صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 17

الموضوع: صفقة الموت

  1. #1
    التسجيل
    23-11-2006
    المشاركات
    61

    صفقة الموت

    إخواني وأخواتي الأعضاء... السلام عليكم
    هذه أول مشاركة لي هنا وفعلياً أول رواية قصيرة لي...
    لذلك أتمنى أن تقوموا بالتعليق عليها وتقييمها...
    سوف أقوم بوضعها على عدة أجزاء حتى لا يمل القارئ من قراءتها...

    بدأنا على بركة الله...

  2. #2
    التسجيل
    23-11-2006
    المشاركات
    61

    رد: صفقة الموت

    كان يوما منعشا وجميلا على عاصمة إحدى الدول العربية...
    وفي أحد أحيائها البسيطة كان هناك مقهى يجلس فيه عدد من الناس كأي مقهى آخر...
    -" هاه؟ من الأفضل الآن ؟"
    ألقى فتى العبارة الأخيرة وهو ينظر إلى صديقه في شماتة ... بينما الأخير ينظر إلى رقعة الشطرنج عاجزا عن تصديق الورطة التي وقع فيها...
    -"حسنا لقد فزت هذه المرة يا بلال"
    -"هذه المرة فقط؟ بل قل كل مرة يا فراس!!"
    وضحك (بلال) بينما (فراس) ينظر إليه في غل ....
    -"أنا لا أستطيع تصديق أن موهبتك أفضل مني مع أنك تصغرني بثلاث سنين"
    -"ليس المهم هو العمر بل المهم هو.."
    وأشار إلى رأسه ثم أردف: "الذكاء".
    لم يحاول (فراس) الرد عليه بل نظر إلى ساعته ليفاجئ...
    -"أوه! الخامسة! لدي موعد مهم... حسنا علي الذهاب"
    -"كما تشاء إذا .. أراك لاحقا إن شاء الله"
    وقف (فراس) وحيا (بلال) سريعا ثم انطلق جاريا خارج المقهى..
    جلس (بلال) يتأمل الموجودين في المقهى ... كان المقهى شبه خال .. فالجميع في عمله الآن... هناك رجل يدخن بينما يقرأ جريدة ما...رجل آخر يتابع المحطة المعروضة على تلفاز المقهى ... وآخرون... لكن ما شد انتباهه كان شخصا مميز المظهر...في العشرينيات من عمره... يرتدي بدلة رسمية... طويل القامة ... عريض المنكبين إلى حد ما لكن كان أشد ما يميزه هو شعره المنسدل على عينه اليمنى والذي أضاف إليهالمزيد من الغموض والغرابة.
    مظهره كان مريبا ...
    وكأنه يترقب شيئا ما... أو شخصا ما... أخذ (بلال) يتفحصه بدقة ... ويحاول اكتشاف ما يخفيه ذلك الرجل في داخله... صحيح أن (بلال) لم يتجاوز السادسة عشرة من عمره.. لكنه كان أذكى من عمره... فقرر أن يطلب عصيرا ويحاول مراقبته بين الحين والحين... وخلال فترة انتظاره.. رأى الرجل يقوم من مكانه فخشي أن يكون هاما بالمغادرة... لكنه كان يتجه إلى الحمام... أم إلى المطبخ؟! لم يستطع (بلال) أن يعرف إلى أيهما ذهب لأنهما كانا في نفس المكان الذي يغطيه جدار يحجبهما عن موقعه ... انتظر قليلا حتى عاد وجلس في مكانه مجددا...
    بدأ (بلال) يشعر بالملل.. بعد أن شارف على إنهاء العصير الذي جلبه النادل وأخذ يتساءل عن ماهية ما يمكن أن يكون هذا الشخص بانتظاره كل هذا الوقت؟
    ولكن لم يطل تساؤله كثيرا... فسرعان ما دخل إلى المقهى رجل آخر غريب الأطوار أيضا...
    كان يرتدي نظارة سوداء ويتحرك في ريبة وارتباك وهو ينظر يمنة ويسرة ليتأكد أن أحدا لا يراقبه... ثم جلس على إحدى الطاولات الفارغة وطلب من النادل أن يحضر له كوبا من القهوة ...ثم أشعل لفافة تبغ وأخذ ينتظر...
    ألقى (بلال) نظرة على الشخص الأول ليجده في مكانه ولم تتغير جلسته وكأن القادم لم يثر اهتمامه ... فبدأ يشعر بخيبة الأمل ... فكر:
    "يبدو أنني أخرف لا ريب..."
    لكنه فضل البقاء والانتظار حتى يرى أي بادرة من أحدهما...انتهى الشخص الثاني من قهوته فغادر المقهى سريعا... تابعه (بلال) بنظره وهو يخرج ..ثم فوجئ بالشخص الأول يتحرك خارجا وراء الثاني...هنا قرر (بلال) أن ساعة المغامرة قد حانت! وأن عليه اللحاق بهما ...
    أنهى ما تبقى من عصيره ثم انطلق خارجا وراء الرجلين... كان الشخص الأول قد اختفى أثره بينما كان الثاني يمشي بمحاذاة الشارع وهذا ما أثار دهشة (بلال)... لكنه قرر الانطلاق وراء الشخص الثاني الذي كان يتحرك في سرعة وما لبث أن دخل في زقاق ضيق بين بنايتين .. أسرع (بلال) ليتبعه... ثم توقف عند مدخل الزقاق ليمد رأسه وينظر إلى الداخل ...والمفاجئة!!! لم يكن هناك أحد!!!! دهش (بلال) من ذلك ووقف أمام مدخل الزقاق وهو ينظر إلى الداخل... كان ضيقا ، مظلما ولا يؤدي إلا إلى مخرج مغلق بلوح من الخشب...فدخل في ريبة... وهو يحاول معرفة أين اختفى ذلك الشخص...
    في محاولة لتهدئة نفسه أطلق صفيرا..
    -" يا سبحان الله! هل كانا شبحين؟!"
    لم يكد ينتهي من كلماته حتى فوجئ بانقضاضة من الخلف ... أحدهم أمسك به.. وجذبه إليه ... لقد كان الشخص الثاني... ويبدو أنه كان مختبئا وراء صندوق...
    وهو يعتصر قميصه هتف ضاغطا على كل حرف من كلماته ...
    -"إذا أنت من يتبعني منذ فترة..."
    انعقد لسان الفتى فلم يستطع الرد ...
    وهو يشده أكثر ويقربه من وجهه وعلامات الغضب والشر بادية عليه ...
    "من أرسلك خلفي؟!! وماذا تريد بالضبط؟؟؟ أجبني قبل أن أقطعك إربا!!!"
    -"أقسم بالله العظيم لا علاقة لي بأحد... أنا... أنا كنت فقط أتسلى...!!!"
    -"كف عن الكذب! أظنك على علاقة مع ذلك الرجل الغامض... بل أنا على يقين من ذلك..!!!"
    لم يدرِ (بلال) ماذا يفعل في هذه اللحظة... وقدر أنه أصبح في عداد الموتى... لن يسمعه أحد... ولن يصل إليه أحد إلا بعد فوات الأوان...
    لكن...
    -"هل ذكرتني؟"
    صوت هادئ ، واثق صدر من خلف الرجل مفاجئا إياه ...جعله يستدير في سرعة ليتلقى لكمة عنيفة في وجهه أفقدته توازنه وسقط على الأرض مع (بلال)...
    تأوه (بلال)متألما من السقطة ونظر إلى ذلك الشخص ... وإذا به الأول!!! كان الرجل الثاني قد استعاد توازنه الآن وقفز على قدميه مواجها الرجل القادم ...
    -"أيها الحقير!"
    هتف الثاني بالعبارة وبدأ عراك عنيف بينهما ... أخذ (بلال) يتابعهما في ذهول غير مصدق مدى مهارتهما القتالية... ثم لتنتهي المعركة بركلة قوية من قبل الأول تضرب بطن الثاني وتدفعه خارج الزقاق إلى الشارع العام وليسقط أرضا... بدأ بعض الناس يلاحظون ما يحدث فاقتربوا ...إلا أن الرجل الثاني وقف سريعا وأطلق ساقيه للريح مبتعدا عن المكان...
    كان (بلال) يحاول النهوض في هذه اللحظة عندما جاء الرجل الباقي وأنهضه بخشونة قابضا على كتفيه بقوة جعلت الفتى يتأوه...
    -"أنت أحمق! لقد كنت أعلم أنك سوف تقع في المشاكل... أنت لا تدري أي مصيبة أوقعت نفسك فيها.."
    -"ماذا يجري بالضبط ؟؟؟ ما كل هذا؟؟!!"
    ضغط ذلك الرجل على أكتافه مجددا وهو يقول في غضب..
    -"إن ما يجري ليس من شأنك كما أنه ليس لعب أطفال... إنك في ورطة حقيقة ... عليك الابتعاد من هنا حالا! ولا تخرج من منزلك إلا مع عدة أشخاص.. هل فهمت؟؟"
    ثم هزه بقوة مكررا..:"هل فهمت؟!؟!"
    أومأ الفتى في رعب حقيقي فأفلته الرجل ..
    "هيا اركض!"
    جرى الفتى خارجا من الزقاق الضيق لكنه توقف ونظر إلى الرجل مجددا الذي كان يحدق فيه بدوره...
    -"من أنت؟"
    نظر الرجل إلى (بلال) نظرة عاضبة ، ولم ينبس ببنت شفة.
    ثم وبعد برهة... أجاب بصوت بارد رهيب جعلت القشعريرة تسري في جسد الفتى...
    -"يمكنك أن تدعوني.... رجل الغموض"
    عدّ (بلال) الكلمات الأخيرة إيذانا له بالهروب فانطلق كالصاروخ شاقا الطرقات متجها إلى منزله الذي لا يبعد كثيرا عن الموقع... ثم لم يلبث أن وصل إليه وتوقف على باب العمارة التي يسكن فيها –عائلته وأقاربه- ...
    كان يلهث بشدة... لأنه لم يستطع التقاط أنفاسه من الرعب الذي أصابه...
    هذا مثير للرعب حقا!! حتى إنه لم يستطع أن يتصور كيف نجا! ليته لم يلحق بهما! ليته لم يذهب إلى ذلك المقهى أصلا! وبينما هو على حاله ... وإذا بأمه خارجة مع زوجات أقاربه... رأته على الباب فاقتربت منه...
    -"بلال!! ما بك يا بني؟!؟!؟ تبدو في حالة يرثى لها!"
    -"لا شيء يا أمي كنت أجري فقط.."
    نطق بالعبارة بطريقة لم تنجح في إقناع حتى نفسه بها...
    كما أن هيئته وأنفاسه المتقطعة جعلت الأم تشك بالأمر...
    فاقتربت منه وربتت على كتفه ..
    -"بني أخبرني بالحقيقة .. ماذا جرى لك..؟ تبدو كمن رأى شبحا!"
    -"قلت لك لاشيء يا أمي هو فقط الجري قد أتعبني بشدة..."
    لم تستطع الأم تصديق ما يقول فسألته وهي تساعده على النهوض وتوصله إلى باب الشقة...
    -"أخبرني يا بني إن كنت تعاني من شيء ما لأساعدك... "
    أخذ (بلال) شهيقا قويا ليتمالك أعصابه ويخفف من إرهاقه... ثم نظر إلى والدته وعلى وجهه شبح ابتسامة..
    -"لا تقلقي يا أمي ... ابنك أقوى من هذا..."
    لم يكن لدى الأم وقت لتحقيق شامل وموسع ...لذلك فضلت أن تأجل ذلك لما بعد... وقفت هامة بالمغادرة...

    -"في هذه الحالة ... خذ حماما وبدل ملابسك المتسخة هذه... وخذ أخذ قسطا من الراحة أيضاً ... وإذا احتجت لأي شيء فلا تتردد بالاتصال بي... سوف آتي فورا..."
    ثم استدركت في سرعة...
    "أوه نعم! نسيت أن أخبرك! نحن ذاهبات لزيارة بعض الناس... سوف نتأخر.. هناك حفلة في الليل لذلك لن نعود إلا متأخرات..."
    أدارت ظهرها هامة بالمغادرة...
    "وإذا أردت شيئا فلديك سارة ورقية... سوف تساعداك..."
    التفتت إليه أخيرا وقد وصلت إلى بوابة العمارة..
    "لكن لا تنسى! إذا احتجت إلى أي شيء اتصل هل هذا مفهوم؟"
    أومأ (بلال) لها وابتسامته تتسع... حتى خرجت من البوابة فعاد إلى تجهم وجهه... لم يكن لديها وقت لتحقيق شامل وموسع... لذلك فضلت أن تؤجل ذلك لما بعد.
    قرر أن يدخل إلى الدار، ففتح الباب بالمفتاح ثم دخل إليه...
    البيت كان غارقا في الظلام ...
    فقام بفتح أنوار غرفة المعيشة واستلقى على أقرب أريكة إليه وهو يتنهد في ارتياح...
    لقد كان يوما عصيبا بحق!
    ثم عاد إليه الخوف والقلق.. هل سوف يلاحقونه مجددا؟
    هل سوف يصلون إليه؟!؟!
    هل هو في خطر حقيقي...؟؟؟
    شعر برجفة تسري في جسده وهو يفكر فيما إذا أمسكوا به... هل سوف يقتلونه؟؟!! هل سو....
    في هذه اللحظة شعر بحركة ما ...
    هناك من هو مختبئ في المنزل...!!!
    أصابه الخوف ... ووقف وهو يرتجف رعبا... ونظر محاولا اكتشاف مصدر الصوت... هل وصلوا إليه؟!؟!؟
    -"من هناك؟"
    صاح بالعبارة الأخيرة إلا أن صوته خرج خائفا مترددا ...
    كم كان يكره و يخشى الغموض! أن تكون ماشيا في ظلامه... غير عالم بما يخبؤه لك من مفاجئات...
    هذا فعلا ما يجعل حتى أكثر الرجال شجاعة يبدون كالجبناء!
    حاول معرفة مصدر الصوت...
    إنه قادم من غرفته هو! هل يعقل أنهم يقومون بتفتيش غرفته؟؟!
    تسلل (بلال) في خفة مقتربا من غرفته...
    الظلام حالك في الداخل...
    لن يجازف في فتح النور.. لربما كان هناك سفاح ينتظره في الداخل حاملا سكينا رهيبا ليذبحه بها!
    اقترب أكثر...
    وقلبه يكاد يثب من فمه ...
    ثم حاول اختلاس النظر في ظلمة الغرفة وقد أمسك بمكنسة كانت مسنودة على باب الغرفة وقد استعد للدخول والانقضاض...
    إلا أنه شعر بشيء يلامس ظهره فقفز صارخا في رعب...!!!
    ***************


  3. #3
    التسجيل
    23-11-2006
    المشاركات
    61

    رد: صفقة الموت

    صوت خطوات...
    خطوات ثابتة قوية كانت تطرق على أرضية لامعة لممر داخل مبنى ما ... كان ھذا شخص
    آخر من ذوي الملامح الغريبة وھو يخطو في ثقة إلى غرفة ما متجاوزا الردھات والقاعات
    المليئة بالأشخاص الآخرين والذين يشبھونه باللباس و النظرات... الجميع كان يعمل في تلك
    القاعات ... ھناك من يعمل على أجھزة حاسوبية ... وآخرون يقومون بحراسة بعض الغرف
    الخاصة ... وھناك من يلقي الأوامر على آخرين... والھواتف ترن ھنا وھناك...
    المكان كان مليئا ومزدحما ... والجميع كان منھمكا في عمله... حتى وصل الرجل إلى مدخل
    غرفة خاصة يقف عليھا حارسان واللذان أديا التحية الرسمية له...
    وضع الرجل بطاقة ممغنطة داخل فراغ مخصص لھا ومعلق على يمين البوابة ليصدر صوت
    آلي...
    -"(ھ.م)... دخول مسموح ..."
    بعد انتھاء الجملة الأخيرة ..انفتحت البوابة آليا فاجتازھا (ھ.م) وتابع مسيره في طريق طويل..
    حتى وصل إلى مصعد مغلق...
    دخل (ھ.م) المصعد وصعد به عدة طوابق عديدة...
    انتظر (ھ.م) في صبر.. حتى وصل المصعد إلى وجھته... وفتحت بوابته ..فانطلق خارجا إلى
    ممر آخر أوصله إلى بوابة زجاجية تظھر خلفھا قاعة ضخمة... مھيبة... لكنھا كانت شبه
    فارغة... وھناك خط سير ينطلق من البوابة الزجاجية إلى بوابة أخرى في الطرف الآخر...
    أدخل (ھ.م) البطاقة مجددا في موضعھا المناسب عند البوابة لينطلق الصوت الآلي مجددا ثم
    تنقسم البوابة إلى أقسام مبتعدة في عدة اتجاھات في مظھر رائع باھر.. دخل (ھ.م) القاعة التي
    انطلق فيھا خط ليزري ليفحص (ھ.م) أثناء مشيه، لكن (ھ.م) أكمل طريقه داخل القاعة حتى
    وصل إلى الطرف الآخر... حيث البوابة الزجاجية المشابھة والتي فعل فعله السابق بھا لتنفتح
    ھي الأخرى بذات المظھر الرائع وتنغلق السابقة في نفس الوقت...
    وأخيراً وصل إلى وجھته و دخل مكتب اً واسع اً ... كانت غرفة المكتب رائعة الشكل... أثاث
    جميل وجذاب، مكتب باھر الروعة، لكنھا كانت مظلمة تقريبا إلا من بعض الأضواء الصادرة
    عن بعض الأجھزة والأنوار الخفيفة الزرقاء... نظر (ھ.م) إلى الرجل الجالس خلف المكتب
    على كرسي وثير فحياه التحية الرسمية... فأشار إليه الجالس بأن يتفضل..
    -"سيدي الرئيس ، ھناك تقرير جديد صادر من قبل باحثينا في المشروع السري ... "

    في رصانة سأله:
    -"تقصد الجيل الثاني من (ك.ع) ؟"
    أجاب (ھ.م) وھو يقدم ملفه إلى الرئيس:
    -"أجل سيدي"
    أخذ الرئيس التقرير ووضعه على مكتبه.
    -"ھل من شيء آخر تخبرني به؟"
    -"أجل سيدي، وصلنا تقرير من فريقنا في إحدى الدول يفيد بأن أحد رجالنا قد تعرض للھجوم
    "... ( من قبل (ع- ٧
    زفر الرئيس في ضيق...
    -"ع- ٧ مجددا... يجب أن نصل إليه في أسرع وقت"
    -"سيادة الرئيس... ھناك المزيد..."
    -"تفضل"
    ... -"فريقنا أضاف بأنه من المحتمل أن يكون قد كشف أحد الأشخاص الذين على علاقة ب ع- ٧
    ويفيد بأنه قد توصل إلى معرفة أقارب وموقع سكن ھذا الشخص..."
    حدق الرئيس في (ھ.م) بشيء من الدھشة ...
    -"ھل ما تقوله صحيح؟ ھذا خطير فعلا! "
    بدأ الرئيس يفكر في الموقف قبل أن ينظر إلى (ھ.م) مجددا ...
    -"عليك بتشديد مراقبة ھذا الشخص ...يجب أن نصل إلى (ع - ٧) من خلاله ھل تفھمني؟!؟!؟
    ھذا قد يقلب الموازين تماما...!"
    -"اعتبر الأمر منتھي اً حضرة الرئيس"
    ثم أدى التحية الرسمية وخرج بينما ظل الرئيس جالساً خلف مكتبه وھو يفكر في عمق...
    "نعم سوف يقلبھا..."
    ولمعت عيناه وھو يكمل بابتسامة باردة:
    "وإلى الأبد!!"

    ***************
    التعديل الأخير تم بواسطة abdu1002 ; 04-07-2010 الساعة 04:01 PM

  4. #4
    التسجيل
    23-11-2006
    المشاركات
    61

    رد: صفقة الموت

    انطلقت صرخة (بلال) مدوية وكاد أن يتوقف قلبه رعبا... إلا أنه توقف عن الصراخ فجأة
    وشعر في حنق بأنه قد خدع...عندما سمع صوت ضحكات أنثوية يألفھا –ويبغضھا -!!! ثم التفت
    بكل غضب الدنيا... وھو يصيح...
    -"يا لك من فتاة قذرة يا سارة"
    بينما كانت الفتاة الأخيرة تضحك .. وتضحك..
    -"أعذرني يا بلال لكنك سوف تقتلني من الضحك..."
    ثم حاولت أن تلتقط أنفاسھا وصمتت قليلا عندما ظھرت فتاة أخرى في العشرينات من عمرھا
    وھي تضحك بدورھا مما جعل (سارة) تعاود ضحكھا الھستيري من جديد...
    -"أنت فعلا فتى بريء يا بلال ... لم أتوقع أن تخاف إلى ھذه الدرجة..."
    -"انظري إلى وجھه كيف أصبح كالليمونة!!!"
    احمر وجه (بلال) وقد بلغ الغيظ منه مبلغه وتمنى لو يستطيع تمزيق حنجرتيھما بأسنانه...
    -"ھل تعتقدان أنھا طريقة مسلية للمزاح؟ لقد كدتما تقتلانني!"
    "ثم أنت يا رقية في العشرين من عمرك ... لكنك تصادقين سارة كما لو كنت في عمرھا والذي
    لا يتعدى ثلاث عشرة سنة!"
    -"لا تآخذني يا بلال... فالمزحة كانت رائعة بحق... لن تصدق! كنت تستحق تصويرا وأنت
    تقفز في الھواء...!!"
    لم يعد (بلال) يحتمل فقرر أن يدخل غرفته ويصفع الباب في وجھيھما... استند إلى الباب
    والغيظ ما زال يملأ نفسه...
    -"سحقا لھما! "
    تمنى لو أن من ھاجمه يتأتي ويختطفھما ليرتاح منھما إلى الأبد... أو أن يقوم بتعذيبھما بآلات
    رھيبة... كم سوف يكون ذلك رائعا! حتى لو كان ھو التالي!!!
    بينما ھما مازالتا تضحكان خارج الغرفة اتجه نحو سريره واستلقى عليه.. تمنى لو كان أقوى...
    تمنى لو استطاع تحطيم ذلك الشخص الذي ھاجمه... تمنى لو...
    وغاب في سبات عميق...
    اختلط في منامه الحلم بالواقع...
    قبل أن يستيقظ على طرقات...
    كان مشوش التفكير بعد غفلته ھذه ...
    باب غرفته كان يطرق بينما كان ھو يحاول النھوض من فراشه...
    نظر إلى الساعة وھو يحاول تذكر ما حصل...
    لا يذكر سوى أنه رأى حلما مخيفا... رجلان يتقاتلان... وأحدھما يھدده وما شابه...
    كانت الساعة السادسة والنصف...
    ثم تذكر أنه دخل إلى الغرفة بعد أن تشاجر مع الفتاتين... لكنه لا يذكر ما حصل قبل ذلك...
    التفت إلى الباب وھو يصيح...
    -"من ھناك ؟!!"
    -"نود أن نعتذر..."
    تأفف بانزعاج وھو ينھض عن سريره ويتجه إلى الباب فاتحا إياه... كانتا واقفتين على الباب...
    وعلى وجھيھما ابتسامة شقية...
    "نحن نعتذر إليك.. لم نكن نعتقد أنك سوف تصاب بكل ھذا الرعب..."
    -"ماذا تريدان بالضبط ؟ أيتھا الماكرتين؟!"
    -"لا كنا نريد أن نعتذر فقط..."
    مط شفتيه في انزعاج وأشار إليھما وھو يقول في ضجر...
    -"كفا عن لعب دور الطيب الودود... أعلم أن ھناك مصلحة ما تريدانھا..."
    نظرتا إلى بعضھما البعض... ثم أعادتا النظر إليه... لتقول رقية:
    -"اسمع ... أنا لدي بعض الأعمال الآن لأنجزھا... سوف أكون مشغولة جدا... لذلك أرجو منك
    أن تتكرم وتأخذ سارة إلى بيت عمتنا... لقد اتصلت قبل قليل ودعتھا للمجيء للعب مع ابنتھا"
    -"الآن صار لديكِ أعمال ... عندما كنت تخططين أنت وھذه الطفلة لم تكن لديك أعمال!"
    -"لست طفلة!!"
    -"لم تكن لدي والآن أصبح لدي .. ھذا ليس من شأنك .. المھم أنك سوف تأخذ سارة إلى بيت
    عمتنا..."
    -"لن أذھب معھا فلتذھب وحدھا.."
    نظرت (سارة) إلى رقية..
    -"ھذا أفضل من أن أذھب معه!"
    -"الطرقات خطرة! لا يمكنك الخروج وحيدة.. وخاصة أن الليل قد دنا..."
    ثم التفتت (رقية) إلى (بلال)...
    -"تخيل لو خطف أحدھم سارة مثلا؟"
    -"سوف يكون ھذا أسعد خبر سمعته في حياتي!"
    شھقت (سارة) في ذھول ونظرت إلى (رقية) بما معناه : أسمعتِ ؟؟؟
    -"يا للعار! أي كلام ھذا ! ألا تخجل من نفسك؟! ... ھيا كف عن لعب دور الأطفال واخرج
    معھا ..."
    صرخ (بلال) :
    -"لن أخرج! لن أخرج معھا ولو على جثتي..."
    -"لربما تود أن أخبر أمك بالموضوع... حينھا لن تكون مسرورا.."
    ھنا صمت (بلال) وأخذ يفكر بجدية... إنه ليس من اللطيف أبدا أن تعرف أمه... سوف يكون
    الوضع عسيرا حقا... لكنه تذكر الحلم الذي رآه... أم أنه كان حقيقة؟؟؟!
    ھز رأسه نافضا ھذه الفكرة قبل أن يحسم أمره ....سوف يذھب إلى ھناك... المسافة ليست
    بعيدة...
    أثناء الطريق ... وبينما كانت (سارة) تحاول إيجاد شيء لتزعج به (بلال) ...
    فجأة ...
    ومن الشارع المجاور... انطلق صوت سيارات شرطة منذرة بالويل وھي تقترب من الشارع ثم
    تتجاوزه في سرعة منطلقة إلى وجھة ما...
    تابعاھا في اھتمام حتى اختفت ثم عادا إلى مسيرھما...
    وخلال المسير...
    -"أنا جائعة! دعنا نمر على البقالة..."
    -"اصمتي! لدي سبب واحد للخروج معك.. ألا وھو أخذك إلى بيت عمتك..."
    -"لكنني جائعة أريد أن آكل شيئا قبل أن أذھب إلى ھناك.."
    صمتت قليلا ثم تابعت...
    "ھل تعلم؟ أنت أكره إنسان قابلته بحياتي... أنت بغيض فعلا! أتمنى لو أستطيع أن أعيش بعيدا
    عنك إلى الأبد! حيث لا أراك أبدا..."
    -"شعور متبادل على أية حال.."
    نظر إليھا وتمنى لو يستطيع تھشيم رأسھا في الشارع... لكم سوف يكون جميلا لو ضربھا
    أحدھم.. أو اختطفھا أح....
    عندما وصل إلى ھذه النقطة من التفكير انتبه إلى أمر مريب... ھناك حركة غريبة حولھما...
    إنه يشعر أن ھناك من يراقبه... ھل ھو واھم؟
    توقف قليلا مما جعل (سارة) تصطدم به من الخلف فتأوھت وتساءلت عن سبب توقفه.. بينما
    ھو راح يبحث يمنة ويسرة عن شيء ما..
    لكنه تابع بينما كانت (سارة) تتكلم في شيء ما لم يتبينه... كان ذھنه منشغلا... أي إحساس ھذا
    الذي أحسسته..؟ كان عليھما عبور حديقة تفصل بينھم وبين بيت عمتھم ...
    كانت الحديقة خالية بشكل مريب ...
    شيء في داخله كان يحاول منعه من التقدم... وكأن خطرا كان ينتظره ھناك... أو أن الحلم قد
    أثر عليه كثيرا...
    لكنه قرر أن يستمر... لن يدع الاوھام تتلاعب به... دائما ما عرف بأنه أشجع فتا في
    المدرسة...
    الحديقة كانت ھادئة جدا، كئيبة...
    ومظلمة...
    فتوقف (بلال) وأخذ يدير نظره في المكان...
    وفجأة....!!!
    وبدون سابق إنذار..!!!
    فوجئ بمن يھبط عليھما من شجرة كان مختبئا عندھا ...لينقض عليه ويضربه ضربة أطاحت
    به بعيدا...
    اصطدم (بلال) بشجرة أخرى وتأوه في ألم وھو يسقط أرضا...
    ثم حاول النھوض لكن ألم الصدمة حال دون ذلك... كانت قدمه تؤلمه بشدة... ثم سمع صوت
    (سارة) تصرخ في رعب... فرفع رأسه ليرى ماذا يحصل ...
    كان الرجل قد أمسك بيدھا مانعا إياھا من الھرب بينما ھي تقاوم في استماتة..
    -"لا دعھا وشأنھا !!"
    حاول (بلال) النھوض مجددا في صعوبة وھو يرى الرجل يخرج منديلا مبللا بمادة ما ثم كمم
    به فم وأنف (سارة) والتي سرعان ما خفتت مقاومتھا قبل أن تسقط في سبات عميق على
    الأرض...
    كان (بلال) قد وقف على قدميه... فسارع محاولا الانقضاض على الرجل وھو يجري لكنه
    فوجئ بالرجل يرفع مسدسه في وجھه فتوقف عن الركض ووقف ينظر إلى فوھة الموت في
    رعب...
    -"أنصحك بعدم القيام بأي حركة غبية... وأن تسمع ما أقوله وأن تنفذه بكل حذافيره... ھل ھذا
    واضح؟"
    كان (بلال) يشعر بالحنق والعجز أمام الرجل فصاح في ارتكاب مختلط مع بعض من الغضب:
    -" ماللذي تريدونه منا؟؟ ماذا فعلناه لكم حتى تھاجموننا ؟؟ دعون..."
    -" كلمة أخرى وأزين رأسك ھذا بفجوة من رصاصاتي...! أنت ھنا لكي تسمع فقط! عليك
    بتسليم ھذه الرسالة لرجل الغموض... لقد اختطفنا الفتاة.. وإن كنت تريدھا حية ... فعليك
    بتسليمنا المصل..."
    ثم أخرج جوالا من جيبه وقذفه ل(بلال) الذي تلقاه في ارتباك... قبل أن يكمل الرجل...
    "لكي يتم الاتفاق عليه الرد على اتصالنا .... ھل وصلت الرسالة ؟ أمامك ثلاث ساعات قبل
    اتصالنا... جد رجل الغموض وإلا..."
    وابتسم في شر بينما كان يركع على قدميه لرفع الفتاة قبل أن يسمع صوت أزيز سريع قرب
    أذنه... فانتفض في رعب وھو يرفع الفتاة في سرعة...
    -"اللعنة!!! لقد وصل.."
    بينما كان رجل الغموض يجري من جانب الشارع ماسك اً بمسدسه ويستعد لإطلاق عدة طلقات
    أخرى ... فرفع الرجل الفتاة لتشكل درعا له وبدأ يجري بسرعة خارجا من الحديقة ... قبل أن
    يبلغ سيارة تحميل و يدفع جسد الفتاة فيھا...
    لحق (بلال) بالرجل محاولا الوصول إليه قبل دخوله السيارة... لكنه حين وصل كانت السيارة
    تستعد للانطلاق فقفز محاولا الإمساك بھا في اللحظة التي بدأت فيه السيارة بالتحرك إلا أنه
    استطاع التشبث بطرف صندوقھا الخلفي بصعوبة...
    -"كيف استطاع اللحاق بنا؟!؟! ألم يتم تبليغ الشرطة؟!؟"
    كانت ھذه صرخة أحد الرجال داخل السيارة إلى زميله...
    -"بلا! ھذا مستحيل! كيف فعلھا واستطاع الھرب من الحصار؟!"
    ھنا قاطعھما السائق عندما لمح (بلال) في المرآة العاكسة يلقي بنفسه في داخل صندوق السيارة:
    -"الآن علينا التخلص من ھذا الشيطان المتشبث بسيارتنا!!!"
    قال أحدھم في ثقة بينما يسحب مشط مسدسه:
    -"لا عليك.. أنا سوف أتولى أمره!"
    ثم فتح النافذة ودفع بجسده خارج السيارة وبدأ بالتصويب نحو الفتى بينما الأخير لم يكن يدري
    ماذا يفعل في ھذا الموقف العصيب... و فقد الأمل في كل شيء!
    وطاخ!!!
    كان الفتى قد أغمض عينيه ...
    إلا أنه لم يشعر بأثر الطلقة تخترق جسده!!
    ففتح عينيه ليفاجئ بأن من كان يريد قتله قد أصيب إصابة مباشرة في رأسه وتدلى جذعه
    خارج النافذة...
    فالتفت وراءه محاولا اكتشاف مصدر الطلقة ليجد رجل الغموض يقود سيارة بينما يعيد مسدسه
    إلى الداخل...
    ھنا وصلت سيارة التحميل إلى منعطف يؤدي إلى الشارع العام فانعطف بھا سائقھا لتصدر
    صوت فحيح عنيف وھي تجاھد على أن لا تنقلب رأسا على عقب والفتى يحاول التشبث بأي
    شيء لكي لا يسقط بينما تتدحرج الحمولة المغطاة تحته في كل مكان مسببة له المزيد من
    التعثر... إلا أن بنيته القوية -والتي لا تظھر على جسده بتاتا - حالت دون سقوطه...
    -"ھدئ السرعة قليلا! أحاول سحب جسد الرجل إلى الداخل!! لا نريده أن يسقط.. أنت تعرف
    عاقبة ذلك!"
    -"ھل جننت؟! ذلك المخبول يلاحقنا الآن وإن لم أنطلق بأقصى سرعة سوف يصل إلينا..!!"
    كان ينطق السائق بھذه العبارات وھو يحاول تفادي الاصطدام بالسيارة التي أمامه في صعوبة
    ورجل الغموض يقترب بسيارته أكثر وأكثر... وفي ھذه اللحظات فوجئ الرجل الذي يقوم
    بسحب الجثة ب"بلال" يقفز مقتحما السيارة راميا نفسه إلى الداخل...
    -"اللعنة!! كيف دخ ..!!"
    ھنا ارتبك السائق والتفت لينظر إلى ما يحدث خلفه قبل أن ينطلق صوت بوق شاحنة قوي
    فانتفض وعاد صارخا في رعب ومنعطفا إلى اليسار بعيدا عن الشاحنة التي كادت أن تصطدم
    به و داھسا الفرامل و...!!
    وانقلبت السيارة بينما كانت تنعطف !!... وتدحرجت عدة مرات بينما كانت تكمل انعطافھا
    واحتكاكھا بالأرض... ثم توقفت في صمت...
    وبعد لحظات كان رجل الغموض قد وصل بينما بدأت تتجمع بعض الحشود حول السيارة
    المقلوبة فاندفع خارجا من سيارته وانطلق ليدفع بعض الناس عن طريقه ويلقي نظرة حيث وجد
    بعض الرجال يحاولون إخراج جثة رجل ينزف من رأسه وممتلئ بالكدمات والجروح بينما
    كان "بلال" مازال متعلقا به في انكماش ورعب وقد ظھرت عليه بعض الجروح والكدمات ھو
    الآخر... كانت السيارة فارغة إلا من الرجلين الصريعين و"بلال" وقد سقطت بعض قطع
    الحمولة خارج السيارة...
    ھنا انطلق رجل الغموض في سرعة واختطف "بلال" من بين الحشود التي صاحت في
    اعتراض وغضب وحاول بعضھم إيقاف رجل الغموض إلا أن الأخير حاول المراوغة ودفع
    بعض ممن اعترض طريقه قبل أن يدفع جسد (بلال) في سيارته ويدخلھا وينطلق بھا بسرعة
    بينما كانت سيارات الشرطة قد اقتربت من الموقع وصوت صفاراتھا تھدد وتتوعد!!

    ***************

  5. #5
    التسجيل
    30-12-2004
    الدولة
    new zealand
    المشاركات
    1,705

    رد: صفقة الموت

    ما شاء الله تبارك الله

    اعجبني وصفك للاحداث والكلمات المستخدمة في القصة

    عندما انهيت الفصل الاول كانت النهاية رائعة وغامضة لكنك شتت الانتباه في الفصل الثاني فقد دخلت في موضوع اخر

    ولكن القصة رائعة جدا ودقيقة الاحداث ننتظر التكملة

  6. #6
    التسجيل
    01-05-2010
    الدولة
    Kuwait
    المشاركات
    326

    رد: صفقة الموت

    قصة رائعة جداً

    وكأنها مستوحاه من فلم آجنبي

    ومثل ما قال حسان شتت انتباهنا بالفصل الثاني

    وآجمل شيء بالقصة وصفـك للأحـدآث ،،

    مـــــبدع آخوووي

    بإنتظــآر التكمـلـــــــة


    شكراً .. آن شآء الله آكون عند حسن ظنكم





  7. #7
    التسجيل
    23-11-2006
    المشاركات
    61

    رد: صفقة الموت

    الحقيقة لقد أحرجتوني بكلماتكم الطيبة... شكرا لك على تعليقاتكم المشجعة...
    بالنسبة للفصل الثاني والذي هو نقلة في الرواية إلى أحداث وأشخاص آخرين ... فبعد قراءتي الطويلة في عالم الروايات أجد هذه النقلة عادة عند كتاب الروايات -وأنا لست واحدا منهم طبعا - حتى يزعجوا القارئ بها :P
    لكن ما سبب التشتيت ؟ هل كان الفصل طويلا ؟! أم فيه الكثير من الوصف الزائد مثلا؟

  8. #8
    التسجيل
    23-11-2006
    المشاركات
    61

    رد: صفقة الموت

    -"فقدنا رجلين... وسيارة... بالإضافة إلى حمولة مھمة لعميلنا في الشرطة... لماذا لم تدلوا رجل
    الغموض على موقعنا أيضا؟!"
    نطق قائد العملية بالكلمات الأخيرة في غيظ شديد وھو ينظر إلى رجليه اللذين كانا في حالة
    يرثى لھا... كانا يقفان في مواجھة مكتب الأخير الذي بدا أنيقا ومرتبا وسائر أركان الغرفة...
    بينما توجد نافذة تطل على حديقة جميلة وراء مقعد القائد..
    -"سيادة القائد... مھاجمة رجل الغموض لنا لم تكن في الحسبان أبدا... أنت بنفسك أشرفت على
    الاتصال بعميلنا في الشرطة للقيام بعملية محاصرة شاملة للموقع الذي كان يختبئ فيه!!"
    صاح القائد في غضب:
    -"وھل يمكنك أن تفسر لي أيضا كيف أستطاع طفل في السادسة عشر من عمره الانقضاض
    عليكم و تھديد سير الخطة بالفشل الذريع؟!"
    كان الرجلان يشعران بخوف شديد... فمصيرھما يتحدد على ما يمكن أن يقولاه...
    -"سيدي القائد ... لو كنت مكاننا لما فعلت أكثر مما فعلناه نحن.. ھذا الفتى كان أقوى مما
    افترضناه جميعا... لا تنسى أن له علاقة برجل الغموض ذاك..."
    صمت قائد العملية وأخذ يفكر في عمق قبل أن يسألھم:
    -"ھل مات؟"
    -"لسنا متأكدين... لم يكن يتحرك.. ولم يكن ھنالك وقت حتى نتأكد!"
    زفر القائد في عمق وصمت ثم استدار في بطء محدقا خارج نافذته وعاقدا يديه خلف ظھره...
    -"لن نستطيع أن نعرف قبل مرور ثلاث ساعات فلتدعوا لله أن لا يكون قد مات لأن مناصبنا...
    تعتمد على ذلك.."
    وصمت للحظة قبل أن يكمل...
    "وربما حياتنا أيضا..."
    ***************

  9. #9
    التسجيل
    23-11-2006
    المشاركات
    61

    رد: صفقة الموت

    كان (بلال) يشعر بألم شديد في جسده... وقلبه...
    كان يشعر بألم الصدمات والتي لم يتلقى معظمھا بشكل مباشر... فعندما سقط داخل السيارة...
    كان قد وقع على أحد الأشخاص ومن خوفه تمسك به في استماتة.... والذي تلقى بدوره عن
    (بلال) معظم الصدمات...
    ولقد مات بسببه! لم يتخيل (بلال) في حياته أن يقع في موقف كھذا!
    ودمعت عيناه في حزن وألم ..
    ثم أغمض عينيه وتمنى...
    تمنى لو كان كابوسا! تمنى اللحظة التي يستيقظ فيھا ليجد نفسه مازال نائما في غرفته!
    لكنه فتح عينيه ليجد رجل الغموض يمد له بمنديل فاختطفه منه ... وأخذ يمسح دموعه به...
    -"ھل تعلم شيئا؟ بعيدا عن درجة غبائك الكبيرة في الخروج وحيدا مع فتاة صغيرة... إلا أن
    شجاعتك ومخاطرتك بحياتك لمحاولة إنقاذھا كانت مدھشة بحق مع أنھا كانت أيضا خطوة
    خاطئة وانتحارية!"
    -"كل ذلك كان بسببي! ليتني لم..."
    -"البكاء و العويل على الماضي لن يفيدك بشيء... عليك أن تتعلم من أخطائك وتركز على
    الخطوة القادمة..."
    كان رجل الغموض قد وصل بسيارته إلى موقف في أحد الأزقة الضيقة بعد أن جعل الشرطة
    تفقد أثره فتوقف ھناك...
    ثم التفت إلى الفتى وھو يقول:
    "والخطوة القادمة ھي التركيز على إنقاذ الفتاة وتحديد كيفية فعل ذلك..."
    شعر (بلال) ببعض الأمل يتدفق إلى قلبه...ثم انتفض وقد تذكر الجوال وأخذ يبحث عنه في
    جيوبه...
    -"لقد أعطوني جوالا...ذكروا شيئا عن مصل.. لا أدري ما ھو... ويريدون الاتصال بك بعد...
    لا أدري ربما ساعتين من الآن و..."
    وخفق قلبه في رعب عندما لم يجده في حوزته... وبدأ يرتجف...
    -"ھل تقصد ھذا؟!"
    نظر إلى رجل الغموض ليجده حاملا إياه في يده!
    "بسبب تسرعك قمت برميه قبل أن تنطلق وراء الرجل...لكنني ولله الحمد لاحظت ذلك والتطقته قبل أن ألحق بكم..."
    بعدھا أخذ رجل الغموض يفكر وھو يتأمل الجوال بعمق... بينما صمت (بلال) وھو يحاول
    التكھن بما يمكن أن يحدث... في الخطوة القادمة...
    ***************

  10. #10
    التسجيل
    30-12-2004
    الدولة
    new zealand
    المشاركات
    1,705

    رد: صفقة الموت

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة abdu1002 مشاهدة المشاركة
    الحقيقة لقد أحرجتوني بكلماتكم الطيبة... شكرا لك على تعليقاتكم المشجعة...
    بالنسبة للفصل الثاني والذي هو نقلة في الرواية إلى أحداث وأشخاص آخرين ... فبعد قراءتي الطويلة في عالم الروايات أجد هذه النقلة عادة عند كتاب الروايات -وأنا لست واحدا منهم طبعا - حتى يزعجوا القارئ بها :P
    لكن ما سبب التشتيت ؟ هل كان الفصل طويلا ؟! أم فيه الكثير من الوصف الزائد مثلا؟

    اهلا بك اخي العزيز .... ما قصدته بالتشتيت هو عندما انهيت الفصل الاول انهيته بلغز رائع ومشوق وجعلت القارء ينتظر بلهفة ماذا سيحدث وينتظر بفارغ الصبر الفصل الجديد ليعلم ما يحدث لكنك شتت الانتباه قليلا وجعلت القارء يقع في حيرة من امره فالقارء دائما ينتظر الاحداث القادمة للاجابة عن تساؤلاته ..... لا اخفيك علما لقد كنت اتبع هذا الاسلوب سابقا لكنه ادى الى نفور بعض القراء من اكمال قصتي لانهم شعروا بكثرة الالغاز وتشعبها منذ البداية حاول دائما اخي العزيز ان تسير بخط مستقيم في البداية ثم ابدأ بالتفرع في فصول متقدمة حيث تزيد الاثارة عند القارء ويتابع الاحداث بشوق ولهفة

    الى الامام اخي العزيز ..... وتذكر انك لن تصل الى القمة من دون اخطاء ولكن المهم ان تستفيد بقدر ما اتستطيع من هذه الاخطاء

    الله يوفقك وعقبال اشوف رواياتك على ارفف المكتبات والكل يمد يده ليحصل على نسخته

  11. #11
    التسجيل
    23-11-2006
    المشاركات
    61

    رد: صفقة الموت

    داخل شقة فاخرة في مكان مجھول.. كان صاحب الشقة يقرأ في كتاب وھو جالس على كرسي
    وثير في غرفة المعيشة...
    وبينما ھو مستغرق في القراءة... التقطت أذناه حركة خفيفة...
    -"ھل وصلت أخيرا...؟!"
    ألقى صاحب الشقة بالعبارة بلا مبالاة ومن دون أن يلتفت إلى القادم والذي ظھر من المدخل
    المظلم للغرفة و اقترب منه ثم جلس على كرسي آخر بالقرب من صاحب الشقة...
    -"التقطت الفريسة الطعْم..."
    قالھا القادم في ثقة وھدوء مما جعل صاحب الشقة يتوقف عن القراءة ويلتفت أخيرا إلى القادم
    في اھتمام...
    "يبدو أننا سوف نحصل على ما نريد..."
    -"عجبا! أي طريقة اتبعتھا حتى استطعت خداعھم؟!"
    -"لا عليك! أنت فقط قم بدورك من العملية... والأمور كلھا سوف تسير على ما يرام..."
    -"بإذن لله يا صاحبي... كلنا على أھبة الاستعداد... والاتصالات جارية على قدم وساق..."
    -"جيد... يبدو أن أصدقاءنا سيجدون مفاجأة قاسية بانتظارھم ..."
    ثم وقف...
    "أمامي بعض الأعمال المھمة الآن... كن مستعد اً.. للحظة الحاسمة.."
    وسار ببطء نحو المخرج بينما تابعه صاحب الشقة في صمت حتى اختفى داخل ظلام مدخل
    الشقة مجددا...

    ***************

  12. #12
    التسجيل
    23-11-2006
    المشاركات
    61

    رد: صفقة الموت

    صمت وظلام...
    والدخان يخرج من سيجار وفم الرئيس...
    وھو جالس في ھذه الأجواء...
    ويفكر...
    كان يفكر وينتظر ...
    تذكر كيف بنى ھذه المنظمة القوية...
    كيف كانت البداية الضعيفة...
    ثم الانتصار...!!
    نعم! لقد استطاع التخلص من خصومه الأقوياء جميعاً... ما عدا واحداً...
    نفث الدخان في غضب عندما وصل إلى ھذه النقطة...
    ذلك الشخص الخطير... الذي ظل يتربص به وبمنظمته...
    تذكر كيف كان يقاتله في شراسة...
    تذكر تدميره لمخططه الذي كاد يرفع من قوته أضعاف الأضعاف...
    تذكر... وتذكر...
    حتى وصل إلى آخر عملية نفذھا رجل الغموض...
    سرقة المصل...
    ضرب بقبضته سطح مكتبه وھو يزمجر في غضب:
    -"سحقا لك أيھا الوضيع!! سوف تدفع الثمن!"
    ثم أخذ يلھث في غضب محاولا الرجوع إلى طبيعته الباردة...
    حينما سمع صوت رنين...
    فضغط على زر موضوع على مكتبه...
    ليقول في جفاف:
    "تقريرك..."
    -"سيادة الرئيس، الموقف يبدو إيجابيا ... (ع- ٧) يتحدث معنا على الخط الآن..."
    -"صلني بالمكالمة..."
    -"علم سيدي..."
    بعد العبارة الأخيرة اختفى صوت المتحدث وظھر صوت آخر لأحد رجال المنظمة وھو يقول:
    -"سيد رجل الغموض... كما أخبرتك فإن مكان اللقاء الذي اخترناه ھو المكان الأنسب لكلا
    الطرفين.. حيث نستطيع إبرام الصفقة بعيدا عن المشاكل..."
    -"وما الذي يضمن لي أنكم لن تؤذونا؟"
    -" أنت لست في موقف مناسب للمطالبة... لكن المنظمة تضمن لك خروجا سالما... كل منا لديه
    شيء لدى الآخر... نحن نريد المصل وأنت تريد الفتاة...فلو كانت حياة الفتاة تھمك فعليك
    بالتعاون.. الخيار خيارك.. أنت السبب في ما حدث ويحدث.. أنت حاولت إيذاء المنظمة ويكفيك
    أننا لن نقت..."
    -"لن أناقشك في كلامك الأخير ھذا.. لأنك لست سوى أداة مغسولة الدماغ.. فلتدخل في تفاصيل
    الصفقة إذا..."
    صمت الطرف الآخر قليلا ثم عاود التحدث:
    -"إليك المطلوب: عليك القدوم إلى الموقع في الوقت المحدد مع المصل والفتى.. ثم أعطِ المصل
    في حقيبته المعدنية للفتى ودعه يصل إلينا... سوف يحرسك رجالنا ريثما يسلمنا المصل ونطلق
    سراح الفتاة في نفس الوقت... إحضار أي نوع من المتفجرات بالإضافة إلى القيام بأي
    مراوغة...سوف يسبب في إلغاء الصفقة مباشرة...!"
    -"أتريدونني أن أخاطر بحياة الفتى؟! أليس في قلوبكم أدنى قدر من الرحمة؟!... ھذه الصفقة
    ليست سوى ضرب من الجنون!"
    -"سيدي ... أنت تستطيع حماية نفسك، كما أنك مراوغ خطير... فكيف تريدنا أن نثق بك؟ قم
    بدراسة العرض جيدا.. أنت لست في وضع قوي... يكفي أن تعرف أنك أمام منظمة من أقوى
    المنظمات في العالم ولو أردنا لوصلنا إليك مسبقا... وإذا كان لديك أي اقتراحات فأرجو أن
    تدليھا.."
    صمت كلا الطرفين بينما كان رجل الغموض يفكر في الموضوع على ما يبدو... ثم حسم أمره
    وقال في ھدوء عجيب:
    -"وافقت على الصفقة..."
    صمت قليلا منتظرا ردا من الطرف الآخر والذي توقف حائرا حول ھذه الإجابة السريعة
    البسيطة... قبل أن يرد:
    -"حسنا يا رجل الغموض أو أيا كان اسمك.. نحن بانتظارك..."
    ثم أغلق الخط...
    عاد الرئيس إلى شروده مجددا...الخطة قوية ولا يمكن لرجل الغموض التلاعب والمراوغة..
    سوف يقع لا محالة... فإما أن يكسب المصل.. أو يتخلص من خصم قوي.. وكلا الخيارين
    جيد...
    نفث دخانه مجددا وظل يفكر في عمق وھدوء...
    ***************

  13. #13
    التسجيل
    23-11-2006
    المشاركات
    61

    رد: صفقة الموت

    كان (بلال) يجلس في سيارة رجل الغموض .. بينما الأخير قد اختفى خارجا لمحادثة مختطفي
    (سارة)...
    كان يفكر...
    كيف وصلت به الأمور إلى ھذا الحد؟
    تلك الغفوة المزعجة! ھل يعقل أنھا فعلت كل ھذا؟!
    ھل اختلط عليه الحلم في الواقع؟!... أم أنه عاش الأحداث مجددا في منامه؟
    ضرب يد الباب بيده وھو يشعر بسخافة وضعه بينما كان يلھث في غضب...
    ثم حاول الاسترخاء على الكرسي لكن صورة (سارة) لم تنفك ماثلة أمامه...
    ھو من ورطھا بكل ھذا! المسكينة... لربما الآن تشعر بالخوف الشديد...
    ھنا انتفض خارجا عن مسار أفكاره عندما فاجأه رجل الغموض وھو يدخل السيارة في
    سرعة...
    ثم نظر إليه في لھفة وھتف:
    -"ماذا؟ ھل سيطلقون سراحھا؟"
    كان رجل الغموض يربط حزام الأمان ويستعد للانطلاق قبل أن يرد عليه في ھدوء:
    -"ليس بھذه البساطة..."
    ثم التفت إليه ..
    "يريدونك أن تسلمھم شيئا أولا..."
    انتفض (بلال) مذھولا ...
    -"أنا؟!؟ ولماذا؟! من ھؤلاء وماذا يريدون؟!"
    نظر رجل الغموض أمامه إلى الطريق ثم انطلق في سيارته إلى وجھة ما.
    -"حفنة من المخابيل لا يھمك من يكونوا... كل ما ھو مھم الآن ھو أن أعطيك الحقيبة وأنت
    تسلمھا لھم في الوقت المحدد..."
    نظر إليه (بلال) في تعجب قبل أن يقول في شك:
    -"فقط؟"
    -"أجل ويعيدوا قريبتك إليك..."
    -"أظنك قلت ليست بھذه البساطة..."
    -"وھل تعتقد أن مواجھتھم بالأمر البسيط؟ أنصحك أن تتمالك نفسك جيد اً حينھا.. ھم لا يحبون
    الخُرقاء من الأطفال...حاول أن لا تبلل حفاظتك أيضا!"
    --"كف عن ذلك أرجوك!! أنا لست طفلا ولا أخرق! أقسم بالله أنني أستطيع القيام بالمھمة على وجھھا الصحيح..."
    -"أشك في ذلك.."
    شعر (بلال) بالغيظ من برود ھذا الرجل.. ثم صاح في غضب:
    -"أنت أبرد إنسان رأيته في حياتي! حتى شقيقتي ليستا بھذا السوء!"
    ابتسم رجل الغموض في سخرية وھو ينعطف داخلا في إحدى الأحياء السكنية ومتابعا سيره
    فيھا قبل أن يرد على (بلال):
    -"ألا تعتقد أنك تماديت في تطاولك علي؟ ألا يكفي أنني أساعدك مع عدم وجود أي سبب يدفعني
    لذلك؟"
    لم يدرِ (بلال) بما يرد عليه وقد شعر بالخجل من نفسه...
    "لا عليك... كنت أتلاعب بأعصابك فقط.. كن مستعدا ... فما سنواجھه قد يكون أخطر مما
    تتخيله!"
    دھش (بلال) لموقف رجل الغموض.. فبينما ھما في طريقھما إلى ما يمكن أن يكون حتفھما...
    إلا أن الھدوء والبرود يسيطر على أسلوبه...
    قرر (بلال) أن يصمت وينتظر ... ما قد تجلبه لھم ھذه الصفقة...
    صفقة الموت...
    ***************

  14. #14
    التسجيل
    23-11-2006
    المشاركات
    61

    رد: صفقة الموت

    بقي الفصل الأخير من هذا الجزء ... سوف أضعه هنا غدا إن شاء الله... أرجو أن ينال اعجابكم...

  15. #15
    التسجيل
    23-11-2006
    المشاركات
    61

    رد: صفقة الموت

    اقترب موعد الصفقة...
    وفي مكان ناءٍ من المدينة حيث منطقة المستودعات غارقة في ظلام الليل...
    الصمت يحيط بالمكان...يقطعه صوت صراصير الليل بين الحين والحين..
    وبين ھذه الأجواء الساكنة الھادئة.. قطع جمود المكان حركة شخصين في جنح الظلام...بدا
    وكأنھما يتسللان في خفية...
    كان الأول ھو رجل الغموض أما الآخر فھو (بلال) وكان الأخير يمسك بحقيبة معدنية قوية
    ويمشي بھا في خوف... كان رجل الغموض قد أحضرھا له من مكان ما داخل الحي الذي كانا
    فيه... لم يدرِ من أين.. لأن رجل الغموض اختفى في جنح الظلام ولم يظھر إلا وھي في يده...
    وبينما كانا يتوغلان.. وصلا إلى منطقة واسعة... في منتصفھا مبنى قديم ويبدو على معالمه أنه
    ھجر منذ فترة طويلة... كان المكان ساكنا بشكل مريب... لم يكن مضاء من الداخل لكن
    الإضاءة الخارجية من مصابيح الشارع كانت كافية حتى يجدوا طريقھم إليه...
    وبينما كانا يتحسسان طريقھما في الظلام.. وصلا إلى بوابة المبنى... بدأ قلب (بلال) يخفق في
    عنف... الموقف مخيف حقا.. ھل سيتمكن من تسليم الحقيبة بسلام؟... أم ھل سيقتلونه؟
    تساؤلات كثيرة خطرت بباله بينما يفتح رجل الغموض البوابة ويربت على ظھر (بلال) كنوع
    من التشجيع له... دعا (بلال) ربه أن يعينه ويخلصه من ھذه المصيبة.. ثم دخل مع رجل
    الغموض إلى الداخل... وبينما كان المكان غارقا تماما بالظلمة ھمس (بلال) لرجل الغموض:
    -"ھل أنت متأكد من أنھم سوف يأتون إلى ھنا؟"
    في ھدوء رد الأخير:
    -"إنھم حولنا فعلا..."
    مع نھاية عبارته الأخيرة وفجأة...
    سطعت أنوار المبنى بقوة... مما أغشى عيني (بلال)... قبل أن يعتاد النور الساطع ويحاول
    النظر مجددا لما ھو حوله ليفاجأ بوقوف ثلاث أشخاص شاھرين أسلحتھم في وجھيھما –رجل
    الغموض وھو- وقد أحاطوا بھما بشكل حاسم... توقع (بلال) أن يجھزوا عليھما فورا.. إلا أن
    الرجال وقفوا في تحفز وصمت... ثم شعر (بلال) بأنھم ليسوا الوحيدين... بل كان ھناك عشرة
    أشخاص غيرھما داخل المبنى.. ثمانية يحملون أسلحتھم في تحفز منتظرين أية ردة فعل ليفرغوا
    رصاصاتھم فيھما... وآخر يقف فوق منصة مرتفعة قليلا على بعد ١٠ أمتار منھما بينما يسند
    مدفعه الآلي الثقيل على حاجز المنصة مستعدا ھو الآخر لأي شيء... بينما الأخير يقف بعيدا
    واضعا يديه خلف ظھره وينظر إليھما مباشرة في تحد...
    بدا المكان وكأنه كان في وقت من الأوقات مستودعا ...
    كثير من الصناديق الكرتونية المرمية في كل مكان... وعدد لا بأس به من البراميل المعدنية
    الفارغة مبعثرة ھنا وھناك...
    بالإضافة إلى الكثير من الفلين والأغراض التي لا تدري ماھيتھا.. ولا لماذا صُ نعت... وم ذلك،
    المبنى كان عبارة عن قاعة واسعة ومحاط اً بأعمدة معدنية وخشبية وبدا أن الكثير منھا على
    وشك السقوط...
    بدأ الرجل الأخير بالتقدم ببطء باتجاھھما..
    كان باديا من زيه ومشيته أنه شخصية مھمة بينھم...
    -"سيد (ع- ٧)... ھا قد التقينا أخيرا"
    نطقھا في رصانة وھو ما زال يقترب ببطء...
    "لن تستطيع تخيل كم انتظرت لحظة لقائك... يا عدو المنظمة اللدود.."
    ثم توقف على مسافة بعيدة... وأخذ ينظر في وجه رجل الغموض ...بينما الآخر يبادله النظرة
    في ھدوء...
    فكر (بلال) ...
    لقد أخبره رجل الغموض بأنھم مجموعة من المخابيل.. لكن مظھرھم لا يدل على ذلك.. كما
    أنه نطق عبارة منظمة... فما معنى ذلك؟!
    "( -"أوه! كم ھو جميل لقاءك يا سيد ... (ق- ٥
    نطقھا في سخرية...
    -"كنت أتمنى أن أوقفك عند حدك أيھا المجرم... لا أدري ما الذي يجعلك تعادي منظمة عظيمة
    ھدفھا ھو خير البشرية كمنظمتنا!"
    -"ھل تسمي ما تقومون به من نشر الفوضى والإجرام في العالم خيرا؟! كل القتل والذبح..
    والأعمال السرية القذرة... ثم إلصاقھا في ظھر جماعات أخرى... قادتكم لا يحاولون الوصول
    إلا إلى السلطة الزائفة على العالم... وطبعا يستخدمونكم كآلات مغسولة الدماغ للوصول إلى
    أھدافھم الخاصة... ھل تسمعني جيدا؟! أنتم لستم سوى آلات مغسولة الدماغ!"
    انتفض الرجال من كلام رجل الغموض وأمسك بعضھم أسلحتھم في غضب مھددين ببدء
    مذبحة...
    وصرخ شخص بقرب قائد العملية في غضب وھو يصوب مسدسه مستعدا لإطلاق النار على
    رجل الغموض...
    -"سأقتلك أيھا المجرم وأريح البشرية منك! أنت لست سوى حشرة حقيرة!"
    إلا أن (ق- ٥) رفع يده سريعا وأوقف الرجل بينما الأخير ينتفض في غضب... والشرر يتطاير
    من عينيه...
    -"لا أيھا الأخ! لا ندري ماذا يمكن لھذا المجرم أن يفعل... إنه أخطر وأصعب مما تتوقع..."
    ثم تركه في رفق وعاد ينظر إلى رجل الغموض في غضب...
    "إنني أتمنى قتله... لكن ھذه ليست مھمتنا الآن..."
    -"ھه! حذارِ ! أي طلقة علي قد تكون النھاية للجميع!"
    نطقھا رجل الغموض في سخرية فعاد الجميع إلى وضعھم الحذر...
    رفع (ق - ٥) يده إلى رجل الغموض و(بلال) وھو يقول:
    "دع الفتى يتقدم إلينا بالحقيبة ولننهِ الموضوع حالا..."
    نظر (بلال) في توجس إلى رجل الغموض الذي أومأ له مشجعا إياه على التقدم... فابتلع ريقه
    في خوف ثم تقدم إلى الأمام بينما أفسح له الرجال الثلاثة المحيطين به الطريق إلى الأمام...
    فتحرك في اتجاه رجلين يتقدمان نحوه بدورھما...
    -"لحظة!"
    قاطعھم رجل الغموض...
    "أين الفتاة؟"
    -"إنھا في أمان في الغرفة الملحقة..."
    -"وما الذي يثبت لي ذلك؟"
    تأفف (ق- ٥) في انزعاج.. ثم أشار إلى رجلين آخرين لإحضار الفتاة فسارعوا في الاختفاء...
    خلال ھذه اللحظات ألقى رجل الغموض نظرة على أماكن الأشخاص الواقفين وكأنه يدرس
    الموقف قبل أن ينظر إلى أحد المحاصرين له وابتسم في سخرية...
    -"أوه! ألست الشخص الذي كنت ألاحقه اليوم وھرب كالفئران من أمامي؟"
    بدأ الأخير يشعر بغضب شديد وأخذ يتنفس بصوت مسموع محاولا تمالك أعصابه...
    -"لن تفلت! أعدك بذلك!"
    -"ھه! أخشى أنك واھم يا عزيزي.."
    -"عليك اللعنة!"
    تابع رجل الغموض ابتسامته وھمّ بقول شيئا آخر قبل أن يدخل الرجلان مصطحبين الفتاة بينما
    الأخيرة كانت صامتة بشكل غريب والدمع والوجل يغطي وجھھا الطفولي... ثم نظرت إلى
    (بلال) في أمل قبل أن تنظر إلى رجل الغموض في وجل...
    -"ھيا أيھا الفتى... سلمنا الحقيبة و سنعيد الفتاة لك..."
    مشى (بلال) باتجاه الرجلين في تردد حتى وصل إليھما وھو يضغط على أطرافھا بشدة بينما
    أمسك أحدھما طرفھا الآخر ونظر إلى (بلال) منتظراً منه أن يفلتھا من يده قبل أن يفلتھا
    الأخير في استسلام...
    فتح الرجل الحقيبة وفحص المصل جيدا...حتى تأكد من أنه ھو.. فأومأ إلى قائد العمليات
    بالإيجاب ثم استدار ھو وزميله مبتعدين وفعل (بلال) الشيء نفسه...
    لكن فجأة!!!
    انطلق صوت أزيز منخفض ومتقطع من الحقيبة... قبل أن يتصاعد صوته ويتسارع بشكل
    مخيف... التفت الجميع في رعب إلى الحقيبة وھم يتوقعون كارثة... بينما رفعھا حاملھا وقد
    جحظت عيناه رعبا وقد مال بجسده إلى الوراء ملتصقا ببرميل معدني وھو يرى تلك الدائرة
    التي تبعث ضوءا كل ثانية من طرف الحقيبة...
    -"سيدي ! ما معنى ھذا؟!"
    لم يدرِ قائد العملية بما يجيبه... من الواضح أن الفتى كان يضغط على أطراف الحقيبة لتفعيل
    شيء ما...
    وھو ينظر في رعب بدوره قبل أن يفاجئ الجميع بصرخة أحد الرجال الثلاثة المحاصرين
    لرجل الغموض...
    لقد خدعھم!!
    قام بإلھائھم بھذه الألعاب الضوئية ليمسك بالرجل ويلف يده حول عنقه ويلتقط باليد الأخرى
    رشاش الأخير والذي بقي واقفا بلا حراك من أثر المفاجأتين..
    ثم وبسرعة كبيرة...
    أطلق رجل الغموض عدة طلقات باتجاه البرميل الذي التصق به الرجل...
    و.... بووووووم!!
    انفجر البرميل الذي كان من المفترض أن يكون فارغا وانطلق دخان اختلط مع الانفجار و
    صرخات الرجلين مما أدى إلى انعدام الرؤية تماما...
    كان قد انقلب الوضع تمام اً... وبدأت أصوات عيارات نارية تنطلق في المكان مع صرخات
    بعض الرجال...
    ثم بدأ الدخان يخفت قليلا حتى أصبحت الرؤية معقولة...
    كان قائد العملية قد سقط أرض اً من أثر الانفجار الذي حدث بقربه وأودى بحياة الرجلين... وبعد
    أن استطاع الرؤية مجدد اً أخذ ينظر حوله في رعب...
    كان المكان قد تحول إلى جحيم مستعر!
    ھناك شخصان لقيا حتفھما بطلقات نارية وثالث أصيب في قدمه إصابة شديدة وسقط متألما...
    بينما اختفى رجل المدفع الآلي الثقيل... نظر إلى الأعلى وھو يحاول النھوض ليفاجأ بأن طلقة
    أصابت الجدار الذي كان على جانبه الأيمن وفي موضع رأسه قبل سقوطه... ثم اعتدل واقفا...
    الحرائق اندلعت بقوة...
    وأحد مصابيح الإنارة الثقيلة قد انكسرت قاعدتھا التي كانت ملتصقة بالسطح وسقطت في عنف
    على رجل آخر لتسحقه تحتھا... (سارة) كانت محاصرة بين النيران بينما سقط أحد الرجلين
    اللذين كانا معھا صريعا... والآخر قد اختفى أيض اً...
    كان (بلال) جاثم اً على الأرض في رعب وألم ھائل لا يعلم ماذا يفعل بين ھذه الجثث وقد
    أصابته إحدى الشظايا بحرق في يده...
    لقد كان ھذا مروعا! لم يرَ مثل ھذا المشھد المخيف حتى في كوابيسه!
    كاد يشارف على البكاء من الخوف.. إلا أنه صمد وفكر... ھو أكبر من أن يخاف... عليه أن
    يصمد!!
    وبينما ھو ما يزال على ھذه الحالة...كان قائد العملية قد أخرج جھاز اتصال يريد طلب الدعم
    من خلاله.. إلا أنه فوجئ بطلقة نارية تصيب طرف يده فأطلق صرخة ألم رھيبة وأفلت جھاز
    الاتصال من يده...
    وبينما ھو يضغط على يده محاولا إيقاف النزيف الذي أصابه التفت ليرى من أصابه...
    كان رجل الغموض قد ظھر من مكان ما من وراء الدخان والنيران حاملا مسدسا في يده وقد
    ...( أطلق منه على (ق- ٥
    -"مستحيل! كيف وصل ھذا البرميل الممتلئ بالنفط إلى ھنا؟! المكان كان مراقبا ولم يدخله سوى
    أشخاص تابعين للمنظمة!أي عمل شيطاني ھذا؟!؟!"
    ضحك رجل الغموض في شماتة وھو يقترب من قائد العملية في بطء..
    -"مشكلتكم أنكم لا تعيرون المشاعر الإنسانية أدنى أھمية... مما يجعل الحقد والكراھية تتولد في
    قلوبٍ تم إيذائھا بطريقة أو بأخرى من ورائكم..."
    -"ماذا؟! ھل تعني أن ھناك خائن بيننا؟!!"
    -"ربما... الحقيقة أن كل ما فعلته ھنا كان انتظار لحظة انطلاق الأزيز حتى أعرف أين موقع
    البرميل الممتلئ والذي جعل الجميع يرتبك مما أعطاني فرصة إضافية للتصرف بحرية..."
    ثم توقف على مسافة متر من قائد العملية...
    "المھم الآن... ھناك شيء أود أخذه منك يا قائد العملية الفذ..."
    -"خذ الفتاة وارحل من ھنا! لقد سببت ما يكفي من المتاعب ھاھنا!"
    ھنا ضحك رجل الغموض في سخرية...
    -"أظن أنك أسأت فھمي... لا أقصد الفتاة..."
    ولمعت عينه وعلت على وجھه ابتسامة صفراء وھو يكمل...
    " بل بطاقة تعريفك وشريحة ذاكرتك"
    ارتد قائد العمليات في استنكار وفغر (بلال) فاھه في ذھول...
    -"إذا لم تكن سوى خدعة كبرى!!"
    قالھا قائد العملية في غضب وغل...
    -"يمكنك قول ذلك..."
    فقد قائد العمليات صوابه وانقض على رجل الغموض مھتاج اً وھو يصرخ:
    -"إذا لن تحصل إلا على ميتة حقيرة!"
    وطاااخ!
    كانت ھذه طلقة من رجل الغموض أصابت رأس الرجل فارتد صريعا...
    -"أيھا الحقير السافل!! لقد استخدمتني لأغراضك الوضيعة !"
    كانت ھذه صرخة من (بلال) بينما وقف على قدميه والدماء تنزف من يده والدموع من عينيه...
    بينما كان رجل الغموض يخرج من جيوب جثة قائد العملية ما يريد ثم اعتدل والتفت إلى
    (بلال)...
    -"لم أكن أقصد إشراكك في ھذا... أنت من أراد ذلك..! لم أجبرك على أن تراقبني عندما كنت
    في المقھى... لم أجبرك على أن تلحق بي بعدھا... أنت من جلبت لنفسك كل ھذا بكامل
    إرادتك..."
    وأخذ يضع الأشياء التي أخذھا من الرجل في جيوبه وھو يكمل في بساطة:
    "الحقيقة أنني كنت أحاول التخطيط لما يمكن أن أفعله كي أحصل على ھذه الأشياء عندما
    استدرجت ذلك الرجل وخدعته لكي يأتي إلى المقھى في ذلك الوقت... وعندما لاحظتك.. أيقنت
    أنك من ذلك النوع الفضولي الأحمق الذي يحشر أنفه في كل شيء... فبدأت أربط خيوط
    الخطة... وأنا أعتذر من كل قلبي على كل ما تكبدته من مشاكل..."
    الآن فھم كيف نسي (بلال) موقف المشاجرة الذي حدث في البداية وقام بالخروج مع (سارة) في
    حينھا دون أن يتذكر شيئا...
    من المؤكد أنه قد وضع له حبوب مھلوسة في العصير.. أو ما شابه من ھذا القبيل!
    -"اللعنة عليك! فلتذھب إلى الجحيم أنت وخطتك القذرة..."
    وانطلق (بلال) محاولا الوصول إلى موقع شقيقته...
    قبل أن يتوقف في رعب...
    لقد اختفت (سارة)!!!
    الرجل الأخير أخذھا وھرب!!
    ووجد باب اً خلفيا مفتوحا في المكان الذي كانت تقف فيه... فجرى محاولا الخروج واللحاق
    بھما...
    -"لا!...انتظر أيھا الفتى!"
    كانت ھذه صرخة من رجل الغموض إلا أنه لم يسمعھا أو لم يرد فعل ذلك بينما ھو خارج
    يجري...
    لكن فجأة!
    وقبل أن يلقي رجل الغموض بأي عبارة أخرى...
    فوجئ بقنبلة دخانية تلقى من المدخل ثم تنفجر...
    وانطلقت الرصاصات من خلال الدخان المتصاعد لتصيب كل شيء حولھا...
    كان آخر من بقي حيا في المستودع ھو رجل الغموض وشخص آخر مصاب...
    حاول رجل الغموض مساعدة الرجل المصاب إلا أن الأخير تلقى بعض الطلقات فلقي
    مصرعه...
    فقفز رجل الغموض مبتعدا عن الطلقات التي كادت تصيبه ھو الآخر...واختبأ خلف بعض
    الصناديق التي لم تكن قد احترقت بعد...
    ثم بدأ يسمع صوت وقع أقدام في المستودع مع استمرار إطلاق الرصاص...
    كان قد رمى المسدس بعد أن قتل قائد العملية... لذلك كان عليه الوصول إلى آخر... أخذ يبحث
    ويفكر.. ثم قرر الالتفاف والذھاب إلى الجھة الأخرى حيث المنصة...والتي يقبع عندھا المدفع
    الآلي...
    وبينما كان الرجال الذين اقتحموا المكان يبحثون عن أي أثر لرجل الغموض.. ضغط أحدھم
    على زر في خوذة رأسه ليقوم بعمل اتصال داخلي بينه وبين الفرقة آمرا إياھم بالبحث في
    سرعة...
    أخذ الجميع يحاول البحث... وبينما قام أحدھم بإلقاء نظرة على الجثث المنتشرة قبل أن يعيد
    نظره إلى الأعلى و...
    -"انتبھوا! انه يحاول الصعود إلى المنصة!"
    صرخ بالعبارة وھو يشير إلى رجل الغموض الذي كان يتسلق أعمدة المنصة.. وقد وصل إلى
    نھايتھا... فأمسك جميع الرجال بأسلحتھم وأمطروا تلك البقعة بنيرانھم...
    إلا أن رجل الغموض تشقلب إلى الأعلى ثم اختبأ وراء حاجز المنصة الحديدي...
    و بينما الجميع يحاول إصابته بأي طريقة... حرّك رجل الغموض يديه إلى الأعلى محاولا
    الإمساك بمكبس المدفع الآلي...
    وقد نجح! أمسك به بقوة، ثم بدأ بالضغط وھو ينزل يديه لترتفع فوھة المدفع وتضرب أحد
    أعمدة مصابيح الإنارة...
    انكسرت قاعدة المصباح وسقط مھشما أضلاع أحد الرجال بينما تدحرج زميله بعيدا...
    ارتبك الموقف بالكامل ... فصعد رجل الغموض وأمسك بالسلاح وبدأ بإطلاق النار عليھم
    بسرعة...
    فتشتت الجميع محاولين الاحتماء من الطلقات... قبل أن يقوم أحدھم بإلقاء قنبلة يدوية باتجاه
    أعمدة المنصة و...
    بوووووم!
    انفجرت القنبلة مسببة تھشم وسقوط الأعمدة... ومعھا سقط رجل الغموض والمدفع الآلي
    واختفى بين الركام...
    وبينما الوضع مشتعل في الداخل كان (بلال) يجري محاولا إيجاد موقع الفتاة...
    -"سارااااااااة!!!"
    أطلق صرخته في استماتة وھو يحاول إيقاف دموعه والتركيز على موقفه... حتى وصل إلى
    نھاية مغلقة بين جدارين... فتوقف يلتقط أنفاسه في ارتباك وخوف...
    لقد أضاعھا!! ماذا عليه أن يفعل الآ....
    وقبل أن يكمل تساؤله شعر بضربة تصيبه من الخلف فصرخ في ألم قبل أن يسقط على
    الأرض...
    وقبل أن يفقد وعيه سمع وراءه من يقول:
    -"من المراقبة إلى الھجوم... لقد سقط الفتى في حوزتنا.. ما ھي حالتكم؟"
    -"من الھجوم إلى المراقبة... فقدنا الھدف... ھناك فجوة في الحائط حيث شوھد آخر مرة...
    سوف يت..."
    وأظلمت الدنيا في عيني (بلال)...
    .....
    ***************

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

المواضيع المتشابهه

  1. أخبار اقتصادية مصر ترفع سعر البنزين 90 أوكتين 30 في المئة والسولار 15 في المئة
    بواسطة : Star_Fire , في أخبار اليوم
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 23-07-2006, 03:45 PM
  2. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 29-11-2005, 07:56 AM
  3. أخبار سياسية صفقة غاز بين مصر واسرائيل
    بواسطة : MA7ROM , في أخبار اليوم
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 24-05-2004, 06:57 PM
  4. خبر سيء فشل صفقة........
    بواسطة : bofahaid , في أخبار الرياضة العالمية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 12-03-2003, 11:53 PM
  5. قتال حتى الموت <<<<<بس مدري إش دخل الموت إدخل وشوف
    بواسطة : #aNiMaNiA# , في المنتدى العام
    مشاركات: 10
    آخر مشاركة: 01-10-2002, 02:35 PM

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •