عليكم التحسب ... وبشجاعة هذه المرة !



ما جرى في تونس العربية وشقيقتها مصر ... وما يجري في ليبيا واليمن وسوريا أيضا فاجأ ( الجميع ) ربما ، وقلب الكثير من طاولات وموائد التحليل والتخطيط والأستحضار التي طالما انشغل بها المنشغلون الذين أكلوا ثروات الأمة برواتب ومخصصات وامتيازات خيالية من أجل وضع أنجح الخطط وأيسرها في سبيل بقاء ذلك الحاكم أو هذا لأطول مدة ممكنة في مكانه الأزلي ... والتي أثبتت الأحداث أنها أي تلك الخطط والمشاريع والأستحضارات ما هي إلا هواء في شبك ... ودون أن يتعض أحدهم مما يجري من حوله ... بعد أن طغى سحر الكراسي على نجاعة المواعظ وصفائها

وقد تتطابق آراء المحللين بأن سوريا ( حصرا ) وما يجري فيها سيكون تأثيره كبيرا ومباشرا على منطقة الشرق الأوسط بشكل خاص وعلى العالم بشكل أعم ... فالنظام السوري ومنذ خروجه عن الأجماع العربي عندما خاض العراق معركة الوجود والمصير مع جارته ( الحالمة ) ايران ، ووقوفه بكل وضوح الى جانب نظام الملالي ومازال ... قد أوجد خطا ومشروعا سياسيا مختلفا في المنطقة استطاع من خلاله أن يحشد بعضا أو الكثير من المؤيدين الذين كانت شعارات تحرير القدس والقضاء على اسرائيل واعادة الحق العربي والأسلامي هي العامل الموجه لميول تلك الحشود وتطلعاتها ... لكن الحقيقة وبعد مرور كل تلك العقود بدأ السحر ينقلب على الساحر عندما أدرك الجميع ومنذ فترة طويلة أن بقاء الجولان تحت نير الأحتلال وتقاتل الأخوة في فلسطين وانتهاء شرعية الدولة في لبنان وارتفاع صوت الميليشيات المسلحة فيه وايجاد بؤر توتر وتفرقة في بعض دول الخليج واليمن وفي العراق ... أدركوا ان هذا المشروع التحالفي كان ضرره على الأمة لا يقل سوءا مما رسمته وترسمه اسرائيل وحليفاتها كل يوم

والآن يعلم الجميع ان رحيل النظام السوري سيكون السكين القاطعة التي ستقطع أذرع الأخطبوط الأيراني الذي امتدت حتى الى غرف اجتماعات قياداتنا نتيجة ذلك الحلف الأستراتيجي ... مما سيحتم على ايران و( اتباعها ) في المنطقة والموجودين في سوريا والعراق ولبنان واليمن والبحرين وغيرها من العمل السريع لتقديم الدعم والأسناد المباشر الى النظام السوري و( خلط الأوراق ) ، ابتداء في داخل دول جوار ايران التي ستكون ساحة مرشحة للكثير من تلك الأوراق أو الأجندات ... والتي يحتم المنطق على قياداتها أن تتحسب وتتهيأ ... وبشجاعة ... للآتي من أيام التخطيط الأيراني المحبوك

بالمقابل فأن هدير ثورات شعوبنا العربية الذي أطرب جميع الأحرار في مشارق الأرض ومغاربها ... لا يمكن له إلا أن يستمر وبشكل متصاعد لكي يطول اسرائيل ومن يقف من ورائها لكي نثبت لأصحاب تلك المشاريع والمحاور البالية أن ساعة الحقيقة قد أزفت وان ذلك الهدير لم يكن له أن يتصاعد لولا ثقة الجميع بأنه وبعد أن يستأصل أسباب مرض الأمة سيضع لها العلاجات ان شاء الله ... في فلسطين أو مزارع شبعا أو جزيرة أبو موسى أو باقي أجزاء أمة العرب ... فكاذب من يدعي أن المقاومة هي ماركة تجارية لنصر الله ونجادي وبشار حصرا ... بعد أن يختزل كل أبطالنا وشهدائنا الأبرار