كلمات مترادفات ... بينها فروقات ..

[المثنى كان هنا]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وأهلاً بالجميع ..

كما هو ظاهر في عنوان هذا الموضوع الذي قرأت عنه وأحببت أن تشاركوني في الفائدة منه ...
المرادف من الكلمات كما جاء في إحدى تعريفات ( لسان العرب ) لإبن منظور ، وهي الكلمات التي تعطي نفس المعنى أو تدل على نفس الموضوع أو متكافئة في المعنى ، والردف ما تَبِعَ الشيء وكل شيء تَبِع شيئاً فهو رِدْفُه، وإذا تَتابع شيء خلف شيء، فهو الترادف.

والترادف قضية لغوية دلالية موجودة في سائر اللغات ولكن دار خلاف بين النحويين وعلماء اللغة وعلماء الدين المسلمين (نظرا لارتباط هذا الموضوع بعلوم التفسير) قديما واحتدم حديثا حول وجوده في اللغة العربية. ومرد هذا الخلاف إنما هو إلى ميزة في اللغة العربية فكثرة ألفاظها أغرت به ولكن الأصول الاشتقاقية لهذه الكلمات تؤكد على فروق دقيقة.

حتى أن بعض المختصين يذهب إلى عدم الأخذ بالترادف المطلق في اللغة حيث برأيهم لايوجد في العربية ترادف محض بل كل اسم وان رادف غيره فلا بد أن يختص بمعنى لاجله سمي الاسم به كالهندي والصارم من أسماء السيف فلكل واحد منها معنى فالهندي نسبة إلى الهند والصارم نسبة إلى الصرم والقطع. والاظهر أن أغلب المترادف في الأسماء ليس مترادف محض غير انه يوجد من الأسماء ما يكون ترادفها محض.

فاختلاف هذه الكلمات يكون من حيث اتفقت إذ يقودنا هذا التشابه إلي البحث في اشتقاقات هذه الكلمات لنقف على دقة في التفريق لا تعرفها بهذا المثال إلا العربية دون كثير من اللغات .

ولله در شاعر النيل حافظ إبراهيم :

أنا البحرُ في أحشائِهِ الدرُّ كَامِنٌ…
فَهَلْ سَأَلُوا الغَوَّاصَ عَنْ صَدَفَاتي


أجدد الترحيب بكم في هذه الصفحة ..

[المثنى كان هنا]

لفظة " المطر" .. و .. " الغيث ".

ذكر القرطبي في تفسيره الفرق بينهما ، فقال :
" الغيث "ما كان نافعا في وقته ،
و " المطر " قد يكون نافعا وضارا في وقته وغير وقته ،

لفظة الغيث :
قال الماوردي : لفظة " الغيث " في القرآن الكريم جاءت في سياق الخير والنفع والنعمة .
كما في قوله تعالى: [وهو الذي ينزل الغيث من بعد ما قنطوا وينشر رحمته وهو الولي الحميد [ (الشورى).
وجاءت (نكرة) في موضع واحد في قوله تعالى: ( اعلموا أنما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته) (الحديد 20 ).
وفي قوله تعالى : ( إذ تستغيثون ربكم فاستجاب لكم ) من سورة الأنفال 9


أما لفظة " المطر " :
فقد ورد ذكرها في القرآن الكريم في سياق العذاب والغضب
كما في قوله تعالى : ( وأمطرنا عليهم مطرا فساء مطر المنذرين ) من سورة النمل 58 .

وفي قوله تعالى : ( فجعلنا عاليها سافلها وأمطرنا عليهم حجارة من سجيل ) من سورة الحجر 74 .

[المثنى كان هنا]

الكوب والكأس :

الكوب:
قدح لا عروة له، وجمعه أكواب. قال تعالى : (بأكواب وأباريق وكأس من معين ( [الواقعة/18].
أكواب جمع كوب وهي الآنية التي لا عرى لها ولا خراطيم .


الكأس :-

قال تعالى: (من كأس كان مزاجها كافورا( [الإنسان/5]،
وقال تعالى : (كأسا كان مزاجها زنجبيلا ( [الإنسان/17]
والكأس: الإناء بما فيه من الشراب، وسمي كل واحد منهما بانفراده كأسا. يقال: شربت كأسا، وكأس طيبة يعني بها الشراب. قال تعالى: (وكأس من معين) [الواقعة/18]

[المثنى كان هنا]

الإثم والخطيئة :

الخطيئة : تكون من غير تعمّد ..
والإثم : لايكون إلا تعمّداً ..!

قال الله تعالى : ( ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا ) من الآية 112 من سورة النساء

قال أبو جعفر : يعني بذلك جل ثناؤه : من يعمل خطيئة وهي الذنب أو إثما وهو ما لا يحل من المعصية .

وإنما فرق بين "الخطيئة والإثم" ، لأن "الخطيئة" ، قد تكون من قبل العمد وغير العمد ، و "الإثم" لا يكون إلا من العمد ، ففصل جل ثناؤه لذلك بينهما فقال : ومن يأت "خطيئة" على غير عمد منه لها "أو إثما" على عمد منه .

[المثنى كان هنا]

الأجر والثواب :

الأجر :

الأَجْرُ : الجزاء علـى العمل، والجمع أُجور
قال الله تعالى : ( ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات إن لهم أجرا حسنا )
الأجر يكون قبل الفعل المأجور عليه والشاهد أنك تقول ما أعمل حتى آخذ أجري ولا تقول لا أعمل حتى آخذ ثوابي . والأجر إنما يكون في الاعمال البدنية من الطاعات، كما أن المرض لا أجر فيه، لكنه يحط السيئات، ويحتها حت الاوراق، وإنما الاجر في القول باللسان، والعمل بالايدي والاقدام.



الثواب :

يقال: أَثابَه يُثِـيبه إِثابةً ، والاسم الثَّوابُ ،
قال الله تعالى : ( ولأدخلنهم جنات تجري من تحتها الأنهار ثوابا من عند الله )
الثواب لا يكون إلا بعد العمل هذا على أن الاجر لا يستحق له إلا بعد العمل كالثواب وأيضا فإن الثواب قد اشتهر في الجزاء على الحسنات ، والثواب وإن كان في اللغة الجزاء الذي يرجع إلى العامل بعلمه، ويكون في الخير والشر، إلا أنه قد اختص في العرف بالنعيم على الاعمال الصالحة من العقائد الحقة، والاعمال البدنية والمالية، والصبر في مواطنه بحيث لا يتبادر منه عند الاطلاق إلا هذا المعنى.