مستغلة الانشغال بالثورات "إسرائيل" تسرع مخطط التهويد

استغلت حكومة الاحتلال "الإسرائيلية" انشغال المجتمع الدولي بالثورات التي يشهدها العالم العربي، لتسريع محطط تهويد مدينة القدس؛ حيث أعلنت عن مخطط يقضي بنقل ثلاث كليات عسكرية للجيش من تل أبيب إلى القدس الشرقية.
ويقضي المخطط بنقل الكليات الثلاث إلى قرية وادي الجوز المتاخمة للجامعة العبرية. وستقام على مساحة 32 ألف متر مربع من أراضي المقدسيين، وسيمكث في المباني بشكل دائم قرابة 1400 جندي. ورصدت بلدية الاحتلال للمخطط مبلغا قدره عشرة ملايين دولار.
ورغم أن تل أبيب قد اعتادت الاعتماد على منظومتها العسكرية والأمنية توطئة لتكثيف استيطانها وترسيخ احتلالها للأراضي الفلسطينية، إلى أنها خرجت عن هذه القاعدة في القدس، حيث زرعت مستوطناتها في قلب ومحيط البلدة القديمة والأحياء والقرى الفلسطينية، دون وجود عسكري لافت. لكنها الآن تستغل الأوضاع للإعلان عن نقل ترسانتها العسكرية لإحكام سيادتها الكاملة على المدينة.
ووصفت الفعاليات المقدسية السياسية والاجتماعية والحقوقية المخطط بأنه "كارثي" ومرحلة نهائية لتهويد وعسكرة القدس الشرقية.
وحذرت من مغبة إخراج المخطط إلى حيز التنفيذ لكونه سيقضي نهائيا على الحلم الفلسطيني بالقدس وسيكرس تشديد قبضة الاحتلال على المدينة، وبالتالي الإعلان رسميا عن القدس عاصمة أبدية "للشعب اليهودي".
عاصمة أبدية "للشعب اليهودي"!!
ويرى مدير قسم الخرائط في بيت الشرق خليل التفكجي أن هذه المخططات تأتي ضمن سياسة إسرائيل التهويدية ولتكريس الضم وفرض السيادة والأمر الواقع، لتتحول القدس إلى عاصمة أبدية للشعب اليهودي.
وأكد التفكجي في حديث للجزيرة نت أن هذا تصعيد خطير وتحد للمجتمع الدولي، "حيث تتبجح وتنفذ مخططاتها على الملأ وتعلن رسميا عن طرحها بأن القدس موحدة وعاصمة أبدية وليست للتجزئة وخارج أي مباحثات، والحديث عنها بمثابة خط أحمر".
وانتقد التفكجي العالم العربي والإسلامي والسلطة الفلسطينية لوقوفهم دون حراك إزاء ما تقوم به إسرائيل من رصد للمليارات في سبيل تهويد المدينة المقدسة.
ولفت إلى أن الاحتلال يسعى لتحويل المقدسيين إلى أقلية في مدينتهم، وفرض مخططات استيطانية عليهم لتجبرهم على الرحيل.
فرض واقع جغرافي جديد
ووصف بيان صادر عن مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية المخطط الإسرائيلي بأنه "قفزة نوعية" لتهويد وعسكرة المدينة وتعزيز الوجود الاستيطاني والأمني بها، في مسعى لتكريس القدس عاصمة "للشعب اليهودي".
ولفت المركز إلى أن المخطط العسكري يندرج ضمن سلسلة مشاريع استيطانية وأمنية تحركها بلدية الاحتلال في الشيخ جراح وجبل الزيتون وأراضي فندق شبرد.
وتضاف الكليات العسكرية إلى عشرات المباني الحكومية والمقرات الأمنية والشرطية القائمة داخل البلدة القديمة ومحيطها، وهو ما يعني خلق واقع جغرافي جديد سيزيد من التعقيدات الديمغرافية ويضاعف من معاناة المقدسيين.

http://www.islammemo.cc/akhbar/arab/...25/117948.html