بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمه الله وبركاته

قد يعاني البعض منّا من صعوبة في الخلود إلى النوم، فقد تتقلب في فراشك لساعات طويلة دون جدوى، فما الحل؟ وكيف يمكننا معالجة ذلك؟
يؤكد المختصون أن فترة النوم الطبيعية التي يحتاجها الفرد السوي تتراوح بين 5 ساعات إلى عشر، والمتوسط سبع ساعات ونصف ساعة لأغلب الناس، هذه النعمة ـ النوم ـ لا يشعر بقيمتها إلا من قلى (هجر) النوم عينيه وأصابه الأرق، والأرق ليس مرضا بحد ذاته، إنما ينظر إليه على أنه عرض لمشكلة طبية أخرى كما هو الحال بالنسبة للصداع.
ويمكننا تعريف الأرق على أنه استعصاء النوم أو تقطعه أو عدم الحصول على ثمرته، فيشكو المرء من عدم الحصول على نوم مريح..، مما يؤثر على نشاطه البدني وصحته النفسية والجسدية خلال النهار؛ وتختلف أسباب الأرق وعلاجه من شخص لآخر حسب حالته و ظروفه.


الأعراض الواضحة على المصاب بالأرق:


• الاستيقاظ المتكرر خلال الليل مع صعوبة في العودة إلى النوم مرة ثانية

• الاستيقاظ المبكر مع الشعور بالتعب والنعاس حتى لو نام ليلة كاملة دون اضطراب

• سرعة الغضب، قلة التركيز وضعف الإنتاجية



ما أسباب الأرق ؟

تقدم أن الأرق ليس مرضا بحد ذاته فلا يظهر وحده دون مسببات مسبقة، وأسبابه كثيرة ومختلفة تختلف باختلاف الشخص ونشاطاته والبيئة المحيطة به، وجميعها تتولد أثناء النهار ومن ثم تعتمد عليها جودة النوم بالليل، ومن أهم هذه الأسباب:

التدخين: فالتدخين قبل النوم من أهم الأسباب المؤدية للأرق، لأن من المعروف أن النيكوتين الموجود في التبغ مادة مثيرة للدماغ، تسبب الأرق.

تناول الكثير من الطعام في وقت متأخر من المساء يؤدي إلى عسر الهضم الذي يسبب الأرق

المخدرات والمسكرات: فمدمن المخدرات وشارب الخمر يتعرضان لاضطرابات شديدة أثناء النوم

الضجيج: فبعض الناس محاطون ببيئة مزعجة فلا يستطيعون النوم بسبب الضجيج العالي

شرب المنبهات: فعند شرب المنبهات قبل وقت قصير من النوم يسبب الأرق واضطرابات شديدة في النوم، إذ أن مفعول الكافيين في القهوة أو الشاي يستمر ما بين 12 – 20 ساعة، وتناول فنجانين من قهوة نسكافية مثلا (اللذين يحتويان على 150 – 200 ملغم كافيين) يؤرقان شاربها

الاضطراب في الايقاعات البيولوجية الطبيعية: وذلك خلال السفر أو العمل ليلا، وهذا يحدث لدى الطيارين والممرضات

الإصابة بالأمراض: من الأسباب المؤدية للأرق الإصابة بالأمراض مثل التهاب المفاصل، والصداع أو الحرارة والكلى والخلل في عمل القلب والربو وشلل الرعاش (باركينسون) وفرط نشاط الغدة الدرقية

الاضطرابات التنفسية: ويحدث هذا النوع من الاضطرابات مع المصابين بهبوط في القلب والكبر قبل الأوان وغيرها من الأسباب

القلق والضغط النفسي: فالضغط النفسي وما ينجم عنه من قلق زائد يعد من أهم أسباب الأرق على الإطلاق، ومن الأسباب الشائعة التي تسبب الأرق المزمن الاكتئاب، إذ يؤدي الخلل الكيميائي في الدماغ عند الأشخاص المكتئبين إلى إبقائهم مستيقظين طوال الليل.

عدم القيام بجهد جسماني: فيكثر الأرق عند العاملين في المكاتب، أو الذين لا يبذلون جهدا جسديا كبيرا

بعض أنواع الأدوية: تؤدي بعض أنواع الأدوية إلى حصول الأرق، ومن بين هذه الأدوية الكورتيكويدات ومشتقات الدوبامين وبعض الأدوية التي تستعمل لعلاج الربو ومضادات الاكتئاب وارتفاع الضغط.


العلاج

يجب التأكد أولا من إذا ما كان الأرق عابرا يختفي باختفاء مسببه كألم في الأضراس مثلا، أو إذا كان حالة مرضية تتكرر لليالي متتابعة..، فإنه يحتاج إلى علاج بحسب نوعه ومسبباته، وهذه بعض طرق العلاج والنصائح العلمية:

• علاج الأمراض التي تحرم المتأرق من النوم مثل آلام المفاصل أو الرأس أو البطن

• الاسترخاء واستباق النوم بأنشطة هادئة ومريحة

• العلاج النفسي بالنسبة للمصابين بالاكتئاب

• الابتعاد عن تناول المنبهات بكل أنواعها، وترك التدخين

• تهيئة غرفة النوم بإعداد السرير الجيد، والتهوية الجيدة للغرفة

• تجنب الرياضة المرهقة، أو وجبات الطعام الدسمة والمتأخرة

• تنظيم أوقات النوم وأوقات الاستيقاظ بشكل ثابت

يمكنك اللجوء أخيرا لاستعمال المنومات تحت إشراف طبي مع التنبه إلى ما قد يرافقها من أعراض جانبية مثل الإدمان أو النوم القهري خلال النهار



منقول
المصدر