كلنا رياضيين...كلنا نحب (الالعاب القتالية) -لا اعتقد ان لاعبي كره السله سيهتمون بهذا!-كلنا نعشق (الفنون القتاليه)...نتابعها...لقد كنت و مازلت افكر في ذلك الامر...هل لاحظت معي السطر السابق؟
(العاب-فنون) كلمتين تم الصاق كلمه قتاليه بهما ! فهي الالعاب القتاليه او الفنون القتالية....
تلك هي مشكلتي و لا ازعم انها مشكله الجميع...انها فقط مشكلتي...
مشكلة ان ما نمارسه هو لعبه...او فن...قد يوصف بالقتالي او لا يوصف...
اعلم ان الالاف من المتعصبين سيشنون هجوما عنيفا على هذا الكلام و قد لا يواصلون القرآه اصلا و لكني لست لهؤلاء اكتب....
انا اكتب لمن يبحث عن الحقيقه...و الحقيقه فقط....
الفرق كبير و شاسع بين المقاتل و اللاعب... فرق ضخم ...خطير ...مرعب و غير مرئي للبعض ..رغم ذلك...
عدم معرفتي انا شخصيا لهذا الفرق لفتره طويله من حياتي و ضعني في مشاكل نفسيه و ذهنيه عويصه....
مثلا...
كنا نتدرب الكونج فو القديم ما قبل عصر الساندا...و نحن في مرحلة الانتقال من الطفوله للمراهقه....
ندخل التمرين بحماس متشحين بالسواد و صورة بروسلي تغشى ابصارنا وصيحاته القططيه تصم الآذان و نواصل التمرين بهمه و حماس و نحن ننصت خاشعين الي حكايات الشاولين الرهيب...
يطير المدرب و يمشي علي الحائط و يقوم بعمل مجموعه شقلبات جمبازيه و هو يحاكي اسلوب السكران الصيني المعروف ....و نخرج من التمرين محملين بكم هائل من الشحنات العاطفيه السينيمائيه الخياليه...
و عند مفترق الطريق....يظهر هؤلاء الاوغاد...المشاكسين الذين لا شغل لهم الا التحرش بالناس...
و تتغير الوجوه و القلوب و تختلف ردود الافعال...
تختفي صوره بروسلي و صيحاته...يختفي الشاولين و النمور و اسلوب الباكوا...
و تتعالى دقات القلوب و يسيل العرق البارد...
تحدث المعركه...
و في المعركه...تختلف الاستجابات...
و يتفق الاسلوب...
الاسلوب القتالي...
و الذي ينحصر في العشوائيه و الضرب بالايدي المفتوحه مع اغلاق العين و الاذن احيانا!....
و الذي نسميه باللهجه المصريه (التلطيش)
يتبخر الكونج فو و النينجا و الكراتيه و بروسلي و جاكي شان و كل عائله شان من اذهاننا حتى تنتهي المعركه....
التى غالبا ما نذوق فيها الهزيمه...
و نعاني من الاحباط معاناه شديده....
شديده جدا...
و في كل المرات التي احاول فيها ان اتذكر استخدامي للكونج فو في الشارع ...افشل...
انا لا اتحدث هنا عن الكونج فو تحديدا و لا اتحدث عن الجميع...انا فقط اتحدث عن نفسي...
فاحد اصدقائي و هو لاعب جودو كان ينهي وحده كل المعارك التي فشلنا كلنا مجتمعين في انهائها مستخدما اول اسلوب mma (الفنون القتالية المختلطه) رايته في حياتي و لكن لذلك موضوع منفصل...
مشكلتي التي اتحدث عنها هيا الفرق الكبير بين الرياضي و الجندي....
بين التدريب على خوض المباريات و التدريب على خوض المعارك...
بين التدريب على القتال...و التدريب على القتل....
بين تدريب الصالات و الانديه و تدريب المعسكرات و الجيوش....
هذه هي المشكله التي اتحدث عنها...
في الماضي كان تدريب المقاتل له هدف و احد...هو ان يقتل...
و في الحاضر التدريب ايضا له هدف واحد هو ان يكسب...
الفرق الشاسع بين الكلمتين يقتل و يكسب هو الاجابه عن كل المشاكل الفلسفيه التي يعانيها المهتمين بعلم القتال...
نعم يا صديقي...
نحن نتدرب لنكسب و ليس لنقتل...
و هذا هو جوهر القضيه...
عندما توصلت لتلك الحقيقة...بعد طول بحث (قد يكون راجع لبطء استيعابي فقط)....توقفت عن لوم نفسي...
فقد كنت الوم نفسي بشده عندما اتذكر عدم استخدامي لاي من الفنون القتاليه التي تعلمتها في ايا من معاركي الكثيره في الشارع....
و كما قلت انا لست بقاعده فقط رايت كثيرا من الناس يستخدم فن او اخر في الشارع و بنجاح....
فكرة ان تتدرب لتقتل فكره خطيره لو امعنت التفكر...
تخيل معي...انك الان بدلا من ان تذهب الى النادي ستذهب الي المعسكر
بدلا من ان ترتدي الاوقيه ...سوف تقاتل بلا حماية تذكر
و الاهم و الاخطر...
بدلا من ان تذهب الى بطوله...سوف تذهب الي الحرب!
اذا خسرت...
لن تبكي...لن يواسيك رفاقك...لن يهدئك مدربك...لن تتطلع للبطوله القادمه لكي تعوض...
فقط سوف تخسر حياتك ذاتها....
ياله من فرق ...
اذا فلنعود للخلف قليلا...
قلنا انك لن تذهب الي النادي و سوف تذهب الي المعسكر...
تخيل معي احساسك بانك ذاهب لكي تتقن حرفة القتل و القتل فقط لانك ان لم تفعل فسيفعل خصمك...
هاه؟ ما رايك؟
هل ستؤدي تمارينك بنفس الروح؟
هل ستتذمر من الحر؟
هل ستصارح مدربك بعدم رغبتك في التدريب اليوم؟
هل ستحاول الاستعراض اثناء القتال؟
هل هل هل.....
لن تنتهي هل ...
اتركها لخيالك....
للخلف اكثر؟...
عندما تنتهي من تدريباتك العسكريه التي تؤديها استعدادا لمعركه انت توقن انها اتيه...
عندما اقابل نفس الاوغاد المشاكسين على قارعه الطريق....
هل ساشعر بالخوف؟
العرق البارد؟
الرغيه في العوده الي المنزل؟
قد تختلف معي و لكن...
انا شخصيا لا اعتقد ابدا....
فمع تغير الظروف المصاحبه للتدريب ...تتغير النتائج بالتأكيد....
الخوف من القتال تحديدا...يتغير جذريا بتغير عوامل كثيره اهمها ثلاثة...(في وجهة نظري)
الهدف من القتال...الخصم...طريقة اعداد المقاتل...
ما يعنينا هنا هو طريقة اعداد المقاتل...
فمقاتلو القوات الخاصة مثلا سرعة استجابتهم للمواقف الصعبه(القتاليه) و قدرتهم على التصرف و الاشتباك مهما كان قوه او عدد الخصوم اعلى بكثير جدا من غالبية ممارسي الالعاب القتالية....على الرغم من ان افراد القوات الخاصه لا يتلقون تدريبا نوعيا مكثفا على القتال اليدوي مثل ممارسي الفنون القتالية المختلفه...
نوعية و ظروف التدريب الذي يتلقاه فرد القوات الخاصه تجعل من مخاطر الشارع مثلا شيئا يدعو للسخريه...
و لانه يدعو للسخريه فبالتالي لن يتعرض الفرد لضغط عصبي عالي ناتج عن التوتر و الخوف...
و لذلك سيتصرف بهدؤ و ثقه كبيره مما سوف يؤدي في النهايه الى انهاء الموقف سواء بالاشتباك الذي قد يكون ليس في صالحه في احيانا نادره او الابتعاد بهدؤ و بضمير راضي تماما...
و عليه فقد بحثت كثيرا في اسباب عدم قدرة غالبية ممارسي الفنون القتاليه على تطبيق ما تعلموه في القتال الحقيقي و المفاجيء و توصلت لنتيجه حتميه و هي...
ظروف التدريب..
واتمنى ان اكون قد شرحت ماذا اقصد بظروف التدريب....
من كتاب الخوف تاليف اخي وتلميذي عمرو حافظ
مساعد مدرب معهد اللجنة الاولمبية
lion team
