأرض ، فضلاً عن تحقيق السعادة للفرد والمجتمع .




    وقد اقتضت حكمة الله ـ تعالي ـ تحقيقاً لاستمرار الحياة ـ أن يجعل الغريزة الجسدية من أقوي الغرائز الفطرية التي تدفع الإنسان دفعاً للبحث عن طريقة لإشباعها وإروائها ، وفي ظل وجود الوازع الديني يسلك الإنسان الطريق الذي رسمه له الدين ، متحملاً كل الصعوبات التي تواجهه ، خضوعاً لدينه من جهة ، وتلبية لرغبته الملحة من جهة أخرى .





    والزواج " هو الطريق الطبيعي لمواجهة الميول الجنسية الفطرية ، وهو الغاية النظيفة لهذه الميول العميقة ."




    " فالأسرة هي الغاية ، والعلاقات الجنسية هي الوسيلة إلي تحقيقها ... الاتصال الجنسي يجب أن يتـم بين الـزوج والزوجـة ، لا بين الرجل والمرأة خارج نطاق الزوجية ،وذلك لأن العلاقات الجنسية الخارجية تهدم الأسرة ، وتنفض ميثاق الوفاء الذي يجب أن يقوم متيناً بين شريكي الحياة."



    بل تحول دون قيام الأسرة من الأساس .





    والدليل علي ذلك :تفشي ظاهرة الإعراض عن تكوين الأسرة ، وعن فكرة الزواج نفسها في بلاد الغرب ، " فمنذ بداية السبعينيات طغت في مختلف دول الغرب ظاهرة تلكؤ الشباب عن الزواج ... وأضحى عدد رافضي الزواج آخذاً في الارتفاع بشكل مقلق ."




    هؤلاء المعرضون عن الزواج في بلاد الغرب ، لم يعرضوا إلا لأنهم وجدوا في ظل الإباحية بديلاً لتصريف الطاقة الغريزية .





    " فإن وجود السبل الميسرة لقضاء الشهوة بغير تحمل تبعة الزواج وبناء الأسرة ، جعل كثيراً من الشباب يختارون الطريق الأسهل ، ويقضون شبابهم بين هذه وتلك ، متمتعين بلذة التنويع ، دون التقيد بالحياة المتشابهة المتكررة كما يزعمون !! ودون التزام بتكاليف الزوجية المسئولة ، والأبوة الراعية .





    وكان من نتيجة ذلك وجود كثرة هائلة من الفتيات ، تقضي شبابها محرومة من زوج تسكن إليه ويسكن إليها ، إلا العابثين الذين يتخذونها أداة للمتعة الحرام ، ويقابل هؤلاء الفتيات كثرة من الشباب العُزَّاب المحرومين من الحياة الزوجية ، كما تدل علي ذلك أحدث الإحصاءات .






    فقد صرح مدير مصلحة الإحصاء الأمريكية في 10من سبتمبر 1982م ، أنه : " وفقاً لأرقام آخر تعداد فإن (53% ) من سكان سان فرانسيسكو غير متزوجين ، وأعرب عن اعتقاده بأن هذه الأرقام يمكن أن تكــون مؤشراً على أفول الأنموذج العائلي التقليدي ."





    وبناء علي هذا يتضح أن انتشار الانحرافات الجنسية يؤدي إلي اختفاء نظام الأسرة من محيط الحياة رويداً رويداً .






    ثانياً : انتشار الأبناء غير الشرعيين :




    وهي ظاهرة لازمة لانطلاق الغرائز ، وذوبان الحــواجز بين الفتيان والفتيات ، " فحوالي خمسين في المائة من شباب الجيل الجديد في الغرب يعيشون مع زوجات بدون زواج ."




    الأمر الذي أدي إلي زيادة كبيرة في عدد الأطفال غير الشرعيين ، فتحولت الدولة إلي أب حقيقي لهم .




    ولذا " حذر تقرير أعده أخيراً معهد الدراسات الاجتماعية في هامبورج بألمانيا من نتائج تحول الحياة الزوجية إلي موضة بالية وقديمة ، وطغيان الأنماط الأخرى من الحياة المشتركة بين النساء والرجال في ألمانيا خاصة ، وفي أوربا عامة ، بحيث ترك الزواج الشرعي مواقعه لصالح الزواج غير الشرعي مما نتج عن ذلك زيادة كبيرة في عدد الأطفال غير الشرعيين ، وتحولت الدولة إلي أب حقيقي لهم ، كما أورد التقرير إحصاءات مفزعة عن نسب زيادة عدد الأطفال غير الشرعيين في بعض الدول الأوربية خلال الفترة ما بين 1970م –1995م ، فقد بلغت في ألمانيا( 24%)، وفي السويد( 8, 52% )، وفي الدنمارك (9, 46% )، وفي فرنسا (9, 34% )، وفي بريطانيا (6, 33% )، وفي فنلندا (3, 31% ).





    هذا هو الواقع الأليم الذي آلت إليه المجتمعات الغربية !!!"




    وللأسف الشديد تسرب هذا الواقع ـ وإن كان بنسبة قليلة ـ إلى بعض المجتمعات الإسلامية ، فانتشرت الانحرافات الجنسية ، وزاد معهـا عدد الأبناء غير الشرعيين ، والدليل علي هذا وجود الملاجئ المنتشرة في البلاد الإسلامية وما تعج به من اللقطاء .




    ولا يخفى أن اللقيط الذي لا يعرف له والداً تنمو في نفسه يوماً بعد يوم غريزة الحقد والغيرة من الآخرين والشعور بعدم الانتماء لمجتمعه ، والرغبة في التدمير والانتقام ، والنتيجة : جرائم تهز أركان المجتمع .





    والأدهى من ذلك أن من النساء من تحمل سفاحاً ، فتغرِّر بزوجها ، وتلحق ولد الزنا به ، فتلزمه نفقته وإعالته ، ويرثه بلا حق ، وأخطــر من هذا كله اختلاط الأنساب !!!




    تلك هي بعض الآثار الاجتماعية التي تنجم عن الانحرافات الجنسية .
    التعديل الأخير تم بواسطة Iris ; 06-11-2009 الساعة 02:36 PM
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

  14. #14
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    رد: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم.

    ۞ الآثار النفسية للانحرافات الجنسية: ۞





    إن الإيمان هو الجهاز المناعي ضد الأمراض النفسية ، فإذا ضعف نالت الأمراض النفسية من الإنسان ، والانحراف الجنسي يضعف الإيمان أو يذهب به .




    عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :] لا يزني الزاني حين يزني وهو مؤمن ، ولا يشرب الخمر حين يشرب وهو مؤمن ....الحديث [ أخرجه البخاري في كتاب (الحدود ) باب (الزنا وشرب الخمر )حديث (6772) (الفتح (12/69).




    " وكان ابن عباس رضي الله عنه يدعو غلمانه غلاماً غلاماً ،فيقول : ألا أزوجك ؟ ما من عبد يزني إلا نزع الله منه نور الإيمان "





    ولذلك فإن المنحرف جنسياً يصاب بكثير من الأمراض النفسية ، منها :





    1-ضعف الإرادة : " لخضوع النفس للشهوات والأهواء والنزوات ، فتسلط الأهواء علي عقل الإنسان ، وتمنعه من أداء دوره وتوجيهه إلي الخير والصلاح فيكون أسير الشهوات ، لا يقوي علي ردّها وضبطها ، مما يوقعه في مشاكل حياتية عديدة ، لعجزه عن إصدار القرارات المناسبة وفق منطق العقل والرأي السديد ، بل تكون قراراته وفق مشيئة الهوى ."





    2- انفصام الشخصية : " نظراً للانطباعات النفسية التي تكمن في نفس الإنسان من جراء ممارسة الرذيلة ، وهذا الانفصام الذي يحدث في أعماق روحه يفقده السلام الداخلي إلي الأبد ."






    3-الشك القاتل :حيث إن المنحرف جنسياً يشك في كل امرأة حوله سواء كانت زوجته أو ابنته أو أخته .... إلخ ، والشك نابع من خوفه أن يُفعل بعرضه كما يفعل بأعراض الناس ، فكما تدين تدان .






    4-الانطــواء : نتيجة شعور المنحرف أنه جلب لنفسه ولأفراد أسرته الخزى والعار والمذلة والاحتقار .






    5-"تأنيب الضمير :عندما يخون الرجــل زوجته ، وعندما تخون المرأة زوجها " ويزداد تأنيب الضمير إذا أسفر السفاح عن ولد ، فإما أن يُجهض ، أو يلقي في الشارع ليكون لقيطاً ، أو تلحقه المرأة بزوجها علي أنه ولده ، وفي الحالات كلها مخالفات شرعية تعذب الضمير .







    6-سيطرة الخوف : فالمنحرف جنسياً يسيطر عليه الخوف من أمرين :




    أ-افتضاح أمره بين الناس .



    ب-الإصابة بالأمراض الفتاكة التي تنجم عن هذا الانحراف .






    7-القلق الدائم :وذلك بسب :



    أ-شعور المنحرف أن هذا الذي تمت معه عملية الجماع سيكون لغيره في مثل وضعه .



    ب-"أن الذي تعود علي الزنى يبقي في شره دائم للنساء ، ويعيش نتيجة لهذا في قلق دائم ، وضياع واضطراب نتيجة البحث ، ومحاولة الاتصال ، وفشل وسائل الإغراء ، وعدم استطاعته الوصول ، وهو بالتالي ليس لولد ، ولا لبيت ، ولا قرار له ، ويكفيه نتيجة لذلك إن استغني بالزنى عن الزواج ألا يجد من يرعاه في مرض أو في كبر ، أو من يواسيه أو يحترمه ، أو يحس معه بأواصر الحنان والرحمة والألفة ."






    8-طمس ملامح الشخصية السوية : حيث " إن الإنسان الذي يدمن الفاحشة تري المروءة والشجاعة قد انعـدمت من شخصيته ، وتراه يتصرف تصرف الجبناء ، ويكذب ولا يفي بوعد ، غير طاهر ، لا يصلي ، لا يصوم ، لا يفرق بين حلال وحرام ، نفسيته محطمة ، يقبل علي فعل الجرائم بلا مبالاة ، وإن كان متزوجاً ويعول تري الضياع في أسرته ."







    9-زيادة معدلات الانتحار :نتيجة للقلق والاضطراب الذي يعيشه المنحرف جنسياً ، وشعوره بأنه منبوذ من المجتمع ، فيقدم علي التخلص من حياته بالانتحار .




    إن الانحرافات الجنسية تحطم الأنفس والأسر والمجتمع ، وصدق الله تعالى حين قال:}وَلَا تَقْرَبُوا الزِّنَا إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا{ (سورة الإسراء ، الآية رقم / 32)








    كيفية مقاومة الانحرافات الجنسية :




    والطريقة المثلي لمقاومة هذه الانحرافات تتمثل في :



    1-وضع حد لكل المثيرات الجنسية المتفشية في بلاد المسلمين .




    2-تيسير أمر الزواج ، مع العمل علي إيجاد فرص عمل للشباب انتشالاً لهم من الفراغ والفقر .




    3-التوعية الدينية والطبية بعواقب الانحراف الجنسي .




    4-تطبيق حدود الله تعالي علي المنحرفين جنسياً .
    التعديل الأخير تم بواسطة Iris ; 06-11-2009 الساعة 02:37 PM
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

  15. #15
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    رد: ۞تعاليم الدين الاسلامي وسماحته التي حفظت حقوق المرأة و الأسرة المسلمة..موضوع مهم.

    ۞ الآثار الأخلاقية للآداب والفنون ۞




    لقد استغل أعداء الإسلام من يهود ونصارى وغيرهم وسائل الإعلام المختلفة لنشر الأدب القذر ، والفن الرخيص الداعر ، علي أوسع نطاق في بلاد المسلمين ، في محاولة لإفساد أخلاقهم ، وشغل عقولهم بهذه الملهيات عن التفكير في النهوض من الكبوة التي لحقت بهم.





    ومما يؤيد ذلك قول اليهود في البروتوكول الثالث عشر : " ولكي نبعد الجماهير عن أن تكشف بأنفسها أي خط عمل جديد سنلهيها أيضاً بأنواع شتي من الملاهي والألعاب ومزجيات الفراغ والمجامع العامة ، وهلم جرا ".





    وقولهم في البروتوكول الرابع عشر : " وقد نشرنا في كل الدول الكبرى ذوات الزعامة أدباً مريضاً قذراً يغثى النفوس ، وسنستمر فترة قصيرة بعد الاعتراف بحكمنا علي تشجيع سيطرة مثل هذا الأدب ".





    وللأسف الشديد ، استولت هذه المفسدات الملهيات علي قلوب جماهير غفيرة من المسلمين ، بعد أن غُلفت بشعــارات الآداب والفنون ، وبعد أن أحرز المنتسبون إليها ـ من الممثلين والمغنين والراقصين وشعراء الفسق والمجون ـ قصب السبق في ميدان الشهرة ، وسماء النجومية.




    وهذا التأثر القلبي انعكس أخلاقاً فاسدة ضارة بالفرد والأسرة والمجتمع.




    وأركز الحديث هنا عن فرع من أكثر فروع الفن تغلغلاً في حياة الأسرة المسلمة ، وأخطرها تأثيراً عليها من الناحية الأخلاقية.




    إنه فرع { الغناء والموسيقى } ركّز الأعداء علي نشرها وتكثيفها خاصة عن طريق الإذاعة ؛ لأنها أكثر وسائل الإعلام انتشاراً لسهولة التقاط موجاتها ، ورخص جهاز الاستقبال ، وطول وقت البث اليومي.




    وفضلاً عن الكم الهائل من الأغاني والموسيقي الغربية الصاخبة المشجعة علي الميوعة والتحلل الأخلاقي ، والتي تبث عبر الإذاعات الأجنبية إلي بلاد الإسلام ، فإن الإذاعات في الدول الإسلامية تتعاضد مع هذه الإذاعات الأجنبية وتبث كثيراً من الأغاني والموسيقى.




    ففي دراسة حول تحليل المضمون للبرامج في البرنامج العام ، وبرنامج صوت العرب بمصر خلال عام 1978م ، أسفرت النتائج أن أهم نوع من البرامج التي تروج لها الإذاعة هي الموسيقي ، فيخصص البرنامج العام( 51, 16%)من برامجه الثقافية للموسيقي ، في حين تخصص لها إذاعة صوت العرب( 3, 14 % ).




    ونظراً لهذا الإغراء من الإذاعة في مصر فقد دلت نتائج بحث قامت به جامعة الإسكندرية عام 1980م ، حول الاستماع للإذاعة : أن( 56%)من أفراد عينة هذا البحث المختارة من الشباب المصري تستمع إلي الإذاعة بصفة مستمرة.




    وحول الإذاعة كما يراها الشباب أجرى اتحاد الإذاعة والتليفزيون عام 1975م بحثاً كانت نتائجه أن( 3, 54% )من العينة تفضل الاستماع لإذاعة أم كلثوم ، أما إذاعة القرآن الكريم فكان نصيبها( 7, 14 %).




    وكانت نتيجة ذلك أن " عمت المعازف بأصنافها ، والغناء بأنواعه أرجاء الدنيا ، فلا يكاد يخلو مكان يرتاده الناس إلا وتسمع فيه الموسيقي وأصوات المغنين والمغنيات ،وقد عمت هذه البلوى بلاد المسلمين حتى أصبح الغناء المصحوب بآلات اللهو والمعازف فناً له معاهده ، وأنديته ، وكتابه وأساتذته ، بل وأصبح من أبناء المسلمين من يُعَدُّ إماماً في هذا المجال ، وغدا هذا الغناء أمراً مباحاً لدي عامة الناس ، فلا يري في تعاطيه بأس أو حرمة".





    وأصبح تعليم الصبيان العزف ، والرقص علي الأنغام ، من شعارات الأسر الراقية المتقدمة ، أما الأسر المتوسطة الحال أو الفقيرة فلا يجد فيها الأب غضاضة من السماح لابنه في تكوين مكتبة سمعية تحوي أصنافاً مختلفة من أنواع الموسيقي ، وغناء الرجال والنساء ، بل ربما أعطي الأب ابنه النقود ليشتري بها أشرطة من هذا النوع ، أو جلب له أحدث ما أُنتج في هذا المجال ، دون أن يلتفت الأب ما إذا كان هذا الغناء مبـاحاً أو محرماً ، يفيد الولد أم يضره".





    وقد أسفر هذا الغزو الغنائي لبيوت المسلمين ـ كنموذج للآداب والفنون المغرضة ـ عن آثار أخلاقية خطيرة ، حيث أصيب شباب الإسلام بالميوعة والتحلل الأخلاقي ، وشوهت معالم الرجولة ، وتواري حياء النساء ، وذابت الملامح المميزة لكل جنس عن الآخر ، وبذلك حقت عليهم اللعنة ، كما روي البخاري عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ قال: [لعن النبي – صلى الله عليه وسلم - المخنثين من الرجال ،


    والمترجلات من النساء .... الحديث ] ( أخرجه البخاري في كتاب ( الحدود ) باب ( نفي أهل المعاصي والمخنثين ) حديث رقم ( 6834) ( الفتح 12/ 194 ).





    ولا شك أن كل هذه الأمور ملموسة للجميع.





    وبناءً عليه فقد اتفق العلماء علي تحريم كل غناء يشتمل علي فحش أو فسق أو تحريض علي معصية.





    موضوع عن الآثار الصحية لسماع الأغاني و الموسيقى بشهادة أطباء غير مسلمين













    كيفية مقاومة الآثار الأخلاقية للآداب والفنون :




    1) علي الآباء ألا يتهاونوا في هذه القضية ، وعليهم أن يحفظوا أولادهم ـ منذ نعومة أظفارهم ـ من التعرض لهذا الباطل. يقول ابن القيم ـ رحمه الله ـ :" يجب أن يجتنب الصبي إذا عقل مجالس اللهو والباطل والغناء وسماع الفحش والبدع ومنطق السوء ، فإنه إذا علق بسمعه عسر عليه مفارقته في الكبر ، وعز علي وليه استنقاذه منه ، فتغيير العوائد من أصعب الأمور ، يحتاج صاحبه إلي استجداد طبيعة ثانية ، والخروج عن حكم الطبيعة عسر جداً.


    "(تحفة المودود بأحكام المولود ،صـ 191)




    2) علي الآباء أن يكونوا قدوة صالحة لأولادهم ، فيعرضوا عن مفسدات الأخلاق من الآداب والفنون.



    3) العمل علي إيجاد البدائل مثل : تزويد الولد بأشرطة الأناشيد الإسلامية التي تصدرها بعض الهيئات الإسلامية في العالم العربي ليستغني بها عن الغناء المحرم.


    كما يمكن تزويده ببعض كتب الأناشيد المخصصة للأطفال ، ولا بأس بتعليمه حفظ الشعر الجميل المشتمل علي الفضائل والمحاسن إن وجد الأب ميل الولد إليه.




    4) عمل الأجهزة المعنية علي ترقية الآداب والفنون الإسلامية ، وهي التي لا تشتمل علي مخالفات شرعية , وبهذه المقترحات وغيرها يأمن المسلمون شر هذه الآداب والفنون التي يشرف عليها أعداء الإسلام.
    التعديل الأخير تم بواسطة Iris ; 06-11-2009 الساعة 02:42 PM
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. ۞۞۞ نـتــــــــــائـج الـمـســــابـقــة الـثـقــــــافـيــــــة ۞۞۞
    بواسطة : alzinaty , في الصوتيات و المرئيات الإسلامية
    مشاركات: 17
    آخر مشاركة: 07-11-2005, 08:15 AM
  2. ۞_۞ Norton Systemworks 2006 اسطوانة كاملة ۞_۞
    بواسطة : IRON , في البرامج
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 06-11-2005, 02:49 PM
  3. ۞ ۞ الأعضاء الفائزين في مسابقة منتدى الـ Nintendo ۞ ۞
    بواسطة : Snake Fang , في ألعاب الننتندو الحصرية Nintendo Wii U
    مشاركات: 35
    آخر مشاركة: 10-05-2005, 11:11 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •