كلمة تكتب على شخص ...إختفى ...هرب ....مخطوف .....مات ..أو..... تحول
لم أعر إهتمام لهذه الكلمة بتاتاً
لأنها لم تصادفني في حياتي
لطالما كنت فتاً سعيداً ...
البسمه لا تفارق وجهي أبداً
لقد كنت أعيش في مدينه آمنه
لم يكن بها حزن وهم ... كل شيء بسيط
حتى أن رجال الشرطة في مدينتنا يعرف عنهم بالراحه بسبب الأمان الذي بها
في فترة الصيف عام1960م أعتدت بأن الذهاب مع اصدقائي لمحل الحلويات ونمرح حتى المساء من ثم نعود لمنازلنا.
عندما أعود للمنزل في المساء أذهب و أجلس مع ابي وهو يقرأ الجريدة فأنا أحب صوت تقليب صفحات الجريده في أوقات الهدوء
وصوت الطبخ عندما كانت أمي تعد لنا العشاء
لقد كنت وحيد امي وابي ...صحيح بأنني أحيانا أشعر بالوحده لكنني كنت سعيدا .
أحيانا عندما يكون أبي مندمج في قراءة الجريدة و امي مشغوله بطبخها ...أعد لفات المروحه المعلقة بالسقف ..
واحد...أثنان....ثلاثة.......مئة وأثنان......مئتان ....
عندما تنتهي أمي من اعداد العشاء نجلس جميعا على المائدة ونستمع للمذياع...
لقد كنت أحب هذه الفتره ...
نجلس جميعا أمام شاشة التلفاز ...
نشاهد البرامج الفكاهية التي كانت تعرض في تلك الفترة ..
أبي كان يعمل مديرا للمحاسبين في البنك ..لقد كان رجلا ذكيا حقا .
وعندما يذهب ابي للعمل ..تذهب أمي لصديقاتها حيث أغلب حديثهن عن الكتب او عن الملابس او عن الطبخ.
ثلاث أشياء تجعل امي تنسى غياب والدي .
الشيء الذي ينسيها ذهابي للمدرسه هو تنظيف غرفتي ..التي دائما ما تكون متسخه .
في أحد ايام عودتي من المدرسه رأيت أمي جالسه في غرفة الجلوس سعيده جدا تنتظر أبي حتى يأتي وتقول لنا ماهو الخبر السعيد .
عندما عاد ابي من العمل مسكته أمي وجعلتنا نجلس على الاريكة وهي واقفه و إبتسامتها الكبيره قالت لنا " أعلم بأننا نشعر بالوحده نحن الثلاثه لكن بعد هذا الأمر يجب علينا جميعا أن نتعاون في تربيته" هل سوف نربي قط أو كلب أنا أفضل الكلاب ." طفل" ماذا !
رد أبي فرحا يالهي كم انا سعيد لقد فرحنا في ذلك اليوم حتى أن امي لم تعد لنا وجبة غداء لكن ابي دعانا الى العشاء في مركز التسوق و أن نشتري كل شيء نريده بسبب هذا الخبر السعيد .
لقد كنا نفكر لمدة تسع أشهر باسم الطفل ...لم نجعل اسم أطلق على فتى أو فتاة ولم نركز عليه ما اذا يعجبنا لكن في النهاية ..أتانا طفل و أسميناه جيمي .
لم يكن إسم جيمي حتى مدروج بين قائمة الأسماء ..لقد أتى الإسم مفاجئ لأبي و أعجبنا .
بعد مرور ستة أشهر أتى الصيف من جديد يحمل في طياته المرح واللهو ... لقد كانت أسعد لحظات حياتي .
لم يكن لدينا تلك الألعاب الإلكترونيه والتلفاز مثل مالدينا الآن .
يعجبني ذلك الأحساس عندما تشرب علبة الصودا البارده في وقت الصيف الحار مع صديقاي أدورد و فرانك .
في أحد ايام ذلك الصيف رأيت رجل غريب المنظر... مخيف .
لقد كان يعيش في منزل مغطى بالأشجار . كبير ومخيف .
عدت للمنزل .. و سألت ابي عن ذلك الشخص ..قال لي " أااه ذلك الرجل العجوز أنه أبكم وأخرس ...رجل مسكين ..اذا اراد المساعده منك مد له يد العون".
بعد أسبوع ذهب أدورد و فرانك مع عائلتهما في رحلة ...نحن في العاده نذهب معهم لكن بسبب ظروف أبي في العمل و عمر جيمي البالغ ستة اشهر لم نستطيع الذهاب، فبقينا .
في وقت الغروب حان الوقت للعوده للمنزل بعد التسكع وحيدا لكني رأيت الرجل الذي رأيته في ذلك الأسبوع يشير علي .. ظننت بأنه ينادي غيري فإلتفت خلفي ولكني لم أرى احد ثم أشرت له بطريقة " هل انا من تريد "
فذهبت اليه و لقد كان يشير بشيء في الداخل. لقد كان المنزل مظلما دخلت للداخل وبعدها أغلق الباب فجأه !
بعدها أحسست بالنعاس لم أستطع النهوض... مالذي حدث؟ لم استطع المقاومه رويدا فرويدا أغلقت عيني من تلقاء نفسها.
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة حسـ(باشا)ـان
