النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: )(أدركتُ أننـي جاهلٌ مـُتكبِّر)(

  1. #1
    )(FanTasy)( غير متصل سـبحـان الله وبـحـمـده
    الفائز الاول بمسابقة اليوم المميز
    التسجيل
    07-10-2009
    الدولة
    in my lovely home .. Kuwait
    المشاركات
    2,082

    Post )(أدركتُ أننـي جاهلٌ مـُتكبِّر)(

    ~((الـفـصـل الأوّل))~




    أبـي: قم توضئ واذهب للمسجد وصلي
    صلاة السنة واقرأ القرآن قبل الإقامة..
    والكسل يغمرني: حـاضر حــاضر.
    فذهبَ وهو يتخيّل كيف سيوبخني إذا عاد
    واكتشف أنني لم أذهب، لأنه اعتاد واعتدتُ على صراخه الدائم، ولم أكترث
    من مُسَبِّبات الأمراض لديه من مشاكلنا الأسريّة الأبديّة ومن متاعب عمله
    (رغم محبته للعمل لأنه اعتبر العمل ملجأً يُفرغ سموم مشاعره فيه ولزملائه)
    واستكمل أخي مصاعب
    الحياة عليه، فهو لا يعاونه على مصاريفنا
    (أنا وأمي وأختي) لأنه يرفع شعار "عــاطلٌ عـن العمل"
    لم يكمل الدراسة، كيف سيعمل وهو من دون شهادة
    كان في البيت كالحمل الثقيل، يأكل ويشرب وينام..
    والسجائر تتسارع إلى فمه من وقت لآخر
    وقد كان أبي من النوع العاطفي، لا يفكر بمصلحة الشاب
    بل كان يخاف من أن يصيبه مكروها إذا طرده من البيت
    كما كان يقول.. ولا أنسى السُمعة التي يحرص
    عليها أبي أين ما ذهب..
    فحرمه من المصروف فترة ثم تراجع بقبلة من أخي على رأسـه
    وبمواعيده الكاذبة كمثل: ســأحرص على صلاتي..
    عاد أبي من المسجد فاعتدلت من أمام التلفاز وتوقف أبي
    وهو يحدق بي، فأجبته في قلبي قبل أن يسألني
    بصوت خافت: صــــليت؟
    شجاع، مرتبك: ذهبتُ لغرفتي ولم أجد ثوبـًا مكويـًا..
    سكتَ قليلاً: صليصلي.. صلي وإلا ستدخل النار!
    صمتُ كالعادة.. أتى وجلس بقربي
    وأخذ جهاز التلفاز وضغط على الرقم واحد
    وبدأ يشاهد الأخبار، ثم ردد: لا إله إلا الله
    حسبي الله ونعم الوكيل، لا حول ولا قوة إلا بالله
    وهو يشاهد عدد القتلى في فلسطين والعراق وأفغانستان
    ثم وجه لي: أترى ماذا يحدث في العالم؟
    أنت في بلاد الأمن والاطمئنان الدائم بإذن الله
    فلمَ لا تصلي وتحمد الله على النعمة التي تعيش فيها؟
    شعرت بالذنب فطأطأت رأسي وأنا أستمع بحرقة..
    وهو يتحدث رفع يده فكتم الصوت بجهاز التلفاز..
    فقد شعر أنني أؤنب نفسي على إهمالي لصلاتي
    فاستغلها فرصة لعله يؤثر فيني ويصلحني
    وبدأ يتكلم جاهداً عن تارك الصلاة وعن أهوال القيامة
    حتى توقف أخيراً بقوله: لن يرتح قلبك أبداً إذا لم تصلي..
    فتوقفَ وقال: الله يوفقك. ثم ذهب لغرفته.
    لم أنسى ما ذكرته للتو، فقد غيرتُ مجرى حياتي
    إلى ما يرضي والديّ من بعد ربي..
    لكنني لم أطبق ما قاله أبي في ذاك الحين
    وليس بعد أكثر من عشر سنوات.. فقبْلَ أن
    أتزوج بسنتين أدركت أنني جاهلٌ متكبر، غرتني الدنيا
    وتناسيتُ ما نصحني به أبي ونسيتُ أمر ديني
    فلو لم يهدني ربي لبقيت على جهلي وتفاهتي.

    يــُتبـع...
    التعديل الأخير تم بواسطة )(FanTasy)( ; 20-01-2010 الساعة 02:15 AM سبب آخر: size

  2. #2
    )(FanTasy)( غير متصل سـبحـان الله وبـحـمـده
    الفائز الاول بمسابقة اليوم المميز
    التسجيل
    07-10-2009
    الدولة
    in my lovely home .. Kuwait
    المشاركات
    2,082

    Post )(أدركتُ أننـي جاهلٌ مـُتكبِّر)( 2

    ~((الـفـصـل الـثـانـي))~



    قبل ثلاثة عشر سنة كنت في الثامنة عشر من عمري
    في تاريخ **/8 /2009 مـ سـافرتُ مـع أصدقائي أوّل سفرة لي
    من دون أسرتي.. موافقة أبي لي كانت بسبب كذبة استصغرتها
    لأنني أقنعته أنَّ أصدقائي الذين يكبرونني سنـًا مسافرون إلى السعوديّة
    متجهين لأقربائهم في منطقة الرياض والتي يَسكُن فيها أقربائي أيضـًا..
    فوافق على طلبي، وسافرت معهم ونحن متجهين إلى الأردن في الحقيقة..
    كنا أربعة أشخاص مجانين، كنت في المقعد الخلفي مع صاحبي
    نمازح بعضنا، نتشاجر أحيانـًا، نتحدث بالسخافات.. ولا نعلم ما ينتظرنا..
    فعندما اقتربنا من الأردن كنا نسير في شارع ضيق يتسع لسيارتين
    للمسافر وللعائد، لا زلتُ أذكر ما رأيته قبل الحادث.. فقد كان السائق بنا
    يريد أن يتجاوز شاحنة تسير ببطء أمامنا.. فإن تجاوزها أين سنتجاوز
    عقاب الله لنا لكفرنا بترك الصلاة.. وبسبب كذبتي على والدي..
    ما هي إلا ثواني قبل أن نتجاوز الشاحنة..
    صرخ واحدٌ منا: لا! لا! انــتــبــه!! فاصطدمت سيارة بواجهة سيارتنا
    من الجانب الأيسر.... لا أعلم ما الذي ضرب وجهي في الحادث
    فقد أغمضت عيناي وأنا أتقلب مع وعكس انقلاب السيارة..
    توقفت أخيراً، وكنا مقلوبين.. لا أستطيع الحراك..
    فتحت طرف عيني اليمنى.. كنا بجانب الطريق
    نظرت لأضواء.. ربما كانت سيارات قادمة نحونا
    أغمضت عيني بسبب قوة الأضواء.. وأغمى عليّ بعدها...
    بعد تسعة ساعات وعيت ففتحت عيني اليمنى بكل اتساعها
    ولم أقوى فأغمضتها، كنتُ.. أسمع.. صوت أنين أمي بجانبي...
    أبداً لم أسمعها تبكي هكذا.. كانت بجاني على اليسار ولم تعلم
    أنني صحوت.. أردت أن ألتفت لها فلم أقوى..
    أردت أن أحرك يدي فلم أقدر..
    أردت أن أتكلـّم لعلي أتأكد من وجودها بجانبي لكنني لم أستطع..
    فأغمضت عيني وبدأت الدموع تذرف من عيني اليمنى..
    أمسكتْ يدي ووضعتْ يدها الأخرى على رأسي وبدأت تقرأ
    علي سور من القرآن الكريم، اهتز بدني!
    أين كنت عنه طوال هذه الأعوام؟ بنشاطي وصحتي الكاملة..
    فوالله لم أفهم ما كانت ترتله عليّ..
    والمسلم العاصي لا يؤنب نفسه إلا بعد أن يريه الله العذاب..
    ارتخت أعصابي.. ونمت متندمــًا على حالي..
    صحوت مجدداً، هذه المرة كان أبي من الجانب الأيمن
    ولمّا علم أنني استيقظت
    قال..: أسأل الله العظيم ربّ العرش العظيم أن يشفيك.
    والدموع تسيل من جفونه.. نظرت له.. صرخت في قلبي:
    والله لو أبرك طوال عمري لن أجازيك على ما فعلته لي..
    وكانت أمي تمسك يدي وتشد عليها وهي تبكي..
    تكلمت ونسيت أنني قبل قليل لم أقوى على الكلام
    سألت ببطء: كـ..كيـف..... جئتما؟
    أقترب أبي عند وجهي وقال: أتسأل متـى وصلنا؟
    أغمضت عيني وفتحتها.. قال: جئنا أنا وأمك بالطيارة
    أخبرنا ابن عمك الذي يقطن في منطقة عرعر..
    وأنت الآن في أحد مستشفياتها.
    دخلوا مجموعة من الأطباء وأخذوني بالسرير المتحرك
    وأدخلوني غرفة تعمّ فيها الأجهزة الطبيّة
    وأخذوا يتفحصونني يمينـًا ويساراً..
    حتى كشفوا عن زجاج في داخل جسدي
    خدروني بإبرة.. تلاشى وعيي..
    صحوت بعد ساعات، سمعت صوت رجل يسأل عن صحتي
    فسمعت أبي يخبره عن حالتي، التفت وفوجئت..
    هذا الرجل أخ صديقي عـُمر!
    صحيح لــِمَ لم أسأل عن أصدقائي
    ذهب الرجل وعاد أبي وجلس على الكرسي
    التفتُ لأمي، وقفت وسألتني: تريد ماءً أو شيئــًا آخـر؟
    قلت (تحسن صوتي): أيــن هـم.. أصدقــائي؟
    أمــي: أصدقاؤك! أصدقــاؤكــ ..
    قاطعها أبي: بخير بخير..
    سكتت أمي، وشعرتُ بما يشعر به أصدقائي..
    فتساءلتُ ما إذا كانوا حولي في المستشفى..
    وعرفت بعد يومين أنَّ صديقي جاسم توفى.. (هو السائق)
    وكان صديقي علي في غرفة الإنعاش (كان في المقعد الأمامي)
    أم عـُمر هو مثل حالتي لكنه فقدَ عينه اليمنى..
    جاؤوا أخي وأختي وعمي من الكويت
    قبّل أخي رأسي وبكت أختي بجانبي..
    بعدها بشهر عدتُ بفضل الله أستعيد صحتي
    وبدأت أمشي على قدماي في الممرات..
    تـارة أذهب عند عمر وتارة يأتي هو عندي..
    ولم ننسى علي.. لكن حاله مؤلم، كان في غيبوبة
    وبارك الله في المرافقين، أخي وأخوان عمر
    لم يقصروا في تلك الأيام..
    خرجت بعد ثلاثة أسابيع من المستشفى
    وذهبنا أنا وأخي إلى مطار عرعر، وعدت إلى الكويت.

    يـُتبع..
    التعديل الأخير تم بواسطة )(FanTasy)( ; 20-01-2010 الساعة 02:38 AM سبب آخر: Size

  3. #3
    )(FanTasy)( غير متصل سـبحـان الله وبـحـمـده
    الفائز الاول بمسابقة اليوم المميز
    التسجيل
    07-10-2009
    الدولة
    in my lovely home .. Kuwait
    المشاركات
    2,082

    Post )(أدركتُ أننـي جاهلٌ مـُتكبِّر)( 3

    ~((الــفــصــل الأخـيـر))~




    بعد مضيء شهور من الحادث اشترى
    أخي محل إلكترونيات (كمبيوترات)
    وأقنعني أعمل معه لمدة سنة، ويتطلب مني شجاعة
    على موافقتي لتأجيل تسجيلي في الجامعة مقابل
    أن أعمل معه.. ما أرغمني على الموافقة
    سوى أنني سأغيّر من حياتي وأجددها قبل دخولي للجامعة..
    من شراء سيارة وملابس جديدة وأحدث الأجهزة الإلكترونيّة..
    فوافقت وبدأنا العمل من بعد أسبوع واجتهدت
    في عملي رغم أنه أول عمل لي..
    بعد مواصلة ستة شهور من الجهد
    والتعب وفرت مالاً كافيــًا لشراء سيارة
    مستعملة شبه جديدة، واستأذنت من أبي
    تردد كثيراً ولكنه وافق بالأخير
    بشرط أن تكون سيارة من اختياره، وافقت بصدر رحب..
    أوّل مشوار بدأته بالسيارة مع
    صديقي خالد (التقينا أوّل مرّة في محلنا)
    ذهبنا إلى مجمعاتنا الكبيرة لنتعشى ونستمتع بوقتنا..
    ترددنا كثيراً على مجمع في أوّل أسبوع
    فكانت آخر تسلية أحببناها هي ملاحقة بنات الناس
    المشبهات أنفسهن بالمستورات والغير مستورات..
    رافقنا هذا المعتقد في بداية تلك الأيّام:
    الحياة سعيدة فلنستمتع بها. لا فرق عندنا من حلالـٍ وحرام
    والمخلوق الذي لا يميّز بين الاثنين فهو إمـّا جاهل أو حيوان
    هيّا فلنستمتع في الحياة إذن، لم أخشى ما وراء هذه المتعة..
    تكلم خالد مع فتاة وطلب رقمها وعاد إلى بيته مسروراً
    فقبل أن ينزل من السيارة أخبرني أنه يريد أن يضيع وقته بها..
    والله لم يمضي على هذا الحديث أكثر من يومين..
    اتصل بي وأخبرني أنه هـَمّ بها ووقع في حبها
    انبهرت بما قال، وحاولت أن أجهز نصائحي له قبل أن نلتقي..
    فلمــّا التقينا جاءني مـُبتسمـًا: قلت لها عـن..
    وأخبرتها بـ..وأضكتها بسالفة..
    قلت له: ممتاز، كيف وقعت في حبها؟
    جاوبني: الفتاة تشابهني كثيراً، كل شيء أحبه هي تحبه.. و..
    قاطعته: أهذا الحـُبّ سينتهي بزواج؟
    جاوبني مستغربــًا: ولــِمَ لا؟
    احتد صوتي: أنت تعلم أنها ليست مناسبة لك لأنها تعيش بحريّة
    فلا تعلم ما إذا لها سوابق مع غيرك يا حبيبي.
    بدأ الدفاع: يا أخي ليست كل فتاة تعيش بحريّة فتاة فاسدة.
    سخرت منه: مــتع حالك بهذا الكلام.
    سكتُ قليلاً ثم قلت: يقول خالي دائما:
    أنّ الفتيات المستورات قلَّ عددهن في هذا الزمان.
    والله التفت جانبـًا ولا يدري إلى ماذا أشير أنا بكلامي..
    فقد غرق في حبها خلاص انتهينا..
    قاطعني فترة طويلة وإن رأيته بدأ يتكلم عن
    مغامراته معها.. أصبح مملاً..
    مما جعلني أذهب وحدي للمجمعات.. كنت أتسلى من وقتٍ لآخر
    ذات يوم، كنت في الجمعيّة لغرضٍ ما.. فلمّا خرجت واتجهت إلى سيارتي عند مواقف السيارات..
    لفتت انتباهي فتاة تسوق سيارة فتوقفت بجانب سيارتي قبل أن أصل لها، هممت بها بنظرة..
    نزلت من سيارتها واتجهت للجمعيّة، جلست في سيارتي انتظر..
    مــــاذا لا أعلم.. شغلت تفكيري بها لمدة خمس دقائق..
    فكرت قليلاً بتفكير شيطاني لا أعرف كيف دخل عقلي..
    شغلت سيارتي ورجعت للوراء ثم وجهت سيارتي
    إلى سيارتها فصدمتها
    نزلت والناس يتلفتون إلي..
    ذهبت لسيارتها وكتبت رقمي على ورقة
    ووضعتها على مساحات السيارة ثم عدت لسيارتي ورحلت..
    بعد ساعات اتصل عليّ رقمٌ غريب، ابتسمتُ ولم أجيب..
    انتظرت الساعة العاشرة، اتصلتُ على الرقم..
    في المحادثة هي استغربت في البداية لأن اتضح أمري
    ولكنها سايرتني وبدأت علاقتنا منذ تلك المحادثة..
    بعد شهرين سمعت أبي أنه يريد أن يزوج أخي لأنه اعتدل
    وأصبح يسانده في البيت.. فصرّح أخي أنه لا مانع
    إذا تزوجتُ أنا معه في نفس حفلة الزفاف..
    توجه تفكيري كله نحوها.. وبدأت أمحو أخطاؤها لأنني عشقتها
    لا مانع من ذلك ولا من ذاك.. أهم شيء أنني أتزوجها
    فصرّحت لها أنني أحبها بطريقةٍ ما..
    من المدهش أنها موافقة على أن نغير
    العلاقة الضائعة إلى حـُب.. (وأي حـُبّ)
    ولكنها لا تدري المطلوب هو الزواج منها..
    (نعم هناك شروط للعاشقين اليوم، إمّا أن
    نتزوج وإمّا أن نضيع الوقت ونتسلى)
    زاد حبي بها وبدأ تفكيري يأكل وقتي أين ما كنت..
    اتصل خالد بي وفاجئني والله.. فصوته وقتها كأنه مريض..
    خالد: ....
    أنا: خالد، هلا بك.
    خالد: ....
    عدت أتكلم: ألو؟ خــــالد..
    أجابني: هل بإمكانك... أن تزورني في البيت..
    سألته: خير ماذا دهاك؟... خالد.... سأكون عندك بعد ساعة.
    بعد نصف ساعة خرجت من المحل وذهبت لبيته..
    طرقت الباب وفتح لي أخاه الصغير، أخذني للمجلس..
    لمّا دخلت: السلام عليكم....؟
    ردَّ السلام بصوت خافت جدّاً.. وقال لأخيه: أذهب إلى غرفتك..
    أقبلت عليه وجلست بجانبه وأنا أنتظر منه
    تفسيراً لهذا الأسلوب المفاجئ..
    سألني في البداية: كيف.. حالك؟
    أجبته: أنا بخير ولله الحمد... وأنـــت؟؟
    سكت.. ثم أغمض عينيه وبدأت الدموع تتساقط!
    ســألته: خـــالد؟ ماذا دهاك؟؟
    سـألني هو: أتعرف الفتاة التي تعلقت بها قبل فترة..؟
    سرعان ما شككت بأمره.. أجبته: نعم أعرفها..، وماذا بها؟؟
    قال: لا أدري والله لا أدري ماذا بها.. لم نتشاجر ولم أزعجها
    فقط أتى يوم واتصلت بها ولم تجب.. وفي اليوم الثاني اتصلت
    ولم تجب.. واتصلت بها مراراً لمدة أربعة أيّام فلم تجب..
    وأرسلت العديد من الرسائل فلم ترسل لي شيئــًا..
    قبل يومين أرسلتْ هي رسالة تقول فيها:
    أنت كاذب وخائن وإياك أن تزعجني.
    فقط هذا محتوى الرسالة، والله لا تفسير
    ولا يوجد شيء فعلته حتى أشك فيه!
    قفز إلى ذهني أمرٌ شككت
    فيه فقلتُ له: بهذه الطريقة تنهي العلاقة؟
    قال: والله لا أعلم..
    قلت له: لا تصدق شيء، أنا أشكُّ
    أنها كاذبة، أرادت أن تهجرك
    فلم تجد وسيلة تساعدها سوى هذه..
    قال: أثق أنها وجدت من يسليها أكثر مني..
    لماذا تفعل هكذا بي.. أنا! والله لم أقصر يوم..
    يا أخي والله وعدتها بالزواج.. وهذا جزائي بعد كل هذا التعب..
    تألمت لأجله.. ثم
    حدقت به وأقول في عينيه بنظراتي: قلت لك هي لا تناسبك..
    ومن بعد ذلك.. أصبح شخصـًا حزينـًا، كل شيء تغير فيه
    بدأ يكتب أين ما ذهب قصيدة أو خاطرة تثقلها الهموم..
    شارد الذهن دائمـًا.. ونحف جسده كثيــراً..
    أم أنا بدأت مخاوفي تجاه الفتاة التي أحبها..
    بدأتُ أثق ولا أثق أنها ستتركنني..
    ولكن يكفي أنني كنت مستعداً..
    يومـًا بعد يوم اكتشف بها أخطاء فوق الأخطاء
    التي غفوت عنها ونسيتها..
    علمت بأمر الزواج وأن هذا نهاية المطاف بنا إذا أرادت..
    لم تجب بصراحة وكأنها تقول (ربــما)
    غضبت كثيراً وبدأت كراهيتي تزيح حبي لها من على قلبي..
    حتى تشجعت على قرار اعتقدت أنه سليم.. وهو كذلك..
    اتصلت بها في اليوم التالي.. وأخبرتها عن مخاوفي
    ولو أرادتني حقـًا لطمأنتني وطردت مخاوفي تجاهها..
    ولكنها أثبتت لي من أسلوبها أنها كاذبة، حالها حال كل فتاة
    تبحث عن اللهو.. هاجرتها وأنا أشعر أنني
    قوي على اتخاذي لمثل هذا القرار..
    تضايقت كثيراً على وقتي الذي مضى معها
    وعرفت أنني جاهلٌ.. وأتساءل إلى متى..؟

    وإلى متى نتكبر نحن الشباب ونرى
    أنفسنا أقوياء على مواجهة المصاعب؟
    عقولنا ليس من الصعب عليها أن
    تتصورلنا الفهم والخبرة في الحياة
    ونحن من السهل جدّاً أن نغتر بأنفسنا
    ونعتقد اعتقاداً جازمــًا أن الدنيا
    مقدورٌ عليها؛ كيف يحقُّ لنا أن نعلوا
    فوق مستوياتنا الطبيعيّة؟
    لـِمَ لا يرفع يده الجاهل إذا سألنا من الجاهل فينا؟

    بعد أيّام استقبلتني زاوية في غرفتي.. بدأت أبكي وأبكي..
    والله لا أعرف سبب بكائي.. زادت كآبتي
    فأردت شيئـًا يهدئني
    ذهبت لأمي وشكوت لها.. وضعت يدها
    على قلبي وقرأت المعوذات..
    لا زلت متضايق.. أعطتني شريطين قرآن كريم
    بصوت الشيخ عبد الرحمن السديس،
    أخبرتني أنها ليست متأكدة من الشريطين..
    فلمّا اتجهت إلى غرفتي وثقت بشفاء عاجل..
    جلست على سريري، وضعت
    الشريط الأوّل في المسجل.. فهي خطبة..!
    كان الشيخ يخطب بأسلوب يبكـّي من لا يبكي..
    استمعت لمدة دقيقة.. ثم أرجعت الشريط من البداية
    قدم مقدم من منتجي الشريط باسم الداعيّة
    د.محمد عبد الرحمن العريفي.
    وبدأ الشيخ يخطب.. أوّل شيء ذكره الشيخ عن العاشقين..
    عرفت أن الله يعنيني في هذا اليوم.. كنت أستمع وأتفكر بأمري
    أعود أستمع وأؤنب نفسي.. أستمع وأقول يا حسرتي..
    فكم مضى من السنين وأنا بعيد عن كنوز ديني..؟
    استمعت للخطبة كلها.. استنار عقلي على مستواه..
    بقيت أسترجع الشريط في ذاكرتي..
    نصيحة أبي ترنُّ في أذني في كل دقيقة..:
    لن يرتح قلبك أبداً إذا لم تـُصلّي.
    ومن بعدها هداني الله سبحانه وتعالى إلى الأحسن..
    بدأت أستمع لمشايخنا حفظهم الله، جرني الدين إلى العلم..
    أبحرت في قراءة الكتب، زادت علاقتي بأسرتي..
    تعلــمت الكثير من أبي من الحِكم والمواعظ..
    علمتني أمي عن أمور تندرج تحت (معنى الحياة)
    تزوجت بعدها بفتاة ابنة صديقة أمي
    رأيتها أوّل مرة في بيتنا مع أختي..
    وبعد سنتين رزقني الله بولد أسميته على أسم والدي..
    والدي الحنون الذي صبر على مصائبنا أنا وأخي
    طوال هذه السنوات.. وأمي لم تقصر بشيء والله..
    (حفظ الله آباءنا وأمهاتنا في الدنية والآخرة ، آمين)
    يكفي في الأخير أنني اهتديت للأحسن، لم أصبح عالمـًا
    ولا شيخ ولا حتى داعيّة.. يكفي فقط أدركت أنني جاهل..
    قبل أيّام أتيت لأبني وهو الآن عمره ستة سنوات..
    أردته أن يصلي معي، فكان أبي يقول لي عندما
    كنت في التاسعة: (صلي، صلي.. صلي وإلا ستدخل النار)
    نظرت لأبني مـُبتسمًا: صلي يا بـُني صلي لتدخل الجنة..
    أدرس الطب النفسي اليوم وهذه آخر سنة..
    وها أنا أعيش سعيداً مع أميرتي الصغيرة (زوجتي)
    ومع طفلنا الذي يشابهني وبإذن الله
    مع طفلنا القادم بعد شهرين..
    وسأعوض أبي وأمي على ما فات..
    لكي أجد البر عند أبنائي مستقبلاً..
    والحمد لله والصلاة والسلام على رسولنا الكريم.

    .
    .
    .

    أنا الآن أعزائي لم أكمل الواحدة والعشرين بعد ^_^
    ولم أتزوج، وهذه القصة هي من نسيج خيالي
    ولكن كل المواقف المذكورة جمعتها من أحداث
    صارت في الماضي أو من قصص ذٌكِرَتْ في المجالس
    وأردتُ الفائدة للجميع.. هدانا الله أجمعين.
    التعديل الأخير تم بواسطة )(FanTasy)( ; 20-01-2010 الساعة 04:21 AM سبب آخر: color

  4. #4
    التسجيل
    30-10-2009
    الدولة
    قلب جدة
    المشاركات
    846

    Thumbs up رد: )(أدركتُ أننـي جاهلٌ مـُتكبِّر)(

    بسم الله الرحمن الرحيم
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    اشكرك اخي : o . f . o

    جزييييل الشكر

    على موضوعك الرااآئع والمتميز

    وفعلاً

    لن يرتاح قلبك اذا لم تصلي
    تقبل فائق تحياتي

    اخوك

    وناسه وبس


    أستغفر الله العلي العظيم ...


  5. #5
    الصورة الرمزية رفعت خالد
    رفعت خالد غير متصل عضو قدير ومراقب سابق
    قصصي متميز
    متهم يرجو العفو من الملك
    التسجيل
    22-12-2004
    الدولة
    المغرب
    المشاركات
    966

    رد: )(أدركتُ أننـي جاهلٌ مـُتكبِّر)(

    السلام عليكم ،

    قصة واعظة مؤثرة فعلا.. جزاك الله خيرا. لكن لو أنك اختصرت قليلا كي تزيد من حظوظ قراءتها ، ولو انتبهت لبعض الأخطاء الإملائية و كلمات بالعامية مثل (فيني)..

    استمر.. حفظني الله وإياك وسدد خطاي و خطاك على طريق الحق المبين.

  6. #6
    آبو رآشـد غير متصل عضو قدير
    φ وحــش كمـــال أجســآم φ
    التسجيل
    24-09-2009
    الدولة
    عضو سابق ولا ادخل المنتدى او اتابع الرسائل الخاصة
    المشاركات
    6,709

    رد: )(أدركتُ أننـي جاهلٌ مـُتكبِّر)(

    يعطيك العافية...
    التعديل الأخير تم بواسطة رفعت خالد ; 16-02-2010 الساعة 07:52 PM سبب آخر: المرجو احترام آداب الحوار هنا.. حتى لو كنت مازحا.

  7. #7
    التسجيل
    20-02-2010
    الدولة
    riyadh
    المشاركات
    10

    رد: )(أدركتُ أننـي جاهلٌ مـُتكبِّر)(

    قصة مؤثرة و واعظة جداً ووالله معك حق الأنسان أكبر مكابر ومستبد في أفعاله وسبحان خالقنا كيف يمهلنا ولا يهملنا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •