كانت تلك الأيام مزعجة بالنسبة اليه صراخ يخترق طبلة اذنه وشتائم تحلق فوق رأسه رائحة غادية
لم يعجبه هذا ولكنه لم يبدي استيائه لذلك
مضى بهدؤه ومرة سمع والداه يتشاجران حتى علت اصواتهم
سمع والدته تقول :اذن اعطني ورقتي ودعني اذهب
عرف الحل فجأه واستغرب لبساطة الموضوع اراد ان يوقف هذا كله وهمس لاخوته :لما لانبحث نحن عن الورقة التي يتشاجرون عليها في غرفة ابي وبين اشياءه سوف نجدها بالتأكيد ..؟!
لم يكن يعرف ان هذه الورقه سوف تحل المشكله ولكن ليست بطريقة جميله ولكن على الأقل لن يعود هناك صراخ او شتائم بعد اليوم ...
حتى كانت تلك الليله التي تشاجرا فيهاوالداه للمره الأخيره تدخل الأعمام وعزلا الأم في غرفة اخرى وبقي هو ملازما لأمه
سعيدا لان هذا توقف ولو مؤقتا لتلك الليله سمع امه تنوي الرحيل وهي تنتظر الصباح لتذهب .
فكر انه لن يسمح بذلك لكنه لم يتكلم اتخذ الأحتياطات الازمه(التي اعتقد انها لازمه) للمواجهه نام ممتدا على طول باب الغرفه حتى يمنع احدا من المرور والحمدلله انه كن بالطول الكافي ليسع المدخل كاملا...
اتى الصباح الأبيض سمع صوت ابيه واعمامه يتحادثون قبل ان يفتح عينيه اخذ والده يوقظه بفرك رجليه فتح عينيه لينظر اولا الى السقف الأبيض ثم تحول نظره تلقائيا لابيه الذي استمر يفرك قدميه ويوقظه راه يحتسي القهوه مع اعمامه ويتحادثون نظر حوله فاذا هو ممتدا في وسط الغرفه قد يكون نظر الى ذلك الباب ليتساءل كيف استطاعو ازاحتي من عنده وربما استوعب عقله ماحدث
نظر الى ابيه الذي استمر يفرك اصبعه : ماذا ينوي ابي ان يخرج من رجلي شراره يشعل بها ناره في البر
انتبه والده انه استيقظ طلب منه ان يحضر شيئا من المطبخ
مشى الطفل بعد ان استيقظ احساسه اخذ يبحث في كل ارجاء عقله الصغير عن امه علها لم تذهب كانت خطواته بطئيه وكأنه يمشي في وسط ريحا تهب تجاههه تدفعه الى الخلف انقادت قدماه الى غرفتها ثم استلقى بهدوء على جمبه
بوضعية سنفور المفكر وضع يده تحت خده لكن أفكاره اوراقا بيضاء خاليه من كل شئ الان
اتى اليه الكبير مستغربا لانه لم يبحث في المنزل ليتحقق عنها كما توقع نظر الطفل اليه و استقظ احساسه مره اخخرى ثم نهض من مكانه فزعا حين تذكر ماطلب منه والده لكن الكبير هدأ من روعهه وابتسم اليه قائلا انني سوف احضر لابيك مايريد

تنفس براحة ثم عاد الى الاستلقاء ياترى ماذا كان يفكر الأن ...كان هادئا لدرجة انه لايبدو كما لو يفكر
ربما قاده تفكيره الى ان امه قد ذهبت.....او احساسه ....
كانت اللألوان بيضاء ذلك اليووم على الأقل .. في نظره هو
استمرت حياته كما هي .... سعيدة برفقة اخوته واصدقاءه يومه كان كله لعب ومرح من الصباح وحتى موعد نومه اكثر شئ كان يحبه هو وقت لقاء امه حين تراه فتحتضنه بكل شوق وحنان
حين يرى دموع فرحه في عينيها ويبتسم هو على شفاهها ...
كان كل شئ على مايرام سوى بعض المتاعب لكنه لم يبكي لاجل فراق امه الا مره
حينما قرر ان يبكي بعد ان كلفه عمه بعمل قاسي تذكر امه وكم كانت حياته سهله بوجودها ......جلس بهدؤ على درجات السلم وكأنه يقول اخيرا ايها الحزن سوف تراني انهاروضع يده على وجهه اختبأت خلفها عيناه واستعدت دموعه لتخرج اخيرا... دخل الكبير فجاه وقال باستغراب :تبكي .؟؟؟؟؟؟؟؟؟
نهض الطفل بفزع ::لالا
وظلت دموعه حبيسة ...... لكنها كانت نعمة لم تخرج وقت الضعف فلم تعتاد بعد ذلك للخروج دائماانتهت المحنه وعاد ليرى امه وحينها فقط عرف كم كان حزينا او كم كان من المفترض ان يكو ن حزينا حين لم تكن بجواره امه تعلق بها كثيرا واغمرته بالحنان الذي كان سعيدا لاجله ولكن مشاعر تلقته باستغراب شديد ظل قلقا لفتره من ان امه سوف ترحل مره اخرى وظن ان هذا الأحساس القاتل لن يفارقه ابدا نظرة تشاءم منه رغم ان طفلنا كان حالما متفاءلا دوما ربما لان ذلك الأحساس كان مخيفا جدا
بعد فترة وجيزه استقر وضعه او الوضع من حوله وعاش سعيدا انتهت طفولته وابتدا حياة الكبار يرسو قاربه -الذي ظل صغيرا- يوما على شط السعاده واخر على ِشط الأحزان......
انتهى ,,,,

اتمنى تشاركوني ارائكم