التركيز على المطالبة بتوفير الكهرباء فقط ! هدر لدماء المتظاهرين


في وسط جو من التناحر والتناطح بين عملاء البرلمان والحكومة راح ضحية ذلك التخاصم شهداء وجرحى في تظاهرات معبرة عن وصول المسئولين إلى حد وخط احمر من الفساد والإفساد وتلاعب بمقدرات البلد وبإرادة وراحة الشعب الذي ضحى بكل عزيز عنده من اجل وصول هؤلاء الساسة إلى كرسي الحكم .

وتحت ضغط نفسي وحر شديد خرج العراقيون ليقولوا كلمتهم التي كان عليهم ان يقولوها قبل سبعة أعوام ويضعوا النقاط على الحروف مع تجار الأرواح والدماء العراقية قادة السياسة الرعناء , لكن ما لذي كان ينتظر تلك الأجساد ؟ فقط رصاصات حثالات المالكي الذي بات لم يبال بأي شيء سوى بقاءه على كرسيه البالي الذي جلس عليه بتجارته لدماء وثروات العراقيين الذين هبوا لانتخابه فرحين مصدقين كل الدعاوى التي أطلقها لهم وواعدهم بها بعد ان أغدق على شيوخ الدينار والدرهم اموال طائلة اقتطعها من حقوق الفقراء والأرامل حتى يقفوا صفا مع جرمه وإجرامه ويشاركونه في اكتساح كل حقوق أبناء البلد .

فكانت المظاهرات على سوء خدمة الكهرباء ما هي الا مقدمة وقاعدة يستند عليها الثوار الذين نفذ صبرهم والا الكل يعلم ان انعدام الكهرباء كأنعدام الأدوية وهذا كانعدام الأمن والاستقرار المخلف للموت الجماعي بدل من (الزواج الجماعي) وهو لا يقل اهمية عن انقطاع الحصة التموينية وحاله حال البطالة القاتلة ونهب الثروات والاعتداء على الأعراض ...

وسيشهد المسرح السياسي العراقي في الأيام والأشهر القادمة ببركة همة وعزيمة العراقيين المواجهة الحقيقية مع العملاء وعلى كل الأصعدة حتى يتم دحر كل منافق محتال مختلس للأموال متلاعب بحقوق الشعب المحروم , لان العراقيين اكتشفوا كذب ودجل كل الساسة المرتزقة بعد التجربة التي مارسوها معهم فثبت فشلهم وعجزهم ان يستوردوا (مهفات) بدلا من المولدات الضخمة لوزارة الكهرباء وأجهزة التبريد وهاهو المالكي بعد ان كان في معرض قضية محاولة اغتيال علاوي يعلن وبكل صلافة وعدم حياء في مؤتمره الصحفي ليوم الثلاثاء بعد مظاهرات المتظاهرين انه وحكومته مستعدون لتوفير الأمن والأمان لكل مسؤول من خلال توفير الحماية لكل واحد من الساسة الحاكمين وذلك يكون من المطار الى المطار !!!

يهتمون بأنفسهم ولا علاقة لهم بالعراقيين الذين يُفجرون يوميا ويموتون من قلة الدواء ومن الحر الشديد , مستعد ان يوفر الحماية لنظرائه في بيع العراق ناسيا موت الشعب الجماعي في كل لحظة !

يعتبر المتظاهرين مؤسسين للشغب !! وصل به الحد يهمش كل أساس خرج من اجله هؤلاء المظلومون يستخف بكل إرادة لهؤلاء لا يعتني بهم وفوق كل هذا يعتبر خروجهم أعمال شغب !! منزعج يعتبر كسر زجاجة من شباك في محافظة البصرة شغب ولا يهتم للأشلاء التي تقطعت بأنفجارات السيارات المفخخة والأرواح التي زُهقت بالاغتيالات !

لا اعرف ماذا يسمي الموت المادي والمعنوي لأبناء العراق !؟
ماذا يسمي المهجرين المقتولين معنويا بالفقر والذلة في دار الغربة !؟
اذا كان يعتبر كسر زجاجة في مبنى محافظة أعمال شغب وتخريب !
ماذا يسمي تيتيم الأطفال والترميل النساء !؟
ماذا يسمي ترحيل كل أصحاب الطاقات الفذة !؟
ماذا يسمي اغتصاب النساء من قبل الأمريكان !؟
ماذا يسمي انتهاك الرجال والتعدي عليهم في ابي غريب وغيرها !؟
زجاجة تنكسر في مبنى محافظة يتضجر ويعتبرها تعدي على السيادة المالكية او الشلتاغية !؟
ولا يعتبر كسر قلوب العراقيين وقصم ظهورهم بالجوع والفقر والعوز والفساد الإداري والمالي لا يعتبرها حتى مدعاة للخروج بمظاهرة سلمية تطالب بحقوق المحرومين !!

أي مفارقات هذه وأي تناقضات ارتمس فيها المالكي كشفت كل كذبه وخيانته للشعب والوطن !! ألم يأخذ العبرة من الذي قبله !؟
ثلاثة أشهر او أكثر بقليل بان فيها المالكي على حقيقته هو وزمرته التي باتت كذئاب الليل تنهش بالحم وقلوب المساكين مكممين افواه المحرومين حرموهم حتى من إطلاق صرخات الألم والأوجاع كبلوا وقيدوا أيديهم وكلماتهم أرادوا سحق كل طلباتهم لكن أنى لهم ذلك .

فهو لحد هذه اللحظة يقر ويعترف بلباقة من ان الكهرباء لا تتحسن بعد سنتين من الان ولا اعلم هل المالكي لم يسأل نفسه مالذي قدمه الى البلد أبان فترة تسلطه العنجهي ؟ ام انه اكتفى فقط بالكلمات البراقة والمزوقة المعسولة المدسوس فيها السم يناغم بها عقول وعواطف الناس المظلومة التي تفتقر لحنان قائد حقيقي فعلي يلبي كل رغباتها واحتياجاتها تتدفأ بحرارة حبه لهم تستنشق من نمير فيوضاته المتدفقة عليهم .

لكن للأسف الشديد ابتلى الناس بقائد وقادة كلهم لا يهمهم سوى منفعتهم الحزبية والشخصية ممتلئة قلوبهم بالكذب والدجل والنفاق تتدفق منهم النجاسة والحقارة لا نشم منهم الا الرائحة النتنة التي هي اساس خلقهم وأخلاقهم مكتوب على مستقبلهم الذل والعار والخلود في صفحات التاريخ السوداء .

فعلى أساس ذلك نقول لإخوتنا العراقيين لا تقصروا في ردع هؤلاء السفلة اضربوهم بكل ما اوتيتم من قوى ولا تبالوا في ضربهم لانهم قوم اركسهم الله في الذل والخزي ولا تستثنوا منهم أحدا أبدا , كلهم يعملون من اجل سلب كراماتكم ولا تكتفوا بالمطالبة بالكهرباء فقط وترضون بالقليل بل كل واجب على هؤلاء طالبوا به لان الاقتصار على المطالبة في توفير الكهرباء ظلم لدماء الشهداء الذين سقطوا في ساحات الاحتجاج والتظاهر وليكن في علم كل القنوات الإعلامية ان تركيزهم على قضية مطالبة الجماهير في توفير الكهرباء هو تهميش لإرادة الجماهير ومطالبتهم بالحرية والعدالة وصون الكرامات وتوفير الأمن والأمان وجلب لقمة العيش لكل الفقراء والمحرومين وهذا انتهاك صارخ من قبل كل وسائل الاعلام فيما اذا اعتبروا المظاهرات معبرة عن توفير الكهرباء فقط وفقط لان المطالبة كانت اوسع واكبر واعمق من تحصيل تيار كهربائي يدفع عنهم حرارة الصيف وتبقى قلوبهم تحترق ألما لفظاعة ما يعمله العملاء في البرلمان والحكومة والرئاسات الثلاث , فطالبوا واضغطوا ولا تترددوا وكثروا من ضرباتكم حتى تجعلوا رؤوس أعدائكم تحت أقدامكم الشريفة يا أحرار العراق , فوالله انتم أدخلتم السرور على قلب كل ثكلى وأثلجتم صدور كل اليتامى والمظلومين فلا تقصروا {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ }