ما هي الا ساعات قليلة تفصلني عن رؤية بغداد التي نركتها منذ سنين طويلة فبدات استعيد الذكريات شيئا فشيئا فلكل ركن وشارع من شوارع بغداد حدث مهم في مجرى حياتي فاصبحت استجمع الذكريات وكانني اعيشها الان وهنا احسست بان الطائرة اصبحت تقترب من سماء بغداد فنظرت نظرة خاطفة من نوافذ الطائرة حتى ذهلت من منظرها الرهيب وكان ملامحها قد تغيرت وارتسمت بملامح غريبة ولبست ثوبا غير ثوبها وما ان وطات قدمي ارضها حتى تركت كل اغراضي في الفندق وهرعت شوقا لرؤية شوارعها واسواقها احسست حينها انها غير بغداد التي تركتها منذ سنين فلقد ارتسم الشحوب على وجوه اهلها وملا الحزن ابوابها ماذا حدث للك يا عروس الشرق لماذا اصبح لون ثوبك اسودا اصبحت لحضتها اشعر بغربة في وطني وكانني ضيف عليها ولست واحد منهاحينها عدت الى غرفتي في الفندق وفتحت نافذة الغرفة حتى لفت انتباهي وجود خيمة منصوبة بالقرب من الفندق كانت تسكنها امراة عجوز يبدو ان القدر قد سلبها كل شي من بيت وابناء فاصبحت اراقبها ليلا ونهارا فاقول في ذاتي اهكذا اصبح العراقي يعيش بلا جداران وابواب تشعره بالامان فقررت ان اعود الى مكان غربتي فحزمت اغراضي وما ان اشرقت شمس يوم جديد حتى سمعت صوت انفجار قوي بالقرب من الفندق تحطمت نوافذ الفرف من شدتة فدب الخوف في نفوس الجميع وهنا تذكرت صاحبة الخيمة وماذا قد حل بها فتركت كل شي وذهبت لرؤيتها فاذا لااجد اثرا لها وكانها تبخرت في الهواء وهنا انهمرت الدموع من عيني رغم انني لا اعرفها فسالني احدهم هل كنت تعرفها فقلت لا فقال لي ولماذ تبكي عليها اذن فاجبتة وما معنى حياتك في وطن لا تمللك فية بيتا او قبرا