النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: قصة معاصرة لزوجين رائعين!!

  1. #1
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    قصة معاصرة لزوجين رائعين!!








    هكذا كانت‏..‏ وكان‏!





    جميل ان نحكي ونتحاكي عن الحب والأحباب وننقب في أغوار النفوس المضيئة عما نضئ به الحياة‏,‏ والأجمل ان نعلم ونتعلم من هذه النفوس ان هناك أناسا سيكونون حجة علي الآخرين في الاخرة‏,‏ كانوا يدعون انهم بشر ظلموا نفوسهم.


    وأظلموها لأنهم لم يحسنوا لأنفسهم كالمحسنين‏,‏ ولم يتعظوا من حال كل محروم ومبتلي زاده الابتلاء صبرا وطاعة لله ولم يزده سخطا أو ضعفا ومبررات للإساءة لنفوسهم ولغيرهم‏.‏


    ففي قصص الحب المنزه عن كل غرض والمتسامي علي أي اهواء أو غرائز في ادني صورها البشرية وان كانت تستأنس بصوت الحبيب أو تتقاسم معه شربة ماء أو طعاما أو حديثا أو حتي مشاجرة فيملأ حياتك صخبا وضجيجا‏,‏ فما اصعب سيدي ان تجد الماء ولا تستطيع ان تشرب‏,‏ وما يزيدك ألما‏,‏ وعطشا انه عليك ان تهتم بتنقية هذا الماء ونظافته دون أن تقربه‏.‏


    هكذا كانا هما‏..


    هي طبيبة وزوجها مهندس كانا يعيشان حياة هادئة مستقرة يملؤها الايمان والحب في الله ولله والاقتداء بنبيه والسعي في خدمة المحتاجين والفقراء‏.‏
    لهم من زينة الحياة‏4‏ زهرات صغيرات هن الآن آيات في الخلق والتدين والتفوق فهن جميعا ورغم ظروفهن من أوائل محافظتهن‏.‏


    كانت الزوجة ـ ومازالت كما أحسبها ولا أزكي علي الله احدا ـ مثلا يحتذي في الايمان والزهد‏,‏ وان كان في هذا الزمان كصاحبيات كصاحبيات رسول الله لقلت انها هي واحدة منهن‏.‏


    فهي ومن قبل ما حدث للزوج لا تأكل من الطعام إلا ما يقيم القد وان سألتها ماذا تفعلين لو تزوج عليك زوجك وحبيبك فتجيبك ان من هو خير منه تزوج علي من هي افضل مني‏,‏ تأسية بسيد الخلق والسيدة عائشة‏.‏


    اعرف عنها انها صوامة قوامة مؤمنة حتي جاءها ابتلاؤها وابتلاؤه علي قدر عزيمتها‏,‏ فعلي قدر أهل العزم تأتي العزائم‏,‏ كما ان اكثر الناس ابتلاء الانبياء ثم الامثل فالأمثل كما قال الحبيب وما سمعت عن مثله ابتلاء بين البشر في زماننا هذا‏...



    وقع الزوج ولم يسقط‏..


    غاب ولم يمت‏..‏


    نامت جوارحه ولم تغفل نفسه أو روحه‏..‏


    هدأ الجسد ولم تسترح الروح‏..‏ فكان أيوب هذا الزمان‏..‏


    عشر سنوات يا سيدي رقد علي فراشه هذا الزوج يفتح عينيه حينا ويغمضها احيانا لا ينطق ولا يتقلب ولا يتحرك‏,‏ ولايدري الاطباء أيشعر أم لا بعد ان اتلفت الجلطة خلايا المخ ولم تتلف روحه أو نفسه فكانوا يرجحون انه لا يشعر‏.



    عشر سنوات يا سيدي وهذه الزوجة الصابرة الصامدة تقلبه في فراشه كل نصف ساعة حتي لا تصيبه قرحة الفراش مما أثار عجب الاطباء حيث انهم كانوا لايصدقون ان هذه حالة الجسد الساكن عشر سنوات من فرط نظافته وسلامة جسده‏.‏


    عشر سنوات يا سيدي تذهب به كل يوم للاستحمام والاغتسال‏.‏


    عشر سنوات وهذه الزوجة الشابة تحكي له كل ليلة احداث اليوم ومشكلات البنات واعباء الحياة وتقسم بأنه يشعر بها برغم ان الطب لايعترف‏,‏ لكن دموع عين الزوج التي كانت تنساب علي خده بين يديها تشهد له ولها‏.‏


    ورغم كل هذا فهي تمارس مهنتها كطبيبة ومهامها كأم ولم تقطع مساعدتها ومشاركاتها للمحتاجين والفقراء وكانت تحثنا وتذكرنا وتجمع اموال الزكاة والصدقات لتعيد توزيعها علي المحتاجين‏.‏


    عشر سنوات لم تشتك ولم تيأس من شفائه وما قصرت أو تهاونت في حق الزوج الغائب الحاضر وكانت تقول سيعود يوما للحياة‏.‏


    عشر سنوات صبر ومثابرة حتي توفاه الله منذ ايام فذهبت الي امها المريضة لتواسيها في زوج ابنتها وتصلي لله وتدعوه ان يغفر لها ويسامحها ان كانت قد قصرت في رعايته‏,‏ والاهتمام به والترويح عنه‏.‏


    لا اعرف ان كانت هذه الزوجة من البشر ام اننا نحن لسنا بشرا‏,‏ فها هي زوجة شابة مؤمنة محبة مخلصة ووفية لم تضعف ولم تتنصل لزوجها‏,‏ وماسمعت انها شكت او تململت بل دائما هادئة مستبشرة حتي وقتنا هذا‏,‏ وحتي بعد وفاة الزوج الذي توفي منذ ايام بعد عشر سنوات‏:‏ صبر ممزوج بأمل العودة للحياة‏.‏


    ولا اعرف أأسأل قراءك ان يدعوا لها ام أسألها هي ان تدعو لنا ولقراء بابك‏,‏ كل ما اعرفه حقا انها ستكون حجة علينا يوم القيامة ان كان في زماننا مثل تلك المرأة‏,‏ وكان هذا ابتلاءها وصبرت ورضيت واحسنت‏,‏ وامثالها كثيرون من المحرومين المحسنين‏,‏ فطوبي للصابرين والراضين علي الحرمان المستبشرين بعفو الرحمن‏,‏ ويا أسفي علي كل نفس ضاعت واضاعت علي منح الله لها‏,‏ من سخط وسوء تصرف وبعد وإبعاد عن طريق الله‏.‏






    ‏*‏ سيدتي‏..‏ هذه المرأة الرائعة ستكون حجة لنا كما هي حجة علينا‏,‏ فتلك النبتة الطيبة لم تأت من أرض بور‏,‏ بل أرض خصبة معطاءة‏,‏ كريمة رحيمة‏,‏ وإلا ما كانت ودعت وأودعت حبيبها وسارعت إلي أمها المريضة لتسترضيها وتواسيها‏..‏


    ما الذي يمكن ان تخلفه هذه الزوجة العظيمة‏,‏ الصوامة القوامة‏,‏ في نفوس بناتها؟



    ما الذي يمكن ان تخلفه وهي تراعي زوجها المريض‏,‏ الغائب عن كل الناس إلاها‏,‏ تحممه وتقلبه وتهمس له حبا وولاء وتتابعه بأخبار البيت والبنات‏,‏ وتستأذنه فيأذن لها بلغة لا يسمعها ولا يفهمها إلا هما‏,‏ لترعي مرضاها وتحن علي فقراء الله وتحض علي الخير والإحسان‏.‏


    هذه المرأة ـ ياسيدتي ـ حجة لنا‏,‏ أن من بيننا‏,‏ محبين‏,‏ خيرين‏,‏ يراعون الله ويحبونه‏,‏ فينجيهم سبحانه وتعالي ويمنحهم الفرص لجني الخيرات والحسنات‏,‏ وليكونوا لنا أملا‏,‏ فمن منا لا يريد أن يكون مثل هذه المرأة الرائعة؟


    من منا لا يتمني كل هذا الصفاء والعطاء والرضاء والحب؟


    من منا لا يبكي علي نفسه التي تغويها الدنيا فتحرضه علي الفسق والعصيان‏,‏ فيما طريق الهداية علي الرغم من صعوبته‏,‏ يبدو حلما قريبا لمن يتلمس العفو والمغفرة من الرحمن الرحيم‏,‏ ويجعل من هذه المرأة طاقة نور في زماننا‏,‏ ويهفو إليها ويسعي أن يكون مثلها‏,‏ فلندعوا لها جميعا بظهر الغيب أن يرحم الله زوجها ويغفر له ويمنحها الصبر‏,‏ ولتدعو هي لنا فنحن الأحوج إلي دعائها ومن هن مثلها في حياتنا ولا نشعر بهن‏.‏




    وإلى لقاء بإذن الله‏..‏




    المصدر : جريدة الأهرام المصرية الصادرة ليوم الجمعة 7 من صفر 1431 هـ 22 يناير 2010
    التعديل الأخير تم بواسطة أبــو أنــس ; 24-01-2010 الساعة 10:21 PM
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

  2. #2
    التسجيل
    10-07-2009
    المشاركات
    15

    رد: قصة معاصرة لزوجين رائعين!!

    ونعم بالله..موضوع راااائع

    وأيما أمرـة ماتت وزوجها راضي عنها دخلت الجنه

    جزاك الله خير

  3. #3
    نعومة الأحساس غير متصل عضوة مميزة في منتدى الخواطر والنثر
    التسجيل
    24-06-2009
    الدولة
    عالم الخيال
    المشاركات
    2,841

    رد: قصة معاصرة لزوجين رائعين!!

    قصه رائعه
    يسلمو على الموضوع

  4. #4
    التسجيل
    24-02-2005
    الدولة
    المملكة العربية السعودية - مدينة الرياض
    المشاركات
    740

    رد: قصة معاصرة لزوجين رائعين!!

    وصل لبريد جريدة الأهرام الصادرة ليوم الجمعة 28 / 2 / 1431 هـ - 12 / 2 / 2009 م










    طريق النور

    ما دفعني للكتابة اليك هو قراءتي لرسالة‏(‏ هكذا كانت وكان‏)‏ فأنا تلك السيدة صاحبة الحكاية‏,‏ فقد اذهلني وأبكاني واحزنني أن رسمتني هذه القصة امرأة نادرة فعلت المستحيل‏,‏ فأردت أن أضع النقاط علي الحروف واعطي كل ذي حق حقه‏,‏


    فما كان هذا العطاء من فراغ وقد صدق الله حين قال‏ : (‏هل جزاء الإحسان إلا الإحسان‏)..‏ فمنذ مرض زوجي وانا اتمني الكتابة عن احداث الحياة ومايمر بنا‏,‏ ليس شكوي وتبرما‏..‏ لا والله ولكن تسجيلا لاحساس بالاحتواء الرباني في كل خطوة نخطوها وتمر علينا في حياتنا‏.‏


    فقد كان زوجي ينبوع عطاء منذ زواجنا وتعاهدنا علي ان يكون كتاب الله وسنة رسوله مرجعين لاي شيء يمر بنا من مشكلات وعوائق وان يضحي كل منا لبناء هذا البيت المسلم‏...‏ فرأيت الزوج الملتزم دينه المحافظ علي صلاته‏,‏ لايترك كتاب الله من يده‏.‏


    رأيت زوجا كريما في أهل بيته واقاربه واصدقائه زوجا طموحا يشهد له الجميع بالتقوي والامانة في محل عمله‏,‏ عرف زوجي ان اساس الحياة الزوجية هو المودة والرحمة فسار علي نهج رسول الله‏(‏ صلي الله عليه وسلم‏):‏ـ‏(‏ خيركم‏.‏ خيركم لاهله‏):‏ فكان طيلة احد عشر عاما قبل مرضه خير الازواج دينا ومعاملة لم يؤذني بفعل او كلمة او حتي حرف يجرحني قط‏.‏


    تعلمت من خلقه معي ان قوامة الرجل ليست سيفا علي رقاب النساء كما هو سائد ذاك الفهم الخاطئ‏,‏ ولكن القوامة هي بذر بذور المودة واللين والتسامح والعفو فتملك الجوارح قبل ان تملك القلوب‏,‏ فتكون هي عينه فلا يري منها الا كل حسن وتكون هي لسانه فلا ينطق الا بكل خير‏,‏ تعددت مشاكلي الصحية اثناء فترات الحمل والولادة في كل مرة مع بناتي الاربع فلم ار منه الا كل رحمة وشفقة وقلق ودعاء فيقف بجانبي حتي استرد صحتي‏,‏ وعلي الرغم من كثرة سفره نتيجة لظروف عمله لم يمنعه ذلك بعد عودته ان يعاونني في بعض اعمال المنزل ويشاركني مسئولية وعبء الاطفال‏,‏ رحمك الله زوجي الغالي فما اعظم تواضعك وروحك السمحة‏,‏ واسأل ماشئت عن بره بأهله واخوته‏,‏ والأعجب من ذلك خلقه السامي مع اهلي فكان نعم الابن لوالدي‏,‏ ونعم الاخ لاخوتي‏,‏ وكان لايتواني عن تقديم المساعدة لاي شخص كان قريبا او بعيدا‏..‏



    ومن جانب آخر فقد كان مؤمنا انه من لم يهتم بأمر المسلمين فليس منهم‏,‏ اذ كان دائم الاهتمام بأخبار المسلمين والدعاء لهم ولقد تمني الشهادة في سبيل الله وكان دائم الدعاء بها وكثيرا ماكان يسألني ويسأل الجميع ان يدعو له بها‏.‏



    علم ان تقوي الله هي الطريق ورضا الله هو الهدف‏,‏ فرزقه الله طهارة القلب‏(‏ فالقلوب أوان تنضح بما فيها علي الجوارح‏)‏ عاش قلبه كقالبه وسره كعلانيته حفظ الله فحفظه الله‏,‏ وكانت هذه المحنة الربانية اذ اصيب زوجي بجلطة شديدة في جذع المخ اصيب علي أثرها بغيبوبة وقد كان في السابعة والثلاثين من عمره‏..‏ نام هذا الجسد ولم يتوقف العطاء الزاخر فما كان ابتلاء إلا ومعه لطف وما كان شدة الا ومعها يسر وماكانت محنة الا ومعها صبر‏,‏ انهال هذا العطاء الرباني طوال سبع سنوات وقد كانت من اهم عوامل التثبيت في هذه الفترة الشعور بالمعية الربانية‏,‏ فمع اول لحظة من مرض زوجي كان هذا الهاتف الداخلي يذكرني بقول السيدة خديجة لرسول الله صلي الله عليه وسلم‏(‏ والله لايخزيك الله ابدا‏).‏



    فكانت اول رسالة ربانية سريعة بالتثبيت‏,‏ ومن نعم الله علينا في هذه الفترة ذاك الفضل العظيم اذ اتمت بنتاي بعد مضي ثلاث سنوات من مرض والدهما ختم كتاب الله حفظا‏..‏ اول فرحة ملأت قلبي واكدت لي ان الله معنا ويبارك خطانا ولم تتوقف هذه النعم الربانية طوال فترة الابتلاء‏,‏ وتكفل الكريم الوهاب الرزاق وأسبل علينا سبل ستره ثم التفاف الناس حولي فلم اشعر بالغربة بل اصبح لي مئات الاخوة والاخوات‏,‏ ولم يكن العطاء الرباني ماديا فقط بل كان ماديا ومعنويا فرزقنا الله نعمة الصبر والثبات وقد صدق الله في حديثه القدسي‏(‏ياعبدي ان عبدي فلان مريض اما انك لو زرته لوجدتني عنده‏)‏ حقا فما دخل احد حجرته الا وشعر بالطمأنينة والسكينة وكثيرا مامرت بي ازمات صحية فلا اكاد ادخل غرفته الا واشعر بالقوة بل والاكثر من ذلك اللذة والرضا في العناية والاهتمام به ولم لا‏!!!‏ سبع سنوات من المرض تعتبر تكفيرا للذنوب ورفع درجات بغير ذنوب جديدة بل زيادة في الاجر والثواب فلم يكن سليما في جسده سوي جهاز الاحساس فهو يشعر بالألم‏.‏ بكل ألوانه‏.‏


    وعندما اصيب بكسر في عظمة الفخذ اثناء جلسة علاج طبيعي قام باجراء عملية كبري‏(‏ سبحان الله‏)‏ مازال يبتلي وهو في ابتلاء‏,‏ اجر وراء اجر‏,‏ ثم كانت الايام الاخيرة ثم اللحظات الاخيرة هدأ هذا الجبل الشامخ وسكن هذا الجسد الذي كثيرا ما تألم‏(‏ إنا لله وإنا اليه راجعون‏...‏ لاكرب بعد اليوم‏.‏ لاشدة بعد اليوم‏..‏ هنيئا لك الجنة‏)‏ كلمات لم ازل ارددها حين لفظ انفاسه الاخيرة‏,‏ شعوران غريبان شعرت بهما لحظة وفاته رهبة ورجفة الموت ثم هذه الفرحة والطمأنينة التي ملأت قلبي‏,‏ فأنا مؤمنة بوعد ربي انما يوفي الصابرون اجرهم بغير حساب‏(‏ اللهم ربي ان عبدك ابتليته وصبر فأنجز له وعدك وارزقه اجر الشهداء الصابرين‏)‏آمين‏.‏



    جزاك الله خيرا زوجي الغالي يا من تعلمت منه حسن الخلق وطهارة القلب في صحته والصبر واللطف والمعية الربانية اثناء مرضه والبشري الحسنة بعد موته‏,‏ فقد اتصلت بي زوجة احد الشيوخ الفضلاء الذي حضر جنازته‏,‏ وانا احسبه علي خير ولا ازكي علي الله احدا‏,‏ فقالت يا ابنتي لم تكن هذه جنازة بل كانت عرسا وان شاء الله ختم له بخاتمة السعادة‏..‏



    وهو لاقي ربه راضيا عليه غير غضبان‏.‏



    حقا صدق الله‏...‏


    فصدقه الله



    وهذه رسالة شكر خاصة لوالدي لما قدماه لي منذ زواجي حتي الان‏(‏ اللهم بارك لي فيهما وارزقني برهما وطاعتهما‏)‏ وشكر لاخوتي واختي الحنون فقد كانوا سندي وظهري سترهم الله وبارك لهم في ابنائهم وزوجاتهم‏.‏ وشكر الي اصدقاء زوجي واخوانه فقد كانوا سدا منيعا لنا بارك الله فيهم جميعا وشكر خاص الي الممرضات الفضليات اللاتي ساعدانني في رعاية زوجي‏.‏



    وختاما‏:‏ شكرا لك ربي‏..‏ شكرا لك ربي


    اللهم لاتحرمني سبل سترك‏..‏


    ولاتحرمني برد عفوك وكرمك وفضلك‏,‏ رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلي والدي وأن أعمل صالحا ترضاه‏,‏ وأصلح لي في ذريتي إني تبت إليك وإني من المسلمين‏.



    ‏**‏ سيدتي‏..‏ ها أنت تطلين علينا لتكشفي عن وجهك المضيء وسيرتك العطرة‏,‏ بعد أن لامستها صديقتك في رسالتها لنا منذ أسبوعين وقالت لنا عنك هكذا كانت‏,‏ ولكنك بطيب أصلك ورقي تواضعك‏,‏ استكثرت علي نفسك أن نراك إمرأة نادرة فعلت المستحيل‏,‏ وآثرت أن تعيدي الفضل إلي زوجك الراحل‏,‏ ولكن رسالتك المشحونة بمشاعر الحب الإنساني والإلهي‏,‏ لم تغير في الأمر شيئا‏:‏ مازلت امرأة نادرة‏,‏ وصورة رائعة للزوجة كما يجب أن تكون‏,‏ وإن أكدت لنا أن الحب يجب أن يسير دائما في الاتجاهين المتقابلين وهل جزاء الإحسان إلا الإحسان‏,‏ وأن من يسير في طريق النور مستمدا طاقته من طاعة الله‏,‏ فإن الله حتما سيرعاه ويحفظه ويهون عليه مصائبه ويجعل له من الكرب فرجا‏,‏ ومن الصبر سراجا‏,‏ ومن الألم ثوابا ودرجات علا‏,‏ وهذا هو ما أطلقت عليه سيدتي التعبير الرائع المعبر الاحتواء الرباني‏,‏



    سيدتي‏..‏ لم أنشر رسالتك رثاء لزوجك الراحل العظيم والذي يستحق أن ننظر إلي رحلته القصيرة في الحياة بكل انبهار وتأمل لهذا النموذج من البشر الذي لم نعد نراه بسهولة في حياتنا‏,‏ ولكن لأن سطور رسالتك تفيض ببعض منه ومن تدينه والتزامه وخلقه ومحبته‏,‏ فإنني وجدتني مدفوعا لنشر الرسالة من منظور آخر وهو الزواج‏,‏ فأغلب مشكلات المجتمع الآن تتمحور حول العلاقات الزوجية‏,‏ فنري المحاكم مكتظة بقضايا الطلاق والخلع وحضانة الأطفال‏.‏
    وانتشرت جرائم القتل بين الأزواج والآباء والأبناء‏,‏ فيما يبدو كاشفا لغياب هذا الاحتواء الرباني الذي ظلل رحلة حياتك الرائعة والقصيرة‏.‏ بعد أن غيبنا كتاب الله واحتفظنا به في البيوت وتابلوهات السيارات بدون فهم وتأمل لما فيه‏.‏


    فغاب التراحم والحب وحل محلهما البغض والقسوة‏.‏



    من من الرجال لا يتمني ويحب أن يكون مثل زوجك الراحل‏,‏ وهل لو كان ما وجد زوجته مثلك تحت قدميه؟‏!..‏ ما الذي يمنع الرجال من أن يبذروا المودة واللين والتسامح والعفو والعطاء وصلة الرحم؟



    لا أعتقد أن أحدا سيري أنه الفقر أو الأزمات الاقتصادية‏,‏ فالحال يجمع الآن بين الأغنياء والفقراء‏,‏ التفكك والعنف متشابهان ومتماسان‏.‏ وهل لو رأت زوجة ـ مثلك ـ زوجها بهذا الخلق الكريم هل تبخل عليه بروحها لتمنحه السعادة والهناء‏,‏ وترعاه في يسره كما في عسره‏.‏




    فإذا كانت الأمور واضحة إلي هذا الحد‏,‏ الحد الذي يجعلنا نجمع مابين سعادة الدنيا ونعيم الآخرة‏,‏ فلماذا نضل الطريق‏,‏ ونضيع الأيام ـ وهي وإن طالت قصيرة ـ في خلافات وصراعات وتشريد وتعذيب للأبناء‏.‏



    رسالتك سيدتي بلسم للأرواح الباحثة عن الراحة وعن فهم سر الوجود والفناء لمن يريد أن يفهم ويعي‏,‏ ولمن يريد أن يعيش ويموت في سلام ورضا‏..‏ جعلنا الله منهم‏..‏



    وإلي لقاء بإذن الله‏.‏
    فضلاً : إذا أعجبك الموضوع أضف تقييمك



    يمكنك الاحتفاظ بالموضوع عن طريق طباعته




    أبــو أنــس

المواضيع المتشابهه

  1. لغة جديدة معاصرة من اختراعي
    بواسطة : هواء الشاطئ , في اللغات الأجنبية
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 05-08-2008, 07:48 AM
  2. يوميات زوجة معاصرة
    بواسطة : alpy7000 , في الروايات و القصص القصيرة
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 01-07-2008, 07:47 PM
  3. الحياة الأسرية من سير الصالحات (أعجب قصة صبر معاصرة)
    بواسطة : إسلامية , في الأسرة و الحياة الزوجية
    مشاركات: 4
    آخر مشاركة: 15-09-2005, 04:15 PM
  4. عالم المرأة وصية الى كل مرأة معاصرة
    بواسطة : abou_kasem , في الأسرة و الحياة الزوجية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 11-01-2005, 01:44 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •