النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: ثلاثية اينوخ..الكتاب الاول..الذي عاد!!..

  1. #1
    التسجيل
    14-03-2010
    المشاركات
    1

    ثلاثية اينوخ..الكتاب الاول..الذي عاد!!..

    بسم الله الرحمن الرحيم..

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

    هذه اول مشاركة لي في المنتدى, واتمنى ان تنال الاعجاب والاستحسان..

    ثلاثية اينوخ..
    الكتاب الاول!!..
    الــذي عــاد!!..
    كانت مهمته ثقيلة نوعا ما, ولكنه كان يعلم انه لابد له ان يتمها والا اتت العواقب وخيمة عليه وعلى اسرته, لابد ان يقدم البديل ليؤدي الدور الذي اداه لسنوات طويلة والذي اداه من قبله والده ومن قبله جده!.
    نظرت اليه زوجته وقالت وهي تعض شفتها السفلى:
    " حسام..مها لازالت صغيرة..ليس بعد يا عزيزي!".
    قال وهو يربت على كتفها بيد مرتجفة:
    " بل هذا هو السن المناسب يا فاتن..لابد ان اقدم مها الآن والا كانت نهايتنا!".

    هكذا تبدأ ثلاثية اينوخ..
    احداث مثيرة تنتظر..مهمة غير عادية..وحرب من اجل الخلاص ستشتعل نارها عما قريب!!..



















    -1-
    كانت مهمته ثقيلة نوعا ما, ولكنه كان يعلم انه لابد له ان يتمها والا اتت العواقب وخيمة عليه وعلى اسرته, لابد ان يقدم البديل ليؤدي الدور الذي اداه لسنوات طويلة والذي اداه من قبله والده ومن قبله جده!.
    نظرت اليه زوجته وقالت وهي تعض شفتها السفلى:
    " حسام..مها لازالت صغيرة..ليس بعد يا عزيزي!".
    قال وهو يربت على كتفها بيد مرتجفة:
    " بل هذا هو السن المناسب يا فاتن..لابد ان اقدم مها الآن والا كانت نهايتنا!".
    قالت فاتن وهي تقاوم دموعها بصعوبة بالغة وتنظر صوب ابنتها النائمة في مهدها رضيعة في الشهور الاولى من عمرها:
    " لااصدق ان اسلم ابنتي لهم بهذه السهولة يا حسام..افعل شيئا بالله عليك!".
    ازدرد حسام ريقه بصعوبة بالغة وقال وهو يشيح بوجهه بعيدا عنها:
    " صدقيني يا فاتن..الامر خارج عن ارادتي..هي لعنة ابتليت بها عائلتنا منذ سنوات طويلة للغاية..لعنة قدرنا ان نحملها حتى النهاية".
    وصمت لحطة قبل ان يقول بصوت باك:
    " لقد حاول جدي ان يتخلص منها يوما ما, ولكنه فشل, ووجد نفسه يقدم ابي بديلا ووريثا له في ذات سن مها, ومن بعده جاء ابي ليقدمني".
    اقتربت فاتن من المهد ومن عينيها سالت دموعها وهي تقول:
    " حسام..مها ابنتنا الوحيدة..هل ستفرط فيها بسولة؟!!".
    والتفت اليه وهي تقول بلهفة:
    " دعنا نهرب يا حسام..لنهرب من هنا الى مكان بعيد,و..."
    اقترب منها حسام وقال يقاطعها:
    " ليس بحل ابدا يا فاتن..سيصلون الينا حتما مهما فعلنا, لقد اخبرتك ان جدي حاول وفشل".
    قالت وهي تلقي بنفسها بين ذراعيه:
    " لامفر اذن يا حسام!!".
    هز حسام رأسه بالايجاب وقال:
    " انه قدري..وقدرها..وقدر ابنائها من بعدها يا فاتن!!".
    * * * * * * * * * *
    -2-
    توقفت السيارة العتيقة امام الفيلا القديمة فوق هضبة المقطم, وبدت السماء مظلمة بلا قمر, ولم تنجح النجوم المتفرقة هنا وهناك في تبديد الظلام الدامس المحيط بالمنطقة التي بدت لعيني فاتن وهي تحتضن مها بين ذراعيها مهجورة تماما!.
    " هذا المكان يثير الرعب في نفسي يا حسام!".
    قال وهو يفتح الباب المجاور له:
    " لقد طلبت منك البقاء في المنزل حتى اعود يافاتن,و..."
    قاطعته وهي تفتح الباب المجاور لها ايضا:
    " قلت لك لن اترك ابنتي لحظة واحدة يا حسام!".
    قال وهو يتناول من اسفل قدميه لفافة رثة الهيئة ويترجل من السيارة:
    " لن تحتمل اعصابك طقوس التنصيب يا فاتن!".
    سرت رجفة باردة في جسد فاتن وهي تترجل بدورها من السيارة:
    " طقوس؟!!..وتنصيب؟!!".
    تنهد حسام وقال وعيناه معلقتان بالبوابة المعدنية الصدئة وقد اغلقت بسلسلة ضخمة علاها الصدأ كذلك:
    " اجل يا فاتن..تلك الطقوس التي لقنني ابها ابي قبل موته حتى اؤديها مع ابني او ابنتي".
    سرت رجفة اخرى في جسد فاتن وهي تتذكر اليوم الذي علمت فيه بالحقيقة المروعة من زوجها!!..
    عندما اخبرها بكل شيئ بتفاصيله الدقيقة والرهيبة,ارتجفت وخافت وانهارت,قاومت واعترضت,واتهمته بأن كل مايقوله محض وهم وهراء, لكن حسام كان جادا في كل كلمة نطق بها, كانت عيناه تحملان نظرة من يشعر بالذنب والاثم, ولكنه اكد لها انه قدره ولافكاك من بأي وسيلة!!.
    " هيا بنا..فهم لايحبون الانتظار!".
    قالها حسام وهو يسير نحو البوابة المعدنية تتبعه فاتن بخطوات خرقاء مرتجفة, امام البوابة توقف, ومن جيبه اخرج مفتاحا صدأ اولجه في القفل, ولدهشتها استجاب القفل الصدأ, وانزلقت السلسلة على الارض بصوت بدا وكأنه دوي رصاصة في الهدوء الرهيب المحيط بالمكان, وماان دفع حسام البوابة المعدنية حتى اصدر صريرا رهيبا جعلها تجز على اسنانها بقوة, وتضم ابنتها النائمة الى صدرها اكثر واكثر!!.
    كان بهو الفيلا مظلما, وفي الجو احست فاتن برائحة عفونة امتزجت برائحة اشياء تم تخزينها لوقت طويل, طبقات التراب على الارض جعلت وقع اقدامهما مكتومة,و..
    " حسام..الظلام دامس..لا ارى اي شيئ على الاطلاق".
    اتاها صوته ثابتا على نحو اثار خوفها اضعافا مضاعفة:
    " لاتقلقي يافاتن..انهم يفضلون الظلام التام..لايحبون ان يراهم احد في لحظات التنصيب,فهي بمثابة احتفال مقدس!".
    لم تعلق فاتن على عبارته, ولم تجد في نفسها اي قدرة على سؤاله عما سيحدث بعد, ولكنها شعرت بخطواتها تبتعد عنه, حاولت ان تناديه, ولكن صوتها اختنق في حلقها, اصلت ضم ابنتها الى صدرها, ارتجف جسدها عندما سعت صوت صرير امتزج بصوت انين بدا للوهلة ضعيفا خافتا, ولكنه اخذ يزداد قوة في كل لحظة تمر, اتسعت عيناها في ذهول, وخفق قلبها بين ضلوعها بقوة رهيبة عندما ادركت ان الانين يصدر من البطانية الثقيلة التي احاطت بها جسد ابنتها النائمة,ارادت ان تنادي على زوجها, لكنها تسمرت في مكانها وكأنها تحولت الى تمثال من الحجر, شعرت بقبضة قوية تختطف منها ابنتها,لم تقدر ان تصرخ كما ارادت,فالصراخ لن ينفعها ابدا في مثل هذا الموقف الرهيب!!.
    " الكتاب ايها البشري..هل احضرت الكتاب معك!!".
    سمعت الصوت وكأنه آت من اكثر اعماق الجحيم سحقا واشتعالا!!, لم تعد قدماها قادرتان على حملها,وشعرت جسدها ينهار على الارض التي حجبت اتربتها الكثيفة صوت سقوطها!!.
    " اجل يا سيدي..الكتاب هنا معي!!".
    " اتبعني الى القبو اذن ايها البشري..طقوس الاحتفال اوشكت ان تبدأ!".
    مرت لحظات من الصمت قبل ان تسمع فاتن الصوت الرهيب يقول مجددا:
    " ولاتنس الضحية البشرية ايها البشري الفاني!".
    " والدة الفتاة هي الضحية المناسبة يا سيدي..دماؤها حتما ستفي بالغرض!!".
    وهنا تمكنت فاتن من الصراخ بكل قوتها ورعبها وذهولها قبل ان تفقد الوعي دون ان تدري انها ن تعود اليه مرة اخرى!!".
    * * * * * * * * * *
    -3-
    واعية بكل شيئ, مدركة للحقيقة المروعة بأنها الآن تحمل المسؤولية على عاتقها بعد موت والدها منذ سنوات, نشأت مها في احد دور الرعاية التي تدعمها الدولة.
    نشأت فتاة رقيقة ذات طباع هادئة قليلة الاختلاط بزميلاتها في الدار, تشاركهم وجباتهم واجتماعاتهم وكأنها مخلوق غريب من كوكب آخر وجد نفسه فجأة يعيش بين البشر, لاحظ الكل انطوائها وعزلتها عن الآخرين فابتعدوا عنها بدورهم, طاردتها الاقاويل بأنها ممسوسة وان هذا المس هو السبب دون شك في هذه الحالة التي تبدو عليها من الخوف والشحوب الدائمين.
    " التغذية في الدار جيدة..صدقيني يا سيدتي..ولكن هذه الفتاة لم تبد طبيعية على الاطلاق منذ اليوم الاول لها في الدار!".
    قالتها واحدة من مربيات الدار,امرأة عجوز تجاوزت السبعين من عمرها ببضع سنوات,فقدت معظم اسنانها, وفوق رأسها بقايا من شعر ابيض خشن.
    " لم تبد طبيعية على اي نحو بالضبط يا جمالات؟!".
    سألتها مديرة الدار الجديدة بشيئ من اللهفة, فقالت جمالات بلهجة العالم ببواطن الامور وخافيها:
    " منذ اللحظة الاولى يا سيدتي..لقد اتى بها والدها- والله وحده يعلم ان كان والدها كما قال- في ليلة شديدة البرودة, والامطار تنهمر بغزارة رهيبة, وقد غاب القمر خلف غيوم سوداء داكنة لم نر مثلها من قبل,اتى وهو يحمل الطفلة النائمة وقال انه لا يستطيع الاحتفاظ بها لأن امها ماتت, قال هذا والقاها بين ذراعي واختفى!".
    قالت المديرة تسألها وهي تنظر عبر نافذة زجاجية الى مها الجالسة على مائدة الطعام مع باقي الفتيات تتناول طعامها في صمت تام دون ان تشترك في اي حوار:
    " الم يكن يأتي للسؤال عنها يا جمالات!".
    هزت جمالات رأسها نفيا بقوة وقالت مجيبة:
    " ستة عشر عاما مرت دون ان نراه يأتي لزيارتها, ولم نرى ابدا احدا من اقاربها,فقط كان معها ورقة اسم الفتاة..مها, ولانعرف اي تفاصيل اخرى عنها".
    قالت المديرة مقطبة:
    " يالها من قصة عجيبة يا جمالات".
    وصمتت هنيهة قبل ان تقول محدثة نفسها اكثر مما تحدث جمالات:
    " هذه الفتاة تبدو لي مريضة نفسيا يا جمالات..شحوبها..عزلتها وانطوائيتها تؤكد هذا, الم تحاولوا عرضها على طبيب نفسي؟!".
    قالت جمالات وهي تهز رأسها نفيا:
    " الفتاة ليست مجنونة ان كان هذا قصدك يا سيدتي".
    ومالت عليها وقالت بلهجة من يفضي بسر خطير:
    " لو اردت الحق..فهي ممسوسة ولاشك, وهذا سبب تصرفاتها الغريبة ليلا!".
    قالت المديرة تسألها:
    " عن اي تصرفات غريبة تتحدثين؟!!".
    بدا الخوف على وجه جمالات وقالت وهي تحرك يدها فوق رأسها:
    " اللهم احفظنا يا سيدتي..لقد رأيت بعيني ولم يخبرني احد!".
    قالت المديرة بلهجة من نفد صبره:
    " تحدثي ولا تكثري من الحديث يا امرأة!".
    حدقت فيها جمالات قليلا قبل ان تقول:
    " لقد رأيناها اثناء نومها يا سيدتي..امور رهيبة كانت تحدث..اصوات اقدام تتحرك في العنبر حول فراشها ولااحد يمكن رؤيته,اصوات عجية ومخيفة وكأنها اصوات الجن تطلق ضحكات ماجنة,قطرات دماء تظهر على جسد الفتاة وهي نائمة ولا اثر لجروح على الاطلاق, جسدها يرتفع عن الفراس في الهواء بمعجزة قبل ان تبدأ في الصراخ وكأن احدهم يعذبها!..لقد فزعت الفتيات مما رأينه امامهن, كلهن رفضن المبيت في العنبر, ولهذا امرت المديرة السابقة- رحمها الله- ان يتم نقلها الى العنبر الانفرادي".
    قالت المديرة وقد التقى حاجبيها:
    " ولكنها تشارك الفتيات طعامهن ودروسهن يا جمالات!!".
    هزت جمالات رأسها وقالت:
    " اثناء النهار تبدو مها فتاة طبيعية جدا ياسيدي, بل هي تثير الشفقة و التعاطف عندما تبدي جهلها بما يحدث لها ليلا..ولكني واثقة انها كاذبة..هذه الفتاة ممسوسة..عليها جن مارد".
    ازداد التقاء حاجبي المديرة وهي تقول:
    " كف عن هذا الهراء, ولاتظني انني اصدق كل كلمة فارغة تفوهت منذ قليل..هذه الفتاة مريضة نفسية لا اكثر, وسأعرضها بنفسي على طبيب متخصص".
    * * * * * * * * * *
    -4-
    ارتجف جسد مها وهي جالسة في قاعة الطعام, توقفت عن المضغ, قلبها يخفق بقوة, رأسها يكاد ينفجر وكأن قبضة شيطانية تعتصره بلارحمة, وسمعت ذلك الصوت الرهيب وكأنه قادم من اعماق الجحيم يقول:
    " انت تعرفين دورك جيدا ايتها البشرية الفانية,لقد حان الوقت للتزاوج وانجاب البديل الجديد!!".
    * * * * * * * * * *
    -5-
    تمددت على الشيزلونج الجلدي تتابعها عينا الدكتور مجد الثاقبتان, وشعرت بكل ذرة في كيانها ترتجف عندما تحدث الدكتور بصوت رخيم هادئ:
    " انت هنا لتتحدثي يا مها..وانا هنا لأستمع اليك واحاول مساعدتك".
    ازدردت ريقها بصعوبة وقالت بصوت مهتز:
    " لن تصدقني ابدا يا دكتور, فحكايتي هي لعنة حياتي!".
    ابتسم الدكتور مجد وقال وهو يتراجع في مقعده ويضع ساقا فوق الاخرى:
    " لم لا تجربيني اذن؟!..لن تخسري شيئا بالتأكيد!".
    مرت لحظات من الصمت قبل ان تأخذ مها نفسا عميقا اخرجته في زفرة قوية وقالت:
    " لقد بدأ الامر منذ سنوات طويلة للغاية, منذ عثر احد اجدادي على الكتاب في قبو فيلته في المقطم..ذلك الكتاب الرهيب الذي تحدث عنه الكثيرون يا دكتور..الكتاب الذي يحوي اسرار تقشعر لها الابدان, يشيب لهولها الأجنة في الارحام..انه الكتاب الاكثر لعنة في التاريخ القديم..انه كتاب اينوخ يا دكتور مجد!".
    صمتت للحظة,في حين تحفزت حواس الدكتور مجد وهو يعقد حاجبيه, تنهدت ثم قالت تكمل حكايتها:
    " على جلود البشر الموتى سطرت حروف الكتاب..اسرار قديمة تقود الى حقيقة واحدة ومفزعة..البشر يسيرون حتما نحو نهايتهم المفزعة..لقد قرأ جدي الكتاب وعرف اسرار الكيانات القديمة التي سيطرت على العالم في زمن قديم مندثر..كيانات شيطانية تعيش على دماء وخطايا البشر..آثامهم وشرورهم غذاؤها والوسيلة الوحيدة لبقائها واستمراها..ذكر الكتاب ان هذه الكيانات سادت عالمنا يوما ما, عاثت فيه فسادا وغيا,حتى جاءت قوة من النور تمكنت من محاصرتها بعد حرب رهيبة واعادتها الى عالمها التي اتت منه, وتمكنت قوى النور من سد آخر فجوة بين عالم البشر وعالم هذه الكيانات الشيطانية بعد ان كادت تفني البشرية, احد افراد هذه القوة عثر على كتاب اينوخ مع آخر خادم لهذه الكيانات,هاله ماكتب فيه من وسائل خدمتها, دفن الكتاب في مكان بعيد ومقفر على امل ان تموت هذه المعرفة مع مرور الزمن, مرت قرون طويلة على هذه الواقعة الرهيبة حتى جاء اليوم الذي عثر فيه جدي الاكبر عليه مدفونا في قبو فيلته, لم يدر كبف وصل الكتاب البه, وهل هذا هو الموضع الاصلي الذي دفن فيه الكتاب ام ان شخصا آخر وجده واخفاه هنا؟!!.. ام يعثر جدي ابدا على اجابات شافية, ولم يرهق نفسه بالبحث طويلا عنها, وانما قضى اياما طويلة يقرأ الكتاب ويتعلم الكثير من اسرار الكون المظلمة,وماان انتهى من القراءة حتى قام بإعادة فتح الفجوة بين عالمنا وعالم الكيانات القديمة, ومن هنا بدأت اللعنة في اسرته,كان واجبا عليه ان يقدم الضحايا البشرية بشكل دوري ومنتظم لهذه الكيانات, وكان عليه ايضا ان ينقل المعرفة الى وريثه لتستمر الخدمة حتى تستعيد الكيانات قوتها وكاملة وتنطلق للسيطرة على عالمنا وافنائها كما ارادت قديما, وهكذا استمرت اللعنة في نسله,وتواصلت حتى بلغت ابي الذي تم تقديمه وتنصيبه في طقوس شيطانية, تلك الفجوة موجودة في قبو الفيلا التي سكنها جدي الاكبر منذ سنوات طويلة, وولدت انا, وتم تنصيبي بديلا لأبي في الحفل, لقد كنت رضيعة آنذاك, ولكن لا تندهش ان اخبرتك ان تفاصيل حفل التنصيب قد حفرت في ذاكرتي لأعيشها كل يوم من ايام حياتي البائسة, لم ار ابي مرة واحدة في حياتي, ولااعرف ماحدث له بعد ان سلمني لهذه الدار!!".
    كانت عينا الدكتور مجد عندما توقفت مها عن الحديث, ومرت لحظات من صمت ثقيل مطبق قبل ان يقول بصوت خنقه الانفعال الشديد:
    " اكلمي يا مها..وماذا بعد؟!!".
    قالت مها ودموع حارة تسيل من عينيها:
    " من المفترض ان اتزوج لأنجب البديل لي يا دكتور..هكذا تريد الكيانات الشيطانية..لابد ان اقدم البديل ليقوم بالخدمة الرهيبة من بعدي..لااعرف ماذا افعل, ولاادري كيف ستكون نهايتي, وهل ستستمر هذه اللعنة الى الابد ام لا..انني اعيش اكثر ايام حياتي قسوة.كل ليلة اراهم يأتون الي, يذكرونني دوما بمهمتي ..يذكرونني دوما بضرورة الاستمرار في الخدمة وبضرورة تقديم الضحايا البشرية ليستمر بقاؤهم!".
    قال الدكتور مجد يسألها بصوت مرتجف هذه المرة:
    " وهل كنت تقدمين الضحايا البشرية يا مها؟!".
    هزت مها رأسها بالايجاب,فارتجف الدكتور مجد وقال وهو ينهب واقفا:
    " يااله السماوات!!..اي هول هذا الذي تتحدثين عنه يا بنيتي؟!!".
    قالت مها ودموعها تزداد انهمارا:
    " لقد حاولت المقاومة يا دكتور صدقني..حاولت ان اتجاهل نداءاتهم المستمرة والملحة, ولكنني فشلت, كانت سيطرتهم على قوية وكاسحة..انت خادمتنا ايتها البشرية الفانية..لامفر او مهرب..انت لنا مهما حاولت الفرار!".
    مدت اناملها تمسح دموعها وقالت وهي تسأله:
    " الم اقل لك ان حكايتي لعنتي يا دكتور؟!..مامن احد قادر على مساعدتي ابدا!".
    فوجئت به مها يبتسم في ثقة, وبعينه تتألقان ببريق ازرق خافت, وبصوته يتبدل على نحو مفاجئ وهو يقول مادا يده اليها:
    " كلا يا مها..المساعدة دوما موجودة لمن يطلبها".
    صمت هنيهة قبل ان يقول وابتسامته تتسع:
    " وانا سأساعدك يا مها..انه واجبي..دوري الذي انتظرت سنوات طويلة لأؤديه على اكمل وجه..انا واحد من كهنة النور الذين نجحوا في هزيمة تلك الكيانات القديمة يوما ما..بقيت حيا انتظر قرونا طويلة ان تحاول الكيانات القديمة ان تعود الى عالم البشر..انا من دفنت كتاب اينوخ في الماضي..كنت آمل الا يعثر عليه احد فلاتنتفتح الفجوة التي اغلقناها قديما..ولكن الشر دوما يجد من يخدمه ويسعى لسيطرته وسطوته..لقد عثر على الكتاب..كنا نعلم ان هذا اليوم سيأتي, ولهذا امرت ان ابقى على الارض انتظر قدومه لمواجهته والاستعداد لحرب جديدة!".
    * * * * * * * * * *
    -6-
    من اعماق الجحيم..من غضب اسود الى كراهية عمياء..
    الدم..الدم..غذاؤنا المفضل..الدم البشري يزيدنا قوة..كراهية البشر عاشت معنا سنوات طويلة..نحن اليوم نزداد قوة..ونهاية عالم الفانين تقترب حثيثا!!..

    مقطع من كتاب اينوخ!!
    * * * * * * * * * *
    -7-
    من الجحيم اتيتم..واليه تعودون..
    لتهب ريح الحق..لتعصف كلمات النور قوية..هادرة..
    الفجوة ستلتهم الشر..الكيانات الشيطانية مصيرها الى فناء..
    الظلام يضمحل..عباءة النور تنشر القها الفضي على عالم من الفانين!!..

    مقطع من مخطوطات كهنة النور!!
    * * * * * * * * * *

    -8-
    على الوجه الذي حفرت فيه التجاعيد اخاديد عميقة بدا توتر وقلق الى اقصى الحدود, وفي العينين الزرقاوين الصافيتين بدت نظرة ترقب عميق, كان واقفا في ساحة واسعة احاطت بها الاعمدة الحجرية الضخمة من جميع الجوانب, كان يرتدي ثوبا اسود فضفاض, وحول وسطه التف حزام ذهبي في وسطه ماسة زرقاء متألقة..
    " لقد التقى سيروم بالخادم البشري يا معلم!".
    قالها شاب واقف امامه يرتدي ثوبا فضفاضا مماثلا, فهز المعلم رأسع ايجابا وقال:
    " اجل يا هيلاس..انها اللحظة المنتظرة منذ قرون طويلة..اليوم الذي من اجله تركنا سيروم وراءنا في عالم البشر الفانين!".
    عقد هيلاس حاجبيه وقال:
    " ولكن سيروم لن يتمكن من مواجهة قوى الشر وحده يا معلم,حتى لو كان كتاب اينوخ بحوزته, فنحن لانعلم الى اي مدى بلغت قوة تلك الكيانات الشيطانية بعد كل تلك السنوات من خدمة البشر لها!".
    قال المعلم مقطبا:
    " اعلم ان حيازة سيروم للكتاب لن تكون حلا نهائيا لهزيمة ابراكساس, ولكن على الاقل الخادم البشري لازال يحاول ان يقاوم للتحرر من خدمته وسيطرته!".
    قال هيلاس ملوحا بكفه امام وجهه:
    " محال يا معلم, فالخدم دوما اضعف من القدرة على المقاومة والتحرر, من الضروري ان يقتل سيروم الخادم قبل فوات الآوان, لابد ان..."
    قال المعلم يقاطعه بلهجة صارمة:
    " كفى يا هيلاس..انت تتجاوز حدودك كثيرا!".
    توترت ملامح هيلاس وقال وهو يخفض بصره الى الارض الحجرية:
    " المعذرة يا معلم, ولكني ارغب بشدة ان نتخلص من هذا الشر بأي وسيلة ممكنة!".
    قال المعلم وهو يقترب منه:
    " هيلاس..نحن لانقتل الابرياء من اجل تحقيق غايتنا,فالقتل سيجعلنا كتلك الكيانات الشريرة في رغبتها المستعرة للقتل والفناء..نحن خلقنا لنكون قوة منح وحياة..وسيلة لإنقاذ البائسين والمظلومين..لا ادوات للقتل والخراب..هذه مهمتنا نحن كهنة النور يا ولدي".
    وصمت هنيهة قبل ان يقول:
    " لابد ان نتحرك لمساعدة سيروم يا هيلاس..ستتجسد انت و آريانا في عالم البشر, ومع سيروم ستحاولان ان تنقذا البشرية البائسة من سيطرة ابراكساس كبير الكيانات الشيطانية, ومن ثم العمل بجهد لاعادة غلق الفجوة الرهيبة بين عالمهم وعالم البشر..هيا يا هيلاس,فالوقت ضيق!".
    جثا هيلاس على ركبته اليمنى وقال وهو يضم قبضته الى صدره:
    " السمع والطاعة يا معلم!".
    وعلى الفور احاطت بجسده هالة من ضوء ازرق صاف, وامام عيني المعلم بدأ جسده يتلاشى تدريجيا حتى اختفى تماما, فتنهد المعلم وقال بصوت متهدج:
    " رباه..لتكن معنا في هذه الحرب..كن معنا يا رب الكون!!".
    * * * * * * * * * *
    في بقعة مقفرة تألقت هالة من الضوء الازرق بددت ظلام الليل للحظات قبل ان تخفت, وفي الظلام بدا شبح رجل وامرأة يرتدي كليهما ثوبا اسود فضفاض, ويغطي رأسه بغطاء رأس اسود, وحول وسطه التف حزام ذهبي في منتصفه ماسة زرقاء متألقة..
    " لقد وصلنا عالم البشر بسلام يا معلم!".
    قالتها المرأة بصوت خافت وعيناها تدوران في المكان من حولها, مرت لحظات على عبارتها قبل ان يتردد في رأسيهما صوت المعلم يقول:
    " خذا الحذر يا ولدي..مهمتكما لن تكون سهلة على الاطلاق, ابراكساس حتما سيعلم بأن الخادم البشري يريد الحرية, وسيسعى لتجنيد المزيد من الخدم والاتباع كما فعل في الماضي قبل هزيمته!".
    اومأ الاثنان برأسيهما ايجابا قبل ان يقول هيلاس:
    " اطمئن يا معلم..بإذن الله لن ينجح ابراكساس اللعين في فرض سيطرته على الكون..كهنة النور دوما موجودين له بالمرصاد".
    قالها ونظر الى آريانا وقال مقطبا:
    " هل انت مستعدة يا آريانا؟".
    هزت آريانا رأسها ايجابا وقالت:
    " دوما يا هيلاس".
    اخذ هيلاس نفسا عميقا قبل ان يقول:
    " هيا بنا اذن, فسيروم بحاجة الى وجودنا بجانبه الآن!".
    * * * * * * * * * *
    -9-
    انا ابراكساس..انا سيد الغضب واللهب..انا النار التي ستلتهم عالم الفانين وتفنيهم في حجيمي عن بكرة ابيهم..
    انا من سيملأ اتباعي الكون الواسع..
    انا سيد الكون القادم, ومامن قوة قادرة على الوقوف في وجه طموحاتي..
    انا ابراكساس..انا الاقوى..انا الاعظم..انا الاخطر والاكثر شرا عبر العصور!!..
    مقطع من كتاب اينوخ!!
    * * * * * * * * * *
    كيان اسود بلا ملامح محددة يدرو ويتحرك على نحو عشوائي في مساحات مفتوحة من ظلام رهيب لم يعرفه عالم البشر الفانين من قبل, غضب رهيب بدا في صورة السنة من الهب اخذت تتطاير يمنةويسرة في صورة اذرع شيطانية, انه غاضب كما لم يحدث من قبل, خطته التي اخذ ينسج خيوطها بصر واناة لقرون طويلة باتت مهددة, اعدؤه- بصدفة لم يكن يحسب لها اي حساب- ادركوا انه سيعود الى عالم الفانين من جديد يسعى للسيطرة والفناء كما اراد في الماضي, الخادم البشري قادته ظروف عجيبة الى آخر من بقي في هذا العالم من كهنة النور الذين نجحوا في محاصرته وهزيمته من قبل!!.
    " لوسيفر!!".
    دوى الصوت الشيطاني الرهيب في ذلك الظلام الدامس, ومن الكيان الاسود المخيف تلوى لسان من اللهب اخذ يتشكل حتى اخذ صورة شبه آدمية, ومنه اتى صوت لا يقل عن الصوت الاول رهبة وشراسة:
    " السمع والطاعة يا ابراكساس العظيم!".
    تلوى الكيان الاسود ولما يتخذ بعد اي شكل محدد, وانبعث منه الصوت الشيطاني:
    " كهنة النور يهددون خظتنا مرة اخرى يا لوسيفر..الخادم البشري التقى بسيروم كاهن النور الاخير في عالم البشر, وهذا الاخير ينوي التدخل!!".
    قال لوسيفر- وسندعوه بهذا الاسم من الآن فصاعدا- وهو يتخذ وضعا اشبه بالانحناء:
    " اوامرك يا سيدي ابراكساس العظيم!!".
    قال ابراكساس وكيانه يواصل اطلاق السنة اللهب الغاضبة في كل مكان حوله:
    " الخادم البشري اصبح معه الآن, ومن الخطر مواصلة الاعتماد عليه اكثر من هذا, فسيروم سيبلغ بقية الكهنة في معبدهم دون شك, وسيهرع احدهم لمساعدته!".
    وصمت للحظة قبل ان يهدر من جديد:
    " سننتقل الى الخطة التالية يا لوسيفر, ولكن اولا لابد من استعادة كتاب اينوخ والقضاء على الخادم البشري..انها مهمة لا اثق بسواك للقيام بها,فأنت اقوى اتباعي واكثرهم ولاءا واخلاصا".
    قال لوسيفر وكيانه يواصل اتخاذ صورة بشرية اكثر وضوحا:
    " هذا يعني ان اتجسد في عالم البشر الفانين يا سيدي ابراكساس العظيم!".
    قال ابراكساس ولسان من اللهب يخرج منه في صورة يد عملاقة يحيط بلوسيفر:
    " هذا صحيح يا لوسيفر..عليك بالاسراع قبل ان ينضم الى سيروم شخص آخر من كهنة النور..لقد شعرت باضطراب شديد في الممر الكوني الذي يؤدي الى عالمهم اللعين, ومن المؤكد ان بعضهم في الطريق للمساعدة".
    مع آخر كلمة نطق بها اتخذ لوسيفر هيئة بشرية كاملة, وعلى ملامحه التي بدت شديد الشحوب في الظلام المحيط بها بدا تعبير منتش وهو يقول ضاما قبضته الى صدره:
    " اطمئن يا سيدي ابراكساس العظيم, فلن يقف كهنة النور هذه المرة في طريق عودتك الى عرش المجد والسطوة..ابدا!!". قالها وتحول جسده بغتة الى لسان من الهب اخذ يتأجج ويتأجج قبل ان يختفي مخلفا وراءه صوتا بدا اشبه بانفجار بركان ثائر!!".
    * * * * * * * * * * *
    كانت دقات الساعة تشير الى مابعد منتصف الليل بدقائق, والصمت والسكون يغلفان تلك البناية ذات الطوابق الاربع عندما تجسد فجأة عند مدخلها لسان من اللهب اتبعه ظهور رجل جاث على ركبته اليسرى يرتدي عباءة سوداء بدت وكأنها جزء وانفصل من الليل, كانت ملامحه شاحبة وسيمة ولكن على نحو يثير الرجفة والخوف في قلب اشد واكثر الرجال شجاعة,شعره ذهبي طويل, وعيناه بدتا وكأنهما مشتعلتان بلهب مستعر, اعتدل واقفا وقال وابتسامة واسعة ترتسم على شفتيه الرفيعتين:
    " اخيرا سنلتقي يا سيروم بعد كل تلك القرون!".
    قالها ومن يده انطلق لسان من اللهب اخذ يدور ويدور في الهواء قبل ان يحيط بالطابق الرابع والاخير من البناية, وماهي الا لحظات حتى خطا لوسيفر الى البناية وابتسامته الواسعة تواصل اتساعها اكثر..واكثر..واكثر!!!.
    * * * * * * * * * *



  2. #2
    التسجيل
    10-12-2009
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    674

    رد: ثلاثية اينوخ..الكتاب الاول..الذي عاد!!..

    مشكور أخي موضوع رائع ننتضر المزيد منك و بالتوفيق

المواضيع المتشابهه

  1. ما هو الكتاب الذي أثر فيك و غير حياتك ؟
    بواسطة : معرفتي , في منتدى الكتب العام
    مشاركات: 16
    آخر مشاركة: 20-11-2006, 01:53 AM
  2. الحداثة في الإسلام (الكتاب الذي أشار إليه الشيخ أسامة بن لادن)
    بواسطة : deutscherhamad , في الصوتيات و المرئيات الإسلامية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 24-05-2006, 08:44 PM
  3. مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 19-10-2003, 06:56 PM
  4. (لله ثم للتاريخ) الكتاب الشهر الذي فضح مذهب الرافضة
    بواسطة : انا مسلم , في منتديات اسلامية
    مشاركات: 19
    آخر مشاركة: 16-07-2003, 01:29 PM
  5. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-04-2002, 09:36 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •