أكاذيب نحب أن نقولها دائما ج1

[shereefism]

كلنا يعرف شخصا على الأقل عقد النية على أن يعيش حياة غير سعيدة! ذلك النوع الذى لا ينظر الا الى نصف الكوب الفارغ , ذلك النوع الذى اذا مر بموقف غاية فى السعادة لا بد وأن يجد طريقة كى يخرج من الموقف منزعجا!.بالطبع كلنا نمر بفترات غير سعيدة فى حياتنا, ولكن هناك فرق كبير بين أن تمر بوقف غير سعيد وأن تعيش حياة غير سعيدة.

هذه بعض الأكاذيب التى يحب أن يقولها الغير سعداء فاحذرها.

لن أتذوق طعم السعادة حتى يكون كل شىء فى حياتى مثالى. الأشخاص السعداء يعرفون أن الحياة لا ولن تسير على وتيرة واحدة, هناك أوقات حسنة وأخرى سيئة بالتأكيد , ويعرفون جيدا أن مفتاح السعادة الحقيقى هو أن نتقبل ظروفنا الحالية وأن نبحث عن الفرحة فى أوقات الحزن. بالطبع هذا لا يعنى ألا تسعى لتغيير حياتك للأفضل, ولكن عندما تتعلم أن تبحث عن السعادة والفرحة فى الظروف السيئة فان هذا يعطيك الحافز والقوة اللازمة كى تعمل على تحسين هذه الظروف. على الجانب الآخر عندما لا تتقبل الظروف السيئة وتظل تتذمر وتشكو منها طوال الوقت فان هذا يسلب منك الطاقة التى كانت ستدفعك نحو تحسين وضعك , وطبقا لقانون الجاذبية كلما تحدثت أكثر عن ظروفك السيئة فان الذى ستحصل عليه هو المزيد من هذه الظروف السيئة!

الحياة اما أبيض واما أسود. الغير سعداء لا يؤمنون بالمنطقة الرمادية اطلاقا! ينظرون الى الحياة تلك النظرة السينيمائية القديمة , الشرير هو شرير على طول الخط , لا بد وأنه قد ولد شريرا , وبالطبع فقد كان يسرق الساندوتشات من زملائه فى المدرسة, وعندما نضج امتهن السرقة والقتل والاغتصاب! أما البطل الوسيم فقد ولد كى يفعل الخير, وعندما ولد رزق والده خيرا عظيما ولما نضج فقد أصبح مدرسا محبوبا من الجميع!. الغير سعداء يميلون الى تلوين الحياة باللونين الأبيض والأسود فقط, اذا لم يكن ماحدث لهم شيئا حسنا 100% فلابد أنه مصيبة اذن!. على الجانب الآخر يعرف السعداء أن الحياة مليئة باللون الرمادى, فالخير مثلا لا يأتى الا وفى طياته بعض المنغصات, وكذلك الشر يأتى ويحمل بعض الخير, ولكن لا يوجد أبدا فى الحياة شىء كله خير وآخر كله شر!

يجب أن يتفهم الآخرون ما أعانى منه. "مع أن فلان يعرف الظروف التى أمر بها ومع ذلك فقد فعل كذا وكذا". الغير سعداء دائما يحبون أن يجعلو الآخرين يشعرون بالذنب ناحيتهم, يحبون أن ينظرو لأنفسهم على أنهم ضحية لذا يبحثون عن المواقف التى أهانهم فيها الآخرون – من وجهة نظرهم – ويحكون عنها مرارا وتكرارا الى أن تصبح حقيقة.

أنا ليس لدى أى تحكم فى حياتى. الغير سعداء دائما مقتنعون أن الظروف أقوى منهم, مقتنعون بأنهم مهما فعلو لتحسين ظروفهم فان ظروفهم لن تتجه الا للأسوأ, دائما يقولون كلام من نوعية " الدنيا معاندانى, أروحلها يمين تجيلى شمال!" , " يعنى هى جت على دى ... بالمرة!" , الحظ السىء هو حليفهم دائما فأى فشل هو بسبب حظهم السىء! , يتوقعون الأسوأ دائما وعندما يحدث هذا الأسوأ تجدهم يصرخون!. على الجانب الآخر تجد السعداء مقتنعون أنهم أقوى من الظروف , مهما حدث لهم فان لديهم القدرة على التغلب عليه, مقتنعون أن هناك مؤامرة من أجلهم لا عليهم! لا يركنون نجاحهم أو فشلهم الى الحظ وانما الى أنفسهم , اذا نجحو فهذا بسبب أنهم اجتهدوا أما اذا لم ينجحو فهذا بسبب أنهم لم يجتهدو بالقدر الكافى.