(( كلمات مفيدة تتعلّق بالرزق والعطاء ))

ــ قال الله عزّ وجلّ : ‏< ‏وَمَن يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَل لَّهُ مَخْرَجًا‏.‏ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ
وَمَن يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ‏
> . سورة‏ الطلاق .
ــ وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه عن النبي صلّى الله عليه وسلم قال : < لو أنكم توكلون على الله حق توكّله لرزقكم كما يرزق الطير ، تغدو خماصا ، وتروح بطانا >.
رواه النسائى وابن ماجه وابن حبان ، والترمذي وقال عنه حسن صحيح .
فالحديث يدل على أن الناس إنما يؤتون من قلّة تحقيق التوكّل ووقوفهم مع الأسباب الظاهرة بقلوبهم ومساكنتهم لها .. لذلك فهم يُتعِبون أنفسهم في الأسباب ، ويجتهدون فيها غاية الاجتهاد ، ولا يأتيهم إلا ما قدّر لهم .
فلو حقّقوا التوكُّل على الله بقلوبهم ، لساق إليهم أرزاقهم مع أدنى سبب ، كما يسوق الطير إلى أرزاقها بمجرّد الغدو (الإنطلاق بالصباح) والرواح (العودة بالمساء) ،، وهو نوع من الطلب والسعي ، لكنّه سعي يسير ..

ــ وربما حُرِم الإنسان رزقه أو بعضه بذنب يصيبه ، كما جاء في الحديث الشريف الذي رواه ثوبان عن النبي صلى الله عليه وسلم انه قال:
< إن العبد ليُحرم الرزق بالذنب يصيبه ،
ولا يردّ القدر الاّ الدُعاء ،
ولا يزيد العُمر إلاّ البِرّ
> . رواه احمد والنسائي وابن ماجة وابن حِبّان.

ــ وقال بعض السلف : (( توكّل تُسَق إليك الأرزاق بلا تعب ولا تكلُّف )).
ــ وعن أبي هريرة قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : < المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير ..
احرص على ما ينفعك ، واستعن بالله ولا تعجز ،
فإن أصابك شيء فلا تقل لو أني فعلت كذا لكان كذا ،
ولكن قل قدّر الله وما شاء فعل ، فإن لو تفتح عمل الشيطان
> . أخرجه مسلم

ــ وما أحسن قول المثنى الأنباري (وهو من أعيان أصحاب الإمام أحمد) : (( لا تكونوا بالمضمون مهتمّين،
فتكونوا للضامن مُتهمين ، وبرزقه غير راضين‏‏ ..
واعلم أن ثمرة التوكُّل هي الرِضا بالقضاء ..
فمن وكّل أموره إلى الله ، ورضي بما يقضيه له ويختاره ،
===> فقد حقّق التوكل )).

ــ وقال عبد الله بن عبّاس : (( إنّ للحسنة ضِياء في الوجه ، ونورا في القلب ،
وسِعة في الرزق ،
وقوّة في البدن ،
ومحبّة في قلوب الخلق ..
==> ومن سرّه أن يكون أقوى الناس ،
فليتوكّل على الله))..
ــ وقال أحد السلف :‏ (( يقال إعمل عمل رجل لا ينجيه إلا عمله ، وتوكّل على الله توكُّل رجل لا يصيبه إلاّ ما كُتِب له)).‏

ــ وقال عمر رضي الله عنه: ((
بين العبد وبين رزقه حجاب ،
فإن قنع ، ورضيَتْ نفسه ، آتاه الله رزقه ..
وإن اقتحم ، وهتك الحجاب ، لم يزد فوق رزقه
)).

ــ فالمؤمن الواثِق بالله يعيش دائما في سعادة وطُمأنينة ..
فهو لا يقلق على رزقه اليومي ، ورزق من يعول ، لأنه يعلم بأنّ الخالق الرزّاق الكريم سيرزقه وإياهم من خيرِه وكرمه .. ولن يموت احداً قبل أن يصِله رزقه الذي كتبه الله له عندما خلقه..
وهو ما عليه إلا الأخذ بالأسباب ، والسعي بما يرضي مالك المُلك ، وبلا ضرر ولا ضِرار ، لا لنفسه ، ولا لعباد الله الآخرين
.

وتقبّلوا جميل تحياتي ،،، المستشار محمد الأسعد