النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: لما تنشر الحب بكل مكان حياتك تتلون وتصبح عادة منك أن تلون أي شي يشوه المناظر !

  1. #1
    الصورة الرمزية حمصي
    حمصي غير متصل عضو
    أبـو أميـر ، عفـا الله عنه و عن و الديـه . .
    التسجيل
    01-07-2008
    الدولة
    مســ غريب ـــــافر
    المشاركات
    1,146

    لما تنشر الحب بكل مكان حياتك تتلون وتصبح عادة منك أن تلون أي شي يشوه المناظر !

    عذرا هذه القصة منقولة من منتدى اخر, لكنها والله اثرت في كثيرا فاحببت ان انشرها
    و كان صاحبها قد غاب عنا في ذاك المنتدى لفترة من الزمان ثم عاد فكتبها....

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة T i d u s مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم

    لقد غبت فترة طويلة بسبب حادث سيارة والبعض يعلم بذلك ، ولكن معظمهم كان يسأل باستمرار عن سببه وكيف حصل ! ولكني كنت لا أجيب ، والآن لأول مره ساتحدث عن ما جرى ليس من اجل الاجابة على الأسئلة بل لأخذ العبرة مما حصل لأني تعلمت درس قيم بذلك اليوم وأريد أن اوصله اليكم .

    في ذلك المساء كنت جالس بعادتي مع جدتي في الحديقة نتبادل الحديث واثناء ذلك اتصل بي جاري واقترح علي أن نتناول عشاءنا بالخارج، وبالرغم ان ليست من عادتي أن أخرج في ليلة مناسبة بوسط الازدحام إلا أنني وافقت ! وجدتي عادتا تعلق علي إذا كنت انوي الخروج في الليل مثلا " ما عندك سالفة تطلع هالحزة " أو " اقعد مافي طلعة " ولكنها هذه المره لم تعلق واكتفت بالسكوت، وأنا طبعا لا أدري ما الذي كان ينتظرني وسبحان الله كأن الأمر مرتب ومجهز بتسلسل دقيق لي .

    وبعد ساعات قليلة وصلنا إلى المطعم وكانت الساعة بذلك الوقت 9:00 مساءا فكنت اتحدث مع جاري عن مخططاتنا للاسبوع القادم وهو في الحقيقة كان آخر اسبوع لنا ..

    وفجأة جذب انتباه جاري أمر ما ،فالتفت لأرى ما شد انتباهه .. فكان هنالك 3 أولاد يزعجون مجموعة من الفتيات لأن الطاولات كانت متقاربة بعض الشيء فالأولاد كانوا يلقون عليهم الكلمات الغير لائقة بالرغم أن الفتيات كانوا محتشمات وهادئات إلا انهم استمروا في ازعاجهم، فقال لي جاري سوف أذهب لأحادث الأولاد فقلت له بكل غباء دعك منهم ربما يزيد عنادهم ولكن جاري لم يتمالك نفسه فقال " لا والله إما أنا أم هم .. بنات الناس مب لعبة بلسانهم وبدافع عنهم كأخواتي لأن لو كانت اختي جالسة ما برضى والله " فذهب فعلا ليحدثهم بكل لباقة وليس أمام الفتيات وإذ بهم يبتسمون ويستجيبون له ! فعاد الهدوء بكل بساطة كما كان عليه ! والذي اعجبني هو لم يفعل هذا الشيء ليستعرض امام الفتيات بل حدثهم بسرية وبكل تهذيب ثم غادرنا .

    وأثناء عودتنا ، كان جاري يقود السيارة وأنا كنت جالس بالكرسي المجاور له فكنت اسأله كيف اقنعت هؤلاء الشباب ؟ فقال .. الحب يا أخي فسألته كيف ؟ فأجاب ..لما تنشر الحب بكل مكان حياتك تتلون وتصبح عادة منك أن تلون أي شي يشوه المناظر ! أعجبني ما قاله فحفظته .

    ثم غيرت الموضوع وعدت لأخطط ليوم غد، وأثناء الحديث إذ بسيارة بيضاء مسرعة تفاجئنا من الأمام بالرغم أن مسارها خاطئ إلا انها لم تكترث، فلم يتمكن جاري من السيطرة على المقود فسلمنا نفسنا للانعطافات السريعة التي حولت حديثنا الهادئ إلى مقاطع مشوشة وممزوجة بالألوان السريعة .. في هذه اللحظة بالذات تصل فيها إلى أكثر قدر ممكن من الضعف، ليس الضعف الجسدي بل النفسي وكل شي .. تصبح كالطفل الخائف الذي ينتظر المجهول الأسود وكل ما تراه هو آخر مقاطع من حياتك .. مقاطع مشوشة ، مربكة ومخيفة وفي هذه اللحظة لا تفكر عزيزي في مالك ولا أملاكك ولا بصديق أو قريب بل كل ما يهمك هو نفسك الآن وما قدمته في دنياك، مهما كتبت لم اتمكن من التعبير عن هذه اللحظات التي تخبرك بأن قد حان وقت الرحيل عن هذه المحطة المؤقته .

    وفي لحظات سريعة انقلبت السيارة لتصطدم بكل قوة في السياج الحديدي فاصبحت نصف السيارة في السياج والنصف الآخر على الشارع الذي يكون على عكس الاتجاه ! فتحت عيني وإذا بي على قيد الحياة بالرغم أني لم البس حتى حزام الأمان وفي وسط نزيفي وآلامي التفت لأشاهد جاري إلا هو غارق بدمائه ولا أرى سوى وجهه أما جسده فلا أراه من شدة الشظايا والأجزاء المهشمة التي كانت متناثرة عليه ، حاولت أن اتحدث ولكني عاجز عن الكلام ومهدد بالموت لأني على الشارع المعاكس وأما جاري كان يشاهد عيني ويركز عليهما وبعد فتره تمكنت من أنطق قليلا فقلت له تشهد ! فتشهد عدة مرات ثم استمر أنين ألمه وأنا لا استطيع أن أفعل أي شي سوى أن اشاهده وهو يحتضر وأنتظر في أي لحظة أن تصطدم بي أي سيارة ولكن سبحان الله لم تمر أي سيارة رغم الازدحام في تلك الليلة فشعرت أن الله قدر لي أن أنجو من هذه المصيبة، وأما جاري انقطع أنينه فجأة ولاحظت أنه ينظر للاعلى وكأني فقدت اتصاله .. فلم يعد ينظر إلي فجأة واستمر في النظر إلى الأعلى رغم أني لم أرى شيء هناك ، فقلت في نفسي هل هي الملائكة ؟ لأني شعرت والله من ملامح وجه أن يوجد شيء عظيم لدرجه أنه اسكته وانساه ألمه وجروحه وبعد أقل من دقيقة فارق الحياة .. هكذا في ليلة وفي لحظات يرحل دون موعد أو انذار ، كنت احادثه قبل دقائق وهاهو الآن راحل !

    وبعد فتره تمكنوا رجال الاسعاف من اخراجي واخذي إلى أقرب مستشفى وبالرغم انهم خدروا جسدي بأكمله لكي لا أشعر به إلا أن ألم القلب أكبر !

    مضت شهور فتعافيت ولله الحمد ولكن ظل شيء واحد يدور بعقلي .. وهو ما حصل قبل الحادث، دققت في الأمر وفكرت كثيرا ثم استنتجت دروس لا تنسى .. جاري رحمه الله أمر بالمعروف لموقف كنت أظنه بسيط وليس له أي داعي ولكن بسببه قد يدخل الجنه لأنه آخر عمل قام به في دنيته وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكلماته التي قالها لي في السيارة لم ولن أنساها. ولكن ماذا لو فارقت أنا الحياة في ذلك اليوم ؟ كان آخر عمل قمت به هو تجاهل المنكر ولم اكترث حقا بما كان يجري في المطعم عكس جاري رحمه الله، هل ادركت الآن ما ارمي اليه ؟

    عمل خير بسيط والله يأخذ دقائق من وقتك وقد يكون سبب في نجاتك .. وتجاهل بسيط منك ممكن يكون سبب في فشلك ، الخاتمة يا أخي - يا أختي قد تكون في أي لحظة وصدقوني الذي عاش الموت غير عن الذي سمع وقرأ عنه ، هي لحظات ولكن أشد لحظات في حياتك لا تقارن بأي مصيبة واجهتها في دنياك ، الأمر هائل يعجز التعبير عنه بل شيء لا يتخيله عقلك من ضخامته .

    فهذه نصيحة مني واعتبروها من أخ يحبكم ويريد الخير لكم وربما نجاني الله لكي اكتب هذا الموضوع والله أعلم ..

    لا تتجاهل أي موقف تافه أو أي فرصة ممكن تدخر من ورائها الأجر لأنها والله قد تكون هي اللحظة الحاسمة ..

    اخبرتكم بما حدث لكي تتعلموا من الخطأ الذي ارتكبته ولكي أفتخر بما قام به جاري رحمه الله ويكون بميزان حسناته وقد يؤثر هذا الموضوع البسيط في نفوسكم وتغير نظرتكم للحياة كما غيرت حياتي وربما يكون سبب لنجاتي !

    فلا تنسى أن تلون ما يشوه مناظر حياتك

    " يسمح للنقل "
    فهد الشملان ،
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لعلي رضي الله عنه:
    "ادعهم إلى الإسلام ، وأخبرهم بما يجب عليهم من حق الله فيه ، فوالله لأن يهدي الله بك رجلا واحدا ، خير لك من أن يكون لك حمر النعم"

  2. #2
    الصورة الرمزية chris
    chris غير متصل مراقب منتديات رزدنت إيفيل
    ومراقب المنتدى العام
    التسجيل
    13-11-2001
    الدولة
    jordan
    المشاركات
    13,402

    Thumbs up احم احم



    اولا
    شكرا لك يا اخي العزيز حمصي على هذه القصة الطيبة والتي فيه العبرة والفكرة
    وثانيا
    شكرا لصاحب القصة الاصلي ، والذي ندعو الله له بالشفاء التام
    ورحم الله المتوفى وادخله فسيح جناته

    كثيرا كنا نسمع بفلان من الناس قد مات قد يكون قريب وقد يكون بعيد ولكن قليل من يسئل هل مات وهو يذكر الله ام انه مات يصرخ ويشتم .. ؟ هل مات على حسن خاتمة ام مات على معصية .. ؟

    نسئل الله لنا ولكم العفو والعافية
    اللهم انا نسئلك ان تتوفنا وانت راضن عنا وان تبلغنا حسن الخاتمة وتنجينا من عذاب القبر وعذاب النار
    انك يا ربي على كل شيء قدير ولا اله الا الله
    وصلى الله على نبينا وخير خلقه محمد رسول لله صلى الله عليه وسلم




    سلام
    chris
    المحب للغير .................

المواضيع المتشابهه

  1. ديكورات بلون الحب
    بواسطة : ام يوسف2008 , في منتدى الديكور و التصميم الداخلي
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 06-08-2009, 03:14 AM
  2. مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 16-09-2008, 06:04 PM
  3. مشاركات: 5
    آخر مشاركة: 02-06-2008, 10:10 PM
  4. مشاركات: 37
    آخر مشاركة: 21-07-2005, 06:08 PM
  5. كيف اكتب كلمه وعندما يوضع مؤشر الماوس تتلون او تضيئ؟؟
    بواسطة : سيـ الرهيب ـف , في منتدى الجافا والجافا سيكربت
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 23-05-2005, 10:37 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •