الشيخ خزعل بن مرداو.. آخر أمير عربي للأحواز (1 – 2)
كتب علي محمد المهدي
تميز بثقافته العالية وحبه للعلم والأدب
أمير عربي من امراء الجزيرة العربية والخليج العربي في نهاية القرن التاسع عشر والربع الاول من القرن العشرين للميلاد، امير ينحدر من سلالة امراء عرب حكموا امارة (الاحواز) العربية منذ زمن طويل، هذه الامارة التي تمتد مساحتها من شواطئ (فارس) الجنوبية الى محافظة ميسان (العمارة) في جنوب العراق، فالاحواز كانت امارة عربية يسكنها شعب عربي مسلم تعداده نحو سبعة ملايين نسمة، كان آخر أمير عربي لهذا الشعب العربي ولهذه الامارة العربية هو المرحوم الشيخ خزعل بن الشيخ جابر بن مرداو بن كاسب الكعبي الذي ولد في مدينة (المحمرة) عاصمة امارة الاحواز العربية عام 1862م من اسرة عربية كريمة ومن قبيلة عربية محترمة لها مكانتها العالية بين القبائل العربية وهي قبيلة (بني كعب) حفظ الشيخ خزعل القرآن الكريم والاحاديث النبوية الشريفة والقراءة والكتابة العربية واصول الدين الاسلامي والنحو والصرف ومعرفة انساب العرب القديمة والحديثة بشكل عام.
يعتبر خزعل بن مرداو (يرحمه الله) أحد أمراء العرب الكبار في الخليج العربي في القرن العشرين حزما وادارة، حكم امارة الاحواز من عام 1897م الى عام 1925م وهو الحاكم الخامس من آل الكعبي لامارة الاحواز العربية، استطاع (يرحمه الله) بحنكته الخاصة ان يصبح أميرا على امارة الاحواز العربية بعد مقتل اخيه الشيخ مزعل بن مرداو، كان المرحوم خزعل بن مرداو ابرز الشخصيات السياسية العربية واكبرهم سنا بين امراء العرب في وقته وزمانه وقد قام بدور مهم وبارز في منطقة الخليج العربي في الربع الاول من القرن العشرين الميلادي، تميز الشيخ خزعل بن مرداو بين امراء العرب بثقافته العالية وحبه للعلم والادب والثقافة العامة حيث قصده العلماء والادباء والشعراء وجالسوه حتى سمي قصره بـ(سوق عكاظ).
كان هذا الأمير العربي يدير ويسيطر على المنطقة الممتدة من سواحل فارس الجنوبية الى حدود محافظة ميسان (العمارة) في جنوب الجمهورية العراقية وكان الشيخ خزعل (يرحمه الله) كالسيف في خاصرة الامبراطورية الايرانية وكان شديد البأس قوي الشكيمة في ادارته لامارة الاحواز العربية بكل مدنها وقراها ومناطقها الى ان احتلت هذه الإمارة العربية بأكملها من قبل امبراطور ايران الاسبق الشاه رضا بهلوي عام 1925م حيث القي القبض على اميرها العربي خزعل بن مرداو من خلال كمين ناجح كان قد اعد له في سفينة بريطانية كانت راسية على شاطئ البحر حيث دعي الشيخ خزعل الى هناك لمناقشة عقد صلح بينه وبين الشاه الايراني المذكور، ولكن ارادة الله عز وجل التي لا راد لها شاءت ان يعتقل هذا الشيخ الجليل والامير العربي الفاضل عندما هم بركوب هذه السفينة ومن ثم اقتيد اسيرا الى مكان ما ويقال الى (طهران) العاصمة الايرانية حيث توفي هناك في ظروف غامضة ويقال انه اغتيل في منافه عام 1936م.