يقال بأن التاريخ يكتبة المنتصر , بغض النظر عن طريقة الإنتصار كيف كانت , وأضيف على ذلك بأن التاريخ يتغير بتغير السياسات وبتغير الدول وقد يتحكم به من لا يفقه , وقد يكذب فيه من له مأرب مالية أو مأرب أخرى مثل تشويه الحقائق لتتوافق مع نهج معين سياسي أو ديني , ومن الأمور التي أصبحت من مسلمات المجتمع السعودي كلمة الجنوب وأهل الجنوب , هذه المصطلح وقفت عنده كثيرا وتعجبت منه أكثر, لماذا أطلقت كلمة الجنوب خلال أربع عقود فقط على المنطقة الواقعة من الباحة إلى جيزان وأمتد شرقا إلى نجران ؟
ولو أتينا للواقع الجغرافي فإن قلنا بأنها تقع جنوب المملكة فهذا غير صحيح وكل من لديه خريطة ويعرف الإتجاهات سيتعرف على ذلك , وإن قلنا جنوب الجزيرة العربية فهذا غير صحيح لأن هناك دولة اليمن الحالية ومملكة اليمن في السابق التي كان يحكمها البدر ولم تكن اليمن بشكلها الحالي بل تعتبر حاليا أكبر مساحة من قبل فمملكة اليمن كانت تتجاور مع أمارة الأدارسة في تهامة حيث كانت الحديدة من مدنهم وهي مدينة يمنية الآن وكان الحجاز يحكمها الأشراف في الطائف و دولة ال عائض في أبها .
ولو أتينا للواقع التاريخي والحضاري فعندما نقول أن مكان ما جنوب مكان ما أخر فبذلك نعني أن هناك تميز حضاري أو ثقافي أو أهمية ما أكسبت المكان الثاني والذي أصبح علامة لكل ما هو واقع حوله , وبالقياس على أساس الحضارة نجد أن هناك فرق السموات عن الأرض في هذه المسألة بين ما يدعى الجنوب وما أصبح جنوب له , إن ما يدعى الجنوب الآن كان ولازل يسمى الحجاز عند كبار السن وسبب التسمية بالحجاز نسبة إلى الحجز وهو فصل او الحجز سلسلة جبال السراوات بين سهل تهامة وهضبة نجد , و الحجاز الحقيقي يمتد من جنوب أبها إلى شمال الطائف فأبها حجازية والطائف حجازية وهناك من توسع من المؤرخين ليضم المدينة رغم الإنقطاع الجبلي الكبير بين الطائف والمدينة وأما مكة فتهامية وجدة تهامية وقد ذكر ذلك الأصمعي في كتابه جزيرة العرب: " وسمي حجازًا لأنه حجز بين تهامة ونجد؛ فمكة تهامية والطائف حجازية"
المهم في الأمر أننا نكذب ونصدق الكذبة ونريد أن يصدق الغير كذبنا , لذا تجد كل أهل جدة ومكة يطلقون على أنفسهم الحجازيون وهذا غير صحيح فأهل الطائف إلى أبها هم الحجازيون الحقيقيون ,
وسأتطرق إلى معلومتين يجهلها الكثير عن مسألة أن أصل العرب اليمن وهذا غير صحيح فالعرب هم باقية وبائدة , العرب الباقي هم العرب العاربة وهم قوم عاد وقد هاجر أكثرهم إلى اليمن والبقية انتشروا في الحجاز وباقي الأرض وبعد ذلك كانت القبائل التي هاجرت على أثر سد مأرب في سبا وهناك أثباتات تاريخية لا أريد أن أدرجها هنا لكي لا يطول المقام , نلخصها بأن عاد لم تكن في اليمن
والملعومة الثانية وهي المهمة , هل كان الحجاز أو مايدعى الجنوب الآن تبع لليمن؟ , فمن خلال التاريخ أتضح أن اليمن لم تحكم الحجاز يوما واحدا , فما قبل الدولة العثمانية لم تحكم وما بعد سقوط الدولة العثمانية أيضا لم تحكم مايسمى بالجنوب حيث تكونت بعد سقوط العثمانيين مجموعة من الأمارات والممالك مثل مملكة اليمن وحكامها البدر و دولة ال عائض في أبها و الأشراف في مكه وليه الطائف , حتى أتت الدولة السعودية وضمت الجميع تحت راية واحدة أمد الله ظلها ,
وبعد ذلك قامت السعودية بتقسم مناطقها إلى مناطق إدارية لا زال يعمل بها إلى يومنا هذا , وكم تمنيت بأن يكون التقسيم الإداري للمناطق في تلك الفترة على أساس الواقع الجغرافي أو التاريخي ,كمنطقة تهامة ومنطقة الحجاز على عكس التقسيم الحالي وفي ذلك تسهيل كبير على النظام الإداري وعلى الناس دون الحاجة إلى الطلوع والنزول من وإلى الجبال ودون إستحداث مصطلحات جديدة مثل الجنوب التي تشكلت خلال أربع عقود لتمسح كلمة الحجاز المعروفة منذ ألاف السنين.
ولمزيد من الإثبات
هذا الدكتور محمد بن حامد الأحمري
المفكر الإسلامي المشهور يتحدث عن نفسه من خلال هذا الرابط
http://www.youtube.com/watch?v=9796lFkWVL0
وبالطريقة العامية
إليكم مقطع لأوبريت الجنادرية عرائس المملكة
من كلمات الشاعر التهامي ابراهيم خفاجي
http://www.youtube.com/watch?v=eom6NU_6yfM
وفيه تجدون موقع الحجاز الحقيقي في شعر شاعر المملكة الأول وصانع نشيدها الوطني
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المدون العمري
