انما يكفر الشخص لوجود السبب و الشروط و انتفاء المانع
فاما السبب: فهو التوسل مثلاً, او القول بالعصمة, أو الحكم بغير ما انزل الله حكماً عاماً-و هذا محل خلاف- , او سب الصحابة عامة و الطعن في ديانتهم خاصة ابوبكر و عائشة, ...الخ
و زوال المانع فيكون باقامة الحجة,
و يلزم من قال ان انتشار المكتبات و الكتب و الأشرطة....الخ يعتبر كافياً لاقامة الحجة (ازالة المانع من التكفير) على كل من وقع في احدى هذه الكفريات ان يكفر جميع الطوائف المخالفة لاهل السنة, من صوفية و اشعرية ..الخ اذ جميعها الا من رحم الله في التوسل واقعون, و هذا لا يقول به احد, فهو مخالف للاجماع, و مثل هذا التقرير كاف للرد على من كفر الشيعة بمجرد "انتشار الكتب"
بل قال اهل العلم من سجد لقبر فلابد من اقامة الحجة عليه قبل تكفييره, و استتابته ثلاثاً, فان تاب و الا قتل, رغم كون هذا من المعلوم من الدين بالضرورة, و علم هذا اشد انتشاراً من علم وجه تكفير القائل بالعصمة! و كم من سني لو سالتيه : ياايها السني النبيه ما وجه الكفر في عقيدة عصمة علي؟ فلن يعرف لمثل هذا السؤال جواباً, فكيف بمن تربى على ان هذا حق نطق به رسول الله و انزله عليه الله؟
و كما قلت لك, محل الخلاف هو معنى اقامة الحجة: أهو مجرد التمكن من الوصول اليها؟ ام لابد من ابلاغها؟ ام لابد من فهمها؟
والاول يلزم منه ما اجمعت الامة على خلافه, و الثاني و الثالث الخلاف فيهما قوي
و هذا الامام احمد لا يكفر جهم بن صفوان, ويقول لو قلت ما قال لكفرت,,,و رد جهم لايات الكتاب اوضح من رد الشيعة لها!
و لاشك ان الشيعة قد تراكمت في قلوبهم الشبه و المطاعن في دين اهل السنة بسبب دندنة علماء الشيعة, و مثل هذا الركام لا يمكن دفعه بمجرد "وجود كتب في المكتبات", ثم هل كل من يقرأ يفهم ما يقرأ؟
أصل الخلاف بين السنة و الشيعة هو في مصادر التشريع, و في كيفية التحقق من صحة الاخبار (علم مصطلح الحديث)
و من لم يفرق بين الحديث الصحيح و الضعيف منهم فلن يفهم كثيراً من الاشكالات الواردة على اقوالهم, خاصة و ان علماء الشيعة قد فسروا القران بأهوائهم, فجعلوا لكل اية من كتاب الله تفسيراً يوافق هواهم, فكيف نخرج هذا التفسير من قلوب الشيعة؟ لذا كانت الحجة بالسنة و بالعقل, و امتنع الاحتجاج عليهم بكتاب الله,
ثم اذ جاء الواحد منا يحتج بسنة رسول الله, فسرعان ما يقول: و من متى كانت أحاديث اهل السنة حجة علي؟ فان احتججنا عليه باحاديث الشيعة قال: كل ما خالف كتاب الله من الاحاديث المروية عندنا ضعيفة, فيمتنع الاحتجاج منا عليهم باحاديثهم
فلم يبقى الا العقل, و رد الاصول المختلف عليها الى الاصول المتفق عليها, و ما اقلها!
و الشيعة لا علوماً عقلية فهموا و لا علوم نقلية أتقنوا, فجهلهم جهل مركب متراكم, و ان لم يكن الجهل مانعا من التكفير, فما المانع من التكفيير؟
من الذي يقيم الحجة على الشيعي؟ السني, صح؟ فان كان كثير من السنة لا يفقهون في دين الله شيئا, فكيف تطالين الشيعة بما عجز عنه بعض السنة؟
ثم ان في كتب "ادعياء السنة" من صوفية و اشعرية و غيرهم من الباطل ما يكفي لصد القوم عن الحق,,,أفرأيت شيعياً بحث عن الحق ففتح كتب "ادعياء السنة" فوقع على كتب الصوفية فلم يجد فيه الا باطلاً او مؤيداً لعقيدته او كلاماُ بلا دليل او استدلال, ثم قرأ الردود على الشيعة فوجد في كثير منها تجني بدافع العصبية, ثم اقبل على دراسة عقيدة السنة فوقع على كتاب "اشعري" اسمه "عقيدة اهل السنة و الجماعة", فلم يزل ينتقل بين كتب "ادعياء السنة" لا يجد الا باطلاً او غالياً , أفيقال في لمثل هذا اقيمت عليك الحجة لوجود كتاب سلفي في مكتبة فيه الاعتقاد الصحيح بالدليل و الاستدلال مع رد منصف على المخالف؟
و مع اني اكره الكتابة في هذا الشأن مخافة ان لا يبلغ عقل القاريء ما اقول فيظن ان مثل هذا يعتبر حجة للشيعة للاستمرار في بغيهم و بدعهم و ظلمهم, و هذا والله ليس مقصدي,
و انما مقصدي هو بيان "اننا و ان كنا نبغض الشيعة لما وقعوا فيه من البدع" فاننا لا نتجاوز الحد فنكفر احد منهم الا اذا علمنا ان هذا المعين منهم قد اقيمت عليه الحجة