قد يتحتم على بعض الأفراد غير المدخنين استنشاق دخان السجائر عندما يتواجدون في الأماكن المغلقة أو المزدحمة التي يكثر فيها الدخان مثل السيارة والحافلات وقاعة المؤتمرات ودور السينما والمسارح والمحلات التجارية ، وقد يسبب هذا الدخان ضرراً بصحة بعض الأفراد وبخاصة المرضى الذين يشكون من أمراض الجهاز التنفسي وأمراض القلب ، كما يشكل الدخان خطورة بالغة على صحة الأطفال وبخاصة على الأطفال حديثي الولادة . من أجل ذلك اتجهت العديد من الدول إلى منع التدخين في الأماكن المغلقة وبخاصة الأماكن التي يزدحم فيها الناس ، ففي السويد وكندا على سبيل المثال يمنع التدخين في أماكن الاستقبال والسيارات والحافلات والمحلات التجارية ، وفي بعض الدول مثل كندا ، يفرض على المخالفين غرامات مالية .
ولقد أثبتت بعض الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة الأمريكية أن الأفراد غير المدخنين الذين شاركوا أشخاصاً مدخنين في عملهم لمدة 20 عاماً قد أصيبوا بأمراض رئوية تشابه أمراض المدخنين الذين لا يجذبون أنفاساً عميقة من السيجارة . وفي دراسة أخرى أجريت على ألفين من العاملين الذين يخالطون المدخنين تبين أن كفاءة الرئة في هؤلاء تتدنى بدرجة ملحوظة عن كفاءتها في الأشخاص الذين يعملون في وسط غير ملوث بدخان السجائر . كما أثبتت الفحوصات التي أجريت على العاملين المخالطين للمدخنين أن درجة تأثرهم بالدخان تماثل درجة تأثر المدخن الذي يدخن 10 سجائر يومياً .
ولقد دلت بعض الدراسات على أن كل ساعة يخالط فيها الفرد غير المدخن شخصاً يمارس التدخين بإفراط في مكان مغلق . تعادل تدخين سيجارة لغير المدخن ، ولذلك فإنه حينما تحتم الظروف على غير المدخن التواجد مع زميل له من المدخنين لمدة 8 ساعات يومياً في المتوسط ، فإن الشخص غير المدخن يعتبر من الأفراد المدخنين لثماني سجائر يومياً ، ويطلق على هذا النمط من التدخين اسم التدخين القهري .